مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2014, 08:27 AM

ياسر منصور عثمان
<aياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف...

    الدكتور غازي صلاح الدين يكتب عن شاعر الوطن ” محجوب شريف ” :


    ” رسائل وداع من خلف الكمّامة ”
    ربما يستغرب بعضهم، بل قد يمتعض آخرون، من أنني حين أكتب عن موت الشاعر محجوب شريف لا أحاكمه إلى مواقف سياسية قد يعترض عليها كثيرون بلا شك. لكن الأولى في موقف الموت أن ننظر إلى الإنسان من حيث هو إنسان، وندع الحساب إلى صاحبه .
    فديدننا كلنا في الدنيا الخطيئة .
    قلت في تأبين الشاعر محجوب شريف :
    الموت ينقلنا إلى دار كلها عدل لأن الله، سبحانه، يضع فيها “الموازين القسط ليوم القيامة”، ودار كلها رحمة حيث يسود قانون العفو الإلهي “ورحمتي وسعت كل شيء”. والعدل والرحمة، التي عبر عنها الراحل بالحب الكبير، هي المعاني التي دارت عليها أشعار محجوب شريف ونضالاته كما آمن بها هو ورأى الحياة من خلالها. وهو قد طوّع لرسالته في التغني بالعدالة والحب موهبة فذّة، قليلا ما تتكرر في جيل أو جيلين .
    تعود أن يختار من الكلمات أبسطها ، ومن بحور الشعر أخفها، فيتغلغل إلى وجدانك ويضع بصماته بداخلك وأنت لا تملك أن تقاوم. يتحدث عن أدوات اليوم العادية كالكرسي والسرير فيحيلها كائنات ناطقة ذات مشاعر وأحاسيس .
    وهو ينادي تلك الأشياء العادية ويجادلها ويسألها. يقول في مرثيته “يابا مع السلامة” :
    يا كرسي وسريرو…هل ما زلت دافي
    يا مرتبتو يمكن…في مكتبتو قاعد
    يقرا وذهنو صافي
    وملكته الشعرية تحيل حدثاً عادياً كمجلس شاي إلى موقف مسرحي متكامل تسيطر عليه جمادات: معالق وترامس وكبابي، بعث فيها الشاعر الحياة فهي تتجالس وتتهامس وتتضاحك وتثرثر كما البشر :
    يا تلك الترامس
    وين الصوتو هامس
    كالمترار يساسق
    ويمشي كما الحفيف
    وكم في الذهن عالق
    ثرثرة المعالق…والشاي اللطيف
    وتصطف الكبابي
    أجمل من صبايا…بينات الروابي
    والظل الوريف
    أحمر زاهي باهي….ويلفت انتباهي
    هل سكر زيادة أم سكر خفيف
    تغنى محجوب من أعماق وجدانه بالحب العفيف : الحب لزوجه وبناته، والحب للناس، والحب المرهق لوطن ظل يحلم برؤيته وطناً عظيما ً:
    وطنّا
    البأسمك كتبنا ورطنّا
    إلى أن يقول :
    واحبك ملاذ
    وناسك عزاز
    احبك حقيقة
    واحبك مجاز
    وهو يصور وطناً متسعاً لأبنائه بلا تفريق ولا ملاواة :
    ما بتحب تفرق…ما بتشد تلاوي
    الحلم الجماعي…والعدل اجتماعي
    والروح السماوي…والحب الكبير
    اتفقنا والله. كلنا يتطلع إلى العدل الاجتماعي والروح السماوي مجتمعين .
    الشيوعية عند محجوب لم تكن إلحاداً وكفراناً بوعد السماء. بالعكس هو كان يعبر عن معتقدات المجتمع وقناعاته بعبارة لطيفة. يقول في الرثائية مرة ثانية .
    يا موت لو تركتو….مننا قد سرقتو
    كنا نقول دا وقتو؟….لكنك حقيقة
    بعبارة أخرى “الموت حق وقد رضينا بقضاء الله”. شاعرنا ليس ضد الدين، إنه ضد حروب الأديان، وهو مع تجاورها وتحاورها بالتي هي أحسن حتى تتخذ بينها نفاجا كما كان يفعل المتجاورون في السودان القديم :
    النفاجو فاتح ما بين دين ودين
    نفحة محمدية….ودفئا كالضريح
    ميضنة كم تلالي….جيداً في الليالي…مجداً في الأعالي
    مريم والمسيح
    لكن الذي شدني حقاً ودفعني إلى كتابة هذه الكلمات هو مشهد موته حين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت كمّامة الأوكسجين. المعهود في تلك المواقف أن ينشغل المريض بذاته ويحسب ما تبقى له من أنفاس توصله إلى محطته الأخيرة .
    هو كان شيئاً مختلفاً ً فقد حرص على أن يرسل رسائله الأخيرة من خلف جدار الموت. فكان يزيح الكمامة من حين لآخر ليملي أشعاره ورسائله الأخيرة. اثنتان من قصائده أملاهما قبل يومين من موته. واحدة كانت للأطفال الذين أحبهم كثيراً وتغنى لهم وبهم، أجمل فيها وصاياه لهم :
    تكبر سبّاق…بالإيد والساق
    بالحب والخير…من سهل فسيح أو من رقراق
    ترزي وسواق…تعمل زقزاق
    من ورد جميل…تهدي العشاق
    بل كلك ذوق…عندك أخلاق
    بتلم الناس…قط ما فراق
    بر بالوالدين…وتسد الدين
    تب ما نقناق
    القصيدة الثانية كانت للوطن الذي أحبه يوضّح فيها إيمانه بأن وطنه سينهض متجددا :
    من وجداني…صحة وعافية
    لكل الشعب السوداني
    يا متعدد….وما متشدد
    ما متردد…ما متردد
    ملء جفوني بنوم متأكد
    بل متجدد….تنهض تاني
    القصيدة الثالثة، وهي أحشدهن بالعاطفة وقوة المعاني كانت شهادة حب وامتنان عظيمين في حق زوجته ورواية مختصرة وجميلة للعلاقة بينهما حرص الشاعر أن ينقلها للبشرية كآخر هدية يهديها لشريكة حياته. وقد أملى تلك القصيدة قبل يوم فقط من موته وبينه وبين الآخرة مرمى حجر :
    حبتني حبيتا….ربتني ربيتا
    ما بطيق النوم برة من بيتا
    إلا في منفاي صورة ختيتا
    إن شا الله ما يحصل ينقطع خيتا
    زعلت رضتني…برضو رضيتا
    نمت غتتني…قمت غتيتا
    كبرنا تاتتني…ياما تاتيتا
    معان وكلمات رائعة وموقف إنساني فريد. هذا هو الاتحاد الكامل والوفاء المحض .
    لو بقيت للفقيد حسنة نتشفع بها له عند الله فهي صدقه الذي لم يعرضه لبيع أو شراء قط، اتفقنا أو اختلفنا معه :
    لا كريت…..أنا لا انكريت
    لا بعت ذمة…ولا اشتريت
    سنيت قلم صدقي….وبريت
    اللهم إن لم تدخله الجنة بعمله – ومن منا يدخلها بعمله – اللهم فأدخله الجنة بهذا الصدق الذي وفى له إلى آخر لحظات عمره، وسعنا وإياه برحمتك التي وسعت كل شيء.


    غازي صلاح الدين العتباني
    5 أبريل 2014
                  

04-15-2014, 10:46 AM

ياسر منصور عثمان
<aياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف... (Re: ياسر منصور عثمان)

    رغم الاختلاف الفكري والسياسي بين الرجلين ...

    إلا ان حروف الدكتور غازي تحمل كثير من الصدق والتقدير للراحل الكبير محجوب شريف..
                  

04-15-2014, 11:00 AM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف... (Re: ياسر منصور عثمان)

    كلام جميل اتمني ان يكون صادقا ومن القلب وليست مناورة سياسية قبيل الانتخابات القادمة لأننا رأينا منكم الكثير والمثير ومازال باب التوبة مفتوحا مالم يغرغر العبد
                  

04-15-2014, 11:41 AM

Farida Mahgoub
<aFarida Mahgoub
تاريخ التسجيل: 01-13-2013
مجموع المشاركات: 2252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف... (Re: sadig mirghani)

    Quote: مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف...


    الراجل دا جادي؟

    بعد ربع قرن لكن!!!
                  

04-15-2014, 11:44 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرثية غازي صلاح الدين لمحجوب شريف... (Re: sadig mirghani)

    كلام غريب !
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de