الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده "غريبا"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-09-2014, 07:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده "غريبا"

    Quote: تدخلت فى إعدام محمود محمد طه كحالة نادرة وهذا ما دار بيني وبينه
    أروي لنا قصة إعدام محمود محمد طه واللحظات الأخيرة فى حياته؟
    محمود محمد طه ومعه مجموعته وعددهم اربعة كانوا فى السجن فى وضع طبيعي مثلهم مثل المساجين الآخرين ولأول مرة تتاح لي فرصة التدخل فى حكم إعدام وهو حكم محمود محمد طه وشكرت الله اني منحت هذه الفرصة قرار اعدامه جاء يوم الأربعاء وبلغناه به وقلنا له إذا لم تستجب سينفذ فيك الإعدام يوم الجمعة وكان ثابت ثباتا لم أشهده من قبل وقلت للحرس يوم الخميس سأصلي المغرب فى السجن وتجيب لى محمود فى المكتب والفعل عندما احضروه لي فى المكتب قلت له نحن شرطة ننفذ الاحكام فقط ولاول مرة تتاح لنا فرصة التدخلوالآن نطلب منك ان تكتب لنا استرحاما وتؤكد انك تخليت عن افكارك هذه قال لي لمن؟ قلت له للسلطة التى اتخذت القرار قال لا ليس لي علاقة مع هذه السلطة كان متمسكا جداً بموقفه وبعد ان ذهب مني قلت للحرس كلم الديدبان إذا محمود محمد طه طلب مقابلتي فى اي وقت يسمح له بذلك وأنا أجي اقابله لكن للأسف حتى يوم الجمعة الساعة العاشرة إلا ربع لم يتراجع حيث حضر كل من دفع الله الحاج يوسف والكباشي وتم تجهيزه وتم التنفيذ فى المواعيد المحددة.

    الوطن 9 ديسمبر 2014
    ص 3

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 12-09-2014, 08:04 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 12-13-2014, 06:21 AM)

                  

12-09-2014, 07:39 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    k.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    k1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-09-2014, 07:42 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    k2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    k3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: ((في شهادة عيان سجلها قلم الكاتبة والصحفية الأمريكية، جوديث ميلر، المراسلة السابقة لصحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط، في كتابها الذي أسمته، God Has Ninety Nine Names "لله تسعة وتسعون اسما" ، ورد وصف لحادثة التنفيذ، جاء فيه:

    كان صباحا مثاليا. بعد سويعات، تصبح الخرطوم خانقة. ولكن عند السادسة من صباح 18 يناير من عام 1985 كان الهواء صافيا. وكانت السماء قد لبست بالفعل زرقة حمام السباحة.

    في غرفتي بفندق الهيلتون، كان الصوت الوحيد، هو صوت مكيف الهواء، ذي العشرين سنة، وهو يضخ هواء محتمل السخونة. شربت قهوتي، وقرأت جريدة الصباح، محاولة ألا أفكر فيما سيحدث. لقد رأيت وقمت بأشياء كثيرة، بوصفي رئيسة مكتب صحيفة نيويورك "تايمز" بالقاهرة. كما شهدت أحداثا مروعة عديدة منذ رحلتي الأولى إلى الإقليم في عام 1971، وأنا لم أزل طالبة حديثة السن. غير أني، لم أغطي حادثة تنفيذ حكم بالإعدام.

    بعد ساعة خرجت في طريقي إلى سجن كوبر. ساحة سجن كوبر مستطيلة الشكل، وبحجم ميدان لكرة القدم. عندما وصلت برفقة جمال محي الدين، مدير مكتب مجلة "تايمز" بمصر، كانت ثلاثة أرباع تلك الساحة ممتلئة بالناس. كنت ألبس جلبابا أبيضا فضفاضا، وغطاء للرأس، لئلا يكتشف حراس السجن أنني شخص أجنبي. لوح لنا الشرطي بيده إيذانا لنا بدخول موقف السيارات. فعل ذلك، من غير أن يلقي حتى بنظرة ثانية نحوي في المقعد الخلفي. علما بأن المقعد الخلفي هو المكان الطبيعي، لوجود امرأة في سيارة، في الشرق الأوسط. خفضت رأسي بينما سرنا أنا وجمال ببطء، وسط الحشد، نحو قلب ساحة السجن، لنجد مكانا للجلوس على الأرض الرملية.

    كانت المشنقة في الجانب البعيد من الساحة. مرتفعة نوعا ما، غير أنها أقل في الارتفاع من حوائط السجن المبنية من الحجر الرملي. كان المشهد في كوبر مرحا. لا شئ هناك يشبه الصور المتجهمة التي رأيتها للسجون الأمريكية حيث يحتشد أصدقاء وأقارب المحكوم عليهم بالإعدام، خارج الأسوار، وسط المتظاهرين المعترضين الذين يحملون الشموع في الليل.

    يبدو أنني كنت المرأة الوحيدة في الساحة. وبدا أن كثيرا من الحاضرين، الذين يقدرون ببضع مئات، يعرفون بعضهم البعض. ظلوا يحيون بعضهم البعض، بتحية الإسلام التقليدية " السلام عليكم" ويجيء الرد مرات ومرات "وعليكم السلام". الرجال ذوو البشرات الداكنة، في عمائمهم التي يبلغ ارتفاعها القدم، وجلابيبهم البيضاء الفضفاضة، يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث، حول حالة الطقس، بشائر محصول تلك السنة، والحرب التي لا تنتهي في جنوب السودان. ورويدا رويدا، جلس كل واحد على الرمل، تحت وهج الشمس، التي بدأت حرارتها تزداد قسوة مع كل دقيقة تمر. كان الموعد المعلن لتنفيذ الحكم هو الساعة العاشرة.

    قبل الزمن المحدد بقليل، قيد محمود محمد طه إلى الساحة. الرجل المحكوم عليه والذي كانت يداه مربوطتان خلف ظهره، بدأ لي أقل حجما مما كنت أتوقع. ومن المكان الذي كنت أجلس فيه، وبينما كان الحراس يسرعون به إلى الساحة، بدا لي أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاما. سار مرفوع الرأس، وألقى نظرة سريعة على الحشد. عندما رآه الحاضرون، انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوحون بقبضات أيديهم نحوه. ولوح قليلون منهم بالمصاحف في الهواء.

    تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه، قبل أن يضع الحارس الذي قام بالتنفيذ، كيسا ملونا على رأسه وجسده. ولن أنسي ما حييت، التعبير المرتسم على وجهه. كانت عيونه متحدية، وفمه صارما، ولم تبد عليه مطلقا أية علامة من علامات الخوف. بدأ الحشد في الهتاف، بينما كان مجندان سودانيان يلبسان زيا رملي اللون يضعان عقدة الحبل على المكان المفترض أن تكون فيه رقبة محمود طه. ورغم أن ضجيج الحشد قد ابتلع أصوات الجنديين، إلا أنه بدا وكأنهما كانا يصيحان ضده. فجأة تراجع الحراس للوراء، ثم سُحبت أرضية المنصة. فاشتد الحبل، واهتز الغطاء الموضوع على جسد طه في الهواء.

    اشتعل الهدير في الساحة "الله أكبر". وتكثف الهتاف عندما بدأ الحشد في تكرار الهتاف بشكل جماعي، "الإسلام هو الحل". الرجال الذين امتلأوا حماسة، عانقوا وقبلوا بعضهم البعض. أحد الرجال الذين كانوا بجانبي صرخ، "أخذت العدالة مجراها"، ثم جثا على ركبتيه، ووضع جبهته على الرمل وتمتم بصلاة إسلامية. الحالة الاحتفالية التي جرت من حولي، صعقتني، وأصابتني بالغثيان. جذبت جمال من كم قميصه، محاولة أن أشعره بأنه يتعين علينا مغادرة المكان، فقد كنت بالفعل، عاجزة عن النطق. في حالة التوتر العصبي التي اعترتني لابد أنني قد قمت لا شعوريا بسحب الغطاء الذي كان يغطي رأسي، فانحرف عن موضعه. استشعر جمال الخطر، وجذب الغطاء على ناصيتي شعري اللتين انكشفتا، ودفعني بحزم صوب المخرج. وبينما كنا نشق طريقنا صوب البوابة الحديدية الثقيلة، بدأت الرمال في الثوران والارتفاع في شكل سحابة برتقالية نتيجة لجرجرة الحشد لأقدامهم على الأرض الترابية. عند وصولي للمدخل، لويت عنقي لألقي نظرة أخيرة على المشنقة. كان الكيس، وجسد طه لا يزالان متدليان على الحبل. فتساءلت في نفسي، متى سينزلونه؟.

    لدى كثير من السودانيين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم، فإن طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردة عن الإسلام. وهي تهمة نفاها طه، الذي أصر حتى النهاية، أنه ليس مهرطقا، أو مرتدا عن الإسلام، وإنما مصلح ديني، ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية، "قانون المسلمين المقدس" والطريقة التي فهمها ونفذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف، أحسست، أنا أيضا، أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص في قناعته الدينية، وإنما بسبب من نقصهم هم. _ (ص. ص.11 –12)

    وقد أثبت الدكتور عبد الله أحمد النعيم، في المقدمة التي كتبها للترجمة الإنجليزية، التي قام بها لكتاب الأستاذ محمود محمد طه "الرسالة الثانية من الإسلام"_ تصويرا لمشهد التنفيذ، لا يختلف سوى اختلاف طفيف عما نقلته ميلر. غير أن وصف د. النعيم يغطي مساحة زمنية أوسع. إذ يشمل تصويره الليلة السابقة للتنفيذ وما جرى فيها من استعدادات أمنية. إضافة إلى ما جرى في شأن الجثمان الذي حملته طائرة هليكوبتر عسكرية إلى مكان مجهول. كتب د. النعيم:

    في الوقت الذي كان فيه الرئيس نميري يدلي بحديث الموافقة على تنفيذ الحكم، من خلال الراديو، والتلفزيون، بعد ظهر يوم الخميس 17 يناير 1985 ، وضعت كل قوات الأمن بالعاصمة، في حالة تأهب قصوى. وفي الوقت الذي كانت فيه القوات التابعة لجهاز الأمن، تلقي بالقبض على الجمهوريين، لتضعهم رهن الاعتقال التحفظي، كانت القوات المسلحة قد تسلمت أمر الإشراف الأمني على المنطقة الواقعة حول السجن، بالخرطوم بحري، وعلى داخل السجن أيضا، حيث سيتم تنفيذ الحكم في صباح اليوم التالي. كما جرى تحريك قوات مظليين إلى داخل السجن، وتم الاحتفاظ بطائرة هيليكوبتر، منذ الليل، داخل السجن، لكي تقوم بنقل الجثمان عقب التنفيذ. في فجر الجمعة، جرت أضخم إجراءات أمنية تشهدها منطقة السجن. حيث بدأت سلطات الأمن تدقق في الهويات، وتراقب عن كثب، المئات القليلة، التي جاءت لتشهد التنفيذ العلني للحكم، المقرر له أن يتم في العاشرة.

    عندما أحضر الأستاذ محمود، عبر العتبات المؤدية، إلى سطح المشنقة الحديدية الحمراء، تم نزع الغطاء الذي يغطي رأسه لبضع دقائق. وقد وردت تقارير تفيد بأنه قد أجال بصره في الجمهور، وهو مبتسم، وذلك قبل أن يعاد الغطاء إلى رأسه للتنفيذ _. عقب تنفيذ الحكم بالشنق، أنزل الجثمان، ووضع على نقالة، وجرت تغطيته، ببطانية قديمة. ثم جرى حمله إلى طائرة هيليكوبتر، طارت به في الحال، إلى جهة مجهولة. في وقت لاحق، وردت التقارير بأن الجثمان قد ووري الثرى في قبر سطحي، في منطقة ما، واقعة في الصحراء غرب أمدرمان. وهناك شكوك، فيما إذا كان، في وسع الرجال الذين قاموا بتلك العملية الشاذة، التعرف على البقعة التي ووري فيها الجثمان الثرى، في ذلك اليوم.( ص. ص. 16– 17)

    وقد كتب د. النعيم، في المقدمة نفسها فقرة ركزت على مسألة "وحدة الفكر والقول والعمل" التي كان يدعو لها الأستاذ محمود محمد طه طوال حياته، والتي جسدها في وقفته الشامخة، أمام جلاديه، في يوم الجمعة 18 يناير 1985. كتب دكتور النعيم:

    ظل طوال حياته، يدعو إلى أن الاستسلام للإرادة الإلهية، هو جوهر الإسلام، وقد حرص على تجسيد ذلك الاستسلام، في كل جزئية من جزئيات حياته الخاصة، والعامة. وكثيرا ما لفت نظر تلاميذه، إلى رؤية يد الفاعل الأصلي – الله – من وراء يد الفاعل المباشر للفعل. وبقبوله لمصيره، على ذلك النحو، برهن الأستاذ محمود، على أن الإيمان والعمل، يمكن أن يتطابقا في حياة الإنسان، على وتيرة واحدة منتظمة، حتى لتبلغ أن تصمد للاختبار في حده الأقصى، المتمثل في الموت. وعندما تلقى حياته، وأعماله التقدير الكامل، فإن السودانيين، وربما العالم بوجه أعم، سيرى في أحداث صباح الجمعة المشؤومة، أبلغ شهادة على القامة الأخلاقية السامقة للرجل _ (ص. ص. 18-19)

    وفي شهادة أخرى مكونة من عدة صفحات، كتبها، بشير بكار، في 10-12 مارس 1985، أي بعد أقل من شهرين من حادثة التنفيذ، وصف آخر لمشهد التنفيذ. ووصف بشير بكار، وهو واحد من تلاميذ الأستاذ محمود، مشابه لوصف ميللر. كتب بكار، في ما أسماه، "شهادتي للتاريخ" وقد نشرت بصالون الإخوان الجمهوريين بشبكة الإنترنت ما يلي:

    في حوالي الساعة التاسعة والثلث امتلأت الساحة (التي تسع حوالي ألفين) وقفل الباب. كانت المشنقة تقع في الجانب الغربي من الميدان، وهي عبارة عن منصة عالية، وما تحتها مثل القفص، ويُصعد إليها بسلم من الجهة الغربية، ويطل فوق المنصة قائم المشنقة، وهو عبارة عن عمود عال ينتهي في أعلاه بزاوية قائمة، يتدلى منها حبل المشنقة، وآخر الحبل عبارة عن أنشوطة غليظة، تبدو من بعيد وكأنها من البلاستيك، وتكون مشجوبة في "الدرابزين" الذي يحيط بالمنصة من الجهة الشمالية. في الجزء الغربي من الميدان، أمام المشنقة، التي تنفصل عن الميدان بسور صغير من "الدرابزين"، تركوا في هذا الجزء فسحة خالية، ينتشر فيها الجنود وضباط الأمن والشرطة ورجال الدولة والقانون.. وفي الركن الشمالي الغربي من الميدان كانت هناك منصة صغيرة (أو تربيزة) عليها مايكروفون، تذاع منه الأحكام قبل التنفيذ، ويجلس هناك بعض رجال القضاء. بعد التاسعة والنصف تقريبا بدأت تسمع أصوات لتظاهرتين صاخبتين من السجناء السياسيين في داخل السجن.. إحداهما من الجهة الشرقية والأخرى من الجهة الجنوبية لميدان المشنقة.. كانوا ينددون بالحكم، وبنميري، ويهتفون بصورة قوية. وبدأت حشود السلفيين في الساحة تهتف هتافات مضادة.."الله أكبر".. "تحيا العدالة".. وهتافات أخرى ضد الأستاذ. وقبيل العاشرة بحوالي ثلاث دقائق، ظهر الأستاذ.. يسوقه ثلاثة أو أربعة من الجنود، ويصعدون به على سلم المشنقة من الجهة الغربية، واحد عن اليمين وآخر عن الشمال.. وواحد أو اثنان من الخلف. وكانت رجلاه مكبلتين بقيود من حديد.. ويداه مكتوفتين من الخلف.. وعلى رأسه قناع أحمر، يغطي الرأس ومنطقة العنق. وكان يلبس قميص السجن المصنوع من "الدمورية" السمراء الخشنة.. ويرتدي سروالا أبيض اللون.. وكان حافي القدمين. عندما أوقفه الجنود على المنصة كان متجها إلى الجنوب، فرفعوا القناع الأحمر عن رأسه، ليراه الناس...

    عندما أزاحوا القناع عن وجهه، وانهمرت أشعة الشمس الساطعة على طلعته البهية المشرقة، وعلى رأسه الأشيب.. كان قد بدا في ثبات وهيأة الجبل الشامخ الأشم.. ولم يلبث أن اتجه نحو الشرق، ورأسه مرفوع، كأنه يتطلع إلى الأفق.. مثلما كان يخرج من باب داره، إلى حلقة الذكر، ويتطلع في وجوه الأخوان وفي أفق السماء.. وابتسم تلك الابتسامة التي وصفتها وكالات الأنباء بأنها ابتسامة رثاء وسخرية، من الذين حكموا عليه.. ابتسامة دلت على عدم الاكتراث، وعدم المبالاة بالموت.. ثم أعادوا الغطاء على رأسه.. وتلا مدير السجون من خلال المايكروفون حكم المحكمة. فأخذ جلاد السجن أنشوطة المشنقة، وكانت مشجوبة على "الدرابزين" في الجهة الشمالية، فوضعها في عنق الأستاذ. ولكن أعلن من المايكروفون مرة أخرى أن المكاشفي الكباشي سيلقي كلمة كذلك. فرفع الحبل عن الأستاذ، وأعيد إلى مكانه.. واستمر المكاشفي، في قراءة كلمته لمدة أربع أو خمس دقائق تقريبا.. وبعدها (أو أثناء ذلك) أعيد الحبل إلى عنق الأستاذ من جديد. وكان قد ساد في هذه اللحظات لغط وسط الجمهور لأن الجنود ورجال الأمن في المقدمة، وكانوا قد أجلسوا الجمهور على الأرض، ظلوا هم واقفين أمامه، فحجبوه عن الرؤية، فاحتج الناس، وأخذوا يقفون ويندفعون إلى الأمام. في تلك اللحظات انسحب الجنود من حول الأستاذ، وفتح الجلاد "ترباس" المشنقة.. وهوى جسد الأستاذ عندما انفتحت المنصة من تحت قدميه.. وسُمع صوت الفتحة مع صوت الفتحة الذي تحدثه في الهواء. وأصبح جسد الأستاذ متدليا من حبل المشنقة من تحت سقف المنصة.. وقد بدا جسمه ساكنا من أول وهلة.. كأنما هو واقف فقط.. قدماه متدليتان تبدو راحتاه بيضاوين..))

    جرى تضمين هذات الوصف في كتاب (نحو مشروع مستقبلي للإسلام: ثلاثة من الأعمال الأساسية للمفكر الشهيد محمود محمد طه) وقد صدرالكتاب في بيروت، عن المركز الثقافي العربي ببيروت، ودار قرطاس للنشر بدولة الكويت.
                  

12-09-2014, 05:16 PM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    الارو العزيز استاذى عبدالله صباح الخير

    كنت فى الميدان الغربى فى جامعة الخرطوم حبث الحشد التضامنى مع الشهيد الاستاذ محمود واردت المشاركة باسم النقابة العامة لعمال النقل الميكانيكى بالسودان .وشقيقتى الصغرى روحية
    حالت دونى ومشاركتى لانى قد خرجت لتوى من المعتقل قبيل وبعد قوانين سبتمبر سيئة الذكر .

    لقد كان واجبا وفرضا من كل السودانيين حماية النبى الشهيد الذى اتى قبل اوانه واعتبر نفسى مقصرا فى هذا الواجب وكل الذين يرفضون الهوس الدينى لم يرتفعوا لمستوى التحدى ولو فعلوا ذلك
    لما صرنا الى منحن فيه الان .اليوم يدرك جميع السودانيين فداحة الفقد الكبير واهمية الغائب الحاضرسيد الشهداء الاستاذ محمود وفكره لملا الفراغ الروحى والابداع والمنهج الفطرى الذى يليق بالانسن
    كما يريد الله عز وجل .

    نستعد فى مقبل الايام للذكرى الثلاثين للشهيد المبجل خالد الذكر مصباح الدجى امام الهدى المقتدى للنور المبين الاستاذ محمود محمد طه .

    (عدل بواسطة فقيرى جاويش طه on 12-09-2014, 05:20 PM)
    (عدل بواسطة فقيرى جاويش طه on 12-09-2014, 05:58 PM)

                  

12-09-2014, 05:24 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: فقيرى جاويش طه)

    مدير سجن كوبر محمد سعيد ابراهيم فى نادى الاعترافات مع عادل سيد احمد
                  

12-10-2014, 12:40 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: فقيرى جاويش طه)

    شكرا يا أستاذ فقيري على هذه المشاركة الثرة
    دائما بنتمنى لو الناس يكتبوا لينا عن ما عايشوهو من تلك الأيام ففيه عبر ومواعظ أكيد يستفيد منها الناس
    والآن مثلا شوف الضجة حول إهدار دم الترابي بسبب فكره
    شكرا يا فقيري وكثيرا
                  

12-10-2014, 04:05 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    شكرا يا ياش يكري
                  

12-13-2014, 06:23 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    كتب د. الشفيع خضر سعيد
    Quote:
    سجن \"كوبر\"... في 17 يناير من العام 1985. كان السجان طيبا، يسمح بحرية الحركة بين الأقسام المختلفة داخل السجن.. وكان الشيخ في قسم \"زنازين الغربيات\". قضيت معه كل صباح الخميس وبعضا من الظهيرة...إستقبلني بإبتسامة جميلة تنضح بالحياة....كان ممتلئا حيوية وثقة بالنفس، وكان جميلا بهيا وهو في جلبابه الأبيض. جلسنا فوق \"البرش\"، وقدم لي البلح والشاي. حدثني: عن الهوس الديني وتشويه الإسلام، عن سرقة قوت الفقراء بإسم الله، عن أن \"النميري\" مطية غبية لتجار الدين، عن صراعه المحتدم والمستمر مع جماعة الهوس، عن رفضه الثابت لقوانين سبتمبر (1983)، وأنه لن يتنازل أبدا حتى ولو كلفه ذلك حياته!.. وحدثني عن الثورة..!! قال لي بالحرف الواحد: \"حال البلد هذه الأيام أشبه بحالها في الأيام الأخيرة قبل ثورة أكتوبر 1964....الشعب في حالة غليان وسينفجر ويطيح بالهوس...إني أرى الخضرة في كل شيئ....وأراها قريبا جدا\". ثم أخرج من جيبه ورقة أعطاني إياها قائلا: \" هذا منشور من جماعتكم، أصدروه صباح اليوم\". كانت الورقة بيانا من الحزب الشيوعي السوداني بعنوان \"أرفعوا أيديكم عن محمود محمد طه\"

    وواصلت الإستمتاع بالإستماع إليه والحديث معه. تحدثنا في كل شيئ..، إلا الموت وحكم الإعدام. وفجأة جاءني السجان الطيب مسرعا ومشفقا يطلب مني سرعة الرجوع إلى (عنبري) في قسم \"المديرية\" (أحد اقسام السجن). ودعت الشيخ ووعدته بالحضور إليه صباح الجمعة .... وأنا لا أدري...

    في الطريق إلى العنبر كان السجان الطيب مهموما.. سألته فقال لي: \"السجن مليان جيش..ويظهر في حاجة بطالة حتحصل...\". دخلت إلى العنبر لأجد زملائي المعتقلين متجمعين حول التلفاز يستمعون إلى فحيح السفاح \"نميري\" وهو يؤيد حكم الإعدام.. وجم السجن، وإزدادت جدرانه وجوما. كان الصمت مطبقا إلا من نبضات الحزن والغضب المكبوت....

    أتجه أبوبكر الأمين، زميلي في المعتقل، إلى الجدار الفاصل بين قسمنا وساحة الإعدام...اسمها \" ساحة العدالة الناجزة\"!! وبدأ أبوبكر يحفر في الحائط .... قضى الليل كله، ونحن معه، يحفر ونحفر، بكل ما هو متاح: بقية من \"علبة صلصة\"، قطعة زجاج، مشبك حزام بنطال...ونصل مخبًأ.!! حتى زحزحنا الحجر الضخم / الصخرة الصغيرة...وأصبحنا نرى قبح المشنقة بكل وضوح..

    أطل الصباح الشتوي الحزين...الجمعة 18 يناير 1985. رفضنا إستلام الغذاءات وأعلنا إضرابا عن الطعام في كل أقسام السجن. بدأت جموع المرجفين ترد إلى ساحة الإعدام وهم يهتفون ويتصايحون.... كانوا في حالة لا توصف من الهيستريا والهوس المجنون... وكان بعضهم يرقص...!!! ونحن ننظر من خلال تلك الكوة السرية، مجموعة تلو الأخرى في تنظيم وترتيب دقيق، صامت ومتوتر.

    ثم جاءوا بالشيخ مكبلا ومغطى الرأس حتى العنق....كان يمشي بثبات وبطولة... لم، وأعتقد لن، أرى خطوة ثابتة وقوية مثل تلك الخطوات التي كانت تتجه، مدركة، إلى السكون الأبدي... كانت الخطوات تكتب على أرض ساحة الإعدام: نعم، أشهد أني أنقله من الشيخ القوي إلى الشيخ الشهيد...لكنه الشيخ الثابت على المبدأ... الشيخ المنتصر... الشيخ الملهم......

    تعالت صيحات الهيستريا والهوس المجنون...وتضاعفت...كانوا كثر...أتوا ليروا هزيمتهم...ولكن هل يروا؟ كان الجلاد حزينا وهو يلف حبل المشنقة حول عنق الشهيد....بعد تلك اللحظة تخلى عن \"مهنته\" إلى الأبد!. وفجأة أمر القاضي بكشف الغطاء عن وجه الشهيد قائلا بتلذذ عجيب: \" ليرى الزنديق كيف ينبذه الناس\"... وكشف عن وجه الشهيد....يا للروعة ويا للعظمة...كان مبتسما وهادئا وساخرا... ما أجمل ذلك..شجاعة وصمود وبسالة وإيمان...وإزدراء للموت...لم، وأعتقد لن، أرى مثل ذلك قط..! ومع كشف وجه الشيخ أخرست كل عواءات الهوس...وأطبق صمت رهيب..رهيب إلا من أصوات إرتجافاتهم...والشيخ ينظر إليهم في إبتسامة خالدة...إبتسامة تجهيل ورثاء..! ما أقوى أن ترد الحقد بالرثاء حتى وهو يقتلك!!

    ونحن، كنا ننظر في صمت وخشوع ورهبة....لحظة لا تملك أي قدرة على وصفها....فهي غشتنا لمرة واحدة فقط...لكنها فعلت الكثير في دواخلنا وأنسجة مشاعرنا وعقولنا....فعلت ما لم تستطع فعله سنوات الدراسة والتجربة والعمل....تغذينا بلحظة الموت تلك ما لم تستطع أن تغذينا به لحظات الحياة.....!!

    وفي لحظة السكون تلك..قررنا نحن أن يسمعنا الشيخ قبل استشهاده....فهتفت كل أقسام السجن في لحظة واحدة وبنغم واحد، رددته معنا السماء والجدران: شهيد...شهيد يا محمود، فاشي...فاشي يا كباشي، سفاح

    سفاح...سفاح يا نميري، مجرم نازي يا....، وسمع الشيخ الهتاف، وإزدان وجهه بإبتسامة أجمل..! وسرى الرعب في كل المهووسين وإزداد بؤسهم صمتا...وسمعنا حشرجة القاضي يأمر الجلاد بالتنفيذ....سريعا غطى الوجه المبتسم....وتدلى جسد الشيخ النحيل....لا صوت إلا هتاف المعتقلين.. يشق عنان السماء مصاحبا لروح الشيخ الشهيد.....

    يا صنوج الإعلان.......يا طبول الشهادة

    دقي...رددي.........دقي

    للشيخ الذي كان يدري

    أن يضحك.....ولا يبكي

    للحياة.....الباطن والظاهر

    صمت الجميع....إلا صوت الشارع في المدن الحبلى بالثورة. وتحدث الصمود، تفجر المخزون المكبوت،

    وإلتقت روح الشيخ الشهيد بروح حفيدته \"مشاعر\"، وكانت إنتفاضة الشعب في مارس / أبريل 1985.



    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-4707.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-4707.htm

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 12-14-2014, 05:47 AM)

                  

12-13-2014, 06:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    من الواضح انو موضوع الأستاذ شاغل التاس
    د. البوني يذكر الآن في قناة النيل الأزرق 13 ديسمبر 2014 يشيد بكون الأستاذ محمود كان يلجأ للحوار وليس العنف والتهديد كما يجري الآن بين ائمة المساجد والأمن والترابي
                  

12-13-2014, 07:43 AM

خالد المبارك
<aخالد المبارك
تاريخ التسجيل: 03-20-2014
مجموع المشاركات: 571

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    اعتقد حيران محمود محمد طه انه لن يموت و لن يستطيع احد ان يمس شعرة منه و انه ستحدث معجزة في لحظة الاعدام ، سرت تلك الترهات حتى في اوساط المتعلمين و بين طلبة جامعة الخرطوم في اركان النقاش قبيل اعدامه ، و يبدو ان محمود نفسه كان يؤمن بهذه الخرافة الشئ الذي دعاه لان لا يتنازل عن رأيه في فترة الاستتابة :

    ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب )


    و سقط هُبل و اسقط في ايدي الحيران

                  

12-13-2014, 08:13 AM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4071

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: من الواضح انو موضوع الأستاذ شاغل التاس
    د. البوني يذكر الآن في قناة النيل الأزرق 13 ديسمبر 2014 يشيد بكون الأستاذ محمود كان يلجأ للحوار وليس العنف والتهديد كما يجري الآن بين ائمة المساجد والأمن والترابي


    شيخ عبدالله, السلام عليكم و رحمة الله.
    بدأت أكتب كلام زعل عن هؤلاء الأوغاد و لكن بدون اي أسباب معروفة لي الكمبيوتر طفأ, فقلت الحمد لله, لا بد أن أحفظ الأدب في حضرات مثلكم.
    يعني ناس عبد اللطيف البوني, قول ليهم بعد إيه ترفعوا أصواتكم؟ بعدما مكنتم الهوس الديني و صفقتكم لفلان و شيختكم كل الاوغاد؟
    على أى حال يا شيخ عبدالله, أنا والله مقتنع قناعة ما بعدها قناعة, البلاء الجاء للسودان دا بسبب عدم وقوفنا, أهل السودان, وقوف قوي ضد الظلم و العسف الذي تعرض له الأستاذ!
    ثانيا, مقتنع قناعة تامة إنه كل الذين ساهموا مباشرة في ذلك الظلم ربنا حيورينا فيهم يوم لو مد في أعمارنا!
    أولهم عمار محمد أدم دا. ذلوه ذلا شديدا في بداية الإنقاذ و ما زالوا بل و ألصقوا فيه تهمة أنه مصاب نفسيا, مجنون! عديل كدا! هكذا اشاعوا و مازال أهل السودان و أناس في هذا البورد يتعاملون معه على أنه مجنون. أصابته اللوثة تماما كما الذين خانوا المسيح كان صاح كان كذب. سيكون مسخ مشوه هكذا إلى يوم الدين!
    محمد طة محمد أحمد لاقى ما لاقى من التعذيب و الإهانة على أيدي شيوخة و اصفياه ! طاروده و كفروه . هو من جانبه وصف الترابي " شيخه و مربيه" بإتفه الاوصاف بل و أتهمه في نفسه عندما لمزة بشعارات المظاهرات الشهيرة التي هتفت للخرطوم أن جوطي. و أخيرا مات ميتة و القي في العراء. ميتة لا تتمناها حتى للأعداء !
    ابو قرون و ما ادراك ما ابو قرون. كما هو تأمر على الأستاذ و أستتاب تلاميذة, تم هو إستتابته ولكنه لم يكن رجلا كالرجال, أنكر كل شي و رواق و نجا لانه " أسقطه في أيديهم, و لكن إلى حين فمازالوا يتربصون به. هو فقد الإحترام على أي حال و ينظرون له بسخرية و يهمزون و يلزمون من طريقة عطوره و لبسه و بعض سلوكه.
    الأن الدور على الترابي! لمت فيه كلاب جهنم و سيرى أن منقلب سينقلب جزاء ما فعلت يداه. جزاء مكره. هؤلاء هم الذين زرعهم ليرهب بهم أعداءه قد إنقلبوا عليه و الويل له!
    أما البقية, والله لو حكيت لك ما سمعت عن الذين تأمروا على الأستاذ مثل المكاشفي و امثاله قصص حكاها أناس حولهم لا شفقت على حالهم و الحالة النفسية التي يعيشونها و الخوف الدفين الذي يلفهم و يلف أسرهم.
    حياة ضنكة يعيشيها أوغاد الأنقاذ. لنا قريب مما يسمونهم بالدستوريين, عندما تكفهر الاحوال في البلاد, يرسل اسرته لتعيش مع قريبا لنا أخر في إحدى الأحياء الشعبية و تعتري الدستوري هذا و أسرته حالة من الخوف و الوجل من خطر وشيك يتوهمونه و لا يراه غيرهم. أهلنا في هذا الحي الشعبي يعيشون مطئمنون رغم فقرهم و قريبنا الدستوري يعيش وجلا رغم ماله. اللطيف أن المضيف أقترح على الدستوري هذا أن يكتبوا عند فكي لان حالتهم هذه ليس طبيعية ! لابد ان يكون مسهم شئ او أصابتهم عين.
    خائفون دائما هؤلاء الاوغاد لانهم يعلمون أن يوم التغابن قادم و هو قريب.
    معليش يا شيخ عبدالله, دا المخفف جدا بعد ما الكمبيوتر قطع. والله الاصلي إلا كان ولع نار في بوستيك دا.
    برضو والله حبيت أحييك و أسلم عليك يا جميل.
                  

12-13-2014, 08:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: Omer Abdalla Omer)

    سلامات يا أستاذ عمر عبد الله

    ما حدث للترابي من تلاميذه منذ مطلع الألفية، وما يتعرض له الآن من إهدار دم ومحاولة محاكمته بقوانينه التي وضعها وفيها مادة الردة، دليل على أن قانون المعاوضة قد أدركه "ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". وبالرغم من ذلك يأمل الواحد أن لا يحتاج الأشرار إلى التجارب القاسية، وأن يرجعوا من قريب.

    ياسر


    Quote: شيخ عبدالله, السلام عليكم و رحمة الله.
    بدأت أكتب كلام زعل عن هؤلاء الأوغاد و لكن بدون اي أسباب معروفة لي الكمبيوتر طفأ, فقلت الحمد لله, لا بد أن أحفظ الأدب في حضرات مثلكم.
    يعني ناس عبد اللطيف البوني, قول ليهم بعد إيه ترفعوا أصواتكم؟ بعدما مكنتم الهوس الديني و صفقتكم لفلان و شيختكم كل الاوغاد؟
    على أى حال يا شيخ عبدالله, أنا والله مقتنع قناعة ما بعدها قناعة, البلاء الجاء للسودان دا بسبب عدم وقوفنا, أهل السودان, وقوف قوي ضد الظلم و العسف الذي تعرض له الأستاذ!
    ثانيا, مقتنع قناعة تامة إنه كل الذين ساهموا مباشرة في ذلك الظلم ربنا حيورينا فيهم يوم لو مد في أعمارنا!
    أولهم عمار محمد أدم دا. ذلوه ذلا شديدا في بداية الإنقاذ و ما زالوا بل و ألصقوا فيه تهمة أنه مصاب نفسيا, مجنون! عديل كدا! هكذا اشاعوا و مازال أهل السودان و أناس في هذا البورد يتعاملون معه على أنه مجنون. أصابته اللوثة تماما كما الذين خانوا المسيح كان صاح كان كذب. سيكون مسخ مشوه هكذا إلى يوم الدين!
    محمد طة محمد أحمد لاقى ما لاقى من التعذيب و الإهانة على أيدي شيوخة و اصفياه ! طاروده و كفروه . هو من جانبه وصف الترابي " شيخه و مربيه" بإتفه الاوصاف بل و أتهمه في نفسه عندما لمزة بشعارات المظاهرات الشهيرة التي هتفت للخرطوم أن جوطي. و أخيرا مات ميتة و القي في العراء. ميتة لا تتمناها حتى للأعداء !
    ابو قرون و ما ادراك ما ابو قرون. كما هو تأمر على الأستاذ و أستتاب تلاميذة, تم هو إستتابته ولكنه لم يكن رجلا كالرجال, أنكر كل شي و رواق و نجا لانه " أسقطه في أيديهم, و لكن إلى حين فمازالوا يتربصون به. هو فقد الإحترام على أي حال و ينظرون له بسخرية و يهمزون و يلزمون من طريقة عطوره و لبسه و بعض سلوكه.
    الأن الدور على الترابي! لمت فيه كلاب جهنم و سيرى أن منقلب سينقلب جزاء ما فعلت يداه. جزاء مكره. هؤلاء هم الذين زرعهم ليرهب بهم أعداءه قد إنقلبوا عليه و الويل له!
    أما البقية, والله لو حكيت لك ما سمعت عن الذين تأمروا على الأستاذ مثل المكاشفي و امثاله قصص حكاها أناس حولهم لا شفقت على حالهم و الحالة النفسية التي يعيشونها و الخوف الدفين الذي يلفهم و يلف أسرهم.
    حياة ضنكة يعيشيها أوغاد الأنقاذ. لنا قريب مما يسمونهم بالدستوريين, عندما تكفهر الاحوال في البلاد, يرسل اسرته لتعيش مع قريبا لنا أخر في إحدى الأحياء الشعبية و تعتري الدستوري هذا و أسرته حالة من الخوف و الوجل من خطر وشيك يتوهمونه و لا يراه غيرهم. أهلنا في هذا الحي الشعبي يعيشون مطئمنون رغم فقرهم و قريبنا الدستوري يعيش وجلا رغم ماله. اللطيف أن المضيف أقترح على الدستوري هذا أن يكتبوا عند فكي لان حالتهم هذه ليس طبيعية ! لابد ان يكون مسهم شئ او أصابتهم عين.
    خائفون دائما هؤلاء الاوغاد لانهم يعلمون أن يوم التغابن قادم و هو قريب.
    معليش يا شيخ عبدالله, دا المخفف جدا بعد ما الكمبيوتر قطع. والله الاصلي إلا كان ولع نار في بوستيك دا.
    برضو والله حبيت أحييك و أسلم عليك يا جميل.
                  

12-14-2014, 05:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: Yasir Elsharif)

    في "نادي الإعترافات" لمقدمه عادل سيداحمد خليفة وفي حلقة أخرى بثت مساء الجمعة 12 ديسمبر وأعيدت صباح السبت، أفاد عمار محمد آدم بإفادات آمل أن أضعها هنا "غـ"ـريبا ...
    كما شاهد عمار أشياء يعدها غريبة فإن مدير السجن أيضا قال إن ابنة أخيه حذرته من المشاركة في هذا العمل وكان هناك تخوف تحدّث عنه
    أحد موظفي القصر الجمهوري أدلى بإفادة أن النميري كان حين وقت التنفيذ متواجدا بالقصر - واليوم جمعة - وقد أفاده موظف آخر بأن النميري بكى عندما علم بأن امر التنفيذ تم
    في إنتظار التسجيل إن شاء الله
                  

12-14-2014, 07:57 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    مرحب بيكم يا د. ياسر و د. عمر عبدالله
    الله ...... كريم علينا
    من لقاء لصحيفة السوداني مع عمار عن تلك اللحظة
    Quote: * البعض يقول إن عمار منزوع الرحمة والدليل عند إعدام الأستاذ محمد محمد طه هتفت وهو يتدلى من حبل المشنقة "سقط هبل"؟
    بصراحة لم أتلمس الرحمة في قلبي وسقط هبل لديها أبعاد روحية ولسقوط الحالة الصنمية لسقوط الجسد وهي كانت حالة جمالية وليس حالة حزن وهي علاقة لديها أبعاد أخرى ولو عاد الزمن لما تركته يشنق.

    http://www.alsudani.sd/news/index.php?option=com_contentandtask=viewandid=11348andItemid=212http://www.alsudani.sd/news/index.php?option=com_contentandtas...andid=11348andItemid=212

    AA9.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-14-2014, 08:00 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: ---------------------------------
    وابتسم الأستاذ محمود محمد طه فى وجه الموت

    محمد الحسن محمد عثمان

    قاضى سابق
    mailto:[email protected]@msn.com

    ما أحوجنا فى هذه الايام ان نسترجع ذكرى رجال من قادتنا من الذين ضحوا بارواحهم ثباتا على المبدأ وتضحيه من أجل الوطن ونحن فى أيام يتوارى فيها القاده حتى عن اتخاذ موقف او الثبات على مبدأ ماأحوجنا لاستعادة سيرة رجال فى قامة محمد أحمد الريح الذى رفض الاستسلام وظل يقاتل حتى ضرب المبنى الذى كان بداخله فانهار عليه المبنى ولم ينهار الرجل . ولم يستسلموا الابعد ان نفذت ذخيرتهم … وعبد الخالق محجوب الذى تهندم للموت وكانه ذاهب لعرس .

    وفاروق حمد الله الذى فتح صدره للرصاص وقال الراجل بيضربوا بقدام… وبابكر النور الذى ظل يهتف وهو يضرب بالرصاص عاش كفاح الشعب السودانى … ورجال الانصار الذين قاتلوا فى شرف فى 76… واولادنا السمر فى الجبهه الشرقيه الذين ضحوا من أجلنا ولانعرف حتى اسماؤهم وكانوا على استعداد لمواصلة الدرب لولا خيانة قياداتهم السياسيه.

    انه الشعب السودانى سيستعيد يوما سيرته الاولى وسيتجاوز قادته الأقزام ويزيل كل هذا العبث الطافى.

    ومحمود من القاده النادرين الذين عاشوا ماأمنوا به لم يكن فكرهم فى جانب وحياتهم فى جانب آخر…ولو كان قادتنا من أمثال محمود لارتفع صوتهم فى احداث ميدان المهندسين فمحمود كان منزله من الطين فى الحاره الأولى الثورة لم يكن له قصر فى الاسكندريه او شقه فاخره فى القاهره تجعله يختبىء ويفقد صوته عندما تقتطع مصر جزء من وطنه حلايب وشلاتين أو يتوارى عن الانظار عندما يغتال المصريون اطفالنا ويكشفون عورات نساؤنا فى القاهره ….لم يشبع محمود فى الطعام فقد كان نباتيا واختلف مع الذين نادوا على التركيز على افكار الرجل وليس اعدامه وماقيمة الفكر اذا لم يصمد صاحبه ويقبل التضحيات فى سبيله وهل كان الفكر سيلقى كل هذا الزخم ويصمد اذا انهار صاحبه وتاب فى مواجهة الموت … وهل كان الجمهوريين من تلامذته سيرفعون صوتهم اذا انكسر معلمهم …. واين الاب فيليب غبوش الذى هدده نميرى بالاعدام فقال كما ورد على لسانه (قلت ياود يافيلب احسن تلعب بوليتيكا) فلعب الاب فليب بوليتيكا وتاب على روؤس الاشهاد فكسب حياته وضاع فكره .. ويبقى اننى ليس جمهوريا ورايت الاستاذ محمود لاول مره فى ساحة المحكمه كانت الساحه السياسيه فى عام 85 مائجه بعد أحداث اضراب القضاه فى83 وخروج نميرى من هذه المواجهه مهزوما واعلانه بعدها لقوانيين سبتمبر فى محاوله منه لتشتيت الانظار عن تراجعه ومن ناحيه اخرى كان نميرى مرعوبا من الثوره الايرانيه التى اطاحت بالشاه رغم حماية امريكا له فارعب نميرى المد الاسلامى واراد ان يلتف عليه ويتقدم هذا المد …واصدر الاستاذ محمود محمد طه منشور هذا …. او الطوفان

    وقد ذكر الاستاذ فى هذا المنشور ان قوانيين سبتمبر جاءت فشوهت الاسلام فى نظر الاذكياء من شعبنا وأساءت لسمعة البلاد فهذه القوانين مخالفه للشريعه ومخالفه للدين

    وفى فقره اخرى: ان هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسيه دينيه كانت من العوامل الاساسيه التى ادت لتفاقم حرب الجنوب وطالب الاستاذ بالغاء قوانيين سبتمبر وحقن الدماء فى الجنوب واللجؤ للحل السياسى والسلمى.

    تم القبض على الاستاذ محمود وتقديمه لاحدى محاكم العداله الناجزه وقاضيها المهلاوى وهو شاب صغير السن كان قاضيا بالمحاكم الشرعيه وهو قريب النيل ابوقرون مستشار رئيس الجمهوريه وأحد مهندسى قوانيين سبتمبر وكان المهلاوى يعوزه الإلمام بقانون الاجراءت الجنائيه وقانون الجنايات وهذا مايفسر ارتباكه فى ذلك اليوم عندما مثل امامه الاستاذ محمود الذى احضر لمجمع المحاكم بامدرمان ومعه مجموعه مدججه بالسلاح احاطت بالمحكمه … كان الاستاذ يرتدى الزى الوطنى وفى الصفوف الاماميه كان المحامين الوطنيين الذين اعتدنا رؤيتهم فى مثل هذه المحاكمات السياسيه متطوعين مصطفى عبد القادر فارس هذه الحلبات (شفاه الله) وامين مكى مدنى والشامى والمشاوى وعلى السيد وآخرين

    استمع المهلاوى ومن ربكته نسى ان يحلف المتحرى مع انه الشاهد الوحيد وارتجل الاستاذ كلمته الخالده التى ردد فى بدايتها رايه فى قوانيين سبتمبر كما جاء فى المنشور واضاف: أما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمه تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا اخلاقيا عن ان يمتنعوا عن ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطه التنفيذيه تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين ولذلك فانى غير مستعد للتعاون مع أى محكمه تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون اداه من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتمثيل بالمعارضين السياسيين (وماأشبه الليله بالبارحه ياأستاذ) وشكر الاستاذ المحاميين الوطنيين للتطوع عن الدفاع عن الجمهوريين واضاف ان الجمهوريين سيتولون مباشرة قضاياهم بانفسهم

    واصدر المهلاوى حكما باعدام الاستاذ محمود

    فحين يسود الرعب والوهن

    ويبطىء الشهود والقضاء والزمن

    ينفلت القاتل والمقتول يدفع الثمن

    أيدت محكمة استئناف العداله الناجزه الحكم وايده نميرى الذى قال انه بحث فى كل كتب الفقه فلم يجد للاستاذ مخرجا وهذا لا يعقل فكيف رجع نميرى فى ايام معدوده كل كتب الفقه ونميرى لا تمكنه مؤهلاته العقليه من قراءة كتاب المطالعه الاوليه بدون ان يخطىء عشرات الاخطاء.

    جاء يوم 18/1/1985م يوم التنفيذ تقاطر المئات نحو بحرى واغلبهم كان يعتقد ان الاعدام لن يتم لاسباب شتى وبعضهم بين مصدق ومكذب لكل هذه المهزله ان يعدم بشر لاصداره منشورا .. اوقفت العربات للقادمين من الغرب عند خط السكه حديد وساروا على الاقدام متجهين نحو سجن كوبر …. دخلت ساحة الاعدام بسجن كوبر وهى ساحة واسعه فى مساحة ملعب كرة قدم ووجدت مجموعه من الناس جلست على الارض فى الجانب الشرقى وفى الجانب الشرقى كانت منصة الاعدام تنتصب عاليه فى الجانب الجنوبى منها صفت كراسى تحت المنصه مباشره فى الصف الاول مولانا فؤاد الامين رئيس القضاء والمكاشفى طه الكباشى رئيس محكمة استئناف ما أطلق عليه المحاكم الناجزه وبجواره الاستاذ عوض الجيد مستشار رئيس الجمهوريه ومولانا النيل ابو قرون مستشار رئيس الجمهوريه وبجوارهم مولانا محمد الحافظ قاضى جنايات بحرى ومولانا عادل عبد المحمود وجلست فى الصف الاول وكنت اقرب الى المنصه وفى الصفوف الخلفيه ضباط شرطه وسجون… وعلى الحائط الغربى وعلى مسافه من المنصه اصطف الجمهوريين المحكوم عليهم بالاعدام كانوا يلبسون ملابس السجن ذقونهم غير حليقه يبدوا عليهم التشتت وكانوا مقيدين …رجال الامن منتشرين والشرطه باسلحتها منتشره فى المكان …كان هناك رجل طويل القامه بصوره ملفته اسمر اللون يحمل شنطه فى يده يقف خلف المنصه مباشره ونفس هذا الرجل رايته فى المحاكمه … المكاشفى كان يتحرك متوترا ويتبسم حتى والسن الذهبيه تلمع فى فمه .

    احضر الاستاذ محمود محمد طه يرتدى زى السجن مقيد الرجلين مغطى الوجه بغطأ احمر… اقتيد حتى سلم المنصه حاول السجانان الممسكان به مساعدته فى الصعود الى المنصه ولكنه لم يعتمد عليهم تقدمهم وبدأ يتحسس السلالم بقدمه ويطلع درجه بعد درجه

    انتصب الاستاذ محمود واقفا فوق المنصه وهو مغطى بالغطأ الاحمر … تلى مدير السجن من مكرفون مضمون الحكم وتلى أمر التنفيذ ….الاستاذ محمود ذو 76 سنه واقف منتصب .. حبل المشنقه يتدلى بجواره …قرىء عليه أمر تنفيذ الاعدام عليه ويمسك المكاشفى بالميكرفون ليسمع الاستاذ آخر كلمات فى هذه الدنيا فيسب الاستاذ محمود ويشير اليه فى كلمته بهذا المرتد الذى يقف امامكم .. وتستمر الكلمه زمن والمكاشفى يزبد ويرقى .. يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه ابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب ..ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جوارى لارى الاضراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع ..عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!التف الحبل حول عنق الاستاذ محمود كان مازال واقفا شامخا (قيل ان الشيخ الترابى حضر مره قطع يد سارق فاغمى عليه) وسحب المربع الخشبى الذى يقف عليه الاستاذ وتدلى جسده (وكذب من قال انه استدبر القبله) هتف الرجل طويل القامه الواقف خلف المنصه ( هو نفس هذا الـخـازوق الـمدعو عـمار محمد آدم ) .. سقط هبل .. سقط هبل ردد معه بعض الـغوغاء الهتاف .ويحضرنى صلاح عبد الصبور فى ماساة الحلاج

    صفونا .. صفا .. صفا

    الاجهر صوتا الاول والاطول

    وضعوه فى الصف الاول

    ذو الصوت الخافت والمتوانى

    وضعوه فى الصف الثانى

    أعطوا كل منا دينار من ذهب قانى

    براقا لم تمسسه كف

    قالوا صيحوا زنديق كافر

    صحنا زنديق كافر

    قالوا صيحوا : فاليقتل انا نحمل دمه فى رقبتنا

    صحنا:فاليقتل ان نحمل دمه فى رقبتنا

    كان هناك من هتف من بين الجمهور شبه لكم .. شبه لكم

    تم القبض عليه وتم ضربه اما رئيس القضاء اوقفهم مولانا محمد الحافظ (عرفت من الاستاذ بشير بكار الدبلوماسى السابق انه هو الذى هتف) خرج الحضور من القضاة عن طريق سجن كوبر….وعندما مروا بزنزانات المعتقلين السياسيين كان هتافهم يشق عنان السماء

    محمود شهيد لعهد جديد … لن ترتاح ياسفاح … مليون شهيد لعهد جديد … لم يغطى على هذا الهتاف حتى أزير الطائره التى يقودها فيصل مدنى وحملت جثمان الشهيد لترمى به فى وادى الحمار (وهذا حسب ماتسرب لاحقا) وكان محمود شهيد لعهد جديد .. وسقطت مايو

    بعد 76 يوما من اعدام الاستاذ

    هادئا كان آوان الموت

    وعاديا تماما

    وتماما كالذى يمشى

    بخطو مطمئن كى يناما

    وكشمس عبرتها لحظة كف غمامه

    لوح بابتسامه

    قال مع السلامه

    ثم ارتمى وتسامى

    وتسامى……وتسامى


    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-29984.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-29984.htm
                  

12-15-2014, 09:40 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: عبدالله عثمان)

    سلام دكتور عبدالله والحضور ازكر جيدآ حيث كنا فى اعمار لا تعى الكثير ولكننا كنا ناضجين حيث تحركنا من منطقة الجريف غرب نحو سجن كوبر فى الصباح الباكر حيث وجدنا جموع غفيرا محتشدة وتم قفل السجن لمحدودية المكان فترى جموع غفيرا حوالي المنازل وقد اخزو اماكنهم فى اسطح المنازل والملاحظ ان غالبية ومعظم الحضور كانوا من اعضاء الاتجاه الاسلامي كنا فى الجانب الشمالي من الكبري نحاول ان نجد موطى قدم وفى وسط الزحام راينا احد معارفنا وله علاقة لصيقة بالنظام فهرول حولنا واخز بايدينا فى اتجاه السجن امام ساحة المقصلة وهنالك ايضأ وعلى مقربة وجدنا احد الذين نعرفهم من طلاب جامعة الخرطوم وعضو كبير فى الاتجاه الاسلامي حينها ومن غير ما ندري وجدنا انفسنا نجلس القرفصاء فى الارض فى وضع مواجه للمقصلة وسط حركة دؤوبة من بوليس السجون وحين جاء بالشهيد الاستاذ محمود وهو معصوب بشريط على عينيه وعندما تم فتح عينيه كأنه بعريس فى يوم فرحه يبشر للموت فى يوم الفرح الجميل لقد رمق الحضور بابتسامة قلما رايتها من بعد خرجت من اسنانه زات البياض الناصع كان شامخآ رافعآ راسه الى السماء وهو يحاول ان يستعيد انفاسه المحبوسة وهو يقول لجلاديه كلام ماثور فى الادب والتسامح الرفيع ولكن يا لصرامة القدر ان ياتي الانتهازيون امثال خالد الا مبارك ان يتفوه بهذا الكلام النتن الذى لا ينم عن رجولة واخلاق وانا متاكد لو انك كنت فى نفس الموقف لخرج منك كل ما هو كريه من كل الثقوب التى يخرج منها مثل حديثك البزئ هذا.
                  

12-16-2014, 07:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الوطن تنشر حديث اللواء محمد سعيد (صور) (Re: Saifeldin Gibreel)

    سلام كبير يا أستاذ سيف الدين جبريل وشكرا على هذه الإفادة القيمة الممتعة
    الحقيقة أنا دائما ببحث عن مثل هذه الإفادات ودائما بجد نفسي زي الأمريكان في حالة 11 سبتمبر - مع الفرقة الكبيييييييرة بين الأمرين - فالأمريكان دائما ما يبادرونك أنت كنت وين يوم 11 سبتمبر ولا أعتقد أن أحدا منهم ينسي أي تفصيلة من تفاصيل يومه ذاك ... أنا كذلك دائما مهتم بأن أعرف تفاصيل مثل هذه ولك الشكر يا أخ سيف الدين أن جعلت هذا ممكنا وسأستفيد منه في رحلة التوثيق هذه ولا شك
    كل الشكر مجددا
                  

12-16-2014, 00:58 AM

حسن عبد الرازق ساتى
<aحسن عبد الرازق ساتى
تاريخ التسجيل: 12-15-2014
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    كنت فى الرابعة من عمرى اقضي جل وقتي فى اجازة والدى فى السودان فى روضة المحبة فى الثورة الحارة الاولى..قرب منزل عمتى الذي نقيم فيه طوال اجازتنا كانت الروضه تطل على ميدان..يقع شرقه بيت بسيط.. عصرا ً يمتلئ الميدان بأناس يشكلون مربعاَ ينشدون بنغمة عذبة الله الله ..تملاء روحى الصغيرة حينها راحة..يتوسطها رجل وقور .له ابتسامه جذابة..يرتدى نفس ثياب جدى عراقي وسروال لكن يختلف بأنه يلتفح بثوب او عمامة على شكل حرف الاكس يسميه الناس الاستاذ ..حتى المغفور له والدى يناديه بالاستاذ بل حتى العم يوسف جرجس يناديه ايضا بالاستاذ..اختفى الناس من تلك الساحة حتى صباح يوم كنا نستعد فيه للسفر رجوعا للمهجر والحبس فى الصحراء واسمع ان الجد الذي يذكر الله مات! وعم آدم الطباخ يجادل والدى ..لقد ادعى النبوة ..لقد قال انه النبي ..ووالدى فى حاله لم اره فى مثلها قبلا والدي يثور فى وجه العم آدم ويقول له ان الاستاذ لم يكفر .فى الطائرة سئلت والدى ..ابى هل الرجل الطيب كافر؟ قال لى ما اذكرة بوضوح لم يكفر الاستاذ ولم يبدل دينه وان من قتلوه هم الكافرون تذكر جيدا يا حسن ان الاستاذ هو شهيد الفكرة ..وعندما كبرت قرأت اكثر عنه وعن ما كتبه ..فتبين لى ان من قتله هم الاقرب للكفران الاستاذ كان مجددا وهبه الله فهما جديدا للدين ..كبرت الان ووصلت منتصف الثلاثينات من عمرى وتبين لى صدق والدى وصدق الاستاذ
                  

12-16-2014, 01:52 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: حسن عبد الرازق ساتى)

    Quote: وهو يقول لجلاديه كلام ماثور فى الادب والتسامح الرفيع ولكن يا لصرامة القدر ان ياتي الانتهازيون امثال خالد الا مبارك ان يتفوه بهذا الكلام النتن الذى لا ينم عن رجولة واخلاق وانا متاكد لو انك كنت فى نفس الموقف لخرج منك كل ما هو كريه من كل الثقوب التى يخرج منها مثل حديثك البزئ هذا.


    تعرف يا سيف، مثل هؤلاء الخالد، لا يستحقون حتى أن تعبرهم بكلمه..


    التعديل لحذف عبارة..

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 12-16-2014, 05:45 PM)

                  

12-16-2014, 02:47 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: Khalid Elmahdi)

    يا عبدالله السلام ورحمة الله عليكم
    سعادة اللواء محمد سعيد إبراهيم
    والعميد طيار فيصل مدنى مختار

    من أولاد السروراب وجدهم طيب القوم الشيخ الطيب رجال وأتقياء
    لا يكذبون ولا يظلمون
                  

12-16-2014, 09:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: munswor almophtah)

    وعليكم السلام أستاذ منصور المفتاح وأحسن الله العزاء في فقدكم شمبول
    ومراحب بأولاد الشيخ الطيب وأرجو أن تكون قرأت حديث ابنه الشيخ محمد الفياض في خيط:

    الأستاذ محمود محمد طه: النبى والجنرال الكنغولىالأستاذ محمود محمد طه: النبى والجنرال الكنغولى

    ===
    في اعتذار خجول من حسين خوجلي (بدايات ديسمبر 2013) زعم فيه انه ذهب لحضور محاكمة الأستاذ كتغطية صحفية، أأقر بأنه تطور وأنه ضد قتل انسان لمجرد فكره، ثم عاد وقال أنه لم يكن في يوم من الأيام متصالحا مع مسألة قتل المرتد وفي هذا الصدد اشاد بفتوى الترابي - الذي وصفه بالشجاعة والجسارة الفكرية- وتتلخص فتواه في ان المرتد ردة فكرية لا يقتل
    يعتقد حسين ان الأستاذ والجمهوريين جنوا ثمار تعاونهم مع مايو ثم اسهب في الحديث عن اعجابه بدأب الأستاذ على طرحه وقال بأن الجمهوريين هم من علمونا الصبر على البحث في خبايا الفلسفة والدين الإسلامي وكايف انهم كانوا يستحثونهم دوما للإستزادة من ذلك
    أبان عن أعجابه ببسالة الأستاذ في مواجهة الموت وقال ان تلك مزية عرف بها السودانيين على اختلاف مدارسهم الفكرية
    جاء كل ذلك في برنامجه مع حسين خوجلي الذي بثت حلقته مساء الإثنين 2 ديسمبر الجاري واعيدت صباح اليوم الثلاثاء وقد كان الحديث عن الأستاذ في آخر 5 دقائق من الحلقة التي استمرت لحوالي الساعة
                  

12-16-2014, 07:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: حسن عبد الرازق ساتى)

    الأستاذ حسن عبدالرازق ساتي
    كل الشكر لك على هذه الإفادة الطيبة ... وتعرف أن القلوب الصافية هي التي ترى جمال هذا النور .. حكى لي أخي الجمهوري الباشمهندس عبدالرحمن محمد الحسن حسين قصة لطيفة أحكيها لكم عرفانا لقصتكم هذه والتي حركتني، وكذلك للأخ سيف الدين جبريل (أين كنت ذلك اليوم؟)..
    هاتفته في كندا وقلت له أن طبيبة شابة ستسكن في الجوار قالت أنها قريبتك .. قال لي أوووه ما بتتذكرها دي ما "الشيوعية" الحكيت ليك قصتها.. قلت له لا أتذكر قصتها فحكى لي - بتصرف - قالت أنه ترى مناما رؤيا وفيها الجمهوريون يحاسبون الناس يوم القيامة ... هي في غرارة نفسها تعرف وتؤمن بان الجمهوريين يصلون، وهي لا تؤدي الصلاة - قالت كانت تخاف أنها يسألها الجمهوريون لماذا لا تصلي؟ ... قالت فوجئت بهم يسألونها أين كنتي يوم 18 يناير وماذا كان شعورك؟ .. قالت أنها أجابت: كنت زعلانة جدا لمن بكيت ... قالت قالوا لها أذهبي للجنة
    ويا بختها
    ويا بختنا
    الرب رب قلوب عزيزي حسن ومرحبا بكم في حوش بكري
                  

12-18-2014, 05:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    mash.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: لحظة تاريخية]
    0.00/5 (0 صوت)
    03-07-2014 11:27 PM
    لقد شهدت مقتل الاستاذ الشهيد
    محمود محمد طه
    بسجن كوبر فى العام
    1985 وكنت قريب من
    منصة الاعدام
    واذكر (ابتسامة) الاستاذ الشيخ الشهيد
    حين نذعوا عنه الغطاء وكانت حينها
    جموع الكيزان تصرخ وهم فى حالة من
    الهياج اقرب الى الهستريا
    الله اكبر الله اكبر


    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-139625.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-139625.htm

    Quote: مفكر خنق بحبال الردة..محمود محمد طه ناشط إسلامي جمهوري وقف ضد الإخوان

    03-07-2014 10:26 PM

    الخرطوم - في مرحلة ما تشعر بأن لا أمل من القيام بأي شيء في هذا البلد الذي يقتل المفكرين والصالحين، تحت وقع هذه الفكرة فرّت أسماء إلى الولايات المتحدة بعد أن تم إعدام والدها الناشط الإسلامي محمود محمد طه شنقا بتهمة الردة. لكنها ها هي اليوم تعود بعد ثلاثة عقود تقريبا على عملية الإعدام تلك، عازمة على إعادة إحياء حزبه الجمهوري ونشر آرائه عن الإسلام الحقيقي.

    أسماء مؤمنة مع العديد من السودانيين أن رسالة طه عن الإسلام المتسامح لا تزال حية بين مجموعة من المثقفين والمخلصين. وتقول “إن الوقت مناسب الآن لرفع الصوت بعد 25 عاما من حكم “الأصوليين” المسلمين بعد أن أيّدوا في الماضي الرئيس جعفر النميري الذي حكمت سلطاته القضائية بإعدام طه”.

    وترى أن الفكر الأصولي المتشدد هو الذي شوّه الإسلام وستعمل على إظهار ما هو الإسلام الحقيقي للناس، التصور الذي مات من أجله طه.

    الديمقراطية والسودان

    وتؤكد أن السودان في حاجة لديمقراطية حقيقية يشارك فيها الجميع بالسلطة ويتمتعون بحرية التعبير حيث الحريات قائمة على أساس القوانين الدستورية.

    دعوة أسماء الأخيرة إلى إحياء الفكرة الجمهورية جعلتنا نعود إلى تتبع حياة الشيخ محمود محمد طه وأفكاره حول الشريعة ومواقف الإعلام من الطريقة التي وقع التخلص بها منه. فمن يكون طه؟

    ولد محمود محمد طه المفكر والمؤلف والسياسي السوداني سنة 1910 في مدينة رفاعة بوسط السودان، بدأ تعليمه بالدراسة بالخلوة، وهي ضرب من التعليم الأهلي، حيث يدرس الأطفال شيئا من القرآن، ويتعلمون بعضا من قواعد اللغة العربية، واصل تعليمه الأوّلي والمتوسط برفاعة.

    بعد إتمامه لدراسته الوسطى انتقل محمود إلى الخرطوم، الواقع حينها تحت سيطرة الاستعمار البريطاني، وذلك للالتحاق بكلية غردون التذكارية، حيث درس هندسة المساحة.

    بعد تخرجه عمل مهندسا بمصلحة السكك الحديدية. وأظهر انحيازا إلى العمال وصغار الموظفين، كما ساهم في الحركة الثقافية والسياسية بالمدينة من خلال نشاط نادي الخريجين، فضاقت السلطات الاستعمارية بنشاطه، فسجنه للمشاكل التي سببها لها لأنه رفض أن يمضى تعهدا بحسن السلوك والإقلاع عن التحدث في السياسة لمدة عام، وأطلق سراحه بعد ثلاث سنوات.

    الحزب الجمهوري السوداني

    وفي فترة السجن تلك فرض على نفسه نظاما للإطلاع والتفكير الروحي والصلاة وقد استمر على ذلك الحال لمدة عامين بعد إطلاق سراحه. يذكر الجمهوريون ممارسته للصيام الصمدي في خلوته وهو الصيام المتواصل لسبعة أيام بلياليها بلا طعام أو شراب.

    أسس الحزب الجمهوري السوداني كحزب سياسي يدعو لاستقلال السودان والنظام الجمهوري وبعد ذاك الاعتكاف الطويل وإعلان مجموعة من الأفكار الدينية والسياسية سمى مجموعها بالفكرة الجمهورية. لم تذكر أية صبغة دينية للحزب قبل أكتوبر 1952 حين أعلن محمود فكرته الجمهورية.

    أصدر أول كتب الفكرة الجمهورية بعنوان “قل هذه سبيلي” وتوالت المنشورات والمقالات والمحاضرات والندوات عن موضوع بعث الإسلام من جديد.

    وكان مراده أن يعيد إسلام القرن السابع الميلادي إلى القرن العشرين بعد السنين الطويلة من النوم عبر العصور الوسطى وعصر إعادة ولادة المعرفة وعصر المنطق وعصر الإلهام وعصر الفردية وعصر العلم، إلى القرن العشرين النووي.

    صدرت قوانين سبتمبر 1983 والمسماة “بقوانين الشريعة الإسلامية” فعارضها محمود والجمهوريون من داخل المعتقلات وخارجها. وعندما خضع محمود محمد طه للمحاكمة رفض التعاون مع سجّانيه وكان يقول إنه لا يعترف بتلك القوانين.

    أخذ الكثير من العلماء مختلفي المذاهب الكثير على الفكرة الجمهورية وعارضوها ورماه بعضهم بالردة عن الإسلام.

    وبنيت تهم الردة ضده على اتهامات عديدة منها اتهامه بادعاء الألوهيّة، اتهامه بادعاء أنه النبي الثاني للإسلام، اتهامه بادعاء أنه نبي الله عيسى، اتهامه بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة كالزكاة والجهاد والطلاق وصلاحية الشريعة للقرن العشرين، اتهامه بإنكار الشهادتين.

    الإعدام

    وقبل إعدامه في 18 يناير 1985 عن 76 عاما، انتقد طه فرض النميري الشريعة التي تنص على أحكام كالبتر وغيرها من العقوبات القاسية. وقال طه “إن الفقراء مستهدفون ظلما”.

    وبعد إعدام طه تلاشت حركته التي تعرضت للاضطهاد وكانت تضم نحو ألف شخص، وفرت أخته أسماء محمود إلى الولايات المتحدة حيث أقامت لعدة سنوات.

    القراءة المغايرة للشريعة

    لم تكن الردة هي السبب الرئيس لإعدام طه، بل إن مواقفه المستنيرة في فهم أحكام الشريعة هي التي دفعت الفكر المتطرف والجامد والذي لا يرى إلا ظاهر النصوص إلى العمل على التخلص من هذا الصوت المغاير لثقافة القطيع.

    طه قدم قراءة مغايرة للشريعة واعترض على الأسلوب الذي تم به تطبيق أحكامها في السودان.

    وقد أبدى بذلك الاعتراض شجاعة كبيرة في وجه حكم النميري المتسلط الذي راهن عندما كان في مرحلة الترنح على الإخوان المسلمين وتطبيق الشريعة علّه بذلك ينقذ نظامه المهترئ.

    لم يكن الإخوان المسلمون في السودان ليختلفوا كثيرا عن الفكر الإخواني الذي تسقط عنه الأقنعة في لحظات الحقيقة والمصارحة وتتلاشى مقولات المدنية والحقوق وحق الاختلاف ليبرز الوجه الحقيقي لهم

    طه لم يهادن النميري كما فعل الإخوان بل أعلن رأيه صراحة في أحكام الشريعة وفي قوانين سبتمبر 1983 التي رأى فيها أنها لا تمثل شرع الله.

    فقال في ذاك الشأن “من أنها قوانين مخالفة للشريعة والإسلام، أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام، ونفّرت منه. يضاف إلى ذلك أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله. ثم إنها هددت وحدة البلاد، هذا من ناحية التنظير.. أما من ناحية التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنيا، وضعفوا أخلاقيا، عن ألا يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكّرين، وإذلال المعارضين السياسيين.. ومن أجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أية محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين”.

    بهذا النص يرفض طه بصورة قاطعة الديكتاتورية والإرهاب ومسخ الدين، بل إنه انتقل إلى أفق آخر أكثر واقعية، في التعامل مع مسألة الشريعة.

    حين يقول “والتقسيم ــ غير المفهوم شعبيا وغير المتجانس منطقيا ــ بين آيات الأصول والفروع، وبين الشريعة والسنة، إلى منهج يتعاطى مع الإطار السياسي والاجتماعي لوظيفة القانون، وكون القانون ــ أي قانون ــ يأخذ محتواه في مجرى تطبيقه، وبمقدار تعبيره عن السلطة التي تكرس به سيادتها.. وأن القيمة الحقيقية للقانون تأتي عندما يستجيب لنوازع الحرية، ويعبر عن احتياجات المجتمع والشعب الملحة في لحظة معينة من لحظات تطوره، هذه القيم التي صيغت وطبقت قوانين سبتمبر لقمعها وإهدارها”.

    مواجهة النميري والإخوان

    ويقدم طه من خلال هذا الفهم لأحكام الشريعة تصورا لم يكن يخطر ببال المتعصبين الذين ضيقوا على الناس ووضعوهم في دائرة الأحكام التي لا ترى في الشريعة إلا البتر والجلد.

    ولا نستغرب من مفكر لديه مثل هذه القراءة أن يقف بكل شجاعة أمام حكم النميري وأمام سلطة الإخوان المتشددة. كما لا نستغرب تلك الابتسامة التي بدت على وجهه عندما نزعوا عنه الغطاء وقبل أن يضع جلادوه حبل المشنقة حول عنقه، إنها ابتسامة السخرية من دعاة الجهل والتعصب والغلو والفكر المنغلق.

    موقف الترابي

    لم يكن الإخوان المسلمون في السودان ليختلفوا كثيرا عن الفكر الإخواني الذي تسقط عنه الأقنعة في لحظات الحقيقة والمصارحة وتتلاشى مقولات المدنية والحقوق وحق الاختلاف ليبرز الوجه الحقيقي لهم.

    الترابي كان نموذجا لذاك الفكر الإخواني الذي عبر عن موقفه الواضح من إعدام طه إذ يكفي الإخوان أنهم خرجوا في موكب تحرسه أجهزة الأمن يؤيدون فيه قرار الإعدام.

    حيث كان الترابي يبدو في الظاهر أنه من المعارضين لتطبيق حد الردة غير أنه قال إنه “لا يستشعر أية حسرة على مقتل محمود محمد طه”، و”لا أستطيع أن أنفك عن تديني لحظة واحدة حتى أصدر حكما بمعزل عن تديني ومادمت منفعلا بديني فإني لا أستشعر أية حسرة على مقتل محمود. إن ردته أكبر من كل أنواع الردة التي عرفناها في الملل والنحل السابقة”.

    وأضاف الترابي: “وعندما طبق نميري الشريعة تصدى لمعارضته لأنه رأى عندئذ رجلا دينيا يريد أن يقوم بنبوة غير نبوته هو، وأكلته الغيرة فسفر بمعارضته ولقي مصرعه غير مأسوف عليه البتة”.

    وحول نفس الموضوع يقول الترابي: “كنت ضد إعدام محمود محمد طه وضد إعدام مجدي وجرجس والطالب الجنوبي، الإعدام كان إعداما سياسيا. أنا ما جادلت محمود أصلا في حياتي ولكن كل قوانين الطوارئ والقوانين الجنائية معروف أنني كنت ضدها”.. وقال أيضا: “لا أحب أن أصم إنسانا بالكفر مهما فعل!!”.

    هذا التناقض في فكر الترابي لا يستغرب إذا ما قرأنا الفكر الإخواني الذي يعتمد كثيرا على ازدواجية الخطاب وهي سياسة باتت تميزه في كل المواقف التي أبداها.

    فإخوان السودان كانوا مع قوانين سبتمبر وبذلك فهم من المؤيدين لإعدام الناشط الإسلامي طه الذي وقف ضد رؤيتهم المتشددة.

    مواقف الإعلام من إعدام طه

    لم يمر إعدام طه وقتها مرور الكرام بل عبرت العديد من الصحف عن مواقفها من الحدث وأعطت الموضوع أهمية كبيرة ووقفت ضد وأد الفكر ومصادرة الحريات.

    حيث أشارت التايمز إلى أن تنفيذ حكم الإعدام يعني الملجأ الأخير لكبح جماح الشعب السوداني ولبلد تزداد مآسيه عمقا يوما بعد يوم. أما صنداي تايمز وتحت عنوان “نميري يلجأ إلى المشنقة” فقد رأت أن إعدام محمود جاء نتيجة معارضته قانون الشريعة الإسلامية في منشور اعتبره الرئيس انتقادا لحكمه. في حين أوردت الغارديان مقالا بعنوان “السودان يعدم قائدا مسلما” جاء فيه أن حركة الجمهوريين بقيادة الأستاذ محمود قد أظهرت تحولا حادا ضد نظام نميري الذي يعاني من مشاكل كثيرة.

    وأوردت نيويورك تايمز تقريرا قالت فيه إن السودانيين والغربيين المقيمين في الخرطوم ينظرون إلى تنفيذ حكم الإعدام على أنه تحذير وإنذار من الرئيس نميري إلى معارضيه الدينين والسياسيين وأضافت أن الدبلوماسيين والسودانيين دهشوا لتنفيذ حكم الإعدام لمجيئه في وقت يصادف فيه الرئيس نميري تذمّرا داخليا متزايدا بسبب حالة المجاعة في البلاد.

    أما لوس أنجلس تايمز فرأت أن حادثة تنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود لا تمثل إجهاضا للعدالة الإسلامية وحسب وإنما تمثل أيضا الشعور المتزايد بعدم الاستقرار من جانب المتعصبين المسلمين الموجودين بالسلطة الآن.

    ورأت الإكونمسـت أن شنق الأستاذ محمود محمد طه زعيم الإخوان الجمهوريين والبالغ من العمر 76 عاما ليثير هذا التساؤل الهام “هل يمكن أن يكون هناك مجال لفهم جديد للإسلام في الدول الإسلامية الحديثة؟

    أما لوماتان الفرنسية فقد ذهبت تحت عنوان “إعدام غاندي أفريقيا العجوزand#8243; إلى أن الإخوان الجمهوريين والذين عرفوا بعدائهم للإخوان المسلمين قد حظوا لفترة طويلة بتسامح النظام. ولكن تطبيق الشريعة الإسلامية هو الذي أدخلهم إلى المعارضة حيث أخذوا على الرئيس إنفراده بالسلطة و فساد نظامه الذي طال الضعفاء ولم ينل من الأقوياء.

    آراء الصحف في ذلك الوقت عكست الأهمية التي مثلها حدث إعدام طه، وإلى حدّ اليوم فإن السودانيين يعبّرون عن رغبة في استعادة أفكار طه المتسامحة خاصة في ظل الأزمة التي يشهدها نظام البشير. فهل تقدر الإبنة العائدة على بعث أفكار والدها من جديد وتبني مجتمعا جديدا تتصالح فيه الديمقراطية والاشتراكية وتسود فيه المساواة الاجتماعية كما عبر عن ذلك طه ذات يوم؟

    العرب
                  

12-18-2014, 11:27 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الاهرام اليوم:
    وصف بروفسيور حسن مكي مهدري دم الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالمجانين وقال "ما حدث يمثل جنون لبعض المحبطين" وأضاف "لا اعتقد ان إمام المسجد الذي أهدر دم الترابي بملاك" وتابع "هو شخص عادي كغيره من البشر العاديين يمشى فى الأسواق وله اسقاطات واحباطات ويضربون بالاحباط وليس لديهم أفكار جديدة لذلك يلجأون للتكفير وهو شأن المتألهين الذين ينازعون الله فى ألوهيته وليس ينزل عليهم وحي وحينما يعتلي الانسان المنبر ترتج عليه الأمور ويشطح وهذا كلام لا قيمة له. وقال مكي "منذ متى كان لائمة المساجد قيمة فى القضايا الدينية أو الاجتماعية أو السياسية." وفى غضون ذلك، برأ البروف حسن مكي د الترابي من إعدام محمود محمد طه وقال "الترابي من الناحية العملية لم يكن جزءا من العملية، والمحكمة التى حكمت محمود محمد طه والقاضي هو المحلاوي.."
    فى داخل العدد ص 3 هناك النص الكامل للحوار وقد كان سؤال الصحيفة لبروف مكي:
    هل تعتقد بروف أن التاريخ يعيد نفسه فى ذلك طالما أن الترابي متهم لدى البعض بأنه من الشخصيات التى تسببت فى إعدام محمود محمد طه؟

    Dec 18th 2014
    الأخطاء النحوية من العنوان، والبروفسيور وحتى اسم القاضي المهلاوي من الصحيفة.. صححت كلمة للتكفير أعلاه لانها كتبت فى الصحيفة للتفكير فى الخبر بالصفحة الأولى وداخل الصحيفة فى نص الحوار..
    هذا للتنويه
                  

12-19-2014, 07:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/939-3-2-9-1-7-1-5/75751-2014-12-18-18-16-55http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/939-3-...-2014-12-18-18-16-55
    Quote: تكفير الترابي .. بقلم: بابكر فيصل بابكر .
    بداية نقولُ أنّ الرأي الذي صدح به الدكتور الترابي ليس رأياً جديداً, فقد قال به كثيرٌ من المفكرين المسلمين منذ زمن طويل مثل المفكر التونسي الطاهر الحداد والأستاذ محمود محمد طه وغيرهم, والترابي نفسه ظل يقول بهذا الرأي لسنوات طويلة, وقد تحوَّل هذا "الرأي" في دولة عربية مسلمة هى تونس "لحق دستوري" منذ سنوات حكيمها الراحل "الحبيب بورقيبة" وقد تمَّ تأكيده في الدستور التونسي الذي أجيز مؤخراً.
    وبالتالي فإنَّ هذا الأمر لا يُعدُّ من "ثوابت" الدين التي لا يُمكنُ مراجعتها, وإنما هو قضية قابلة للإجتهاد و تعدد الآراء ولا يجب أن تتحوَّل لصراع "تكفيري" تُصدر بموجبه فئة من الناس قراراً "بإرتداد" صاحب هذا الرأي وخروجه من ملة الإسلام وتدعو لقتله.
    من هذا المنطلق يعلن كاتب هذه السطور رفضه "المبدئي" لحديث هؤلاء الأئمة و تضامنه الكامل مع الدكتور الترابي في هذه القضية.
    غير أنَّ هذه القضية تثير الكثير من الأسئلة حول المواقف "المبدئية" للدكتور الترابي من القضايا الفكرية والفقهية بإعتبار أنَّها قضايا غير قابلة للتجزئة, ويأتي على رأس هذه الأسئلة موقفه من إعدام الأستاذ المرحوم محمود محَّمد طه بعد تكفيره من قبل "وعاظ" شبيهون بهؤلاء الذين أباحوا دم الترابي اليوم.
    على الرغم من نفي الدكتور الترابي وقوفه وراء حكم إعدام الأستاذ محمود إلا أنَّ عدم رفضه للحكم شكل نوعاً من القبول به لأنَّ صمت "المفكر" وعدم إعتراضه يُعتبرُ في حد ذاته تأييداً للحكم ذلك أنَّ "المفكر" – على عكس السياسي - تحكمه معايير "أخلاقية" ثابتة وليس إعتبارات "سياسية" متغيرة.
    لقد أُعدم زعيم الجمهوريين أثناء مشاركة الدكتور الترابي وجماعته في نظام حكم النميري الذي بايعوه إماماً للمسلمين ، وكان الترابي يشغل وقتها وظيفة مستشار قانوني للرئيس النميري، وشارك عددٌ من أتباعه في محاكمة الأستاذ محمود, بل إنهم خرجوا في مواكب جماهيرية تأييداً لحكم الردة.
    كذلك صمت الدكتور الترابي "صمت أهل القبور" عن حكم الردة الذي صدر مطلع هذا العام في حق الفتاة "مريم أبراهيم" وهو الداعية الذي يحلو لأتباعه أن يصفوه "بالمُجدِّد" والفقيه الدستوري الكبير.
    سكت الدكتور الترابي وهو يرى المخالفة الواضحة للدستور, ولإجتهاده الشخصي القاضي بعدم قتل المرتد, وقد كان هو أولى الناس بالحديث عنه لأنه أعطاه فرصة لتجربة "عملية" تضع آراؤه و إجتهاداته الدينية في المحك, وتوضح قدرته على الدفاع عنها أمام أصحاب الرأي الآخر.
    وفوق هذا وذاك لا بدَّ أن نشير للدور الأساسي الذي لعبهُ الدكتور الترابي في إشاعة "المناخ" العام الذي ولَّد ظاهرة التكفير "المجاني", فهو صاحب المشروع الذي ظلَّ يحكم البلاد لربع قرن من الزمان, وهو زعيم التنظيم الذي بدأ منذ ستينيات القرن الماضي ملاحقة "عقائد" الناس, ومحاكمتهم بالإرتداد عن الملة, و في هذا الإطار ما تزال محاكمات الأستاذ المرحوم محمود محمد طه في ذلك الوقت راسخة في ذاكرة الناس.
    وقد خرج حزب الترابي ببيان للناس الأسبوع الماضي يُعلن فيه إستعداده " لإستنفار قواعده للرد ومواجهة حملات التكفير" ضد زعيمه, وقال الأستاذ إبراهيم السنوسي إنَّ " دعوات إهدار دم الأمين العام للحزب بمثابة تحريض صريح على قتله".
    ولكن ماذا كان يتوقع حزب الترابي, وهو الحزب الذي خلق مناخ "الهوس" وظل يرعاهُ منذ نصف قرن من الزمان ؟ ألم تكن جماعة الترابي تتوقع أن ترتد إليها بضاعتها التي ظلت تسوِّقها طوال هذه السنوات ؟ هذه chickens come home to roostحالة يُعبِّر عنها الفرنجة بالقول :
    وهى حالة ليست غريبة أو جديدة في مضمار "التكفير" ففي تسعينيات القرن الماضي قام الدكتور المرحوم عبد الصبور شاهين بتكفير المفكر المصري الراحل الدكتور "نصر حامد أبوزيد", وحرَّض عليه "الغوغاء" من خلال خطب صلاة الجمعة حتى تمَّ تقديم الأخير للمحاكمة حيث قضت المحكمة بإرتداده عن الدين الإسلامي وأمرت بالتفريق بينه وزوجتهُ الدكتورة إبتهال يونس, مما جعله يغادر وطنهُ مصر إلى هولندا.
    ولم يمض وقت طويل حتى أصدر الدكتور شاهين كتاباً بعنوان "أبي آدم" قال فيه إنَّ آدم هو أبو الإنسان وليس أبا البشر الذين "هم خلق حيواني كانوا قبل الإنسان" فاصطفى الله منهم آدم ليكون أباً للإنسان ، وهو ما أشار إليه الله في القرآن بـ "النفخ في الروح" ، وأباد الله الجنس البشري فلم يبق منهم إلا آدم ، فعدله الله وسواه كما ينص القران "الذي خلقك فسواك فعدلك".
    لم يعجب هذا "الإجتهاد" بعضاً من شيوخ "الإسلاميين" السلفيين فقاموا بتكفير الدكتور عبد الصبور شاهين.
    ولم يكن شاهين وحدهُ من نال حظه من التكفير, بل هناك أيضاً الكاتب الإسلامي الراحل "محمد جلال كشك" الذي كان ضمن "الجوقة" التي قامت بتكفير أبوزيد, وكان الأخير كتب في عام 1984 كتاباً بعنوان "خواطر مسلم في المسألة الجنسية" قال فيه أنه يُباح لأهل الجنة إتيان "الولدان المخلدون" من أدبارهم، فثار عليه العديد من المشايخ و "العلماء" وأصدروا فتوى بتكفيره وخروجه من الملة وصادر الأزهر كتابه.
    كذلك قامت مجموعة من "السلفيين" قبل عدة سنوات بتكفير الشيخ "النيل أبو قرون" وإتهامه بالردة عن الإسلام, وقد تمَّت إستتابته بعد ذلك على الرغم من أنَّ الرَّجل كان أحد ثلاثة أشخاص قاموا بصياغة القوانين التي أسماها النميري "الشريعة" و حكم بموجبها على الأستاذ محمود محمد طه بالردة.
    الأهم من كل ذلك هو ضرورة رسم حدود "للوعاظ" الذين صاروا يحتلون منابر المساجد, ويصدرون الفتاوى في كل شىء دون رقيب أو حسيب, يقحمون أنفسهم في أمور السياسة التي لا يفقهون فيها شيئاً, ويقررون في مصائر البلاد والعباد من خلال تشكيل عقول الناشئة من الشباب المخلص والمتحمس لدينه.
    ثمَّ أننا كنا قد حذَّرنا في الكثير من المقالات من خطورة إصدار مثل هذه "الفتاوى" والآراء التكفيرية وقلنا أنها تعطي المبّرر والمسّوق لإستخدام العنف وقتل الأرواح وإراقة الدم في بلد تمور بداخله وتتبلور تيارات واتجاهات راديكالية تتفاعل مع ما يحدث في الساحة الأقليمية والدولية من صراعات تُسوّق بمبررات دينية.
    وقلنا أنّ مجرَّد صدور الفتوي يعني أنَّ هناك من سيلتقطها ويعمل بها من تلقاء نفسه ظاناً أنه يخدم قضية الدين ويطبق حكم الله.
    وقد اشرت في مناسبة سابقة إلى إنّ الشاب الذي قام بطعن الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ بقصد أغتياله أعترف بأنه لم يقرأ حرفاً واحداً مما كتبه نجيب محفوظ, ولكنه سمع قول الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعات الاسلامية بأنّه ( من ناحية الحكم الأسلامي فسلمان رشدي الكاتب الهندي صاحب آيات شيطانية ومثله نجيب محفوظ مؤلف أولاد حارتنا مرتدان وكل مرتد وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فلابد أن يقتل ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي ).
    أما قاتل الدكتور فرج فودة فقد كان يعملُ "سمّاكاً" وهو أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب, ولكنه قال في المحكمة أنه قتله لأنه سمع بفتوى جبهة علماء الأزهر التي أتهمته بالردة وأوجبت قتله.
    وكان الدكتور عمر عبد الرحمن قد أصدر فتوى إغتيال الرئيس المصري الراحل السادات بإعتباره مرتداً عن الدين, وقد نفذ خالد الأسلامبولي ورفاقه عملية الأغتيال بناءاً علي تلك الفتوي , ولكن الدكتور عمر قال أمام نيابة أمن الدولة العليا أثناء التحقيقات فى قضية قتل السادات ومحاولة قلب نظام الحكم أن فتواه فردية وأنه غير مسئول عن إيمان قتلة السادات بها.
    ختاماً نقول : ليس من حق أية شخص إصدار قرار بتكفير إنسان لمُجرَّد طرحه رأياً أو إجتهاداً لا يُصادف هوىً عندهُ, فمسألة الكفر والإيمان هى مسألة تتعلق "بقلب" الإنسان و"عقله", ولا يستطيع أحدٌ أن "يغوص" في ضمائر الناس ليفتشها ويصدر أحكامه,بل إنَّ رب العباد ذهب أبعد من ذلك وأعطى من يُريد ترك الدين الحق في ذلك حين قال : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
                  

12-21-2014, 12:29 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    فوق، هيبة وجبرة!

    شكراً عبد الله وشكراً للمتداخلين الأوفياء منهم ومن تعرف الأشياء بضدهم.
                  

12-21-2014, 05:38 PM

صابر عابدين

تاريخ التسجيل: 06-04-2011
مجموع المشاركات: 935

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: Haydar Badawi Sadig)

    ..... الدكتور المحترم عبدالله

    ...... تحياتي العطرة مع خالص مودني
    .......والشكر والتقدير علي هذا التوثيق لمواقف الشهيد
    اليطل الوطني الاستاذ محمود محمد طه ...

    ........ فلتكون ذكري الاستاذ محمود فرصة لنشر افكاره
    وتوعية الشعب بحقوقه المدنية والدستورية
                  

12-22-2014, 07:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: صابر عابدين)

    العزيز د. صابر عابدين
    كل الشكر يا عزيزي على المرور والمؤازرة ... لمزيد من التوعية
    Quote: في ألذكري ال 27: وكنت حاضرآ إعدام ألشيخ محـمود محمـد طه.


    01-16-2012 10:46 PM
    في ألذكري ال 27: وكنت حاضرآ إعدام ألشيخ محـمود محمـد طه.

    بكري الصايغ
    mailto:[email protected]@yahoo.de

    1-
    مـقدمة.:
    ---------
    ***- يوم الأربعاء القادم (بعد غدآ)- 18 يناير 2012، تمر الذكري السابعة والعشرين علي إعدام الشيخ الراحل محمود محمد طه عام 1985 بسجن (كوبر). وإحياءآ لذكراه الطيبة اكتب عن أخر ستة ايام وقبيل اعدامه وماجرت فيها من احداث، ولن اكتب عن افكار ومعتقدات الراحل، فهذه المقالة مخصصـة فقط لسرد احداث تاريخية ووقائع وقعت خلال الفترة من يوم 13 يناير- وحتي يوم الجمعة 18 منه، واكتبها بعيون شاهد عصر.

    مـدخل (1):
    -----------
    الأحـد 13 يناير 1985:
    ---------------------
    ***- وقع الرئيس جعفر النميري علي قرار حكم محكمة ( العدالة الناجزة) والقاضي بالأعدام شنقآ علي المرتد ( هكذا وردت الكلمة في قرار المحكمة) والتي حاكمت الشيخ محمود، وكانت المحكمة برئاسة المكاشفي طه الكباشي الذي رفع قرار المحكمة للقصر.

    ***- كانت اعصاب الرئيس النميري في غاية التوتر بسبب المكالمات التي تلقاها من عدة رؤساء دول وشخصيات دولية كبيرة تناشده بالأبقاء علي حياة شيخ وصل عمره للسبعين عامآ، ومن بين تلك الشخصيات الرئيس المصري حسني مبارك الذي اكد للنميري ان رؤساء دول أوروبية ومنظمات مصرية قد طلبت منه (مبارك) ان يتصل بالرئيس السوداني لكي يعفو عن شيخآ اصلآ هو ماحمل السلاح ضد النظام السوداني، ولاعادي الوضع وعمل علي تقويصه،

    ***- كانت اعصاب الرئيس النميري في غاية التوتر بسبب الهجوم الضاري عليه من قبل الصحف العربية بصورة خاصة والأجنبية بصورة عامة، والتي كالت الأتهامات عليه بسبب سكوته علي مهزلة محاكمة الشيخ محمود، وكانت صحف الكويت بصورة خاصة هي الأكثر هجومآ علي النميري ونظامه، بل وشككت احدي الصحف الكويتية وان النميري يعاني من مرض في عقله!!

    ***- بعد صدور قرار المحكمة بالاعدام وقبيل تنفيذ الحكم، استقبل الرئيس النميري في قصره بعد سفراء دول عربية وأجنبية جاءوا كلهم يتوسطون في الغاء حكم الأعدام في شيخ كل تهمته انه قد اعتنق فكرآ وجاهر به، هذه المقابلات مع السفراء والدبلوماسيين الأجانب سببت لنميري احباطآ كبيرآ، لانه ماكان يتوقع وان تصل الأمور الي هذا الحد من التدخلات والواسطات الدولية، كان النميري يظن ان اعدام الشيخ سيكون كاعدام الشيوعيين عام 1971 ويمر مرور الكرام!!

    ***- شن الرئيس معمر القذافي- وقتها- هجومآ ضاريآ علي النميري واتهمه بعدة تهم منها ان النميري قد فقد السيطرة علي حكم بلاده، وسلم المقاليد لمهوسيين دينيين (هبل) لايعرفون الله ولارسوله. ولم يكن هجوم القذافي علي النميري حبآ في الشيخ محمود، وانما كراهية فيه، لان النميري كان وقتها صديقآ حميمآ للرئيس حسني مبارك المكروه من غالبية الملوك والرؤساء العرب، ولم يقم بالغاء اتفاقية (كامب دافييد) واصر علي بقاءها. كان القذافي يكره ويمقت النميري لانه انحاز للجانب المصري ورفض الوحدة الفورية مع ليبيا،

    ***- كانت اعصاب الرئيس النميري في غاية التوتر بسبب الجو العام الملئ بالغضب علي حكمه الأسلامي الجديد، وايضآ بسب السخط الشعبي علي محاكم (العدالة الناجزة) واحكامها البالغة القسوة، وكانت تصله يوميآ عشرات التقارير من جهاز أمنه وأمانات الاتحاد الأشتراكي بالخرطوم والاقاليم عن عدم رضاء الناس لقرار محكمة المكاشفي،

    مدخل (2)-
    ----------
    الأثنين 14 يناير 1985:
    --------------------
    ***- وحتي يتفادي النميري ماقد سيقع لاحقآ بعد اعدام الشيخ محمود، ومن ردود الفعل العالمية، والسخط الشعبي عليه، قال ان قرار الأعدام لن ينفذ فيه ومريده الأخرين ان اعلنوا صراحة وجهرآ بانهم قد تخلو عن افكارهم المتطرفة..وانهم قد اخطأوا في حق دينهم،

    الثلاثاء 15 يناير 1985:
    ----------------------
    ***- وماان جاء تصريح النميري باسقاط العقوبة عن الشيخ محمود ان تخلي عن افكاره، حتي انهالت الزيارات كالمطر الغزير علي الشيخ محمود في زنزانته ب(كوبر) من شخصيات لها وزنها السياسي والديني بالخرطوم، وايضآ من شخصيات تعمل في مجالات التدريس بالجامعات وكتاب وصحفيين، وراحوا كلهم ويستعطفون الشيخ ان يعلن عن توبته والتخلي عن افكاره للحفاظ علي حياته، وراح البعض ويؤكدون للشيخ ان الأعلان عن التخلي لايعني نبذ المبدآ الذي سيظل كامنآ بالقلوب،

    ***- وماكان الشيخ يجادلهم كثيرآ، مكتفيآ فقط بالابتسامة في وجوه الضيوف والزوار،

    ***- وفشلت كل المحاولات لاثناء الشيخ عن تخليه لافكاره معتقداته،

    الثلاثاء 15 يناير 1985:
    -----------------------
    ***- قامت الأمانة العامة مجلس الوزراء بتوزيع منشور رئاسي صادر منها معنون لكل الوزراء، ووزراء الدولة، والوكلاء، وكبار المسئوليين باجهزة الخدمة المدنية، ومحافظ بنك السودان، والمراجع العام، ومحافظ مديرية الخرطوم، وايضآ لوزير الدفاع وكبار القادة العسكريين، ورؤساء الامانات بالأتحاد الأشتراكي بالخرطوم للحضـور بساحة سجن (كوبر) صباح يوم الجمعة 18 يناير 1985، الساعة التاسعة صباحآ بخصوص تنفيذ حكم الاعدام علي المرتد-(هكذا وردت الكلمة في المنشور) محمود محمد طه. وشدد المنشور علي عدم التخلف عن الحضور مهما كانت الاسباب والدوافع،

    ***- ويقال ان ( بدرية سليمان، وعوض الجيد، ابوقرون) هم الذين اصروا علي ان يكون تنفيذ حكم الاعدام علنيآ وبساحة السجن، وبحضور قادة الاجهزة المدنية والعسكرية، والا يكون تنفيذآ متسترآ محجوبآ عن العيون، كاعدام عبدالخالق محجوب، والشفيع احمد الشيخ، وجوزيف قرنق عام 1971....وحتي يكون عظة وعبرة للأخريين!!

    الأربعاء 16 يناير 1985:
    -----------------------
    ***- اشتدت الزيارات للشيخ محمود في زنزانته حدة عن ما ذي قبل، وزاره بعضآ من السفراء والقناصل العرب، وايضآ بعضآ من الصحفيين التابعون لوكالات اجنبية وصحف عالمية، بعضهم يحثه ويسترجيه ان (يعقل..ويهدي بالله)، وصحفييون يتسابقون للسبق الصحفي علي حساب اعدامه،

    ***- ماأشارت الأذاعة بامدرمان ومعها التلفزيون بكلمة حول مايجري من سخط وغضب شعبي علي مكتب ابوقرون القصر، وعلي المكاشفي وبدرية والجيد، ويعود سبب السخط الي ان مكتب (الثلاثة الكبار) بالقصر، قد الغي تمامآ دور وزارة العدل والقضائية والمحاكم الجنائية والمدنية، وفي ظل حكم بدرية وابوقرون والجيد ماعادت القوانين الوضعية ومعمولآ بها، بل والأسوأ من كل هذا ان جحافل العاملون بوزارة العدل من قضاة وحقوقيين وموظفيين وعمال، غدوا كلهم وبلا استثناء...عطالة مقنعة!!

    ***- سكتت الصحف المحلية تمامآ عن التعليق والكتابة حول موضوع حكم الأعدام، ومن ذا من الصحفيين وكان يستطيع وان يجر سطرآ عن ابداء رأيه فيما يجري حوله من قصص ( احكام قراقوش) السودانيين?..فتهمه مخالفته للشريعة وللنظام الاسلامي ممكن وان تلبس هذا الصحفي ويعاقب عقابآ اكبر من الجرم!!!

    الخـميس 17 سبتمبر 1985:
    ----------------------
    ***- بدأت قوات الشرطة بالخرطوم وبحري تحتل مواقعها الهامة المؤدية لسجن (كوبر)، وكان ظاهرآ للعيان حجم الكثافة الأمنية المضروبة علي مداخل كوبري بحري من الجهتين ( شمالآ وجنوبآ)...وكانت عربات (الماجروس) التابعة للقوات المسلحة والمليئة بالجنود المدججون بالرشاشات طاهرة علي العيان وعلي بعد من بوابة السجن،

    ***- كل الناس تمنوا من صميم قلوبهم وان يعلن الشيخ محمود وقبيل اعدامه غدآ الجمعة التخلي عن افكاره، وماكان يهم الناس وقتها كثيرآ اي افكارآ يحملها الشيخ بقدر ما ( الحياة حلوة ونعمة من الله)، انه حرام وان يضيع الشيخ عمره!!

    ***- وجاء بنشره اخبار التاسعة بتلفزيون امدرمان- وباختصار شديد-، ان تنفيذ حكم اعدام في المرتد محمود سيتم غدآ صباحآ بسجن (كوبر)،

    الجمعة 18 يناير 1985:
    ***********************
    ***- وقبيل تنفيذ حكم الاعدام بنحو ساعتين، كانت الساحة بسجن (كوبر) مكتظة بالحضور، اغلبهم كانوا من الاسلاميين ( جماعة انصار السنة، الاخوان المسلميين، طلاب اسلاميين)، بل وحتي دراويش (حمد النيل) جاءوا باباريقهم وسبح اللالبوب واللبس الاخضر. كبار الزوار من أهل السلطة واصحاب المناصب الدستورية، احتلوا مقاعدهم الامامية وعلي وجوههم الكسوف وشحوب لون سحناتهم، وفارقت البسمات شفاههم اليابسة، وكانوا يتبادلون التحايا في خجل شديد، فقد تورطوا وان يكونوا شهاد عيان علي جريمة قتل في روح لم تغترف اي جرمآ،

    ***- اكثر الناس كانوا سعادة هم الاسلامييون التابعون للترابي او جماعة (انصار السنة المحمدية)، فهم عندهم هذا اليوم عظيمآ وسيحققون فيه انتصارآ كبيرآ، كانوا يقولون ( لو تخلي محمودآ عن افكاره فهي انتصارآ للأسلام...ولو اعدم فقد تخلصنا منه خلت لنا الساحة من بعده)!!!!

    ***- كانت الأجراءات الامنية شديدة وقاسية وقبل دخول الزوار لساحة السجن، فلم يكن يسمح لااحدآ بالدخول ومعه الة تصوير، او اي نوع من اللأفتات، ويتم التفتيش الشخصي بشكل صارم. رجال الأمن انتشروا وسط الصفوف يراقبون الجميع بعيون كالصقر،

    ***- كانت منصة الأعدام تتوسط الساحة وحولها بعضآ من ضباط مصلحة السجون وعددآ من رجال شرطة السجن، وكانوا الضباط الكبار يتحركون بعصبية وقلق ظاهر لم يخفي علي احدآ،

    ***- وما ان جئ بالسجين محمود وهو مكبل اليدين حتي عم المكان صمت رهيب لاتسمع فيه الا انفاس الحاضرين، وصعدوا به الي المنصة العالية، وراح مدير السجن والمشرف علي عملية الاعدام ويتوسل للشيخ وقبل تنفيذ الحكم وان يعلن عن تخليه لافكاره، ولكن الشيخ مانطق بحرف وكان يجول ببصره في الجمع وعلي شفتيه ابتسامة كبيرة واضحة،

    ***- وبدأت مراسم تنفيذ الحكم، وتم سؤاله وان كانت عنده أمنية أخيرة، وقال شيئآ لمدير السجن ولا نعرف حتي الأن ماهي ( قد يكون هناك ومن عرف ماذا قال الشيخ)،...لف الحبل حول عنقه، وانفتحت ( الكوة) من تحت رجليه، وتدلي جسمه الطاهر الي اسفل. راح مدير السجن وينظر في ساعته لدقائق عدة ثم امر بانزال الجثمان وسـط صيحات الله اكبر ابتهاج الاسلاميين بالحدث،

    ***- تم الكشف طبيآ علي الجثمان، وعلي ماأظن ان الذي قام بعملية الكشف هو الطبيب المعروف زكي مصطفي الذي كان يقوم بتنفيذ احكام القطع والقطع من خلاف،

    ***- انتهت (حفلة) بدرية وابوقرون والجيد،وهرعوا الوزراء وباقي كبار المسئوليين يتسابقون نحو عرباتهم بالخارج وهم في اشد حالات الخجل، ومارفع احدهم رأسه من الارض،

    ***- اين الجثمان?!!...سؤال ظل يردده الناس طوال اليوم. والغريب في الأمر، ان الأجابة علي هذا السؤال لم يعرفه الناس الا بعد انتفاضة 6 ابريل 1985، فقد جاءت الأخبار لتقول، ان الرئيس النميري قد امر بعدم دفن جثمان الشيخ باي مكان حتي لايكون قبره مزارآ لمريديه، وانه قد اصدر توجيهاته بالقاء جثمان الشيخ في منتصف البحر الاحمر، وان القوات الجوية قد قامت بهذه المهمة، وان عبدالرحيم حسين وزير الدفاع الحالي هو من قام بالمهمة!!

    ***- وفي نشره اخبار التاسعة مساءآ بالتلفزيون المحلي، وباقتضاب شديد تم بث خبر تنفيذ حكم الاعدام في الشيخ المرتد محمود محمد طه!!

    ايـن كان الرئيس النـميري وقت تنفيذ حكم الأعدام?
    **********************************************

    ***- كان الرئيس النميري يتفقد اسواق امدرمان!!، ويعاين احوالها وهي مغلقة والاسواق خالية من الناس بسبب عطلة يوم الجمعة!!، بل والاغرب والعجيب في الأمر، ان نشرة الأخبار في الساعة التاسعة تناولت زيارة النميري للاسواق بامدرمان بصورة اوسع من خبر الأعدام!!

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-16443.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-16443.htm
                  

12-23-2014, 08:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: من أسرار إبتسامة الشهيد محمود محمد طه!
    طوبى للغرباء ... طوبى للحزانى الذين يتألمون نيابة عنا ... ويموتون فداء لنا ولكى نعيش احرارا سعداء مرفوعى الروؤس دون ظلم أو ضيم أو قهر أو ذل أو إضطهاد.
    فى مثل هذه الأيام من عام 1985 (جلس) الرجل (شامخا) أمام أحد القضاة المتأمرين المنتمين لجماعة (الهوس) الدينى الذين لا يستحقون الإحترام وخاطبه قائلا:
    ((أنا أعلنت رأيي مرارا فى قوانين سبتمبر1983م من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ونفرت عنه ... يضاف الى ذلك أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه الى الإستكانة عن طريق إذلاله ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ... وأما من حيث التطبيق فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب وتشويه الإسلام وإهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين ... ومن أجل لذلك فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال للشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين)) .
    · امدرمان السابع من يناير 1985
    والشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه، قائل تلك الكلمات المضئيات مفكر (إنسانى) لأنه كان يعمل من اجل إسعاد بنى الإنسان أينما كانوا بغض النظر عن معتقداتهم وأجناسهم وأوطانهم .. وهو مفكر (إسلامى) لأنه عمل من أجل تنقية الإسلام ومما لحق به من شوائب وتقديمه بصورة عصرية متحضره من (قرءانه) وسنته ومراجعه وعلى نحو تتقبله إنسانية هدا الزمان والا تنفر منه وتعتبره دينا يدعو للتمييز بين الناس واضطهادهم وإذلالهم ويحرض على القتل وسفك الدماء وإجبار من لا يعتنقونه بدفع (الجزيه) صاغرين من أجل نجاتهم، كما صورته ودعت الى ذلك جماعات (الهوس الدينى) الإرهابيه المتطرفه .. والرجل اعترف فى (شجاعة) بوجود تلك (التشريعات) التى دعت لذلك كله خلال زمن (سابق) ربما املتها كثير من (الضرورات) المقدره ولم ينافق أو يداهن أو ينفى ما كان سائدا خلال ذلك الزمان كما يفعل كثير من (المسلمين) اليوم فينفرون عن الأسلام أكثر مما يرغبون فيه .. بل قالها فى شجاعة متناهية كذلك وبجرأة (عالم) مدرك ومحقق لما يقول أن تلك (التشريعات) التى كانت صالحه فى وقتها، لا تناسب انسانية هدا العصر ولم يكتف بذلك بل قدم البديل العلمى والعملى الدى يفيد انسان هذا العصر ويخرجه من الظلمات الى النور ويتناسب مع انسانيته فى العديد من ندواته ومقالاته وكتبه وفى مقدمتها كتابه الذى اثار كثير من الجدل:
    (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لأنسانية القرن العشرين). متكئا على فهم يقول أن (الكمال) فى (التطور) لا فى حالة الجمود والثبات ولتوكيد تلك المسأله قال رب العزه عن نفسه: (كل يوم هو فى شأن).
    والملاحظ لأطروحات ومنهج غالبية المتشدقين (بالأسلام) اليوم دون علم من جماعات (الهوس الدينى) و(الأسلام السياسى) أنها تفتقد لروح (الوطنيه) والأعتزاز بالوطن، وكأنهم ما سمعوا بحديث الرسول (ص) عن مكه الذى قال فيه: "إِنَّكِ لأَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ". وهذا ذاته نهج المفكر الأسلامى السودانى الشهيد (محمود محمد طه) الذى كان يحب وطنه لدرجة لا توصف ويعتز بشعبه كثيرا فهو القائل فى احد كتبه:
    "أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم .. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية ، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب .. ولا يهولن أحداً هذا القول، لكون السودان جاهلاً، خاملاً، صغيراً، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء ..".
    والحديث النبوى الذى يتحدث عن مكانة (السودان) وشعبه عند (رب العزة) صراحة وما هو مدخر له فى المستقبل سمعته لأول مره على لسان أحد تلاميذه فى احد أركان النقاش ثم ذهبت بعد ذلك (للأستمتاع) به من مصادره – ولا زلت أفعل - لا للتأكد من صحته، فهم أعنى – تلاميذ الشهيد- كما عرفتهم لا يعرفون الكذب .. ونص الحديث يقول:
    "عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : لما نزلت : (فيومئذ وقعت الواقعة) ذكر فيها (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)، قال عمر : يا رسول الله ، ثلة من الأولين وقليل منا ؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم نزل : (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عمر ، تعال فاسمع ما قد أنزل الله : (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) ، ألا وإن من آدم إلي ثلة ، وأمتي ثلة ، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له".
    ثم سمعت بعد ذلك من فم الشهيد (محمود) كفاحا قوله: (حب السودان من حب الله) .. ولا زالت تلك الكلمات الخمس ترن داخل اذنى وتزيد من دهشتى وحيرتى كما حيرتنى وأدهشتنى لاحقا (ابتسامته) على مقصلة الفداء فى ذلك الموقف الرهيب الذى تشيب له روؤس الولدان صبيحة يوم الجمعه 18/1/1985 داخل سجن كوبر، تلك (الأبتسامه) التى تحمل الكثير من الأسرار والمعانى خاصة بالنسبة لى وأظن كل من تأملها بعمق وصدق خرج برؤى وتوقعات وخيالات لا تحصى ولا تعد.
    وحالة ثبات و(أستقامة) العالم الزاهد التقى الورع المدرك لحقيقة الموت والمتصالح معه فى مثل ذلك الموقف تختلف دون شك عن حالة ثبات وشجاعة يبديها حاكم (ديكتاتور) قاتل وسافك دماء مهما تشابه الموقفان وحالة الثبات والتجلد (مظهريا) فى تلك اللحظه، وهى تشبه المقارنه غير الصحيحه بين شك (الجاهل) وشك (العالم)، فشك الأول (جهل) وادعاء وشك الثانى (علم) ومعرفة وحالة يقين وأطمئنان!
    الشاهد فى الأمر أنى لا استطيع أن ادعى احاطتى الكامله (بسر) ابتسامة الشهيد الأنسان المفكر (محمود محمد طه)، فى ذلك اليوم، فهى ابتسامة كلما كشفت عن اسرارها تظل مجهوله ومحيره بصورة أكبر وتحمل فى داخلها اسرار جديده لم تكتشف بعد.
    سئل (الشاويش) الأمى البسيط الذى كان يحرس (الشهيد) فى سجن (كوبر) لو قابلت (محمود) مرة أخرى فمادا تقول له: أجاب بعد أن قال لسائله كيف الاقيه وقد ذهب لملاقاة ربه، ثم واصل (بعامية) سودانية تصرفت فيها: " كان لأقيته سوف أساله من أين أتيت بكل هذه الرجوله"؟
    أما طبيب (السجن) الذى فحصه ليلة (التنفيذ) فقد أكد أن أى محكوم بالأعدام عادة يرتفع ضغطه فى مثل تلك الليله الا (محمود) فقد كان ضغطه طبيعيا للغايه.
    وعلى كل حال فأنى أحاول من خلال احساسى وشعورى (فقط)، لا (العلم) أن أتخيل القليل جدا من (سر) تلك (الأبتسامه) التى ظلت تشغل بالى وتحيرنى لأكثر من ربع قرن من الزمان كمحب وعاشق للرجل وفكره ومواقفه المبدئيه وشجاعته فى البوح بكلمة الحق.
    فكما قال على بن ابى طالب: (تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ).
    فالشهيد (محمود) تكلم عن (الهجرة بين طبقات العقول) مستعرضا حالة النفس البشريه من بداياتها وسيرها فى ترقيها وتطورها وكدحها نحو ربها كما جاء فى الآيه: (يأ ايها الأنسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه).
    وقال فى هدا الجانب:
    "درجات النفوس هي طبقات العقل الباطن .. وهي النفس الأمارة، والنفس اللوامة، والنفس الملهمة، والنفس المطمئنة، والنفس الراضية، والنفس المرضية، والنفس الكاملة" ... واضاف : "الهجرة الداخلية هي ، في الحقيقة، هجرة من النفس السفلى الى النفس العليا".
    فهل ابتسم (محمود) لأنه كان مدركا لحظتها – دون ادعاء - أنه قد عبر فى هجرته، مراقى النفس مطمئنه وراضيه ومرضيه وكاد أن يصل (للكامله) وأنه ملاق ربه بعد ثوان قلائل ولذلك كان فرحا ومسرورا بذلك اللقاء القريب .. لكنه وعلى الرغم من مهابة الموقف وجلاله لم يظهر ذلك الفرح الا كما تفعل النفوس الكبيره، عبر عنه (بابتسامة) تواضع و(أستقامه) لكنها لم تعكس زهوا وخيلاء وتحد لخالق أو مخلوق؟
    وكأنه فى تلك اللحظه جسد نصائحه لتلاميذه بأعمال (الفكر) فى كل امر وفى كل لحظة مهما كانت، فكان فكره حاضرا فى لحظة يتوقف فيها الزمان وتشرئب فيها الأعناق ويزداد خفقان القلوب وتنحبس الأنفاس ويزيغ البصر .. وهو فى ذلك الموقف ما زاغ بصره ولا طغى!
    أم كان (سر) تلك الأبتسامه يا ترى فى ذلك الموضع بسبب معرفة الشهيد الأكيده لحقيقة (الموت) وتصالحه معه وتوصيل تلك المعرفه لتلاميذه ثم تأكيد تلك المعرفه عمليا على (المقصله)؟
    ففكرة (الموت) عند الشهيد الاستاد محمود محمد طه مبنيه على ما ذكره فى كتابه (أسئله وأجوبه) التى تقول:
    ((الموت الحسي ليس، في حقيقته، كما نظنه نحن الآن، وإنما هو ميلاد في حيز غير الحيز الذي نألفه نحن، مثله في ذلك، مثل ميلاد الطفل في عالمنا هذا، فإنه قد جاء من حيز قد عاش فيه مدة، وألفه، واطمأن إليه، ولم يخطر بباله حيز غيره، ولو خير لكره الخروج عنه إلى عالمنا هذا كما يكره أحدنا أن يموت الآن .. نحن أيضا عندما نموت سنجد أنفسنا في عالم خير من عالمنا هذا .. الموت بمعنى الفناء ليس هناك .. فبالموت يغير الحي قشرته فقط - يخرج من صدفته التي ظلت تكنه ردحا من الزمن - وهو يكره مفارقتها لجهله بخير منها - فالإنسان لا يموت، وإنما يتخلص من القوقعة كما يتخلص أحدنا من الملابس البالية .. وتبرير الإسلام للموت أنه سير إلى الله - سير من البعد إلى القرب - وهذا لجميع الناس .. "يأيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه" ومن ملاقاة الله الموت ، لأن به رفع الحجاب : " لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك، اليوم، حديد")).
    · أنتهى حديث الأستاذ/ محمود عن فكرة الموت.
    ولذلك حينما وصلت المواجهة مع (الهوس الدينى) المتآمر والمستغل (لجهل) جعفر نميرى (رحمه الله) الى نهايتها تحدث الشهيد فى مساء يوم الجمعه 4/1/ 1985 الى تلاميذه حديث مودع ومفارق وملمح وهو يدرك فظنتهم للتهيؤ الى ما هو قادم لخصه فيما عرف بحديث الفداء قال فيه:
    ((لزمن اضطرنا لنوقف الحديث الكلام القيل طيب جدا .. أفتكر مؤتمرنا دا لابد أن يؤرخ تحول عملى فى موقف الجمهوريين .. زي ماقلنا قبل كده: الناس سمعوا مننا كثير الكلمة المقروءة والمكتوبة، نحن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية .. الإنشاد والقرآن والألحان الطيبة.. وجاء الوقت لتجسيد معارفنا وان نضع انفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمو جديد.. الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء..دى صورة غيركم ما يعقلها كثير.. الجدرى فى قرية التبيب تذكروها؟ كان فى كرنتينه فى القرية لا خروج ولا دخول.. الشيخ الرفيع ود الشيخ البشير اخو الشيخ السمانى مات بالجدرى فى القرية .. شيخ مصطفى خال خديجه بت الشريف، هو صديقنا وبزورنا كثير قال: حصلت وفاة ومشيت أعزى.. مر على الشيخ الرفيع، ( اخو الشيخ السماني ، شيخ المقاديم الهسع بيعطروا ليكم حلقات الذكر ديل) .. قال لى بمشى معاك .. قال: مشينا سوى إيدو فى إيدى كان فيها سخانة شديدة.. وصلنا محل الفاتحة واحد قال ليهو يا الشيخ! المرض دا ما كمَّل الناس؟؟ الشيخ الرفيع قال: المرض بنتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب .. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى! ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى.. السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء.. وفى سنة 1915م الشيخ طه مات فى رفاعة بالسحائى، وكان مستطير بصورة كبيرة وما عندو علاج وما كان بينجى منو زول، الما يموت يتركو بى عاهة.. مات الشيخ طه والمرض انتهى.. الحكاية دى عند الصوفية مضطردة ومتواترة، العلمانيين تصعب عليهم .. انتو هسع لابد تفدوا الشعب السودانى من الذل والمهانة الواقعة عليهو والجلد.. واحد من الأخوان لاحظ قال: القيمة من المسيرة أن تشاهدوا الجلد الواقع.. واحدة من الأخوات قالت :العسكرى شاب والمجلود شيخ كبير والقاضى واقف يستمتع.. وهى مسالة أحقاد وضغائن ونفوس ملتوية تتولى أمور الناس.. قد تجلدوا.. ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم.. هى بتحصل لكن ماتنتظروها.. خلو الله يجربكم ما تجربوا الله.. تعملوا الواجب العليكم، تنجلدوا ترضوا بالمهانة.. ومن هنا المحك البيهو بتكونوا قادة للشعب العملاق.. ويكون فى ذهنكم قول الله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) وآية ثانية (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىand#1648; يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىand#1648; نَصْرُ اللَّهِ and#1751; أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
    ما أحب أن تصابوا بخيبة أمل من العقبات ألبتلاقيكم فى الطريق .. ويكون مؤكد الأمر النحن بنواجهو محتاجين ليهو فى الداخل .. كل أمر يساق ليكم يقويكم وهو عناية من الله ولطف.. ولكن الناس يسوقوا أمرهم بالجد، وكل واحد يدخل فى مصالحة ورضا بالله .. تواجهوا أمركم لتفدوا شعبكم وبعضكم بعض لترتقوا درجات فى واجبكم وعبادتكم .. أمركم قريب ومعنيين بيهو .. انتم محفوظين .. لكن ماتفتكروا الطريق مفروش أمامكم بالورود.. استعدوا فى قيامكم بالواجب المباشر تكونوا دائمى النعمة وموضع نظر الله وعنايتو .. ثقوا بيهو .. ان شاء الله أمركم قريب والله إدخركم للأمر دا.. وانتم اليوم الغرباء بصورة كبيرة، كل المجتمع السودانى فى كفة والجمهوريين فى كفة، الجمهوريين مطلوبين، الناس الطالبنكم فداية ليكم، وظلماتكم نور .. أنتم موضع عناية، تقبلوا العناية، وسيروا راضيين بالله، بالصورة دى يكون ختام مؤتمرنا)).
    · أنتهى حديث (الفداء).
    ولابد من التطرق فى هذا المقام الى التعريف المدهش الذى جاء به (الشهيد) عن الأنسان الحر والذى قال فيه، الأنسان الحر هو الفرد الذى : " يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ، ثم يتحمل نتيجة فكره وقوله وعمله" ، وأضيف هنا بأنه بفضل تجويد العبادة والصعود في مدارج العبودية يرتفع الفرد من هذه البداية الي أن "يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يفول ، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وعمله إلا خيرا وبرا بالأحياء والأشياء".
    · أنتهى حديث الشهيد عن تعريف (الأنسان الحر).
    ولذلك كان يطالب تلاميذه بكف اذاهم عن الأخرين حتى فى (الخواطر) بل كان يطالبهم بتحمل أذى الآخرين مهما كان حجمه.
    وكان يردد قول أخوانه (المتصوفه) :
    ((حب البكرهك كان حبيت البحبك ما سويت حاجه)).
    أم هل يا ترى سر (الأبتسامه) تلك، هى المعرفة الحقيقيه بالإسلام والمجسده فى اللحم والدم لا قولا فقط باللسان والتى يجهلها الكثيرون ثم معرفة (بالحقيقه) المحمديه فى مقاماتها الثلاث كما عرفها الشاب اليمنى (اويس القرنى) الذى أوصى النبى (ص) صحابته ومن بينهم (عمر بن الخطاب) إذا التقوه أن يطلبوا منه (الدعاء) وكما هو (متصور) لم ير (أويس) النبى (ص)، فحينما التقوه وعرفوه من بعض العلامات التى وصفها لهم (الرسول) وطلبوا منه الدعاء، سألهم أن كانوا قد رأوا الرسول (ص) فلما اجابوا بنعم قال لهم:
    ((والله لم ترونه الا كما يرى السيف داخل غمده)).
    أم يا ترى سر (الأبتسامه) معرفته الأكيده بمعنى الحديث القدسى العميق: (مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ..) الى آخر الحديث وما تجاوزه من معنى عجز عن ادراكه الكثيرون!
    أم يا ترى (ابتسامته) تعود الى (تأويله) للقرءان لا الأكتفاء بما ورد فى (التفاسير)، فهذا ليس زمان تفسير (ابن كثير) وكرته الأرضيه الجالسه على ظهر حوت جالس على قرن ثور!
    وفى الـتأويل حل لكثير من المشاكل لذلك دعا النبى (ص) لأبن عمه العباس بأن: "يفقه الله فى الدين وأن يعلمه التأويل".
    فمن خلال التأويل قال الشهيد (محمود) أن كل كلمه ترد فى القرآن وتتحدث عن (الماء) مثلا مقصود بها المعنى الظاهرى بداية، لكن فى الحقيقه مقصود بها (العلم) مثل الآيه: "أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها". ومثل آية يرددها الكثيرون: "وجعلنا من الماء كل شيء حي." فهل لأنسان حياة (حقيقيه) خاصة فى عالم اليوم بغير (العلم)؟ .. ومن خلال التأويل لا التفسير قال الشهيد (محمود):
    "الإشارة الواردة في نبوءة المعصوم حين قال (يكسر الصليب) إنما تعني، فيما تعني، حل معضلة الفرد، والجماعة التي أعيت التفكير الفلسفي، كما تعني أيضا، فض التعارض بين العقل الباطن والعقل الواعي ، وهذا إنما يمثل أعتى تحديات هذا العصر".
    أنتهى حديث الأستاذ (محمود) عن المسيح القادم.
    (فالمسيح) القادم والذى تنتظره البشرية كلها فى مختلف الأديان والمذاهب لن (يكسر) الصليب بمعنى أن يمنع المسيحيين من عباداتهم أو مقاتلتهم وأنما (بفك) التعارض والأختلاف بين الأديان، فكيف يفعل المسيح القادم ذلك وهو آت من أجل أن تملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا .. وهو آت لكى يعم الخير والأمن والسلام حتى يلعب الطفل مع الحيه فلا تؤذيه ويرتع الذئب مع الحمل فلا يأكله؟
    ام يا ترى تلك الأبتسامه (المحيره) سببها ما يعرفه عن (حقيقة) نفسه وما ظل يعمل له من اجل اسعاد البشريه وتمتعهم بحرياتهم وانسانيتهم وانعتاقهم من قيود الذل والعبوديه لآخر لحظه من حياته، فإذ ا به يسمع بأذنيه وهو على (المقصله) من يسبونه ويشتمونه ويسئيون اليه ويرمونه بكل صفة قبيحة وذميمه وكأنه حينما ابتسم فى تلك اللحظه ناجى ربه قائلا:
    (اللهم اغفر لقومى فأنهم لا يعلمون).
    ومن عجب قالوا أن (محمود) أدعى (النبؤة) وأنه يتحدث عن رساله جديده حينما أخرج كتابه (الأسلام برسالته الأولى لا يصلح لأنسانية القرن العشرين)، فى جرأة عالم وعارف يرى (الكمال) فى التطور لا فى الثبات مستشهدا بقول رب العزه عن نفسه (كل يوم هو فى شأن) ولذلك فهو (كامل) ولا يمكن ادراكه (فالثابت) يمكن أن تدركه مهما بعد وسما.
    وما قصده (محمود) هو العوده الى فهم مستنبط من (القرآن) نسخ، لكنه اصبح بفضل الله والتطور مناسبا لأنسانية اليوم ولتطلعاتها للحريه وللعدالة والمساواة وللديمقراطيه، مبينا أن (النسخ) من ضمن تعريفاته (الإرجاء) لا الشطب والألغاء بصورة نهائيه وقد نصت الآيه على ذلك صراحة حيث جاء فيها (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا and#1751; أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىand#1648; كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
    حيث لا يعقل أن تنسخ (نهائيا) آيات تدعو للتسامح مثل: (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) وآية مثل وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) بآيات مثل (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ and#1754; فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ and#1754; إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). قيل انها (نسخت) 114 آية تحدثت عن (التسامح) أو تنسخ بمثل آية أخرى يستخدمها كثير من المسلمين الآن للدعوه بأخذ الجزيه من المسيحيين (صاغرين) وهى التى تقول (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).
    فهل كان ذنب (الرجل) أنه عمل (بعلم) ومعرفه لتقديم اسلام يدعو للحب والسلام والموده ومن قرآنه وسنته ومراجعه وقد جاء فى الآيه "وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ".
    وما جاء به (الشهيد) هو أحسن ما انزل الينا من ربنا وما ورد فى القرآن.
    وعن (سر) تلك الأبتسامه وتقديره للمرأة قال فى باب (وصيته للرجال) ما يلى:
    · وصيتى للرجال
    ((علموا: أن الصورة التي تعرض نفسها دائماً على الأذهان، عند الحديث عن حقـوق المرأة، تلك الصورة التي تجعل الرجل والمرأة ضدين، لبعضهما البعض، يتنازعان حقا بينهما، في خصومة، ولـدد، فإذا كسب أحدهما خسر الآخـر، هـذه الصـورة شائهة، وخاطئـة.. إن قضية المرأة ليست ضد الرجل، وإنما هي ضد الجهل، والتخلف، والظلم المـوروث.. وهي، من ثـم، قضية الرجل والمرأة معاً.. ولتعلموا: أن صراعنا دائما إنما هو ضد النقص، ابتغاء الكمال.. والكمال إنما هو حظ الرجـل، وحظ المـرأة في آن معاً.. فإن الفرد الكامل، إنما هو الابن الشرعي للمجتمع الكامل.. وهو، أكثر من هذا، الابن الشرعي للمرأة الكاملة.. يقول العارفون: إن الصلاح ((امرأة)).. ويريدون بذلك أن يقولوا: أن المرأة الصالحة إذا تزوجها الرجل الصالح، أو تزوجها الرجل الطيب، كريم الأخلاق، سخي اليـد، حسن الدين، فإنها تنجب ابنا صالحا.. ولكن الرجل الصالح إذا تزوج امرأة مرذولة، دنيئة النشأة، رقيقة الدين، كزة النفس، فإنـه لا ينجب إلا أبناء فاسدين، رقيقي الدين، سيئي الخلق.. وذلك أمر مفهوم، ومقدر، وأسبابه واضحة)).
    · وأضاف:
    - أعينوا النساء على الخروج من مرحلة القصور، ليستأهلن حقهن الكامل في المسئولية، حتى تنهض المرأة، وتتصرف كإنسان، لا كأنثى.
    - غاروا على النساء .. ولا يكن مصدر غيرتكم الشعور بالامتلاك، كما هي الحالة الحاضرة .. ولكن غاروا على الطهر، وعلى العفة، وعلى التصون، لدى جميع النساء.. وسيكون من دوافع مثل هذه الغيرة أن تعفوا، أنتم أنفسكم، فإنه وارد فى الحديث (عفوا تعف نساؤكم)).
    - تسلطوا على النساء!! ولكن لا يكن تسلطكم عليهن عن طريق الوصاية، ولا عن طريق القـوة، ولا عن طريق الاستعلاء - استعلاء الذي ينظر من أعلى إلى أدنى- ولكن تسلطوا عليهن عن طريـق الحب .. أحبوهن، وتعلقوا بالمكارم، والشمائل، والرجولة، التي تجعلكم محبوبين لديهن.. فإن المـرأة إذا أحبـت بذلـت حياتـها فـداء لمن تحـب.. فليكـن هـذا طريقكم إلى ((استغلالهن)).

    · انتهى حديث الأستاذ عن وصيته للرجال فى تعاملهم مع المرأة.
    وطالما كان المقام ، مقام (اسرار) أختتم بحديث الشهيد عن القرآن وعن محمد (ص) وعن السرين المقترنين.
    · حيث جاء فى أحد كتبه :
    ((أمران مقترنان: القرآن، وحياة محمد، هما السر في أمرين مقترنين: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" لا يستقيم الأخيران إلا بالأولين)).
    وفى موضع آخر قال:
    ((أمران مقترنان، ليس وراءهما مبتغى لمبتغ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن، وحياة محمد .. أما القرآن فهو مفتاح الخلود .. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن .. فمن قلد محمدا، تقليدا واعيا، فهم مغاليق القرآن .. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الأوهام .. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من أبوابه السبعة) .. وأبواب الخلود السبعة هي مراتب النفوس السبعة، التى تنتهي بالنفس الكاملة، حيث الحياة الكاملة، التى تحدثنا عنها.. فحياة محمد عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، هي سبيلنا الى تحقيق حياتنا الكاملة، عن طريق العلم بالله، والتأدب بأدب العبودية)).
    (أعظـــــم الشـــــهـــداء)

    ثابت علــى المــــــبدأ
    رهيب فى بسمتك تتحـــدى
    لما القناع من هيبتك أنزاح
    طرفك لا رمش لا أرتد
    .........................................
    مكتوف الأيادى
    واقف عديل ما أنهد
    مجنزر، فى هيبة تقدل
    شامخ فى السماء الممتد
    بى صمتك حاكمــت الجهـــل
    والحاكمـــوك بالــردة

    ................................
    (أستاذ (العصـور
    سيرتك نقية وعطره
    للأحــرار منار
    وخــلدت أروع ذكــرى
    حوضك صافى
    مافيهو مــوية عكــــــره
    أخجـلــت القــدام
    أهــل المديح والشكـره
    وأهديت الزمان
    (اسمى) وأعظم (فكره)
    ..................................
    ترياق للنفوس
    من نشأتك، ولى آخر الأيام
    افنيت العمـــر
    تبنى وتجدد وتنشرالأســـلام
    بالفهم الصحيح
    والدعــوه والاعلام
    أدواتك حروفك
    وسـلاحــك الأقـــلام
    نظــراتك معــانــى
    وحكم وكــــلام
    فى صمتك عميق
    ما بهمك الأعدام
    وفى حزنك تأمــــل
    ساكـن معـاك دوام
    همـــك صـــلاح الكون
    والـدنيا تبقى سلام
    .........................
    أتباعــك (رجــال)
    ثابـتـين دوام قـــــدام
    طاهرين الأيادى
    صادقين لسان وكرام
    حافظين الوصية
    دائما صيام وقيام
    لو الموت (شريعتك)
    كان لاقوه فى (الاحرام)
    ........................
    منو القبلك شهد
    بى روعتو الأعداء
    مـنـــو المشى للشنـق)
    وفــى بســـمه أتحدى
    منو المشت النجوم
    فى دربو تستهدى
    منو النزلت
    شمــــوس العـــــزة تتلقى
    ثم أنزوت خلف السحاب
    عشان اكتب
    سطر، اهداء
    قليل لو قلنا
    فى وصفك عظيم
    أو قلنا أنك
    أعظم الشهـــــــداء

    تاج السر حسين
                  

12-31-2014, 08:46 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    من مقال ( شاهد على حكم ردة محمود محمد طه..أحمد طه محمود)
    الإنتباهة
    نشر بتاريخ الأحد, 17 شباط/فبراير 2013
    Quote: ساحة سجن كوبر
    دعونا ننتقل إلى سجن كوبر بالخرطوم بحري حيث تدافع الناس في الصباح الباكر ليوم 18/2/1985 فجاءوا يهرعون زرافات ووحداناً ؛ امتلأت ساحة السجن التي تنقسم إلى قسمين أحدهما خصص إلى جمهور الشعب والآخر قسم صغير معد للقائمين بالسجن والمسؤولين من الحكومة. المشهد عجيب وغريب حيث فاضت تلك الساحة وعجز الحضور عن الدخول حتى امتلأت الساحات الخارجية وانسدت الطرق المؤدية إلى سجن كوبر. الناس في ترقب وفي تساؤل هل سيتم تنفيذ حكم الإعدام أم لا؟؟ وهل سيصعد جسد محمود إلى السماء «ورفعناه مكاناً علياً» أم لا؟ وماذا لو آمن هذا المرتد ونطق بشهادة لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول صلى الله عليه وسلم في آخر لحظة؟ وهل ستُقبل شهادته أم ترد عليه؟ داخل الساحة الصغيرة انتصبت منصة تنفيذ حكم الإعدام في شموخ وإباء مجاورة لمكاتب إدارة السجن ؛ منصوبة تجاه القبلة ويتم الوصول إليها من خلال درج حديدي يتكون من عدة درجات. لقد تشرفت بحضور هذا المشهد الفريد وأنا أدلف من المنصة من مكان قريب لا تبعدني منه إلا عدة خطوات.
    تنفيذ حكم الإعدام في محمود
    من خلال باب صغير من الناحية الجنوبية الغربية يطل السجانون وهم يقودون أربعة من الجمهوريين يرزحون في سلاسلهم ثم يصفونهم إلى الحائط الغربي ووجوههم التي يسقط عليها شعاع الشمس منصوبة تجاه منصة تنفيذ حكم الإعدام. وبعد هنيهة يخرج السجانون يقودون محمود محمد طه ووجهه مغطى بالبرقع الذي يميل لونه إلى البرتقالي دون الأحمر مكبلة أرجله بالقيود وأيديه مغلولة من الخلف.
    بخطى متقاربة وبطيئة جيء بمحمود محمد طه يتهادى بين يدي سجانين؛ وما إن اعتلت رجليه الدرج الأول إلا وخارت قواه؛ وعندئذ تثقل قدماه وتعجز عن الارتقاء إلى الدرجات العلا، فحمله السجانان من عضديه اليمين والشمال حتى إذ اعتلى المنصة ارتفعت أصوات الحضور بالتكبير فأرعدت جنبات الساحة وماجت الوفود كأنها الحجيج ملبية في يوم عرفة. «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم»
    ما إن هدأ دوي التكبير حتى صاح أحد الجمهوريين من الحضور بأعلى صوته «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم» فتم القبض عليه فوراً ونقل من الساحة الكبرى إلى الساحة الصغرى من فوق السياج.
    حينئذ سرت إشاعة كما تسري النار في الهشيم تقول إن الذي سينفذ فيه حكم الإعدام ليس بمحمود محمد طه!!! وينبري لهذه الإشاعة مولانا السيد رئيس القضاء الأسبق فؤاد الأمين آمراً بإزاحة الغطاء «البرقع» عن وجه محمود محمد طه. ما إن أُزيح البرقع عن وجهه نظر محمود إلى هؤلاء الجمهرة من الناس التي ملأت الساحة دوياً تكبر الله سبحانه وتعالى حتى بدرت منه ابتسامة أقرب منها إلى التكشيرة؛ وقد لاحظت أن الغبرة التي كانت تعلو وجهه أثناء حياته قد انزاحت مما يعني أن شيطانه قد ولى الدبر وعاد وجهاً عادياً. أعيد البرقع بعد أن اطمأنت القلوب وسكنت إلى أن الذي أمامهم هو محمود محمد طه؛ ومن ثم كانت الإشاعات تتجدد فتسربت إشاعة أخرى تقول بأنه سيرفع إلى السماء !!! سبحانك ربي ما أعظم شأنك وأرفع مكانك يا متقدساً في جبروته. ترفع من؟ ترفع من أشرك بك ولم يسجد لك؟ ترفع من رفع عنه التكليف ويصلي صلاة الأصالة وليست صلاة «الحركات» كما شرعتها على نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    هل نطق محمود بالشهادة؟
    في ذلك الموقف المهيب يرفع أحد السجانين من كبار السن طرف البرقع من ناحية أذن محمود اليسري ويهمس فيها؛ وبعد تنفيذ الحكم وفي حوار مع هذا السجان بإحدى الصحف ذكر أنه طلب من محمود محمد طه أن يشهد أن لا إله الله وأن سيدنا محمداً رسول الله فجزم السجان بأنه لم يسمعها منه وأردف يقول إنه قد سمع الشهادة من كل الذين تم فيهم تنفيذ حكم الإعدام في السابق إلا محمود إلا محمود إلا محمود.
    استدبار محمود قبلة أهل التوحيد
    والعياذ بالله «إن في ذلك لآية» ما إن تلقى السجان الأمر بفتح مزلاج الشباك الخاص بالمشنقة لسقوط المحكوم عليه؛ وفي لمح من البصر هبط جسد محمود محمد طه إلى الأدنى مستديراً ومستدبراً قبلة أهل التوحيد والتمجيد والثناء الحسن؛ وأنني أشهد بأني أول من لاحظت هذه الظاهرة الفريدة والعجيبة وقمت بلفت نظر من كان قريباً من المنصة فارتفعت أصوات الموحدين بالتكبير والتهليل ومن ثم صعد الدكتور أحسبه دكتور كمال زكي لينقل للملأ شهادة وفاة المرتد محمود محمد طه الذي ظل وجهه متجهاً إلى الجنوب الغربي «إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين». من خلال هذا المشهد الفريد، ينبغي لإدارة سجن كوبر تصويب قبلة المشنقة المتجهة إلى الشرق بتعديلها إلى الشمال الشرقي قليلاً فلا أفضل من ذلك ذكراً ولا أفضل من ذلك دقة حيث حدد وجهة المرتد الاتجاه المضاد للقبلة. ظاهرة الاستدبار وعدم النطق بالشهادتين يؤكدها شيخ السجانين الذي قام بتلقين محمود الشهادة فذكر أنه لم يسمعها منه البتة ويضيف أن ظاهرة استدبار القبلة والتفاف الحبل إلى غير القبلة هي الأولى من نوعها التي شهدها في حياته. نتساءل؛ هل هنالك خاتمة أسوأ من هذه؟؟ ويا من تقولون إن محمود قد اغتيل سياسياً وإن الله سيحاسب من اشترك في مقتله فهل هنالك أعظم من أن يريكم الله في حياتكم الدنيا هذه المعجزة الإلهية؟
    أقول لهذا المرتد: يا من تكالبت عليه الخطايا والأوزار وأهلكته الذنوب والآثام، وغطته الغفلة مدى الليالي والأيام جعلك الله عبرة للأجيال «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»
    هذا المرتد الذي اعتمد على عقله وفساد علمه، إنما هو عبد طوقته الذنوب فذل واعتمد على فكره فضل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ وصدق الله سبحانه حين يقول «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ؛ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً، ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً» وبما أنني شهدت ذلك العصر الذهبي من تطبيق القوانين الإسلامية فقد شهدت أيضاً إعدام الواثق صباح الخير رحمه الله وهو من أبناء الصبابي بالخرطوم بحري المشهود له بحب المساكين وتربية اليتيم؛ فمات مشنوقاً مستقبل القبلة وكنت في نفس المكان الذي فاضت فيه روح محمود.
    نقل جثمان محمود
    ما إن أفاد الدكتور بموت محمود إلا وفي سرعة البرق أدخل بالباب الذي أخرج منه؛ وما هي إلا دقائق معدودات إلا وقد دوّى صوت المروحية مرتفعة إلى عنان السماء حاملة جثمانه إلى مكان مجهول. ارتفعت أصوات الموحدين بالتكبير وانفض سامر المواطنين زرافات ووحدانا وهم على يقين بأن محمود محمد طه لم يرفع إلى السماء بل هو ميت على مروحية ؛ كما ثبت لديهم بطلان الفكر والدعوة المحمودية.
    في حوار مع أحد القانونيين الأمريكيين السود كان بجامعة الخرطوم ذكر أن محمود لا يموت فقلت له افترض أنه مات موتتنا التي نعرفها ودفن تحت الثرى فماذا ترى؟ فقال سيكون هنالك خطأ في الدعوة المحمودية. ويحضرني أن دكتور عبد الله النعيم الأستاذ القانوني بجامعة الخرطوم والجمهوري السابق أخذ الإذن بالطواف على السجون مؤكداً مقتل محمود للجمهوريين المسجونين ليتم إطلاق سراحهم كما أنه لم يقل بإعدام محمود سياسياً. بعد تلك المشاهد أوصي أولئك الذين يدعون أن محمود قد اغتيل سياسياً بتقوى الله فإنه خير ما وصى به المسلم المسلم أنه يحضه على الآخرة وأن يأمر بتقوى الله ؛ ولا أفضل من ذلك ذكراً ولا أفضل من ذلك نصيحة. وأسأل أولئك المدافعين عن محمود محمد طه كم من الفتيات اللاتي انتهكن أعراضهن بجنيه سوداني واحد «بقاعدة الخابور والصامولة» مع ترديد خطبة النكاح التي يقول العريس فيها «أنا انبثاق نفسك عنك خارجها والله شهيد بيننا» وتقول العروس مثل ذلك؛ وهنا يلزمك أن تضع ألف خط أحمر تحت اسم الجلالة حيث إن اسم الجلالة عندهم يعني «ذلك المرتد» والعياذ بالله.
    وبعد هذا فأي فكر محمودي يمجد وأي تصفية سياسية تشيرون إليها وأي زنديق تتباكون عليه وقد علمتم خاتمة محمود محمد طه وكيف لقي الله ووجهه مستدبراً القبلة؛ أما سمعتم قول الله تعالى «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون * إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا»
    فيا من تتباكون عن محمود اسمعوا قول المولى سبحانه وتعالى «ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم يكون عليهم وكيلا» صحيح قولكم «أن ربنا يسأل من ذلك يوم القيامة» فهل ترون أن الله سبحانه وتعالى مجز من أعدم محمود خير الجزاء وبأحسن ما عملوا أم ماذا؟


    http://www.alintibaha.net/portal/%D8%B1%D8%A3%D9%8A/30792-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AFhttp://www.alintibaha.net/portal/%D8%B1%D8%A3%D9%8A/30792-%D...AD%D9%85%D9%88%D8%AF
                  

12-31-2014, 08:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    كتب بروفسير أحمد المصطفى الحسين منصور
    Quote: وحينما بدأ الحديث في الاجتماع ساخنا وغاضبا، نهض رجل " أحمر" يرتدي جلبابا سودانيا وبادر الحاضرين قائلا انه لا يستطيع الاستمرار في الاجتماع لأن الاجتماع غير قانوني وأنه لا يملك تفويضا من نقابته بحضور الاجتماع وأنه كان يعتقد أن الاجتماع مجرد ندوة دعي هو شخصيا لحضورها.وقد أثار حديثه سخط الحاضرين ورد عليه بروفيسور محمد الأمين التوم بغضب معنفا ومفندا لكلامه وساخرا من حديثه عن قانونية الاجتماع. وخرج الرجل "الأحمر"، الذي عرفت بعد سؤالي عنه أنه الجزولي دفع الله الذي أصبح فيما بعد رئيسا لمجلس وزراء الانتفاضة، وهذا كان واحدا من مصادر القنوط والإحباط التي أصابتني بعد الانتفاضة وجعلتني أفكر في الخروج من السودان.

    http://www.sudaneseonline.com/board/9/msg/1077595256.html

    حكى لي د. ياسر الشريف المليح بأنه كان ببريطانيا ابان أعتقال الأستاذ محمود وبعض الأخوان في العام 1976 (بسبب كتاب اسمهم الوهابية) وقدأبلغه، وبفرح، بأمر الاعتقال د. مامون حميدة (وزير الصحة الولائي الحالي)
    من الواضح أن كل المؤامرات التي استهدفت الجمهوريين كان للأخوان المسلمين فيها نصيب إما بالتحريض المباشر أو حتى الفرح والتهليل الخ

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 12-31-2014, 11:10 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 01-06-2015, 07:44 PM)

                  

12-31-2014, 03:42 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    سلام يا عزيزي عبد الله

    في ديسمبر 1976 ويناير 1977 تعرض الأستاذ محمود وثمانية من الجمهوريين للاعتقال في سجن كوبر لمدة شهر، وأطلق سراحهم بدون محاكمة، والسبب كما قلت كان كتاب "اسمهم الوهابية وليس اسمهم أنصار السنة".
    والآن

    هل حان تخلّي آل سعود عن الوهابية؟
    http://alhejaz.org/qadaya/0314601.htmhttp://alhejaz.org/qadaya/0314601.htm

    مقال جميل أقتطف منه الآتي:

    بعد صعود نجم «داعش» باتت الحاجة أشد إلحاحاً على قراءة خطاب التنظيم وتركيبته ومصادر تمويله والايديولوجية التي يركن إليها. لم يتطلب الكشف عن الهوية الفكرية والعقدية للتنظيم عملاً جبّاراً فقد تكفّل قادة وأمراء «داعش» بمهمة تقديم كل المساعدات المطلوبة من أجل إقناع العالم بأنه يمثل «الوهابية النقيّة» في مقابل كل الأطراف التي تزعم بأنها على مذهب محمد بن عبد الوهاب بما في ذلك النظام السعودي..وهذا ما جعل مشايخ الوهابية السعوديين في حرج بالغ، لأنهم وجدوا أنفسهم بين خيارين إما الإقرار بأن معتقدات داعش هي بالفعل ما كان محمد بن عبد الوهاب قد بشّر بها أو الانحياز الى النظام السعودي وإن على حساب تعاليم المذهب..
    يقف آل سعود اليوم على مفترق طرق، فإما أن يخوضوا معركة الهوية، بالتخلي عن الإيديولوجية الوهابية التي لم تعد صالحة في إدارة شعب يزداد انقساماً نتيجة خطاب أيديولوجي متعارض مع أي مدّعيات وطنية، أو التمسّك بالوهابية المعدّلة التي تقدّم مسوّغات من حرّاسها الحقيقيين والمخلصين مثل «داعش» لأن تشكّك في مشروعية النظام السعودية بنفس الأداة، أي بنفي اعتناقه للوهابية الأصلية، وفي هذه الحالة يصبح النظام فاقداً للمشروعية الدينية والمشروعية الشعبية..
                  

12-31-2014, 04:03 PM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: Yasir Elsharif)

    كان المهدى داك ولدا قدل فوق عزو
                  

01-04-2015, 10:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عمار محمد ادم)

    Quote: عندما بكى الرئيس نميري!!
    فى حديث مثير قدمته فضائية أم درمان، حكى الاستاذ عوض حسين مدير المراسم فى العهد المايوي الذى استضافه نادي الاعترافات حكى عن لحظات ما قبل إعدام زعيم الجمهوريين الاستاذ محمود محمد طه، وقال عوض حسين لمقدم البرنامج الاستاذ عادل سيد أحمد إن الرئيس نميري ارسل لايقاف تنفيذ الإعدام، لكنه عندما علم بأن التنفيذ كان اسرع من "المرسال" بكى بكاءاً شديداً، وكان موجوداً بالقصر الجمهوري لحظة تنفيذ الإعدام.
    رواية مشهودة للعيان لا يستطيع أحد أن ينكرها خاصة إذا كان الحدث محصوراً.. لا أحد يجزم كيف كان يفكر الرئيس جعفر نميري قبيل تنفيذ حكم الإعدام على زعيم الحزب الجمهوري المثير للجدل الاستاذ محمود محمد طه.. ولا ما هى المشاعر التى كانت تعتمل داخله.
    لكن يبقى التأكيد إن إعدام محمود محمد طه كان حدثا مهما فى ذلك الزمان أي قبل ثلاثين عاما.. ولا زال صداه يتردد برغم مضي مسبحة الأيام.. ومهما تكن تقديرات النظام أيامئذٍ إلا أن إعدام محمود محمد طه لم يكن حدثا عاديا حتى لا يستطيع "مرسال" الرئيس بوقف التنفيذ ان يصل باحة سجن كوبر حيث موعد الزعيم الجمهوري مع "حبل المشنقة".
    كان باستطاعة الرئيس وفقاً لوسائل التواصل فى تلك الأيام ان يوقف التنفيذ، لكن من الواضح ان قلة هم الذين لا يريدون الايقاف فى قرارة أنفسهم، فقد استطاع الاعلام الرسمي ان يجر الشعب لصالحه بالتأكيد على أن محمودا "خرج من الملة" لا أحد يستطيع أن يغير ثوابت التاريخ، وحقائقه المؤكدة.. وخا ههو مؤكد أن نظام مايو سعى لإعدام محمود محمد طه ونفذ هذه العملية على مراحل بدأت بقيادة حملة إعلامية ضد الجماعة ثم تحرك باعتقال رموزها، ثم الحكم وتنفيذه.
    نحترم جداً شهادة حسين وقد تمثل الجانب الآخر من الحقيقة، لكن الرغبة فى إعدام الرجل ظهرت عند أركان النظام وسعى لتنفيذها.

    صحيفة ألوان الأحد 13 ربيع أول 1436÷ـ الموافق 4 يناير 2015م العدد 5767
    الصفحة رقم 9
    بعنوان: صفحتي يكتبها اليوم: بخاري بشير
                  

01-05-2015, 11:18 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:
    في تذكر 18 يناير: دراما محاكم الجمهوريين وقضاة الشرع

    د. عبدالله علي ابراهيم


    في تذكر 18 يناير: دراما محاكم الجمهوريين وقضاة الشرع


    01-04-2015 11:13 PM



    (حكمت المحكمة الشرعية العليا على الأستاذ محمود محمد طه بالردة عن الإسلام في 1968. ولم تنفذ موجبات الحكم لعدم اختصاص المحكمة، القاصر على قضايا الأحوال الشخصية للمسلمين، في مسائل السياسة والعقيدة. وعليه نظرت المحكمة في القضية حسبة للمدعي الأول وهو البروفسير الأمين داؤد بالجامعة الإسلامية. ولم يهدأ للقضاة بالاً لأنهم لم يقتصوا من خصم عقائدي ومهني بسبب الاختصاص .كما دأب الجمهوريون في حملة كبرى لكشف بطلان حكم الردة. وأعرب هنا نصاً من فصل "القضاة ومحمود محمد طه: نحو اقتصاد سياسي للثأر والاستشهاد" من كتابي (هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية والصحوة الإسلامية، 1898-1985) الصادر في سلسلة "الإسلام في أفريقيا" عن دار بريل في 2008. فإلى النص:



    تكاثر الخلاف الفقهي-الحقوقي عبر السنوات من 1968 إلى 1985 بين الجمهوريين والقضاة حول المنطويات السياسية والاختصاصية لحكم الردة لعام 1968 وصارت المحاكم مسرحاً لاشتباك الطرفين الديني والسياسي والإيدلوجي. ووظف الجمهوريون وقائع تلك المحاكم كأداة للتهاجي مع القضاة. فتوافروا على تسجيل جلسات تلك المحاكم كاملة. ووقعت لنا بذلك نصوص درامية حية مؤثرة بشخوص الإدعاء والدفاع والقاضي والشهود وأفكارهم. بدأ هذا الجنس من الكتابات بكتيب عنوانه "بيننا وبين محكمة الردة (يناير 1969) الذي احتج على لا دستورية إجراءات محكمة 1968. وفَندَّ تهم الردة بناء على تقارير صحفية عن القضية. ورتب الجمهوريون بعد ذلك لمحررين من عندهم لأخذ الأقوال أمام المحاكم من أفواه القائلين كلمة بكلمة.

    انعقدت بين 1975 و1978 خمس قضايا كبرى للجمهوريين. نُشرت وقائع القضية الأولى بعنوان "قضايا كوستي" (يوليو 1975). واشتكى الجمهوريون في هذه القضية إمام مسجد بمدينة كوستي أوغر صدور بعضهم فأعتدوا على فريق من دعاتهم. كما أدعوا على جماعة من الناس فرقت اجتماعاً للدعوة الجمهورية بالمدينة. وفي القضية الثانية وقف طه أمام القضاء مُدَّع عليه من مولانا إبراهيم جاد الله، رئيس قضاة الشريعة بمحافظة البحر الأحمر، ونشرت الوقائع في "وقائع قضية بورتسودان" (1975). وبلغت أجزاء هذا الكتاب إحدى عشر سجلت ما جرى في الجلسات وتعليقات أخرى. وفي القضية الثالثة إدعى الجمهوريون على قاض تحت التدريب حاكم واحداً منهم بالتعرض للمحكمة وإساءتها خلال تسويقه لكتب دعوة جمهورية بساحة المحكمة. ونشروا الوقائع في "صفوا دوائر الأحوال الشخصية" (1976).

    وفي القضية الرابعة إدعى الجمهوريون على إمام صلاة بالقذف ونشروا وقائع القضية في "ائمة بلا إيمان" (1977). وختاماً اشتكى الجمهوريون على الأمين داؤد، المدعي في محكمة الردة، بالقذف ونشروا الوقائع في "وقائع محاكمة الأمين داؤد". ولم تكتمل حلقاتها لأن الجمهوريين سحبوا قضيتهم. أما ذروة القضايا الجمهورية فقد كانت قضية بورتسودان، الثانية في الترتيب، التي خرجوا منها غانمين ضد القاضي زينوا خلالها أفكارهم بقوة الدراما وفشوا غبنهم من قاض اتهمهم بإشانة سمعة رهطه.

    وحلت نهاية جنس نشر الوقائع إثر إدعاء الجمهوريين على الأمين داؤد عدوهم اللدود في 1978. فاستجوب محامي الإتهام، الأستاذ على عثمان محمد طه، الذي صار نائياً أولاً لرئيس الجمهورية في دولة الإنقاذ لاحقاً، جمهورياً على منصة الشهادة بشراسة استدعت الأستاذ محمود محمد طه أن يلتمس الحديث للمحكمة قبل استجوابه، قائلاً إن المحامي لم يقتصر على التهم موضوع المحكمة ولكنه، كقيادي بالحركة الإسلامية، انتهز السانحة لتصفية حساب مع الجمهوريين. ولم تسمع المحكمة لطه فانسحب من المحكمة. وتواصلت القضية بدونه ولكن الجمهوريين توقفوا عن نشر وقائعها. وسيذكر القضاة لطه في محكمة الردة الثانية في 1985 (وقد انسحب منها شاكياً خلوها من معنى العدل) انسحابه ذلك من المحكمة كشاهد على استهانته الباكرة بمحاكم العدالة.

    ومن سخرية الأقدار المحزنة أخيراً أن استولى خصوم الجمهوريين على الجنس الكتابي، نشر الوقائع، الذي استنه الجمهوريون ليردوا الصاع. ففي يناير 1985 رفض طه والجمهوريون المثول أمام محكمة قضت عليهم بالتوبة أو الموت بعد حكمها عليهم بالردة عن الإسلام. وحَرَمت محكمة الإستئناف طه فرصة التوبة وشنقته في 18 يتاير 1985. وأذنوا لحوارييه بالتوبة ففعلوا. ونشرت الدولة على نطاق القطر بالكتابة والبث الإذاعي والتلفزيوني وقائع المحكمة ورأي محكمة الإستئناف وخطاب نميري للأمة موافقاً على الأحكام الصادرة. وهكذا اختطف خصوم الجمهوريين وقائع المحاكم، وهو الجنس الدعوي الذي أنشأه الجمهوريون أول مرة، وأحالوه إلى مأساة ما تزال تقض مضجع الأمة.



                  

01-07-2015, 11:01 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    حتى نتمكن من إنزال فيديو المقابلة
    قال عمار- في إفادته - بتصرف - أنه شهد منظرا غريبا وهو أن جسد الأستاذ محمود قد استدار استدارة "غريبة" وواجه الجمهوريين الأربعة المحكوم عليهم -
    الجمهوريين الأربعة هم الأساتذة عبداللطيف عمر حسب الله، محمد سالم بعشر، تاج الدين عبدالرازق الحسين وخالد بابكر حمزة
                  

01-08-2015, 08:33 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)



    ي تذكر 18 يناير: طه في وحشة طريق الآلام (1974-1982)



    (نستعيد في هذا المقال واقعة مذكرة تقدم بها "رجال الدين أو أئمته"، في وصف الجمهوريين لهم، إلى الرئيس نميري في 3 يناير 1974 يطلبون تنفيذ حكم الردة في الأستاذ محمود محمد طه الذي نفد بجلده من حكم عليه بالجريرة أمام المحكمة العليا الشرعية في 1968. وما أنفده أن القضاء الشرعي لم يكن يملك سلطة الإجبار للمثول أمام المحكمة ولا تنفيذ أحكامه إلا بواسطة القضاء المدني. وفوق ذلك كله لم يكن له أصلاً صلاحية النظر في قضايا الرأي مقتصراً على أحوال المسلمين الشخصية. وجاءت مذكرة رجال الدين بعد أن نفض نميري منه غبار اليسار الباكر وتصالح معهم ضمن آخرين. وفضّلت في مقالي وصف رجال الدين أو ائمته في قول الجمهوريين ب"المشيخية" لإبراز الجانب المؤسسي الحكومي لتكونهم أساساً من قضاة الشرع، أئمة المساجد، الوعاظ، شيوخ الشؤون الدينية، واساتذة المعاهد العلمية. أريد بذلك أن أميز البروقراطية الدينية من سائر المشتغلين بالدين. وسنرى حدة الصراع بين الجمهوريين والمشيخية واستنجادهما بالأطراف مما تأسس على حكم الردة في 1968. والمقال جزء من الفصل الخامس من كتابي "هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية والصحوة الدينية، 1898-1985) الصادر عن دار بريل الهولندية في 2008)



    ما استعاد قضاة الشريعة أنفسهم من ركام الإساءة السياسة والأخلاقية التي ناشهم بها نميري في طوره اليساري الباكر (1969-1971) حتى استأنفوا حملاتهم بقوة للحجر على الأستاذ محمود محمد طه. فحرموا حوارييه من الخطابة من منابر مساجد الدولة حتى لا يبثوا زندقتهم. ومن ذلك أيضاً شراء مصلحة الشؤون الدينية والأوقاف ألف كتاب من تأليف الأمين داؤد، خصيم طه اللدود في محكمة الردة في 1968، لتوزيعها على المصلين في المساجد ليروا بأنفسهم فسوق الرجل مرأي العين. وكان أئمة المساجد يقرأون على المصلين نصوصاً مختارة من الكتاب.

    ودخل نميري على مسرح الصراع مع طه. فطلب في 1974 تقريراً عن حاضر حركة طه وحوارييه. فرد عليه مدير وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمذكرة تحسر فيها زماناً تعطل فيه حدود الله لتخرس لسان مرتد من الإسلام مثل طه واقترح المدير في مذكرته قيام حملة في المدن الكبيرة لتكذيب زندقة طه طمعاً في استرداد تلاميذه المضللين إلى الإسلام الحق. ولدعم مطلبه بهذه الحملة استقوت المذكرة بحكم الردة السابق بحقه، وفتاو من الأزهر (1972) ورابطة العالم الإسلامي (1975) قضت بردة طه.

    وكانت حملة المشيخية لا تني. وأعطتها فتاو الأزهر ورابطة العالم الإسلامي مظلة تضامن إسلامي جامع لمواصلة حرب طه. وبلغت شراسة الحملة حداً اقنعت طه أن حلف المشيخية، والصوفية التقليديين، والسلفيين (ويعني بهم جماعة الترابي)، ممن كانوا وراء حكم الردة الأول، تواثقوا على على بعث حكم الردة القديم من سباته. ولم يخب سوء ظنه. ففي 3 يناير 1976 وقع اثنان وأربعون مشيخياً على عريضة مرفوعة إلى نميري معبرين عن حرجهم أن طه المرتد بغير وازع ما زال طليقاً لم يمسه عقاب. ووصف الجمهوريون شيع الحلف من وراء العريضة بأنهم مشيخية وشيوخ صوفية. وبعث المشائخ بالعريضة إلى مختلف الدوائر الحكومية بما فيها أجهزة الأمن ونواب مجلس الشعب.

    وكانت بُغية أصحاب العريضة وجائزتهم هما طه. فبحسب الشريعة، في قول العريضة، فدم طه هدر ولا يشكل قتله جريمة بنظر القانون. وطالبت العريضة بحبس طه مدى الحياة لمنعه من نشر سموم زندقته إنتظاراً لليوم الذي يكون فيه الإسلام شريعة البلد. كما استعادت العريضة الطلب بتنفيذ جملة العقوبات التي طالبوا بها بحق حوارييه مثل مصادرة كتبهم، وإغلاق داخليات سكنهم الجماعي، والحجر عليهم من الوعظ بالدين أو تفسير القرآن للناس. وأرفق أصحاب العريضة مكتوبهم بمذكرة خاصة للائمة والوعاظ لتوظيف معاني العريضة في خطبهم للناس. وزادوا بتوجيههم بمنع الجمهوريين من طلوع منابر المساجد للدعوة إلى إسلامهم الزائف. وختاماً نجحت المشيخية في إقناع تسعة وتسعين من أعضاء مجلس الشعب لتقديم مسألة مستعجلة للمجلس عن الخطوات التي خطتها الحكومة لإستئصال النشاط المتزدنق للجمهوريين.

    أما طه من جهته فقد سعى لحشد موارده الفكرية والبشرية لمواجهة خصومه. فكثف من عمله في الدفاع عن معتقده وبيانه موظفاً حلقات أركان الشارع وبيع منشورات الجمهوريين ، ومعارض الكتب، والقوافل الثقافية لتغطية خارج الخرطوم، وترويج وقائع المحاكم الي خاض فيها مدعياً ومدعياً عليه، وهمة نشرية غير عادية. وسعى بقوة لتأليب دعم القوى الثقافية والحضرية لتضغط السلطات لرفع الحكم بردته من السجل القانوني ، وحل البروقراطية الدينية في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومحاكم الشريعة، وإلغاء نصوصها السلطانية وقوانينها. وبالطبع سلط طه نيرانه على الوسائط المصرية والأزهر اللذين تأثيرهما غالب على السودانيين ماضياً وحاضراً. ولم يكف عن إغاظة المشيخية بالضرب على حرجها مع اختصاصها المبخوس بتذكيرهم ببطلان حكم الردة عليه عملياً.

    كان من أهداف الجمهوريين دائماً تفكيك إدارة محاكم الشرع والمؤسسة الحكومية الدينية. ولكنهم لم يبدأوا في الإجراءات القانونية لهذا التفكيك إلا في سياق حملات المشيخية لإضطهادهم التي توجت بالعريضة المرفوعة للرئيس نميري في يناير 1976 للحجر على الجمهوريين من الخوض في أمر الإسلام كما مر. وكان الجمهوريون حتى وقت متأخر قبيل العريضة رحبوا في 1972 بدمج القضاء الشرعي والمدني. وقبلوا بهذا الترتيب الجديد للقضائية تسمية قضاة الشرع ب"قضاة الأحوال الشخصية" لأنه يجردهم من مزاعم القوامة على الدين التي تغريهم بها صفة قضاة الشريعة. ولم يحل ذلك دون الجمهوريين ومواصلة الدعوة لإلغاء هذه المحاكم حتى باسمها الجديد. فصوروا نزاعاً لهم مع قاض في أغسطس 1975 كحرب بين المحافظة والتقدم مما لا حل له في المحاكم أو بالإجراءات الإدارية ولكن بقوة ومنطق رسالتهم الصادقة.

    وأضطر الجمهوريون بإزاء إضطهاد المشيخية لهم في 1975 للبحث عن خياراتهم بهدف حل محاكم الأحوال الشخصية مما عرف سابقاً بالمحاكم الشرعية. وقاموا بأجرأ خطواتهم لتلك الغاية في سبتمبر 1975. فرفعوا في ذلك التاريخ عريضة للمحكمة العليا لتزيل التناقض الصارخ بين دستور 1973 ومحاكم الشرع المختصة بأحوال المسلمين الشخصية. فمحاكم الشرع القائمة، في قول العريضة، تخرق السوية في المواطنة التي يظلها الدستور بظله. فهي تميز الرجل بحق الطلاق والزواج بأربعة كما أنها تجعل الرجل الذي يقف أمامها ضعفيّ المرأة في تقييم شهادته وفي تقسيم الميراث. وواصلوا قائلين إن مما يستوجب حل نظام محاكم الأحوال الشخصية هو مخالفتها للدستور بجعل نفسها جهة تشريعية تصدر بنفسها القوانين التي تحكم سيرها ومنطوقها مما عرف بالمنشورات الشرعية. وقالوا إنه، بجعل هذه المحاكم من نفسها جهة تشريعية، فقد خرقت مبدأ الدستور القاضي بفصل السلطات. ورفضت المحكمة العليا عريضة الجمهوريين على أساس أنهم، وهم المدعون، لا سبب لهم للشكوى لأن أياً منهم لم يتضرر شخصياً.
    ورتب الجمهوريون في سعيهم لكف أذى المشيخية العثور على حلفاء ضمن الصفوة العلمانية في الصحافة، والحركة النسائية، والمحامين. فقد نمى الجمهوريون خلال نضالهم الطويل ضد المشيخية هماً صادقاً بمسألة المرأة وحساسية فائقة لتحررها. وبلغوا غاية من ذلك لم تقع حتى للعلمانيين في أقاصي خيالهم السياسي آنذاك. فردوا الوصاية النازلة بالمرأة والأذى، كما جاء في عقيدتهم الأم، إلى إسلام العرب في القرن السابع الميلادي (الرسالة الأولى لا من حيث التنزيل لأن رسالة مكة سابقة، بله من حيث التطبيق في المدينة) الذي تأخر عن معاني الحرية الغراء في تنزيل مكة ورسالتها. وهي المعاني، التي متى استعيدت، رفعت الوصاية عن المرأة. وهذه الرسالة الثانية من الإسلام التي نذروا أنفسهم لها هشت لسائر حقوق المرأة مثل حق الطلاق الذي ظل عتاة العلمانيين يديرون له الوجه الآخر متى أزفت الدعوة الصارمة له. فبوسع النساء ليومهم، وحتى قبل استعادة تنزيل مكة كما رغبوا، أن يطلبن، وفي ظل الرسالة الأولى للاسلام ما يزال، تضمين عقد زواجهن حق العصمة، وهو حق الطلاق، بغير أن يفارقن الإسلام شبرا. ووقف الجمهوريون مع التعليم المختلط لأنه سانحة لتوسيع مدارك النساء والرجال معاً. ولذا وقفوا مع طلاب جامعة أم درمان الإسلامية، مصنع المشيخية، عندما أضربوا مطالبين بالتعليم المختلط. غير أن ما راع الجمهوريون أن الحركة النسائية ظلت مشغولة بالمساواة مع الرجل في حقل العمل لا في البيت. فمتى طرأ لهذه الحركة طارئ شريعة البيت عقدت الأمر لقاضي الشريعة ورهنت إصلاح قانون الأحوال الشخصية به. فمما كدر الجمهوريون ركون تلك الحركة للقضاة بدلاً من مساءلة سلطانهم في تنفيذ شريعتهم البالية.

    ونكّد على الجمهوريين انصراف العلمانيين عنهم وهم في محنتهم تنوشهم المشيخية بالسهام. ونعوا في تقييمهم للأذى الذي حاق بهم في مدينة كوستي عام 1974 على صفوة مدينة كوستي وسائر الصفوة خذلانهم لأنهم لم يرفعوا عقيرتهم احتجاجاً على جور عداتهم. وسبق للجمهوريين صك عبارة سائرة عن سيرة الصفوة في خذلان شعب عظيم يتقافز أماه قادة أقزام. وحمل الجمهوريون على الصحافيين لاعتزال معركتهم، التي خاضوها وحدهم بصورة كبيرة بغير ظهير، ضد المشيخية وأنصارها في مصر والسعودية. فلم يُخبِروا حتى عن القضية الدستورية التي رفعوها للمحكمة العليا لحل المؤسسة الدينية. وعابوا على المحامين كساد خيالهم جراء اعتزالهم معارك الجمهوريين القانونية في سبيل الحرية. وذكّر الجمهوريون الحركة النسائية بأن المسائل التي يناضل الجمهوريون لأجلها مما ينبغي أن يكون شاغلاً كل إمراة متعلمة، بله كل إمرأة في واقع الأمر,وبلغت خيبة أملهم في الصفوة التي تغاضت عن مطلوب الحرية من سهر وفداء أنهم لعنوها بعبارة ذائعة" إن الاعلام والأقلام عند غير أهلها اليوم." وفي عودتهم بتلك الخيبة والسقم من خير في الصفوة أشانوها لاعتزالها شعبها بقولة سائرة أيضاً : إن الشعب "لا تنقصه الاصالة وانما تنقصه المعلومات الوافية وقد تضافرت شتي الظروف لتحجبه عنها".

    وشف غضب الجمهوريين من الصفوة أحياناً ليسفروا عن استبطان فوق العادة لسياسات الصفوة وثقافتها. فالصفوة الحداثية عندهم تغربت عن الإسلام غربة أفقدتها العزيمة لتحدي المشيخية. وانقطاع هذه الصفوة عن الإسلام هو ما خول للمشيخية احتكار تفسير الدين حصرياً. فبينما يعترف الصفوي الحداثي منهم بجهله بالإسلام بغير وازع تجده شديد الحرج إذا تكشف جهله بمفردة من ثقافة الغرب أو رموزه الفكرية. وخلصوا إلى أن احتكار المشيخية تفسير الدين بغير شريك أو منافس هو اثر من ثنائية التعليم الاستعماري.

    ومتى اتفقنا مع الجمهوريين في نظراتهم الناقدة الثاقبة للصفوة وجب عليهم تعميقها ليسألوا أنفسهم إن لم يكن تحالفهم الطويل مع نميري، من كان ظلمه والإطاحة به الشاغل الأول للصفوة العلمانية، من محق بركة دعوتهم الحرى للحرية وتحرر المرأة. فقد فقدت هذه الصفوة الوسع للإصلاح المتدرج، والمزاج له، في سبيلهم ما يزال للديمقراطية من فرط ما تعودوا عليه من إسقاط نظم الديكاتوريين بنجاح. فبدت هذه الصفوة شديدة الاعتناق أن الخير كله في قدوم الواردين: الديمقراطية المستعادة. والمرء قبل هذه الاستعادة إما مع الطغمة العسكرية أو ضدها. وللاسف فإن جماعة غالبة من الصفوة العلمانية نظرت إلى طه ، لحلفه المؤكد مع نميري حتى قبيل شنقه في 1985،كواقف على الجانب الخطأ من التاريخ غير مكترثن لمشروعه الإصلاحي النادر.

                  

01-10-2015, 11:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: تابعت هذه الحلقة بأكملها ولم يقل عوض حسين إن الرئيس نميري ارسل الي ايقاف تنفيذ الإعدام، وانما قال: كان الرئيس نميري حين وقت التنفيذ متواجدا بالقصر واليوم جمعة وهو عادة ما يكون في زيارة اهله في مثل هذا اليوم وقال عندما طرقت باب مكتب الرئيس لم يأتني رد في المرة الاولي وقد جائني الرد باذن الدخول في المرة الثانية من الطرق وقال عندما دخلت عليه كان واضعا راسه أي جبهته علي تربيزة مكتبه بين تلاقي ساعديه وبعد مده رفع راسه وظهرت علي وجهه اثار الدموع وسألني هل تم التنفيذ قال اجبته بنعم ولكني لم اري قبل الرئيس بهذه الصورة.
    ايضا اتيحت لعمار محمد ادم فرصة مداخلة مصورة حكي فيها تحركه مع القضاة منذ الصباح الباكر في ذلك اليوم وشرابهم الشاي وزيارتهم لاحد الشيوخ ثم التوجه الي السجن وقال انه عندما لاحظ الارتباك علي احد القضاة وذكر عمار اسم القاضي الا اني لم اتذكره، قال شرع في تهدئته بقراءة آية قرآنية وطلب من القاضي ان يرددها، قال عمار عندما كنا نسير في اتجاه الساحة سمعت هدير من الهتاف وخيل لي كأنما الخرطوم خرجت بأكملها حول سور السجن ولكني اكتشفت بعد لحظات انه هتاف السجناء السياسين من داخل الزنازين ثم حكي مشهد احضار الاستاذ وقال عندما رفع عنه غطاء الرأس لم اشاهد ابتسامة لاني كنت في الجانب الخلفي قال فجأة تدلي الجسمان امامي وهتفت (سقط هبل) وقال ما احب ان اذكره هو استدارة الجسمان تجاه بقية المحكومين و قال هذا الدوران كان غريبا فهو لا يحصل في مثل هذه الاحوال. وجاءت المداخلة معه عندما سأل مقدم البرنامج ضيفه مدير سجن كوبر في لو كان يتذكر صيحة احد حاضري التنفيذ ب (سقط هبل) ورد الضيف نعم هذا كان يقف الي جواري وكان صوته قويا ، قال له مقدم البرنامج لدينا مفاجأة لحضرتك هذا الشخص هو عمارمحمد آدم وقد استضفناه، ثم ظهر عمار علي الشاشة .

    من الأستاذ عادل هلاوي في تفي ما اوردته الوطن
                  

01-13-2015, 06:37 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    كتب د. عبدالله علي ابراهيم:
    نستعيد في هذا المقال واقعة استتابة نفر من الجمهوريين على جانب من محاكمة أستاذهم محمود محمد طه في 1985. وفضّلت في مقالي وصف رجال الدين أو ائمته في قول الجمهوريين ب"المشيخية" لإبراز الجانب المؤسسي الحكومي لتكونهم أساساً من قضاة الشرع، أئمة المساجد، الوعاظ، شيوخ الشؤون الدينية، واساتذة المعاهد العلمية. وأريد بذلك أن أميز البروقراطية الدينية من سائر المشاغلين بالدين. والمقال جزء من الفصل الخامس من كتابي "هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية والصحوة الدينية، 1898-1985) الصادر عن دار بريل الهولندية في 2008. والمقال الذي بيدك ترجمة عن النص الإنجليزي له لم استشر فيه بعد المراجع العربية الأصلية التي نظر فيها).
    عرض التلفزيون في 19 يناير 1985 للأمة فيدو لجلسات استتابة حواريّ طه. وكان مشهداً متوحشاً. ووصفه مشاهد مروع بأنه كمن خرج لتوه من فيلم للمخرج الإيطالي فلليني. ولا جدال أن الاستتابة كانت إساءة كبرى لكائنة الشخص البشري ولجدوى الفكر. فالدين الذي باسمه جرت فصول الاستتابة يتبخر بعدها. والله نفسه موجود قبلها لأن ما بعدها يتسيد الشيطان الرجيم. وظل شبح إهانات الاستتابة تلاحق من شاهدها لأنهم رأووا مرأى العين الدرك السحيق الذي نتسفل إليه بفضل مستصغر العقول.


    كان حمل حواريّ طه للاستابة بعد الظفر بأستاذهم طقساً للغسل العقائدي تشهته المشيخية لعقود. فقد طلب شيخ المعهد العلمي من باكورة حوارييّ طه في 1960 أن ينكروا طه ويتحللوا من أفكاره. وفصلهم حين تأبوا. وفي مرة ثانية طلب مدع على الجمهوريين في محكمة ما أن تلجم حواريّ طه من الدعوة لإسلامهم، أو تفسير القرآن أو وقعوا تحت طائلة القانون بتطليق زوجاتهم وفقدان وظائفهم. ورأينا في ما سبق ضِيقَ المشيخية بحواري طه في مذكراتهم لدوائر حكومية في 1969، 1974، 1976.


    وأكثر ما ساء المشيخية من هؤلاء الحواريين الشباب الفصيحين تداخلهم في الحلقات الدينية المنعقدة في المساجد لبث أفكار طه الخلافية ومفاهيمه المضللة. ووفرت سانحة محكمة الردة في 1985 والاستتابة لرد هؤلاء الحواريين عن باطلهم رداً. فجعلوهم يشهرون جهلهم بالدين والاعتراف على عيون الأشهاد بذنبهم للتورط بإتباع طه. وكان فوكو قال إن الاعتراف يجعل المتهم شريكاً في إنتاج الحقيقة الجنائية . . . فالإعتراف يبين المسألة ويشينها.".


    وأكثر جوانب الاستتابة استفزازاً هو تصوير المشيخية لاستجوابهم للجمهوريين كجلسة مناصحة. وتَكَون مجلس نصحهم من المكاشفي طه الكباشي، ومحمد حاج نور، من قضاة محكمة الإستئناف، وخمسة من علماء الشؤون الدينية، ومحمد آدم عيسى وزير الدولة للعدالة الجنائية الصامت. وتقصد المشائخ، في صلاحيتهم كعلماء، أن يظهروا للجمهوريين كأخوة في الإسلام يمحصونهم النصح خالصاً لوجه الله. فأرادوا من المستتابين أن يعتبرونهم كنصحاء لا هيئة إدعاء ولا قضاة. غير أن هذا التحايل بالنصح لم يغط ولو لماماً سيف الجبر المصلت على المستتابين لينكروا أستاذهم ثلاثاً ويلفظوا عقائدهم لفظا. فلم يظهر لمشاهد الفيدو كيف سيق المستتابون وأرجلهم وأيديهم في القيد إلى مشهد شنق طه. وكانوا في نفس ذلك القيد وهم مساقين إلى جلسة النصح المزعومة. ولصب الملح على الجرح ضيقت المشيخية على الحواريين ليتوبوا كما أرادوا لهم للمزيد من إيذاء أستاذهم. ورفضت المشيخية للحواريين قبول بيان أعدوه توبة عن أفكارهم الجمهورية بغير ذكر مخصص لأستاذهم. وعرضوا عليهم بدلاً عن ذلك نصاً رسمياً لاستتابتهم أغلظوا فيه على طه إغلاظاً لن يرفع عنهم الحكم بالقتل بدونها.


    كان للاستتابة طريقتها كما قال شكسبير عن بدائع الشر. فلم تقبل المشيخية من الحواريين نصاً لهم قصر دون لعن طه والتنصل البين عن أفكاره. فرفضت باستماتة أي نص منهم للتوبة اختلج بدماثة إنسانية لترك ماضيهم الجمهوري ماضياً حيث ينبغي، وفتح صفحة جديدة تنطوي بها الصفحة القديمة طيا بغير أذى. واستمسكت المشيخية بنصها بنهج خلا من المساومة حتى على حساب مرأى المشائخ وهم يتكففون الحواريين أن يعجلوا بالموافقة على النص الرسمي لتنتهي جلسة المناصحة على الخير والبركة.


    كان التضييق على المستتابين لفضح ردة طه هو هم المشيخية الأول. فطلب منهم عبد اللطيف حسب الله، ممن صحب طه لثلاثين عاماً وهو في مفازع الدرك بين الحياة والموت، وبدماثة اشتهرت عن الجمهوريين في الخطاب، أن يتوب عن الجمهورية بنص خاص به. فكان بين الأَمَرين يريد أن يستتاب بغير أن يخدش اسم طه ويَسِفل به. وجاء بآي القران عن أنه لا تزر وازرة وزر أخرى. وزاد بأنه حتى النبي لم يطلب من كفار مكة توزير عداته الراسخين حين تحولوا إلى الإسلام. ولم يطرق قولهم أفئدة المشيخية. فلم تعجب إستراتيجية حسب الله في التستر على طه القاضي الكباشي، قاضي الإستئناف الذي أمضى حكم الردة على أستاذه وظهر بين المشائخ في دور الناصح. فسأل حسب الله بغلظة:


    -أريدك ان تكون صريحاً معي. ماذا ترى الآن في فكر طه؟


    - ذهب الأستاذ في حال سبيله (لم تمنع رهبة الموقف حسب الله من ذكر طه إلا ك"أستاذ" كما عُرِف تشريفاً بين أحبابه).


    ولعب الفار في عب المكاشفي لأنه استعاد بمجاز حسب الله في وصف موت الأستاذ عقيدة مزعومة للجمهوريين مفادها أن طه هو المسيح المحمدي سيعود إلى الدنيا ليملأها عدلا ونعمة. فعاجله قائلاً:


    -ما الذي تقصده ب"ذهب في حال سبيله؟"


    -مضى.


    -إلى اين؟


    -العالم الآخر


    -ما العالم الآخر؟


    وعاد الكباشي ليصر أن يتطهر حسب الله ويدين طه الذي كانت أفكاره في جذر ما يجري بينهما لوقته:


    -لقد رفض كل العلماء أفكار طه الزنديقة ثم تأتي أنت لتقول لي أن طه مضى. هل مات طه أم لم يمت؟


    كانت حرفية العبارة ما ناسب المكاشفي حتى يتفادي أن يفلت منهم طريد عدالة مشيخية ممسلاً من خلال مجاز عن الموت. لم يكن المكاشفي يريد لهذا التفلت مجازاً أن يحرمه من مجد قتل مرتد في صباح يومه ذاك. وعلم حسب الله أنه بلغ نهاية دماثته المجازية فقال: "بالطبع مات". فاسعد ذلك الكباشي لنجاحه في تجريع حسب الله حرف لغته ليحرمه من التخفي وراء غامضات المعاني المجازية. ثم التفت بعدها ليقييم كسبه من اعتراف حسب الله بموت طه ومغازيه، فسأله:


    -بأمانة، كم سنة صحبت طه؟


    -كثير. ربما ثلاثين سنة.


    -ثلاثين سنة، لا حولا. هذا وقت لفرح حقيقي لنا جميعاً بعودتك من الضلال إلى طريق الحق إلى الله.

    ظل المشيخية في جلسة المناصحة على الفديو يعقدون بين الاستتابة والتطهر ليعرضوا أنفسهم كأطباء يقومون بتطهير عقلي لمرضاهم الزنادقة. فسألوا المستتابين أن يغتسلوا بما يمليه الدين على من أمنى أو على حائض قبل إداء واجباته الدينية. وطلبوا منه أن يتوضأوا لصلاة شكر لله بعد ذلك الغسل. وقال أحد المشائخ أن المستتاب يخرج خلواً من الذنوب كطفل رضيع لأن الله غفر ما تقدم من ذنبه. وهو في ذلك مثل من اعتنق الإسلام لتوه وهي حالة أكثر بركة في وصفه من حالة المسلم التائب. وطلب شيخ ناصح شديد الحماسة من مستتاب أن يدعو له انتهازاً لسانحة أن من في مثل حاله لوقته في فيض من البركة مقبول الدعاء. ومع ذلك كله لم يوثق في المستتابين أن يغتسلوا ويتوضأوا بحرية. فوجه مشيخي أحد السجانة ليتبعهم إلى دورة المياه ليقف بنفسه على أن إجراءات التطهر قد وافت الغاية.
    لما لم تأذن المشيخية لطه بالاستتابة تكالب القتلة على جسده المشنوق لحمله ليلفظ أفكاره الخاطئة التي جلبت له هذا المصير. فقال قاضي إن طه كان صميم التماسك خلال الإعدام بفضل شيطانه الحاضر معه حتى لحيظات قبل أخراج الروح. فلما ترك الشيطان طه إرتعب. وقيل إن جسد طه الذبيح استدار غرباً مجافياً القبلة. وكان استدبار جسد طه للقبلة عندهم بمثابة اعتراف منه بضلاله وردته. وهنا مصداق لقول فوكو إن الاعدام وعلاماته تروج لحقيقة الجريمة في جسد الشخص المشنوق نفسه. ويرون عن الهستيريا التي أطبقت بأحد أنصار طه ممن حضر مشهد إعدامه. فأخذ يدور حول نفسه بعنف ويتلو :" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" التي كذب الله فيها الزعم بأن المسيح قد صلب بينما توفاه الله ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا. وربما كان نصير طه ممن يعتقدون أن طه هو المسيح المحمدي. وحسب قول قضاة طه إن هذا الحواري تاب ورجع إلى سواء سبيل الإسلام.
    رأت المشيخية أن استتابة الجمهوريين قد جلبت السعادة لأهل الأرض والسماء. وكأن سعادة أهل الأرض والسماء لن تحل إلا بإذلال أربعة من شباب السودان بحملهم على استصغار أنفسهم لجنابتهم الفكرية لأنهم لم يقووا على حمل عقيدة لم يلفظوها قسراً فحسب بل للتنكر لاستاذهم قبل صياح الديك. لقد أراد حسب الله بقوة وبما وسعه من إنسانية أن يوقر أستاذهم للصحبة الطويلة. ولكن خصومه في ثياب الناصحين لم يقبلوا منه غير إشانته. فما سرهم مثل أن يرمي به وبعقيدته من عرفه لمثل المدة الطويلة كحسب الله إلى قارعة الطريق. فكل ما تقادمت مدة الصحبة المنكورة مع طه كلما انفرجت أسارير المشيخة.


    mailto:mailto:[email protected]@missouri.edumailto:[email protected]@missouri.edu

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 01-20-2015, 08:12 AM)

                  

01-20-2015, 08:10 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)


    وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه
    18 يناير 2015
    جبريل محمد الحسن
    (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه .. وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق .. فأخذتهم، فكيف كان عقاب)
    اليوم تمر علينا الذكرى الثلاثون .. وها هي قد امتدت الغيبة لثلاثين عاما .. فإنه لما تواصل اعتقال الأستاذ مع القياديين 1976-1977 وقارب الثلاثين يوما قال لهم الأستاذ: واعد الله موسى ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر فكان الميقات أربعين ليلة.. وأنتم ستكملون في الأيام المقبلة ثلاثين ليلة، فإن اجتهدتم في العبادة والتوجه لله فستخرجون عند إكمال الثلاثين وإلا ستمكثون حتى الأربعين ليلة. والشاهد أنهم خرجوا بعد إكمال الثلاثين ليلة بالتمام والكمال.
    كان يقول استعجلوا الله بلسان حالكم ولا تستعجلوه بلسان مقالكم وذلك في تعليقه على الآية (أتى أمر الله فلا تستعجلوه..).. ويقول في حديث الغربة (إذا كان كل واحد عرف مسئوليتو، عرف خطورة القامة المطلوبة منو، والمقام المطلوب أن يملاهو، وعكف على نفسو، إفتكر المشوار قصير..) ولكن علمتنا الأيام ألا حول لنا ولا قوة إلا به.. ولا صلاح أو فلاح إلا بوجوده .. فقد انتهى عنده انهزامنا، وعظمت عيوبنا كثرة، ولكن يقيننا أن سترك أعظم، فأنت الكريم المنعم، وأنت الغفور الأرحم .. ولسان حالنا يدعو ويناجي (هذه نفسي فبدلها بنفس للمعاني في المعاني مستجيبة) وفي خارجنا، فقد كثر الظلم وتفشي المرض وعم الجهل ودمرت القيم (إن تعذبهم فإنهم عبادك .. وإن تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم) ويتعالى في الأفق صوت المنادي للالتزام بالأدب الذي تدعو إليه الآية (ولوانهم صبروا حتى تخرج إليهم، لكان خيرا لهم .. والله غفور رحيم) .. إلا أن صبرنا قليل ورجاءنا كبير وشوقنا كثير..
    ومتى نظرت في تاريخ المجتمع البشري منذ نشأته والى يوم الناس هذا، ظهر لك جليا أن بعض الأنبياء والصالحين والمفكرين كانوا فداية لمجتمعاتهم ببذل أرواحهم، طوعا وكراهية، لضمان مواصلة مسيرة القافلة البشرية.. ففي بداية النشأة قتل قابيل أخاه هابيل، بعد أن تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل من قابيل (إنما يتقبل الله من المتقين).. مات هابيل شهيدا، وذهب الى ربه مرضيا، وترك خلفه ميراثا روحيا كبيرا للبشرية تجلى في تخلقه بدعوة التسامح ونبذ العنف ومخافة الله (لئن بسطت الي يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك .. إني أخاف الله رب العالمين) وبموته أنزل الله دستورا يصون به دم الفرد البشري ويجعل موته بغير حق كأنه قتل للبشرية جمعاء (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).. مات هابيل ليفسح الطريق أمام قابيل ليفوز بزواج أخته الجميلة، ويقود معها مسيرة تطور البشرية والى يومنا هذا، ويداه ملطختان بدماء أخيه هابيل، ذلك الرجل التقي الطاهر والمقبول عند الله.. فقد كان هابيل هو البداية، وفاتح الطريق لأبواب الفداية.. (وكذلك كان العرف الاجتماعي الأول، شديدا عنيفاُ، يفرض الموت عقوبة على أيسر المخالفات، بل إنه يفرض على الأفراد الصالحين أن يضعوا حياتهم دائما في خدمة مجتمعهم، فقد كانت الضحية البشرية معروفة تذبح على مذابح معابد الجماعة ..) (الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء.. دى صورة غيركم ما يعقلها، كثيرة هي..)
    واستمرت مهرجانات الفداء في التضحية وبذل الأرواح لإسعاد المجتمعات، ورفع الضرر والبلاء عنهم، تتواتر عصر بعد عصر، وجيل بعد جيل يتقدمهم الأنبياء والأولياء، ثم المفكرين والمصلحين والعظماء، والجميلات من بنات الأسر العريقة والنبيلة.. فالبشرية تعشق قتل الأنبياء والمفكرين والمصلحين (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه ..) أي يقتلوه .. (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون).. ونسوق نماذج في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
    في عام 399 قبل الميلاد تم تنفيذ حكم الإعدام في أثينا الديمقراطية بشيخ بلغ السبعين عاما وهو الفيلسوف سقراط بتجرع قدح سم الشوكران.. تم إتخاذ الحكم أمام هيئة محلفين مكونة من 501 عضوا بغالبية 36 صوتا وكانت التهمة إفساد عقول الشباب بالآراء التي ينشرها.
    في الثالث من نوفمبر 1411م أعتقل المصلح الديني (جان هوس) التشيكي وأخضع لحفلة تحقيق جهنمية من أجل كتاباته، وأدين في 6 يوليو 1415م بسبب ثلاثين جملة إعتبرت هرطقة وحكم عليه بأن يحرق حيا..
    وفي 27 أكتوبر 1553 أدين الطبيب الأسباني (ميشيل سرفيتوس) مكتشف الدورة الدموية الصغرى بسبب قوله بالتوحيد وتعميد البالغين، فأحرق حيا..
    في 6 يوليو 1535 تم إعدام توماس مور عن طريق قطع الرأس في مدينة لندن بعد أن اتهم بالخيانة العظمى. فقد كان وزيراً للعدل، ولكنه استقال من منصبه لأنه لم يقبل طلاق الملك هنري الثامن من كاثرين، كما رفض قبول قانون السيادة - سيادة الملك على الكنيسة . وهو صاحب كتاب "اليوتوبيا" الشهير، أو المدينة الفاضلة، وكتب أخرى..
    وفي عام 1556 كان المصلح الديني البريطاني توماس كرانمر يشغل منصب أسقف كانتربري أول مترجم للإنجيل الى اللغة الإنجليزية وقد أدين على آرائه في الإصلاح الفكري بسوقه الى المحرقة ليشوى على نار هادئة.
    وفي 19 فبراير عام 1600م أحرق المصلح الديني جيوردانو برونو الإيطالي على ألسنة اللهب المتصاعدة حيا وكان عمره 52 سنة بسبب رأيه الكوسمولوجي عن كون دون حدود ومجرات لا نهائية تتزاحم في الملأ العلوي .
    قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين – وهم من العشرة المبشرين بالجنة.. وقتل الإمام الحسين بن علي وقطع رأسه ومثل بجسده، وقتل من زعماء آل البيت: زيد بن الإمام علي زين العابدين وإبنه يحي، وقتل محمد النفس الزكية، وقتل الحسين بن علي بن الحسن.. وقتل الحلاج وقتل السهروردي .. والقائمة تطول وتطول..
    قبل إصدار الحكم إرتجل الأستاذ كلمة أمام محكمتهم المهزلة، أذلت وإحتقرت أعز ما يملكون .. فقد كانوا يظنون أنهم بهذه المحاكم يخيفون كل الناس ويسترهبونهم.. فهي قد صنعت واستغلت لترى الجميع يطأطئ رأسه وينحني أمام جبروتها.. ولكنه بتلك الكلمات قد هد بنيانها وحطم أسوارها.. فقد كان، حقا، هو الذي يحاكمهم أمام التاريخ، وأمام الفكر المستنير .. وأكد لهم أنهم ليسوا سوى خيالات ظل تموج على صفحة الماء، وأوهام من صنع أنفسهم المريضة .. وكما قال عنها: زبد وينتهي.. وقد كانت كذلك (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).. وإنتصر لهذا الشعب الأبي ورفع صوته عاليا في الملأ، يعلن أمامها بأنه ليس بالشعب المستحق لهذا الإذلال وهذا التحقير.. (أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه الى الإستكانة عن طريق إذلاله) .. وإمعانا في إذلال هذه المحاكم وإنتصارا لهذا الشعب العملاق فقد داس الأستاذ على قدسيتها الزائفة وقذف بها في مستنقع الوحل بقوله لهم (ومن أجل ذلك، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين)..
    فقد ذكر لي المرحوم القاضي المقيم محمد محمد خير أنه لا يوجد قاض في الدنيا، كلها، يقبل أن تقال مثل هذه الكلمات في حقه وفي حق المحكمة، ثم يسكت عليها ويواصل إجراءات المحاكمة، كأنها دفوعات مشروعة من المتهم.. فإنه بذلك يكون قد أساء الى القضاة والى القانون الذي يتحاكم به .. فإن القاضي إذا شعر بأن المتهم يشك في نزاهته، فإن الأمانة المهنية تقتضي بأن يحول القاضي القضية الى زميل آخر.. فالقاضي ليس خصما للمتهم ولا يجوز له أن يشعر المتهم بذلك.. ولكن الأستاذ يخاطب محكمتهم بقوله (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا أخلاقيا) .. والقاضي يواصل كتابة هذه العبارات بخط يده وكأنها عبارات إطراء له ولمحكمته.. فقد أصبحت تلك الكلمات المرتجلة نبراسا يضيء الظلام للصاعدين في طريق العزة والمجد، وكلمات يرددها الأحرار جيل بعد جيل.. وسجلها التاريخ دستورا للحرية وللنضال وللشموخ.. فأين تلك المحاكم اليوم ؟؟!! وأين الذين كانوا يتولون المحاكمة تحتها؟؟!! (هل تحس منهم من أحد.. أو تسمع لهم ركزا)
    ثم جاء دورك يا صباح .. جئت لتختم الفداء، وترفع المعاناة، وتحقن الدماء.. جئت لترفع الدعوة المكتوبة على البشرية (قال اهبطا منها جميعا .. بعضكم لبعض عدو..).. كان تتويج الفداء، وعنفوان الشموخ والإباء.. (قف ساعة حتى أعلمك الفداء) .. فقد كان الفداء هو كتابه الأخير من السلسلة التي إفترعها تحت عنوان، تعلموا كيف .. . تقدم طائعا مختارا (فيا سودان إذ ما النفس هانت أقدم للفداء روحي بنفسي).. وودعهم بإبتسامة تقول: أنا السلام، ومني السلام، وإليكم السلام..
    قبل التنفيذ بثلاثة أيام إجتمع بتلاميذة الأربعة الذين كانوا معه في الإعتقال ودار بينهم الحوار التالي:
    (هل عندكم عهد من الله أن هذا الحكم لا ينفذ؟ أجابوا بلا..
    فقال: مش إنتو قبض عليكم لأنكم عارضتم قوانين سبتمبر؟
    قالوا: نعم ..
    قال: مش قوانين سبتمبر ماهي من الدين؟
    قالوا: نعم ..
    قال: إنتو عارضتوا هذه القوانين من أجل الدفاع عن الدين؟
    قالوا: نعم ..
    قال: هل إنتو عملتوه بإعتباره واجب مباشر ؟؟
    قالوا: نعم ..
    قال: إذن ما تحددوا لي الله يكافئكم كيف على عملكم ده.. إن خلاكم بي هنا خير .. وإن وداكم بي هناك خير ..)
    وكان يقول: لا تجربوا الله، خلو الله يجربكم ..
    فقد كانت تلك العبارات عنده هي منهاج المواجهة المتخلق بأدب العبودية.. ولم تكن عباراته وعظ وقول وإنما هي معاني وسيرة يعيشها ويتخلق بها قبل أن يقولها لتلاميذه .. وكانت هي سمة سلوكه حتى لحظة التنفيذ .. وهذه السيرة العطرة، المحققة لأرفع معاني العبودية، والعلاقة السامية بالله يرويها لنا اللواء محمد سعيد مدير سجن كوبر وقتذاك، فيقول:
    أنا طيلة عملي في السجون .. كنت ألاحظ أن المحكومين يخافون.. ولكني أمام هذه الحالة، رأيت عجباً .. لم يجزع الرجل، أو يخاف مطلقاً، كان داخل الزنزانة، يمارس حياته بشكل عادي، ويختلط بالمعتقلين الآخرين من الجمهوريين.
    لقد أحضروه .. وقد رأيته وهو في طريقه للمشنقة، كان ثابتا بشكل غير عادي .. لم يرتجف.. ثابتا، كأنه ذاهب إلى نزهة !!.. لم أحسّ بأنه خائف ولا حتى متردد.. لقد صعد للمشنقة بثبات عبر المصطبة المعدة لذلك .. ! لقد كان ثابتا 100%.. .
    أنه إنسان جاد جداً.. . ويحرص على النظام.. . إلا أن ملامح "ود البلد" بائنة في شخصيته وطريقته.. يبذل مجهوداً كبيراً ليتحدث معك بالحجة والمنطق.. . ولكنه مستمع جيد جداً.. . وما لفت نظري أنه "غير ثرثار".. . إذ يهتم بالتركيز في الكلام وقول القليل.. . هذا الرجل كان مختلفا..
    مدرسة قائمة بذاتها.. . قائد فذ.. . ومتدين.. . يحيطه تهذيب غير عادي.. . تخرج منه بانطباع ممتاز جداً حول أنه شخصية تتمتع بكل صفات السوداني.. . لا تحس بأنه يكذب.. . بل على العكس، تحس بأنه صادق بالفطرة.. . بل ويتحرى الصدق في كل ما يقول.. . به ومنه تواضع حقيقي، دونما تمثيل أو تصنع.. باختصار، كان الرجل بلغة السودانيين "شيخ عرب" في كل شيء.. يجمع بين الصرامة والبساطة والتواضع.. . والعلم الغزير. وأبرز ما لفت نظري أنه صلب للغاية. وشديد التمسك بقناعاته ومعتقداته..

    وكتب محمد الحسن محمد عثمان - قاضى سابق:
    يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما .. يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ، وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه، بابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب .. ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جواري لاري الاضطراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع .. عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!

    وكتب دكتور الشفيع خضر:
    ثم جاءوا بالشيخ مكبلا ومغطى الرأس حتى العنق.. .. كان يمشي بثبات وبطولة.. . لم، وأعتقد لن، أرى خطوة ثابتة وقوية مثل تلك الخطوات التي كانت تتجه، مدركة، إلى السكون الأبدي.. . كانت الخطوات تكتب على أرض ساحة الإعدام: نعم، أشهد أني أنقله من الشيخ القوي إلى الشيخ الشهيد.. .لكنه الشيخ الثابت على المبدأ.. . الشيخ المنتصر.. . الشيخ الملهم.. .. ..
    تعالت صيحات الهيستريا والهوس المجنون.. .وتضاعفت.. .كانوا كثر.. .أتوا ليروا هزيمتهم.. .ولكن هل يروا؟ كان الجلاد حزينا وهو يلف حبل المشنقة حول عنق الشهيد.. .. بعد تلك اللحظة تخلى عن "مهنته" إلى الأبد!. وفجأة أمر القاضي بكشف الغطاء عن وجه الشهيد.. . وكشف عن وجه الشهيد.. .. يا للروعة ويا للعظمة.. .كان مبتسما وهادئا وساخرا.. . ما أجمل ذلك.. شجاعة وصمود وبسالة وإيمان.. .وإزدراء للموت.. .لم، وأعتقد لن، أرى مثل ذلك قط.. ! ومع كشف وجه الشيخ أخرست كل عواءات الهوس.. .وأطبق صمت رهيب.. رهيب إلا من أصوات إرتجافاتهم.. .والشيخ ينظر إليهم في إبتسامة خالدة.. .إبتسامة تجهيل ورثاء.. ! ما أقوى أن ترد الحقد بالرثاء حتى وهو يقتلك!!


    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1278andpage_id=1andkeywords=برسولهمhttp://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=12...d=1andkeywords=برسولهم
                  

02-01-2015, 05:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    i2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-03-2015, 07:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    00:56 م Feb 3,2015
    سودانيز أون لاين
    عبدالله عثمان



    كتب د. أحمد أمين
    Quote: أنا استمعت في جلسة مع النيل أبوقرون شخصيا .. وقد جاءت الذكرى ليوم التنفيذ وتحدث في الجزئية دي بالذات .. وذكر بانه فوجئ بشجاعة استاذ محمود عند ما أحضر قال : كان ثابتا ويمشي وكأنه لا يدري ما المصير الذي ينتظره .. وأضاف أيضا بأنه كان أكثر توترا من الأستاذ محمود الذي كان ذاهبا لحبل المشنقة هذا الكلام حدث اثناء زيارة له في رمضان من عام 1995م في بيته بالمنشية بالقرب من السفارة الصينة في ذلك الزمن

    http://www.sudaneseonline.com/board/480/msg/%d8%b4%d9%87%d8%...9%87-1422804523.html
                  

02-03-2015, 08:01 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    01:01 م Feb 3,2015
    سودانيز أون لاين
    عبد الحي علي موسى



    Quote: كتب د. أحمد أمين

    Quote: أنا استمعت في جلسة مع النيل أبوقرون شخصيا .. وقد جاءت الذكرى ليوم التنفيذ وتحدث في الجزئية دي بالذات .. وذكر بانه فوجئ بشجاعة استاذ محمود عند ما أحضر قال : كان ثابتا ويمشي وكأنه لا يدري ما المصير الذي ينتظره .. وأضاف أيضا بأنه كان أكثر توترا من الأستاذ محمود الذي كان ذاهبا لحبل المشنقة هذا الكلام حدث اثناء زيارة له في رمضان من عام 1995م في بيته بالمنشية بالقرب من السفارة الصينة في ذلك الزمن


    http://www.sudaneseonline.com/board/480/msg/%d8%b4%d9%87%d8%...22804523.html[/QUOTE]
    وكتبتُ:
    Quote:


    Quote: لاني صبي شقي ومعروف وشفت


    هو زول بقول عن نفسو شقي، فماذا سيقول عن الآخرين!!!
    ثم أن كلمة (شفت) – المعطوفة على شقي ومعروف - هل تعني شفت بكسر الشين والفاء أم تعني رأيت؟
    أعتقد تعني المعنى الأول (بكسر الشين) لأنها تناسب كلمة شقي.
    وببقى دي شهادة زول شقي.
                      

02-04-2015, 11:31 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبد الحي علي موسى)

    04:31 م Feb 4,2015
    سودانيز أون لاين
    عبدالله عثمان

    مكتبتي في سودانيزاونلاين


    Quote: من الأحداث المهمة التي شهدناها ونحن في أولى جامعة كان إعدام (محمود محمد طه)، وشهدنا نشاط الجمهوريين.
    * موقفكم كان شنو؟
    = كنا مؤيدين لهذا الموقف، بقناعتنا الفكرية في ذلك الوقت وأن الحكم الذي صدر في حقه حكماً صحيحاً وشاهدت عملية تنفيذ الإعدام في ساحة سجن كوبر ولكن كل هذا الجو رغم الخلافات والصراع السياسي لم تتأثر العلاقات بيننا كطلاب.
    * بنظرة موضوعية محاكمة محمود محمد طه، الآن هل سيكون موقفكم مثل الموقف السابق؟
    = مؤكد المحاكمة محاكمة الأفكار غير مقبولة، شخصياً سيكون رأيي مختلفاً، الأجدى كان أن تدحض الأفكار بالأفكار وحتى قضية الردة فيها كثير من الإختلافات بين الأئمة والقضاة، موقفي سيكون مغايراً لو كان الأمر بيدنا بمثل ماتوصلنا إليه من فكر وثقافة.
    أنا أذكر البيان الذي أذاعة النميري قبل الإعدام بيوم كان يرتدي اللبس العسكري فتحدث عن أنه ظل يبحث في كتب الفقه والمذاهب ليجد سبباً لإيقاف الإعدام ولكنه لم يجد -كما قال- ومضى في تنفيذ الحكم.
    * هل تفتكر أن النميري كان مؤهلاً لذلك؟
    = هو كلف بعض المختصين للبحث، الحاكم يعتمد على مؤسسات ومن ضمنها القضاء نفسه الذي أفتى وقضى بهذا الحكم.

    حاج ماجد سوار لـ (الرأي العام) (2/3)
    شهدت إعدام محمود محمد طه، وهذا رأيي في الحكم عليه .. كنت مسؤولاً عن تفويج (صيف العبور) ولم أشارك فيها
    حــــــوار: كمال حسن بخيت .. تصوير: إبراهيم حامد

    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=913andid=73807[/QUOTEhttp://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=913andid=73807[/QUOTE]
                      

02-04-2015, 12:52 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    05:52 م Feb 4,2015
    سودانيز أون لاين
    عبدالله عثمان

    مكتبتي في سودانيزاونلاين


    بين مزمار محمود وصليل سيف الجلاد!

    صراع الرؤى الإسلامية حول مفاهيم الثقافة والجمال في السودان (1)

    عبد الجبار عبد الله*

    توطئة


    كان في تصوري المبدئي أن أتناول مادة هذه الدراسة في دفعة واحدة عبر كتابة مطولة تأتي على الموضوع كله من شتى جوانبه وتشعباته كما يتوقع في دراسة يطمح فيها القارئ إلى الوقوف على كيف يكون التقابل الصارخ الحاد بين رقة وعذوبة ألحان المزمار وصليل وقعقعة السيوف التي تصطك لها الأرواح قبل الأسنان وكيف يكون صراع الرؤى حول مفاهيم الثقافة والجمال في تراث وفكر الشهيد محمود محمد طه من جانب وفي عيون وفكر خصومه وجلاديه الذين زهدوا كدأبهم في الفكر والحوار واختزلوا طريق الخلاف المضني الطويل، بحبل المشنقة القصير وحد السيف والحرابة من الجانب الآخر. ولكني آثرت لأسباب عملية –يخصني الجزء الأعظم منها- التأني في دراسة الموضوع وتناوله، وتقسيمه إلى حلقات متصلة، تنشر عبر هذا الموقع، وتتاح لها فرصة الإفادة والإثراء بالنقاش والحوار التفاعلي مع القراء، كي تصل إلى هدفها وتحقق غرضها وهي أكثر وثوقاً واطمئناناً إلى ملامستها كافة جوانب الموضوع الذي تناقش، واستيفائها دون تعجل لشروط ومتطلبات البحث العلمي. بهذه القناعة، وحرصاً مني على الإسهام الجاد في إحياء ذكرى اغتيال الشهيد محمود محمد طه، وتأمل معاني ذلك الاغتيال، أبدأ بنشر الحلقة التمهيدية الأولى من هذه الحلقات. وآمل أن تلاقي هذه الفكر ة، هوى في نفوس القراء المكدودين مثلي والموزعين بين شتى هموم الحياة ومشاغلها التي يصعب الفوزفي خوض سباق ماراثوني أعرج معها.

    رحلتي إلى الجحيم!

    في لفحة نهار يوم صيفي قائظ الحر من عام من عام 1984، اختطفتني إحدى عصابات الأمن إلى مكاتب "القسم العقائدي" بمقر جهاز الأمن العام. وبعد تحقيق متوتر لئيم مقتضب، أحلت إلى زنازين السجن الداخلي –التي عرفت لاحقاً وعلى المستوى العالمي ببيوت الأشباح، سيئة الذكر في بدايات هجمة الإنقاذيين الغاشمة على الحياة والإنسان وحقوق الإنسان- وهناك طال أمد إقامتي، وعرفت كيف للإنسان أن ينام نوم الديك حرفياً، مع هبوط كل طائرة محملة بالسودانيين القادمين من ليبيا يومي الاثنين والخميس إن لم تخني الذاكرة في مطار الخرطوم. كنت حينها أشفق على الزنزانة الصغيرة الضيقة التي لا تزيد مساحتها على بضعة أمتار تكفي لتمديد القدمين، حين تغص بعدد كبير يستحيل جلوسهم على الأرض ناهيك عن التفكير في الإغفاء أو النوم. عندها تمضي الساعات الطوال ونحن نرفع رجلاً وننزل أخرى مثل طيور الرهو والبجع، ولا يكون ثمة مهرب في نهاية الأمر من نوم الديك، حين تتهادى الساعات السلحفائية الثقيلة، وحين يسري التعب والإنهاك في خلايا ومسام الجسد الجوعان المكدود، بطيئاً وقاتلاً كسريان السم.

    أما معتقلو الطائرات الليبية المجني عليهم، الذين ذاقوا الأمرين كما يقول محمود، وعانوا أشد ألوان التحقير والعذاب على يد جلادي الأمن، فكان معظمهم من أبسط بسطاء السودانيين الذين ضاقت بهم الحياة في بلادهم، فذهبوا إلى ليبيا حيث امتهنوا مهنة الرعي أو عملوا في أشغال البناء وخطوط أنابيب النفط وخفر المباني وغيرها من المهن التي لا تتطلب كثير خبرة ولا تأهيل. وكان معظمهم أمياً حتى لحظة انتقاله إلى سجن كوبر حيث فك منهم من فك الحرف ومحا أميته هناك. وصادقت الكثير منهم من داخل الزنازين وأنشدنا وغنينا ومثلنا معاً في الليالي التي أقمناها داخل السجن لمختلف المناسبات الوطنية لاحقاً، ونشأت بيننا أجمل العلاقات التي يستطيع السودانيون خلقها في عز صحراء العبث والعدم. كان اعتقالهم بالعشرات والمئات جريمة كبيرة بحق مدنيين أبرياء ما عرفوا للسياسة سبيلاً ولا وعياً ولا حماساً.

    وحين رأيت الفوج وراء الفوج يأتي ويمر عبر زنزانتي إلى سجن كوبر، وأنا وحدي الذي كتب عليه أن يحمل "صخرة سيزيف"، يجوع عمداً وينام نوم الديك مرتين في كل أسبوع على الأقل، قررت أن أبدأ إضراباً منفرداً عن الطعام. وبررت رفضي تناول الطعام بطلبين تقدمت بهما إلى مسؤولي الأمن. أولهما استعادة كتبي التي صودرت مني لحظة اعتقالي –كان بينها الأعمال الكاملة لشكسبير ونسخة مترجمة إلى الإنجليزية من القرآن الكريم- وثانيهما تقديمي إلى محاكمة عادلة وإدانتي أو إطلاق سراحي فوراً. فيما يتعلق بمطلب استرداد الكتب، كنت جاداً وعازماً على الموت من أجلها إن دعا الأمر. وبالفعل نجحت في استعادة 8 من جملة 13 كتاباً منها، مرفقة باعتذار مكتوب من ضابط في جهاز الأمن عن بقية الكتب التي لم يعثروا عليها. كان اسم ذلك الضابط "جلال" فيما أذكر. أما المطالبة بالمحاكمة أو إطلاق السراح، فلم تكن سوى مناورة تكتيكية مني، كان هدفها تحقيق حلم "الترقية" السريعة إلى سجن كوبر والتخلص من جحيم زنزانتي اللعينة، وأنا الزاهد في حلم الحرية بعدما رجموني به من شتائم واتهامات عويصة يندى لها الجبين، تؤكد جميعها طول إقامتي في السجن.

    عودة إلى زنزانة الأمن اللعينة تلك، كنت قبل دخولي إليها قد قرأت تعريفاً للكاتب الفرنسي الكبير هونريه دو بلزاك، ورد في معجم أدبي أنيق رصين متخصص في سير الشخصيات الأدبية العالمية جاء فيه كناية عن معاناة بلزاك في حياته الفقيرة المعذبة "كان بلزاك يسكن في بيت لا يوجد فيه إلا بلزاك نفسه"! لا أورد هذا التعريف تنطعاً أو تلميحاً إلى رغبة سرية منى في مضاهاة نفسي ببلزاك، ولكنها لعنة الأمكنة البائسة الشقية، التي صورت لي بيت بلزاك الخاوي من كل متاع الدنيا ومباهجها، إلا من ساكنه، قصراً دافئاً مرفهاًِ ومخملياً حسدته عليه، وأنا حبيس زنزانتي البائسة الخاوية إلا من بلاطها الخشن الذي كنا ننام عليه مباشرة دون فرش أو لحاف حين لا تهبط الطائرات الليبية، أو "تطب"علينا مجموعة جديدة من المعتقلين الداخليين. في مثل تلك الحالات الهادئة كنت برفقة اثنين آخرين مستديمين، أحدهما سوداني مختل العقل يدعى إبراهيم، وآخر مجزوم يدعى محمدو من جمهورية مالي. وحتى لحظة خروجي منهما، كنت قد استأنست من وحشة المكان بحضورهما، ولكني كنت في الوقت ذاته، حزيناً لوجودهما في ذاك المكان الغريب، ومنشغل التفكير دائماً بطبيعة تلك المؤسسة الشريرة التي تطال مخالبها الشرسة حتى أمثال إبراهيم ومحمدو. بالمناسبة كانت المرة الأولى والوحيدة في حياتي التي ألعب فيها أوراق "الكوتشينة" مع ابراهيم، وكان يفوز علي دائما، ويعقبها في كل مرة بضحكة مدوية ومترعة بنشوة الانتصار والفرح وهو يصيح في وجهي وأذني بعبارة "كيشا ... كيشا ... كيشا".

    ولعنة الأمكنة البائسة الشقية نفسها، هي التي أحبطت لاحقاً حلم "ترقيتي" إلى سجن كوبر. وكان تشبثي بذلك الحلم، تشبث الموعود بالانتقال من كوخ تعيس كئيب إلى فندق مهيب فخم من فنادق الخمس نجوم! ولكن هيهات وليس أمام الظمآن سوى سراب الصحراء. فقد طار قلبي من الفرح، حين استعدت كتبي المسروقة، مصحوبة بقرار الانتقال أخيراً إلى "كوبر". وبعد دهليز وراء الآخر، وانحناء وركوع وقيام، عبر الأبواب والمنافذ الضيقة التي شقت عبر الجدران الحجرية السميكة العتيقة، دلفت أخيراً إلى حيث يريدون إنزالي. وكان حظي كالحاً حين ذهبوا بي إلى قسم "الورشة". وهي ورشة بحق كانت تستخدم لهذا الغرض، إلى أن اتسع عدد السجناء والمعتقلين وفاض بهم السجن، فما كان من بد من التوسعة على "عباد الرحمن" فكانت نعم الورشة، وكنا نعم العباد!! هندسياً كانت مثل كل ورش النقل الميكانيكي والسكة الحديد وغيرها، مصممة من عنبرين طويلين ماهلين، شيدا من السيخ والحديد والأسلاك، وسقفا بصفائح الزنك الحارق نهاراً والبارد برودة الثلج في زمهرير الشتاء ليلاً.

    ونظراً لنقص المراتب والأسرة التي تسد حاجة كل "عباد الرحمن" المعتقلين، فقد لفت نظري لحظة دخولي مباشرة، أن عدداً كبيراً من الأسرة كان يسع الواحد منها لسجينين بدل الواحد! كيف؟ أرجو ألا يشتط بكم الخيال إلى أسرة الـ double bed)) في داخليات البركس وغيرها من داخليات جامعة الخرطوم ومعهد الكليات التكنولوجية سابقاً. فالمقصود هنا أن "عباد الرحمن" ينقسمون كيفما اتفق إلى "طبقتين"، بعضهم يتمدد كما البشر العاديين فوق سرير مفروش بملاءة نظيفة على الأقل، وإن كانت مهلهلة ومهترئة وعفا عليها طول "السهك" والانبطاح. أولئك هم المحظوظون من أبناء "الطبقة العليا" الذين أنعمت عليهم الورشة بفيض رزقها وكرمها المعطاء. أما أبناء "الطبقة السفلى" فهؤلاء هم أهل الدرك الأسفل من الجحيم، ولم يكن أمامهم من بد سوى الانبطاح كيفما اتفق تحت السرير، على ملاءة أو بطانية أو بدون. قلت وأنا أدخل القسم واستسلم لقدري الذي لا مفر منه: "إن كان حظك بين أبناء "الطبقة السفلى" فمن الأحرى بك أن تتمرن من الآن على مد اللسان طويلاً من بوابة القسم، حتى تتقن فن لهاث الكلاب التي ترقد تحت الأسرة والعناقريب عادة في البيوت، عندما يشتد بها هجير حر الشمس! تأملوا بالله عليكم لحظة، ما كانت تفعله "شريعة الكيزان" بعباد الرحمن، الذين ورد ذكر إكرام كل واحد منهم وإعزازه ورفع منزلته في كافة نصوص القرآن الكريم! ولكن عفواً .. يا سادتي للخطأ الفادح، إذ كنا في واقع الأمر فئراناً وصراصير وجرذاناً في عيون الكيزان المستبدة الصلفة بحكم التربية والتكوين السياسيين. فأين مزمارك العذب، أين أنت من كل هذا يا محمود؟ لقد كنت رجلاً من غير ذاك الزمان.. كنت فيهم غريب الوجه واليد واللسان... فكيف لا يكفروك ويصلبوك ويقتلوك؟! طوبى لروحك .. طوبى للغرباء كما قال المسيح.

    مشاهدات حية من جوار ساحة العدالة الناجزة

    ولما شرعنا في الولوج الوئيد التدريجي إلى صلب موضوعنا الرئيسي، فقد كانت "الورشة" مجاورة لما كان يعرف باسم "ساحة العدالة الناجزة" سيئة الذكر، التي تعيد للأذهان رعب وذكريات مقصلة سجن الباستيل الرهيب. ففي تلك الساحة كانت تنفذ أحكام الإعدام وتجز الرؤوس وتكسر الأسنان وتفقأ العيون، تقطع الأيادي ويصلب المحكومون بأحكام الحرابة. لم تنفذ أحكام فقأ العيون ولا كسر الأسنان بالطبع، لكنها المكان الذي خصص لهذه الأغراض، وحتى لحظة خروجنا من السجن في السادس من أبريل 1985، كان أحد المحكومين في انتظار تنفيذ حد السن بالسن عليه. من هناك ومن أمام عيوننا مباشرة كانت تمر طوابير الرعب والوحشية والبربرية المريعة كل أسبوع تقريباً. والمثير للسخرية في تلك الطوابير، أن أبسط المحكومين وأدناهم وعياً وتعليماً كان يتقدم الطابور وهو على علم بمدى عبثية ولا معقولية تلك المؤسسات والقوانين التي تحيل المجرم الحقيقي بحق بلد بكامله، إلى قاض ومفت وجلاد، وإلى خصم وحكم في آن، يدعي لنفسه حقاً وتكليفاً إلهياً بتقويم السلوك الاجتماعي. ولا أشك لحظة في أن الشاعر محجوب شريف هو من استعار من أولئك المحكومين في إحدى "حضراته الشعرية" المسكونة بحب الناس ومعرفة خلجات ومكنون نفوسهم، ما كان يردده كل واحد لنفسه سراً وهو أمام الطابور من عزاء شخصي للذات:

    "حليلك بتسرق سفنجة وملاية

    وغيرك بيسرق خروف السماية....

    تصدق في واحد بيسرق ولاية؟!!"

    وفي عيون ووجوه وضحكات وابتسامات أولئك الذين كانوا يقادون إلى ساحة "عدالة الإخوان الناجزة" رأيت سخرية وهزءًَ بتلك المسرحية الهزلية السخيفة، الباعثة على الغثيان والضحك رغم مأساويتها ووحشيتها. وفي وجه كل واحد من المحكومين، رأيت شيئاًَ من سخرية وفلسفة بطل رواية "الغريب" للكاتب والفيلسوف الفرنسي البير كامو. فقد كانوا مثله في زهدهم عن الدفاع عن أنفسهم، أمام طائلة عبثية وكوميديا لامعقولية القوانين والمؤسسات الاجتماعية التي جرمتهم وأدانتهم. وعلى رغم الحواجز الشاهقة وتجهم ملامح الطابور الدموي، تبادلنا الضحكات والابتسامات وكلمات الوداع الأخيرة، مع عدد من المحكومين بالقصاص –بمن فيهم المحكومون بعقوبة الإعدام- وهم يقطعون خطواتهم الختامية المفضية بهم إلى الموت. ولم يكن غريباً أن يفلت أحدهم من أمام الطابور ليخطف سيجارته أو "تخميسته" الأخيرة من أحد أصدقائه الواقفين منا وراء سياج الورشة، علماَ بأننا كنا نشكل دائماً جمهور المودعين الأخيرين إلى مسرح العرض الدموى.

    وما هي إلا لحظات تتلى فيها الإدانة والمصادقة القضائية عليها، فيعقبها ذلك الصوت المدوى الذي يصم الآذان، فتسقط على إثره الجثة هامدة في جب بئر المشنقة المظلمة. عندها تتحول السخرية والنكات على عبثية الوجود كله، إلى غصة حنظلية المذاق، يصعب على الحلق ابتلاعها أو احتمال مرارتها. وفي خلايا الجسد المستباح المصعوق، تسرى رعشة وحمى غريبة، لا يعرف مصدرها حين يخلد الواحد منا إلى فراشه. وأنى لك النوم والكوابيس المفزعة، وأنت ترى إنساناً مر من أمامك سليماًَ معافى يهز الجبال قبل لحظات، ولم يخرج من "مسلخ العدالة" إلا وقد تحول إلى رميم أو حطام إنسان مبتور الأوصال، أو خرج منها محمولاً على آلة حدباء بعد أن حولوه إلى جثة هامدة لا حراك فيها! من هناك مر الواثق صباح الخير، وبعده عشرات ... عشرات آخرون، قبل أن يمر منها أخيراً المفكر الشهيد محمود.

    عندما استيقظت على مقام محمود

    من القراء التمس المعذرة إن أطلت في الوصف والتقديم، ولكن كان من المهم جداًَ أن أرسم صورة الأجواء القانونية والسياسية والنفسية والأخلاقية التي أحاطت بمحاكمة الأستاذ وتجريم فكره وتعليقه على حبل المشنقة قبل تصفيته جسدياًَ والتخلص منه مرة واحدة وإلى الأبد... ولكن هيهات. وقبل أن تكون هذه الكتابة شهادة من داخل السجن على ما جرى قبيل الإعدام وفي عشيته وصبيحته، أستشعر من خلالها أولاً وقبل كل شيء، واجباً فكرياً وأخلاقياً معاً، إزاء الكشف عن تلك المؤسسة الظلامية الغاشمة، التي استلهمت عقلية "محاكم التفتيش" من أضابير وتجاويف القرون الوسطى، واستنهضت تقاليد القمع الفكري والسياسي كلها –برصيدها الإسلامي والمسيحي معاً- لتستخدمها أداة وسيفاً مسلطاً على رقاب خصومها السياسيين والفكريين، بل لتشطب بها الإسلام كله بضربة لازب واحدة، فلا تبقى منه سوى حد العقوبة والسيف.

    كان ذاك هو فحوى المحاكمة المهزلة التي شاهدناها وتابعنا تفاصيلها من داخل السجن. وكان ذاك هو مضمون "الاستتابة" التي سخر منها محمود قبل غيره، أيما سخرية ومضى سامقاً فارع القامة والطول إلى أعواد المشنقة، مستعيداً بذلك في لحظة تاريخية غريبة مفارقة، صورة تلك المحاكمة المهزلة التي تعرض لها الحسين بن منصور الحلاج، وما أعقبها من صلب وجلد وحز للرأس وتقطيع للأوصال، بعد أن أدانه قضاة بوزن وفقه "مهلاوي ومكاشفي" ذلك الزمان بتهمتي الزندقة والإلحاد اللتين وجهتا إليه. وللمفارقة فقد كانت تلك أيضاً دولة بوليسية يحكمها العسس وسواري ليل بغداد عام 301 ه. ولم يكن جرم الحلاج إلا أن له عقلاً مفكراً وأنه أبصر ما لا يبصره الآخرون من خلال فلسفته ورؤيته الصوفية الشفيفة القائمة على فكرة الإيمان بوحدة الوجود التي يرقى فيها الإنسان في علاقته بربه إلى مرحلة نورانية روحانية من "الحلول". وما جرم الحلاج إن عجز قصور عقول أعضاء محكمة التفتيش تلك عن تأويل قوله شعراً:

    أنا من أهوى ومن أهوى أنا

    نحن روحان حللنا بدنا

    فإذا أبصرتني أبصرته

    وإذا أبصرته أبصرتنا

    وإلى أعواد المشنقة تقدم محمود واثقاً، ثابت الخطى وباسماً، لا لجرم ارتكبه سوى عقله المفكر وقدرته على رؤية ما لم يره الآخرون –سيما خصومه المتشددون من ذوي البصيرة المسدودة- كما سنرى من خلال دراستنا لجانب واحد فحسب من تراث فكره المتصل برؤيته للثقافة والفنون في سياق ريادته لحركة التجديد الفكري الديني وانتمائه إلى الاستنارة والحداثة من مواقع الفقه الديني نفسها.

    ذاك محمود، ذاك ثوبه البسيط الناصع البياض، ذاك إبريق مائه وتلك فروته.. ذاك زهده وطهره وطهارته ... كيف تقتلوه؟ رأيت كل ذلك حيث كان في لحظاته الأخيرة، من زنزانة مقابلة لزنزانته، كانت قد حشرتنا فيها حشراً سلطات السجن التي أفرغت قسم الورشة بكامله حتى لا نشهده مباشرة وهو يتقدم طابور الإعدام. عندها كنت أهتف مع المحتجين وأشاركهم هز جدران السجن وأركانه بأصواتنا التي عانقت أصوات آلاف المتظاهرين والمحتجين في شوارع وبيوت كوبر المحيطة بالسجن. ولكنني بين نفسي كنت قد أدركت مقام الرجل، صحوت من غفوتي وغفلتي في إمعان النظر إليه مبكراً. لحظتها اجتاحني نهم عارم لكل ما كتب وقال، وندمت ندماً ما بعده على عدم زيارتي لحلقات إنشاده وحواره التي كان يقيمها بانتظام في منزله في بداية مدينة الثورة بأم درمان وأنا الغادي والرائح عبرها كل يوم! تلك هي اللحظة التي يشعر الواحد منا أن ثروة عظيمة قد تبددت وتسربت من بين أصابعه، دون أن يدري قيمتها أو يفيق من غفلة الحياة وتفاصيلها اليومية العابرة ليفتح عينيه على كنوز الذهب.

    عادة قبر الرموز!

    وإن كانت قد نازعتني منذ ذلك الوقت رغبة في قراءة فكر محمود كله والكتابة عنه، فقد تآكلت روحي سنيناً وسنين، حسرة على استهانة بلادنا كلها، دولة وشعباً ومؤسسات، وتفريطها المستفز في تراث ومكانة أعظم مفكريها وعلمائها ومثقفيها ومبدعيها في كافة المجالات. أين بالله تكون مكانة العشرات والعشرات من أذكى وأنبغ بنات وأبناء السودان من الشعراء والأدباء والفنانين والعلماء والباحثين النوابغ في مختلف المجالات، لو أنهم كانوا ينتمون إلى جنسيات أخرى، وأنجزوا ربع ما أنجزوه في بلد آخر وواقع آخر.. غير واقعنا نحن وغيربلادنا نحن؟ إلى متى هذه الخيبة المبينة وإلا متى نظل نقبر الرموز وهم أحياء وأموات؟! وبعض التجاهل يصدر عن "طيب خاطر وحسن نية" سودانيين. وبعضه ناشئ وقائم في ضعف أو غياب المؤسسات الثقافية نفسها، وكامن في ظاهرة الانقطاع في ممارستنا الثقافية واعتمادها على الظرفية وعادات المشافهة السيئة. وفي ظل واقع كهذا، كثيراً ما يعتمد الإبداع الفكري والثقافي على المبادرة الذاتية، بكل ما يحيط بها من ظروف حياتية ضاغطة ومكابدات عنيدة مع معركة توفير الحد الأدنى الضروري لحياة المفكر والمبدع، الذي يسعى مثل غيره إلى تحقيق شرط وجوده البيولوجي أولاً قبل أن يشطح إلى سماوات الإنسانية والإبداع!

    كل هذا مفهوم ومن الممكن بل من الواجب معالجته. ولكن بعض الإهمال لئيم ومقصود ومتعمد، ويستمد لؤمه وقبحه من قبح وبدائية تقاليدنا السياسية السيئة، التي تربي الأفراد على بناء حاجز نفسي آيديولوجي سميك، يحجب البصيرة ويسد البصر، ويدفع الفرد في كثير من الأحيان، إلى تقديم الانتماء الحزبي السياسي الضيق، على المصلحة الوطنية العامة. ومن هذا الباب فما أضخم تراث الكيد السياسي البائر في حقل تقييم الفكر والإبداع. ولئن كانت الممارسة السياسية للجبهة الإسلامية "مشاترة" ومفارقة في كل شيء، لدى إصدارها قاموساً للشخصيات السودانية، حذفت منه بجرة قلم واحدة أسماء وقامات لا يستقيم للقاموس نفسه أن يحمل صفته تلك بدونها إلا إن كان قاموساً خاصاً بشخصيات من جزر القمر أو الكناري –شملت القائمة المحذوفة محمود محمد طه، فاطمة أحمد إبراهيم، عبد الخالق محجوب، الأمير عبد الرحمن نقد الله، الشفيع أحمد الشيخ- وغيرهم من الأسماء التي يطعن غيابها في قيمة القاموس، وفي نواياه ومحصلته، إن كانت تلك هي المشاترة العمياء بعينها، فما الذي يفسر سلوك برنامج توثيقي تلفزيوني قومي مخصص هو الآخر للتوثيق لحياة الشخصيات السودانية؟ أشير هنا إلى برنامج عمر الجزلي "أسماء في حياتنا" الذي لفت نظري فيه تلك العين الآيديولوجية الفاحصة في اختيار الشخصيات التي يوثق لها ويقدم. صحيح أن جعفر نميرى مثلاً كان اسما في حياتنا، ولكن أي اسم؟ مقابل ذلك تلاحظ غياب شخصيات كثيرة، هي التي تحمل وتعبر عن اسم البرنامج بمعناه الإيجابي بحق. دون أن أخوض في التفاصيل أسأل عمر الجزلي: ألم يكن مصطفى سيد احمد مثلاً اسماً كبيراً في حياة ملايين السودانيين ووجدانهم حتى بعد رحيله؟ وما هو المعيار الذي يحدد أن فلاناً أو علاناً كان اسماً في حياتنا نحن المفترى علينا؟ قبل ذلك، استضاف عمر الجزلي جعفر نميري فهل تذكر أن يستضيف محمود، أم أن هذا الأخير يندرج تحت قائمة "نكرات في حياتنا" المخبوءة في مكان ما بين أضابير الجزلي؟

    عودة إلى أهمية دراسة تراث محمود وإسهامه الحداثي التنويري، فلا يزال من واجبنا حتى الآن، أن ننهض بهذه الدراسة كمفكرين ومثقفين، وأن نبين حجم الخسارة الفادحة التي ألحقها خصومه وجلادوه بثقافتنا وفكرنا وبحركة التجديد في الفكر الإسلامي كله. وما لم ننهض نحن بهذا الواجب فمن ننتظر أن يقوم به بالوكالة عنا؟ من جانبي كنت ولا أزال أطمح للقيام بهذا الواجب على مستوى أكاديمي مؤسسي، أضطلع فيه بتناول فكر وفلسفة محمود التنويرية، تناولاً مقارناً بفكر التيار الأصولي المتشدد، الذي ترضع اليوم من أثدائه كافة الحركات الإرهابية الناشطة على نطاق العالم، من السودان وحتى أفغانستان. ولتكن هذه الحلقة والحلقات التي تليها، المخصصة لدراسة جانب محدد من فكر وتراث محمود، ترجمة عملية لبعض هذه النوايا.

    *عبدالجبار عبد الله

    ناقد صحفي ومترجم
    محاضر سابقا بجامعة الخرطوم وجامعة أمدرمان الأهلية 1994-2000 في علوم الترجمة


    http://www.##################/sections/kitabat_naqdiya/pages/abdeljabbari_mizmar.htmlhttp://www.##################/sections/kitabat_naqdiya/pages/a...ljabbari_mizmar.html
                  

02-15-2015, 12:38 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    يقول الأخ الأستاذ تاج الدين عبدالرازق الحسين - كان احد الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام - وقد شهد تلك اللحظات الخيرة في 18 يناير 1985 أمام المقصلة .. يقول بتصرف أن الأستاذ لما أعتلى آخر عتبات الدرج نحو المقصلة نفض رجليه عما قد علق بهما من غبار"الدنيا"، شأنه شأن الداخل على صلاة
    30a.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    120.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-15-2015, 05:49 PM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    عبد الله ده بوست جميل ودخله ناس منوريين. سعدت به كثيرا بس ممكن اسماء المسؤلين الذين حضروا التنفيذ بعد عوض الجيد ما عدا حاج نور

    (عدل بواسطة د.أحمد الحسين on 02-15-2015, 05:50 PM)

                  

02-16-2015, 05:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: د.أحمد الحسين)

    سلام يا "كبيرنا" وتسرني رؤياكم أيها "الجاح"
    ممن حضر التنفيذ
    عوض الجيد محمد أحمد
    أحمد محجوب حاج نور
    اللواء محمد سعيد إبراهيم ... مدير سجن كوبر
    محمد آدم عيسى .... مستشار قانوني بديوان النائب العام وقتها وهو الذي أصدر الأمر باعتقال الأستاذ محمود
    المكاشفي طه الكباشي
    حسن إبراهيم المهلاوي
    الفريق أحمد وادي حسن ... مدير عام السجون
    النيل أبوقرون
    فؤاد الأمين عبدالرحمن ... رئيس القضاء (في المقابلة مع مدير السجن ذكر اسم دفع الله الحاج يوسف ولكن الواضح انه يقصد فؤاد هذا)
    عبدالرحمن الزومة (أخ مسلم قيادي والآن صاحب عمود بإحدى الصحف) ذكر ايضا أنه حضر التنفيذ وفي بعض كتاباته يشتم انه كان ايضا في الطائرة (فيصل مدني ابوصالح ذكر أن بعض الناس من غير المساجين والعسكريين ركبوا معهم)
                  

02-23-2015, 07:21 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عمار محمد آدم يشهد منظرا يعده andquot;غريباandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    نقلا عن الرأي العام الأحد 22 فبراير 2015
    msh.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de