|
العرب اللندنية : الخرطوم تودع شاعر الشعب والثورة
|
http://www.alarab.co.uk/?id=19379
الخرطوم تودّع شاعر الشعب والثورة مسؤولو حكومة البشير يغيبون عن تشييع جثمان الشاعر السوداني الكبير مـحجوب شريف إلى مثواه الأخير. العرب [نُشر في 04/04/2014، العدد: 9518، ص(1)]
محجوب شريف شاعر الغلابة شيعه الآلاف وغاب ممثلو البشير الخرطوم - شيع عشرات الآلاف من السودانيين، أمس الأول، الشاعر السوداني الكبير مـحجوب شريف، الملقب بـ”صوت الغلابة”، إلى مثواه الأخير بمقبرة “أحمد شرفي” بمدينة أم درمان وسط الخرطوم. ولم يشارك في الجنازة أي مسؤول من نظام البشير استجابة لوصية الراحل، الذي اشتهر بدفاعه عن الديمقراطية وعن الحرية والعدالة الاجتماعية وانتقاده الدائم للأنظمة العسكرية المتعاقبة على السودان.
وكان في تشييع الرجل آلاف السودانيين الذين فاجأهم خبر وفاته رغم معاناته الطويلة مع المرض.
وصدحت حناجر الحاضرين بهتافات قوية منها “ما كنت الوليد العاق، لا خائن لا سراق” وسط بكاء حارق لشباب الثورة والتغيير، كما رفرفرت في سماء جنازته أعلام الحزب الشيوعي السوداني وعلم استقلال السودان.
وكان الراحل رفض بشدة زيارة أي مسؤول حكومي له في مرضه، حيث أبلغت أسرته إدارة مستشفى “التقى” الذي كان يرقد فيه الراحل، أنها تتحمل تبعات ما يمكن أن يحدث لمحجوب شريف لو سمحت لمأمون حميدة وزير الصحة السوداني بزيارته.
ولد شريف في العام 1948م، في منطقة “المسلمية” وسط السودان، ودرس بمعهد المعلمين العالي في أم درمان، واشتغل معلما بالمدارس الابتدائية حتى تم فصله تعسفيا بعد شهر ونصف الشهر من وقوع الانقلاب العسكري الذي نفذته الجبهة الإسلامية بقيادة عمر البشير عام 1989.
وشريف متزوج وله ابنتان “مريم” و”مي” ويعتبر إحدى الشخصيات السودانية التي تؤمن بالفعل الثوري، حيث تردد كل زاويا السودان أغانيه وقصائده التي تتغنى بالحرية والديمقراطية.
وخط الراحل، الذي انضم مبكرا إلى اليسار السوداني أحلام الجماهير وتوقها للحرية في رسائل شعرية يحفظها الشعب عن ظهر قلب، كما خاض غمار السياسة مترشحا باسم الحزب الشيوعي في فترة الديمقراطية الثالثة عام 1986م.
ولم تكن مسيرة الراحل النضالية موشحة بالورود، حيث عانى الرجل من التضييق والتنكيل طيلة فترات حكم الأنظمة العسكرية التي توالت على السودان، واعتقل مرارا بسبب أشعاره ومواقفه، إلا أن ذلك لم يزده إلا تشبثا بالسودان وأرضها السمراء التي لم يغادرها طيلة حياته.
وتعتبر فترة حكم البشير الأسوأ على الشاعر الكبير، حيث تم توقيفه عن العمل كما عملت الأجهزة الأمنية السودانية على التضييق عليه من خلال المراقبة التي كانت تفرضها عليه، وإيقافه في عديد المرات.
وسوّد عشرات المثقفين والنشطاء السياسين من السودانيين من شباب وطلاب ونساء صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حزنا على الراحل، وهم ينعون الأمة برحيل شاعر الشعب الأول وملهم الثورة، التي كانوا يتمنون أن يغني لها الشاعر الكبير.
ويقول علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة لـ”العرب”: “كان هو المعبر الصادق لوجدان الشعب.. لقد صبر على ظلم لحق به وبشعبه على يد الأنظمة المستبدة، وصبر على مرض حاصره سنوات، فبث مشاعره لحنا خالدا وقصيدا معبرا اهتز لهما وجدان الأمة”.
|
|
|
|
|
|