|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: عبدالله الشقليني)
|
حسب ويكيبيديا، يتم تعريف الطبوغرافيا، ك "تمثيل دقيق لسطح الأرض بعناصره الطبيعية والبشرية"، وهذا النصّ لعمري تمثيل دقيق لما كان يعرف ب "المدرسة الأولية"، لكنه تمثيل معجون بالحنين المصاحب لاستعادة تلك الأشياء الحميمة المتوارية خلف طبقات الزمن. و حرف الجر "إلى"، كما هو موضح في العنوان، يقوم بتحويل تلك الاستعادة، من مجرد فعل اجترار لعالم دارس، إلى فعل اكتشاف أركيولوجي لما كان عليه العالم في عموميته وتفاصيله الدقيقة، كما لو أن الشقليني عالم آثار، وهو ما يؤكده لاحقا السياق السردي، عبر العين البِكر لطفل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: حسب ويكيبيديا، يتم تعريف الطبوغرافيا، ك "تمثيل دقيق لسطح الأرض بعناصره الطبيعية والبشرية"، وهذا النصّ لعمري تمثيل دقيق لما كان يعرف ب "المدرسة الأولية"، لكنه تمثيل معجون بالحنين المصاحب لاستعادة تلك الأشياء الحميمة المتوارية خلف طبقات الزمن. و حرف الجر "إلى"، كما هو موضح في العنوان، يقوم بتحويل تلك الاستعادة، من مجرد فعل اجترار لعالم دارس، إلى فعل اكتشاف أركيولوجي لما كان عليه العالم في عموميته وتفاصيله الدقيقة، كما لو أن الشقليني عالم آثار، وهو ما يؤكده لاحقا السياق السردي، عبر العين البِكر لطفل. |
عزيزي الأستاذ / عبد الحميد البرنس تحية طيبة وكثير ودٍ لك إني لقرأت دعوة مبطنة للتنوع في الكتابة ، ودعوة البنات أن يكون حراً فيما يكتب بسلاسة ، ولا ضير في ترتيب المنتج والمخرجات . كنت دائماً أتطلع إلى الشق المختبئ من الحفريات الاجتماعية ، فقد صرنا جميعاً اسري رواة تاريخ الأعلام في الحُكم ، ولم نجد النصف الآخر من الكرة التاريخية . وقد أعددت خميرة تاريخية عن ( معركة كرري ) و ( معركة الشُكابة ) وكتبت المصادر وروايتهم ، وفتحت دعوة للجميع لرؤية الجانب الخفي ، وأن ينقلوا لنا حكاوي الأجداد والجدات ، ولم أعثر على إضافة إلا واحدة ، كانت تتحدث أن محمد أحمد المهدوي الكبير تزوج من منطقة كوستي ، وكان مشغولاً بالزيجات التي تجعل منه واسطة عقد الأمم والقبائل السودانية ، وتلك منقولة من الأثر الإسلامي . وأذكر إحدى جداتي وكان اسمها ( خريف ) وهي من بقايا أم درمان التي كانت زراعية المهنة والعوالم ، وقد سردت لي وقائع عن استباحة أم درمان بعد معركة كرري ، وكان الجنود في حالة هوس ، فما رأوا طفلاً ذكر إلا وقتلوه ، وقد خبأت الأسر الأطفال في " حفر " داخل البيوت ، ويسقفونها بالأغصان والبروش ويجلس عيها النسوة " مبلمات " ...ّ! ولسوء الحظ فقد أثر الملفين ، وكتبت للأخ بكري وكما تقول الطُرفة عن النميري أنه كان يحكي عن الجفاف ، وقال أننا دعونا الله أن تمطر السماء ولكن ( لا حياة لمن تنادي ) لك الشكر الجزيل أخي البرنس على هذا الزاد المتدبر .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: عبدالله الشقليني)
|
حياك الله مجددا، أخي الشقليني، وقد وجهت إليك تحية بدءا، عبر الاحتفاء، على طريقتي، بنصّ سردي غني شكلا ومضمونا. وهو ما يخرج رؤيتي تلك، على تواضعها واقتضابها، من الأسر الشائع للأخوانيات والمواضعات الاجتماعية السائدة الأخرى، تحريا للموضوعية، ما أمكن. على أنني أشير، في السياق نفسه، إلى الثراء المعرفي والإلمام الواسع بالمعلومات التاريخية، التي يحفل بها النصّ، وهي جميعا مقدمة ضمن النسيج الحيّ والمتلاحم للسرد ككل، لا مقحمة إقحاما، أو مفروضة قسريا من أعلى، وما يمنح القراءة متعتها لمثل هكذا نصّ، هو محاولة اكتشاف هذا العالم المدرسي، واستعادة دهشة ذلك الاكتشاف ، وتقديم أجواء العالم المعني، وعرض كنوزه المبثوثة في ثنايا الذاكرة، مثل شنطة الدمورية أوالدبلان، لا كقطع أو أدوات عملية، بل كتحف تذكارية مغمورة بالحنين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: عبد الحميد البرنس)
|
سلام عبدالله محمد ابراهيم وهكذا عرفتك حين أتاني طائراً أحد سكان الموردة وقال لي: خذ إقرأ قصة قصيرة. وكنت أنت بعد في كلية الهندسة. وبعد فترة قالوا لي اسمه بيكاسو فأبعدوك عن جمال محمد ابراهيم صديقي وزميلي في أعمال الجمعية الأدبية في المدرسة الوسطى (النهضة) ثم لمع اسمك ككاتب في المنابر ولكنك بعدت أكثر باتخاذك اسم عبد الله الشقليني ولعل الحكمة وحدها هي السبب وراء اتخاذك هذا الاسم! أفرحني هذا النص كثيراً فهو واجب أديته على نحو رفيع لأن التفاصيل التي أوردتها تضع الذكريات كمصدر قوي الأثر لمادة توثيقية عن تلك الحياة الباكرة في أم درمان وكيف يبدأ الناس التحاقهم بدور العلم والمدارس وكيف كانت هي المدارس والطابور الخامس للتنوير بما فيه نساء بيع المأكولات والخفراء ولاحقاً الصولات. هذه كتابة تضع المعلومة في ثوب قشيب من الذكريات الفردية والجماعية. وحقيقة من غيرنا، من غير من يقدرون على التعبير يستطيع أن يحمي حياتنا من الإزاحة المتعمدة لمعالمها النابضة والتي لا زلنا نتنفسها. مرحباً وأنت أعلم أن مكانك في الكتابة العامة والتوثيق المدعوم بالمعرفة المهنية وكذا في الكتابة الابداعية لم يشغر وما علق بروحك الملتزمة يمكن أن يكون زاداً لك لا يفنى! أعبر لك عن كثير ارتياحي لمجرد احتمال أن تعود للقصة وسردك أعلاه يمتزج فيه قدرك كقاص بقدرك كمهندس وقائع من ذاكرة ذهبية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: mustafa mudathir)
|
فى القولد التقيت بالصديـق أنعم به من فاضل ، صديقى خرجت أمشى معه للساقية ويا لها من ذكريات باقيــة فكم أكلت معــه الكابيدا وكــم سمعت اورو والودا *** ودعته والأهل والعشيرة ثم قصدت من هناك ريره نزلتها والقرشى مضيفى وكان ذاك فى أوان الصيف وجدته يسقى جموع الإبل من ماء بئر جره بالعجـل *** ومن هناك قمت للجفيـل ذات الهشاب النضر الجميل وكان سفري وقت الحصاد فســرت مع رفيقى للبــلاد ومر بي فيها سليمان على مختلف المحصول بالحب إمتلا ومرةً بارحت دار اهـلى لكي أزور صاحبى ابن الفضل ألفيته وأهله قد رحلـوا من كيلك وفى الفضـاء نزلوا فى بقعة تسمى بابنوسـة حيث اتقوا ذبابة تعيســــة *** ما زلت فى رحلاتى السعيدة حتى وصلت يا مبيو البعيدة منطقة غزيرة الاشجــار لما بها من كثرة الأمطــار قدم لى منقو طعــم البفره وهو لذيذ كطعام الكســـره *** وبعدها استمــر بى رحيلى حتى نزلت فى محمد قـــول وجدت فيها صاحبي حاج طاهر وهو فتى بفن الصيد ماهـــر ذهبت معه مرةً للبحـــــر وذقت ماء لا كماء النهــــر **** رحلــت من قول لود سلفاب لألتقى بسابع الأصحــــاب وصلته والقطن فى الحقل نضر يروى من الخزان لا من المطر أعجبنى من أحمد التفكيـــر فى كــــل ما يقوله الخبيرُ *** ولست أنسى بلدة أم درمــان وما بها من كثرة السكـــان إذا مرّ بي إدريس فى المدينة ويا لها من فرصـــة ثمينة شاهدت أكداساً من البضائــع وزمراً من مشتر وبــــائعْ *** وآخر الرحلات كانت أتبره حيث ركبت من هناك القاطره سرت بها فى سفر سعيد وكان سائقى عبد الحميـــد أُعجبت من تنفيذه الأوامر بدقة ليسلم المســـــافر *** كل له فى عيشه طريقـة ما كنت عنها أعرف الحقيقـة ولا أشك أن فى بــلادى ما يستحق الدرس باجتهـــاد فإبشر إذن يا وطني المفدي بالسعي مني كــي تنال المجدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: حمزاوي)
|
الأكرم : حمزاوي
تحية طيبة ،،، أنعمت علينا بصحفحة الذكرى ، وتلك البطاقة الشعرية المحببة إلى النفس . ويا لها من ذكرى عطرة ، يريدوننا أن نطمرها بالتراب ، مثلما يفعلون مع كل خير نبت .. لك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: mustafa mudathir)
|
Quote: سلام عبدالله محمد ابراهيم وهكذا عرفتك حين أتاني طائراً أحد سكان الموردة وقال لي: خذ إقرأ قصة قصيرة. وكنت أنت بعد في كلية الهندسة. وبعد فترة قالوا لي اسمه بيكاسو فأبعدوك عن جمال محمد ابراهيم صديقي وزميلي في أعمال الجمعية الأدبية في المدرسة الوسطى (النهضة) ثم لمع اسمك ككاتب في المنابر ولكنك بعدت أكثر باتخاذك اسم عبد الله الشقليني ولعل الحكمة وحدها هي السبب وراء اتخاذك هذا الاسم! أفرحني هذا النص كثيراً فهو واجب أديته على نحو رفيع لأن التفاصيل التي أوردتها تضع الذكريات كمصدر قوي الأثر لمادة توثيقية عن تلك الحياة الباكرة في أم درمان وكيف يبدأ الناس التحاقهم بدور العلم والمدارس وكيف كانت هي المدارس والطابور الخامس للتنوير بما فيه نساء بيع المأكولات والخفراء ولاحقاً الصولات. هذه كتابة تضع المعلومة في ثوب قشيب من الذكريات الفردية والجماعية. وحقيقة من غيرنا، من غير من يقدرون على التعبير يستطيع أن يحمي حياتنا من الإزاحة المتعمدة لمعالمها النابضة والتي لا زلنا نتنفسها. مرحباً وأنت أعلم أن مكانك في الكتابة العامة والتوثيق المدعوم بالمعرفة المهنية وكذا في الكتابة الابداعية لم يشغر وما علق بروحك الملتزمة يمكن أن يكون زاداً لك لا يفنى! أعبر لك عن كثير ارتياحي لمجرد احتمال أن تعود للقصة وسردك أعلاه يمتزج فيه قدرك كقاص بقدرك كمهندس وقائع من ذاكرة ذهبية! |
الحبيب : ( يا قريب مني بعيد ) : الدكتور مصطفى مدثر
تحية ود في ملجأ نفسك البهية بالطلع ، والمخضبة بالغنى كعرائس البحر القديمة . لم يعد أحد يذكر تلك اللفافة الحياتية ، بدمها المُسال . ونعيش الآن في كف تتسرب منه الحواشي ، علنا ننسى هذا التاريخ المطموس كي لا نتذكر أن الدولة القديمة كانت تُعلم الناشئة وتوفر لهم العلاج الصحي المجاني ، وأسرة الاستشفاء في المستشفيات ، ويهرب منها المرضى رغم الدعة والخدمة الممتازة . ما فعلناه أن نزعنا تلك الأقصوصة عن أن تصير قصاً مُضيعاً . لم أزل أذكر كتابك لي عندما كانت الدنيا خضراء ، وقلتَ لي سوف أكتُب عن أخي ، ورحل الشاعر النضير ولم تكتُب .... تقبل محبتي *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ عبد الله بعد التحية دوماٌ نستمتع بكتابتك الرائعة وتوثيقك لذلك الزمن الجميل. يا سلام على تلك الأيام الطيبة أيام المحبة والمحنة والجيرة النقية والتوادد اللا محدود. شكرا يا عزيز على السرد الجميل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: محمد أحمد الريح)
|
Quote: الأخ عبد الله بعد التحية دوماٌ نستمتع بكتابتك الرائعة وتوثيقك لذلك الزمن الجميل. يا سلام على تلك الأيام الطيبة أيام المحبة والمحنة والجيرة النقية والتوادد اللا محدود. شكرا يا عزيز على السرد الجميل. |
لك الشكر الجزيل سعادة العميد / محمد أحمد الريّح
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى المدرســـة الأولية (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
حكي بديع،معطون في الحنين لازمنة سمحة،ولت ،للاسف وليس لها من عودة.. شدتني جزالة اللغة،وصورة واضحة للاماكن،وتصوير بليغ للشخوص،ووضع الحوادث تمشي امامنا،اراكم راي العين،شنط القماش،مباني الفصول،الطابور الصباحي،ونشيد الانشاد.. مااجمل ماكتبت ،،وما ابهاها من لغة،،سيدي عبدالله..
| |
|
|
|
|
|
|
|