|
Re: حول بدايات الصراع السنى- الشيعى فى السودان!! (Re: د.محمد بابكر)
|
Quote: مسلمون يحرقون انفسهم ليتدفأ الغرب .. الخلاف السني الشيعي
لم يبق لنا الاستعمار البغيض شيئا لم يحرقه في عالمنا الاسلامي . فبدأ بحرق التاريخ والذاكرة وما تبقى في الوجدان , ولأنه يعلم تمام العلم بأننا شعب نعيش في الماضي ونتدفأ به ونستعين بكل ترهاته على معالجة كل ازمات الحاضر واستحقاقاته , لدرجة اننا نبحث في النصوص القديمة على أثر يعلمنا كيف نصلح الموبايل . ويطرب الغرب كثيرا على هذا الهوس المجنون بالماضي , ويحاول أن يوظف بعضا منه في الحرق , عبر استدعاء رموز تاريخية من قبورها , وتحميلها اوزار هذا الجيل الفاسد ومزاجاته السيئة وسطحيته , ليستعين بهذه الرموز وهي تتصارع , ويتصارع معها هذا الجيل , ليحرق في صراعه الغبي , كل اقتصاده وقوته ومذخراته الثقافية والاجتماعية .
ومن هذه العفونة التاريخية التي استحضرها الاستعمار بقوة في العصر الحديث وفعلها بشدة في السنوات الاخيرة , ######ر لها كل اجهزته الاعلامية واموال عبيده النفطية . هي الخلاف المذهبي بين السنة والشيعة . كقوة اسلامية عجز العالم عن تطويعها .
تحاول امريكا اليوم تفخيخ عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب معا , وعسكرة العقلية التقديسية لتضرب بعضهم ببعض , وتكفي نفسها مؤونة ابادتهما معا , ويتولى المترفون من المتأسلمين نفخ اوار هذه المحرقة . وأن العقل والمنطق والدين بقول للسنة والشيعة على حد سواء . اذا كان القرضاوي وجلاوزة ال سعود , وحمدان قطر , وشياطين البيت الابيض وكل النافخين في هذا الكير , يريدون أن يبعدوا ايران ككيان مقلق لاسرائيل ويريدون ان يهتكوا عرض العراق مرة أخرى كما هتكوه اول مرة , عبر تفعيل هذه النغمة (سنة وشيعة ) ويحرقوا السنة والشيعة عبر حرب بالانابة ليظل هؤلاء . فإن المنطق والعقل والدين والواجب , يقضي بأن يحرق المسلمون هؤلاء قبل أن يحترقوا وتحترق مصائرهم . وأن احراق هؤلاء ومن يتبعهم من طفيليات تقتات على افرازاتهم . واجب ديني مقدس . انطلاقا من مبدأ احترامنا وتقديسنا للرموز والدفاع عنهم وعن تاريخهم , من أن يستخدمه هؤلاء الدجالون لاهلاك الحرث والنسل .
والا فما علاقة اوباما وكلينتون بما جرى يوم السقيفة يوم اختلف المسلمون حول الخلافة , وما علاقة برنارد ليفي بما جرى بين معاوية والحسن بن علي . وما علاقة ال سعود ورجلهم المعوق الهزّاز ( سعود الفيصل ليُنظّر في مصير الشيعة , ويتهم الشيعة في دولة الحجاز بانهم غرباء . واي دين واي مذهب اتبعه انا او غيري إن كان يفتي فيه برنارد ليفي او ساركوزي او حمدان قطر . وأي كرامة ابقيتها لعلي بن ابي طالب ولال بيته , إن أنا وضعتهم (علكة ) في فم هؤلاء الانجاس , واي مقام بقي لعمر بن الخطاب , إن تركت هؤلاء يستحضرونه من قبره ليقتلوا به ابناءه واخوانه وابناء عمومته .
فاذا كان للسنة والشيعة احتراما لهذين الرمزين وغيرهم من الرموز , فان الاستجابه لمخططات الغرب في استدعائهما وحرقهما لغاية سياسية هو اهانة لهما , وعلى اليقين لا يرضى احدنا ان يهين هذين الرمزين . واذا لم يكونا بهذا القدر من التقديس , فان الاخلاق تقضي بان يتركا لراحتهم الابدية , وان ما كان من خلاف بينهما , أنما هو خلاف سياسي , كانت له حيثياته وبيئته , والتي لانستطيع ان نفهمها ولا ان نستحضرها بادوات العقل العابث المهوش الحديث . وأن احدهما لوكان حيا الان لنزل على حكم الاخر واتبعه , وربما اراق دمه مسيحا من أجل الا تسفك قطرة دم واحدة من طفلة سنية او شيعية , والتاريخ يؤكد هذا , على الاقل فيما حصل مع الامام علي مع الخوارج الذين حاربهم وقضى عليهم وهم من جيشه ومن تابعيه , لكنهم تعسفوا في استعمال الحق , وغلبوا منطق القوة والقتل والعنف على منطقه السامي الرحيم . وقاتلهم لانهم ارادوا ان يستخدموا الاسلام والدين كمحرقة يحرقون بها المسلمين الاخرين , كما يفعل الان القرضاوي ودجالوا الحجاز والقردة الذين يكثر ظهورهم في منابر الفتنة . وتماما كما يفعل الرعاع الان من الذين يكثر هذيانهم في وسائل الاعلام ويزينون افرازاتهم التي تخرج من افواهم بدل ادبارهم , بكلمة الرافضة والناصبة . كلمة مفرقة عفنة من اقبية التاريخ قالها مهووس دجال في موضع غير هذا الموضع , وتلقفتها الادمغة الصدئة لتصيغها على هذا النحو المقرف . مع أن كلمة الرافضة اطلقت على الذين رفضوا امامة زيد بن علي من الجعفرية انفسهم , دون أن يكون لها في وقتها اي مدلول سيء , انما عنوا بها , القوم الذين رفضوا هذا الاقتراح . ولاادري كيف قلبها التاريخ هذا المنقلب المسخ ليوصم بها فئة من المسلمين , كانت كل خطيئتهم أنهم أحبوا ال البيت الكرام فقط . وقد تنبه الامام الشافعي الى بعض التحريف في دلالة هذا المصطلح في عهده فقال .
أذا كان رفضا حب ال محمد فليشهد التاريخ أني رافضي
وكذا مصطلح النواصب , فانه كان يطلق على فئة من الخوارج ممن ناصبوا عليا العداء , وقد تبددت هذه الفئة واندثرت بفعل الزمن ولم يبق من الخوارج الا فرقة الاباضية . مع ان فرقهم في بداية النشأة كانت كثيرة . وايا كانت الدلالات لهذين المصطلحين فان استخدامهما الان هذا الاستخدام السياسي المغرض ,يشير بوضوح الى العداء , ويبرمج الصراع بين الطوائف الاسلامية التي هي بأمس الحاجه الى تفكيك الفخاخ التاريخية الكثيرة المنصوبة .
نحن ندرك الان أن مهمة الغرب هو ازالة النظام الايراني بعد الباسه لباس طائفي واستدراج عاطفة السذج من المسلمين لتسهيل ازالة هذا النظام , بانه نظام مختلف عقائديا وانه يهدد العقيدة . ولكن لنضع النقاط على الحروف , ونبدأ يتفكيك متحجرات العقل الجمعي الذي يأتينا هذه الايام معلب ومسلفن من دوائر المخابرات مباشرة , اذا كانت ايران مشكلة العالم الغربي و مشكلة اسرائيل على وجه الخصوص . فلماذا نتطوع بحل مشكلات اسرائيل بدمائنا ودماء اطفالنا واقتصادنا واستقرارنا . وان كانت لنا مشكلة مع ايران فلننازلها سياسيا , لا أن نستحضر الرموز والمقدسات لنقتل بها المسلمين ونسفك دمهم تحت شعار لا اله الا الله , الذي يدافعون هم عنه بصدق واصرار . ولا أن نقتل شعب البحرين المسلم بدعوى أن حركته طائفية , ولا أن نريح اسرائيل من شوكة حزب الله عبر الباسه لباس مذهبي مغاير لنحقق به هدفا سياسيا , فهذا هو الانتحار بذاته .
ولا ننكر ان هناك تطرف من كلا الجانبين يغذيه الجهل والتخلف والتقليد الاعمى والتعبئة السياسية الخبيثة , وأن كثيرين استجابوا بشكل هستيري لهذه الموجة وذهبوا بعيدا في المغالاة عن قصد او غير قصد . ورسموا حدودا واضحة بين المذهبين . واذا كنا نعيب على الشيعة والتشيع بعض الامور والمخالفات التي نجدها في ادبيات ونصوص دينية شيعية تكلست عبر التاريخ وغذاها الصراع السياسي الصفوي العثماني . وهؤلاء ايضا كانوا يقتاتون على هذا النزاع لادامة حكمهم المقبور , فان في المنهج الوهابي ( الذي يعتمده البعض كقاعدة في القياس ) ما هو أكثر تطرفا وشذوذا . وأكثر تحجرا وبعدا عن الحياة الآدمية التي فصلها الله ورسم حدودها وتوجهاتها بدقة وحكمة . ولم يعرف التاريخ الاسلامي تيارا دينيا متخلفا ومعوقا للبشرية وللدين معا كالتيار الوهابي . والذي لم يتأسس الى الان رغم كل المليارات التي دفعت لترويجه في العالم وكل الجهود وكل الكادر . لم يتأسس كمذهب فقهي له اصوله ومدارسه وطرق استنباطه وفلسفته , بينما يشكل المذهب الجعفري ( أتفقنا معه أو اختلفنا ليس هذا هو الموضوع ) يشكل مدرسة فقهية متميزة ومتكاملة لها اصولها وقواعدها وفقهاؤها . وفيها ثراء فقهي وقانوني في ادبياتها الاولى من تدوينات الامام جعفر الصادق وتلامذته وذريته . أثرت بشكل كبير في بقية المذاهب الاسلامية الاخرى , ولمن خبرها ودرسها عن كثب , فانه سيجد فيها رخصة كبيرة على العكس تماما من التيار الوهابي الجامد على النص . لذلك فان علماء العراق من السنة , والذين كانوا قريبين من مدارسها واخذوا شيئا منها او قارنوه , تجدهم ميالين كثيرا الى التوفيق بين مذاهبهم والمذهب الجعفري , ومن هنا كانت أزمة الشيخ أحمد الكبيسي مع تصريحاته الاخيرة . لان هذا الرجل كان على اطلاع واسع بالفقه المقارن الذي يدرس في العراق , ومن بين المقارنات كانت المقارنات الجعفرية .
لكن التطرف والسذاجة ( المنتج بكثافة وزخم وبجودة عالية اليوم ) هو الذي ابعد طلاب العلوم الشرعية عن الاقتراب من بعضهم البعض في مدارس واحدة , ودراسة هذا الجيل في مدارس وهابية افترضت مسبقا كفر الشيعة , او دراسة الاخرين في ايران التي تقتصر دراستها على المذهب الشيعي , خلق هذه الفجوة الاجتماعية ومن ثم فان المتلقين من الناس البسطاء وخاصة وفي العصر الحديث وقعوا فريسة هؤلاء المتخرجين من العلماء . وفريسة خطاباتهم وتوجيهاتهم المفرقة , والتي غذاها الاسلام السياسي أكثر . وأن كل الادبيات الفقهية الحديثة من كلا المذهبين كتبت على نحو طائفي وبنفس طائفي , عليه فستظل الفجوة المعرفية قائمة , طالما بقيت هذه الادبيات , وتظل قائمة طالما القرار السياسي الغربي يريد ذلك . وستظل قائمة طالما كانت جهود الاستقطاب حادة بهذا الشكل .
والا فلا يوجد هناك خلاف عقائدي بين الاثنين , ولا يوجد اصل من اصول الدين يختلف فيه الاثنان , ولا يوجد فريضة اسلامية مقررة ينكرها الاخر . أما ماعدا ذلك فان الاختلاف في الامامة والخلافة ليس عقائديا , ومسالة التفضيل بين الصحابة والاتهامات المتبادلة في الاحقية , لاتخرج الانسان من الملة باي شكل من الاشكال . وفي كلا المذهبين السني والشيعي خزين معرفي وفقهي كبير وذخيرة ومكسب للفكر الاسلامي , يجب الا يختزل في قضايا عاطفية ########ة ويختصر في تفضيل الصحابه والموقف من عائشة .
عليه فان فصل ما هو سياسي الان عما هو ديني يمليه الدين نفسه ويحقن دماء الجميع . ويحفظ كرامتهم ويحفظ لهم بعض الظهير العلمي والاقتصادي والامني . الذي نريد ببلاهتنا أن ننسفه عبر انسياقنا للاستدراج الغربي الخبيث بارجلنا . وهذا الظهير قد يتمثل في التفوق العلمي الايراني ونموذجهم في التفوق العلمي , وفي نموذج حزب الله اللبناني في القوة والمنعة والثبات على الموقف , وفي قوة الجيش العربي السوري , الذي يريد الاعلام العربي والسياسة الاعرابية احراقه عبر نشر مقولة كاذبة انه جيش طائفي . مع انه جيش مرابط على ثغر من الثغور .
ومن الوفاء والتقدير والاحترام والتقديس للدين والرموز الاسلامية , الا نستدعيها من القبور ونحرقها مرة أخرى ونقتلها في الطف وكربلاء . إكراما لسماسرة دينيين وسياسيين , استخدمونا عبر التاريخ كمحرقة . ومن يحترم نفسه وكيانه عليه أن يقر مع ذاته سنيا كان ام شيعيا , أن قطرة دم طفلة شيعية من جنوب العراق وطفل سني من شمال غزة أكرم عند الله واطهر وأغلى لدينا , ويجب ان تكون كذلك , من درزينة مثل سعود الفيصل ونصف درزينة من الغلام سعد الحريري . وثلاث اطنان من حمد موزة واربعة حاويات مشكلة من اوباما وكلينتون وساركوزي وجوبي و اربعة ازواج أحذية من القرضاوي والعرعور ,
ويجب أن نقرر حقيقة اتفق عليها المسلمون , بان حفظ النفس والمعاش مقدم على حفظ الدين بخلاف ما يقرره الماجورون , ولاننا لا نعيش بدون أمن وبدون طعام , ولكننا سوف نعيش بدون دين , وبدون رموز , وسنعيش على كل حال اذا كانت هذه الرموز قد نالت الاكثرية في صناديق الانتخاب او فشلت في ذلك . وأن الائمة الاطهار سيهنئون في القبور ولو كرههم العالم كله , اذا كان ذلك كفيلا بحقن دم طفل واحد . وأن الصحابة سيفرحون ولو سبُهم ربع العالم , اذا كان ذلك يحقق الرفاه الاقتصادي والامن لعموم المسلمين .
فمن الحكمة أن نرحل تلك الملفات التاريخية مع اصحابها ولا نمنحها ورقة يتاجر بها الاخرون بدمائنا واموالنا وأمننا , واذا اردنا ان نحتكم الى الدين في تخريج هذه المسالة فان النصوص الاسلامية ملأى بتوجيهات من هذا النوع , واوضح مافيها قوله تعالى ( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) وهي الاية التي نزلت بحق زيد بن حارثة حينما اضطره المشركون أن يسب محمدا ليخلص من الاذى والتعذيب , فسبه , وطمأنه الرسول الى جواز ذلك اذا كان ذلك يحقن دمه ويريحه من العذاب . والمسلمون اليوم مكرهون كزيد بن حارثة في ارتياد افعال واقوال تثير حفيظة الاخر بفعل الاعلام والتوجيه والتعبئة وشياطين الانس من رجال الدين الدجالين المدفوعين من جهات مشبوهة وباغراء المال والجاه , حاملي السياط يلهبون جسد الامة بمثل هذه التوجهات . لذلك فلا معنى لتحميل هؤلاء البسطاء من الناس مسؤولية ما يحدث , ومن ثم التحريض على قتلهم وهتك عرضهم وتهديد استقرارهم . واذا كان لابد من التعايش بين الفرقاء المختلفين في الرؤية والمنهج . فليكن التعايش على اساس احترام كل منا لرغبات الاخر وشعائره وطقوسه ومعتقداته .
لماذا لا يعلمنا الغرب كره المختلفين معنا دينيا , كاليهود والنصارى . والمسجل بعضهم عدوا رسميا لنا , في قضايا وجودية مصيرية . بينما يحرضنا ويحركنا على اشقاء مختلفين عنا مذهبيا , ونقاط الاتفاق بيننا أكثر من الاختلاف , ولماذا تلبس هيلاري كلنتون العمامة السنية لتقودنا الى حرب دينية .
واذا اردنا ان نحتكم الى العقل والمنطق , ونفكك سر هذا التحشيد والتوجه ضد الاخر , الموسوم شيعيا . والمتمظهر في العقل الشعبي الموجه , في دولة ايران , وما يتبعها احيانا من ايحاءات باطلة في حلفاء مثل الحكومة العراقية وحزب الله في لبنان , والعلويين في سوريا , والمعارضة الشعبية في البحرين وسكان مدينة صعدة وما جاورها اليمنية . ولنأخذ ايران مثلا طليعيا لهذا الجمع المؤمن انسياقا مع افتراضات الجمع الاخر المؤمن .
في ايران نظام سياسي ديني قائم على مذهبية خاصة , لكن دائرتها الاوسع هي الاسلام , وبدليل اسمها الجمهورية الاسلامية الايرانية , ومن جميل ما يُذكر للنظام في ايران , أنه ظل نظاما وطنيا معاديا للتوجهات الاستعمارية والامبريالية طوال ثلاثين عاما هي مدة حكمه لحد الان . وظل معاديا للشيطان الغربي , مصرا على تحقيق ارادته الوطنية ومنهجه , ولم يؤثر عنه أو يعرف لحد الان أنه تحاور او تهادن أو أنقاد أو نفذ اجندة غربية في بلده او في المنطقة , كما لا يعرف للسيد حسن نصر الله موقفا لا في لبنان ولا في غيرها غير المقاومة وخطابها وموقفها , وقد دخل معارك شرسة وتكبد خسائر جمة وقاوم اغراءات وخيارات تبقيه وجماعته في أمن وسلام ورغد ودعة , لكنه لم يلتفت لها وفضل الثبات على اشياء أخرى . في حين أنه لم يُعرف لابي متعب ولا ابناؤه ولااحفاده ولا ذريته اي موقف وطني , ولم يُعرف لاقرانه من ديناصورات الخليج اي موقف مماثل . وفي حين تتحكم ايران في قرارها وسيادتها ونفطها ومياهها , وتفرض شروطها في التفاوض , وتستطيع المبادرة بالفعل والقرار , والمناورة في الخطط والمشاريع . ولا يملك ذلك الاخرون المترفون , بل أن دول الخليج لا تستطيع فصل اموالها المخزونة في بنوك الغرب من الارتباط بالدولار مما يجعل اموالها تخسر باستمرار كلما ارتفع سعر الدولار او انخفض . دون ان تكون هي معنية بالامر ولا مشاركة في الصفقة , الا يغفر ذلك لايران تشيعها , ويُجرّم دول الخليج سنيتها . ودولة ايران تحت الحصار القاسي منذ ما يقارب ال13 سنة , ولكنك لاتجد فيها عشوائيات في الاودية والشعاب الجبلية , وكلما هطلت الامطار ذهبت الضحايا بالمئات في سيول جدة , ولم تجد المرشد الايراني ولا حسن نصر الله يملك القصور واليخوت في عرض البحر . ولم تجد مثل شيخ الاسلام سلطان بن عبد العزيز الذي مات وترك ثروة تقدر ب250 مليار دولار , ثروة شخصية وزعت على اولاده , فيما يقطن الحجاز اكثر من ثلاثة ملايين فقير مدقع . في حين لا يملك احمدي نجاتي الا راتبه الشهري البالغ 500 دولار فقط . والله لو كان عمر بن الخطاب حيا . لم يكفر هذه الشلة المترفة فقط . ولكن لقطعه 250 مليار قطعة بالسيف . وهو ( اي عمر بن الخطاب ) الذي اوقف العمل بحد من حدود الله وهو حد السرقة عام المجاعة .
ايران اغرقت امريكا في وحل العراق , وأخرجتها منه دون ان تحقق اهدافها وحملتها تكاليف عالية , ووخزت مؤخرة القوات المحتلة في افغانستان , ومنعت العبث والمجون الخليجي الاعرابي في العراق , وعرقلت المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة , أو على الاقل حرفت اتجاهاته , لكل هذه الاسباب كانت ايران بالنسبة لامريكا والغرب مشكلة , وعلى هذه المشكلة ان تبقى سياسية اولا , وأن تبقى في حدود الاختصاص ثانيا , بمعنى أننا لا نملك الوقت والجهد والرغبة في حل مشكلة جهة ما , هي بالاساس سبب رئيسي لضياعنا وفقرنا وتشتتنا وهلاكنا . وفوق هذا كله يريد الغرب أن ننوب عنه في ازالة هذا الشبح , وليس بالسياسية والحرب المجردة فقط وانما بالدين ايضا و لكي لا يبقى لنا ما نرجع به الى جلودنا واهلنا .
الا نجد انفسنا من السخافة والحمق بمكان حينما نذهب باجسادنا العارية لنقاتل ايران دفاعا عن ال سعود المترفين وحمدان قطر , ونحن العراة الجياع المستضعفون في الارض , واسيادنا المترفون المتخمون , يرفلون بالدمقس وبالحرير وبين احضان النساء والغلمان في قصور المغرب وجنيف وباريس ولندن , يغدقون من اموالنا المسروقة , ودماؤنا الموهوبة لهم بفتاوى العرعور والطرطور والبربور والقرضاوي . هل هانت علينا انفسنا الى هذا الحد , وأدمنا العبودية , وهل عجزنا أن نكون مثل ذلك الهندوسي البسيط الذي وجد طفله يحتضر من الجوع بينما هو يقوم باداء طقوس العبادة لبقرة ويتوسلها أن تنجي طفله من الموت . فقالت له أمرأته ستنجيه من الموت وتنجينا وتمنحنا الامل , اذا قمت وذبحتها واطعمتنا لحمها وسوف يكفينا شهرا او اثنين , والا فانها لاتسمع الا هذا النداء . قلنمنح انفسنا شيئا من المنطق لنحفظ دماءنا وارواحنا .
القنبلة المذهبية الملغمة تستخدم الان في ابشع صورها وإيحاءاتها , وباقذر ادوارها , ونحن نقوم بالكفر بالله وملائكته ورسله , حينما نستدرج الى مثل هذا الفخ , وهذه المعركة التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل . معركة تستخدم فيها الرموز الدينية بطريقة مسخة تثير استفزاز الاخر وتجعلة يكفر به وبما يدين به , والاستجابة لهذا الاستفزاز . يقودنا الى الدمار المركب , اولا نقتل انفسنا بعد ان نكفر ونكفر غيرنا , وثانيا نديم النعمة والترف والفساد ونديم العروش لهؤلاء الطغاة الشياطين . وفي صورة بشعة من صور هذا الاستفزاز وهذه المعركة الايحائية , والتي هي على التأكيد , من تأليف وأخراج امريكي غربي , صور من الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا , أتخذت من اسم ( كتيبة الفاروق ) اسما ايحائيا لها , وتخصصت بقتل العلويين من ابناء الشعب السوري . ويصر الاعلام على تصويرها مكتوبة على الحيطان في بؤر حمص . هذه الصورة تنبيء بشيء واحد , وهو أنه لم يتبق هناك من شرف ولا خلق ولا ذرة آدمية في هذا السيناريو الاسود . وهذه الصورة ستكون كارثية أكبر أن لم يفهمها المسلمون بذيولها ومدلولاتها غير الاخلاقية . وستكون طامة كبرى , أن لم يتحصن الفرد المسلم في الوقت الحاضر ويأخذ جرعات اخلاقية وفروسية للتطعيم ضد هذا الوباء الاخلاقي , وضد هذا السيناريو المعد بدقة , في اروقة البيت الابيض ودور المخابرات الغربية , وشرف المرتزقة العرب الذين بيعوا برخص لهذه المهمة القذرة . وهو ما يؤكد حقيقة أن الائمة من ال البيت والصحابة جرى استدعاؤهم في محافل الشر ويجري الان بعث النسخة الامريكية والغربية منهم , ليصلبوا من جديد في محرقة هذا الصراع , وما يوجب علينا أن نعيد الاعتبار لهم ونمنع العبث بالاجساد .
والى العقلاء من الشيعة , أن يضغطوا ادبيا على من جهل وضعف من البسطاء منهم ويقطعوا الطريق على بعض المراجع ممن تأمرك على عجل في البنتاغون والمخابرات الامريكية , وأعيد ليتصدر المشهد الوعظي في المنابر . أن يوضحوا ويستوضحوا حقيقة . هل جاء الحسين ليحفظ كرامة الامة ودمها , أم ليزجها في محرقة , وهل كان علي بن ابي طالب حريصا على دم المسلمين , وهو الذي قبل التحكيم نزولا لحقن الدماء ومثله الحسن نجله و تنازل لحفظ وحدة الامة ودماءها . فان كانوا كذلك فوديعتهم الرسالية أمانة والحفاظ عليها يقتضي تجاهل بعض الدعوات الجاهلة المأفونة من المعسكر الاخر , بالتشنيع والتعييب والتنكيل . وليكن الصبر على جهل الجاهلين عبادة يمارسها المؤمنون في هذا الوقت العصيب .
انها حرب قذرة , ودلائل قذارتها أن يتصدر المشهد الديني والخطابي فيها المتطرفون والزعران والافاكون , من رجال الدين . ودلاءل قذارتها الا يسود فيها لا منطق ولا عقل ولا شيء من التفكير حتى .وان كان لابد من استخلاص حقيقة يجب أن ننطلق منها في بناء واقع والتسليم به والتعايش عليه , وهو أن وجود الشيعة ضمن الاطار الاسلامي واقعا اصليا لادخيلا , كما هو وجود السنة , ووجود الطقوس والاجتهادات الفرعية , والتمايزات المذهبية حقيقة ثابتة , ولا يملك احد ما تغييرها أو التجاوز عليها , وان بعض القناعات والمواقف والرؤى المتشكلة تاريخيا لدى الطرفين , هي مصدر اعتزاز وتقدير لدى المؤمنين , ويجب احترامها , وعدم السماح لا ي مرجعية بتنصيب نفسها حاكمة على الاخر تحلل له وتحرم وتطرد من الملة وتدخل . وأن كل دعوات التكفير والتخوين , لا تتمتع باي مصداقية دينية , في ظل غياب النصوص الشرعية الصريحة بالاحقية وتحديد الفئة الصالحة من الطالحة , وفي ظل عدم وجود اجماع على موقف صريح تجاه الطائفة الاخرى , لذلك يبقى التوافق والتعايش السلمي تحت ظلال الثوابت والاركان , وترك التفاصيل لاثراء التعدد .
وعلى هذا يمكن أن يكون السنة عمق سوقي وجغرافي وبشري للشيعة , ويكون الشيعة عمق تاريخي وفلسفي وقوة علمية مضافة للسنة , لاغنى لاحدهما عن الاخر , كما لا يتكامل احدهما بدون الاخر .
أخيرا علي أن اقول واستباقا لاي اعتراض قد يأتي من اي قاريء , أني رجل عربي مسلم سني المذهب اكاديمي . طالعت الادبيات الفقهية لكلا المذهبين وعايشت علماء من كلا الاتجاهين , كما أني ترعرت ونشأت في مدينة سنية بالكامل . واطلعت على مدى عقود من عملي الاكاديمي على الكثير من الرسائل والاطاريح الخلافية , والرسائل الاجتماعية التخصصية التي بحثت في موضوع هذا الخلاف .
واهتديت الى رأي , أن ما يثار من خلاف هو خلاف سياسي تاريخي بالدرجة الاولى , ساعدت الاغراض السياسية المختلفة للحكام على ترك هذا الجرح مفتوحا , وأحيانا قامت بتغذيته , شرعنة للسلطة حينا , واستغلال الرعية في اشغالها عن حياتها الاجتماعية بهذا المف احيانا أخرى . |
| |

|
|
|
|