|
|
 رجاء لا تنتحروا ....!!!!
|
رجاءاً لا; تنتحروا
بقلم : خالد التجاني النور
في الاسبوع الماضي كان طائفة من طلاب مدرسة ثانوية في كوريا الجنوبية على متن العبّارة " سيول " في رحلة من ميناء أنشيون القريب من العاصمة في رحلة مدرسية إلى جزيرة جيجو الساحرة جنوبي الباخرة, تدخلت الاقدار لتنقلب الباخرة بركابها الذين يناهزون الخمسمائة , لتبدأ المأساة التي فقدها بسببها الكثيرون حياتهم وأضحى آخرون في عداد المفقودين .
ففي تطور مؤلم أقدم نائب مدير مدرسة دانون الثانوية، على الانتحار بشنق نفسه بعد أن عجز عن تقبل فكرة أن يكون الناجي الوحيد من الرحلة المدرسية التي كان منظمها وانتهت بمأساة , كان الاهالي يتجمعون في إحدى صالات المدرسة بانتظار أي نبأ يكشف مصير أبنائهم، انسحب كانغ مين جيو ( 52 عاماً ) , وعندما افتقده البعض خرجوا ليبحثوا عنه كانت المفاجأة أن وجدوا الاستاذ متدلياً من إحدى الاشجار بعد أن شنق نفسه بحزامه .
حضرت الشرطة إلى المدرسة للتحري في ملابسات مصرع الاستاذ كانغ مين جيو لتجد رسالة مؤلمة في محفظته كتب فيها " أن البقاء على قيد الحياة وحيداً أمر مؤلم جداً لا; يحتمل , كيف أنجو وحدي في حين أن مئتين من تلاميذي في عداد المفقودين ," أضاف جيو في رسالته : " أنا أتحمل المسؤولية كاملة . أنا الذي نظمّت هذه الرحلة ," وتابع المعلم : " احرقوا جسدي وانثروا رمادي في موقع غرق العبارة . ربما أستطيع أن أصبح معلماً لطلابي المفقودين في الحياة الا;خرى . أريد أن أعلم تلاميذي الذين لم يتم العثور على جثثهم ." أي درس في الاحساس بالمسؤولية وتحمّل تبعاتها قدّمه هذا المعلم البسيط مع أنه لا; يتحمل أي وزر شخصي فيما حدث .
في حوار أجريته مع الزعيم الماليزي الدكتور محاضر محمد اعتبر أن نهوض اليابان وكوريا الجنوبية , اللتين استلهمت منهما ماليزيا نموذجها , يعود إلى أن المنظومة الاخلاقية جزء أساسي من المكون الثقافي لتلك المجتمعات , ومن أسباب تميزها ذلك الاحساس الذاتي العميق بالعار . عندما يشعر المرء منهم بالتقصير في أداء واجبه , أو بإرتكابه شيئاً خاطئاً , وأن الاحساس المرير قد يقوده إلى أن يقتل نفسه للتخلص من العار الذي يحس به .
ويضيف لذلك يحرصون على فعل الامر الصحيح , وان يقدم المرء أفضل ما عنده , ونتيجة مجموع عمل المجتمع الشديد الحساسية من عار التقصير هو أنه يصب في النهاية في صالح إزدهار البلد , فالخشية من أن يؤدي التقصير إلى تصنيع منتجات متدنية الكفاءة إلى جلب العار إلى البلد بكاملها تقود إلى التفاني في العمل . يخشى الجندي أو العامل من مواجهة المجتمع , وحتى زوجته أو اسرته الصغيرة , إذا قصر في أدائه . وتلك ذروة في القيم الاخلاقية عملت على إلهام الماليزيين للتعلم منها . صحيح أن ذلك ليس امراً سهلا;ً , ولكن تلك هي مهمة القائد ودوره ."
معاذ الله أن نُريد لمسؤولينا أن ينتحروا بعد كل هذه الاخفاقات التي قادوا بها السودان إلى هذا الدرك من الشقاء والفشل والفساد , فذلك إحساس بالمسؤولية لو توفر لنا معشاره لما بلغ بنا الحال ما بلغ , ولكن أليس مؤسفاً الا; نجد مسؤولااحداً مستعداً للاستقالة بكرامة حتى وإن حاصرته كل الاسباب التي تدعوه إلى ذلك , أليس محزناً أن والياً في مقام استاذ جامعي , ومثله كثيرون , يعجز أن يصحا ضميره ويبادر إلى تحمل مسؤولية إخفاقه ليستقيل بإرادته , ولكنه يفعل ذلك مضطراً بقرار من الرئيس , أبعد هذا نسأل لماذا نهضوا , ولماذا فشلنا؟
(عدل بواسطة عبدالله محمد احمد بلة on 04-28-2014, 10:36 AM)
|
|
 
|
|
|
|
عبدالله محمد احمد بلة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست