|
الحوار مع النظام .. ما المطلوب من المعارضة
|
الحوار مع النظام .. ما المطلوب من المعارضة بقلم : عمر عبد الله فضل المولى من المؤسف والمؤلم حقا أن تأتي مبادرة الحوار من النظام نفسه طواعية بطلا لا مجبرا فقد كان الأفضل والأجدى إرغامه على ذلك قسرا . كل المؤشرات في تقديري تؤكد أن النظام ليس جادا في الحوار ولا يبتغي المصالحة مع الآخرين لذاتها وضرورتها وإنما المقصد إجراء استباقي لتفادي الضربات المتوقعة بقوة ولتحصين نفسه من المتغيرات التي انتظمت و تنتظم الساحة الإقليمية ... والتي قطعا سيكون تأثيرها على النظام في مقبل الأيام كبيرا إذا بقي النظام في مكانه منكفئا على نفسه . لاسيما وان النظام مرجعيته اخوانية الأمر الذي أصبح يشكل خطرا وتهديدا لبعض حكومات الدول المجاورة فاضطر بعضها لتنصيف الجماعية تنظيما إرهابيا . والتنظيم نفسه أصبح ملاحقا في منبته الرئيس وقادته يقبعون في السجون والمعتقلات وهاربين في المنافي . وسيتم التضييق على كل أذيال التنظيم في المنطقة . لهذا قرر جهابذة التنظيم الإشارة لجماعتهم في السودان بضرورة التحرك الفهلوي الفوري لتجنب العاصفة العاتية التي في طريقها إليهم لا محالة وذلك بالالتفاف على استحقاقات التحول الديمقراطي الواضحة المعالم لمن يريد دفعها . سيظل النظام يماطل ويتلكأ ويتهرب للأمام من اجل كسب الزمن وإرهاق خصومه وبغرض إضعافهم وتضليل المجتمع الدولي والبسطاء من جماهير الشعب سيما وان النظام يملك آلة إعلامية ضخمة وفعالة حتى تتضح الرؤية وتأتي الإشارة من الخارج بان العاصفة هدأت فاثبتوا وتفرعنوا من جديد. وللأسف أحزابنا السياسية المعارضة صاحبة القاعدة الجماهير الغفيرة نجدها كل مرة تقع في فخ حيل ومكر وخداع النظام ثم تخرج صفر اليدين ملدوغة من جحره مرارا وتكرارا مع ذلك هي دائما مصرة ولاهثة من اجل تجريب المجرب ... في تقديري الحوار بالنظر لحال السودان الآن هو الخيار الأفضل والسليم لإخراج البلد من مأزقها بأقل الخسائر ولكن قبل الانتظام في حوار مع النظام هنالك مستحقات على الأحزاب المعارضة أن تقوم بها قبل الشروع في حوار من شانه فقط إطالة أمد النظام لاسيما حزب الأمة القومي أولى هذه المستحقات نزول الحزب للجماهير في كل مدن السودان وإعلان التعبئة العامة بتنظيم قواعده وبإقامة ندوات سياسية في الميادين العامة - فرحم الله أمري أراهم من نفسه قوة - فعندما يكتشف النظام قدرة وقوة هذه الأحزاب على تحريك جماهيرها وإنها فعلا صاحبة قاعدة جاهزة للإشارة فحتما وقطعا سيمضي في الحوار بصورة جادة وسيكون حزبنا والأحزاب الأخرى في موقف قوة لا موقف ضعف عكس الآن فهي ضعيفة و أشبه باستجداء النظام للحوار فالنظام يحتاج لمن يرعبه ويخيفه أولا حتى يتعامل معه بندية .... ثاني هذه الاستحقاقات المواقف والتصريحات القوية والواضحة من قيادات الأحزاب في الولايات والمركز بلهجة قوية بان النظام يجب أن يذهب بالتي هي أحسن أو بالتي هي اخشن ... ثالث الاستحقاقات هي مقاطعة النظام سياسيا واجتماعيا تعبيرا عن عدم الرضا والسخط من عجرفته وتماديه في الاستبداد والتسلط واستهانته بهذه الأحزاب وقواعدها .... واهم من كل هذه الاستحقاقات ضرورة التحالف على الحد الأدنى بين مكونات القوى المعارضة الحقيقية ذات الوزن الجماهيري المعتبر بعيدا عن الضوضاء والهرجلة الحالية ببساطة نتسامى فوق خلافاتنا ونتحد ونتعاون من اجل التنسيق في الندوات الجماهيرية من اجل التنظيم للتعبئة من اجل التخطيط للاعتصامات السلمية في الميادين العامة على أن يخاطب هذه التجمعات قادة الصف الثاني لقوى التحالف بدعم واضح من قادة الصف الأول فالعدو المشترك للشعب السوداني هو النظام فالواجب يحتم أن نتعاون من اجل مواجهته ومن ثم نترك خلافاتنا الأخرى لوقتها فالوقت للعمل المعارض الواضح الصارخ الذي يجلجل أركان النظام وكل هذا يتطلب من أي مكون معارض إعلان النفرة المالية للمواجهة وهذه تكون سرية فنحن في حاجة لملايين الدولارات من اجل الاستعداد للمواجهة الصحيحة التي تتطلب مستلزمات مهمة يجب توفرها لدعم الحراك المدني لان المواجهة قد تطول فلابد من غرف طوارئ لمد الجماهير بما تحتاج كذلك ضرورة تدريب مئات الكوادر الشبابية والقيادات الوسيطة على الاستعداد لأداء الدور القيادي للجماهير في الشوارع والميادين وهذا التدريب يجب أن يبدأ عاجلا وبصورة مكثفة. يتبع
|
|
|
|
|
|