|
وفاة الشاعر اللبنانى ..جورج جرداق.
|
11-06-2014 03:49 AM العربية
جورج جرداق نجم من نجوم سطعت أنوارها في عالم الأدب والصحافة العربية، ومن رعيل الزمن الذهبي في الفن العربي، غيبه الموت عن عمر يناهز 83 عاماً. ولد الكاتب والشاعر اللبناني جورج سجعان جرداق عام 1931، من والد يعمل مهندس بناء، في جديدة مرجعيون جنوب لبنان، أما البيئة التي ترعرع فيها فكانت من جماعة الفكر والعلم والأدب والشعر. وكان جورج الصغير يهرب من المدرسة بحثاً عن عين ماء من عيون السهل الشرقي ـــــ تلك التي سمّي المرج باسمها "مرج عيون" ـــــ فينتقي صخرة تحت شجرة تظلِّله، ليحفظ شعر المتنبي، وفقه اللغة العربية في مجمع البحرين للشيخ ناصيف اليازجي. وعندما اشتكت المدرسة من فراره الدائم، حاول ذووه معاقبته، فتدخل شقيقه فؤاد معللاً: "إن ما يفعله جورج يفيده أكثر من المدرسة". وتشجيعاً له أهداه "نهج البلاغة" للإمام علي بن أبي طالب، قائلاً: "اقرأه واحفظه". بعد انتهاء دراسته التكميلية في مدارس جديدة مرجعيون، انتقل جورج جرداق إلى بيروت، ليلتحق بـ"الكلية البطريركية" عام 1949. ومنذ ذلك الحين، سكن بيروت وسكنته، من دون أن ينفي ذلك حنينه إلى الجذور وتواصله مع الأهل والأصحاب في "الجديدة"، ويرد خصوبة فكره وذاكرته إلى اختياره "الكلية البطريركية" الذائعة الصيت بتخريج أقدر الطلاب في اللغة العربية وآدابها. كانت مهمة جداً بحاضرها وقديمها، فالشيخ إبراهيم اليازجي، أكبر علماء العربية على الإطلاق، كان أحد أساتذتها في القرن التاسع عشر، ومن تلامذته خليل مطران شاعر القطرين. درست على يد الأديب المعروف رئيف خوري، وعلّامة عصره فؤاد أفرام البستاني مؤسس الجامعة اللبنانية، وكان أستاذ اللغة والأدب الفرنسي الشاعر ميشال فريد غريب الذي كتب شعره بالفرنسيّة. فاغنر والمرأة.. رواية بعمر 18 سنة في هذه الأجواء، كان من البديهي أن يؤلف جرداق كتاباً في سن مبكرة. في الثامنة عشرة من عمره، كتب باكورته "فاغنر والمرأة" عن الموسيقي والفيلسوف الألماني عام 1950. نظراً إلى أهمية الكتاب، قرّر الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، إدراجه ضمن لائحة الكتب التي يجب على طلاب الدكتوراه في الأدب قراءتها بإمعان، كذلك أصر أحد المستشرقين الألمان على مقابلة جرداق وأخذ إذنه في ترجمة كتابه إلى اللغة الألمانية. وفي عام 1953 بعد تخرّجه من "الكلية البطريركية"، انتقل جورج جرداق إلى التأليف والكتابة في الصحف اللبنانية والعربية من جهة، وإلى تدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في عدد من كليات بيروت من جهة أخرى. استهل عمله الصحافي في مجلة "الحرية"، ويقول عنها: "كنت أكتبها من الغلاف إلى الغلاف، وكنت أحرّر مقالات وأوقّعها بأسماء صارت لاحقاً معروفة لدى أصحاب الصحف، حتى إن أحدهم طلب مني أن أعمل عنده، فرفضت". عمل أيضاً في مجلة "الجمهور الجديد"، وانتقل إلى "دار الصيّاد" عام 1965، وعمل في مجلة "الشبكة" وفي صحيفة "الأنوار"، ولايزال أحد أركان الكتابة في منشورات "الصياد". في عام 1960، أطلق سلسلته الشهيرة "موسوعة الإمام علي"، فصدر منها خمسة مجلدات أتبعها بمجلد سادس، وقد ترجمت معظم مؤلفاته إلى لغات عدة، لكن جرداق يقول "عندما كنت أحتاج إلى مجموعة عربية أو أجنبية أشتريها، لم تكلف دار نشر واحدة نفسها أن ترسل لي نسخة من باب رفع العتب". في صيف 1967، أقام الموسيقار محمد عبدالوهاب عاماً كاملاً في لبنان، وسكن في جوار جورج جرداق. كانت السهرات لا تحلو للموسيقار إلا في فندق "لامباسادور" في بحمدون، نظراً لإطلالته على وادي "لامارتين". ذات يوم، قال له صاحب "يا جارة الوادي": "تحدثت اليوم مع أم كلثوم عبر الهاتف، وسألتني عنك وعن إطالة غيابك عن مصر. تهديك تحياتها وتريد منك أغنية للموسم الجديد". يخبرنا جرداق: "صار كل ليلة يسألني أين أضحت القصيدة؟ وفي إحدى الليالي، وكان معنا يوسف وهبي وإحسان عبدالقدوس ونجاة الصغيرة وفريد الأطرش، وشوشني عبدالوهاب بأن نخرج إلى الشرفة المطلّة على الوادي. وهناك رحت أدندن بعض أبيات الشعر، فطلب إلي أن أعيدها على مسمعه، وصاح هذه القصيدة التي نبحث عنها". وكان أن غنّت كوكب الشرق "هذه ليلتي" على المسرح القومي في السودان، بتاريخ 30 ديسمبر عام 1968، بعد عام على كتابتها، إذ أخّرت إطلاقها بسبب النكسة. قال عبدالوهاب عن صاحب القصيدة: "إن في شعر جورج جرداق من الموسيقى ما لا يستطيع اللحن أن يجاريه أو يدانيه". صاحب مزاج طريف ولأنه صاحب مزاج طريف شديد الميل إلى الأهاجي والفكاهة، تهاجى مع "الأخوين رحباني" اللذين يتميزان بمثل مزاجه، مدة ستة أشهر كاملة، على صفحات "الشبكة" في أطرف معركة هجاء تابع الجمهور فصولها فصلاً فصلاً. "اتفقنا عليها بالمصادفة، صدّقها الجميع إلا عبدالوهاب. عندما قرّرنا إيقافها، صرخ بنا سعيد فريحة: بتخربولي بيتي، إنني أطبع 250 ألف عدد إضافي". ويُتوقع أن تصدر هذه المهاجاة الطريفة في كتاب خاص يعمل على تنقيحه. صديق المرأة وحبيبها، ظلّت الصحافة الأقرب إلى قلبه، بعيداً عن "زواريبها اللبنانية التي هي مرآة المنافع الشخصية". مثلما أحبّ الصحافة، أحب الاشتراكية، ويقول: "تأثرت بأستاذي رئيف خوري، وببيئتي وبالناس من حولي، ورحت أقارن بينها وبين السياسة، فإذا بها قائمة عندنا على مبدأ "الفاجر يأكل مال التاجر". وتقام مراسم الجنازة الأولى من بعد ظهر يوم الجمعة المقبل في كاتدرائية مار نقولا للروم الأرثوذكس في الأشرفية، على أن ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه في جديدة مرجعيون حيث يوارى الثرى في مدافن العائلة.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة الشاعر اللبنانى ..جورج جرداق. (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Quote: ديوان شعر كوكب الشرق يُغلق بوفاة مؤلف 'هذه ليلتي'
11-07-2014 05:09 PM الموت يطوي صفحة آخر شعراء أم كلثوم بوفاة اللبناني جورج جرداق، وأحمد رامي صاحب النصيب الأكبر من أغانيها.
ميدل ايست أونلاين
'هذه ليلتي' نقطة في بحر إبداع جرداق
القاهرة - برحيل الشاعر اللبناني جورج جرداق مؤلف قصيدة "هذه ليلتي" تنطوي صفحة مؤلفي أغاني أم كلثوم الذين توزعوا بامتداد خريطة العالم العربي.
والشاعر المصري أحمد رامي (1892-1981) صاحب النصيب الأكبر من أغاني أم كلثوم التي تنازل بسببها عن كتابة القصيدة الفصحى وكتب بالعامية المصرية وكان لقاؤهما الأول عام 1924 في أغنية "الصب تفضحه عيونه" ولحنها الشيخ أبوالعلا محمد وربما تكون هذه الأغنية آخر ألحانه. في ذلك العام غنت أم كلثوم لرامي أيضا "خايف يكون حبك لي شفقة علي" لحن أحمد صبري النجريدي.
وجرداق الذي توفي في بيروت الأربعاء عن 83 عاما لا يكاد يعرفه الجمهور خارج بلاده إلا بقصيدة "هذه ليلتي" التي لحنها محمد عبدالوهاب وغنتها أم كلثوم عام 1968.
وتقام مراسم جنازة جرداق الجمعة في كاتدرائية مار نقولا للروم الأرثوذكس في الأشرفية وسينقل جثمانه إلى مسقط رأسه في جديدة مرجعيون..
وحكى جرداق كيف لحن محمد عبدالوهاب عام 1967 "هذه ليلتي" حيث كان عبد الوهاب مقيما في بيروت وأخبر جرداق برغبة "كوكب الشرق" في أن تغني له قصيدة فكانت "هذه ليلتي" التي غنتها أم كلثوم للمرة الأولى في السودان.
وربما كانت "هذه ليلتي" من أهم أسباب تعرف الجماهير العربية على اسم الشاعر اللبناني جورج سجعان جرداق، ولكن للشاعر المولود عام 1933 في مرجعيون بلبنان أعمال وإبداعات شعرية أخرى كثيرة، ولم تكن "هذه ليلتي" سوى نقطة في بحر إبداع الشاعر الذي درس العربية والفرنسية في جديدة مرجعيون، ثم انتقل إلى بيروت حيث تابع دراسته في الكلية البطريركية. وبدأ يكتب المسرحية وهو في الثالثة عشرة، والقصة وهو في السابعة عشرة.
ومثل جرداق كان الشاعر السوداني الهادي آدم أيضا صاحب القصيدة الوحيدة المشهورة على نطاق شعبي وهي "أغدا ألقاك" بسبب ذيوعها منذ عام 1971 حين لحنها عبدالوهاب وغنتها أم كلثوم التي عادت من السودان وهي تود أن تغني لأحد شعرائها.
وكان آدم الذي توفي عام 2006 لا يحب الإشارة إلى "أغدا ألقاك" ويراها تلخيصا مخلا لمسيرته وشعره ويعتبرها "لعنة" كأنه شاعر القصيدة الواحدة ويعتبر قصيدته "أكذا تفارقنا" في رثاء جمال عبدالناصر أفضل منها ويقول فيها.
"أكذا تفارقنا بغير وداع-يا قبلة الأبصار والأسماع
ماد الوجود وزلزلت أركانه-لما نعاك إلى العروبة ناع
ماذا عسى شعري وخطبك آخذ-بالقلب ماذا يخط يراعي
يا صاحب الوجه النبيل وحامل الخطب الجليل وقمة الإبداع".
وكان الشاعر المصري أحمد شفيق كامل من آخر الشعراء الذين عاشوا طويلا بعد رحيل أم كلثوم ونال شهرته بسبب قصيدة "انت عمري" التي أطلق عليها "لقاء السحاب" إذ كانت أول أغنية لأم كلثوم يلحنها عبد الوهاب بإيعاز من جمال عبدالناصر.
وكتب كامل لأم كلثوم "أمل حياتي" 1965 و"ليلة حب" 1973 وكلتاهما من ألحان عبد الوهاب و"الحب كله" ألحان بليغ حمدي.
ولكن كامل الذي توفي عام 2008 عاش في صمت واعتزل كتابة الأغنيات العاطفية وبإلحاح بعض أصدقائه أصدر قبيل وفاه ديوانه الذي حمل أشهر أغنياته "انت عمري".
وبوفاة جرداق يغلق ديوان شعري اعتمدت عليه أم كلثوم في تنويع مصادر أغنياتها لتشمل شعراء عرب قدامي مثل أبي فراس الحمداني وشعراء معاصرين من العالم العربي وخارجه حين قدمت عام 1967 "حديث الروح" للشاعر محمد إقبال (1877-1938) بلحن رياض الشنباطي.
"و"حديث الروح" التي اشتهرت بعد أن غنتها أم كلثوم هي مختارات من أبيات قصيدتين لإقبال بعنوان "الشكوى" و"جواب الشكوى".
وغنت أم كلثوم لشعراء غير مصريين منهم محمود بيرم "التونسي" والسوري نزار قباني والكويتي أحمد مشاري العدواني والسعودي عبد لله الفيصل إضافة إلى الفارسي عمر الخيام. |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة الشاعر اللبنانى ..جورج جرداق. (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Quote: يخبرنا جرداق: "صار كل ليلة يسألني أين أضحت القصيدة؟ وفي إحدى الليالي، وكان معنا يوسف وهبي وإحسان عبدالقدوس ونجاة الصغيرة وفريد الأطرش، وشوشني عبدالوهاب بأن نخرج إلى الشرفة المطلّة على الوادي. وهناك رحت أدندن بعض أبيات الشعر، فطلب إلي أن أعيدها على مسمعه، وصاح هذه القصيدة التي نبحث عنها". وكان أن غنّت كوكب الشرق "هذه ليلتي" على المسرح القومي في السودان، بتاريخ 30 ديسمبر عام 1968، بعد عام على كتابتها، إذ أخّرت إطلاقها بسبب النكسة. قال عبدالوهاب عن صاحب القصيدة: "إن في شعر جورج جرداق من الموسيقى ما لا يستطيع اللحن أن يجاريه أو يدانيه". |

| |
 
|
|
|
|
|
|
|