|
|
 الجنجويد يا تمرجي نادوا العقيد يا تمرجي بالغت يا( الجوكر)
|
شهب ونيازك
في مسرح العرائس تتحرك الدمي وترقص وتغني ويبتهج الأطفال ،ومن خلف الكواليس هنالك شخص واحد يحرك الخيوط كيفما يشاء ،حسب القصة التي في مخيلته .
وفي مسرح الإنقاذ يتكرر العرض الممل،والبايخ وتتحرك الدمي التي تمثلها الحكومة والأرزقية المتحالفين معها،بينما يظل ( الجوكر) خلف الكواليس يتحكم في خيوط اللعبة .
والجوكر الإنقاذي لا يكتفي بتحريك الدمي،بل له حق إبعادها من المسرح إن خالفت – التوجيهات- ويمتلك حق الفيتو تجاه المتفرجين
وكل طاقم المسرح من مخرجين وفنيين ومساعدين وناس البلاتوه والكاميرات يخشون الجوكر ويخافون غضبه
وكل واحد فيهم يمارس أقصي فنون الدهنسة كيما يلفت نظر الجوكر إليه .
وجوكر الإنقاذ بصريح العبارة هو الجهاز الذي يسمونه جهاز الأمن الوطني ، ولأنه جوكر يلعب في كل خانة فهو بقدرة قادر انتزع صلاحياته من ( مافي) ومن ضمنها الاعتقال التحفظي الذي لا يرد في الدستور القائم .
ومن ضمنها القوات الخاصة به ، وهي قوة ضاربة تستعرض نفسها في الشوارع إبان المظاهرات المناوئة للحكومة
ومن صلاحياته التي انتزعها غصباً عن الدستور تعطيل الصحف وجرجرة الصحفيين للنيابة والرقابة والتوجيهات المباشرة وغير المباشرة لرؤساء تحرير الصحف والناشرين .
ويحشر الجهاز أنفه في الاقتصاد وفي السياسة الخارجية ،وبمقدوره أن يجمع قادة أجهزة الأمن الإفريقي في مؤتمرات بالخرطوم يصرف عليها من ميزانيته المليارية .
والجهاز نفسه قوة اقتصادية كبيرة قياساً لشركاته ومؤسساته التجارية والمالية .
والجهاز يشترك في العمليات العسكرية طالما كانت الحرب الأهلية دائرة في بلادنا ،ولكننا لا نراه في محادثات السلام التي تنعقد خارج السودان بين الفينة والأخري .
ولا تنعقد ندوات الأحزاب في الشارع العام إلا بموافقة اللجان الأمنية في كل ولاية ،وإذا رغبت في يوم من الأيام في شراء (تاتشر)فإنك مطالب بإحضار موافقة من جهاز الأمن .
وبينما نجد الجهاز حاضراً في كل ما من شأنه أن يهدد كرسي الحكم نجده غائباً تجاه مافيا الفساد،ولصوص المال العام وجرائم الإحتيال التي يباركها المسؤولون ،أو التي ترد في تقارير المراجع العام .
لو أن واحد علي عشرة من ميزانية الجهاز ذهبت لمشروع الجزيرة ،لانتهت الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلادنا .
ولو خمسة في المية من تلك الميزانية توجهت للصحة لتوفر العلاج المجاني للجميع ، ولو ذهبت للتعليم لما طرد التلاميذ من المدرسة لعدم دفع الرسوم .
تنفد صلاحية أي جوكر عندما تنتهي اللعبة ، وحينما يقال ( قيم أب)،ولكننا إلي ذلك الحين نقول للدمي التي يحركها الجوكر ما يقوله المثل السوداني ( البرقص ما بغطي دقنه)،رغم أن الراقصين هم من ذوي الرتب العليا .
الجنجويد يا تمرجي نادوا العقيد يا تمرجي،ولا عزاء لضباط الصف والجنود وغيرهم من منسوبي جمهورية العتود
كمال كرار
|
|
 
|
|
|
|
معاوية عبيد الصائم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست