أيُّ أوقاتٍ قضينا.. في تجاعيدِ الزّمن. مثل طيفٍ شارِدٍ، لخيالٍ يتثنى، في تجاويفِ الوطن. وامتطينا سهونا المشبوبِ، عن شجنِ المدائن. وارتوينا من ضلالاتِ المعاني، وروينا للقمرِ ما اهتدينا إليهِ، في برِّ الهوى.. فاسقني خمرَ النشيدِ، وتعالَ بالصوتِ سرِّب لحقولِ القلبِ، تطريباً وفن. يا رفيقاً يَرفقُ الألوانَ للمعنى الكذوبِ.. يمسحُ الأحزانَ عن وجهِ الغروبِ.. ها هُنا في الليلِ تضطرمُ الجراح، تتهادى في سماءٍ تمزجُ بالماءِ دمها، حدّ النواح.. فهل لنا يا رفيقي من شرودٍ مُتقنٍ، عن سحابٍ مُثخنٍ بالشجنِ.. يصبو، ويصبُّ ... يتسامى..!! هل لنا في هذه الأرضِ الملولِ، من تضاريسٍ تحنُّ إلينا، مثلما تجتاحُ أشواقٌ وريداً للزهورِ.. مثلما أُمٍ تباركُ نبتَها في الغيابِ أو الحضورِ.. مثلما يلقى المُعنى طيفَ محبوبٍ بعيدٍ، تسربّل بالثبورِ.. يا رفيقي أننا نستلُّ من صخبِ المكانِ: دفوفنا والنّار.. أننا زغبٌ لهذي الأرضِ مهما تسلقنا عُمرُ المسار.. أصلٌ وفصلٌ واقتدار.. أننا (كوشرثيا*) الوطن المدار.. (قلب أفريقيا) ونبضُ الكونِ، والأسدُ الهصورِ.. رُغم أنا يا رفيقي من جيلِ التضارُبِ والتضاد.. استوى في النفسِ من هذا الثرى الاقتراب والابتعاد.. حيث بتنا نقتاتُ في السهوِ الجماد.. لكنا يا رفيقي يشكمُ الرُّوحَ فينا شجرُ السُّهاد.. فيا رفيقي من أضاء لدربِهِ دون سِواه وقع.. لا يضيءُ الشمعُ درباً يتيماً وإن تهندمَ بالورع.. يتلاشى في الانصهارِ مِنا كُلُّ الوجع.. يا رفيقي أنني أشتاقُ للشغبِ الوديعِ بين (جنباتِ) المدار.. حينما لا شيء يشغلُ الرُّوحَ غير اللعبِ الكثيرِ و(الهظار).. في قُرىً قد عافها الخُبثُ واتكأ مبسوطاً على انبساطِ النفسِ فيها، ضوءُ النّهار.. لا ليل يفتلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بيوتِ الحي احتضار.. ينسابُ من قسماتِها للأنغامِ معنىً.. ونشيدُ الغِبطةِ البِكرِ لغيرِ سماحِها أبداً لا يُثار.. وردةٌ نشوانةٌ تتشابى الأوراقُ لعناقِها، وتمدُّها الجذورُ بالأريجِ والإقبالِ والإبهار.. فللثغرِ منها قُبلةً، وللهمسِ في عينيها مُهج الكلامِ والأوتار.. 18/10/2010م
* الكوشرثيا مصطلح اشتقه الكاتب الشاعر (محسن خالد) ليفتش في ظله عما نحته الأقدمين.. ويعرفه بأنه: "مصطلحٌ اصطنعتُه من واقع الأبنية القائمة لحضارتنا السودانية ثم ثقافاتها وأساساتهما الماديَّة والمعنوية معاً. لأجل أن تكون رقعة هذا المصطلح التي يقوم فيها ويغطيها، أوسع من رقعة مصطلح الفولكلور بتعريفاته الحالية، التي تُرَكِّز في جوهرها على الفنون القولية Verbal Arts. ويتكوَّن هذا المصطلح من مفردتي "كوش" للدلالة على الحضارة الكوشية، و"إرث" للدلالة على الحضارة الإسلاميَّة والعربيَّة".
04-27-2014, 06:15 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
تحية ومحبة هنا يستريح المرء حين يقرأ الشعر ، الذي يتخطى سماوات الخيال ، على بساط الريح الجديد ، يمكِّننا الشعر أن نُحلق .. ألف تحية لنا بك ، في كل مرة يثبت الشعراء أنهم أطول باعاً في تطويع اللغة . ألف تحية لك .
*
04-28-2014, 02:51 PM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
تحية ومحبة هنا يستريح المرء حين يقرأ الشعر ، الذي يتخطى سماوات الخيال ، على بساط الريح الجديد ، يمكِّننا الشعر أن نُحلق .. ألف تحية لنا بك ، في كل مرة يثبت الشعراء أنهم أطول باعاً في تطويع اللغة . ألف تحية لك .
*
تخجلني أبداً يا صاحبي فتنطمس اللغة بين رؤاي وأصابعي...
تحياتي، محبتي واحترامي
04-27-2014, 07:28 PM
Asma.A.Salih
Asma.A.Salih
تاريخ التسجيل: 04-21-2014
مجموع المشاركات: 70
Quote: أنني أشتاقُ للشغبِ الوديعِ بين (جنباتِ) المدار.. حينما لا شيء يشغلُ الرُّوحَ غير اللعبِ الكثيرِ و(الهظار).. في قُرىً قد عافها الخُبثُ واتكأ مبسوطاً على انبساطِ النفسِ فيها، ضوءُ النّهار.. لا ليل يفتلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بيوتِ الحي احتضار.. ينسابُ من قسماتِها للأنغامِ معنىً.. ونشيدُ الغِبطةِ البِكرِ لغيرِ سماحِها أبداً لا يُثار..
ياااااه , يا استاذي
كل هذا النزف والحنين ؟!!
نعم نشتاق معك لذات الملامح
لذات الاماكن
بهدوئها هوائها طيبة اهلها امانها ... الذي كان
نعم نشتاق ..
لضحكاتنا همسات المساء , بين أطفال يتمردون على النوم باكرا
وكبارا يتسامرون ... لا شي يعكر صفو المكان
لا هم يقتال الفرح
لا أكاذيب
لا زيف
لا خوف ... من كل شي
نعم نشتاق
الرفقة الصدق النقاء
يااااااه , كم اجدت العزف على أوتار الحنين وكم نجحت في إنعاش نبض الشوق
مفردتك جميلة جدا , واثقة الخطى ترمي لأبعد مما كتبت لا يخفى على بحار بين السطور ماتعني ويجيد الكل الوصول لمعناها القريب
استاذي
اعذرني على الإستفاضة فلولا اني وجدت نفسي ما انخت قافلة ترحالي بين الحروف
سعيدة بوجودي هنا
وسعيدة بالشوق الذي اعتراني عبر حرفك
تقبل مروري
04-28-2014, 03:00 PM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
Quote: ياااااه , يا استاذي كل هذا النزف والحنين ؟!! نعم نشتاق معك لذات الملامح لذات الاماكن بهدوئها هوائها طيبة اهلها امانها ... الذي كان نعم نشتاق .. لضحكاتنا همسات المساء , بين أطفال يتمردون على النوم باكرا وكبارا يتسامرون ... لا شي يعكر صفو المكان لا هم يقتال الفرح لا أكاذيب لا زيف لا خوف ... من كل شي نعم نشتاق الرفقة الصدق النقاء يااااااه , كم اجدت العزف على أوتار الحنين وكم نجحت في إنعاش نبض الشوق مفردتك جميلة جدا , واثقة الخطى ترمي لأبعد مما كتبت لا يخفى على بحار بين السطور ماتعني ويجيد الكل الوصول لمعناها القريب استاذي اعذرني على الإستفاضة فلولا اني وجدت نفسي ما انخت قافلة ترحالي بين الحروف سعيدة بوجودي هنا وسعيدة بالشوق الذي اعتراني عبر حرفك تقبل مروري
مرحباً بكِ اسماء بين ظهراني هذا الفضاء تحلقين بحرفك والرفقة بالشجو والأشجان ومرحباً كذلك بعطر روحك هامساً لمسافات شجوني الكثيرة المربكة المرتبكة وما يرسل منا جميعاً هو ملك حر للقارئ يأتيه آن وكيف يشاء فلا تعتذري عن أي شيء ومرحباً برؤاك كيفما جاءت وشكراً لكِ جدًّا على تقريظك القصيد وقد رأيته عقب دخول صاحبي النحرير الشقليني وتعقيبك الذي تلاه يتقدل في الممرات ويرقص
تحياتي، محبتي واحترامي
04-28-2014, 06:33 PM
ibrahim fadlalla
ibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة