|
بروفسير حسن مكي : ليس هنالك مدرسة شيعية ، و ماذا أفعل هل أقسم على المصحف؟
|
بروفسور حسن مكي في حوار مع (السوداني): *إغلاق المراكز الإيرانية (سد للذرائع)، ولا خطر على السودان من المذهب الشيعي *كذبة الانقلاب ليس (تقية) إنما الحرب خدعة *ليست هنالك مدرسة شيعية في الحركة الإسلامية، لكن الحركة أخذت من الثورة الإيرانية. *طريقة إخراج القرار (ما ليها لزوم) *ماذا أفعل في مثل هذه الحالة، هل أقسم على المصحف؟
* الإسلام في السودان لم تهزه الشيوعية ولا الكنائس *كرمني مجلس جامعة أفريقيا العالمية والحديث عن إبعادي ليس صحيحاً. *الحركة الإسلامية لم تسمح بالتمدد الشيعي بل أقامت علاقات مع إيران حوار: عبد الحميد عوض بدا البروفسير حسن مكي مؤيدًا لقرار الحكومة السودانية بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالإشارة إلى أن القرار جاء (سدًا للذرائع)، لكنه توقف عند طريقة إخراج القرار. وفيما تحفظ مكي في حواره مع (السوداني) عن الغوص في تحليل القرار لا سيما تجلياته السياسية والمذهبية، إلا أنه قطع بعدم وجود خطر حقيقي على السودان من التمدد الشيعي، استناداً على (السنية القوية والراسخة في المجتمع (السوداني)، ونفى جملة وتفصيلاً وجود مدرسة شيعية داخل الحركة الإسلامية كما يروج لذلك البعض ويضعون اسمه تحديدًا على رأس أعضائها، بيد أنه يقر بأن الحركة الإسلامية السودانية أخذت من الثورة الإيرانية:
*بداية، كيف تقرأ قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية؟ = من ناحية جوهرية هو قرار دولة لديها معلوماتها الكافية لاتخاذ القرار، هذا ما أقوله وليس عندي أكثر من ذلك. *ألا تعتقد أن هناك ثمة حسابات إقليمية فيه؟ أرجو أن تكون الحسابات التي قام عليها القرار صحيحة، وأن تؤدي إلى نتائج واضحة، ولو كان هذا القرار سيؤدي إلى فتح آفاق جديدة للعلاقات الخارجية خصوصاً مع الدول الخليجية سيكون حقق المطلوب، أكرر أن القرار قائم على تقديرات الدولة لكن من حيث الإخراج كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك. *كيف؟ = يطالبونهم بإغلاق المراكز (وخلاص)، حكاية الطرد هذه (ماليها لزوم). * من حيثيات القرار التي ذكرتها الحكومة وأمن عليها آخرون هي الخطر الشيعي على البلاد، هل تلمس هذا الخطر؟ =لا *كيف وهنالك دراسة مصرية تقول بوجود 12 ألف شيعي في السودان؟ =12 ألفاً من 34 مليون مسلم سني..!!، حتى الـ(12) ألفاً يمكن إعادتهم مرة أخرى بالتشاور والتناصح، طالما كانوا معروفين ومعدودين، في مصر هنالك مليون شيعي، هذا لم يؤثر على مصر السنية. *(12) ألف شيعي في بلد غالبيته سنية ألن يكون لهم أثر؟ = لن يكون لهم، كم عدد الذين ارتدوا عن الإسلام بعد فصل الجنوب، هل كان لذلك تأثير على الإسلام؟! * قبل الوصول لهذا الرقم، كنت تقول: لا خوف على السودان من الشيعة، والآن تقول نفس الكلام بالتالي يمكن أن نصل إلى أرقام أخرى؟ =السودان الآن هو حامل لواء المذهب السني على مستوى العالم، والأساتذة السودانيون هم من نشروا اللغة العربية والثقافة الإسلامية حتى في الخليج، فكيف تكون الثقة مهزوزة لهذه الدرجة عند الناس. الإسلام في السودان لم تهزه الشيوعية ولا الكنائس التي ظلت تعمل لأكثر من قرن، لذلك الإسلام راسخ إلا من زاغت أعينهم. *أنتم في الحركة الإسلامية رفعتم شعار وبرامج حوار الأديان والتقريب بين المذاهب، لكن الإنقاذ تنتهي الآن بالانحياز لمذهب والتضييق على آخر؟ =لا أعتقد أنها انحازت لمذهب. الإنقاذ قامت في وسط سني والمذهب المالكي هو مذهب أهل السودان، في المذهب المالكي عرف باب اسمه سد الذرائع، إذا كان أي أمر يخلق إشكالية تغلقه، لكن أؤكد أن أهل السودان ما تزال عقيدتهم الإسلامية قوية وراسخة، والمذهب المالكي راسخ وقوي والتصوف موجود وسط السودانيين. *هل يمكن أن نقول بفشل مشروع التقريب الذي رفعتموه بوصفكم مفكرين للحركة الإسلامية؟ =أنت لا تتحدث عن تقريب، أنت تتكلم عن تغلغل شيعي في هذه الحالة. *هو مذهب؟ =لكن التقريب مختلف، قام به الأزهر من قبل، الشيخ محمود شلتوت اعتبر أن المذهب الجعفري أحد المذاهب التي يجوز التعبد بها. *أنا أفهم أن السماح بالمذهب جزء من التقريب؟ =يعني أنت بفهمك هذا يعني أن التقارب من الشيوعية يجعل منها أحد المذاهب التي يجوز التعبد بها، هذا رأيك أنت حر. * حظر المذاهب ألا يتنافى مع مبادئ أساسية؟ =أنا لا أرى أن هناك حظراً للمذاهب، هنالك سد للذرائع، التقارب مع إيران وحضورها في البحر الأحمر أسيء فهمه وسبب للسودان مشكلات، والسودان يريد أن يستدرك ذلك. *الحركة الإسلامية البعض يعتقد أنها أخذت من المذهب الشيعي ومن الثورة الإيرانية؟ = أخذت من الثورة الإيرانية ممكن، ليس من الثورة الإيرانية وحدها بل أخذت حتى من الشيوعيين مثل التغلغل السري وسط النقابات. الثورة الإيرانية في إيران ألهمت الناس معاني الثورة على النظم القديمة وعلى الاستبداد في أيامها، لكن الحركة الإسلامية أقدم من الثورة الإيرانية نفسها، لأنها قامت في منتصف الأربعينيات، أما الثورة الإيرانية في 1978، فالحركة الإسلامية سابقة على ما تسميه أنت المد الشيعي بثلاثين سنة. *لكن الحركة الإسلامية هي التي سمحت بالمد الشيعي لربع قرن، بعد أن جاءت للحكم؟ =الحركة لم تسمح بالمد الشيعي، الحركة الإسلامية اتخذت علاقات مع إيران وهي علاقات قديمة وموصولة حتى أيام شاه إيران كان هنالك علاقات مع السافاك جهاز الأمن الإيراني، العلاقات مع دول شيء مختلف. *لكن المراكز الثقافية التي أغلقت الآن والتمدد الحالي جاء بعد الإنقاذ؟ =لكن قبل ذلك السفير الإيراني طرد من السودان أصعب (ياتو) طرد سفير أم إغلاق المراكز، يجب أن تقرأها في هذا الإطار، لا نريد تتطور أزمة نريد أن نحتوي. *أعود للعلاقة بين الشيعية والحركة الإسلامية. هنالك من يقول بوجود مدرسة شيعية داخل الحركة الإسلامية؟ = هذا ليس صحيحاً. *اسمك دائماً ما يرد ضمن أعضاء تلك المدرسة، والشيخ مساعد السديرة (سماك عديل) في حديث صحفي منشور باعتبارك أحد المتشيعين؟ = أنا لا أعرف هذا الشخص، ولا يعرفني، أنا قلت لك هذا ليس صحيحاً، ماذا أفعل أحلف ليك على المصحف؟. *لكن أخذت تداعيات اجتماع أمناء مجلس أمناء جامعة أفريقيا العام الماضي، حيث لم يجدد لك كمدير للجامعة، لأنك تعاملت مع إيران هكذا ورد هذا الحديث؟ *ليس صحيحاً بدليل أن مجلس الأمناء كرمني أنا انتهت دورتي (وخلاص). *كان يفترض التجديد لك بحسب العرف؟ =ليس صحيحاً. القرار الجديد في الجامعات أنه لا تجديد بعد الدورة الأولى. *لكن في مذكرة مسربة قيل إنك تعاملت مع إيران من خلال صفقة عربات وأرسلت محاضراً إلى إيران للتحضير، أنا أنقل ما قيل؟ = أنا أعتقد أن مجلس الأمناء كان عادلاً في قراره (فلو استوب). *(فلو استوب) نعم، هل تزعجك الاتهامات هذه؟ أبدًا، أي إنسان مهم، أي إنسان علم وعنده آراء، إذا لم يستفز الآخرين معناها هو ما موجود. *لماذا اخترت رسالتك في الماجستير عن الثورة الإيرانية؟ =لأنه كان أهم حدث في ذلك الزمن. *تاني برجع للحركة الإسلامية، هل أخذت منهج التقية من المذهب الشيعي، كذبة انقلابها في 1989م نموذجاً؟ =ولماذا تأخذها من المذهب الشيعي، أليست الحرب خدعة منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم. *وهل المسألة كانت حرب؟ =بالنسبة لهم كانت حرباً.
انتقل بالحوار مع البروفسير حسن مكي إلى قضايا الراهن السياسي وآخرها ما حدث في أديس أبابا من توقيع وفد من آلية الحوار الوطني على ورقة مبادئ مع الجبهة الثورية: *كيف تنظر إلى ذلك الاتفاق؟ = ليس هنالك جديد، نفس محتويات خارطة الطريق. *هل هنالك أمل للسودانيين بعد ذلك في تحقيق وفاق وسلام شامل؟ =مؤكد، في أمل. *كيف؟ =بمعنى أن في السودان نخباً سياسية وعسكرية وأمنية وكلها نخب ممتازة وتسعى لتفهم التطورات، مسألة الإصلاح هذه بدأت داخل المؤتمر الوطني وليس خارجه، هنالك شباب شعروا أنه لا بد من تغيير الوجوه، وأن هنلك خيبة أمل كبيرة وأن الحاجة ماسة لقيادة جديدة. *البعض لا يزال يعتقد أن الحوار الحالي مجرد حوار داخلي بين الإسلاميين بغرض إعادة وحدتهم، ولا يخاطب الآخرين؟ =الآن هذا صحيح، وأرجو أن لا يستمر كذلك، المشهد يجب أن يتطور حتى تصبح كل الجماعة الوطنية جزءاً من هذا الحوار، وإذا ظل هذا الحوار مغلقاً على مكونات الإنقاذ ومدارس الحركة الإسلامية المختلفة من المؤكد لن يحل الإشكال السوداني، بل مشكلة الحركة فقط، ويجب قبل أن يموت مزيد من الناس أن نصل إلى حل أي تأخير معناه استمرار سفك الدماء واستمرار للتدهور الاقتصادي، ويكفي أن مرتب الطبيب المبتدئ لا يوفر (جركانة زيت). *واحدة من مؤشرات الحوار الأولية هي عودة الترابي عراباً للحركة الإسلامية، هل يستطيع؟ =هنالك قول فلسفي إنجليزي (you cannot step into the same water twice)، معناه أنت لا تستطيع وطء ذات الماء مرتين، فالترابي وطأ ماء الإنقاذ مرات وهو أبو (الشخصنة) بمعنى أنه هو الذي كان يدعو إلى تركيز السلطات في يد رئيس الدولة وهذا غير موجود في أي نظام في العالم. *لكن الثابت بالحركة الإسلامية فراغ قيادة فكرية وروحية من ترشح لسد خلافة الترابي؟ =أنا لا أرشح أشخاصاً أنا ضد الشخصنة، أنا أرشح مؤسسات، مسألة الشخصنة في السودان هذه تفككت، زمان في الختمية إلا السيد علي، في الأنصار إلا السيد عبد الرحمن الإمام المهدي. *حتى الإسلاميين في فترة من الفترات إلا الترابي؟ = بعض الإسلاميين، ليس كلهم، بدليل أن الترابي ليس مؤسساً، أنت لو استعرضت قيادة الحركة ستجد علي طالب الله ومحمد خير عبد القادر، الرشيد الطاهر، ثم القيادة الجماعية (الصادق عبد الله ومحمد يوسف) ثم محمد صالح عمر ثم الترابي، الترابي قفز بالجماعة من جماعة صغيرة إلى حزب سياسي كبير ولديه إنجازات كبيرة لا تقارن بالمؤسسين ولا من سبقوه. أنتقل إلى محور الصراع الإقليمي وسياسة المحاور العربية، قطر على رأس محور ومصر والإمارات محور آخر، إلى أي مدى يؤثر ذلك على السودان؟ لا يؤثر على السودان. في عام 1957، حدثت مشكلة حلايب بين السودان ومصر، الذي ذهب وقدم شكوى السودان هو محمد أحمد المحجوب، وهو ذاته كان من أكبر أصدقاء جمال عبد الناصر، وهو الذي توسط لإطلاق سراح مصطفى أمين، وهو الذي أسهم في قيام مؤتمر اللاءات الثلاث الذي أنقذ عبد الناصر، فلذلك الصراعات الإقليمية تحدث كأمر طبيعي، وقطر بالذات في السنين الأخيرة قامت بدور مهم جدا، قناة الجزيرة أسهمت في كسر حاجز الخوف في العقل العربي وقربت البعض من بعض ودعمت الجماعات الإسلامية والإعلام العربي الجزيرة دفعته الجزيرة وبثت فيه نفساً وفكراً جديدين. *سؤالي: أين يضع السودان نفسه في هذه المحورة؟ =ولماذا يكون السودان طرفاً في المحاور؟. أنا قلت إن السودان من ناحية تاريخية له دور كبير في توحيد العرب في المصالحات العربية العربية، مثلاً بين الملك فيصل وعبد الناصر. السودان هو الذي أخرج ياسر عرفات من الأردن. السودان في أيام عبد الكريم قاسم أول أورطة عربية ذهبت إلى هنالك حتى إن قائد القوة السودانية رفض تكريم الكويت لهم. *ألا تعتقد أنك تتحدث عن سودان ما قبل الإنقاذ، حيث عدم الانحيازية واضحة في السياسة الخارجية؟ = نعم، حدثت أخطاء وتجاوزات في السياسة في الفترة الحالية، لكن يجب أن يبقى دور السودان كما هو.
*هنالك من يقفز متجاوزاً الأحلاف العربية ويدعو إلى حلف مع إيران؟ إيران يمكن أن تساند حزب الله لأن لبنان جزء من جغرافيتها الاستراتيجية، يمكن أن تساند العراق وسوريا لذات السبب، لكن السودان ليس وارداً في حسابات الجغرافية السياسية الإيرانية. *ملف آخر، الملف الليبي المعقد، كيف ترى المخرج؟ =ليس هنالك مخرج إلا الحوار، يعني الجماعات الاسلامية في ليبيا لا يمكن لها إقامة دولة منغلقة، هنالك ثلاث جبهات في ليبيا حالياً: الكفرة فيها البعد الأفريقي، الزنتان ومصراتة تمثل بعداً قبلياً، البعد الثالث هو بعد الدولة العميقة التي يمثلها القذافي، نعم القاذفي اغتيل، لكن الجيش الليبي هو جيشه، لا يمكن تجاوز هذه الكيانات من قبل الجماعات الإسلامية في ليبيا لإقامة دولة إسلامية، لذا لا بد من الحوار ولا بد من معادلة ما بين ليبيا القديمة التي يمثلها أنصار القذافي، وبين ليبيا الحديثة التي تمثلها الثورة، إضافة للمكوّنات القبلية التي يقوم عليها المجتمع الليبي. *كيف يؤثر السودان ويتأثر بما يحدث في ليبيا؟ السودان أثّر من قبل، لأن المعارضة الليبية كانت موجودة في السودان. بلحاج هذا الذي دخل طرابس كان في السودان وهو متزوج سودانية، السودان اهتم في الماضي بالموضوع لأن القذافي كان متدخلا في المسألة السودانية، فقد كان وراء أكبر الأحداث التي مرت على السودان: الأول هو ضرب الحزب الشيوعي السوداني وإجهاض انقلاب انقلابه، القذافي كذلك وراء ضرب الجزيرة أبا، القذافي كذلك كان وراء تسليح وقيام الجبهة الوطنية التي قامت بأحداث 76، وهو من سلح جون قرنق وضرب الإذاعة السودانية أيام نميري، لذلك كان للحكومة ردود فعل تجاه ليبيا. *كيف يتأثر بما يجري الآن؟ الحكومة تريد علاقة جيدة مع أي نظام في ليبيا.
لك
|
|

|
|
|
|