|
قالوا دي هدوم الخدم في بيروت عنصرية رهيبه -توجد صوره#
|
تخرج زينة دكّاش من سجن لتدخل إلى آخر. السجن الجديد الذي تختبره منذ فترة ليس سجناً تقليدياً، ولم تثبت التهم أو الأحكام على نزلائه. إنّه سجن اختياري، يقصده روّاده بسبب الضيق الاقتصادي، يتركون بلادهم في أفريقيا وآسيا ويتجهون الى لبنان والدول العربية، ليصبحوا في خدمة السيّد والمدام. عاملات من إثيوبيا، وبوركينا فاسو، والسنغال، والكاميرون وسيريلانكا مع عمّال من السودان، يعيدون بناء أجزاء من قصصهم في البلد الذي هاجروا إليه، مع كفيل ووسيط يحضرهم بموجب نظام كفالة يفترض به أن يكون المرجع في العلاقة بين العامل الأجنبي وكفيله اللبناني. من جهة ثانية، يظهر العرض وجهة نظر الطرف الآخر، أي الكفيل الذي سيتعايش مع شخص أجنبي لا يتقن لغته ولا ثقافته، حيث سيفقد خصوصيّته وبعضاً من مساحته لصالح العامل المقيم معه في منزله. ظروف الطرفين تؤثر سلباً على علاقتهما ويحدث ما يحدث من تعدٍّ واضطهاد، ويخرج الكفيل منتصراً بطبيعة الحال، مع غياب أي قانون لحماية العمّال الأجانب وبوجود تحيّز ضد هؤلاء لصالح ابن البلد. تخبرنا زينة عن المصاعب التي واجهتها خلال إنجاز العرض. ستضطر مرة أخرى كما فعلت في السجون، إلى معايشة واقع الممثلين، ففي حال العاملة الأجنبية «لا تستطيع المدام الاستغناء عن وجودها في المنزل»، بينما يستطيع بعضهم التفرّغ ساعتين مساءً خلال الأسبوع، وآخرون في يوم آخر خلال النهار. الصعوبة التي واجهتها للاجتماع بهم تقع في صلب العرض الذي يميط اللثام عن حرمانهم من حياتهم الطبيعية ومن أبسط حقوقهم كالحرّية.
|
|
|
|
|
|