كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
إنتهى عهدنا يا محجوب ،، عسى أن يبعثنا الله واياكم ، مقاماً محمودا !!
|
ما دمنا على درب الحبيب المصطفى !
ويالها من دنيا عجيبة !!! .. رحل كل الطيبون أو جلهم من بني وطني ، وأصبحوا تحت التراب ! آملاً أن يكونوا خلقاً جديداً ، وقناديلاً أخر ، لحياة ذات كنه جديد ! لزمن آخر فريد ، ثري ورحب ، بتلك الآفاق الجديدة الرحبة ، فوق هام السحاب ، و بين هاتيك العوالم الأخر ، والأزمنة الجديدة الفريدة ، البديعة الزاهية السامقة ، على ضاحية من ضواحي هذا الكون الفسيح ! مايهمني من كل هذا الوجود ، هو دنياي التي عشتها وكانت ما بين يدي ! ،، هي أحلامي الكبيرة وأشواقي العزيزة ، لعمر مديد كان قد أشرق بي على ساحة مشرقة ، هي إحدى تلك الضفاف السمراء ( الغريبة ) ، التي سميت مجازاَ بالسودان ! .. وتسربل بها فؤادي ، واستغرقتني ، ثم أضحت قريبة من ذاتي إلى حد الوله ! ... فكانت ولا زالت ، بكل أناسها وأطيارها وأشجارها وترابها وعطرها وأنفاسها ورياحينها ، وثوانيها ودقائقها ، وأيامها ولياليها ، وعصورها وصباحاتها المشرقة ، كل آمالي وأحلامي، وكل حياتي ! هي تلك الأيام والليالي والنهارات والأماسي المدهشة ، ما بين سنة تأريخ ميلادي ، وإلى ما شاء الله العزيز الرحيم ! إليكم كل التحايا العظام ، يا أهلي العزاز الكرام ... إلى كل من كان سنداً لوجودي ، ولروحي ونفسي ، وأنفاسي ، وفؤادي ، ومخيلتي ودواخلي ومشاعري وأحاسيسي العميقة .. ولكل تلك الحياة العامرة الثرية لأناس كانوا منابعاً صافية ونقية ، لمعاني الحب والجمال والوداد والنقاء والصفاء ، والمشاعر الصادقة النبيلة ! فإلى كل من كان وما زال ينبض بالحياة عبر عمري المديد المحدود ،، بدءاً بعيون الأطفال وابتساماتهم وضحكاتهم البريئة ، وأغانيهم ، وأحاجيهم ، وألعابهم .. وأنتهاءً بأماسي الأمهات والحبوبات الحنونات المحبات ، الودودات ، و بصباحاتهن ، و ( قيلولاتهن ) ، ودفء أحضانهن ! ... و ( بالإخيات ) ، البنيات الحبيبات ، وبريقهن الساحر ، وهالاتهن المشعة ، وأعينهن الحلوات ، الجميلات ، العميقات ، وبنسيمات عطرهن الفريد الفواح ! ... وبالأولاد والبنات ، و الصبيان والصبيات ، وروعة تقاسيمهم ، وطلاوة سحناتهم الخلاسية الندية المفرحة ! وبالرجال الطيبين الشرفاء المناضلين الأوفياء ، الذين قضوا وهم على العهد ! فاحترقوا بينما هم يضيئون الطريق لأوطانهم وللناس من حولهم ! ... فكانوا نبراساً للوفاء والمودة والمحبة الصادقة والشهامة ونكران الذات ! .. إلى كل أحبتي الشرفاء الأوفياء على أرض السودان ، الذين رحلوا هانئين قانعين بما قدموا وبذلوا من عطاءات و إشراقات حُفِّرت بمداد من نور على ذاكرة التاريخ ! وكانوا خيراً وفيراً وأضواءً مشعة غامرة لكل شىء من حولهم في الحياة ! ،، وكانت عاقبة أعمالهم وأمرهم براً دائماً ووفيراً بالأحياء والأشياء ! سلام وأشواق عريضة مديدة وآلاف التحايا ، لكل شهداء الفكر والتحرر والنضال على مدى التاريخ ... وإلى أرواح كل مفكري وعلماء ومبدعي وأدباء وشعراء وفناني بلادي كافة على مدى الأيام .
وإليك ، يا صوت الشعب السوداني ، الجهور الأبي ، محجوب شريف ..
ولما أكتب لك وداعاً قلبي ينزف في الدواية .. ياشريف الريح ورايا خلي من حضنك ضرايا !
وإلى لقاء قريب .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إنتهى عهدنا يا محجوب ،، عسى أن يبعثنا الله واياكم ، مقاماً محمودا !! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
Quote: []إليكم كل التحايا العظام ، يا أهلي العزاز الكرام ... إلى كل من كان سنداً لوجودي ، ولروحي ونفسي ، وأنفاسي ، وفؤادي ، ومخيلتي ودواخلي ومشاعري وأحاسيسي العميقة .. ولكل تلك الحياة العامرة الثرية لأناس كانوا منابعاً صافية ونقية ، لمعاني الحب والجمال والوداد والنقاء والصفاء ، والمشاعر الصادقة النبيلة ! فإلى كل من كان وما زال ينبض بالحياة عبر عمري المديد المحدود ،، بدءاً بعيون الأطفال وابتساماتهم وضحكاتهم البريئة ، وأغانيهم ، وأحاجيهم ، وألعابهم .. وأنتهاءً بأماسي الأمهات والحبوبات الحنونات المحبات ، الودودات ، و بصباحاتهن ، و ( قيلولاتهن ) ، ودفء أحضانهن ! ... و ( بالإخيات ) ، البنيات الحبيبات ، وبريقهن الساحر ، وهالاتهن المشعة ، وأعينهن الحلوات ، الجميلات ، العميقات ، وبنسيمات عطرهن الفريد الفواح ! ... وبالأولاد والبنات ، و الصبيان والصبيات ، وروعة تقاسيمهم ، وطلاوة سحناتهم الخلاسية الندية المفرحة ! وبالرجال الطيبين الشرفاء المناضلين الأوفياء ، الذين قضوا وهم على العهد ! فاحترقوا بينما هم يضيئون الطريق لأوطانهم وللناس من حولهم ! ... فكانوا نبراساً للوفاء والمودة والمحبة الصادقة والشهامة ونكران الذات ! .. إلى كل أحبتي الشرفاء الأوفياء على أرض السودان ، الذين رحلوا هانئين قانعين بما قدموا وبذلوا من عطاءات و إشراقات حُفِّرت بمداد من نور على ذاكرة التاريخ ! وكانوا خيراً وفيراً وأضواءً مشعة غامرة لكل شىء من حولهم في الحياة ! ،، وكانت عاقبة أعمالهم وأمرهم براً دائماً ووفيراً بالأحياء والأشياء !
|
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> والله يا مامون حبسنا الدموع في عيونا وما عارفين نقول من شنو هل من هذا القول البديع الذي بمس شغاف القلوب ام من الحقيقة المجردة التي صغتها باسلوب ادبي رائع وان شاء الله الله يديك الصحة والعافية ويطول عمرك
| |
|
|
|
|
|
|
|