|
|
|
 Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)
|
هو نفسه لا يدري ما أصابه. كما لو أنه يتمثل تلك الحكمة الانجليزية "الميت هو الإنسان الوحيد الذي لا يدري أنه ميت". لكن ما حدث أنه تحول مع مرور الوقت من إنسان نبيل إلى شخصية متخمة بالكراهية. يكره, يكره, لا يكاد يتوقف عن كره, إلا كيما يبدأ كرها آخر, وباختصار تحول ما يدعونه "ملك القطيعة", في زمن الهزيمة, إلى مجاهر بالكره, حتى ظننا في الآونة الأخيرة أن الكراهية "شأن عام". زمان, كان "ملك القطيعة" يهمس بالكره وسط خاصته. كان أصدقاؤه يتفهمون حاجته إلى الكره كحاجة أحدهم إلى تدخين سيجارة. وكانوا يدركون جيدا ألا أحد بوسعه وقفه إذا ما بدأ في الكره. كانوا يقولون "كيف يمكن وقف قطار مندفع بيد النصيحة العزلاء"?.
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كانوا يشكون منه في لحظات غيابه تلك. لكن لا أحد منهم كان بوسعه الإشارة إلى "ملك القطيعة" بإصبعه. كانوا فقط يبثون لواعجهم في شكل حنين عام إلى جلسة مترعة بالحب. وقد ظن أحدهم في لحظات سكره الشديد أن الهواء نفسه (في هذا الزمن) قد يكون أحد مخبري "ملك القطيعة". كان يغالب أبو الشهيق معلقا على ما يدور في سره قائلا "كل شيء جايز". ولما رأى "ملك القطيعة" من أمرهم خشية منه, امتنع نهائيا عن دفع نصيبه في تغطية نفقات تلك القعدات, وهذا ما أحزن أولئك الأصدقاء وأطال أمد الصمت بينهم, إلى أن أعلن "ملك القطيعة" أنه لا يروقه مجلس للسكر خال من الفرح, فصار ضحكهم يسمع من على بعد ثلاثة منازل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كلما عمل, أصدقاء "ملك القطيعة", بالحكمة القائلة "خير وسيلة لتجنب الشر مخاواته", وذلك مجاراة لخبرتهم السياسية القائلة "خير وسيلة للتمويه على الأمنجية السكن في البيت الذي يلي مبنى الجهاز", كلما أدرك "ملك القطيعة" علو ثمن بقائه في مجلسهم, فصارت مطالبه تزداد يوما بعد يوم, فمرة يعلن أنه يفضل كوارع الخروف, وتارة يعلن إستيائه من جبنة الدويم الممتازة كمزة صحبة "فستق العبيد", وحين طالبهم مرة ب"لبن الطير", أدركوا على ضوء النجوم, أن جهودهم المضنية للإبقاء على "ملك القطيعة" تحت عباءتهم آلت إلى فشل ذريع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: فتحي الصديق)
|
كانوا يتذكرونه, لا كما يتذكرون مايكل جاكسون في حواراته الصحفية, بل حين يعتلي خشبة مسرح ويبدأ في الرقص والغناء, فعندها يبدأ "ملك القطيعة", بتحليب شيء داخل فمه, كسجين وضعت أمامه فتاة عارية وراء حاجز زجاجي, ويبدأ بتحريك أصابع يديه من متعة, بينما يصب حمم كرهه المتقنة على أحد أهدافه, وعيناه تستقبلان بشراهة ما يحدثه من دمار على تلك الأعين المستمعة, برعب لا تخطئه عين وسط الصليل الزائف لضحكاتهم تلك. على أن "ملك القطيعة" بعيد الآن, يضمه مجلس آخر للسكر, ولا بد أن من بين مميزاته "لبن الطير", وإلا كيف يفارق قعدتهم صديق شرع يطلب منهم في الآونة الأخيرة غسل أصابع قدميه بمياه دافئة.
حياك الله أخي فتحي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)
|
تماما, في منتصف "القعدة", أقصد قعدته الجديدة, فرك "ملك القطيعة" راحتيه, معلنا لهفته إلى "لبن الطير", وكان مجلس القعدة به خمسة أنفار, كلما نظر إلى أحد منهم بدا له كما لو أنه يرى وجهه منعكسا في مرآة, قال "بسم الله", فوجد نفسه في مكان قفر خارج مجلسهم مصفدا بالأغلال في منتصف شهر شعبان. أجل, كان الكره قد حول "ملك القطيعة" إلى شيطان منذ بعض الوقت دون أن يدري. كان على أصدقائه الجدد الخروج للبحث عنه في تلك الأماكن المهجورة حاملين لافتات كتبت بأضواء النيون تقول "أرجوك لا تقلها ثانية". منذ تلك اللحظة, أدرك جيدا أن عليه اللحاق بأولئك المنفيين في بلاد لا يرفع فيه آذان ولا يذكر فيها اسم الله بلسان عربي مبين. فكان أن حط رحاله أخيرا في أستراليا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: ابو جهينة)
|
"بسم الله الرحمن الرحيم"
كاد يتقالها ملك القطيعة ثانية, بينما يتوسط مجلس "قعدته" الجديد, مطالعا محاضرا في هيئته, ولو لا لباقته لظنه هو نفسه يحاضر نفسه, بينما كاد يموت من مرأى التلاميذ الأربعة المجاورين, بهيئاتهم المطابقة لهيئته. إذ ذاك, كما لو أنه قرأ أفكاره, قال المحاضر يخاطبه "لسنا متشابهين إذا دققت في ملامحنا وما تراه من شبه هو لهب الكراهية المنعكس على وجوهنا". أجل, "الوجه مرآة الروح", قال المحاضر وأضاف "وما أنت بصدد تعلمه هو تحطيم مقولة: الوجه مرآة الروح, أي تعلم سحر الكراهية المغلفة بأوهام هذا العالم: الحب.. الأخلاق.. والاحترام, فكلما كانت الكراهية مستترة برداء الوهم كلما فتح لها الناس قلوبهم فسرت في دواخلهم سريان الدم في العروق". بدأ ملك القطيعة في تحليب شيء ما داخل فمه. وشعر كما لو أن وجوده في قعدته السابقة ينتمي إلى عهود الظلام المطبق. فأقسم في نفسه أن يدمر سمعة رفاقه القدامى بما اكتسبه من أساليب حديثة سمعة فسمعة. ولم يتمالك نفسه, وهو يرسل لأولئك الرفاق ركلة في الهواء, جعلت قدمه اليسرى تصطدم بأقرب حائط. الألم.
طاب مقامك, أبا جهينة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)
|
دارت كؤوس أخرى في الضوء القاتم للغسق. وكنت تسمع بين الحين والحين صفعات أكفهم تهوي على البعوض النهم يناوش أجسادهم هنا وهناك. ست كتل من الكراهية تتغذى بحقد أعم على وشك أن يغزو سكينة العالم ويقوض أركان السلام. ولا تدري ما الذي جمعهم في مكان واحد على ذلك النحو. كما لو أن اجتماعهم تم بفعل قوة عليا صماء عمياء لا مرئية. كان الظلام أطبق منذ فترة على كل شيء بما في ذلك قعدتهم في منتصف باحة داخلية لبيت خشبي أشبه ببيت شيطان يقضي عقوبة. كانت قبالته سيجارة المحاضر مشتعلة تعلو وتهبط بصمت رتيب. وكان ما يصله من رائحة تلك السيجارة يؤجج مخزون الكراهية الضخم لديه على نحو غامض. وفجأة, سأل المحاضر "ما حاجة الناس إلى ملوك القطيعة أمثالنا"?.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: ابو جهينة)
|
أبا جهينة:
هذه كتابة وليدة اللحظة والمباشرة من باب (حتى لا يصيبني الصدأ). وقد تصلح مستقبلا طينة تصلح لتشكيل عالم سردي ما. مثلما حدث لي مع (الأمنجي السابق). وقد ظل يشغلني في السياق النزوع البشري ذو العماء لالحاق الأذى بالآخرين (بالأخص على نحو نشط) دون حتى سابق معرفة. وأكثر ما يدهش أن مثل شخصية القطاع أوالنمام أوالمشاء بين الناس بذميم تأخذ في التضخم في أزمنة الركود الاجتماعي. إلى الدرجة التي تتوهم معها أنها يمكن أن تصلح حال وطن بأكمله عبر ما تجيده في الجلسات الدكاكينية وأثناء حلقات السكر تلك التي تجمع عادة بين أناس تخلت عنهم أحلامهم. ولنرى ما الذي يدهشني به ملك القطيعة تاليا.
أعتذر من الناس أن سير هذا البوست من البطء بمكان لأنني نفسي لا أدري ما الذي سأكتبه تاليا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)
|
العالم في حاجة إلى الأذية كيما يدرك روعة ما يملك. "هكذا", قال المحاضر, وبدا كما لو أن أعين مستمعيه العشرة تعودت على رؤية الأشياء الغارقة في طيات ذلك الظلام الدامس, وقال "أجل, تلك هي وظيفتنا, حاجة الناس الملحة إلى أمثالنا, وأعني الحاق الأذى بهم دون رأفة, حتى يدركوا روعة جمالهم المنسي". وكان المحاضر يدرك في قرارة نفسه أن ما قاله لهم للتو كان محض أكاذيب تمليها "مهنة إعداد قطاعين كبار". لقد تعلم أن لفت إنتباه القطاع إلى وجود أسباب معقولة وراء أفعاله من شأنه التقليل من فاعلية القوة العمياء للأذى. كان "ملك القطيعة" في حال اعتراض داخلي كظيم. إذ كيف برأيه يمكن لملك قطيعة حقيقي أن يكون ذا نفع للناس, وللمرة الثانية, بدا كما لو أن المحاضر يقرأ في كتاب أسراره على ضوء رابعة النهار "أيها الغبي, ذلك ترياق ضد أشياء مزعجة, قد تقع على الطريق, مثل قلق أزرق يدعى (تأنيب الضمير)". وساد صمت مطبق. صمت المعرفة الجديدة حين تدخل إلى بيت الوعي مشمئزة مما تبقى من رائحة أسلافها البالية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: osama elkhawad)
|
قرأت, سيدي, ما جاء في مداخلتك أعلاه, فقلت في نفسي "يا سلام, يا مشاء", إذ كانت موضوعة Infomedia Revolution, أوثورة الوسائط المعلوماتية, ترن في ذهني, على بعد ثوان من فعل القراءة, وبالتحديد (ويا لتوارد خواطر), كان يشغلني سؤالك نفسه. هكذا:
| Quote: هل ستساهم ثورة الانفوميديا في تطوير ملكات بطل "ملك القطيعة"؟؟؟؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلام andquot;دكاكينيandquot; يبطل مفعوله خارج andquot;القعداتandquot; (Re: مني عمسيب)
|
مبقيا الكأس بين يديه, أخذ ملك القطيعة يعاني من تخمة معارفه الجديده, فأبقى جسده وذهب بروحه إلى البحث عن تواريخه الأولى مع الأذى دون جدوى, إذ كلما تذكر حادثة تصلح كعلامة على بداية سلوكه طريق المؤذيين, قفزت أمامه حادثة أخرى أكثر بعدا وغورا في الزمن, إلى أن اقتنع أن حاجته إلى الأذى كانت قابعة في دواخله قبل حتى أن ترى عيناه نور هذا العالم. فما فعله من زج والده في سجن نظام حبشور الديكتاتوري, وهو في سن الرابعة تقريبا, لا بد أنه عمل فوق مستوى الخبرة المتحصلة, أي وليد جينات وراثية على وجه الخصوص. آنذاك, خرج ملك القطيعة مع والده لأول مرة, حيث استقلا الباص المزدحم في طريقهما إلى جنينة الحيوانات, قريبا من ملتقى النيلين الأبيض والأزرق. كان ملك القطيعة منذ خرجا من البيت منهمكا في قطيعة شملت والدته وشقيقته ذات العامين وشقيقه ذي السبع سنوات. لكنه أخذ يغرق في الصمت, شيئا بعد شيء, حين أخذت صورة الديكتاتور حبشور تتراءى له حيثما أدار عينيه, وعبثا حاول تذكر أين يا ترى رأى ذلك الوجه المطل عليه من كل الأمكنة من قبل. كان حبشور يبدو في صوره تلك ضاحكا أومبتسما أوغاضبا أومتوعدا أوناعسا أونائما أثناء اجتماع (وهي الصورة التي قالت أجهزة إعلامه إنه كان يتفقد أحلام الشعب أثناء تلك الغفوة). لكن أكثر ما أثار دهشة ملك القطيعة صورة حبشور المعلقة على عجيزة امرأة ضخمة لمباركة النسل. فجأة, تذكر ملك القطيعة الجالس إلى جوار والده داخل الباص المزدحم أين رأى تلك الصورة المنتشرة, فأخذ يلح على والده لتأكيد معارفه, ويواصل تساؤله بصوت مرتفع ونبرة شديدة الوضوح, قائلا "أبوي أبوي. دا موش الراجل البتسب ليهو الدين لمن يظهر في التلفزيون"?.
لبراءة ملك القطيعة وقتها, لم يدرك أن الباص كان خدعة من خدع نظام حبشور التي لم تخطر على ذهن شيطان من قبل, إذ كان الباص مزدحماً في حقيقة الأمر بأمنجية متنكرين في هيئة مواطنين مهمومين بأمور المعيشة لاصطياد السذج.
(عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 06-29-2014, 04:06 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبد الحميد البرنس
فتحي الصديق
ابو جهينة
osama elkhawad
مني عمسيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست