بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم
ظللت أتابع بإشمئزاز وإستياء وإستهجان وتعجب بالغ محاضرات المدعو / محمد مصطفى عبد القادر المنسوب لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان .. وهو يستهتر بإختيار أهل السودان لأنفسهم ومنذ قرون طويلة للطريق الصوفي سبيلا لنشر الإسلام والتصدي للإستعمار ونشر القيم والأخلاق الإسلامية السامية وتزكية المجتمع والفرد والأمة ..ولكن ليس على منهج محمد مصطفى ومن لف لفه من الجماعة ..
وغني عن القول أن مناصرة السنة وتوقيرها ونشرها والإستهداء بها وإحترام الدعاة المهذبين العاملين في حقلها واجب كل مسلم غيور على دينه .. إذن نحن مع السنة وأهلها ..ولكن ليس على طريقة محمد مصطفى وأشباهه ..
لقد ظل محمد مصطفي خلال محاضرته المغلقة والمفتوحة في الهواء الطلق وبمكبرات الصوت ..يستهتر برموز التربية والأخلاق في السودان ويصف عقائدهم ( بال######ة ) ..وملأوا اليوتيوب بالمقاطع الطويلة ومن ذلك تضليلهم وتكفيرهم للشيخ البرعي ( حبيب أهل السودان والمجتمع ..على فضله وبركته ) وجعلوا عنوانا للفيديو : محاكمة برعي السودان !! .. ويصف المدعو محمد مصطفى في سخريته لهؤلاء الأكابر أن منهم : واحد قافل عينو ( يعني سيدي المكاشفي الحسي النسيب الذي أطبق فضله وزهده وعلمه وشهرته الآفاق )، وواحد نافش شعرو - يعني سيدي عبد الله العركي بطيبة .. ووصف سيدي أحمد الطيب ( إكسير العارفين ) بالكذاب ..سبحان الله إنّ من دعاه أئمة الأزهر الشريف لحل معضلات المسائل العلمية فحلها كلها بسعة علمه وأنظاره وأظهر العجب العجاب في بلاد الريف حتى إنقاد له العامة والخاصة بما فيهم قاضي قضاة مصر وسلكوا طريقه وتشرفوا بالإنتساب له ولكثرة كراماته كاد الناس أن يتمنوا عودة الماضي بين يديه لاسيما في وهب القرآن كاملا مجودا للصادقين بتفلة واحدة ..يصير هذا العلم البازخ مضرب عصى للمغرور محمد مصطفى الذي يزعم أنه المناط به هداية أهل السودان ودلالتهم على العقيدة الصحيحة والمنهج القويم !!! ويتطاول على شيخ أم ضوابان ( قاضي المحكمة العلية سابقا ) ويصف زيارة السفير الأمريكي له بأنها إشارة للمشابهة !! قائلا إن كانوا يريدون مد جسور التقارب مع الأديان والإسلام فلماذا لايزوروننا في الفتيحاب ونحن بها قمن !!... ويزعم أنه من فحول العلماء وجهابذة الدعاة ( ضمنا طبعا ) بقوله : ما يجيني الشماسة والعطالة عايزهم جيبوا لي أكابرهم للمناظرة ..على تقدير أنه سيهزمهم ويمثل بهم ويسلخهم سلخا - ب‘تباره أسد السنة .. ولانريد التوسع في في ذكر مخازيه وتهريجه وتعكيره لجو أهل السودان القائم على التسامح وحرية الإعتقاد وفتح المنابر لكل دعوة مهذبة مؤدبة وإن كانت مخالفة لإعتقاد العامة في كثير من وجوه السلوك والتعبد ..ودونك عبد الحي يوسف ومحمد الأمين إسماعيل وأضرابهم من العلماء المهذبين أهل الفطنة والحكمة في الدعوة - لادعاة مناصرة المنهج بكل سبيل - ..ولو كنا نغلو كغلوهم لما صلينا خلفهم طواعية - حين أفتى بعض علمائنا المعتبرين - بعدم جواز الصلاة خلف دعاتهم .. ولما آخيناهم حيث إلتقيناهم وهم يعمدون لتنقيص المصطفى والإستهتار بحقوقه التي تعارف عليها عامة المسلمين وعلماؤهم عبر كل القرون فجعلوا التوسل والتبرك بآثاره شركا أكبر .وجعلوا شد الرحال لمسجده هو من مغانم المسلم الكبرى في حين أنّ نية شد الرحال لمقامه صلى الله عليه وسلم ضلالا ومخالفة للسنة !!! إلى آخر مخازي معتقداتهم ..ومع ذلك لا نعنفهم بها ولا يمنعنا ذلك من مواخاتهم ومودتهم والصلاة خلفهم في حين أنهم يمجوننا ويكفروننا ويشركوننا وبذلك يشقون صف المسلمين ويخلقون البلبلة في مجتمعاتهم ..فانظر جمود آثار دعوتهم وقلة المنخرطين في سلكهم.. برغم ضخامة مواردهم وآلتهم الإعلامية ومن خلفها سلطان يدعمهم ولكنه لاينفك يأمرهم بالوسطية والبعد عن الشطط .. وحتى لانطيل نوجز بما يلي :- 1/ يجب على جميع أهل القبلة على إختلاف مللهم ونحلهم إعتماد منهج للدعوة يقوم على التسامح والحكمة والموعظة الحسنة والعمل المشترك ..على أرضية المتفق عليه .. 2/ نطالب قيادة جماعة أنصار السنة بوقف السلوك السيء لبعض دعاتها - إن أمكنهم ذلك - وتنقية أجواء الدعوة للحوار بالحسنى ..في نفس الوقت الذي نطالب فيه أشياخ الطرق الصوفية بمنع بعض أتباعهم من الغلو والتطرف في مواجهة أنصار السنة وغيرهم.. والحد من جهالات بعض الأتباع وضرورة تقيدهم بالسنة ( ومنع الحلف بالطلاق والحرام بغير الله ... كما كان الشيخ البرعي يقول في أشعاره التربوية التي إستغرقت كل منحى ومنعرج : لاتحلف بالطلاق لاتحرم ..).. 3/ إنه لاتزال هناك فرصة كبيرة للمنهج السلفي للإنتشار في أوساط الأجيال الجديدة لو تحرر من الرعونة والجفاء والشطط كما يفعل محمد مصطفى وأشباهه .. بالدعوة بالحسنى دون ذكر أسماء وتشهير وإساءة .. 4/ إنّ أمن العالم فضلا عن أمن مجتمعاتنا مرهون بمنهجية جديدة لكل أهل العقائد تسعى لتسويق معتقدها وإجتهادها بالحكمة والموعظة الحسنة لا الرعونة والغلو في المواجهة والمصادمة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الرشيد حسن خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست