كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 لعبة سياسة حافة الهاوية مع سياسة توزيع الأدوار لتلافي الهزائم
|
سياسة توزيع الأدوار
تستخدم في الإدارة لإحداث الإتزان وتقليل الاستقطاب فإذا كان أحد المدراء قوي الشكيمة كان المدير الآخر لين الجانب
كما لاحظت استخدامها أسرياً لتربية الطفل فإذا كانت طباع الأب رؤوفة , تتلقف الأم تلقائياً موقف الصرامة والحزم , وإذا كانت الأم حنينة رهيفة ستجد الأب قطّب جبينة وكشر قسماته معبراً عن صرامته.
تستخدم بكثرة في إدارة المؤسسات التعليمية والتربوية من رياض أطفال ومدارس وجامعات ولست متأكداً من مدى نجاعتها.
لكن لا غنى عن استخدامها في إدارة السجون إذ تقل فرص الردع (الحوت ما بيهددوه بالغرق)
تعتبر استراتيجية معتمدة في تحقيقات اف بي آي (الولد الشرير والولد الطيب) لأنها تحقق نسبة كبيرة من الأهداف
سيناريو:أحد المحققين يكون صاري وجهه ويزجر المتهم ويرعبه والمحقق الثاني منبسط الوجه رقيق التعامل يطبطب على المتهم ويناوله كوباً من الشاي وسيجارة.
في العامية نقول "سايسو و رازيهو" أي يميناً فيساراً فيميناً وهكذا تقال عند اخراج عربة من الوحل او الرمل , او عند محاولة تغيير رأي متصلب لأحد الأشخاص.
الساسة اللبنانيون بجميع طوائفهم يلعبون لعبة سياسة توزيع الأدوار بإتقان مثير للإعجاب.
وفي السودان تتقنها أحزابنا التقليدية الأمة والإتحادي حيث تتمدد المسافة بين أطراف الأجنحة فيها فتجد فيها أقصى اليسار وأقصى اليمين فهي تلبي طبيعة الطوائف التي تعتبر وعاءاً متسعاً.
واستخدمتها الجبهة الإسلامية القومية , لن تجد مثالاً ناطقاً بها كمقولة د/الترابي للبشير"إذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً"
ولا يفوتني أن ألفت النظر إلى إتقان م/الطيب مصطفى بمنبر السلام العادل والخال الرئاسي لهذه اللعبة
حيث يعتقد أغلب الناس طالما أنه خال الرئيس ويؤازره بشدة , فكلما سعل الرئيس على الخال أن يهلل له ويطبل ويثني على نبرة سعاله ولكنه عوضاً عن ذلك آثر استخدام سياسة توزيع الأدوار
إذ تتطلب دائماً أن يتخذ احد موقفين من البشير إما نفس الموقف ولكن بتطرف مغالى فيه أو موقف مناوئ له في الطرف الآخر, وبلغت احترافيته أنه أحياناً يستبق موقف البشير بالموقف المتطرف أو المناوئ.
بسياسة توزيع الأدوار ليس كل المختلفين أضداد ... بل العكس هو الصحيح , الإختلاف في سياسة توزيع الأدوار يصب في تحقيق نفس الهدف.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: لعبة سياسة حافة الهاوية مع سياسة توزيع الأدوار لتلافي الهزائم (Re: أسامة العوض)
|
سياسة حافة الهاوية
تستخدم عادة متزامنة مع سياسة توزيع الأدوار
من اسمها نفهم بأنه لابد من حشد كل الطاقات والمواقف وتصعيدها لأعلى نقطة قريباً من المواجهة دون إبداء أدنى إنطباع للتنازل الآن أو لاحقاً.
وعندما تمسي المواجهة بعدها حتمية تقوم بتحريك أحد أطراف سياسة توزيع الأدوار للعمل على تقليل حدة التصعيد وأحياناً الهبوط بشكل كبير إلى نفس المستوى السابق أو أعلى منه قليلاً وقد تكون نتيجتها الإنهيار إلى أقل بكثير من المستوى السابق.
إذا لعبت بشكل صحيح ستقلل من حجم الخسائر الناجمة عن التنازلات وربما يكون فيها مكاسب , على الأقل كسب الوقت
لكنها خطرة كألعاب السيرك ويلزم لتنفيذها درجة عالية من النضج بالاضافة الى دراسة واقعية عن مستوى الضغط والتحفز لدى الطرف الثاني وقدرة أطراف سياسة توزيع الأدوار على كبح جماح الأمور من التفاقم أكثر.لذلك يجب أن تكون المغامرة محسوبة وإلا تحولت إلى مقامرة.
على المستوى العالمي اعتبر إيران بقيادة م/أحمدي نجاد أبرز لاعبي هذه السياسة وقد أحرز بها نجاحات ملفتة سابقاً وإن كان قد كف عن استخدامها في أيامه الأخيره لإحساسه بأن الطرف الثاني وصل لأقصى درجات التحفز والتربص للإنقضاض عليه.
من يلعب سياسة حافة الهاوية بمعزل عن سياسة توزيع الأدوار سيضطر هو شخصياً لتقديم التنازلات المرة بعد التصعيد مما يضعف من صورته كثيراً وهيبته مهما كانت درجة نضجه.
ولتقريب المفهوم : حكى ودالبصير وهو من أشهر الهمباتة القدامى أنه في مرة تشارك معه همباتي جديد عيونه كانون , و قادا سوياً مجموعة أخرى من الهمباتة فغنموا إبلاً وأغناماً ومالاً وفيراً
وعندما وضعوا الغنيمة لاقتسامها قال ودالبصير للهمباتي الجديد:أسلوبي في القسمة معروف وهو أن آخذ نصف الغنيمة وكلكم تأخذوا النصف الآخر
فاحتج الهمباتي الجديد متسائلاً:كيف إنت لوحدك تغنم النصف وكلنا نقتسم نصف؟
فرد ودالبصير مصعداً الموقف أكثر:طريقتي منذ القدم أنا آخذ النصف وهم النصف الآخر وإنت لأنك احتجيت ما تأخذ أي شئ لا جلد لا رأس
وهنا قال الهمباتي:هذه طريقة زمان ...أما اليوم فسيأخذ كل هذه الغنيمة شخص واحد ..... و واحد فقط
سِل سيفك!! (قالها آمراً متحفزاً والحمم تتطاير من عينيه)
سيناريو1:
عندها قال ودالبصير ضاحكاً :أنا من زمان عاوز واحد يقيف ويقول مثل كلامك هذا فنحن فرسان وبنقدر الفارس لذلك ستقتسم معي الغنيمة
سيناريو2:
عندها هب الهمباتة ضاحكين ومربتين على كتف الهمباتي مباركين له نجاحه في إمتحان الإنضمام إلى زمرتهم وقسّموا الغنيمة بينهم
لا محيص أن سيناريو1 المستخدِم لسياسة حافة الهاوية المعزولة أضعف من هيبة ودالبصير كهمباتي ,
لكن سيناريو2 المتزامن مع سياسة توزيع الأدوار حفظ له هذه الهيبة الهمباتية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
أسامة العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست