هكذا علمناهم الكتابة والقراءة...

Quote: كانت في عام 1975م، بمناسبة العيد الوطني الخامس، وكانت الدعوة من وزارة التربية والتعليم ضمن برنامج ثقافي، وقد سعدت كثيرا، فعندما تذكر عُمان تُذكر معها صفحة ناصعة من صفحات الشخصية العربية، والإضافة العربية، والإنجاز الثقافي العربي، ولكن يبدو أن الملحق الثقافي في القاهرة لم يخطر حينها المسؤولين في مسقط بموعد وصولي، واكتشفت بعد أن وصلت مسقط، أن الترتيبات التي ستتم اتخاذها للإعلام عن المحاضرة التي سألقيها في مسقط، ودعوة من سيحضر للمحاضرة ستحتاج أياما، وأن هذه الأيام سأقضيها في رحلة تجعلني أطلع على كل ما في عمان، وبالفعل صحبني مدير العلاقات العامة، وكنا نتجول كثيرا في مسقط وحواليها، ونبتعد عنها ونقترب، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ولن أنس حين زرت نزوى خلال تلك الجولة، حيث الصحراء ممتدة، ونخلة عالية وفوقها سمِّرت سبُّورة، وعلى السبورة كلمات مكتوبة لأطفال، والأطفال يتحلقون حول تلك النخلة، ومعلم سوداني يقف لكي يعلمهم أبجدية القراءة، أنا تأملت المشهد، هذه الصحراء الواسعة التي هي رفيق الإنسان العربي منذ بداية الخليقة، تمثلها هذه النخلة التي قال عنها الرسول الكريم: «اكرموا عمتكم النخلة»، فهي عمة لكل إنسان، يستظل بظلها هذه المجموعة من الأطفال، في هذا الجو اللافح، ومعلم سوداني يمثل نشاطا غير معهود بين نظرائه، يجيء مع الأطفال ويشرح لهم، وتذكرت كلمة جلالة السلطان قابوس حين قال في إحدى خطاباته: «سنعلم أبناءنا ولو تحت ظلال الأشجار»، وكانت هذه النخلة، نموذجا لتلك المدرسة.