|
عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها ....
|
في الضحي وجدتها تلبس فستانها المشجر،فضفاضا وليس به اكمام،كان الفستان كحديقة ورد بهية،الفضاء غيم ورذاذ،،وكانت كعصفور يشدو بنغم حبيب،،كانت مشرقة تغني لحنها الاليف.. قامت بهية ورشيقة كصبية ممراحة،غمرت لي قرص حلو في ايدام احلي،اكلت حتي تصبب عرقي،مسحته بفستانها المعطر،اعطتني قرشا،طبعت علي خدي قبلة،،وقالت بصوتها الطروب،،اجر يا ولد نادي امك،،وانا خارج،،لمحت كيف ان بطنها قد كبر كثيرا،،ولكني رايت حواليها قناديل تضوي،وفراشات تحوم.. عمتي امنة،اني حلت،تتنزل الافراح تسابقها للاحتفاء،تستحيل البيوتات الي كرنفال ضحوك،يتغشي الكون زهو وتوق وحبور،يدها سباقة لاطعام الجوعي والعابرين،لسانها جبل علي العفو والقول الحنين،وقلبها واحة محبة وحقل طيبة،ثم انها مبلولة الرجل،زرعا وضرعا،بشارة فال،وكانت اجمل النساء في الجهات... تجمعت السحب كما لم تجتمع من قبل،شالت البروق العظيمة،وهدر الرعد هديرا ما سمعه اهل الجهات،وبدا وابل وطوفان عظيم.. النسوة يتوسلن للملك الرحيم ان يتلطف،نشيدا واهة،الغرفة معبد يضج بالدعاء وتقديم النذور،والوردة في بهائها تفصح عن عشقها بدم احمر،تمتلئ المواعين وتدلق علي البحر الممتد خارج الغرفة،يشلع الفضاء فنري من مخابئنا الدم الاحمر يلون البراح،،الرجال يخوضون تحت الوابل،عجز التراكتر عن الحركة،رفض المطر ان يخف كيله الثقيل،والافق فيضان يسيل.. لم تنطفئ فيها ابتسامة الحب والحنين،ما شقت الفضاء باهة ولا انة،عطرت كل روح حولها باريجها،قالو لها ،لا تذهبي ايتها الحبيبة،شق نحيب الامهات السكون،،نزفت اخر قطرة،،شعت بالقها الذي لم ينهزم،قالت ولكنه اقوي،،رفت بجناحها الاخضر الجميل،،وانفجر الكون بالعويل...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
كنا عندما نرى داية القرية حاملة صندوقها نمنى أنفسنا
بكميات من الحلاوة والفول السوداني والبلح تأتي به الوالدة رحمها
الله من بيت النفاس مصروراص في طرف توبها فنأخذ ما فيه النصيب
وبعد ذلك نتوجه إلى بيت النفاس إن كان لهم أطفال في سننا لرؤية المولد الجديد
والحصول على المزيد من الفول البلح والحلاوة. إلا أنه في بعض الأحيان وفي
أثناء ترقبنا للوالدة نشمع زغاريد ( الكرة ) وسرعان ما يتجمع رجال الفريق
وبعدها يخرج عنقريب الجنازة في طريقه إلى مثواه الأخير، ومن ثم يكون حديث
النساء عن سبب الوفاة ، هناك من تقول أنه التتنس ، وهذه تفتي أنه الزلالاي وأخرى
تقول ال######شي وتلك تقول انكسر فيها نزيف ما قدرو يوقفوه .
رحم الله عمتكم أستاذي عبد العزيز وكل شهيدات الوضوع في بلادي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: وضاحة)
|
بين طعامة الحكي وأسى المآل نشهق بحالين: ثناء وحرقة
ثناءٌ على سردك المضمخ بالبهاء كله وحرقة على مآلٍ موجعٍ في واقعٍ ممض لا يعالجه معالج ولا يبالي به حاكم و دونه
تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون
هذا وإن خامرني الظن أن الحكي أعلاه يرمي إلى مرامي غير ما بدت لنا ومن الممكن تأويله على أنه في حالنا الراهن ومآلنا المرصود في ظله
وعلى كُلٍّ فإن القراءة لك متعة لا تضاهى صاحبي سلمت وبنانك الطاعم
تحياتي، محبتي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: عادل البراري)
|
alid Raid · الأكثر تعليقا · Naser كم من امنه اسلمت روحها بنفس الطريقه نتيجه لعدم وجود ابسط العنايه الطبيه في الريف ..وكم من امنه اسلمت روحها داخل المستشفيات نتيجة الاخطاء الطبيه وعدم وجود ابسط المعدات الطبيه...والامثله كثيره على نطاق الاسره فقط حالتين فما بالك بكل القريه وكل الريف السوداني .....لكن الله يا نساء بلادي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
والله يا ام الحسن اخجلني ثنائك،،فما انا الاممن واحد زرع الرحمن فيهم قليلا من احساس باوجاع الموجوعين ،،ولكن نبض حرفك واحساسه بالوجع كان بينا،،شكرا يابنت تلك الجهات النبيلة... alhassan Bashir Abujaib · الأكثر تعليقا · Zagazig University اديبنا و كاتبنا الفز و انت تحكي عن امنه .. كاُنك تحكي عن فجيعتي في نساء خضبن الساحات بدمائنهن الزكيه و هن يهدين الوجود ابتسامه وليد يتيم .. هذه البلاغه في الحكي .. و روعه الحروف والكلمات .. تحلق بك في سماء الابداع .. بحيث تعيد قراءه السطر عده مرات ... انها سيمفونيه من الجمال مخضبه بحزن نبيل .. ودموع تزرف بسخاء.. علي غير العائدات من شهيدات الامومه .. من اجل استمرار الحياه و تعمير الكون.لك الرحمه يا امنه.. من رب رحيم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
امنة الاخري....
اما انا فاكتب عن احلام العامة، ففي ذلك العام،زرعنا اراضينا بداخل مشروع الجزيرة ،وفي الوقت الحرج ،انعدمت المياه،والدنيا عدم،نعاين لي الله ولي عيشنا الذي اكله العطش،وصرنا جميعا ننام في الغيط عسي ولعل ان نسقي ولو رباط واحد. في احدي الليالي تعسرت امنه بت خالي ابراهيم في ولاده،الرجال في الغيط ،اخدنها النسوان في لوري ود جبارة الله،ودوها المستشفي الدكتور قال لازم عملية لكن ادارة المستشفي مانعني الا بعد دفع الرسوم ،والمستشفي مافيها طواري،امشوا الحصاحيصا،ده طبعا بعد ما النسوان اعتزرن بانهن مامعاهن قروش العملية والرجال بسقوا في العيش،الداية قالت للدكتور المراة بتموت،الدكتور قال الادارة منذراني ياتدفعوا وتجيبوا الايصال ياالحقوا مستشفي تانية. ود جبارةالله دور اللوري،فوق الكنار اللوري قطع جاز،كان قربوا للمستشفي،النسوان اتحزمن معاهن ودجبارة الله شالن المراة،وفي بوابة المستشفي ادت المراة،امنة،روحها الطاهرة،ومولودها يصرخ خارجا عند البوابة، حين جينا من الغيط مع الفجر،كان العويل يشق كل الافاق،ويشطر القلب. لاكثر من خمسة عشر عاما ،اري امنة في الحلم،وسط حقل ذرة يابس،ويجي رجل وقور يلبس ثوبا ويقول لي،انا الازهري،جيت عشان اعتذر لي امنة دي،ومعي موية للمشروع،اري في نومي امنة تقوم شايلة مولودة وتاكل من فريك الذرة ،وهي تغني. ،واقسم علي ان الحلم يزورني بنفس التفاصيل عدة مرات...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
عبدالعزيز
نحن أهل الريف مثل هذا الحكي الشفيف، يوقظ فينا المواجع، سنين، سنة فقدنا الحزين وسنة واقعنا الأليم وسنوات قادمات نسأل الله فيها اللطف من رب العالمين. هذا الخميس ذهبنا نعزي أحد الأصدقا في وفاة بنت عمة التي ماتت أثناء الولادة في قرية جوار شندي. لك ولنا العزاء ونسأ الله لآمنة وكل آمنات السودان الرحمة والمغفرة ....... وأقوليكم نحن تركنا سبب الكوارث في السودان وهربنا نعالج الأعراض في الخارج .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمتي امنة نزفت حتي اخر قطرة من دمها .... (Re: معاوية المدير)
|
ذلك ان الاسي يبعث الاسي،ويثير الذكريات الحزينة... صديق لنا حدثني عن وجع دهمه،حزن ملك عليه كيانه.. رحلت في مقتبل الشباب،قريبة لهم،فاجاها نهر الدم ،المامول في عطاء الحياة،بينما هي تغالب الوجع لتهب صبية نفحة الحياة،دهمها النزف.. رحلت وبنتها تدخل للتو للحياة يتيمة.. تذكرت عمتي امنة،،التي ماسكن نواح رحيلها في روحي ابدا.. فسالت دمعتان... ويا لاوجاع الامهات..
| |
|
|
|
|
|
|
|