|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
حَمَّلَ السيد عبدالله شيخ الدين المحاسب القديم نفسه فوق وسعها في معاشه وكذلك زوجه وأولاده في غربة بِهَمٍّ تحت شعاع شمس التعب ؛ هم أن يكون له دار تسعه هو وزوجه وأبناءه الثلاثة وبنتيه ، فجمع ما أُوتي من مال دفع نفيس أيام عمره مقابله فكان إذا عدَّ ما ادَّخر وجد أن عمره زهيداً فتسلى بذكر الله والجنان التي تنتظر الصابرين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
وفي أواخر سنوات غربته في عطلة خصصها لنيل الهدف بدأ بحثاً عن البيت عن طريق معارفه فقاموا معه في فراغهم ليلاً وشُغِلوا عنه نهاراً بأرزاقهم فطال عليه الأمد وقضى جل عطلته جيئة وذهاباً وتردداً فيما يُعرض عليه من بيوت لم يؤذن له فيها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
وكانت بكر الفرص في حديث مقدمه وهو ينضح بالأماني يوم دله أخوه ناصر وقال له : لقد رأيت بيتاً أعجبني فتعال معي لتراه : فأجابه السيد عبدالله بلسان محاسب عرف دقائق المدفوعات : فلنذهب وبعض الرؤى لها ثمن. رأى البيت لكنه رفض هذا الخيار متعللاً ببعده عن أهله رغم إغراء السعر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
أوشكت العطلة على نهايتها ولم يجد ما أراد فاستبد به القلق لأن ماله قد أصبح جنيهات سهلة لا عملة صعبة فقد تحملها رياح السموم لخفتها إلى واد بعيد. فأقبل على السماسرة إقبال المجد وقد عرفوه وخبروا شخصه فانبرى له سمسار ضخم الجثة ، كث الشارب ، عليه جلباب غير أبيض علت رأسه طاقية غير بيضاء يُدعى الصافي خضر فقال لعبدالله: - عندي لك بيت لن تستطيع أن تفارقه إذا رأيته. - دعني أراه واترك لي الحكم. فذهبا إليه فرآه حسناً كما زُين له ، بيت مكتمل الغرف فتخيل قيامه على قواعد حتى صارحه الصافي خضر أنه بأساس متين دون قواعد فقدر أمانته وشكره . فاشتراه فرحاً رغم ما حزَّ في قلبه أن أفول نجم عطلته سبب له ضيقاً جعله أسيراً لاتخاذ أي قرار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
حداه الأمل فسبق توقيع الاتفاقية عائداً إلى بلده فنزل ببيته وسلك أولاده وبناته سبلهم وغرقوا في متطلبات الحياة ونفد ما كنز وتعرض إلى رياح عاتية وضربات متتالية في السوق هزَّت مركبه وتخلل المرض بيته وصار كلما شُفي أحد أبنائه مرض أخوه أو أخته وترك الابن الأوسط الدراسة وتسلل اليأس والاضطراب إلى النفوس فباتوا بفهم جديد أن هذا البيت شؤم لهم وأصبحوا يرددون الفهم الجديد كثيراً عند جلساتهم فقرروا بيع بيتهم وأسرُّوا بذلك لمن يثقون بهم واشترط السيد عبدالله أن لا يدخل الصافي خضر في بيعه لأنه حسب رؤيته استغل وقته القصير فباع له النحس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
فطرق مرة أخرى باب السماسرة متحرياً عن كل سمسار حتى وجد ضالته في سمسار فصيح العبارة ، صحيح الإشارة ، عليه من تقاسيم البشر واللطف ما يشرح الصدر ويبعث الطمأنينة ، تعاظمت دائرتا عينيه فلُقِب بـ (أبو النظر) حيث نظر إلى السيد عبدالله وقال له : : ألم يخبرك أحد من قبل أن هذا البيت مسكون؟. - مسكون ، أعوذ بالله . - وهذا سر المصائب التي حلت بكم إضافة إلى شرائك البيت بأغلى من قيمته الحقيقية فلا أحد يرغب به. تنفس السيد عبدالله قائلاً : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وأكمل أبو النظر حديثه وقال : - وإذا أردت بيعه فسوف لن يتعدى خمسة وسبعين ألفاً من جديد الجنيهات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة شاب مع الجن (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
وقع السيد عبدالله في بعض ما اكتسب حينما لمَّح لزوجته دون قصد بكلام ( أبو النظر ) عن سكان البيت الذين لا يرونهم ، فما طار صحن وارتطم بالأرض تهشم أو لم يتهشم ، وما اندلق كوب أو شيء من مرق من قدر سخين وما جُرح إصبع من سكين الطبخ إلا أضحى هؤلاء النفر من الجن هم سبب ذلك ، فسيطرت عليها فكرة الرحيل فارتحلوا إلى آخر بالإيجار فلما أثقلهم الإيجار عبئاً وانعكس حتى على غذائهم المتدحرج من عشاء من فولَي وادي النيل المدكوكين دكَّاً دكَّا إلى نسيان هذه الوجبة كرهاً حث السيد عبدالله ( أبو النظر ) من فرط ضيقه ليتعجل فتمكن أبو النظر من بيع البيت بمبلغ خمسة وثمانين ألفاً جديداً فقبض السيد عبدالله المبلغ سعيداً لتخلصه من هذا البيت المسكون ولأنه أحرز سعراً أعلى من التوقعات وهرع يبحث عن بيت بحذر فاستبعد (أبو النظر) كي لا يَطمع ، ساعياً بطريق آخر فتلقفه سمسار جديد وقال له : بحوزتنا بيت ما أروعه ولن أصفه لك وليس من رأى كمن سمع وليتكلم البيت عن نفسه.
| |
|
|
|
|
|
|
|