حول بدايات الصراع السنى- الشيعى فى السودان!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 03:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-11-2014, 10:40 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6615

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول بدايات الصراع السنى- الشيعى فى السودان!!

    Quote: كتب الكاتب العراقى د.علي الوردي، فى كتابه (مهزلة العقل البشري): ( لقد اندهشت حين وجدت نزاعاً عنيفاً ينشب بين المسلمين هناك حول علي وعمر.. وكانت الأعصاب متوترة والضغائن منبوشة. وكنت أتحدث مع أحد الأمريكيين حول هذا النزاع الرقيع. فسألني الأمريكي عن علي وعمر: هل هما يتنافسان الآن على رئاسة الحكومة عندكم كما تنافس «ترومين وديوي» عندنا؟ فقلت له: إن علياً وعمرَ كانا يعيشان في الحجاز قبل ألف وثلاث مئة سنة، وهذا النزاع الحالي يدور حول أيهما أحق بالخلافة! فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كاد أن يستلقي على قفاه. (وضحكت معه ضحكاً فيه معنى البكاء. وشر البلية ما يضحك!)..
                  

09-11-2014, 10:51 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6615

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول بدايات الصراع السنى- الشيعى فى السودان!! (Re: د.محمد بابكر)

    Quote: مسلمون يحرقون انفسهم ليتدفأ الغرب .. الخلاف السني الشيعي

    لم يبق لنا الاستعمار البغيض شيئا لم يحرقه في عالمنا الاسلامي . فبدأ بحرق التاريخ والذاكرة وما تبقى في الوجدان , ولأنه يعلم تمام العلم بأننا شعب نعيش في الماضي ونتدفأ به ونستعين بكل ترهاته على معالجة كل ازمات الحاضر واستحقاقاته , لدرجة اننا نبحث في النصوص القديمة على أثر يعلمنا كيف نصلح الموبايل . ويطرب الغرب كثيرا على هذا الهوس المجنون بالماضي , ويحاول أن يوظف بعضا منه في الحرق , عبر استدعاء رموز تاريخية من قبورها , وتحميلها اوزار هذا الجيل الفاسد ومزاجاته السيئة وسطحيته , ليستعين بهذه الرموز وهي تتصارع , ويتصارع معها هذا الجيل , ليحرق في صراعه الغبي , كل اقتصاده وقوته ومذخراته الثقافية والاجتماعية .

    ومن هذه العفونة التاريخية التي استحضرها الاستعمار بقوة في العصر الحديث وفعلها بشدة في السنوات الاخيرة , ######ر لها كل اجهزته الاعلامية واموال عبيده النفطية . هي الخلاف المذهبي بين السنة والشيعة . كقوة اسلامية عجز العالم عن تطويعها .

    تحاول امريكا اليوم تفخيخ عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب معا , وعسكرة العقلية التقديسية لتضرب بعضهم ببعض , وتكفي نفسها مؤونة ابادتهما معا , ويتولى المترفون من المتأسلمين نفخ اوار هذه المحرقة . وأن العقل والمنطق والدين بقول للسنة والشيعة على حد سواء . اذا كان القرضاوي وجلاوزة ال سعود , وحمدان قطر , وشياطين البيت الابيض وكل النافخين في هذا الكير , يريدون أن يبعدوا ايران ككيان مقلق لاسرائيل ويريدون ان يهتكوا عرض العراق مرة أخرى كما هتكوه اول مرة , عبر تفعيل هذه النغمة (سنة وشيعة ) ويحرقوا السنة والشيعة عبر حرب بالانابة ليظل هؤلاء . فإن المنطق والعقل والدين والواجب , يقضي بأن يحرق المسلمون هؤلاء قبل أن يحترقوا وتحترق مصائرهم . وأن احراق هؤلاء ومن يتبعهم من طفيليات تقتات على افرازاتهم . واجب ديني مقدس . انطلاقا من مبدأ احترامنا وتقديسنا للرموز والدفاع عنهم وعن تاريخهم , من أن يستخدمه هؤلاء الدجالون لاهلاك الحرث والنسل .

    والا فما علاقة اوباما وكلينتون بما جرى يوم السقيفة يوم اختلف المسلمون حول الخلافة , وما علاقة برنارد ليفي بما جرى بين معاوية والحسن بن علي . وما علاقة ال سعود ورجلهم المعوق الهزّاز ( سعود الفيصل ليُنظّر في مصير الشيعة , ويتهم الشيعة في دولة الحجاز بانهم غرباء . واي دين واي مذهب اتبعه انا او غيري إن كان يفتي فيه برنارد ليفي او ساركوزي او حمدان قطر . وأي كرامة ابقيتها لعلي بن ابي طالب ولال بيته , إن أنا وضعتهم (علكة ) في فم هؤلاء الانجاس , واي مقام بقي لعمر بن الخطاب , إن تركت هؤلاء يستحضرونه من قبره ليقتلوا به ابناءه واخوانه وابناء عمومته .

    فاذا كان للسنة والشيعة احتراما لهذين الرمزين وغيرهم من الرموز , فان الاستجابه لمخططات الغرب في استدعائهما وحرقهما لغاية سياسية هو اهانة لهما , وعلى اليقين لا يرضى احدنا ان يهين هذين الرمزين . واذا لم يكونا بهذا القدر من التقديس , فان الاخلاق تقضي بان يتركا لراحتهم الابدية , وان ما كان من خلاف بينهما , أنما هو خلاف سياسي , كانت له حيثياته وبيئته , والتي لانستطيع ان نفهمها ولا ان نستحضرها بادوات العقل العابث المهوش الحديث . وأن احدهما لوكان حيا الان لنزل على حكم الاخر واتبعه , وربما اراق دمه مسيحا من أجل الا تسفك قطرة دم واحدة من طفلة سنية او شيعية , والتاريخ يؤكد هذا , على الاقل فيما حصل مع الامام علي مع الخوارج الذين حاربهم وقضى عليهم وهم من جيشه ومن تابعيه , لكنهم تعسفوا في استعمال الحق , وغلبوا منطق القوة والقتل والعنف على منطقه السامي الرحيم . وقاتلهم لانهم ارادوا ان يستخدموا الاسلام والدين كمحرقة يحرقون بها المسلمين الاخرين , كما يفعل الان القرضاوي ودجالوا الحجاز والقردة الذين يكثر ظهورهم في منابر الفتنة . وتماما كما يفعل الرعاع الان من الذين يكثر هذيانهم في وسائل الاعلام ويزينون افرازاتهم التي تخرج من افواهم بدل ادبارهم , بكلمة الرافضة والناصبة . كلمة مفرقة عفنة من اقبية التاريخ قالها مهووس دجال في موضع غير هذا الموضع , وتلقفتها الادمغة الصدئة لتصيغها على هذا النحو المقرف . مع أن كلمة الرافضة اطلقت على الذين رفضوا امامة زيد بن علي من الجعفرية انفسهم , دون أن يكون لها في وقتها اي مدلول سيء , انما عنوا بها , القوم الذين رفضوا هذا الاقتراح . ولاادري كيف قلبها التاريخ هذا المنقلب المسخ ليوصم بها فئة من المسلمين , كانت كل خطيئتهم أنهم أحبوا ال البيت الكرام فقط . وقد تنبه الامام الشافعي الى بعض التحريف في دلالة هذا المصطلح في عهده فقال .

    أذا كان رفضا حب ال محمد فليشهد التاريخ أني رافضي

    وكذا مصطلح النواصب , فانه كان يطلق على فئة من الخوارج ممن ناصبوا عليا العداء , وقد تبددت هذه الفئة واندثرت بفعل الزمن ولم يبق من الخوارج الا فرقة الاباضية . مع ان فرقهم في بداية النشأة كانت كثيرة . وايا كانت الدلالات لهذين المصطلحين فان استخدامهما الان هذا الاستخدام السياسي المغرض ,يشير بوضوح الى العداء , ويبرمج الصراع بين الطوائف الاسلامية التي هي بأمس الحاجه الى تفكيك الفخاخ التاريخية الكثيرة المنصوبة .

    نحن ندرك الان أن مهمة الغرب هو ازالة النظام الايراني بعد الباسه لباس طائفي واستدراج عاطفة السذج من المسلمين لتسهيل ازالة هذا النظام , بانه نظام مختلف عقائديا وانه يهدد العقيدة . ولكن لنضع النقاط على الحروف , ونبدأ يتفكيك متحجرات العقل الجمعي الذي يأتينا هذه الايام معلب ومسلفن من دوائر المخابرات مباشرة , اذا كانت ايران مشكلة العالم الغربي و مشكلة اسرائيل على وجه الخصوص . فلماذا نتطوع بحل مشكلات اسرائيل بدمائنا ودماء اطفالنا واقتصادنا واستقرارنا . وان كانت لنا مشكلة مع ايران فلننازلها سياسيا , لا أن نستحضر الرموز والمقدسات لنقتل بها المسلمين ونسفك دمهم تحت شعار لا اله الا الله , الذي يدافعون هم عنه بصدق واصرار . ولا أن نقتل شعب البحرين المسلم بدعوى أن حركته طائفية , ولا أن نريح اسرائيل من شوكة حزب الله عبر الباسه لباس مذهبي مغاير لنحقق به هدفا سياسيا , فهذا هو الانتحار بذاته .

    ولا ننكر ان هناك تطرف من كلا الجانبين يغذيه الجهل والتخلف والتقليد الاعمى والتعبئة السياسية الخبيثة , وأن كثيرين استجابوا بشكل هستيري لهذه الموجة وذهبوا بعيدا في المغالاة عن قصد او غير قصد . ورسموا حدودا واضحة بين المذهبين . واذا كنا نعيب على الشيعة والتشيع بعض الامور والمخالفات التي نجدها في ادبيات ونصوص دينية شيعية تكلست عبر التاريخ وغذاها الصراع السياسي الصفوي العثماني . وهؤلاء ايضا كانوا يقتاتون على هذا النزاع لادامة حكمهم المقبور , فان في المنهج الوهابي ( الذي يعتمده البعض كقاعدة في القياس ) ما هو أكثر تطرفا وشذوذا . وأكثر تحجرا وبعدا عن الحياة الآدمية التي فصلها الله ورسم حدودها وتوجهاتها بدقة وحكمة . ولم يعرف التاريخ الاسلامي تيارا دينيا متخلفا ومعوقا للبشرية وللدين معا كالتيار الوهابي . والذي لم يتأسس الى الان رغم كل المليارات التي دفعت لترويجه في العالم وكل الجهود وكل الكادر . لم يتأسس كمذهب فقهي له اصوله ومدارسه وطرق استنباطه وفلسفته , بينما يشكل المذهب الجعفري ( أتفقنا معه أو اختلفنا ليس هذا هو الموضوع ) يشكل مدرسة فقهية متميزة ومتكاملة لها اصولها وقواعدها وفقهاؤها . وفيها ثراء فقهي وقانوني في ادبياتها الاولى من تدوينات الامام جعفر الصادق وتلامذته وذريته . أثرت بشكل كبير في بقية المذاهب الاسلامية الاخرى , ولمن خبرها ودرسها عن كثب , فانه سيجد فيها رخصة كبيرة على العكس تماما من التيار الوهابي الجامد على النص . لذلك فان علماء العراق من السنة , والذين كانوا قريبين من مدارسها واخذوا شيئا منها او قارنوه , تجدهم ميالين كثيرا الى التوفيق بين مذاهبهم والمذهب الجعفري , ومن هنا كانت أزمة الشيخ أحمد الكبيسي مع تصريحاته الاخيرة . لان هذا الرجل كان على اطلاع واسع بالفقه المقارن الذي يدرس في العراق , ومن بين المقارنات كانت المقارنات الجعفرية .

    لكن التطرف والسذاجة ( المنتج بكثافة وزخم وبجودة عالية اليوم ) هو الذي ابعد طلاب العلوم الشرعية عن الاقتراب من بعضهم البعض في مدارس واحدة , ودراسة هذا الجيل في مدارس وهابية افترضت مسبقا كفر الشيعة , او دراسة الاخرين في ايران التي تقتصر دراستها على المذهب الشيعي , خلق هذه الفجوة الاجتماعية ومن ثم فان المتلقين من الناس البسطاء وخاصة وفي العصر الحديث وقعوا فريسة هؤلاء المتخرجين من العلماء . وفريسة خطاباتهم وتوجيهاتهم المفرقة , والتي غذاها الاسلام السياسي أكثر . وأن كل الادبيات الفقهية الحديثة من كلا المذهبين كتبت على نحو طائفي وبنفس طائفي , عليه فستظل الفجوة المعرفية قائمة , طالما بقيت هذه الادبيات , وتظل قائمة طالما القرار السياسي الغربي يريد ذلك . وستظل قائمة طالما كانت جهود الاستقطاب حادة بهذا الشكل .

    والا فلا يوجد هناك خلاف عقائدي بين الاثنين , ولا يوجد اصل من اصول الدين يختلف فيه الاثنان , ولا يوجد فريضة اسلامية مقررة ينكرها الاخر . أما ماعدا ذلك فان الاختلاف في الامامة والخلافة ليس عقائديا , ومسالة التفضيل بين الصحابة والاتهامات المتبادلة في الاحقية , لاتخرج الانسان من الملة باي شكل من الاشكال . وفي كلا المذهبين السني والشيعي خزين معرفي وفقهي كبير وذخيرة ومكسب للفكر الاسلامي , يجب الا يختزل في قضايا عاطفية ########ة ويختصر في تفضيل الصحابه والموقف من عائشة .

    عليه فان فصل ما هو سياسي الان عما هو ديني يمليه الدين نفسه ويحقن دماء الجميع . ويحفظ كرامتهم ويحفظ لهم بعض الظهير العلمي والاقتصادي والامني . الذي نريد ببلاهتنا أن ننسفه عبر انسياقنا للاستدراج الغربي الخبيث بارجلنا . وهذا الظهير قد يتمثل في التفوق العلمي الايراني ونموذجهم في التفوق العلمي , وفي نموذج حزب الله اللبناني في القوة والمنعة والثبات على الموقف , وفي قوة الجيش العربي السوري , الذي يريد الاعلام العربي والسياسة الاعرابية احراقه عبر نشر مقولة كاذبة انه جيش طائفي . مع انه جيش مرابط على ثغر من الثغور .

    ومن الوفاء والتقدير والاحترام والتقديس للدين والرموز الاسلامية , الا نستدعيها من القبور ونحرقها مرة أخرى ونقتلها في الطف وكربلاء . إكراما لسماسرة دينيين وسياسيين , استخدمونا عبر التاريخ كمحرقة . ومن يحترم نفسه وكيانه عليه أن يقر مع ذاته سنيا كان ام شيعيا , أن قطرة دم طفلة شيعية من جنوب العراق وطفل سني من شمال غزة أكرم عند الله واطهر وأغلى لدينا , ويجب ان تكون كذلك , من درزينة مثل سعود الفيصل ونصف درزينة من الغلام سعد الحريري . وثلاث اطنان من حمد موزة واربعة حاويات مشكلة من اوباما وكلينتون وساركوزي وجوبي و اربعة ازواج أحذية من القرضاوي والعرعور ,

    ويجب أن نقرر حقيقة اتفق عليها المسلمون , بان حفظ النفس والمعاش مقدم على حفظ الدين بخلاف ما يقرره الماجورون , ولاننا لا نعيش بدون أمن وبدون طعام , ولكننا سوف نعيش بدون دين , وبدون رموز , وسنعيش على كل حال اذا كانت هذه الرموز قد نالت الاكثرية في صناديق الانتخاب او فشلت في ذلك . وأن الائمة الاطهار سيهنئون في القبور ولو كرههم العالم كله , اذا كان ذلك كفيلا بحقن دم طفل واحد . وأن الصحابة سيفرحون ولو سبُهم ربع العالم , اذا كان ذلك يحقق الرفاه الاقتصادي والامن لعموم المسلمين .

    فمن الحكمة أن نرحل تلك الملفات التاريخية مع اصحابها ولا نمنحها ورقة يتاجر بها الاخرون بدمائنا واموالنا وأمننا , واذا اردنا ان نحتكم الى الدين في تخريج هذه المسالة فان النصوص الاسلامية ملأى بتوجيهات من هذا النوع , واوضح مافيها قوله تعالى ( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) وهي الاية التي نزلت بحق زيد بن حارثة حينما اضطره المشركون أن يسب محمدا ليخلص من الاذى والتعذيب , فسبه , وطمأنه الرسول الى جواز ذلك اذا كان ذلك يحقن دمه ويريحه من العذاب . والمسلمون اليوم مكرهون كزيد بن حارثة في ارتياد افعال واقوال تثير حفيظة الاخر بفعل الاعلام والتوجيه والتعبئة وشياطين الانس من رجال الدين الدجالين المدفوعين من جهات مشبوهة وباغراء المال والجاه , حاملي السياط يلهبون جسد الامة بمثل هذه التوجهات . لذلك فلا معنى لتحميل هؤلاء البسطاء من الناس مسؤولية ما يحدث , ومن ثم التحريض على قتلهم وهتك عرضهم وتهديد استقرارهم . واذا كان لابد من التعايش بين الفرقاء المختلفين في الرؤية والمنهج . فليكن التعايش على اساس احترام كل منا لرغبات الاخر وشعائره وطقوسه ومعتقداته .

    لماذا لا يعلمنا الغرب كره المختلفين معنا دينيا , كاليهود والنصارى . والمسجل بعضهم عدوا رسميا لنا , في قضايا وجودية مصيرية . بينما يحرضنا ويحركنا على اشقاء مختلفين عنا مذهبيا , ونقاط الاتفاق بيننا أكثر من الاختلاف , ولماذا تلبس هيلاري كلنتون العمامة السنية لتقودنا الى حرب دينية .

    واذا اردنا ان نحتكم الى العقل والمنطق , ونفكك سر هذا التحشيد والتوجه ضد الاخر , الموسوم شيعيا . والمتمظهر في العقل الشعبي الموجه , في دولة ايران , وما يتبعها احيانا من ايحاءات باطلة في حلفاء مثل الحكومة العراقية وحزب الله في لبنان , والعلويين في سوريا , والمعارضة الشعبية في البحرين وسكان مدينة صعدة وما جاورها اليمنية . ولنأخذ ايران مثلا طليعيا لهذا الجمع المؤمن انسياقا مع افتراضات الجمع الاخر المؤمن .

    في ايران نظام سياسي ديني قائم على مذهبية خاصة , لكن دائرتها الاوسع هي الاسلام , وبدليل اسمها الجمهورية الاسلامية الايرانية , ومن جميل ما يُذكر للنظام في ايران , أنه ظل نظاما وطنيا معاديا للتوجهات الاستعمارية والامبريالية طوال ثلاثين عاما هي مدة حكمه لحد الان . وظل معاديا للشيطان الغربي , مصرا على تحقيق ارادته الوطنية ومنهجه , ولم يؤثر عنه أو يعرف لحد الان أنه تحاور او تهادن أو أنقاد أو نفذ اجندة غربية في بلده او في المنطقة , كما لا يعرف للسيد حسن نصر الله موقفا لا في لبنان ولا في غيرها غير المقاومة وخطابها وموقفها , وقد دخل معارك شرسة وتكبد خسائر جمة وقاوم اغراءات وخيارات تبقيه وجماعته في أمن وسلام ورغد ودعة , لكنه لم يلتفت لها وفضل الثبات على اشياء أخرى . في حين أنه لم يُعرف لابي متعب ولا ابناؤه ولااحفاده ولا ذريته اي موقف وطني , ولم يُعرف لاقرانه من ديناصورات الخليج اي موقف مماثل . وفي حين تتحكم ايران في قرارها وسيادتها ونفطها ومياهها , وتفرض شروطها في التفاوض , وتستطيع المبادرة بالفعل والقرار , والمناورة في الخطط والمشاريع . ولا يملك ذلك الاخرون المترفون , بل أن دول الخليج لا تستطيع فصل اموالها المخزونة في بنوك الغرب من الارتباط بالدولار مما يجعل اموالها تخسر باستمرار كلما ارتفع سعر الدولار او انخفض . دون ان تكون هي معنية بالامر ولا مشاركة في الصفقة , الا يغفر ذلك لايران تشيعها , ويُجرّم دول الخليج سنيتها . ودولة ايران تحت الحصار القاسي منذ ما يقارب ال13 سنة , ولكنك لاتجد فيها عشوائيات في الاودية والشعاب الجبلية , وكلما هطلت الامطار ذهبت الضحايا بالمئات في سيول جدة , ولم تجد المرشد الايراني ولا حسن نصر الله يملك القصور واليخوت في عرض البحر . ولم تجد مثل شيخ الاسلام سلطان بن عبد العزيز الذي مات وترك ثروة تقدر ب250 مليار دولار , ثروة شخصية وزعت على اولاده , فيما يقطن الحجاز اكثر من ثلاثة ملايين فقير مدقع . في حين لا يملك احمدي نجاتي الا راتبه الشهري البالغ 500 دولار فقط . والله لو كان عمر بن الخطاب حيا . لم يكفر هذه الشلة المترفة فقط . ولكن لقطعه 250 مليار قطعة بالسيف . وهو ( اي عمر بن الخطاب ) الذي اوقف العمل بحد من حدود الله وهو حد السرقة عام المجاعة .

    ايران اغرقت امريكا في وحل العراق , وأخرجتها منه دون ان تحقق اهدافها وحملتها تكاليف عالية , ووخزت مؤخرة القوات المحتلة في افغانستان , ومنعت العبث والمجون الخليجي الاعرابي في العراق , وعرقلت المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة , أو على الاقل حرفت اتجاهاته , لكل هذه الاسباب كانت ايران بالنسبة لامريكا والغرب مشكلة , وعلى هذه المشكلة ان تبقى سياسية اولا , وأن تبقى في حدود الاختصاص ثانيا , بمعنى أننا لا نملك الوقت والجهد والرغبة في حل مشكلة جهة ما , هي بالاساس سبب رئيسي لضياعنا وفقرنا وتشتتنا وهلاكنا . وفوق هذا كله يريد الغرب أن ننوب عنه في ازالة هذا الشبح , وليس بالسياسية والحرب المجردة فقط وانما بالدين ايضا و لكي لا يبقى لنا ما نرجع به الى جلودنا واهلنا .

    الا نجد انفسنا من السخافة والحمق بمكان حينما نذهب باجسادنا العارية لنقاتل ايران دفاعا عن ال سعود المترفين وحمدان قطر , ونحن العراة الجياع المستضعفون في الارض , واسيادنا المترفون المتخمون , يرفلون بالدمقس وبالحرير وبين احضان النساء والغلمان في قصور المغرب وجنيف وباريس ولندن , يغدقون من اموالنا المسروقة , ودماؤنا الموهوبة لهم بفتاوى العرعور والطرطور والبربور والقرضاوي . هل هانت علينا انفسنا الى هذا الحد , وأدمنا العبودية , وهل عجزنا أن نكون مثل ذلك الهندوسي البسيط الذي وجد طفله يحتضر من الجوع بينما هو يقوم باداء طقوس العبادة لبقرة ويتوسلها أن تنجي طفله من الموت . فقالت له أمرأته ستنجيه من الموت وتنجينا وتمنحنا الامل , اذا قمت وذبحتها واطعمتنا لحمها وسوف يكفينا شهرا او اثنين , والا فانها لاتسمع الا هذا النداء . قلنمنح انفسنا شيئا من المنطق لنحفظ دماءنا وارواحنا .

    القنبلة المذهبية الملغمة تستخدم الان في ابشع صورها وإيحاءاتها , وباقذر ادوارها , ونحن نقوم بالكفر بالله وملائكته ورسله , حينما نستدرج الى مثل هذا الفخ , وهذه المعركة التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل . معركة تستخدم فيها الرموز الدينية بطريقة مسخة تثير استفزاز الاخر وتجعلة يكفر به وبما يدين به , والاستجابة لهذا الاستفزاز . يقودنا الى الدمار المركب , اولا نقتل انفسنا بعد ان نكفر ونكفر غيرنا , وثانيا نديم النعمة والترف والفساد ونديم العروش لهؤلاء الطغاة الشياطين . وفي صورة بشعة من صور هذا الاستفزاز وهذه المعركة الايحائية , والتي هي على التأكيد , من تأليف وأخراج امريكي غربي , صور من الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا , أتخذت من اسم ( كتيبة الفاروق ) اسما ايحائيا لها , وتخصصت بقتل العلويين من ابناء الشعب السوري . ويصر الاعلام على تصويرها مكتوبة على الحيطان في بؤر حمص . هذه الصورة تنبيء بشيء واحد , وهو أنه لم يتبق هناك من شرف ولا خلق ولا ذرة آدمية في هذا السيناريو الاسود . وهذه الصورة ستكون كارثية أكبر أن لم يفهمها المسلمون بذيولها ومدلولاتها غير الاخلاقية . وستكون طامة كبرى , أن لم يتحصن الفرد المسلم في الوقت الحاضر ويأخذ جرعات اخلاقية وفروسية للتطعيم ضد هذا الوباء الاخلاقي , وضد هذا السيناريو المعد بدقة , في اروقة البيت الابيض ودور المخابرات الغربية , وشرف المرتزقة العرب الذين بيعوا برخص لهذه المهمة القذرة . وهو ما يؤكد حقيقة أن الائمة من ال البيت والصحابة جرى استدعاؤهم في محافل الشر ويجري الان بعث النسخة الامريكية والغربية منهم , ليصلبوا من جديد في محرقة هذا الصراع , وما يوجب علينا أن نعيد الاعتبار لهم ونمنع العبث بالاجساد .

    والى العقلاء من الشيعة , أن يضغطوا ادبيا على من جهل وضعف من البسطاء منهم ويقطعوا الطريق على بعض المراجع ممن تأمرك على عجل في البنتاغون والمخابرات الامريكية , وأعيد ليتصدر المشهد الوعظي في المنابر . أن يوضحوا ويستوضحوا حقيقة . هل جاء الحسين ليحفظ كرامة الامة ودمها , أم ليزجها في محرقة , وهل كان علي بن ابي طالب حريصا على دم المسلمين , وهو الذي قبل التحكيم نزولا لحقن الدماء ومثله الحسن نجله و تنازل لحفظ وحدة الامة ودماءها . فان كانوا كذلك فوديعتهم الرسالية أمانة والحفاظ عليها يقتضي تجاهل بعض الدعوات الجاهلة المأفونة من المعسكر الاخر , بالتشنيع والتعييب والتنكيل . وليكن الصبر على جهل الجاهلين عبادة يمارسها المؤمنون في هذا الوقت العصيب .

    انها حرب قذرة , ودلائل قذارتها أن يتصدر المشهد الديني والخطابي فيها المتطرفون والزعران والافاكون , من رجال الدين . ودلاءل قذارتها الا يسود فيها لا منطق ولا عقل ولا شيء من التفكير حتى .وان كان لابد من استخلاص حقيقة يجب أن ننطلق منها في بناء واقع والتسليم به والتعايش عليه , وهو أن وجود الشيعة ضمن الاطار الاسلامي واقعا اصليا لادخيلا , كما هو وجود السنة , ووجود الطقوس والاجتهادات الفرعية , والتمايزات المذهبية حقيقة ثابتة , ولا يملك احد ما تغييرها أو التجاوز عليها , وان بعض القناعات والمواقف والرؤى المتشكلة تاريخيا لدى الطرفين , هي مصدر اعتزاز وتقدير لدى المؤمنين , ويجب احترامها , وعدم السماح لا ي مرجعية بتنصيب نفسها حاكمة على الاخر تحلل له وتحرم وتطرد من الملة وتدخل . وأن كل دعوات التكفير والتخوين , لا تتمتع باي مصداقية دينية , في ظل غياب النصوص الشرعية الصريحة بالاحقية وتحديد الفئة الصالحة من الطالحة , وفي ظل عدم وجود اجماع على موقف صريح تجاه الطائفة الاخرى , لذلك يبقى التوافق والتعايش السلمي تحت ظلال الثوابت والاركان , وترك التفاصيل لاثراء التعدد .

    وعلى هذا يمكن أن يكون السنة عمق سوقي وجغرافي وبشري للشيعة , ويكون الشيعة عمق تاريخي وفلسفي وقوة علمية مضافة للسنة , لاغنى لاحدهما عن الاخر , كما لا يتكامل احدهما بدون الاخر .



    أخيرا علي أن اقول واستباقا لاي اعتراض قد يأتي من اي قاريء , أني رجل عربي مسلم سني المذهب اكاديمي . طالعت الادبيات الفقهية لكلا المذهبين وعايشت علماء من كلا الاتجاهين , كما أني ترعرت ونشأت في مدينة سنية بالكامل . واطلعت على مدى عقود من عملي الاكاديمي على الكثير من الرسائل والاطاريح الخلافية , والرسائل الاجتماعية التخصصية التي بحثت في موضوع هذا الخلاف .

    واهتديت الى رأي , أن ما يثار من خلاف هو خلاف سياسي تاريخي بالدرجة الاولى , ساعدت الاغراض السياسية المختلفة للحكام على ترك هذا الجرح مفتوحا , وأحيانا قامت بتغذيته , شرعنة للسلطة حينا , واستغلال الرعية في اشغالها عن حياتها الاجتماعية بهذا المف احيانا أخرى .
                  

09-11-2014, 11:01 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6615

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول بدايات الصراع السنى- الشيعى فى السودان!! (Re: د.محمد بابكر)

    Quote: دعوة لإحباط مساعي الفتنة بين السنة والشيعة
    فهمى هويدى

    أرى في الأفق بوادر فتنة تحاول احياء الشقاق بين السنة والشيعة، من خلال ممارسات ربما كانت حسنة النية وسليمة القصد في بداياتها، لكنها محفوفة بالمخاطر في مآلاتها . اتحدث عن التباين في مواقف السنة والشيعة في صدد الانتخابات العراقية، وعن سحب الشقاق بين الطرفين التي تتجمع في سماء بعض دول الخليج، وعن محاولات استعادة توترات علاقة الزيدية والشوافع في اليمن، اثر الزوبعة التي أثارها العلامة حسين الحوثي وانتهت بمقتله، وعن تطاول بعض الذين ينسبون أنفسهم الي الشيعة في مصر على بعض الصحابة ( عمرو بن العاص بوجه أخص ) ، اثر تورط أحد الكتاب في سبه والتحقير من شأنه .

    لا أستطيع أن ادعي بأن يدا واحدة وراء كل هذه المشاهد، لكن بوسعي أن أقطع بأمرين، أولهما ان احياء الشقاق بمثابة لعب بالنار، ولا يخدم في النهاية سوى كل الذين لا يرجون خيرا للأمة ويتمنون لها كل مكروه، وثانيهما ان تلك المؤشرات موحية بأن الجسم العربي والاسلامي تراجعت مناعته وحصانته وعراه الوثقى، حتى أصبح يعاني بشدة من حالة القابلية للتفكيك التي هي من مقدمات السقوط .

    ادري ان بعض وسائل الاعلام الساعية الى الاثارة لعبت حثيثا على مسألة الشيعة والسنة، واستدعت مرارات وأوجاعا طويت صفحتها، لتحقيق مرادها ذاك، ولم تحدث اللعبة أثرها نظرا لمحدودية الذين تلقوا الرسالة، خصوصا ان ذلك تم من خلال بث تلفزيوني صدر من لندن، لكنني لم أسترح كثيرا ولم أطمئن، حين قرأت ان قناة الحرة أعدت برنامجا عن مطالب الشيعة في منطقة الخليج، اشترك فيه ممثلون للشيعة في ثلاث دول هي : البحرين والسعودية والكويت .

    لم أشاهد البرنامج الذي جرى بثه يوم الاثنين الماضي، ليس فقط لأنني معرض عن مشاهدة الحرة بسبب توجهاتها الاميركية الفجة، التي تفتقد الي الذكاء في العرض ،

    ( لاحظ كيف تدنت معاييرنا وهبطت سقوفنا وأصبحنا مستعدين للتعامل مع منبر اميركي شريطة ان يكون ذكيا، وكيف ان مأخذنا لم يعد منصبا على الأمركة، ولكن على الغباء في التعبير عنها !)، ولكن لان موعد بث البرنامج كان مساء الاثنين، في حين ان موعد تسليم هذه المقالة هو ظهر اليوم ذاته .

    قلت انني لم استرح لتخصيص برنامج لمطالب الشيعة، لانه يقدمهم باعتبارهم كيانا خاصا مختلفا أو متميزا عن المجتمعات التي يعيشون فيها، وهم أهل السنة بطبيعة الحال . أما كوني لم أطمئن، فذلك راجع الى طبيعة المحطة التي بثت البرنامج، لأن أول سؤال يخطر على بال المرء حين يقع على الخبر هو : لماذا تعنى محطة اميركية المنشأ والتمويل والهوى، بملف الشيعة في هذه الظروف؟ ولست أتردد في القول إن الارتياب مشروع في هذه الحالة، باعتبار ان الأصل هو عدم البراءة في المبادرات الاميركية التي تخصنا، لأنها لن تخرج عن أحد احتمالين : خدمة المصالح الاميركية، أو خدمة الأطماع الاسرائيلية .

    لا أستطيع وأنا أتابع مشاهد احياء التوترات الشيعية السنية ان أتجاهل الموقف الاسرائيلي من التمايزات الطائفية والعرقية الموجودة في العالم العربي، وهو موقف عبرت عنه شهادة أشرت إليها من قبل، أوردها أحد ضباط الاستخبارات السابقين، موشي قرحي، في كتاب عن اسرائيل وجنوب السودان، أصدره مركز ديان للأبحاث التابع لجامعة تل أبيب، وهو يشرح خلفيات مساندة اسرائيل للحركة الانفصالية في السودان، ذكر صاحبنا صراحة ان الاستراتيجية الاسرائيلية إزاء المنطقة تقوم على تشجيع وحث الاقليات في المنطقة للتعبير عن ذاتها، للحصول على حق تقرير المصير والانفصال عن الدولة الأم، والفكرة الكامنة وراء ذلك، هي التأكيد على ان المنطقة ليست كما يؤكد العرب وحدة ثقافية وحضارية واحدة، وإنما هي في حقيقة الأمر خليط متنوع من الثقافات والتعدد اللغوي والديني والإثني، هي فسيفساء تضم بين ظهرانيها شبكة معقدة من اشكال التعدد اللغوي والديني والقومي، ما بين عرب وفرس وأتراك وأرمن واسرائيليين وأكراد وبهائيين، ودروز وبروتستانت وكاثوليك، وعلويين وشيعة وسنة وتركمان وصابئة ... إلخ .

    بالتالي ، والكلام لا يزال لضابط الاستخبارات الاسرائيلي ، فان المنطقة تعد رقعة واسعة تعيش فوقها أقليات عدة، لا يوجد تاريخ موحد بينها، ومن ثم يصبح التاريخ الحقيقي هو تاريخ كل أقلية على حدة، والغاية من ذلك تحقيق هدفين رئيسيين، أولهما : رفض مفهوم القومية العربية، والقضاء على فكرة الوحدة العربية، وثانيهما تبرير شرعية الوجود الاسرائيلي في المنطقة، إذ طالما انها تضم خليطا من القوميات، وثمة استحالة في اقامة وحدة بينها، فلماذا لا تكون لكل قومية دولتها الخاصة؟ وهو الاطار الذي يكسب اسرائيل شرعيتها، باعتبارها واحدة من تلك الدول القومية . أكرر انني لست بصدد الربط بين ما يثار بصدد وضع الشيعة في العالم العربي، ومثل هذه المخططات والتدابير، لكنني فقط أردت أن أنبه الى الاطراف التي يمكن أن تستفيد من التعامل غير الصحي وغير الرشيد مع الملف .

    من حق أي أحد أن يسأل : هل يعني وجود مثل هذه المحاذير ان يغلق باب الحديث في موضوع، ويغلق الملف على ما فيه من جروح ومثالب؟ ردي الفوري هو النفي، لان تجاهل أي مشكلة ليس سبيلا الى حلها، وإنما هو مؤد الي تفاقمها لا ريب، ولكن اذا ما أردنا أن نتعامل بمسؤولية مع الملف الشيعي، فيتعين أن نتفق على أمرين، أولهما أن يكون الحديث في الأمر مع العقلاء والمعتدلين، وليس الغلاة والمتطرفين، وثانيهما ان تعالج القضايا العالقة من منظور اجتماعي وسياسي وليس طائفيا بحال .

    قرأت كلاما طيبا في هذا الصدد للشيخ حسن الصفار، وهو من عقلاء علماء الشيعة، نشرته صحيفة «الوطن» الكويتية في 31 أكتوبر الماضي تحت عنوان دال هو : هموم الطائفة وهموم الأمة، كان التركيز الاساسي فيه على الدعوة الى اعطاء الأولوية لهموم الأمة وقضاياها الكبرى، والتحذير من الانشغال بالمشاكل الطائفية والفرعية، حتى لا تسعى الأطراف المختلفة الى احراز الانتصارات الداخلية على بعضها البعض، بينما تتنزل الأمة كلها الى هاوية الهزيمة النكراء في معركتها المصيرية .

    قال الشيخ الصفار ان ذلك الموقف المبدئي الواعي هو نهج آل البيت، الذين كانوا ينطلقون من الحرص على وحدة الأمة، وإعلاء شأن الدين، وتفويت الفرصة على الاعداء الطامعين متجاوزين معاناتهم وآلامهم رغم قساوتها وفظاعتها، يقول الامام علي بن ابي طالب في ما روي عنه، متحدثا عن موقفه من الخلافة بعد رسول الله ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام، يدعون الى محق دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت ان لم انصر الاسلام وأهله، أن أرى فيه ثلما أو هدما، تكون المصيبة به على من فوت ولايتكم ، التي انما هي متاع ايام قلائل .

    وهو يعلق على هذا الموقف قال : انطلاقا من هذه الرؤية المبدئية الرسالية، وقف الامام علي الى جانب الخلفاء الثلاثة، مشيرا وناصحا وداعما ومؤيدا لكل ما يخدم مصلحة الدين والأمة، وعلى ذات النهج كان قبول الامام الحسن للصلح مع معاوية، وكانت توجيهات الأئمة لشيعتهم وأتباعهم بأن ينتظموا في جماعة المسلمين، وان يحافظوا على مظاهر وحدة الأمة .

    تحدث الشيخ الصفار عن خطاب جمال الدين الافغاني، باعث النهضة الاسلامية، الذي انطلق دائما من الغيرة على مصالح الامة بأسرها، من دون أن يشوبه أي لون مذهبي أو طائفي، وعن موقف شيعة العراق الذين عانوا من الاضطهاد في ظل الدولة العثمانية، لكنهم استعلوا فوق جراحهم ووقفوا الى جانبها ضد الاحتلال البريطاني، دفاعا عن الوطن، كما اشار الى موقف المقاومة الاسلامية في لبنان ووقوفها ضد الاحتلال الاسرائيلي، ثم قال : هذا هو المطلوب والمأمول من شيعة أهل البيت في كل أوطانهم، ان يتمثلوا نهج أئمتهم الهداة في حمل هموم الأمة وخدمة مصالحها العامة والعليا .

    مثل هذا الخطاب ينبغي ان يكون محل حفاوة وترحيب، لانه يمد جسرا قويا يتيح لكل الاطراف الغيورة على مستقبل الوطن ان تلتقي عليه، وهو من هذه الزاوية يعد نموذجا لخطاب الاعتدال الذي ننشده، في التعامل مع الملف الشيعي أو غيره من الملفات .

    اذا ما تنادي العقلاء للتعاطي مع الموضوع الذي نحن بصدده، وأتيح لهم ان يتحاوروا في شأنه بهدوء وروية، فسوف تتضح لهم ثلاثة أمور، الأول ان ثمة مشاكل للشيعة في العالم العربي لا سبيل الي انكارها، والثاني انهم ليسوا وحيدين في ذلك، وإنما لكل فئة مشاكلها، فالمسيحيون لهم مشاكلهم، والجماعات السياسية المعارضة بوجه أخص تعاني بدورها من المشاكل، وكذلك الجماعات العرقية المنتشرة في بعض الاقطار العربية . والأمر الثالث المهم هو ان مدخل المشاركة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وكرامته، هو الاساس في حل كل تلك المشاكل، إذ بالمشاركة الديمقراطية يدرك الجميع انهم ينتمون الى وطن واحد وينخرطون في نسيج واحد، وأنهم جميعا مسؤولون عن مصير الوطن وهمه العام، ذلك ان خبرة السنين علمتنا انه في غياب الديمقراطية والمشاركة تضيق مظلة الوطن، بحيث يتظلل بها المحتكرون والمنتفعون، وحين تضيق مظلة الوطن فان الناس يبحثون عن شيء آخر يستظلون به، قد يكون الطائفة أو العشيرة أو الحزب، من ثم فان الحل الناجع يكون باستعادة المظلة الكبيرة والواسعة التي تنتظم المواطنين جميعا، متجلية في المشاركة الديمقراطية .

    الركيزة الثانية التي أشرت اليها متمثلة في احترام حقوق الانسان وكرامته، فمن شأنها تحقيق المساواة بين الجميع، بحيث يكون التفاضل بين المواطنين بقدر اخلاصهم للوطن وغيرتهم عليه واسهامهم في البناء وانجازهم فيه .

    ان كثيرا من المشكلات الفئوية والطائفية ليس مصدرها في حقيقة الأمر اضطهادا لفئة أو أخرى، وإنما هي ناشئة عن تغييب دور المواطن العادي، بمعنى انها مشكلات يعاني منها المجتمع بأسره، ولكن كل فئة فيه تقرؤها من زاويتها الخاصة، بمعزل عن المنظور الكلي، فتسميها اضطهادا في حين انها أزمة مجتمعات بكاملها. ومن هنا فالعقلاء وحدهم هم الذين يستطيعون ادراك هذه الحقيقة، ليتهم يتنادون قبل أن يسبقهم المتطرفون والغلاة، ومن أسف، أنهم الأعلى صوتا والأسرع حركة .
                  

09-11-2014, 11:20 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6615

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول بدايات الصراع السنى- الشيعى فى السودان!! (Re: د.محمد بابكر)

    Quote:
    حوار: الطاهر حسن التوم
    يقول الاستاذ عمر ان مثل هذا الحوار يحسب على حالة انحطاط في الفكر الاسلامي فيا ترى إلى ماذا ترمي بلفظة انحطاط؟
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    كوني مهتم بالفكر الاسلامي، وكاتب في هذا المجال، وفي مجال والتقريب بين المذاهب، وادرس مادة "الفرق والمذاهب" لطلابي في الجامعة، كنت ارى ان نحاكم مدارس فكرية، لا ان نحاكم الشيعة بما كتبه الاشعري في مقالته قبل اكثر من الف عام أو ما كتبه عبد القاهر البغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق" أو ما كتبه الشهرستاني في "الملل والنحل" هذه ليست عادلة لانني لست ملزماً كسني بما كتبه الامام الاشعري وما كتبه الامام أحمد بن حنبل ولست ملزما بما كتبه –حتى- الامام مالك وان كان اهل السودان كلهم مالكيون، نحن ملزمون بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وكل من هؤلاء رجال يؤخذ من قولهم ويرد ذلك بدلاً من ان نسعى إلى الوحدة الاسلامية. نحن امة الامة ولسنا مذاهب، والأمة فوق الطائقة والمذهب وفي الصدد دعني أسال متى جاء البخاري وابن حنبل وجعفر الصادق؟ وارد: جاءوا متاخرين الامام البخاري توفي سنة 250 ه، وبالتالي الاصل هي الامة ابراهيم سمانا المسلمين ...
    اسمح لي بمقاطعتك والقول هل مثل هذا الحوار يمثل حالة انحطاط؟
    (بحزم): نعم. لأنه يبدأ بالسلب والهجوم والاتهام، يتدين بالسلب وليس الايجاب، فيما نحن نتدين بالحب وبالمؤاخاة وبالمولاة وبتذكير بعضنا البعض.
    الفكر الشيعي هل يمثل خطرا على العقيدة الاسلامية والتدين الاسلامي؟
    نحن ندرس فكر المعتزلة، واصل بن عطاء الجاحظ وعمر بن عبيد وندرس حتى افكار الخوارج واتهامهم للامام علي بن ابي طالب، وندرس حادث ابولؤلؤة ضد عمر بن الخطاب. هذه افكار تتصارع في الهواء الطلق وسط اجواء علمية وينبغي على العلماء أن يقوموا بهذا الدور التوفيقي ونحن ينبغي ان نتحاور حتى ان كان هنالك شعية خارج السودان بان نطرح افكارنا، نحن نؤمن ويؤمن الشيعة ب (لا إله الا الله) نحج ونصوم ولا مختلف الا في مسائل تاريخية عفا عليها الزمن فلماذا نأخذ كل إلى ضمير التاريخ؟
    هل ما ذهب إليه د. عمر بان هذا الحوار دلالة على الانحطاط صحيح؟
    ود البلة:
    لا شك أن الحوار لا يمثل ظاهرة انحطاط على الأطلاق، الحوار حالة صحية ومسالة شرعية ودينية، وربنا سبحانه وتعالى دعا إلى الحوار حين قال ((إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن))، وبالتالي الجدال والحوار من وسائل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وهو وسيلة من وسائل تصحيح المفاهيم الخاطئة وهو وسيلة من وسائل تثبيت الافكار الصحيحة والسلمية، والحوار يمثل اشراق وبصيرة.
    هو يرى في مناقشة مدارس اسلامية بهذا الشكل حالياً وبعد مرور كل تلك القرون والسنوات بأنه انحطاط ولكنه لم يقدح في الحوار ذاته؟
    هذا الكلام للاسف يقال لأهل السنة ولا يقال للشيعة.
    بمعنى؟
    بمعنى انه يا أهل السنة اسكتوا، يا أهل السنة لا تتحدثوا عن الشيعة، وحدثيكم عن الشيعة يمثل انحطاط، ويمثل تخلف ورجعية، بينما الشيعة يشهرون أسلحتهم وقنواتهم وفضائيتهم وكتبهم واموالهم واجهزتهم الرسمية والشعبية كلها يشهرونها ويوجهونها لاضعاف اهل السنة. هذا لا يمثل انحطاط ولا يمثل أنحطاط أو تخلف ولا يمثل بأي حال وجه من وجوه الرجيعة ولكن مجرد اي كلام من اهل السنة للشيعة في أمور قائمة ومستندة على الدليل الصحيح والحجة النيرة والمنطق السليم تعتبر رجعية، اذاً على المنطق والحوار والعقل ان يكون منصفا، وشخصياً استغرب أخونا د. عبد الرحيم وقوله أنه رجل سني، وأقول له ان كنت كذلك على اقل تقدير انصف اهل السنة، ولا يمكن ان تنصف الشعية وترفعهم فوقا لمقامهم وتتهم "ناسك" والفكر الذي تنتمي له بكل سلب وبكل ..
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    مقاطعة: انا لم اتهم يا أخي؟
    ود البلة:
    دعني اقول لك يا دكتور عبد الرحيم، عندما تجعل نفسك في مقام افذاذ أهل السنة كالائمة البخاري ومالك واحمد بن حنبل فذلك انتقاص لاهل السنة.
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    مقاطعة: لماذا؟ وما الذي يمنع من ان تكون في مقامهم وانت من علماء أهل السودان؟
    ود البلة:
    لتصبر عليّ، دعني اضرب لك مثل بسيط في هذا العصر عصر التخصص، حيث لا يمكن أن اضع نفسي في مقام الطبيب لأني لست بطبيب، ولا يمكن اضع نفسي في مقام المهندس فلست بمهندس، وهؤلاء الاعلام كانوا اهل تخصص في علومهم وفنهم، الامام البخاري حفظ الآلاف الاحاديث، وحفظ حفظا دقيقاً، وبالتالي هناك مواصفات خاصة بهؤلاء الاعلام، وان حققت هذه المواصفات، هناك معايير لوضعك في مقامهم، ان اتصفت بصفاتهم أهلاً ومرحب، ولكن لا نريد ان نتكلم عن عصرهم نريد ان نتكلم على عصرنا بعلمهم.
    هل الحديث عن الشيعة له ما شواهد علمية حقيقية تستدعي التحاور حوله في السودان؟
    الهادي محمد الأمين:
    التشيع في السودان حديث، فالسودان بعيد عن ايران جغرافيا وتاريخيا، وبداياته في السودان كانت بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الخميني، حيث حصل اعجاب وانبهار من اسلاميي السودان وباركوا الثورة الاسلامية في ايران وساندوها وحصلت اختلاطات مثلت بدايات دخول الشيعة للسودان.
    نفهم انك توافق على انه هناك وجود شيعي في السودان؟
    طبعا هذا أمر مؤكد ومعاش في الواقع.
    اين وجدته، واين نجده؟ وما حجمه؟
    رايته وكل المهتمين ودعوني اعطيكم أمثلة في: المستشاريات الثقافية في السودان وغيره من الدول، والمراكز الثقافية الايرانية الموجودة في الخرطوم وام درمان والخرطوم بحري وتمثل واجهة للفكر الشيعي، وبعض المعاهد الدينية نحو "معهد الامام جعفر الصادق" بحي العمارات، وفي مدرسة "جعفر الطيار" للدراسات القرآنية وحلت الأولى في امتحانات شهادة الاساس بولاية الخرطوم، كذلك في الاحتفالات وقبيل ايام قليلة بالتزامن مع مؤتمر انصار السنة حول الشيعة اقيم احتفال كبير بمناسبة ميلاد السيدة/ فاطمة الزهراء استضافته اتحاد المرأة السودانية في حي الإمتداد برعاية الوزيرة/ مشاعر الدولب ووزعت فيه هدايا وشهد وجود نسوي كثيف وكل تلك شواهد لوجود شيعي حقيقي في السودان وغيره من الدول.
    هل من احصائيات باعدادهم؟ سيما مع الاحاديث المتراوحة بان الشيعة السودانيين يصلوا لنسبة (5%) من جملة السكان وبين من يقول بانهم لا يتجاوزوا بأي حال من الحالات مئات فإلى اي الخيارين تميل؟
    من الصعب جداً تحديد ارقام أو حصر علمي دقيق للوجود الشيعي في السودان، سواء على مستوى المؤسسات أو على مستوى الاشخاص والنشاطات، ولكن المتفق عليه بان هناك في حركة شيعية في السودان.
    بحسبانك اشرفت على بعض الرسائل العلمية عن الوجود الشيعي في السودان، هل تملك اي معلومات أحصائية باعدادهم؟ وهل الشيعة في السودان وجود ضخم أم بعض مئات؟
    ود البلة:
    كما ذكر الاخ الهادي هنالك وجود شيعي حقيقي، ولكني لا املك ارقام، ويرد ذلك إلى طبيعة الفكر الشيعي القائم على "التقية" وبالتالي هذا يحرمك من المعلومة الصحيحة، عليه فكل المعلومات اجتهادية وظرفية. لكن ما اقوله إن مظاهر الوجود الشيعي ولو تمثل في شخصٍ واحد فهي مشكلة، وذلك لسبب بسيط جداً فالمجتمع السوداني بطبيعته مجتمع سني وذلك منذ دخول الاسلام للسودان في صدر الاسلام وعلى عهد الصحابة ومن بعده في عهد ظهور الممالك الاسلامية في السودان ولذا الناس تستغرب لماذا الوجود الشيعي في السودان؟ وهل السودان بلد يحتاج هداية حتي ياتي الشيعة لينشروا مذهبهم؟ والسودان في الأصل بلد فيه الهداية والخير والعلماء وفيه كل المعاني التي فيها الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
    السودان لا يحتاج إلى الشيعة؟
    لا يحتاج إليهم ووجود شخص واحد منهم مشكلة.
    وجود شيعي واحد يعد مشكلة؟ ولكن هل الحديث عن الشيعة في السودان مضخم أم واقعي؟
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    الحديث عن الشيعة في السودان كالذي يسلط الأجهزة الكبرة على مسالة صغيرة جدا، ويخلق من "الحبة قبة" ومن "النملة جبل". لا اعتقد ان نسبة (5%) من جملة السكان التي تم ذكرها غير موجودة ربما يكون هنالك بعض الافراد مثقفين وخريجي جامعات ممن تأثروا ببعض الافكار وقرروا ان ينتموا إليها، فالانسان حر لن ينتمي واذا كنا هنالك حديث عن حرية الانسان حتى وإن ارتد عن الدين ويقال له (لا اكراه في الدين ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). اذا اعتنق الانسان فكرا عن قناعة فهو حر فلماذا الانزعاج اذا الانسان تتلمذ للامام جعفر الصادق او غيره؟ نحن معروف عنا القول باننا مالكيون بينما هي مسالة تاريخية وكل الناس يتفقهون ويتعبدون بسيد سابق والفقه على المذاهب الاربعة.
    أعتقد بوجود اعداد قليلة من الشيعة في السودان ولكن ليس بتلك النسبة التضخيمية وهذا يقول عنه أخوانا اللبنانيون "صراع الغير في لبنان" وكثير من الدول لها مشكلات تحسمها في لبنان وتصطرع داخل لبنان، هنالك دول خليجية مرتبطة بالاستخبارات الامريكية والغربية تدير معاركها بتوجيه الناس لبعض الانشطة عوضاً عن الاهتمام بالوحدة والدعوة والتوفيق بين المسلمين.
    هل ينتابك قلق مما قاله الشيخ البلة بان طبيعة النشاط الشيعي سري ولا معلومات حوله؟
    حين تتحدث عن الشيعة تتحدث عن ايران، ايران الان ليست بحاجه الى فقه "التقية" كما كانوا في عهدّي معاوية ويزيد، والشيعة يتحدوا حاليا امريكا "خايفين من منو؟" واسلحتهم وسفنهم تجوب البحار فما الذي يخافونه ليتقوا؟ عليه ما يثار نوع من الغول البعبع والتخويف امر ليس له معنى.
    يمكننا ان نناقش الشيعة، وكنت اتمنى وقد ذهبت كثيراً للمؤتمرات ورايت فيها كبار علماء السنة الشيخ القرضاوي زار د/ وحسن مكي وعبد الرحيم علي وحتى في مؤتمر الصحوة الاسلامية حضره رئيس علماء السوان بروفيسور محمد عثمان صالح، لذلك المهم هو الحوار ووالله ما ذهبنا الا ونقاشنا بان هذا خطأ وهذا صواب وتحدثنا عن الوحدة وضرورة تجاوز التاريخ وخلافاته وتجاوز الروايات الموضوعة التي تفرقنا ولا توحدنا وأعتقد اي شخص لديه فكره ونحن وحدويين نؤمن بالأمة ولا نؤمن بالطائفة والمذهب.
    في ظل غيبة الارقام والاحصائيات والنشاط سري ما هو الداعي لتسليط أضواء كثيفة على الوجود الشيعي في السودان والذي لا توجد شواهد كبيرة عليه واكبر نشاطاته جرت في جبل اولياء وحضره المئات وليس كل شيعة؟
    الهادي محمد الأمين:
    النشاط السري العقائدي يصعب جداً اكتشافه، وهي ظاهرة لدى الشيعة وعند اليساريين وبالذات الشيوعيين، إذ يظهر جزء منهم في العلن فيما باقي النشاط سري وخفي ومبني بطريقة لا تسمح بضربهم، ولكن النشاط السري دوماً ما تظهر معالمه وواجهاته ومنظماته ولكن ما خفي أعظم.
    وفي منحى أخر، لا يمكن التحدث عن الوجود الشيعي في السودان بمعزل عن الصراع في المنطقة.
    بمعنى؟
    هنالك دولة شيعية هي ايران، ولها استراتجية لتصدير ثورتها وفكرها وتحديدا لدول القرن الافريقي، وهناك دولة سنية تتبنى الدعوة سلفية ممثلة في السعودية وتعمل على نشر الفكر السلفي في القارة الافريقية ولنكون عمليين اكثر لايران داخل وزراة الخارجية مجلس الشؤون الافريقية وهو مجلس مختص بنشر التشييع في البلاد الافريقية وله (26) مكتب في دول افريقية. في المقابل في السعودية بوزارة الارشاد والشؤون الدينية والأوقاف لجنة تسمى لجنة القارة الافريقية مختصة بنشر الدعوة السلفية في السودان.
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    صراع الغير في السودان.
    الهادي محمد الأمين:
    التسباق بين دولتين شيعية وسنية حدثت له اسقاطات في القارة الافريقية، وانتقل الصراع ووصل السودان. وللشيعة اساليب ووسائل وادوات لنشر فكرهم سواء على المستوى السري أو العلني.
    ان حسبنا الشيعة على ايران هل في المقابل نحسب التيار السلفي على السعودية؟
    بالتاكيد، لكل من ايران والسعودية اليات وامكانات مالية وبشرية عاملة حتى اليوم، وللسعودية نافذة ملحقة بسفارتها في الخرطوم مسؤولة عن نشر الدعوة السلفية في السودان وغيره من الدول الافريقية.
    إذن –طبقاً للهادي- هذا صراع محور خليجي أيراني؟
    ود البلة:
    ساتحدث على كلام الهادي من وجه أخر، كما يقول شيخ/ الطاهر "حتى تكتمل الصورة" د/ عمر يقول ينبغي على أن اوازي الائمة السابقين، اتحدث عن السودان كدولة فيها قيادات علمية وفكرية وسياسية واجتماعية فنية، وبهذا المعنى كله السودان وبكل هذه الامكانات وطبيعيته أسال أهو بلد سني أم بلد شيعي؟ وبغض النظر عن صراع الاخرين اين استقلاليتنا التي تعبر عن هويتنا الاسلامية السنية التي ورثناها منذ أن دخل الاسلام السودان؟ بعدها لننظر إلى مصالحنا.
    هي قضية مفتعلة ام قضية صحيحة؟
    واحدة من اشكالات لماذا نقزّم انفسنا لماذا نضع انفسنا دائما في عباءة الاخرين نحن لنا هذه الوضعية المستقرة تاريخيا وعلميا، والسودان معروف تاريخياً بتاثيره في افريقيا ويجب ان نعتز بهويتنا وبثقافتنا، بديننا وسنيتنا.
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    ومالكيتنا؟
    ومالكيتنا.
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    ولكن انصار السنة حنابلة؟
    ود البلة:
    نحن في السودان مالكية عقيدة وفقهاً.
    فيما يلي كلمة د/ عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الاسلامي، وعصام شخصية معروفة وحين يتحدث بصراحة ووضوح فذلك يستدعي الانتباه فإلى ما قاله.
    د/ عصام أحمد البشير:
    (لديهم دولة ترعى نشر المذهب، وليس لدينا دول تقوم على هذا. هم يتحركون رغم اختلافهم وتباين طوائفهم وهم متفقون، واهل السنة يجابهونهم وهم متفرقون. لهم مراجع وملالي وآيات عندهم الخمس ولعلماء اهل السنة "الترمس" وليس الخمس، لهم إعلام يخدم المذهب ولدينا اعلام في كثير من ديار اهل الاسلام وبلاد أهل السنة يهدّم الدين. اذاً كيف يستقيم هذا؟
    لا بد من خطة استراتجية تقسم فيها الادوار وتأخذ كل بيئة ما يناسب ظروفها وتتحرك وفق امكاناتها لكن يمكن ان نجابه هذا الخطر وهذا المشروع القومي، وهذا التوافق والامكانات المالية الكبيرة والاجتماع على هذا الباطل في مقابل تفرق أهل الحق، وهذا لا ينبغي ان يكون لامة أهل السنة والجماعة. ولذلك لا بد من خطة بشقيها الوقائي والعلاجي، خطة استراتجية على مستوى الامة الاسلامية، وفي كل قطر تتوافق الجماعات والطوائف لا نستثني أحد ولا نفرق بين طائفة وطائفة وجماعة وجماعة حتى يقف الجميع في خندق واحد. علينا كذلك أن ندرك تعدد الوسائل التي يلجون من خلالها للسودان والعالم الاسلامي.
    الناس بداية تجاه ما وقع في ايران من ثورة، تعاطفوا معه في سبيل الوقوف امام الصلف الامريكي ولكنهم ارادوا ان يحولوا الاعجاب بالثورة الايرانية إلى اعجاب بالفكر والمذهب وكذلك المناسبات الدينية والمراكز الثقافية مؤسسات اعلامية وغير ذلك مما ينبغي ان نتنبه له الخطة يجب ان تكون شاملة في المواجهة:
    على وزارة الارشاد والاوقاف وما يماثلها في الولايات ان تقف وتقوم باغلاق هذه الحسينيات التي تخالف في اساسها عقيدة هذا البلد ومنهجه وليس لها من سند قانوني أو شرعي. ومساجدنا في العاصمة وحدها أكثر من (5) الآف مسجد بحمد الله وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد، المساجد يعلم فيها الكتاب والسنة ولا نحتاج إلى حسينيات لنشر هذا الفكر الرافضي الباطني.
    هنالك مدارس خاصة باسم "فاطمة الزهراء" رضي الله عنها وهي من ذلك براء وعلى وزارة التربية والتعليم وهذه مهمة اصيلة ان تتعرف على ما يدّرس في هذه المدارس من مناهج يسب فيها الصحابة وتنغض فيها الاصول ويلوث فيها المعتقد. وأي مدرسة لا تقوم على الاساس العلمي والمناهج التي تنبثق منها غير شرعية على الدولة اغلاقها وينبغي ان يتعرض من قام بوضع هذه المناهج الملوثة لفكر شبابنا وشاباتنا وفتياتنا إلى المساءلة القانونية. واذا كانا نادينا ونادى البرلمان بمراجعة المدارس الخاصة فمن الواجب مراجعة المدارس التي يظن بانها منصات شيعية والوقوف على سلامة مناهجها وسلامة بيئتها التربوية والاخلاقية ومعرفة حجم المخاطر التي تتهدد اجيالنا قادة المستقبل).
    من اهم ماقاله الشيخ عصام وضع خطة استراتجية لمكافحة التشيع في السودان، حيث طالب الاوقاف باغلاق الحسينيات في السودان وطالب وزارة التربية باغلاق المدارس التي قال ان بعضها فيه مناهج تسب فيها الصحابة وتنغض فيها الاصول وتلويث المعتقد؟
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    في حديث الأخ عصام صدر وعجز، صدره أقوى من الاستدرام السياسي واداء الواجب، وربما يخاطب جهات خارج السودان وفي عجزه تجدني مثله رافض لقيام "حسينيات" في السودان وضد تشييع كل مسلم سني ونحن ندعو إلى الوحدة الفكرية وشخصيا ضد سبّ الصحابة فهم اعلامنا وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" وابنائي من صلبي هم "محمد وابوبكر وعمر".
    الوحدة الفكرية لا بد منها، ولكن ان كان هنالك شخص وعن قناعة وتعاطف أو عن اي شئ مع بعض الافكار واقتنع بها فهو حر أن يعتنق ما يشاء وليكن شيعيا أو شيوعياً أو يكون على أي مذهب من المذاهب جمهورياً كان أو بعثياً فالناس احرار في افكارهم ومعتقداتهم، نحن لا نحاسب الناس بنواياهم ولا بافكارهم الا ان خرجوا على الدين.
    تحدث عن مناهج تسيئ للعقيدة الاسلامية؟
    على وزارة التربية ان تراجع اي مذهب يصطدم مع العقائد وتوقفه، وهذه امور لا خلاف عليها، ولكن كنت ارجو من شخص بشهرة الاخ عصام ان يذهب لما ذهب اليه القرضاوي وفهمي هويدي ومحمد عمارة وغيرهم من علماء السنة ان يذهب هناك إلى الجمهورية الايرانية ويجلسوا مع العلماء ويعرفوا ان الاخ محمد حسن الدسقيري من العلماء الذين يتهمهم بعض الشيعة بانه سني يريد ان "يسنن" الشيعة، هؤلاء علماء في مجلس التقريب جلسوا ليوفقوا بين الناس. نحن لماذا نتهم ونطلق الصورايخ من على البعد لماذا لا يجلس ويقنعهم بان هذا صحيح وخطا لماذا لا يفعل ذلك ويكتفي بالمنابر والفضائيات ويقذف بهذه الحمم.
    المؤتمر الذي تحدث فيه الاخ عصام كان معنيا بمجابهة المد الشيعي فهل مع التيار السلفي تجمع لمجابهة المد الشيعي في السودان وحديث الشيخ عصام يعتبر مقدمة لهذا التجمع والنشاط ولماذا لم تشاركوا؟
    في تقديري كلام عصام كلام فيه نقاط محددة وواضحة لا خلاف فيها، وحين يقول كلام عن مجابهة المد الشيعي لا اظنه يقصد انصار السنة وانما كل طوائف اهل السودان باختلافاتهم "انصار السنة الصوفية والحركة الاسلامية" كل المسلمين في السودان، كلهم اهل سنة بغض النظر عن الاسماء التفصيلية الضيقة لكن في النهاية كل المجتمع السوداني اهل سنة، وبالتالي يقصد بهذا المعنى يا أهل الاسلام في السودان أتحدوا وكونوا يداً واحدة، وكل يقوم بدور معين فيما يلي هذا الجانب حتى نحقق الغرض المقصود ومحاربة العقائد الفاسدة التي تهدد نسيجنا الاجتماعي وروابطه.
    يتبع
    (حتى تكتمل الصورة) يناقش قضية الوجود الشيعي في السودان (2 – 2):
    كم عدد الحسينيات في السودان؟ وكيف تنظر وزارة الارشاد والأوقاف لدعوة الشيخ/ عصام أحمد البشير لاغلاق الحسينيات؟ وان كنتم توافقونه ما هي خطتكم للإغلاق
    حامد يوسف آدم وكيل وزارة الإرشاد والأوقاف
    مطالبة الاخ د. عصام لوزارة الارشاد والأوقاف لاغلاق الحسينيات، لم تكن موفقة في الجهة التي أطلقت اليها.
    بمعنى؟
    الوزارة لم تكن هي الجهة التي صرحت بقيام الحسينيات وبالتالي الجهة التي صدقت بذلك هي التي تطالب.
    ومن الجهة التي صادقت على قيام الحسينيات؟
    هذه سلطات ولائية تقوم بها الولايات حسب اختصاصاتها وحسب مواقعها؟
    كم عدد الحسينيات في الخرطوم علما ان هناك حديث عن (15) حسينية؟
    لا استطيع أن اجزم بصحته من عدمها.
    الحسينيات موجودة؟
    اسمع بان هنالك حسينيات ولكن لاندري كم عددها.
    وزارة الاوقاف والارشاد أليس لها علاقة بهذا الملف سواء م قريب أو من بعيد؟
    لم تكن هي المعنية والجهة التي قامت بالترخيص –وكما ذكرت آنفاً- هي الولاية سواء الخرطوم أو غيرها.
    أعني هل للوزارة اهتمام بملف الشيعة في السودان؟
    نعم، الشيعة مذهب من المذاهب الاسلامية، والوزارة مهتمة بكل المذاهب وببالقضايا التي تطرا من حين لاخر وهي معنية بطرح الفكر الوسطي.
    هذا الفكر متهم الان من قبل جماعات موجودة في السودان بانه يشكل خطر على عقيدة وهوية الامة ويطالبوكم بموقف حاسم تجاهه؟
    نعم هنالك اتهامات ومطالبات، ولكن نعتقد بان الوسيلة الصحيحة في التعامل هي الحوار ونحن ادرنا حواراً من قبل مع هذه الجماعة وفي العام 2002 جرى حوار عميق مع مجموعة اعتنقت المذهب الشيعي ووصلوا الى قناعة بالتخلي عن الفكر الذي اعتنقوه وعادوا مرة اخرى للمذهب السني لذلك تعتقد بان الحوار هو انجع وسيلة للتعامل.
    نفهم إنك لا توافق الشيخ عصام في دعوته لاغلاق الحسينيات؟
    لا اوفقه. لو قدر ان هنالك تجاوز فهذا يثبت من خلال الاجهزة المختصة كالقضاء والاجهزة المعنية بحفظ الامن وهي التي يمكن ان ترفع اليها مثل هذه المطالبة وتثبت لديها ومن ثم تتولى الاجراء المناسب.
    بحكم اطلاعكم على هذا الملف، هل نستطيع ان نقول السودان يشهد مداً شيعيا كما يقال هذه الأيام؟
    نحن نؤكد ان هنالك حراكا شيعياً.
    ما هي مدلولات كلمة حراك؟
    ما يحدث لا يمكن ان تسميته ظاهرة، ونصنف الحالة الشيعية في السودان بانها حراك لم يصل حد الظاهرة.
    ما هي الشواهد العملية لذلك الحراك أهو "المراكز ثقافية ومدارس بعينها" أم شي أخر؟
    الحراك في هذه الاماكن، وهي محصورة في ولاية الخرطوم، من قبل تم رصد بعض الحالات في ولاية شمال كردفان ولكنها انحسرت الان وعادت بفضل الحوار العميق الذي جرى بين هذه المجموعات والدعاة الذين حاوروهم.
    ما صحة الرقم الذي يساق بان (5%) من سكان السودان صاروا شيعة؟
    هذا رقم مضخم.
    وكم يبلغ الشيعة حسب تقديراتكم كسلطات؟
    ليس لدينا ارقام حقيقية ودقيقة نستطيع أن نتعامل معها ولكن هنالك حراك، بمعنى ان االمر لم يصل الى المرحلة الكبيرة التي تشكل حتى (1%) وهي اقل من ذلك ويمكن ان تكون (0.05%).
    وكيف توصلتم لذلك الرقم؟
    ليست لدينا أرقام حقيقية، ولكن من خلال الواقع الذي نراه، ومعالجة الدعاة وتطرقهم لهذا الجانب وصلنا الى هذا التقدير.
    هل تشارك وزارة الاوقاف المنزعجين والقلقين من الوجود الشيعي ذلك الاحساس؟
    هذا الامر في طوره العادي.
    وكيف تفسر الانزعاج البادي في كلام الشيخ عصام وفي المؤتمرات التي تقام وما تنشره الصحف؟
    من خلال الحديث الذي ادلى به الاخ د/ عصام بدا الانزعاج في حديثه ويشاركه في هذا الجانب عدد من الاخوة بعضهم دعا وقف بعض التدخلات الخارجية وراء هذا الحراك ولكن وزارة الارشاد لم تصل لوجود امر وصل حد أن نحرك أجهزة اخرى لكي تتدخل.
    إذاً لا خطوة تجاه الحسينيات والمراكز الثقافية الموجودة وخطتكم هي الحوار؟
    نحن نتعامل مع الحراك الشيعي عامة بالحوار.
    لماذا استعصى الحوار عليكم وعلى الشيخ عصام عضو مجمع الفقه الاسلامي؟
    في العام 2001م جرى حوار كان مشاركا فيه، وحاليا لا يوجد ما يمنع بان نعود مرة أخرى الى الحوار، محاورة الرموز التي اعتنقت المذهب الشيعي ومن يود محاورتهم سنمكنه من ذلك.
    مداخلات فيس بوك:
    كيف يمكن محاصرة المد الشيعي في السودان؟
    عبد الرحيم: الطريقة الانسب بان تكف الحكومة السودانية عن التعامل مع ايران الدولة.
    ربيع الدنيا: المواجهة ومقارعة الحجة بالحجة.
    يوسف محمد: التعاون السليم والافتاء بالكتاب والسنة.
    ناصر حسين: الشعب السوداني تربى على التصوف والخلوة وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وانصار السنة والتشيع افكار فاسدة ودخيلة قاتل الله الفتنة.
    محمد سورج: بكشف بطلان عقيدة الشيعة وفساد مفاهيمها.
    علي بشير: اتفق مع الرأي القائل تفتح المنابر لأقصى حد دون حجر على اي جهة، والزبذ سيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس ولن يتم ذلك الا بان تقف الدولة على حياد تام ومسافة واحدة من كل الافكار وان كانت الافكار في السودان غير قادرة على مجابهة الشيعة فمرحباً بها.
    حسن: لماذا تسمح الحكومة لايران بانشاء الحسينيات التي تمثل دور عبادة للشيعة وعقيدتهم الفاسدة؟ الحسينات في تزايد مستمر مع العلم بان ايران لا تسمح باقامة مساجد سنية.
    أحمد ابراهيم: التعامل مع ايران في حدود وبحذر.
    رمضان شعبان: اثراء الساحة بالنقاش الجاد والتعدد الفكري واحترام الاخر.
    أحمد ابراهيم: من الاوفق ان نتساءل لماذا بدأ السودانيين في الاتجاه للمذهب الشيعي، شخصياً ارى ان تصرفات غلاة السلفية هي الدافع.
    اشرف عباس: نصير كلنا شيعة ولا مشكلة في ذلك.
    ابوبكر سعيد: اصلاح مناهج التربية والتعليم وفق منهجية اسلامية المعرفة ودون ايدولوجيات للتطرف.
    عبد الحليم زين الدين: نحتاج ثورة في خطاب الدين الحواري والبحث عن مشتركات كأول اساس للحوار. خطاب الشيعة مع السنة هو خطاب "البترودلاور" ومتداخل مع الخطاب السياسي خطاب يقرا التاريخ وينفي الاخر وسنظل نلعنهم ويلعنوننا طالما نركن الى مخاطبتهم بكتب "فلان وفلان" من الأولين.
    هل للسياسة أي علاقة بالحراك الشيعي في السودان؟
    ود البلة:
    منذ صدر الاسلام السياسة لها علاقة بالافكار، ونشاة التشيع في اصلها ذات صلة بالسياسة، فالدولة الاسلامية ازالت الدولة الفارسية ما ولدّ شعور الغبن، فكيف للعرب الاجلاف الذين كانوا (كذا وكذا) أن يصبحوا بعد الاسلام القوى العظمى التي ازالت دولتهم وبالتالي نشاة الفكر الشيعي لها بعد سياسي واي سياسة لا تستند على فكر لن يكن لها قبول.
    طبيعي ان دولة كايران لها فكرها وقوتها وامكانياتها حريصة جداً على نشر هذا الفكر وتصدير الثورة وبهذا المعنى البعد السياسي واضح ولا يخفى على أحد والصراع الاقليمي الذي يدور في الساحة سواء في منطقة الشرق الاوسط وغيرها يبين هذه الحقيقة بوضوح وشخصيا لا انكر هذا البعد ولكن اتحدث عن السودان واقول بانه ينبغي ان يكون لنا فكرنا الخاص.
    ما رايك بحديث وكيل الاوقاف باعتماد الدولة منهاج الحوار؟
    الهادي محمد الامين:
    علينا معرفة ان الدولة السودانية مواجهة بثلاثة احزمة دينية خطيرة تشكل مهددات للمجتمع السوداني. قد تكون الدولة غير منتبهة أو هنالك خلل في ترتيب الأولويات ولذا تساهل ولا تعطي اعتبار لتلك المهددات.
    السودان يقع في الحزام التنصيري الذي يرعاه "مجلس الكنائس العالمي ومجلس الكنائس الافريقي، ومجلس الكنائس السوداني" ويقع في الحزام الشيعي "ايران وواجهاتها ومنظماتها في السودان" ويقع في الحزام الجهادي ممثل في القاعدة واذرعها الجهادية الاخرى.
    تعامل الدولة مع المخاطر الآنفة فيه كثير من التساهل، والدولة حاليا تصادق بكنيسة لمسيحين مع ان المجتمع مسلم، ولا تمانع في التصديق بحسينية ومركز ثقافي شيعي، ويمكنها ان تصدق لمجموعات جهادية وتغض الطرف عن نشاطها. لذا اشعر ان الرهان على الدولة لمعالجة هذه الظواهر رهان خاسر، والتعامل مع تلك المهددات لا يكون بالشكل المطلوب .
    امر أخر مهم، ومتمثل في العلاقة الاستراتجية بين السودان وايران، علاقة لها ابعاد امنية وعلاقات مصالح وتعاطف وانجذاب واعجاب بالنموذج الايراني وهذه اشكالية كبرى.
    هل صحيح ان الدولة السودانية معجبة بايران؟
    د/ عبد الرحيم عمر محي الدين
    الذي يؤكد ان المسالة لها بعد خارجي، أن بعض السلفيين يرى ان السودان محمية سعودية أو خليجية للخليج وأعوانه الغربيين
    مقاطعة محمية خليجية أم محمية سنية؟
    د/ عبد الرحيم عمر محي الدين
    دعني اعطيك مثالا: اسمع بان من يوصفون بانهم شيعة في السودان منتمين الى المدرسة العراقية لا المدرسة الايرانية، والشيعة العراقيين لا يؤمنون بالمدرسة الايرانية ولا بولاية الفقيه، لا يكون عن العراق ودوره وانشطة الشيعة العراقيين، لان المقصود عدو الغرب وامريكا "أيران" وحلفاء الغرب في الخليج لا بد من استخدامهم واستخدام اذرعهم السلفية لمحاربة ايران. واذا كان الوجود عراقي. وهو بالضبط النظر الى الفيل والطعن في ظله.
    اعجبت جداً، بكلام الاخ حامد يوسف المدرك والبصير، فالحوار هو الاصل، الافكار لا تحارب بالقتل والتدمير والذي انتج الظاهرة التكفيرية والجهادية واخرج فكر تكفيري تدميري هو كبت عبد الناصر واعدامه لسيد قطب وعبد القادر عودة وهذه المجموعة، ولذلك اقول ان منهج العلماء هو الحوار أما منهج الرجرة والدهماء فهو التفجير لماذا تكفر من يقول لا اله الا الله؟ من قال لا اله الا الله دخل الجنة ولو زنا ولو سرق.
    في المقابل هناك غلاة ومتطرفين شيعة ويكفروا أهل السنة؟
    هذه حقيقة.
    وهنالك من يريد ان يصدر الثورة والفكر الشيعي الى السودان؟
    الشيخ محمد علي الدسهيري قال هنالك حمقى داخل الشيعة يقولون بما قلته، وحمقى داخل السنة يؤججون هذا الصراع، وأقول علينا الا ننقاد إلى اهواء واطماع وامنيات الحمقى. اذكر لك مثالا شخصياً في احدى المؤتمرات قابلت آية الله علي خامنئي مرشد الجمهورية الايرانية في مؤتمر الصحوة الاسلامية وقلت له: (يا اخي اذا اردتم الوحدة الاسلامية لا بد ان تدعوا علماء السنة والشيعة ليمحصوا هذا التراث التاريخي ويبعدوا عنه كل الروايات الموضوعة وياتوا لنا بفكر وحدوي نخرج به على الملأ في مؤتمر صحفي) وشخصياً اعلم بانه اصدر فتوى حرم فيها سب نساء النبي صلى الله عليه وسلم وسب الصحابة واعلم ان حوار جيدا بين آية الله واعظ زاد الخرساني والشيخ عبد العزيز بن باز حول التوسل، واورد فيه ان الصحابة كان يتوسلون بالعباس ويتبركون بشعيرات النبي حوار بديع وراقي ولكن حين تتحدث عن اغلاق وتفجير هذا
    الدعوة للتقريب بين السنة والشيعة قديمة هذه الدعوات لم تثمر على ارض الواقع؟
    ود البلة:
    الحوار هو انجح وسلية لمقارعة الافكار، ولكنه في حاجة الى مقومات واسس: من الذي يُحاور من أهل السنة ومن يحاور من الشيعة؟ والذي نحاوره ما اثره على الباقيين؟ حيث لا يمكن ان محاورة (300) الف فرداً ان قالوا بان ذلك عددهم حتى الدولة تعجز عن محاورتهم بصورة فردية. نريد من علماء السنة في السودان محاروة قيادات الشيعة، حوار علمي قائم على اصول وهدى، ولكن لا جدوى لحوار "الطرشان" الذي لا يفضي الى وشخصياً عندي تجربة في الحوار مع الشيعة في السودان وداخل الحسينيات وشخصياً تجدني مع الحوار.
    د/ عبد الرحيم عمر محي الدين
    حاورت علماء أم افراد؟
    ود البلة:
    حاورت موجودين في الحسينيات ولكن علماء ام غير ذلك فهذا امر اخر، ووصلت اليهم مع أخ زميل لهم.
    كم عدد من حاورتهم؟
    (5) اشخاص، حاروتهم طيلة شهرين ولكن في النهاية لم نصل الى نتائج حقيقة، وحتى يقتنع د. عبد الرحيم اقتناع كامل فان توصلت من خلال هذا الحوار الى الشيعة في السودان يعتنقوا ذات الكلام التاريخي الموجود في الكتب ويعتقدونه اعتقاد جازم ويصرحوا به، في البداية رفضوا وانكروه تماما ولكن بعد ان تعمقنا في الحوار بمنطق وحجج أقروا بالحقائق التاريخية.
    أما عن التقريب، فيكفي تجربة الشيخ د/ مصطفى السباعي والذي وصل في النهاية الى خلاصة ان الشيعة يهدفون من التقريب الى تشييع أهل السنة وهي ذات الخلاصة التي وصل لها د/ يوسف القرضاوي وهو من دعاة التقريب والرجلين من انصار التقريب، بالتالي اهل السنة بطبيعتهم وتاريخهم أهل انصاف وعدل ويمدون ايديهم حتى ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه حين اتاه الخوارج قال لهم: (لا نمنعكم مساجدنا ولا نبداكم بقتال الا ان تبدأوا به) لذلك في السودان لا نتكلم عن الشعية في العراق وايران نتكلم على خطر في ديارنا، وكيف تعامل د/ عبد الرحيم مع عدو هجم على بيتك واسرتك؟ أتقول له بصفتي اب ومرشد للاسرة ساقف موقف الحياد، وساعمل على تدريب ابنائي على الحوار ام يكون عندك رعاية ابوية وخوف على اسرتك. بالتالي الدولة في ايران لا تقف موقف الحياد وانما تقف موقف المساندة لماذا نطالب الدولة السنية بان لا تقف موقف الحياد.
    نحن لا نقول ان الدولة السنية تعادي ايران ولا نريد ان تقطع علاقتها بايران وهي من ناحية المصالح تخلق علاقات مع كل دول العالم ولكن بما يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا هويتنا ومبادئنا ومجتمعنا.
    في البلدان حولنا كيف يتم التعاطي مع التشيع وهل من منهج يحتذى؟
    الهادي محمد الأمين:
    السودان بلد مفتوح، وهذه اشكالية تهدد المجتمع. فاي فكر وطائفة له الحق في افكاره. مثلاً السعودية لها استراتجية ضد الافكار المتطرفة، استراتجية سياسة وقائية تحصن الشعب وتحمي المجتمع من الفكر الخارجي سواء كان ديني أو سياسي أو ثقافي، للسعودية رؤية حيال القضايا حين تقع وتتحاور مع من يستحق الحوار وتعمل في المحاور الاخرى.
    هل الحوار معمول به في السعودية حالياً؟
    قطعاً. في السودان لا توجد استراتجية وقائية وعلاجية للظواهر الدينية "شيعة أو تطرف ديني أو تنصير" والحكومة تتساهل والمجتمع اصبح مفتوحا ولا رقيب على الانشطة الهدامة في السودان.
    د. عبد الرحيم عمر محي الدين:
    اشيد باخونا ود البلة، وهذا منهج سلفي راقي، وادعوه ان يقود بقية السلفيين للحوار وان شاء الله يكون ذلك فاتحة خير للتقريب والخروج من مربع الاتهامات. ادعوا علماء السودان الا يكونوا علماء سلطان يشرعوا لاشياء لا تمت للواقع بصلة وان يسهموا في الحوار، أدعو للحوار والتدين بالحب وليس بالتكفير واللعن والافكار السالبة ندعو لاحترام تراثنا والصحابة، كل الصحابة، وأمهات المؤمنين عليهم رضوان الله وندعو المسلمين للعمل على تعزيز ما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه وايران اليوم قوة ضاربة قوة اقتصادية ونووية وعلمي، يجب ان نتحد جميعنا لاجل الوحدة الاسلامية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de