|
Re: مراثي andquot;بهنـــــــــسandquot; الباسـفيــــــكية : النص المـلــــــــــتــــــــــــيميدي (Re: osama elkhawad)
|
سبحانه الثلج! مراثي "بهنس" الباسفيكيّة
________________________________________________________________________
شبحٌ يتجوَّل في الساحل الباسفيكيِّ،
متّشحاً بكآبتهِ،
لابساً معْطفاً حائلاً بائساً،
شَعْرهُ راستا فاري،
يَبيْنُ و يخْفى،
و يعزف مقطوعةً لمفاتن "راحيلَ"،
يقرأ "معْطفَ" غوغولَ،
ثمّ يشكِّل بالضوءِ و الحرْفِ خبْزاً،
و بيتاً صغيراً،
و نظْرة عطْفٍ على واجهات المنازلِ،
*من أنتَ،
يا سيِّدي؟
- طينةٌ عُجنتْ من أنين الذين قضتْ عبقرياتهم تحت جلْد السياطِ،
*لماذا احتجبتَ سريعاً،
وروحكَ واعدةٌ بالأناقةِ؟
-لم يسألوا عن غيابي،
و لم يرسلوا-حين كان جنوني\- يعْبر "طلْعت حربٍ"،
و لو قُبْلةً في الهواءْ
لم أجدْ أحداً كي يمايلني من وراء الغيابِ،
و لم يكتبوا كلْمةً عن شرودي
لم أجدْ في بلادي\ كسْرة خبْزٍ،
و ماءً،
و مأوى،
و كلْمة حُبٍّ،
فقلتُ،
مع القائلين "اهبطوا مصرَ"،
في رحْلة المتنبي الأخيرةِ،
عفْتُ البلادَ التي اغتصبتْ عاشقيها،
البلادَ التي عشقتْ غاصبيها من البدْوِ،
و الفقهاءِ،
و "أسيادها" الطائفيّينَ، ............... ................................
هم أودعوني غياهب نسيانهم،
و سلوني،
كأنَّ قميصي\ قَدْ قُدَّ من قُبُلٍ،
و أحبّونني هامداً،
و أفاضوا المديح على جثّتي
فسبْحانه "الثلج"،
أحْيا عظام نصوصي|و هْي رميمْ
لا معزَّينَ لي
سوى "أصدقائي" الذين قد استُنْسِخُوا فجأةً في الأسافيرِ،
كلّتْ من الدمْع و النوْح عينايَ،
هذي المدينةُ،
قالوا،
كمالُ الجمال،
فيا نفْسُ،
في الليلِ،
في أوّل الهزْعِ،
فلْتسْكبي،
كمياهٍ،
دموعي قبالة وجْه المدينةِ،
أحْسنتُ بالعُشْب ظنّي،
لأنَّ مراحمهُ لا تزولُ،
اضطجعتُ على كَنَبات الميادينِ،
ظهْري تقرّح منها
فصرتُ لشعبي\ أغنيةً لهم اليوم كلّهْ
"فباتوا يجرّون ضاف الدمقْسِ،
وبتُّ أجرْجر أسْماليهْ"
ولو كان لي عِلْم ما في غدٍ" (1)
لما جئتُ مصرَ،
تلطّختُ بالعارِ،
لم يسْتطبْ أحدٌ أنْ يمسَّ ثيابي،
و لم أشتكِ من قصاص خطايايَ،
أعطيتُ خدِّي لضاربهِ،
في الشوارع تهْتُ كأعمى
كان يمشي ورائي الذهولُ،
و سلُّ "التجانيْ" (2)
حين أصرخُ،
أو استغيثُ،
تُصدُّ صلاتي،
فرُحْتُ أغنِّي:
"مِصرُ يا أخت اكتئابي يا شقيّة يا مَنافٍ،مرّة الطَعْمِ ،قميئةْ"
بينما نسْمةٌ من وراء المقابرِ تهْذي:
"رعى الله مِصْر فكم للأديب بها ثمّ من عيشةٍ راضيهْ" (3) ........................................ .................................... *و آخرُ دعْواكَ،
يا سيِّدي/شبحي/"بهنس" الباسفيكيّ؟
- آخرُ دعْوايَ،
يا صاحبي:
"لعن الله من جلبوا المطبعةْ
من ديار النصارى،
و من وزَّعوا كتب الشعرِ،
و السرْدِ،
و الفنِّ ،
و الفكْرِ،
و السّموطيقا ،
و عِلْم الجَمالْ
سامح الربُّ آباءنا في الكتابةِ،
و الفنِّ،
إذْ أنّهم أخْطاوا،
حين شقّوا دروب الخيالْ
فها نحن نحْمل آثامهم،
ثمّ نصْعدُ نحو الصليبِ،
نكفِّرُ عن مُوبقات الحداثةْ _______________________________________________ 29 ديسمبر 2013،مونتري-كاليفورنيا _____________________________________________
*هامشان:
(1) و (3) من أشعار محمد سعيد العبّاسي.
(2) الشاعر التجاني يوسف بشير.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مراثي andquot;بهنـــــــــسandquot; الباسـفيــــــكية : النص المـلــــــــــتــــــــــــي (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس تحية خالصة
قلت سيدي:
تلك رؤية شعرية للعالم مفعمة بالأسى. وما سمعت وقرأت مرثية تليق حقا بأحد "المبتسرين". أحاول العثور حتى الآن دون جدوى على مداخلة مطولة لبهنس في أحد بوستات سودان فور أوول. كان بهنس قد كتبها كشهادة عن الجميل سامي يوسف. لكأنه يتنبأ وقتها بمآله هو نفسه.
شكرا على كلماتك المشجعة. لفتت انتباهي كلمة "المبتسرين". هل نعشم في إضاءة حولها.
سأحكي لك تجربتي الشخصية عن الرؤية الشعرية المفعمة بالأسى"،لاحقا من موقع "الكاتب الفعلي" على حسب تعبير امبرتو إيكو.
حاولت مساعدتك في العثور على شهادة بهنس التي أشرت إليها ،و لم أوفق في مسعاي ،لكنني عثرت على شهادة بهنس حول "ذاته" المبدعة،و سأعود إلى ذلك كان الله هوّن.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مراثي andquot;بهنـــــــــسandquot; الباسـفيــــــكية : النص المـلــــــــــتــــــــــــي (Re: osama elkhawad)
|
Quote: اولا التحايا الحارة صديقنا عادل, مرة لك ,ومرة لنفضك غبار ازمنة عن ادب سامي يوسف غابريال,رحمه الله. .. .. يتحتم علي اولا ان اقول,ان لي علاقة محبة مع ادب المرحوم,وسيرة شخصه,من بعد, واذكر اني في منتصف التسعينات كنت ادرس في كتابه الفريد,نوعا وكما,"نمو تحت قطرات الدم",وكتبت عنه في احد الصحف اليومية ان ذاك ,بالخرطوم,كنت ادرس وابحث بدوافع ذاتية,في مختلف نواحي التكانيك الدرامية والادبية,في مكتبة المعهد العالي للموسيقى والمسرح,لمدة شهور,يوميا,حتى ان بائعة الشاي,والتي ادعوها ب"خالتي",كان لا يساورها ادنى شك اني طالب بالمعهد,والحقيقة انني اخذت اذنا من الادارة بدخول المكتبة في اي وقت,كما فعلت بعد ذاك مع مكتبة معهد الدراسات الافريقية والاسيوية,ومكتب ارشيف جريدة الايام الغراء. .. .. ايضا يتحتم علي ان اقول,ان منزل جدتي"حاجه السيده" رحمها الله, هو في حي المسالمة,كان رابع جار لمنزل عائلة المرحوم ,ووالدتي-رضي الله عنها وابقاها- كانت قد ولدت ونشات هناك,وقد حدثتني كثيرا عن المرحوم واحواله,واخر مرة كنت رايت والدته الاستاذه/ ذكيه سليمان تادرس,كان منذ سنوات,خدعتني ذاكرتي في تحديدها الان,بمنزلنا الكائن بالمهديه الثوره الحارة الخامسة,اذ جمعها ذلك الرحم المجازي العلاقة,فيما ينشا الناس مع بعضهم البعض,بوالدتي عائشه احمد عمر. فوق ذلك كله,ان علاقتي بادب المرحوم,هي من قبل ان تتضح وتتكشف لي الابعاد الاسرية,واذكر اني كنت صغيرا جدا,وكنت ادخل على غير هدى منزل اسرة المرحوم بالمسالمة,وهو منازل في جمع واحد,به عوائل متاصرة,يمكننا اطلاق مفردة"حوش"عليه,ولكن ذلك كان بعد موته سنوات,اذ انه في السنة التي مات فيها,رحمه الله,ولدت انا. .. .. في الحقيقة,استوقفتني مسالة ايمانه وجدله بوجود الله,المذكورة اعلاه,واستغرقتني في فكر طويل. .. .. كان المرحوم مسيحيا,ومن اجواء قصصه,تحس انه كان مثل التيجاني,رحمه الله,ذات حال الشفافية والموقف الالهي,في نظري,فعادة كما ارى,مسيحية سامي,او اسلام التجاني يوسف بشير,مثلا,لا تغير من طبيعة نافذة معينة,تصطادها الشفافيات العليا,سلبا او ايجابا,او تنازعيا,انما هي في اتجاه تاكيد طاقة جبارة,تترائ احيانا في عناصر الطبيعة,وفي ديناميكية العملية المعقدة للنفس البشرية,وفي الفنون,يصل اليها حواريا,كل فنان على طريقته,ودنوه او ذهابه بعيدا في الحس, انه يخش في جدلية الاكوان,لا محالة,ملحدا كان او على ديانة.
خذ مثلا الكاتب العظيم ماركيز,او"غابو" كما يدعوه اصدقاؤه,كتب جل ادبه,وهو يسخر من الالوهية والشيطنة,وفي رواية"العزلة"المشهورة جعل احد ابـطاله يحمل كاميرته بين الاشجار,وهو يقول انه اذا كان الله موجودا,فيجب ان تظهر صورته في الكاميرا,فماركيز والتاويه في شخص الحكيم لاوتز والكونفيشيوس والنيرفانا والZen ورياضات القتال,والبوذيه والراستا فيريان,وحتى عبادة الشيطان,هي في نظري صوفية,اذ انهم قاطبة,ينادون بايقاظ الروح الكامنة,كمون النار في الشجر الاخضر. .. .. ولكي لا "نسرب" بعيدا عن موضوعنا,اقول ان المرحوم كان يعاني ,كما ارى,من تناقض الطبيعة الحار,والذي بعض الاحيان غير محتمل للمرهفين,والحياة حفل كبير لتباين الطباع,ياصاحبي,هو شيئ كامن فينا طرا. .. .. قالت لي امي,انه كان يعشق فتاة مسلمة من منـطقة الجريف,وامثال سامي والتجاني,عشقهم دون وصل, يحطم اوصالهم,لانهم من زجاج عبقرية البشر مجبولون, اقول,انه عانى في حياته ياعادل,عانى من فقهية زواج المسيحي بمسلمة,تلك المسالة الجدليةالشهيرة,والتي اثارت ومازالت,اسئلة بين العدل وعدم الانصاف,اقول,كمد الحب في دواخله,اثار مرضا غالبا ما يعاني منه بني الانسان,فلو تم وصاله,كما ارى, لتعافى من كل سوء ولرمى ثورا بعافيته,انها مثل عزابات التجاني من فتاته المسيحيه,ولو قرات نقاد التجاني وهم يلحظون عزريته في الحب ومثاليته, انها سبب هلاكه,هل كل هذا هو وجهة نظر تصح? ..هي محاولة للسؤال والشك, الذين هما عصب عملية التعلم واليقينية المعرفية,التي لم تتحقق حتى الان للباحثين على وهاد صخرية صماء. .. .. اقول,ان قوة شخصية والدته,ربما,ومنحاها في محاولة تقويم ابنها كما ترى(وهي كانت معلمة ونحن اباؤنا كانوا معلمين,ونعلم حرص التربيه الذي يسيطر عليهم في منازلهم لا يزال)او كما في طبع بعض او جل الامهات,لكنه كان جامحا,وفنانا غير مسبوقا ,لذلك نشا مايمكن ان ندعوه بصراع اجتماعي,بين سامي ووالدته من جهة,وبينه والحي الذي يمثل اول ما نصارع نحو جنوحنا لتاكيد ذواتنا في المنطقة ثم المدينة ثم في الوطن باسره من بعد,لان في العام الذي صدرت فيه رواية الكاتب العظيم الـطيب صالح"بندر شاه" شوهد المرحوم, غير مرة,وهو يصعد راس بيتهم ويؤذن للصلاة بطريقة الاسلام,خالطا بين صيغة الاذان المعروفة, واسم بندرشاه وضو البيت,كما روت لي والدتي. .. اذا استفز الطيب صالح شيئا ما في روح سامي الفلسفية,في اواخر ايامه,ولعلك واجد اصداء غير مشخصنة عن ما رويت,في احدى قصصه ياعادل,ونحن نعلم ان بتلك الرواية مغازي وفحاوي باطنية خطيرة الشاو,وانا ابعد من ان اقول ان كتاب الطيب قد استفز سامي دينيا,لان الطيب ليس برجل دين,وانما هو اديب ادب,ولكنني اذهب انه استفزه فلسفيا من مياه ادبية تخالها ساهلة وهي بعيدة المنال,بطبيعة الحال,فما وراء الادب ربما تحركت روحانيات تحفل بها الاحرف,ربما, والله اعلم,ململت اسئلة ناوشت وجدان المرحوم الشاب سامي يوسف غابريال. .. .. هذا فقط فيما يخص نقطة ايمانه وجدله. وانا اتلقف منك بعد القاء ما عندك,والذي يبدو انه جديد,فلا تحرمنا حتى نستفيد ونعقل,ثم اذا كان لا يزال في كنانتنا ما يبدو انه يفيد,عاودناك مرة اخرى,فكله يا عادل,هو في مصلحة احياء ذكرى,وتنويه بادب نسيه الوجدان الجمعي,الذي يتواتر, كل حسب بصيرته,مثل سوق"الله اكبر" او "مركب على الله", لكاتب خطير, رحل باكرا,ولعله كان نبينا المنتظر,ولكن تجدنى اسفا ان كان قد نسيه الوجدان الجمعي,في غمار السودان,او كاد. .. ..
تحيه قلبيه |
http://##################/forum/viewtopic.php?p=8946andsid=91f1b...3c3f7f7ee7d9a3fbc29a
وإلى حين عودة:
Quote: لفتت انتباهي كلمة "المبتسرين". هل نعشم في إضاءة حولها. |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مراثي andquot;بهنـــــــــسandquot; الباسـفيــــــكية : النص المـلــــــــــتــــــــــــي (Re: عبد الحميد البرنس)
|
مذ قرأتها أول مرة عممتني بالأسى يا خواض لكأني بها وإن خادعت نفسك قليلاً بفرحٍ مستعارٍ تأتي وتنتزعك من وهلته لتضعك مباشرة أمام فوهة الأحزان الضاجة نص معجون بالمعرفة يطل على كمٍ من المناظرات المتناسبة والمقام
لكم أرهقني حينها موته وسيظل كما أرهقني قبل قليل موت شقيقي وصاحبي (أنا) محمد زين الشفيع وقد سطرت لبهنس التالي حينها:
على دَرجِ التَّوهجِ والمكوث ((محمد بهنس))
ها أنا وحيداً أحلّق وحولي البرد والظمأ والجوع وأخيلة النّهارِ تجري كالأنهارِ وحولي بلايين الأقدامِ تزلزل الأرضَ بالبؤسِ وأنا لست مثلهم أركض فأفرق أحزاني المستبدة بالثرى ليدسها بقلبِهِ عن قلبي الموجوعِ أنا لست مثلهم فقد طفقت كالأديمِ أصرع أحزانَ الناسِ وأخبئها بقلبي حتى دهمه البرد وألفاه مشتعلاً فأطفأه إلى الأبد وإني الآن في غمرة حزني السرمدي فمن سيقطر أحزان التعساء في قلبه من مثلي توزّع بين الأكوانِ بالضوءِ الحالِمِ لتنبثق من منابعي الأشجار والأزهار الحكايات والأغنيات .......... .............. ...... .......................... وها أنا كعِبارةٍ وحيدةٍ انفلت من كتابِ الكونِ فلا تحل محلي ثانيةٌ ها أنا أدعكم للتيه والضلال والمسغبة وارتقي درجَ التوهجِ والمكوث
19/12/2013م
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: مراثي andquot;بهنـــــــــسandquot; الباسـفيــــــكية : النص المـلــــــــــتــــــــــــي (Re: osama elkhawad)
|

جابر حسين بهنس ، حياة لكنها ليست قابلة للحياة !
* محمد حسين بهنس ، شاعر سوداني وروائي وتشكيلي و ... موهبة موسيقية تطوف بالطرب والأغاني . ولد بالثورة الحارة الخامسة بأمدرمان في 1972 وتوفي يوم الخميس 19 ديسمبر 2013 ، فجرا علي أحد أرصفة ميدان إبراهيم باشا بحي العتبة الفقير بالقاهرة عن 31 عاما ! أنا هنا ، لن أتحدث عن أعماله الفنية والأدبية ، لكنني سأبذل ما لدي من الضوء حول ملابسات موته ، ذلك الموت الذي لقي احتفاءا كثيرا جدا ، أكثر بكثير مما وجده إبداعه ، سواء في حياته أو بعد رحيله الفاجع ! ولست أيضا في موضع الإعتذار لبهنس عنا ، فلإعتذار الحقيقي ينبغي له أن يكون للشعب وللوطن ، تلك هي القضية . * كتب عنه وعن أسباب وفاته الفاجعة الكثير من المراثي ، نثرا وشعرا ، بكائيات دامعة محرقة لم تتوقف حتي اللحظة ، واعتذارات تشوبها الحسرات ونصال الألم الممض ، مهرجانات كاملة للتفجع وأثارة الأوجاع بجلد الذات حد إسالة النزيف ، و ... لم تتوقف حتي اللحظة ! لم يحمله أحد – حسبما قرأت وعرفت – شخصيا مسئولية ما عن مصيره المأساوي ، لم يفل أحد ، والمبدع ، كما كل الناس ، هو أبن بيئته ومجتمعه ، في أسرته وأصحابه ، وفي المجتمع الكبير ، لم يقول أحد ، إذن ، بمسئوليته عن ما جري له ، لا أحد ! * قالو في أسباب وفاته : الجوع والبرد الذي جمد اطرافه وقلبه ، فمات علي رصيف الشارع ، وحيدا مجهولا لا يكاد يعرفه أحد ! * تقول سيرته الشخصية إنه درس درس عاما واحد في الجامعة الأهلية بأمدرمان وتركها ! منذ ذلك الوقت شرع يمهد لمسار حياته منهجا في الأدب والفن والموسيقي ، وشكل حضورا مستمرا – مستمعا ومشاركا – في الفعاليات والمنتديات واللقاءات الأدبية والفنية علي منابر عديدة في المراكز الثقافية والأندية والقاعات في عاصمة بلاده ، لكنه – والحق يقال – كان مصغيا بإنتباه ويقظة كبيرة أكثر منه مشاركا بأعمالا من انتاجه ، لربما كان يستقوي علي مساره بالمعارف التي يلتقطها بمخيلته اللامعة وقلبه الفنان ! خلال حياته القصيرة تلك أنجز أعمالا قيمة : - 1999 أقام أول معرض له بالخرطوم . - 2006 أفتتح معرضه المبهر للرسم بالضوء ( لكن ليس هو مبتدعه بالطبع ) في قصر المهرجانات في باريس ، وفي ظني أن والد زوجته ذو النفوذ والحظوة وزوجته نفسها قد أعانوه في أقامة ذلك المعرض الذي غدا ، من بعد ، علامة مهمة في مسيرته في التشكيل وفن الرسم في ملامحه الغرائبية في راهنه السائد ! - 2004 أقام معرضا في اديس اببا في مدرسة الفنون الأثيوبية العريقة . - 2003 أقام معرضا بالمركز الثقافي الألماني بالخرطوم - 2002 شارك مع 50 فنانا أفريقيا في معرض " لغة الألوان " في بون بألمانيا . - أقتني قصر الإليزيه ، قصر الرئاسة الفرنسية ، أحدي لوحاته معروضة في أحد قاعاته مع أعمالا آخري لفنانين كبار ، وفي ظني أن والد زوجته ذو النفوذ المجتمعي الواسع هو من دفع بتلك الحظوة لتكون في حياته الفنية ! أما أعماله الأدبيه : - رواية " راحيل " وهي عمله الروائي الوحيد حتي الآن ، فيقال أن هنالك رواية أسماها " الهابر " لم تطبع بعد ولا أدري أين هي ! و " راحيل " قصة حب رومانسي عادية في السرد وفي اللغة ، وفي أحداثها ومضامينها ، حتي شكلها المعماري هو أيضا أتسم بالبساطة والعفوية ، لكأنها – كما أظن – هي نتاج لقصة الحب التي عاشها مع حبيبته الفرنسية ، نتاج لها والحب في لذاذاته ورحيقه العذب ، فلم يعرف القسوة والخشونة والتشظي في بداياته النضرة تلك ، كان حبا جميلا كما ينبغي له أن يكون ، " راحيل " بنت تلك الفترة الحالمة ، المزهرة في قلب ورؤي بهنس ! - مجموعة قصص قصيرة لم تطبع . - ومخطوطة ديوان شعر لم تطبع أيضا .
يقول في بعض شعره :
«بهديك الفوضى..شجار طفلين في ساحة روضة..أهديك الغربة..ضجيج الموتى..وصوت التربة..أهديك إحباطي..حديث عابر..في مركبة عامة..بصوت واطي..اهديك حزنك..شتات الفول أثنا الخمشة..بعد إذنك..اهديك حروف نقرابة..الفاضل من عمرك..من عمر الفرح الممطوط..اهديك الطلة..لبيوت الطين..وفكرة تفتيش..عن اسواق ارخص..ما فيها حليفة الله..اهديك مرة..الاعبك فيها بالمعدن..اقول ليك حرية..احبك..وله اقمض شارع عنك..اقول ليك..كتابة وطرة..خسرتك..ربحتك مرة..اهديك مرهم للنجمة..يداوي جراحك..في السما تتبسم..اهديك الليل وعرباتو المسرعة..صوب الرئة..في شارع النيل..لاهديك اوصيك....اهديك واهديك..اهديك وله شيء..واقطع عمري مشي». وهو ، كما قد رأيتم ، شعر جميل سلس ، علي نسق شعر العامية لدي شعراء الشباب اليوم ، بل أنه يستلف لغتهم اليومية في عاديتها ورشاقتها العفوية التي تطلع من ومضات قلوبهم وهم في معمان الحياة ، محاولة جسورة ليجعلونها تبدو جميلة ويعيشونها ! لربما ، لو عاش ، لكان سيقدم نهجا ووجها يانعا في شعر عامية أهل السودان .
ذلك ما رأيت أن أقول به لإلقاء بعض الضوء علي نتاجه وبدايات حياته ، ولكن ماذا عن موته ، ما الذي أودي به إلي ذلك المصير الفاجع ؟ هنالك ، في ظني ، العديد من الأسباب الشخصية والنفسية التي تضافرت – مع واقع حياته الفقير المزرئ – لتجعله في ذلك الموت المجاني المفزع . من المفارقات المؤلمة في حالته ، أن من كانوا حوله كانوا يرونه يضيع ، يزوي و ... يموت رويدا رويدا ، لكن أحدا لم يكن بمستطاعه أن ينتشله من ذلك المصير ، بل أن هنالك من كان يدفعه ، بوعي أو بدونه ، صوب موته ! كان مزهرا ولامعا حين أحب ، وشرع يجعل في عشقه موسيقي وضوء وفرح ، ثيمات حياته وأيقوناته المبجلات .
فقد تعرف ، بدايات العام 2000 علي فتاة فرنسية جميلة وذات ثقافة عالية كانت تعمل ضمن كادر المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم ، تعرف عليها إبان غاراته الدائمة علي المركز الذي يحفل عادة بالعديد من الأنشطة والعاليات الأدبية والفنية والمعرفية ، جمع الحب بينهما إلي جانب حبهما الأدب والفن والشعر ، فتزوجا بالخرطوم في نفس عام تعارفهما . تلك كانت الفترة المزهرة والمطمئنة من حياته . ولما حان عودتها إلي فرنسا أصحبت زوجها معها ، فأنجبا ولدا في العام 2005 ، وعاشا فترة ليست بالطويلة في رحاب حبهما والثقافة ...
لم يكن لديه ما يفعله هناك سوي فنه الذي بدأ تسويقا بطيئا لا يحسنه ، فعاونه والد زوجته وزوجته نفسها ، ماليا في معاشه وفي تسويق فنه. أقامته هناك استمرت عامين ، وسرعان – لأسباب شخصية وعائلية ومعاشية – ما نشبت بينهما شجارات ظلت تتنامي وتتضخم بينهما كزوجين وبينه وأسرة زوجته ، وكان لابد أن يكون الطلاق ، بسبب من تلك الهوة الفكرية والنفسية التي تباعد بين ثقافتين وعالمين في ظلال العائليات ، وكم من تلك التجارب قد آلت إلي مصائر بائسة لمثل هذه الزيجات ، حدث الطلاق ، فسلب منه حب حياته وأبنه ، وجري ابعاده عن فرنسا بواسطة الشرطة ، تلك كانت بدايات بهنس نهوض ملامح بهنس الآخر ، في أزمته الشخصية والنفسية ، منذ ذلك الوقت بدأ ، ذلك الكائن الجميل رحلة ذهوله الغريب عن دنيا الناس ! حين عاد مبعدا إلي وطنه ، وجد أن والدته وشقيقه الأكبر قد توفيا ، ولم يكن له علم برحيلهما إذ أنقطعت أخباره تماما عن أهله وأصدقائه ووطنه خلال فترته الباريسية ... فتضاعف إليه حزنه وذهوله ، وكان يبدو أن أصدقائه كانوا قد " نسوه " جراء غيابه الطويل عنهم والبلد وإنقطاع أخباره ، فلم يجد أحدا حوله إلا صديقه الأثير بكري بقداش فرحل إليه ليساكنه داره خلال فترة توهانه التي أمتدت لحوالي ثلاث سنوات . بدأت فترة عزلته وسلوكه الغريب يحاصره ، فلم يستطيع مقاومته حتي نالت منه ظواهر وتداعيات الإكتئاب والرهق ، وفي ظني أنه كان يري أطواره ويسير فيها ، لكأنه كان يري مصيره المهول المرعب فيذهب إليه مطمئنا إليه ... لهذا ، تراني أحمله بعضا كثيرا من مسئولية ما جره إليه ، وأكاد أقول أن البيئة الشبابية التي كان يحرص علي تواجده فيها حيث حلقات تعاطي المخدارات والخمر ومعايشة التوهانات ودنيا من المرح والوهم ، هي أيضا من مسئولياته الشخصية التي حدد هو ، عبرها ، ملامح ما سيؤل إليه مصيره ، ولم يكن من أحد ليأخذ بيده ، فغدا في الوهم الكثير ، وهو وهم يفضي ، لا مندوحة ، بصاحبه إلي الجنون ، تلك هي بالضبط الفترة التي كان يحتاج أحدا يؤازره ويكون بجانبه ليل نهار وما من أحد ، ذلك ، في ظني ، هو الملمح الموجع في مأساة بهنس ، من هنا بدأت تنمو وتزهر بذرة الجنون في دواخله وتسود إليه مخيلته ورؤاه ، وما من أحد .
أسامة الخواض ، أنتبه لهذا الجانب الهام في آخريات حياة بهنس ، وهالته مهرجانات الرثاء بألوانها الزائفة ودموعها المالحة ، فكتب في بعض قصيدته البديعة " سبحانك الثلج " :
( هم أودعوني غياهب نسيانهم، و سلوني، كأنَّ قميصي- قَدْ قُدَّ من قُبُلٍ، و أحبّونني هامداً، و أفاضوا المديح على جثّتي فسبْحانه "الثلج"، أحْيا عظام نصوصي| و هْي رميمْ لا معزَّينَ لي سوى "أصدقائي" الذين قد استُنْسِخُوا فجأةً في الأسافيرِ، كلّتْ من الدمْع و النوْح عينايَ، هذي المدينةُ، قالوا، كمالُ الجمال، فيا نفْسُ، في الليلِ، في أوّل الهزْعِ، فلتسْكبي كمياهٍ، دموعي قبالة وجْه المدينةِ، أحْسنتُ بالعُشْب ظنّي، لأنَّ مراحمهُ لا تزولُ، اضطجعتُ على كَنَبات الميادينِ، ظهْري تقرّح منها فصرتُ لشعبي- أغنيةً لهم اليوم كلّهْ "فباتوا يجرّون ضاف الدمقْسِ، وبتُّ أجرْجر أسْماليهْ" ولو كان لي عِلْم ما في غدٍ" (1) لما جئتُ مصرَ، تلطّختُ بالعارِ، لم يسْتطبْ أحدٌ أنْ يمسَّ ثيابي، و لم أشتكِ من قصاص خطايايَ، أعطيتُ خدِّي لضاربهِ، في الشوارع تهْتُ كأعمى كان يمشي ورائي الذهولُ، و سلُّ "التجانيْ" (2) حين أصرخُ، أو استغيثُ، تصدُّ صلاتي، فرُحْتُ أغنِّي: "مِصرُ يا أخت اكتئابي يا شقيّة يا مَنافٍ،مرّة الطَعْمِ ،قميئةْ" بينما نسْمةٌ من وراء المقابرِ تهْذي: "رعي الله مِصْر فكم للأديب بها ثمّ من عيشةٍ راضيهْ" (3) ........................................ .................................... *و آخرُ دعْواكَ، يا سيِّدي-شبحي -"بهنس" الباسفيكيّ؟ - آخرُ دعْوايَ، يا صاحبي: "لعن الله من جلبوا المطبعةْ من ديار النصارى، و من وزَّعوا كتب الشعرِ، و السرْدِ، و الفنِّ ، و الفكْرِ، و السّموطيقا ، و عِلْم الجَمالْ سامح الربُّ آباءنا في الكتابةِ، و الفنِّ، إذْ أنّهم أخْطاوا، حين شقّوا دروب الخيال فها نحن نحْمل آثامهم، ثمّ نصْعدُ نحو الصليبِ، نكفِّرُ عن مُوبقات الحداثةْ _______________________________________________ هامشان: (1) و (3) من أشعار محمد سعيد العبّاسي. (2) الشاعر التجاني يوسف بشير.
قبل منصف العام العام 2011 وصل بهنس إلي القاهرة ، القاهرة التي يضيع فيها عقلاء الناس ناهيك عن بهنس الذي أتاها ، حين أتاها ، وهو في ضياعه الكثير. ولكن ما ظل يؤلم قلبي عند تأمل حالة رحيله وملابساتها ، وما ظل يفزعني حتي الآن ، فهو السؤال الجارح : من هو ذاك الذي أعان بهنس وهو علي تلك الحال المزرية من الذهول والجنون والفقر ، فيأتي به إلي جحيم القسوة التي في حياة القاهرة ؟ ذلك هو القاتل الحقيقي لبهنس لا سواه ، فقد كان مستحيلا عليه – وهو علي ما عليه – أن يبلغ القاهرة ، فقد بدأ منذ حوالي ثلاث سنوات " مستطيعا بغيره " علي قول طه حسين ... كان لا بد من مال ، ولا بد من مرافق له ومعين ، فأين له كل ذلك من دون مساعدة ليستطيع ! فلنبحث – جميعنا إذن – عن ذلك القاتل أو القتلة إن كانوا أكثر من واحد فنجعل قاتله في الملأ مشهودا معلوما في الناس ... فشرع في ذهوله ذاك ، مذهولا مجنونا تتقاذفه ، وحيدا ملفوظا ، شوارع القاهرة ، في حي العتبة حيث سكن أول أمره ليقيم معرضا ، كما أشيع ، ثم إلي الأرصفة والشوارع والجوع والبرد ، و لا أحد !! نعم ، هنالك بعضا في الناس من أهتم به قليلا ، حتي السفارة لم تتجاهله أول أمره ، حتي بعضا من أسرته ، كانوا إليه عند قدومه ثم رافقوه صحبة إليه فترة ، فلما طال جنونه ، لربما لم يكونوا يتوقعونه هكذا ، فتفرقوا عنه ، ولا أحد !
الغريب ، في أمر تجاهل الناس ومعارفه له وانفضاضهم من حوله ، أن الصحفي محمد عثمان يوسف " حبه " قد نشرعنوانا كبيرا لجولته الميدانية هناك ومقابلته بهنس في صحيفة " الدار " السودانية يوم السبت 2 نوفمبر 2013 أي قبل 47 يوما فقط من رحيله ، كتب العنوان / التحقيق المثير بعنوان : ( " الدار " ترصد حالات الوفاة مجهولة الهوية ، والجنون والإدمان وسط الشباب السودانيين بالقاهرة " ... " ... رصدت ( الدار ) من خلال جولة صحفية موسعة وتقارير ميدانية بين اوساط السودانيين بشوارع القاهرة خاصه منطقة العتبه وتمثال ابراهيم باشا والمقاهى الخلفية بشارع 26 يوليو ارتفاع حالات الوفيات المجهولة الهوية بين السودانيين التى وصل عددها الى 5 حالات وظهور بعض الشباب حديثى العهد بالجنون والادمان .ففى غضون ال6 اشهر الماضية لقى اكثر من 5 سودانيين مصرعهم متوفيين على مقاهى شهيرة جراء إدمان المخدرات أو الكحول أو بسبب الجوع القاتل الذى يتعرضون له لفترات طويلة وذلك لعدم وجود مصادر دخل ثابته بالنسبه لهم .
وكشفت مصادر عليمة لـ ( الدار ) أن اثنين من هذه الحالات المتكررة وجدت ملقاة على قارعة الطريق حيث توفى احدهما بالنجيلة الشهيرة التى تجاور تمثال ابراهيم باشا ( بالعتبة ) وحالة ثالثة وجدت ميته على ( كنبة ) مطعم اخر ساعة الشهير خلف شارع 26 يوليو عند الساعة الثالثة فجراً كما ان هناك حالة تعيش هذه الايام بجوار مترو الدقى بنفس الظروف والمأسى وإيماناً منها بالدور الانسانى واهتماماً بقضايا السودانيين بمصر ننشر اليوم هذه القصة المأساوية والانسانية للروائى والاديب والكاتب والفنان التشكيلى محمد حسين بهنس صاحب الرواية الشهيرة ( راحيل ) التى كتب عنها النقاد فى السودان عند صدورها بأنه اشبه بمولد طيب صالح أخر قادم يحمل الخير للسودان .حيث يتعرض بهنس لمحنه ويمر بظروف نفسية غاية فى الخطورة منذ اكثر من عام عندما دخل القاهرة قادماً من الخرطوم . وقد عاشت ( الدار ) اكثر من ايام وليالى مع هذا الشاب والاديب الفنان الذى اصبح علامة بارزة فى منطقة (العتبة) خاصة ما بين تمثال ابراهيم باشا ومطعم الخرطوم وزقاق قهوة ابو المعاطى حيث لا مقر له ثابت يؤوي اليه هذا الفنان التشكيلى والكاتب القصصى .
وقد اكد شهود عيان لـ ( الدار ) أن محمد بهنس الذى يعيش فى حالة نفسيه سيئة تعرض لحادث مرورى قبل عدة ايام ولكن العناية الالهية انقذته والحمد لله ويعيش ( بهنس ) على وجبة طعام نهارية بمطعم الخرطوم وبعدها يخرج هائما بين المصريين فى شوارع القاهرة الخلفية والتى لا ترحم حتى الاصحاء دعك عن بعض الذين يمرون بظروف نفسية سيئة فهى لا تطيق أهلها – هذه الايام – ما بالك بالغرباء ، خاصة غرباء الروح والزمان والمكان .
بهنس الفنان يعيش منذ قدومه من السودان داخل بنطلون وقميص واحد وهو فى حاله اشبه بالجنون لا يتكلم الا مع بعض المقربين منه ، ينام فى شوارع القاهرة بجوار مطعم الخرطوم وتمثال ابراهيم باشا ليلاً ونهاراً واصبح شعره طويلاً ومبعثراً وهيئته لا تطاق عندما ما تراه للوهله الاولى . واكد بعض اصدقائه لـ (الدار) أن بعض افراد اسرته قد جاءوا من السودان بحثاً عنه فلم يجدوه وعادوا بدونه وتركوه وحيداً خلال ليالى القاهرة القاتلة من الوحدة والوحشة خاصة عندما يكون الانسان بلا مأوى وبلا رفيق ويقال ان كثيراً 0من اصدقائه - ايضاً – قد تنكروا له بالفعل لأن منظره اصبح لا يسر حبيب ولا عدو . ( الدار ) تقرع ناقوس الخطر وتدق جرس الانذار لأكثر من مرة وتنبه المسئولين عن ضياع مثل هؤلاء الشباب الجميل وتناشد اسرة الفنان والاديب محمد بهنس واصدقاءه خاصة الدراميين والتشكيليين الموسيقيين بأن يسارعوا بعودة ( بهنس ) الى حضن الوطن سليماً معافى وتطلب ( الدار ) من الرجل الفنان على مهدى نورى الأب الشرعى لكثير من هذه الحالات الانسانية والفنية للتدخل الفورى والعاجل خاصه وأنه قريب جداً من كبار المسئولين برئاسة الجمهورية انقاذاًَ لأبن السودان الفنان( بهنس ) ونحن فى الانتظار ." ... ذلك بعضا مما جاء في ذلك التقرير ، الذي صاح محذرا من موت قريب سيكون فيه بهنس لا شك ، فلم يلتفت إليه أحد ، حتي جاءه الذي ما كان له إلا أن يجيئه ، و ... قد جاءه ! هكذا كما رحل جماع وأبو ذكري قبله رحل بهنس ، و ... قاتلوه معروفون معروفون !
عند أتساع وتائر مهرجانات الرثاء بعد رحيله ، حتي فاضت بها مواقع النت والتواصل الأجتماعي والصحف والأذاعات والفضائيات ، عندما أدلهمت صيحات التفجع في الوطن المضرج بالقسوة والدم والدجل ، كتب فضيلي جماع صارخا فينا : ( بهنس مات ، ألحقوا محسن خالد ) ، كان قد قصد محسن خالد، الذي هو – ويا للمفارقة – بمدني ولم نستطيع وصولا وتفقده بعد ، وهو يعيش مصيرا مشابها لمعاناة بهنس ، و ... الشاعر ، صديقكم الجميل أبن مدني ، السمؤال محمد الحسن ، هو أيضا هنا ، بيننا الآن ، سادرا في البياض ، وهناك ، ليس بعيدا عنا ، في كسلا الشاعر الحداثوي المجيد حسونه بدوي حجازي ، أيضا وأيضا ، في بياضه ، وحسون هذا هو الشقيق الأكبر والمعلم لكل من شاعرالجزيرة ومدني حمزة بدوي ، ومحمد بدوي الفائزة قبل سنوات بجائزة الطيب صالح في الرواية عن روايته " باب الحياة " ... لكن ، يا أصدقائي ، صديقاتي ، هل يستحق ، من كان مثلهم ، الحياة ؟ وهم يعيشون في وطن مذبوح و ... النصال القاتلات مبذولات لإعناقهم ! --------------------------------------------------------------------------------------------------------- * قدمت في " ليلة الإعتذار لبهنس " ، يوم أمس الأثنين 24/2/2013 ، بنادي الخريجين بمدني بمشاركة مع الروائي والقاص مبارك الصادق الذي تناول رواية " راحيل " بالقراءة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=402568
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مراثي andquot;بهنـــــــــسandquot; الباسـفيــــــكية : النص المـلــــــــــتــــــــــــي (Re: osama elkhawad)
|
Quote: مات بهنس ، هذه هي الحقيقة ، ولأن مجالس العزاء ليست للوم والتنابذ ، و إنما للعبر، فدعونا نقر أن بهنس أجملنا شكلاً ومضموناً، وأعذبنا صوتاً وأرفعنا قامة ، فلنعتبر من وفاته كما فعل أهل القرية في رواية ماركيز إذ انتابهم شعور عارم بسبب ذاك الغريق الجميل بأنهم أقزام أقل قامة منه ، عرفوا أن بيوتهم تحتاج إلى أبواب عالية ، وانهم في حاحة إلى أسقف أكثر متانة وقوة لتحمل المصائب، قرر سكان القرية طلاء منازلهم بألوان زاهية احتراماً لذكرى ذلك الغريق، قرروا حفر الآبار في الصخور وزرع الأزهار كي يستنشق بحارة السفن القادمة عند الفجر رائحة الزهور، وكي يضطر القبطان إلى النزول من أعلى السفينة و هو يشير ناحية القرية، متحدثاً بكل لغاتِ العالم : (أنظروا هناك حيث هدوء الريح ينقل شذى الزهور، وحيث ضوء الشمس والحياة ).
تعلم سكان تلك القرية معنى الحب ، وهذه هي المسؤولية التي تركها لنا (بهنس)، خاصة وأن بلادنا يتهتك نسيجها الاجتماعي يومياً بفعل السياسات الشيطانية لعصابة حكام الخرطوم ، نحن بحاجة إلى ذلك الترابط الذي سكن قلوب أهل تلك القرية ، بحاجة إلى نثر الحب في ربوعنا ، في جبال النوبة ، دارفور ، النيل الأزرق الشرق ، وفي الشمال ، وبحاجة إلى إظهار حبنا الحقيقي لا الهوائي لكافة أهل بلادنا ، محتاجين إلى إشاعة روح التضامن الحقيقية بيننا لنتجاوز ظلمة ليالينا الحالكة ، وهذا ما تركه بهنس فينا لأن أمثاله يشعون في العتمة.
|
Quote: محتاجين إلى إشاعة روح التضامن الحقيقية بيننا لنتجاوز ظلمة ليالينا الحالكة ، وهذا ما تركه بهنس فينا لأن أمثاله يشعون في العتمة. |
| |

|
|
|
|
|
|
سِفر "مراثي إرميا" (Re: osama elkhawad)
|
يُقرأ هذا النص مقروناً بسفر مراثي إرميا في "العهد القديم".
سفر مراثي إرميا
الأصحاح الأول
1 :1 كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب كيف صارت كارملة العظيمة في الامم السيدة في البلدان صارت تحت الجزية 1 :2 تبكي في الليل بكاء و دموعها على خديها ليس لها معز من كل محبيها كل اصحابها غدروا بها صاروا لها اعداء 1 :3 قد سبيت يهوذا من المذلة و من كثرة العبودية هي تسكن بين الامم لا تجد راحة قد ادركها كل طارديها بين الضيقات 1 :4 طرق صهيون نائحة لعدم الاتين الى العيد كل ابوابها خربة كهنتها يتنهدون عذاراها مذللة و هي في مرارة 1 :5 صار مضايقوها راسا نجح اعداؤها لان الرب قد اذلها لاجل كثرة ذنوبها ذهب اولادها الى السبي قدام العدو 1 :6 و قد خرج من بنت صهيون كل بهائها صارت رؤساؤها كايائل لا تجد مرعى فيسيرون بلا قوة امام الطارد 1 :7 قد ذكرت اورشليم في ايام مذلتها و تطوحها كل مشتهياتها التي كانت في ايام القدم عند سقوط شعبها بيد العدو و ليس من يساعدها راتها الاعداء ضحكوا على هلاكها 1 :8 قد اخطات اورشليم خطية من اجل ذلك صارت رجسة كل مكرميها يحتقرونها لانهم راوا عورتها و هي ايضا تتنهد و ترجع الى الوراء 1 :9 نجاستها في اذيالها لم تذكر اخرتها و قد انحطت انحطاطا عجيبا ليس لها معز انظر يا رب الى مذلتي لان العدو قد تعظم 1 :10 بسط العدو يده على كل مشتهياتها فانها رات الامم دخلوا مقدسها الذين امرت ان لا يدخلوا في جماعتك 1 :11 كل شعبها يتنهدون يطلبون خبزا دفعوا مشتهياتهم للاكل لاجل رد النفس انظر يا رب و تطلع لاني قد صرت محتقرة 1 :12 اما اليكم يا جميع عابري الطريق تطلعوا و انظروا ان كان حزن مثل حزني الذي صنع بي الذي اذلني به الرب يوم حمو غضبه 1 :13 من العلاء ارسل نارا الى عظامي فسرت فيها بسط شبكة لرجلي ردني الى الوراء جعلني خربة اليوم كله مغمومة 1 :14 شد نير ذنوبي بيده ضفرت صعدت على عنقي نزع قوتي دفعني السيد الى ايد لا استطيع القيام منها 1 :15 رذل السيد كل مقتدري في وسطي دعا علي جماعة لحطم شباني داس السيد العذراء بنت يهوذا معصرة 1 :16 على هذه انا باكية عيني عيني تسكب مياها لانه قد ابتعد عني المعزي راد نفسي صار بني هالكين لانه قد تجبر العدو 1 :17 بسطت صهيون يديها لا معزي لها امر الرب على يعقوب ان يكون مضايقوه حواليه صارت اورشليم نجسة بينهم 1 :18 بار هو الرب لاني قد عصيت امره اسمعوا يا جميع الشعوب و انظروا الى حزني عذاراي و شباني ذهبوا الى السبي 1 :19 ناديت محبي هم خدعوني كهنتي و شيوخي في المدينة ماتوا اذ طلبوا لذواتهم طعاما ليردوا انفسهم 1 :20 انظر يا رب فاني في ضيق احشائي غلت ارتد قلبي في باطني لاني قد عصيت متمردة في الخارج يثكل السيف و في البيت مثل الموت 1 :21 سمعوا اني تنهدت لا معزي لي كل اعدائي سمعوا ببليتي فرحوا لانك فعلت تاتي باليوم الذي ناديت به فيصيرون مثلي 1 :22 ليات كل شرهم امامك و افعل بهم كما فعلت بي من اجل كل ذنوبي لان تنهداتي كثيرة و قلبي مغشي عليه الأصحاح الثاني
2 :1 كيف غطى السيد بغضبه ابنة صهيون بالظلام القى من السماء الى الارض فخر اسرائيل و لم يذكر موطئ قدميه في يوم غضبه 2 :2 ابتلع السيد و لم يشفق كل مساكن يعقوب نقض بسخطه حصون بنت يهوذا اوصلها الى الارض نجس المملكة و رؤساءها 2 :3 عضب بحمو غضبه كل قرن لاسرائيل رد الى الوراء يمينه امام العدو و اشتعل في يعقوب مثل نار ملتهبة تاكل ما حواليها 2 :4 مد قوسه كعدو نصب يمينه كمبغض و قتل كل مشتهيات العين في خباء بنت صهيون سكب كنار غيظه 2 :5 صار السيد كعدو ابتلع اسرائيل ابتلع كل قصوره اهلك حصونه و اكثر في بنت يهوذا النوح و الحزن 2 :6 و نزع كما من جنة مظلته اهلك مجتمعه انسى الرب في صهيون الموسم و السبت و رذل بسخط غضبه الملك و الكاهن 2 :7 كره السيد مذبحه رذل مقدسه حصر في يد العدو اسوار قصورها اطلقوا الصوت في بيت الرب كما في يوم الموسم 2 :8 قصد الرب ان يهلك سور بنت صهيون مد المطمار لم يردد يده عن الاهلاك و جعل المترسة و السور ينوحان قد حزنا معا 2 :9 تاخت في الارض ابوابها اهلك و حطم عوارضها ملكها و رؤساؤها بين الامم لا شريعة انبياؤها ايضا لا يجدون رؤيا من قبل الرب 2 :10 شيوخ بنت صهيون يجلسون على الارض ساكتين يرفعون التراب على رؤوسهم يتنطقون بالمسوح تحني عذارى اورشليم رؤوسهن الى الارض 2 :11 كلت من الدموع عيناي غلت احشائي انسكبت على الارض كبدي على سحق بنت شعبي لاجل غشيان الاطفال و الرضع في ساحات القرية 2 :12 يقولون لامهاتهم اين الحنطة و الخمر اذ يغشى عليهم كجريح في ساحات المدينة اذ تسكب نفسهم في احضان امهاتهم 2 :13 بماذا انذرك بماذا احذرك بماذا اشبهك يا ابنة اورشليم بماذا اقايسك فاعزيك ايتها العذراء بنت صهيون لان سحقك عظيم كالبحر من يشفيك 2 :14 انبياؤك راوا لك كذبا و باطلا و لم يعلنوا اثمك ليردوا سبيك بل راوا لك وحيا كاذبا و طوائح 2 :15 يصفق عليك بالايادي كل عابري الطريق يصفرون و ينغضون رؤوسهم على بنت اورشليم قائلين اهذه هي المدينة التي يقولون انها كمال الجمال بهجة كل الارض 2 :16 يفتح عليك افواههم كل اعدائك يصفرون و يحرقون الاسنان يقولون قد اهلكناها حقا ان هذا اليوم الذي رجوناه قد وجدناه قد رايناه 2 :17 فعل الرب ما قصد تمم قوله الذي اوعد به منذ ايام القدم قد هدم و لم يشفق و اشمت بك العدو نصب قرن اعدائك 2 :18 صرخ قلبهم الى السيد يا سور بنت صهيون اسكبي الدمع كنهر نهارا و ليلا لا تعطي ذاتك راحة لا تكف حدقة عينك 2 :19 قومي اهتفي في الليل في اول الهزع اسكبي كمياه قلبك قبالة وجه السيد ارفعي اليه يديك لاجل نفس اطفالك المغشي عليهم من الجوع في راس كل شارع 2 :20 انظر يا رب و تطلع بمن فعلت هكذا اتاكل النساء ثمرهن اطفال الحضانة ايقتل في مقدس السيد الكاهن و النبي 2 :21 اضطجعت على الارض في الشوارع الصبيان و الشيوخ عذاراي و شباني سقطوا بالسيف قد قتلت في يوم غضبك ذبحت و لم تشفق 2 :22 قد دعوت كما في يوم موسم مخاوفي حوالي فلم يكن في يوم غضب الرب ناج و لا باق الذين حضنتهم و ربيتهم افناهم عدوي الأصحاح الثالث
3 :1 انا هو الرجل الذي راى مذلة بقضيب سخطه 3 :2 قادني و سيرني في الظلام و لا نور 3 :3 حقا انه يعود و يرد علي يده اليوم كله 3 :4 ابلى لحمي و جلدي كسر عظامي 3 :5 بنى علي و احاطني بعلقم و مشقة 3 :6 اسكنني في ظلمات كموتى القدم 3 :7 سيج علي فلا استطيع الخروج ثقل سلسلتي 3 :8 ايضا حين اصرخ و استغيث يصد صلاتي 3 :9 سيج طرقي بحجارة منحوتة قلب سبلي 3 :10 هو لي دب كامن اسد في مخابئ 3 :11 ميل طرقي و مزقني جعلني خرابا 3 :12 مد قوسه و نصبني كغرض للسهم 3 :13 ادخل في كليتي نبال جعبته 3 :14 صرت ضحكة لكل شعبي و اغنية لهم اليوم كله 3 :15 اشبعني مرائر و ارواني افسنتينا 3 :16 و جرش بالحصى اسناني كبسني بالرماد 3 :17 و قد ابعدت عن السلام نفسي نسيت الخير 3 :18 و قلت بادت ثقتي و رجائي من الرب 3 :19 ذكر مذلتي و تيهاني افسنتين و علقم 3 :20 ذكرا تذكر نفسي و تنحني في 3 :21 اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو 3 :22 انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول 3 :23 هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك 3 :24 نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه 3 :25 طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه 3 :26 جيد ان ينتظر الانسان و يتوقع بسكوت خلاص الرب 3 :27 جيد للرجل ان يحمل النير في صباه 3 :28 يجلس وحده و يسكت لانه قد وضعه عليه 3 :29 يجعل في التراب فمه لعله يوجد رجاء 3 :30 يعطي خده لضاربه يشبع عارا 3 :31 لان السيد لا يرفض الى الابد 3 :32 فانه و لو احزن يرحم حسب كثرة مراحمه 3 :33 لانه لا يذل من قلبه و لا يحزن بني الانسان 3 :34 ان يدوس احد تحت رجليه كل اسرى الارض 3 :35 ان يحرف حق الرجل امام وجه العلي 3 :36 ان يقلب الانسان في دعواه السيد لا يرى 3 :37 من ذا الذي يقول فيكون و الرب لم يامر 3 :38 من فم العلي الا تخرج الشرور و الخير 3 :39 لماذا يشتكي الانسان الحي الرجل من قصاص خطاياه 3 :40 لنفحص طرقنا و نمتحنها و نرجع الى الرب 3 :41 لنرفع قلوبنا و ايدينا الى الله في السماوات 3 :42 نحن اذنبنا و عصينا انت لم تغفر 3 :43 التحفت بالغضب و طردتنا قتلت و لم تشفق 3 :44 التحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة 3 :45 جعلتنا ######ا و كرها في وسط الشعوب 3 :46 فتح كل اعدائنا افواههم علينا 3 :47 صار علينا خوف و رعب هلاك و سحق 3 :48 سكبت عيناي ينابيع ماء على سحق بنت شعبي 3 :49 عيني تسكب و لا تكف بلا انقطاع 3 :50 حتى يشرف و ينظر الرب من السماء 3 :51 عيني تؤثر في نفسي لاجل كل بنات مدينتي 3 :52 قد اصطادتني اعدائي كعصفور بلا سبب 3 :53 قرضوا في الجب حياتي و القوا علي حجارة 3 :54 طفت المياه فوق راسي قلت قد قرضت 3 :55 دعوت باسمك يا رب من الجب الاسفل 3 :56 لصوتي سمعت لا تستر اذنك عن زفرتي عن صياحي 3 :57 دنوت يوم دعوتك قلت لا تخف 3 :58 خاصمت يا سيد خصومات نفسي فككت حياتي 3 :59 رايت يا رب ظلمي اقم دعواي 3 :60 رايت كل نقمتهم كل افكارهم علي 3 :61 سمعت تعييرهم يا رب كل افكارهم علي 3 :62 كلام مقاومي و مؤامرتهم علي اليوم كله 3 :63 انظر الى جلوسهم و وقوفهم انا اغنيتهم 3 :64 رد لهم جزاء يا رب حسب عمل اياديهم 3 :65 اعطهم غشاوة قلب لعنتك لهم 3 :66 اتبع بالغضب و اهلكهم من تحت سماوات الرب الأصحاح الرابع
4 :1 كيف اكدر الذهب تغير الابريز الجيد انهالت حجارة القدس في راس كل شارع 4 :2 بنو صهيون الكرماء الموزونون بالذهب النقي كيف حسبوا اباريق خزف عمل يدي فخاري 4 :3 بنات اوى ايضا اخرجت اطباءها ارضعت اجراءها اما بنت شعبي فجافية كالنعام في البرية 4 :4 لصق لسان الراضع بحنكه من العطش الاطفال يسالون خبزا و ليس من يكسره لهم 4 :5 الذين كانوا ياكلون الماكل الفاخرة قد هلكوا في الشوارع الذين كانوا يتربون على القرمز احتضنوا المزابل 4 :6 و قد صار عقاب بنت شعبي اعظم من قصاص خطية سدوم التي انقلبت كانه في لحظة و لم تلق عليها اياد 4 :7 كان نذرها انقى من الثلج و اكثر بياضا من اللبن و اجسامهم اشد حمرة من المرجان جرزهم كالياقوت الازرق 4 :8 صارت صورتهم اشد ظلاما من السواد لم يعرفوا في الشوارع لصق جلدهم بعظمهم صار يابسا كالخشب 4 :9 كانت قتلى السيف خيرا من قتلى الجوع لان هؤلاء يذوبون مطعونين لعدم اثمار الحقل 4 :10 ايادي النساء الحنائن طبخت اولادهن صاروا طعاما لهن في سحق بنت شعبي 4 :11 اتم الرب غيظه سكب حمو غضبه و اشعل نارا في صهيون فاكل اسسها 4 :12 لم تصدق ملوك الارض و كل سكان المسكونة ان العدو و المبغض يدخلان ابواب اورشليم 4 :13 من اجل خطايا انبيائها و اثام كهنتها السافكين في وسطها دم الصديقين 4 :14 تاهوا كعمي في الشوارع و تلطخوا بالدم حتى لم يستطع احد ان يمس ملابسهم 4 :15 حيدوا نجس ينادون اليهم حيدوا حيدوا لا تمسوا اذ هربوا تاهوا ايضا قالوا بين الامم انهم لا يعودون يسكنون 4 :16 وجه الرب قسمهم لا يعود ينظر اليهم لم يرفعوا وجوه الكهنة و لم يترافوا على الشيوخ 4 :17 اما نحن فقد كلت اعيننا من النظر الى عوننا الباطل في برجنا انتظرنا امة لا تخلص 4 :18 نصبوا فخاخا لخطواتنا حتى لا نمشي في ساحاتنا قربت نهايتنا كملت ايامنا لان نهايتنا قد اتت 4 :19 صار طاردونا اخف من نسور السماء على الجبال جدوا في اثرنا في البرية كمنوا لنا 4 :20 نفس انوفنا مسيح الرب اخذ في حفرهم الذي قلنا عنه في ظله نعيش بين الامم 4 :21 اطربي و افرحي يا بنت ادوم يا ساكنة عوص عليك ايضا تمر الكاس تسكرين و تتعرين 4 :22 قد تم اثمك يا بنت صهيون لا يعود يسبيك سيعاقب اثمك يا بنت ادوم و يعلن خطاياك الأصحاح الخامس
5 :1 اذكر يا رب ماذا صار لنا اشرف و انظر الى عارنا 5 :2 قد صار ميراثنا للغرباء بيوتنا للاجانب 5 :3 صرنا ايتاما بلا اب امهاتنا كارامل 5 :4 شربنا ماءنا بالفضة حطبنا بالثمن ياتي 5 :5 على اعناقنا نضطهد نتعب و لا راحة لنا 5 :6 اعطينا اليد للمصريين و الاشوريين لنشبع خبزا 5 :7 اباؤنا اخطاوا و ليسوا بموجودين و نحن نحمل اثامهم 5 :8 عبيد حكموا علينا ليس من يخلص من ايديهم 5 :9 بانفسنا ناتي بخبزنا من جرى سيف البرية 5 :10 جلودنا اسودت كتنور من جرى نيران الجوع 5 :11 اذلوا النساء في صهيون العذارى في مدن يهوذا 5 :12 الرؤساء بايديهم يعلقون و لم تعتبر وجوه الشيوخ 5 :13 اخذوا الشبان للطحن و الصبيان عثروا تحت الحطب 5 :14 كفت الشيوخ عن الباب و الشبان عن غنائهم 5 :15 مضى فرح قلبنا صار رقصنا نوحا 5 :16 سقط اكليل راسنا ويل لنا لاننا قد اخطانا 5 :17 من اجل هذا حزن قلبنا من اجل هذه اظلمت عيوننا 5 :18 من اجل جبل صهيون الخرب الثعالب ماشية فيه 5 :19 انت يا رب الى الابد تجلس كرسيك الى دور فدور 5 :20 لماذا تنسانا الى الابد و تتركنا طول الايام 5 :21 ارددنا يا رب اليك فنرتد جدد ايامنا كالقديم 5 :22 هل كل الرفض رفضتنا هل غضبت علينا جدا
| |
 
|
|
|
|
|
|
|