|
الايقاد والازمة السودانية
|
ملتقي طرق عوض الله نواي mailto:[email protected]@gmail.com 0123009201
الايقاد والازمة السودانية
السودان فتح الباب لدول صغيرة جداً في افريقيا ان تتحشر وتتدخل في شؤونه الخاصة ، وبدوره صنع هالات وقومة قعدة لدول ما كان لها ان تقوم لولا صياغة بعض الافكار الخاطئة التي قادت الي تكوين اجسام اصبحت مطية للمؤسسات الدولية التي تناهض بعض الدول الافريقية في توجهها ، وفكرة تجمع دول الساحل والصحراء المعروفة بلايقاد واصدقائها قادت الي تقسيم السودان الي شمال وجنوب وما زال الحبل علي القارب والامواج تتلاطم يوماً بعد يوم . واذا نظرنا الي نشئة وتكوين تجمع دول الساحل والصحراء والتي ، تضم دول منطقة الشرق الإفريقي (جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، كينيا، الصومال، السودان، أوغندا) فضلاً عن مصر وليبيا بصفة مراقب ، وقد كانت تعرف عند نشأتها عام 1986م باسم الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر، إثر الجفاف الذي ضرب الساحل الإفريقي ، فقد كان هم حكومات تلك المنطقة هو إزالة الآثار التي نجمت عن قلة الأمطار وانتشار المجاعة وتفاقم مشاكل النزوح واللجوء ، إلا أنها قد توسعت في مهامها فيما بعد وتجاوزت دورها القديم كمنظمة لمكافحة الجفاف والتصحر لتلعب دوراً في قضايا التنمية والتكامل الاقتصادي ، كما اهتمت بعملية تسوية النزاعات وفضها وإحلال السلام في نطاقها الجغرافي ، وذلك نتيجة لتأزم الصراعات داخل الدول الأعضاء كما هو الحال بالنسبة للسودان والصومال ، فضلاً عن الصراعات البينية، مثل الصراع بين إثيوبيا وإريتريا. وفى حينها لم يكن للإيقاد آليات مؤسسية للقيام بهذا الدور، لكنها بدأت بالاهتمام بذلك تدريجيا، حيث قامت في يناير 2002م بتشكيل آلية للإنذار المبكر والاستجابة للأزمات (سيوارن SEWARN) وقد جاءت هذه الآلية بناءاً على إعلان الخرطوم عام 2000م عقب القمة الثامنة للهيئة الحكومية للتنمية ، الذي دعا إلى إنشاء آلية حكومية تشارك فيها منظمات المجتمع المدني في كل مجالات عمل الإيقاد، حيث كانت تفتقر حتى إلى جهاز تشاوري حول المسائل المتعلقة بالسلم والأمن ، ويضم كل دول أعضاء في الهيئة. وبقيام هذه الآلية تكون الدول قد شيدت أول صرح يعنى بصناعة القرار في مسائل إقرار السلام والأمن بصفة شاملة وبدون تمييز تحت مسمى آلية الإنذار والاستجابة المبكرة (سيوارن)، وقد دخلت هذه الآلية مرحلة التنفيذ بالتوقيع على البرتوكول في أعقاب انعقاد القمة التاسعة لدول الهيئة التي انعقدت في الخرطوم في9 يناير 2002م، بوضع خطة عمل تحدد أنشطة المرحلة الأولى، التي ركّزت على بناء القدرات الإقليمية ورفع مستوى الوعي الوطني . تطورت الالية الافريقية وتدخلت في قضية السودان شماله وجنوبه حتي فصلته الي شطرين ، واصبحت دول اصدقاء الايقاد تتباكي علي المسار الخاطئ الذي سلكته القضية . ان السودان هو صاحب الفكرة ، يصنعها ويتركها لتكون كروت ضغط تمارس في وقت اخر ضده ، الان تتشابه الافكار والتاريخ يعيد نفسه ، وتطورت الاليات الافريقية وتعددت مساراتها وضعف دور السودان وتراجع من دور الدولة المبادرة مع مصر وليبيا في صياغة الخارطة السياسية الافريقية الي دور الدولة المهزومة المأزومة التي تنعقد القمم بشأنها وتدار ملفاتها عبر هذه الدول الصغيرة معدومة الوزن . والله الحافظ من المستقبل المظلم
|
|

|
|
|
|