|
|
 هل فقدت مصر امومتها.. وماعاد السودان حامي بوابة العرب الجنوبية
|
مصر ام الدنيا، اقدم حضارة وام الحضارات، مصر حاملة لواء العروبة والحامية لها، مصر اول دول عربية تهزم جيوش العدو الصهيوني وتلقنه درسا قاسيا،مصر مصر مصر..هذه هي العبارات التي كانت دائما تصاحب الحديث عن مصر ودورها العظيم في المنطقة . وكانت النظرية السائدة منذ القديم ان اي خلل يحدث في مصر سيغير من ميزان القوة في المنطقة كلها ويرجها رجا .
مصر سجلت اول اتحاد بين دولتين في طريق الوحدة العربية التي كان يحلم بها جمال عبد الناصر، اتحدت طوعا مع سوريا ونتج عن هذا الاتحاد قيام الدولة العربية المتحدة (1958 - 1961) وفي خلال هذه الفترة كان طموح جمال عبدالناصر جامحا نحو الوحدة العربية وتوحيد الصف العربي .. واليمن كان مثالا واضحا للتمدد الناصري، حينما ابتعث ناصر جيشا قوامه 70,000 جندي للقتال في اليمن ابان الحرب الاهلية المعروفة بثورة 26 سبتمبر التي استمرت ثمان سنوات (1962 – 1970).
كان الاهتمام ينصب علي السودان عربيا باعتباره الدولة التي كان يخشي ان تتسلل الدولة العبرية منها نحو مصر والقضاء عليها ومن ثم ضياع القضية الفلسطينية التي كانت مصر تشكل صمام الامان لها هذا حسب المحللين الجيوسياسيين. وفي تاريخ العلاقات السودانية المصرية كان التأثير واضحا بين الدولتين ومايحدث في مصر كانت تتأثر به السودان والعكس صحيح ( ثورة عرابي والثورة المهدية،الضباط الاحرار في مصر والسودان، نشأت الحزب الاتحادي الديمقراطي في مصر، وفود طلائع الحزب الشيوعي السوداني من مصر) والكثير من الروابط المشتركة بين البلدين في العصور السابقه.
تجاوزهذه النظريات الزمن واصبحت هطرقات في العالم الحالي الذي تباينت فيه الظروف والمعطيات السياسية وتغيرت فيه موازين القوى ، ما يحدث في كل دولة اصبح شأن داخلي يخص الدولة نفسها وان كانت ثورة او انقلابا او احداث عنف، وان كان هناك تاثير فهو نسبي وقليل ولا يترك اثرا كبيرا في خارطة الدولة الاخرى ، ولا نقصد هنا هجرات اللجؤ والمناوشات والتراشق السياسي والعسكري، كل ذلك يحدث تحت السيطرة ولا تمتد السن لهبه من دولة لاخرى مثلما كان يحدث سابقا. تغيير النظام في السودان لم يمثل اي شى للمصريين، وبقي نظام حسني مبارك حتي انجلى بثورة شعبية ابقت انفعاله وتفاعله في محيط الدولة، والسودان البلد الجار الجنب استمر نظامه ولم يتأثر كما لم تتأثر الدول العربية الاخرى. وصول الاخوان المسلمين للحكم في مصر كانت اثاره واضحة علي البعيد قبل القريب، فقد حاول الاخوان تصدير النموذج الي دول الخليج وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة ،التي وضعت يدها علي خلية اخوانية كانت تعمل لتغيير النظام بدعم من حكومة مصر الاخوانية. وبقي السودان محصنا من اي تأثير مصري رغم التقارب الفكري ، فلكل دولة مدرستها الفكرية المختلفة عن الثانية.وماعاد السودان كما كان يستجلب كتب القصة والثقافة والفكر من مصر كما كان سابقا مولعا بكتب رفاعة رافع الطهطاوي وطه حسين والعقاد ، وحتي روايات الصبيان كانت تجلب من مصر فقط مثل المغامرين الخمسة والشواطين الثلاثة عشر، والفقه والفقهاء كانوا من مصر ثم المغرب المعربي .. وما عادت التجارة البينية بين مصر والسودان تشكل عائدا كبيرا.كما ان نفصال الجنوب لم يزد او ينقص من مصر شيئا.
في حكومة النقراشي باشا طالب بعدم ادراج استقلال السودان ضمن اجندة اجتماع عصبة الامم، باعتبار ان السودان ارض مصرية، بوضع اليد. البلدين تربطهم مصالح مشتركة، وشريان واحد لكن (كل قرد طالع شجرتو).
|
|
 
|
|
|
|
صابر فضل المولي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست