|  | 
  |  يختبئ البستان في الوردة |  | 00:25 م Feb 4,2015
 سودانيز أون لاين
 aydaroos
 الخرطوم
 مكتبتي في سودانيزاونلاين
 
 
 الشاعر محمد المكي إبراهيم
 
 يختبىء البستان فى الوردة
 تختبىء الصدفة فى منعطف الطريق
 والعسل البرى فى الرحيق
 وطائر الفينيق فى الحريق
 يختبىء الحريق فى الشرر
 يختبىء البستان فى الوردة
 والغابة فى الشجر
 يختبىء الخروج فى الابواب
 والعاشق الخائف فى الدولاب
 فى لونها تختبىء الحرباء
 وتحت غُدّة الدمع ونزوة البكاء
 تختبىء المحبوبة الأولى
 تختبىء الطاعة فى الجماح
 والجد فى المزاح
 وقطع الصباح
 تحت ثياب محبوبى
 يختبىء العنصر فى مركباته
 والعدد البسيط فى مضاعفاته
 وفى خرائب الليل تخبىء الاشباح
 روؤسها المعذبة
 تحت حدوده الوهمية المجلببة
 تختبىء الشهوة فى التحريم
 وتوبة التائب فى رداء مكرها القديم
 وشبح القاتل من جنازة القتيل
 يختبىء الجنىُّ فى المصباح
 وفى الاصابع المداعبة
 يختبىء الخطيب فى اردية الكلام
 يختبىء الحجاج فى اللثام
 والشنفرى فى قدميه
 والوضاح فى صندوقه المغلقا
 تحت تراب الحفرة المنطبقة
 وسره المذاع
 تختبىء الاشياء فى وجودها
 والارض فى حدودها
 وتكسن المعانى-
 اسمائها المشجرة
 والسبئية الحسناء فى جمال نومها المبعثرا
 تكشف عرشها المنكّرا
 تخوض فى اللجة واللجة لا ترى
 يختبىء النبى والسلطان فى سليمان الحكيم
 يختبىء الهدهد من وعيده العظيم
 فى نبأ من سبأ يقين
 محتميا من غضب النبى بالتوحيد
 ولائذاً من غضب السلطان بالسعايه
 لكل شىء وجهه الاخر-
 كنتم تعرفون طيلة الوقت
 ولم تدثونى ايها الكهان
 تركتمونى اركب الاثباجا – واللجج المهتاجه
 وادمن التصديق واللجاجا
 والان فات الوقت أغلقت ابوابها الحانات
 والسبئيات ذهبن فى النعيم
 لم يبق الا وجهك الكريم
 مختبئاً فى وجهك الاخر
 |  |  
  |     |  |  |  |