حار التعازي في رحيل د. أحمد عثمان (الرئيس الأسبق للجالية السودانية بواشنطون)

Quote: د. احمد عثمان .... وداعا .. بقلم: اسامة صلاح الدين نقدالله الأربعاء, 14 أيار/مايو 2014 09:06 [email protected] فجر الجمعة الماضية...9 مايو 2014م غادر ابا الوليد الحياة...وأخاله قد لوح بابتسامته الوضيئة .. وهو يودع عالمنا في هدوء يشبهه.. بعد معركة شرسة قاوم فيها الداء اللعين في بسالة وصبر ورضا ...فمضى الى رحاب ربه راضيا مرضيا . فقد كان رحمه الله.. سمح النفس .. كريم السجايا .. طيب السيرة والسريرة، هادئ الطبع .. بالغ التهذيب والتواضع وكريم الخلق .. عرفناه وزوجته الفاضلة الأخت سلوى الفحل اول مقدمنا مطلع التسعينات للاستقرار في واشنطن قادمين من نيويورك بعد ان داست سنابك خيول العسكر على بلادنا وفرقتنا شذر مذر في كل صقع ووادي ...كان احمد وسلوى خير عون وسند لي واسرتي في رحلة التأقلم وتجاوز عثرات الفترة الانتقالية ... وكثيرا ما كنت استمتع واستفيد من مجالسته والاستئناس بصحبته ، فقد كان-رحمه الله-يبحربك فيأفقمفتوح من المعارف والحوارات المتنوعة التي تمتد من الدراساتالأكاديمية،الى الموسيقى،والتراث والأدب،والتاريخ والفلكلور والثقافات السودانوية والرياضة، دون أن تختلط عليهالأمور يتبادل النقاش والحوار بنفس هادئ وصوت وقور . وكان رحمه الله مؤمن ايمانا يقينيا بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، لذلك في مرحلة الاستقطاب السياسي الحاد ظل يحتفظ بعلاقاته مع مختلف الاطياف والألوان السياسية ، ولكنه لم يتنازل عن قول الحق والثبات على مبادئ وقيم العدالة والحق والخير والديمقراطية ، ولعله من القلائل الذين عرفتهم تحتدم في دواخلهم المتناقضات ولا يفقدون توازنهم. كان رحمه الله يحب الناس ـ كل الناس ـ حباً صادقا لا رياء فيه ولا مداهنة رغم علمه بطبائع البشر، ولفرط سماحته كان يلتمس العذر للناس ويبحث عن وجوه الخير والصلاح فيهم ، ولا غرو ان بادله اهله وعشيرته في واشنطن الكبرى حبا بحب ، فقلدوه رئاسة لجنة جاليتهم فكان عطاؤه واخوته ثرا ، وكان انجازهم محل فخر وتقدير، وسيظل سجلا خالدا تذكره الأجيال أثرا باقيا ... رحم الله د. أحمد عثمان ، وصادق العزاء لسلوى ووليد وسامرة وللأهل والأصدقاء والزملاء والمعارف وهم كثر ، واعلم ان ذكراه ستبقى فينا ما بقي في الدنيا اهل الوفاء ، وستظل ذكراه حية طالما ما حفظ الأحياء الوداد . "يدفن بعضنا بعضا ويمشي أواخرنا على هام الأوال فلئن هلكت فما الوفاء بهالك ولئن بقيت فما الوداد ببال" . اسامة صلاح الدين نقدالله الدوحة 12 مايو 2014م