|
|
 خربشات على جدار الزمن
|
قادتني شلاقة الورل الفيهو أربعة كرعين ويزحف علي بطنو الى إحتفال بشئ ما بأحد شوارع مدينتنا، والغربيون – على عكسنا – لايجدون حرجا في إظهار فرحهم. نحن إذا ضحكنا نغطي فمنا ونستغفر الله وإذا بكينا نغطي فمنا ونستغفر الله ..الولادى بي كواريك والموت بي كواريك. وقفت أتفرج مستغربا اللمه البلا شغله ، رأيت إمرأة تشق الصفوف نحوى وفي وجها ابتسامة من وجد كنزا ، "أكيد إنت من السودان" قالتها بلهجة الإنجليزى العالم ببواطن الإمور. والإنجليز لايزال لهم مقدره غريبة على معرفة السوداني من باقي الشعوب الأفريقية ربما ذلك بسبب مغسة قديمة على غردون لم تفشها حملة كتشنر ومعركة كررى التي استمرت ساعتين فقط ومعركة ام دبيكرات التي إفترش فيها صناديدنا تبروقاتهم وفوتوا على الإنجليز فرح النصر.
مولودة فى بائين ولام
حاميها تورا شين أغر
وفى الفروة كان حسن الختام
الخليفة عبد الله ، الأميرأحمد فضيل والبشير ود عجب صاحب أركزو ، ضقتو حلاوتها ضوقو اليوم مرها ورابعهم جدنا تور كباس قائد الجميعاب الذى سلم باعجوبة في معركة خور بهوية بين الجعليين والجميعاب ولنا لها عودة. لم تخف عني لكنتها الولويشيه المتعالية . هززت رأسي بأن نعم! قالت كمن تخشي على كنز أن يفلت من بين يديها "أنا مشيت السوداااان" قالتها بتنغيم وتعريد مطرد كمن يعلن لمسرحية قادمة .. وبعدين؟ رسلوها تجيب الداية جا ت بعد السماية ، لله در هذا الوطن يعشقه الغرباء. أنقطعت أنفاسنا ونحن نطلق الثورة تلو الثورة وكلما جئنا بالديمقراطية قام عسكرى بدرى وشال فراره واستلم الاذاعة. حفظنا عن ظهر قلب - طوعا أو كرها - فتوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أنه لا يجوز الخروج على السلطان إلا بشرطين أحدهما وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان. والآخر القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر منه . الاستاذه الانجليزية جيليان التي سجنوها ودقوها (2007) في السودان ودفعوا لها الملايين الاسترلنية تعويضا عن 8 يوم حبس من أصل حكم 15 يوم بموجب أحكام المادة 125 عقوبات. دand#59425;فع لها هذا المبلغ من حر مال هذا الشعب المسكين. جيليان ، المدرسة التي سمحت لأحد طلابها يسمي لعبة دب صغير محمد، كانت تسكن بنهاية شارعنا في ليفربول وكانت تقطع لي الطريق وأنا ذاهب أو عائد من العمل ، كانت دمعتها في راس عينها حنينا للسودان – مالهذا الوطن يعشقه الغرباء؟ وهي ككل الغرباء تعتقد بأن جميع السودانيين من تماسكهم يعرفون بعض وكانت تطمع في أن أعيدها الى السودان – أى الخواجية المطرطشة. حكي لي صديق يعيش في السعودية بأن البنقلاديش يسألونهم (أنا في واحد صديق سوداني اسمه عبد الرحمن ، أنت في معلوم؟). علمتها كيف تقول "ياحليل السودان" فكانت كلما تراني تركض نحوى صائحة "ياهليل سودان" .
جيليان كان أمرها هينا ، كلما جابت لي خمة نفس وشعتفة روح أغير طريقى واستحمل البرد والمطر والضباب لأقطع حديقة نيوشام هرولة والشنطة معلقة بي جنبه وبيني وبين الشمسية المطرية ود مفقود. أركض بما تبقي من قوة من بواقي إيد الجوداب وود سرافين ومساككة شقدى ومن نواقص إغتراب في أصقاع الأرض وسنين شتات أصبح متأصلا فينا. يخرج دخان البرد من أنفي وفكرى مشغول بالبيت في السودان الذى اكتمل نصفه عقده (أيوووووووآى) ونصفه الآخر لايزال عرش بلدى تخر صبابته من الداخل (ما أيووآآى) ، أسرح مع شقيقي الذى تزوج ثانية وجاب شفع وهو ينقز فوق الخمسين – الله ماشقا حنكن ضيعه. أفكر في أبوى عبد الكريم ، شقيق الوالد رحمة الله عليه ولقد جُبلنا على أن نقول يابه لكل من يكبرنا سنا ويمه لكل من تكبرنا سنا ويعفرون أرجلهم برمال طرقات البلد ودريباتها. ببكيك ياوطن أمي الذى يعشقه الغرباء. أبوى عبد الكريم ، الشيخ الذى ناهز التسعين عاما عمل فراشا باحدى ثانويات أم درمان سنين مديدة مقابل دراهم معدودة ، لدية خمس بنات إنحني ظهره حتي تخرجن من الجامعة وجلسن في بيتهن لعدم توفر الواسطة. كل ذلك يمر بخاطرى وأنا أركض نحو محطة القطار ، وبسبب أبشعبه قديم ، في معظم الحالات أرى مؤخرة القطار وهو يغادر المحطة، ياحليل حمارة أبوى الخدرا وسرجها وبطانها. هذه الولوشية التي تقف أمامي لا إنفكاك منها. قالت على استحياء ظننته مصطنعا "أنا حفيدة الجنرال غردون".. الللللللللليله الأستاذ مشي يجيب السوط – جملة علمها وليدنا جدو لفرانكلين ، جاره الجديد في الكنبة.. وانتشرت في مدرسته إنتشار سماسرة البطاطس في السوق الشعبي أم درمان طاقية دا في راس داك. لم يصدقوا بأنه في هذا الزمان يوجد مدرس يضرب تلاميذه أصلا ناهيك عن أن يضربهم جميعا لأن احدهم إرتكب خطأ من غير بينه (وقد يدفع محمد أخوى بأنه ظنينا إذا ظن فيه بجنحة ومتهما إذا اتهم بجناية) . إبننا ذو الأربعة عشر ربيعا بخلفيته المأساوية ومقدرته على قتل الفرح أطنب في شرح نواقض التعليم في السودان، فقد إكتسب ذلك من بلد يجد في التنزه قلة شغلة ويعشق البرود والفراش والحزن النبيل. ولعمرى لا أدرى كيف يكون الحزن نبيلا! إنبرت المرأة تصف في السودان وعيونها الزرق تلمع.. هذا البلد الرائع (فابيولاس) واهله الطيبون بيوتهم مفتوحة للغادى والجاي. قلت لها ، لأخلص منها ، كيف تقولي ذلك وأنت سليلة غردون باشا؟ ارتجفت غضبا وقالت غردون كان انجليزيا متعجرفا ومتدين مسيحي يعشق الإنجيل والويسكي .. ومن عماه عندما أراد أن ينهي العبودية في السودان عين لذلك تاجر رقيق فيما عرف فيما بعد بمدينة الناصر ، وربي علاقة مع الزبير باشا رحمه ، وكان له 7 عبيد في قصره على النيل وقعدت تشلف فيه شليفة القاطعاها في بكا أمها. هل نحن شعب لديه مشكلة مع السلطان؟ نميرى قلنا طيش حنتوب، عبد الله خليل قلنا حزب أمة ، ابراهيم عبود شيخ العرب ليس سودانيا وقد بني لنا خزانى الرصيرص وخشم القربة ومدد السكة حديد حتي واو ونيالا وترك لطلعت فريد لاعب التنس الحبل على الغارب ليوقع إتفاقية مياه النيل المجحفة وأطلق يد حسن بشير نصر في الجنوب والمضحك أن السلطة وقعت في عب عبود دون أن يسعي لها، الصادق المهدى قلنا كلامو كتير ، الترابي عايز يفرض علينا الشريعة ، ابراهيم نقد عايز مايفرض علينا الشريعة ، حتي سوار الدهب أبو عزه قلنا - هه ما بفكها بقول ساهي ، وعندما تنازل عن الحكم قلنا بأنه فكاها بس عشان جاه عقد من السعودية مع ناس منظمة الدعوة والله أكان قاعد في السودان ماكان فكاها. حتي نوابهم وأتباعهم لم يسلمو من صب جام غضبنا عليهم ... عبد الماجد حاقد شديد ...شارلستون منصور خالد .. عملتها كيف يابخيت .. ركّاب سرجين وقاع وسلاك دربين ضهاب .. بلد لاتفرق بين الجن بداوا كعبه الإندراوه ورئاسة مجلس السيادة .. رئيس مجلس سيادتها التجاني الماحي .. ويامرمى تحت الشمس .. للقيله ضلية .. أعطي جعفر نميرى لإبراهيم نقد ، الذى كان مختبئا ، الأمان لمدة يوم واحد لحضور اليوبيل الفضي لحنتوب الثانوية ومباراة كرة القدم التي سيلعب فيها نميرى بذاته .. وعُين نقد حكم خط.. انفرد النميرى بالقون فرفع نقد الراية ، لكن لم يره الحكم أو رآه وقال في نفسه أزعّل أب عاج يسوى في سواة الفي عصاتو درع الحَلَه ، فسجل نميرى قون. نقد صاح في الحكم "الزول دا سارق!" وعندما طنشه مرة أخرى أضاف (أصلوا حكام الزمن دا مابسمعوا الكلام).. ضج الميدان بالضحك .. أياما طوو صفحاتها سراعا ويبقي اليوم مسحة من ذكراها ..يتسعكون بنا الظلم ..بني وطني ، فليكن الصبر معقلكم الذى اليه تلجأون وعدتكم التي بها تستظهرون إذ أنحنت شمس السودان الحارقة للغروب وهبت نسيمات خفيفة عليلة ترطب رشات وضوء المغرب... سيق نميرى الى القصر وانساق نقد الى المخبأ .. [وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ] ..
كمال الطيب الجميعابي
ليفربول فبراير 2009
|
|
 
|
|
|
|
كمال الطيب الجميعابي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست