|
حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بنارتى
|
عشت فترة من الزمان في تلك النواحى من البلاد ، أستطيع أن أقول أننى وقعت في حبها وحب أهلها الذين يجرفك حبهم مثل نهر من الحب الساخن . حنينى الى حنفى ارصد ، أهل ارتيقاشا وشيخها الكريم شيخ ارصد ، الى فوجة صاحب اللنش ، الى ديار المفتى واهل وادى حاج ، آل الملك الكرام و...... الخ
أعجبنى المقال الآتى الذى كتبه أحد الاسكتدلنديين الذى عمل مدرسا في تلك النواحى ، هذا الاسكتلندى وصف ظروف عمله وتنقله في تلك البلاد وبرغم قساوة الطقس الا أنك تجد فارق المقارنه عندما وصف حال الناس هناك في بلاده عند عودته لهم ، يقول شاعر الهند الكبير طاغور وحكيمها أن كل ما فعلته حضارة الحجر أنها دمرةت الانسان ، هذا الانجليزى شعر بدفء هؤلاء الناس وكرمهم وحميميتهم فكتب هذا المقال
Quote:
بقلم: إيان مارشال
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة مقال قصير لأستاذ اسكتلندي هو إيان مارشال، نشر في العدد السابع من المجلة البريطانية "دراسات السودان Sudan Studies"، والصادر في شهر يناير من عام 1990م. وعمل السيد مارشال مدرسا في مدارس عديدة في شمال السودان، ثم عمل من بعد ذلك في مركز فيتنامي بمنطقة سري (من أعمال لندن). وكتب ونشر بعض حكاياته عن الفترة التي قضاها بشمال السودان في بعض المجلات المتخصصة في السفر والرحلات. المترجم ********* ************* *********** كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة والنصف عصرا في يوم عمل قائظ الحرارة، كثيف الغبار، في قرية في شمال السودان اسمها "أرقو". وحينها كان عليَ الدور لأصنع لرفاقي الشاي. طفق "محمد عثمان" يهجوني بصوت عال – كما هي عادته- بعد مغادرتنا معا للمدرسة التي نعمل فيها سويا، ويرثى لحالي كاسكتلندي ملحد ليس له بعد الموت – كما يعتقد جازما- غير نار جهنم خالدا مخلدا فيها. وكان بعض من أصدقائي البريطانيين المتشككين في سلامة عقلي يؤمنون أيضا أنني في طريقي فعلا للنار بعد أن قررت هجر برد "ادنبرة" وسلامها، ومشروباتها الباردة في ليالي السبت، والرحيل إلى لظى صحراء السودان القاحلة! لقد كان السودان بالفعل – ومنذ آلاف السنين- مكانا للانتقاد. فلقد وصف المصريون القدماء المناطق الواقعة جنوب "وادي حلفا" الحالية بأنها "أرض الأموات". وبعد قرون طويلة من ذلك الزمان، وصف الرحالة المستكشف "إيوارت اسكوت جروجان (هو رحالة وسياسي بريطاني عاش بين عامي 1874 – 1967م، وكان أول من عبر أفريقيا بكاملها من كيب تاون إلى القاهرة راجلا في رحلة استغرقت عامين ونصف، وكان حينها في الرابعة والعشرين من عمره. المترجم) جنوب السودان بأنها "أرض تخلى عنها الرب God-forsaken" وأنها "الأرض اليباب". وكتب يقول إنه أحس أن رحلته في تلك الديار كانت بمثابة تمهيد أو "بروفة" للحياة الأخرى. وكتب يقول معزيا نفسه: "أما وقد جبت "جنوب السودان" الآن، فقد زال عني كل شعور بالخوف والرهبة من الآخرة". وكتب الصحفي المرموق ج. دبليو. ستيفنس في بداية القرن الماضي يهجو شمال السودان بالقول إنها "أرض خراب خاوية، ملعونة من الرب، يخلد فيها العذاب". وفشل كل المعلقين والكتاب في رصد أي صورة زاهية لذلك المليون ميلا مربعا الذي يكون أكبر قطر في أفريقيا. ووصف الجنرال غوردون أرض السودان بأنها "ممتلكات عديمة القيمة". بل وتجد حتى عند السودانيين (الذين لا يرضون بالكلام المسيء لبلادهم) مثلا عاميا يفيد بأن "الله قد ضحك عندما خلق السودان" (هذا بالطبع ليس مثلا سودانيا، ولكنه شائع الاستخدام عند الغربيين، وهو أيضا عنوان لكتاب ألفه بريطاني كان يعمل في السودان اسمه أنتوني مان، ونشر في عام 1954م. المترجم). وتعكر صفوي (أكثر مما هو عليه) عندما نبئت أن قرارا قد صدر بنقلي من مدرستي في أرقو إلى مدرسة أخرى في قرية نوبية بعيدة هي "عبري". وبدأت رحلتي في برد صباح أحد الأيام، بعد نحو ساعتين من دخول المتقين من المسلمين مساجدهم لأداء صلاة الفجر. وكان علي أن أركب "بوكسي" من وسط قرية "كرمة" (وهي - وخلافا للعادة - قرية جميلة) في "يوم السوق" لألحق بأحد الحافلات (البصات) المتجهة لحلفا. كان "البوكسي" سيارة تايوتا نصف نقل، بها كنبتين للركاب في الخلف، وسقف مصنوع (محليا) يحمي الركاب من لهب الشمس، ويوفر أيضا سطحا إضافيا كبيرا لمزيد من متاع الركاب. تقتصر فكرة السفر في السودان على التنقل من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) دون كبير اعتبار لمفهوم الراحة والفخامة. ولم امتعض (كثيرا) عندما وجدت نفسي عاجزا تقريبا عن التنفس وأنا مسمر على مقعدي ومحشور بين سيدتين سودانيتين بالغتي الضخامة. وعادة ما يتغلب الناس على مشاق والآم الترحال في تلك الظروف القاسية بقدر كبير من التجاهل والعزيمة والإصرار يبعث على الإعجاب. وطاف "البوكسي" على كثير من شوارع أرقو بمبانيها المبنية على الطراز العربي بالطين والطوب، والتي كثيرا ما تترك دون طلاء خارجي، معطية الإحساس بأنها نبتت طبيعيا من التربة الرملية التي تقوم عليها. ولا وجود للشوارع المسفلتة إلا على بعد 300 ميل جنوبا إلى الخرطوم. ويمتاز السائقون هنا بمهارة فائقة تتيح لهم معالجة السير في تلك الطرق الرملية الوعرة. ولم يكن من الغريب رؤية بعض اللواري المقلوبة على جانبي الطريق، أو السيارات الغارقة في "وحل" الرمال. ومع سيرنا كـ"الوجي الوحل!" في شوارع تلك القرية، كان الصبية يتقافزون على مؤخرة "البوكسي" واضعين – دون وجل- قدما واحدة على السلم ويدا وحيدة على أحد قضبان سطح المركبة. ومبلغ علمي لم يحدث طوال السنين الأربع التي قضيتها في ذلك الصقع أن أصاب مكروه أحد أولئك الصبية المغامرين! ولم نكد نصل"كرمة" حتى كان رفاقي في "البوكسي" قد انغمسوا في "ونسات" صاخبة مع بعضهم البعض أنستهم وعثاء السفر وكآبة المنظر وطول المسافة، وهم يقبضون على ما أمامهم من مقاعد ومقابض وبشر، بينما كانت المركبة تعالج بصعوبة كبيرة السير في طريق بالغة الوعورة، وتنذر برميهم خارجها، أو بضرب رؤوسهم بالسقف القريب، وهو مليء بالمسامير الصدئة وزوايا الحديد العارية. تعد "كرمة" هي المدخل الشمالي لمنطقة المحس. ويتحدث الناس من "الغابة" جنوب دنقلا إلى البرقيق (التي تقع بين "كرمة" و"أرقو" على الشاطئ الشرقي للنيل، لغتهم الدنقلاوية الخاصة، بينما يتحدث الناس في جزيرة "بدين" (الواقعة في محاذاة كرمة) اللغة الدنقلاوية والمحسية. وتعد اللغة المحسية هي االلغة الأساس في المناطق الواقعة بين "كرمة" و"عكاشة" شمالا، حيث تتغير اللغة هنالك إلى "الحلفاوية". معروف أن كل هذه القبائل واللغات مستمدة من مصدر واحد هو اللغة والثقافة النوبية، والتي سبقت دخول العرب للمنطقة بكثير، بيد أن هذه الثقافة واللغة في طريقها للاضمحلال والاندثار، تماما مثل ما اندثرت الثقافة السلتية واللغة الغيلية في اسكتلندا. وعثرت (أخيرا) على المكان الذي تبدأ منه اللواري رحلتها من "كرمة" على ضفاف النهر. في تلك اللحظات كانت الشمس ترسل علينا بلا رحمة شواظا من لهب، بيد أن وجود صف من أشجار النيم على ضفاف النيل خفف من غلواء حر ذلك المكان للقادمين للسوق وسائقي اللواري والمتسكعين كذلك. وخلف تلك الأشجار شاهدت من على البعد عددا من المراكب الكبيرة المحلية الصنع تحمل مجموعات من النساء تعبر بهن من وإلى جزيرة بدين، وأشرعتها البيضاء ساكنة تماما وهي تمخر في صمت وجلال عباب النهر وكأنها بجعة تتمايل فوق سطح الماء! سمعت أيضا ضجيجا عاليا آتيا من صف من العشش الصغيرة يعمل تحت ظلها الشحيح حدادون يكابدون حر أدوات عملهم الشاق إضافة لحرارة الشمس اللاسعة، والعرق يتساقط من أجسادهم، وصغارهم ينفخون كيرهم بالقرب منهم. ثم جدت – وبصعوبة بالغة - لوريا متجها إلى وادي حلفا قبل سائقه أن يأخذني إلى "عبري". ومن سوء الحظ فقد كان السائق على وشك بدء رحلته الطويلة الشاقة، فلم أعثر في كامل اللوري إلا على مكان صغير جدا في الخلف فوق أبوب حديدية مرصوصة كان سطحها (وهي في الظل) يشبه سطح مقلاة حامية. صعدت إلى أعلى اللوري واستقريت على ذلك السطح العالي، ومنه بدأت استكشف الجموع البشرية الحاشدة المكتظة في ذلك اللوري، والذين سيكونون "رفقاء السفر" للستة وعشرين ساعة القادمة. وبدأنا في التحرك من "كرمة" وسرعان ما بدا لنا ذلك الفراغ الصحراوي العريض الخالي من أي أثر للحياة قبل أن يحاذي الطريق نهر النيل في قرية "الفريج". مع هبوط وصعود اللوري في الطريق المتعرج، قفزت في الهواء من أعلى اللوري ووقعت – وأنا في غاية الألم- على ذلك السطح الحديدي اللعين مرات عديدة. وطافت بخيالي في تلك اللحظات ذكرى عابرة لعالم تركته، فيه قطارات سريعة وسيارات لامعة ذات مقاعد مريحة. لقد هيأت نفسي وأعددتها للعيش في بلد يرزح تحت نير نظام عسكري ديكتاتوري ومجاعات وحروب أهلية، بيد أني كنت عاجزا عن الصمود أمام كل هذا العذاب، الذي كان يعده الناس هنا أمرا يوميا عاديا لا يؤبه له، ويعالجونه بالصمت والصبر الجميل، إذ ليس لهم من بديل. عاملني رفقاء الرحلة تلك معاملة "ملكية"، فلقد أخرج كل واحد منهم حفنة تمر وأهداها لي، وقدم رجل نوبي لنا جميعا (وعددنا يفوق الأربعين) في منزله الصغير أكوابا من الشاي، وعرض علينا كل من قابلناه شيئا...أكوابا من الماء، أو بعض الطعام، واستضافونا جميعا في المساجد الصغيرة (وهي المكان التقليدي لضيافة الغرباء). لم تكن تلك الضيافة في ظني أمرا استثنائيا بسبب وجودي كبريطاني أجنبي بين ركاب اللوري، بل كان أمرا عاديا جبل الناس هنا عليه. وساد بين كل الركاب اتفاق غير مكتوب أو منطوق مفاده أن يعامل كل واحد الآخر بما يحب أن يعامل به. لقد ظل المثل السوداني القائل بأن "الرفيق قبل الطريق" يرن في أذني ويصدق أمام ناظري في كل رحلة قمت بها في أرجاء السودان. وأثارت شجوني رحلة عودتي من أكثر مناطق العالم حرارة – على متن طائرة الخطوط الجوية السودانية- إلى دياري. وصلت لندن وابتلعتني لجة من البشر في مطار "هيثرو" حيث رجعت إلى الأوجه ذات التعبير الثابت والبارد والصامت دوما، وحيث تعد أي محاولة للعطف، أو التواصل الإنساني مع شخص غريب بمثابة محاولة للتعدي أو الهجوم. ودلفت إلى بوابة محطة لقطارات الأنفاق وكأني أدخل بوابة لجهنم. وصدمني راكب دون أن يعير أدنى انتباه لما تمتمت به من عبارات الاعتذار، وشعرت بأن حراس القطارات تلك هم سدنة تلك النار. ولفحتني رائحة كبريتية كريهة وأنا أخرج من قطار الأنفاق في محطة ما لأستقل القطار |
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: wadalzain)
|
حبيبنا ود الزين .. يا سلام لقد اتيت الى ديارنا الحبيبة .. صدقني انت زول جميل لأنك عرفت مكمن الجمال .. عندما قرأت عن الخواجة إيان .. كنت أفتكر انه إيان هارفي الذي عمل معلماً بمدرسة دنقلا الثانوية وكان استاذنا في لغة الانجليزية في بداية السبعينات وله كتاب جميل عن المنطقة تقريبا ترجمتها ( أطيب الناس ) وإذا لجأت الى القوقل وكتبت فيه ( كتابات سيف الدين عيسى مختار عن أيان هارفي ) وسيف الدين عيسى معروف رجل أديب لا يشق له غبار ولكني وجدت الاسم مختلف أيان مارشال .. ولكن نفس الاسلوب والطريقة في الكتابة ..
سوف نواصل في ها البوست .. نبدأ بأرقو
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: ismeil abbas)
|
لا بأس أخي ودالزين .. الاخ حنفي أحمد أرصد هو أيضاً من ابناء ملوك ارقو .. ووالده كان شيخاً وعمه محمود ارصد كان شيخ كرمة البلد والمناطق الملحقة بكرمة البلد .. ومنطقة كرمة البلد من البقع المعروفة على مستوى العالم في دهاليز الدراسات التاريخية لحضارة كوش حيث بها الدفوفة وحضارة كوش العريقة واخيراً تم تشييد المتحف بدعم من العالم السويسري شارلس بونييه وكما ذكر ايان مارشال في رحلته حتى عبري وصور المنطقة وأهلها بهذه الصورة المثالية ، لأن المنطقة فيها الأمن المجتمعي ونسبة الجريمة تكاد تكون معدومة فيها حتى نقاط الشرطة لا تجدها إلا في بعض القرى الآهلة بالسكان وهذا الاسلوب من الحياة موروث منذ آلاف السنين .. وفي آخر اجازة لي قبل ستة أشهر تقريباً وجدت هناك عشرات الخواجات بسيارات لاندكروزر في ساحة الدفوفة وفي الحديقة الصغيرة الملحقة بالمتحف ، وكأنهم خبروا أهل المنطقة وعرفوا صفاتهم وسلوكهم وواضح ذلك في طريقة معاملة الناس لهم .. ولأول مرة اخي ودالزين أرى الناس يكرمون السواح ، فبدل ان يدفع السائح قيمة الشاي او الفطور في المطاعم في البرقيق وجدت ان صاحب المطعم او القهوة يرفض أن يتناول منهم الفلوس ، وهناك من يدفع حسابهم وقد فعلت ذلك عدة مرات خلال اجازتي في البلد وكانوا سواح هولنديين .. فهذه هي القيم الانسانية التي جعلت ايان مرشال يكتب عنهم .. واضيف هناك حقيقة ثابته وهي أن البرقيق اسسها اسكتلندي اسمه مستر لانق والى يومنا هذا هناك مشرع للمراكب ولنشات يسمى بمشرع ( مسترلانق ) ولكن اهلنا يحرفون الاسم الى ( بستلانقي ) وإلاستراحته مازلت هناك والمعروف عن هذا الاسكتلندي أنه هو الذي اسس مشروع البرقيق الاعاشي وتبلغ مساحته حوالي 7آلاف فدان 700حواشة في 10 فدان وكان ذلك منتصف الاربعينات من القرن الماضي ، وكان آباءنا واجدادنا يرددون ذكراه ومنهم من كان يترحم عليه حتى لو أنه مسيحي فلا غضاضة لأنه كان يخدم المنطقة بكل اخلاص ( عشان كده ناسنا الكبار كان يتمنوا عودة الاستعمار ويتحسرون على أيامه ) وفي ذلك الزمان كان السفر الى حلفا والسكوت عن طريق اللواري وكان اشهر سائقي تلك اللواري هم ابناء عكاشة واشهرهم ( حسن عكاشة ) رحمه الله وكانت الرحلات تبدأ من كرمة النزل يوم سوق الاحد وفي عهد اقدم عندما كان أهلنا يسافرون الى مصر للعمل كانت هذه اللواري لها رواج وبالحجز في بعض الاحيان .. والمعروف ان سوق كرمة النزل هو يوم الاحد يأتي اليه الناس من حدود السير حتى المحس لأن منتجات جزيرة بدين على إمتدادها ومنطقة أمبابة ومشروع البرقيق بكل وسعه تأتي الى هذا السوق وأشهر من كانوا في السوق هو عمنا (أبوعليان ) من ارقو فكان صاحب العماري ( صعوت ) المشهور عبر المنطقة تجد أمامه الزبائن بالصفوف لأن الرجل استطاع بهذا النوع المميز من العماري تحويل الناس من التمباك الاخضر ( تمباك القعب بالعطرون ) الى ود العماري ولو أن مهنة حالياً احتكرها اخواننا من الولايات الاخرى نواصل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
تحياتى وتقديرى على عبدالوهاب عثمان على هذه الإضاءة والاضافة الثرة
اعتقد ان هذه مناسبة للتعريف بهذه البقعة من الأرض الطيبة الخصبة وبأهلها الذين يتميزون بتواصلهم وتماسكهم وكرمهم وانسانيتهم وعطاءهم وحبهم لارضهم ونيلهم .
أثرت شجونى بشجرة لبخ شيخنا ارصد في جزيرة ارتيقاشة ، كم أكرمنا هذا الرجل البحر في هذه الشجرة الممتدة الظليلة الوارفة ، انه رجل يشبه الملوك في الاساطير والحكاوى كريم كرم لا ساحل له سمح السجايا دمث الاخلاق الا رحمه الله رحمة واسعة
أيضا يا عزيزى جلسنا مع العالم شارل بونيه في مناسبات عدة في بيت عبدالاله الملك ذلك الرجل الكريم
كانت لى عادة ان اذهب في مرات كثيرة الى قصر الملك طمبل قرب البحر وأتأمل ملامحه واصعد عليه وارى ذكريات الزوار منحوته على جدرانه من عشاق وزوار
وكم دعانا ( سربوج ) عند قدومه من السعوديه الى بيته ومزرعته الممتدة وقضينا اجمل اللحظات مع الفنان صديق احمد وكان له صديق صاحب مركب ويصطاد السمك وكنا نجالسهم ليلا في جزيرة قبالة كرمة البلد يطربنا صديق احمد بأغانينا الشجية وصديقه يشوى لنا السمك في تلك الجزيرة غير المأهولة
أما البرقيق وسوقها العامر وارقو وسوقها المزدحم الممتلىء فذلك شيء آخر يحتاج الى حكى آخر أيضا
أما زيارات السيد كامل في داره في غير مناسبات ومناسبات الحوليات فذلك أيضا يحتاج لسفر من الكتابة .
واصل كتاباتك واضاءاتك عن تلك البلاد فذلك مما يطرب القلب .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: wadalzain)
|
أستاذي ود الزين . جعلتني استحضر ذلك الزمن الجميل .. ولأنك اصيل وجدت كل هذه الحفاوة من هؤلاء الطيبين
Quote: يضا يا عزيزى جلسنا مع العالم شارل بونيه في مناسبات عدة في بيت عبدالاله الملك ذلك الرجل الكريم
كانت لى عادة ان اذهب في مرات كثيرة الى قصر الملك طمبل قرب البحر وأتأمل ملامحه واصعد عليه وارى ذكريات الزوار منحوته على جدرانه من عشاق وزوار |
شارلي بونيه عند قدومه كان أول احاطه بالرعاية هو فيصل إبن العمدة عباس وكان عمدة ارقو وامتدت عموديته حتى مشروع البرقيق وجزء من البرقيق ( السوق ) كان فيصل رحمه الله وسيم الطلعة يقود سيارة ( لاندروفر استيشن ) دائماً ما كان في كامل أناقته ومميز في ( لف العمة ) وأذكر أنه تبرع لفريق الاثار بمستودعات يمتلكونها في السوق البرقيق بمحاذاة بيوتنا .. وساعد كثيراً شارلي بونيه حتى اندمج هذا السويسري الرائع في المجتمع تماماً فتغيرت فكرة اهلنا الذين كانوا يظنون أن الخواجات يأتون الى الدفوفة لسرقة الذهب .. ولكن بمجهودات فيصل عباس وتنويره لأهلنا في كل التجمعات الافراح والاتراح والاندية ، عرف الناس حقيقة الموضوع واصبح شارلي بونيه في موضع الاحترام .. وللاسف لم يسعفه العمر ليكمل باقي رسالته عن التراث النوبي .. وتوفي في حادث حركة في بورتسودان وهو في ريعان شبابه قبل الزواج .. وواصل بعده إخوانه المهمة وهذا عبدالاله الملك كما ذكرت يكرم شارلي بونيه .. بالتأكيد أنك شعرت بقيمة هذا الشاعر الكبير عندما زرت قصره الاثري ولكن المشكلة أننا لا نهتم بتراثنا ولا نحافظ على ذاكرتنا .. فلا أحد ينتبه الى منزل المهدي في لبب او منزل خليل فرح في صاي .. هل رأيت كيف يشعر الانسان عندما يرتاد تلك الاماكن وخاصة حاضنة رجل في حجم حمزة الملك طمبل هذا الشاعر الذي نادى بسودنة الشعر السوداني بعيداً عن تقليد شعراء مصر .. وتكون هوية القصيدة سودانية في فكرتها ومضمونها ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
أما كرمة النزل ففيها تمازج جميل ونموذج رائع لمجتمع خليط من كل الاثنيات ومتماسك بالتزواج وأحسب ان كرمة النزل اسسها كيتشنر باشا عند تمديد السكة حديد للمرة الأولى وكانت فكرته ان تكون السكة بمحاذاة النيل وعندما وصل الى كرمة النزل غير رأيه وجعلها عبر الصحراء الى ابوحمد .. ومازال هناك كبري يسمى ( كبري كيتشنر ) والردميات التي تم تجهيزها مازالت آثارها موجودة من وسط هذا الجمال والتاريخ كان الاخ عبدالرحيم سربوج (رحمه الله ) اتذكره وهو في مقتبل العمر كان ضابط ايقاع ماهر جداً ويمارس الغناء احياناً وأشهر ما كان يردده في ذلك الزمان اغنية تقول : غدارة غداره قست علي مالا مشغوله بدلالا كان يمتاز بجمال الصوت والهدوء ، بدأ رحلة الاغتراب الى السعودية وابتسمت له الحياة فكانت المزرعة ومنزله المميز الذي كان مكاناً للتجمع الشباب والاصدقاء واشتهر بكرمه الفياض .. والمعروف عن صديق احمد انه محسي من نفس إمتداد المنطقة ولكن ظروف عمل والده نقله الى منطقة أحلى ناس وهم ( البديرية والشايقية )
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: Elmosley)
|
Quote: مشاركة فرايية من ولد الجبرنجي والقلوكوني مروارتي ارو والزورات تحياتي |
يا ود الزين .. يا أخي وينك .. اهو جانا الزول الاصيل الفنان الموصلي .. وجاء بأجمل منطقتين زوارت ومراوارتي .. دي مناطق في غابة الجمال .. وجاب معاهو أعز العائلات في امتداد دنقلا .. جبرنجي .. أحفاد جابر .. ولا تخلو منطقة من هؤلاء القوم كلنا فينا دم ( جبرنجي ) ومركزهم في الزورات .. شفت يا ود الزين كيف جذبت الفن والجمال للبوست صدقني مراوارتي دي لوحة من الجمال .. طيب يا موصلي صدقني صوتك الحلو .. من جينات المنطقة دي يا اخي الواحد لمن يسمع حداء أروتي الساقية مع انين الساقية كأنه فنان مع اوركسترا ..
تاني شكراً يا ود الزين .. العفو احتكرنا البوست الجميل ده ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: هشام عباس)
|
تحياتى للجميع
تحياتى هشام عباس
حنفى ارصد صديق وكم استضافنا في داره العامرة ، يمتاز حنفى بخلق نبيل وروح وثابة ثورية واصل ومحتد ضارب الجذور مشبع بالنيل والنخيل ولا غرو فهو دمث الاخلاق محبب من الجميع ، شفاه الله من الامراض التي المت به
كنت كثيرا في العصريات والامسيات اذهب الى شاطئ النهر امام ارقو العامرة باهلها أشاهد حركة البنطون واللنشات والحركة الدائبة للناس بجانبى أشجار ظليلة ووارفة عليها شدت ازيار الماء ، اجلس بعيدا وعند الغروب اشاهد من الجانب الاخر أشجار النخيل فأتذكر قصيدة السياب وهو يصف عيون حبيبته ، عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ، وأقول يا ترى لو جاء السياب هنا ورأى كل هذا الجمال فماذا كان سوف يكتب ؟
كثيرا ما كنا نمازح الناظر احمد الملك الذى لا يغيب عنا في عصرياته وامسياته وكثيرا ما نستمتع بولائم الفلاليح الذين يجيدون طبخ الطعام ، وكان صديقنا مصطفى البصرى لا ينفك ان يمدنا بوجباته العامرة .
تلك الديار طيبة واناسها من اطيب الناس
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
أرقو ... زهرة الوادي
أرقو, زهرة الوادي نبـضُ الحــنينِ ينادي يا زغرودةَ النيلِ يا فَــرحي وإســعادي أفنيتُ الصِبا مَرحاً يا أرض نبتي وميعادي إليك الشوقُ يَأسِرُني يُكبِلني بآهاتي وأصفادي فأنتِ قيثارةُ العُمرِ لحنُ أشعاري وأمجادي أحنُّ إليكِ يا أرقو إلي أصحابِي في النادي أحنُّ إلي سواقيكِ مصدرَ إلهامي وإنشادي وإلي أشجاركِ السَمقي كأنها أسـوارُ بغـــداد أحن إلي قماريك تُحيّي الرائحَ الغــادي
ففي ألحانها شَجنٌ يُطرب مُهجةَ الصادي يُهدئَ روعَ أنفاسي يُواعــدني بمـيعاد يُواعدني إلي لقيا تَشفي لوعةَ إبعادي أحنُّ إلي لياليكِ بين السابِ والوادي أذكر كلَ من رحلوا كم من شاعرٍ شادي وأذكر كل أقراني إحـــبائي وحُسـادي لأجلكِ زهرةَ الوادي أدعـوكم إلي زادي أدعوكم إلي تقوي تقيكم شـرَّ مـيعاد
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
Quote: أحنُّ إلي لياليكِ بين السابِ والوادي أذكر كلَ من رحلوا كم من شاعرٍ شادي |
يا سلام يا اخي حاجة تمام يا مجدي .. ارقو الساب ,.. وارقو كونج .. أرقو زمان كانت ممتدة ولكن اليوم الكثير من القرى خرجت عن طوع ارقو واصبحت مستقلة بأسمائها .. وشعراء ارقو كثر ويستحضرني حالياً ( شاعر قلت أرحل ) التيجاني سعيد حسنين ويرجع له الفضل في تغيير شعار دنقلا الثانوية وكان شعارها (( لا تيأس )) فقال قصيدته المشهورة يخاطب بها الناظر يا ناظر مدرسة اليأس قد طار العلم من الراس فتم تغيير الشعار الى ( ربي زدني علماً ) ولا ننسى الشاعر الكبير محي الدين فارس من قرى أرقو ( السرارية ) والفنان الشعبي إدريس ابراهيم الذي تغني بأرقو زهرة الحلوة حلاته فاتت في الجمال زملاته وهنالك كثر ,, ولكن المشكلة في الذاكرة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
التحية لود الزين صاحب البوست .. مجدي .. أمبس .. ياسلام .. خليتني أفكر في اجازة حتى لو اسبوع واحد كده غطيت ارقو من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب أما أرقو اليوم : أرقو السوق ، أرقو المدينة ، و( فلحي مار ) أما اليوم فقد انحسرت أرقو ولم تبقى فيها غير المحكمة .. بعد أن قامت المحلية في البرقيق .. واصبحت أرقو ذكريات وتمددت كرمة البلد والبرقيق لتكون تقريباً اكبر كثافة سكانية في الولاية مع وجود الدوائر الحكوميه فيها .. لك التحية مجدى .. لكن بالجد اثرت الذكريات رغم أنني كنت في هذه المناطق قبل 6 شهور قاتل الله الاغتراب ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote: اين اؤلئك الرجال مصطفى عوض والعندى ، اذكر صراعهم الملتهب مع جاد غريب مقلد ومشروعه بالقرب من السرارية وكيف برز مصطفى عوض كقائد حقيقى يحمل مطالبات القرية وأهلها حتى اجبر الدولة كلها ان تتدخل |
شكراً لسيرة هؤلاء الاخوة الكرام .. الاستاذ مصطفى عوض صالح من ابناء ارتقاشا .. كان ثورياًً يميل في الغالب لمطالب البسطاء حالياً مقيم في العاصمة ويعمل في المدارس الخاصة بعد ان دخل سن التقاعد .. الاستاذ / العندي حسن العندي .. من تخوم ارقو .. والده كان يملك حواشه في مشروع البرقيق ومشهود له بالحكمة اخي ود الزين شكراً وانت تجعلنا نستحضر ذلك الزمن الجميل .. وهؤلاء الذين تحملوا عبء تربية الاجيال .. لك التحية
ودعني من خلالك احي الشاعر الجميل عبدالاله زمراوي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote: اين اؤلئك الرجال مصطفى عوض والعندى ، اذكر صراعهم الملتهب مع جاد غريب مقلد ومشروعه بالقرب من السرارية وكيف برز مصطفى عوض كقائد حقيقى يحمل مطالبات القرية وأهلها حتى اجبر الدولة كلها ان تتدخل |
شكراً لسيرة هؤلاء الاخوة الكرام .. الاستاذ مصطفى عوض صالح من ابناء ارتقاشا .. كان ثورياًً يميل في الغالب لمطالب البسطاء حالياً مقيم في العاصمة ويعمل في المدارس الخاصة بعد ان دخل سن التقاعد .. الاستاذ / العندي حسن العندي .. من تخوم ارقو .. والده كان يملك حواشه في مشروع البرقيق ومشهود له بالحكمة اخي ود الزين شكراً وانت تجعلنا نستحضر ذلك الزمن الجميل .. وهؤلاء الذين تحملوا عبء تربية الاجيال .. لك التحية
ودعني من خلالك احي الشاعر الجميل عبدالاله زمراوي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: حنينى الى تلك نواحى البلاد لا شفاء من حبها : أرقو ، البرقيق ، كرمة النزل ، البلد ، مروارتى ، بن (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
Quote: شكراً لسيرة هؤلاء الاخوة الكرام .. الاستاذ مصطفى عوض صالح من ابناء ارتقاشا .. كان ثورياًً يميل في الغالب لمطالب البسطاء حالياً مقيم في العاصمة ويعمل في المدارس الخاصة بعد ان دخل سن التقاعد .. الاستاذ / العندي حسن العندي .. من تخوم ارقو .. والده كان يملك حواشه في مشروع البرقيق ومشهود له بالحكمة اخي ود الزين شكراً وانت تجعلنا نستحضر ذلك الزمن الجميل .. وهؤلاء الذين تحملوا عبء تربية الاجيال .. لك التحية
|
الاستاذ على تحياتى الاستاذ مصطفى عوض محمد صالح من السرارية والاستاذ العندى حسن العندى من السرارية
| |

|
|
|
|
|
|
|