حكاية الأم والابن والعسكري الفراق تراجيديا إنسانية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 11:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2014, 06:45 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاية الأم والابن والعسكري الفراق تراجيديا إنسانية

    حكاية الأم والإبن والعسكري الفراق
    تراجيديا إنسانية من فصل واحد وثلاثة مشاهد

    الممثلون

    صوت (1) السجين
    صوت (2) المغني
    صوت (3) المؤدي "إلقاء شعري"
    الأم : مريم
    الكورس : جوقة المغنيين
    قبل فتح الستار
    الكورس :
    يا شعبنا يا والد احبنا
    يا من وهبت قلبنا ثباتك الأصيل
    اليك هذه الرسالة القصيرة الطويلة
    اليك من زنزانة تخاصم الفصول
    اليك رغم انف كل بندقية
    وكلمة شقية وحقد بربرية
    إليك الحب والسلام والتحية
    يفتح الستار

    المشهد الأول

    ظلام .. ليل ... زنزانة على الجانب الأيمن من المسرح ضوء خافض ينبعث من كوة الزنزانة يسلط على شخص جالس على الأرض ...
    الكورس :
    الإنسان الكلمة بوعي
    الإنسان الفعل الحي
    في الزنزانة صامد زي
    عبد الخالق يبسم لي
    صوت (3) متبادل مع الكورس
    شعبي نبيل ..
    بسيط وذكي
    حياته رسالة
    زي أي نبي
    سكن الثورة
    والثورة جواه أهي
    الكورس :
    إنسان عفيف
    إنسان شريف
    كلما يضيق الحال
    والأطفال يجدعوا بالحجار
    يجو ياخدوه
    وجوه السجن سنين يرموه
    إنسان عفيف
    إنسان شريف

    صوت (3)
    لأنه
    مؤمن بالأطفال
    وبالجايين السه صغار
    وقلبه مليان أشعار أشعار
    الكورس :
    إنسان عفيف
    إنسان شريف

    المشهد الثاني

    الركن الثاني من المسرح ، الضوء يسلط على أم تجلس على طرف عنقريب تهدهد دمية طفل وتحضنها في حنان بالغ:
    الأم :
    يا طالع الشدرة
    جيب لي معاك بقرة
    حلاّبة العشرة
    تحلب تعشّيني
    بي كورة الصيني
    الكورة إنكسرت
    أنا مين بيربّيني
    الطفل يضحك ببراءة والأم تواصل هدهدتها
    مشيت لبيت الله
    لقيت حبيب الله
    قاعدلو فى بنبر
    ياكل حمام أخدر
    قال لى كان ضوقتى وحات النبى الزرتى
    وياريتنى كان ضوقتو وحات النبى الزرتو
    ....
    تتواصل ضحكات الطفل
    الكورس:
    يا أم أحمد
    دقى المحلب
    فى توب أحمد
    أحمد غايب
    فى الراكايب
    جانا ######
    سنونو صفر
    حلب الناقة
    فى الشنقاقة

    ( إظلام الجانب الأيسر من المسرح وعودة الضوء إلى الجانب الأيمن - الزنزانة )
    صوت (1) السجين
    ياوالدة يا مريم ... يا عامرة حنية
    أنا عندي زيك كم ... يا طيبة النية
    بشتاق وما بندم ... اتصبري شوية
    اتصبري شوية... اتصبري شوية
    يا والدة يا مريم
    الكورس
    ما هو الوليد العاق ... لا خان ولا سراق
    والعسكري الفراق ... بين قلبك الساساق
    وبينو هو البندم ... والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
    صوت (1) السجين
    عارف حنانك ليّ راجلا تلوليني
    دايماً تقيليني وفى العين تشيليني
    ألقاه عز الليل قلبك يدفيني
    ضلك عليَّ مشرور قيلت فى سنيني
    أنا لو تعرفيني لو تعرفي الفيني
    أنا كم بحبك كم
    والعسكري الفراق بين قلبك الساساق
    وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
    طول النهار والليل فى عيني شايلك شيل
    لكني شادّي الحيل لا خوف عليَّ لا هم
    هاك قلبي ليك منديل الدمعة لما تسيل
    قشيها يا مريم
    الكورس:
    ما بركب السرجين وما هو زول وشين
    يا والدة دينك كم دين الوطن كمين
    صوت رقم (1) السجين
    يا والدة يا مريم
    ما تقولي شن سويت ما تبكي ما سويت
    غير البطمن ناس بى همهم حسيت
    فارس مع الفرسان حارس بلدنا البيت
    أخواني علو السور أنا طوبة ما ختيت
    ديل من زمن تاتيت لامن كتبتَّ قريت
    عرقنا ياما يدر يمه اللبن والزيت
    الكسرة والكراس لى قشة الكبريت
    تقولي جيداً جيت راجع مع الفرسان
    فايت الحدود واسيت
    وتغني يا مريم لينا وتجري النم
    والعسكري الفراق بين قلبك الساساق
    وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم
    يا والدة يا مريم
    ( إظلام الجانب الأيمن وعودة الضوء إلى الجانب الأيسر – الأم )
    الأم :
    تهدهد الدمية
    النوم النوم
    النوم تعال سكِّت الجُهال
    النوم النوم بكريك بالدّوم
    ( ترفع الطفل وتقبله وتواصل الهدهدة)
    الليلة أظنك محموم
    هاك الشربات
    أتغطى ونوم
    النوم النوم
    الليلة أظنك محموم
    أحي يا جناي
    أحي يا ود حشاي
    ( إظلام الجانب الأيسر من المسرح وعودة الضوء إلى الجانب الأيمن - الزنزانة )
    الكورس:
    يا أم أحمد
    دقى المحلب
    فى توب أحمد
    أحمد غايب
    فى الراكايب
    جانا ك ل ب
    سنونو صفر
    حلب الناقة
    فى الشنقاقة
    صوت (1) السجين
    ياوالدة يا مريم ... يا عامرة حنية
    أنا عندي زيك كم ... يا طيبة النية
    بشتاق وما بندم ... اتصبري شوية
    اتصبري شوية ... اتصبري شوية
    اتصبري شوية ... اتصبري شوية
    يا والدة يا مريم
    صوت (2) المغني
    ياوالدة يا مريم ... يا عامرة حنية
    أنا عندي زيك كم ... يا طيبة النية
    بشتاق وما بندم ... اتصبري شوية
    اتصبري شوية ... اتصبري شوية
    اتصبري شوية ... اتصبري شوية
    يا والدة يا مريم
    الكورس :
    إنسان عفيف
    إنسان شريف
    سجنوه كتير أسروه كتير
    سجنوه كتير أسروه كتير
    صوت (2) المغني
    ورغم السجن والأسوار
    ورغم السمكي والأخطار
    صوت (3)
    كانت دايما قصايده بتطلع
    من الزنزانه مقطع مقطع
    الكورس يردد على حوار مع الصوت (3):
    في ورق الدخان بتطلع
    في جيب السجان بتطلع
    من بين الأحزان بتطلع
    من جوه الوجدان بتطلع
    صوت (3)
    والناس تقرأ وتسمع وتعرف
    مين البسرق ومين البنهب
    ومين الصامد في وجه المدفع
    يدافع عن أحلام الشعب

    المشهد الثاني
    الحلم
    صوت (2) المغني
    يمة شفتك فى المنام
    وانتِ بين سربين حمام
    نازله سكّه وادى أخضر
    شايله سلّة ورد أحمر
    وحزمتين أحلى الكلام
    يتبعوك طفلين حلاوه
    طاروا عصفورين علىَّ
    ركّوا فى اسود عينىّ
    ورحت في غمرة ندواه
    كنتَ مُجْهد
    قلبي فَرْهد
    ورشّ أيامى الغمام
    صحيت وقفت
    مشيت أعاين
    القى بينى وبين عيونك
    كم ضواحى
    وكم مداين
    وانطوت كل الجناين
    فى غيابك
    وفى الظلام
    المشهد الثالث
    " أصوات إيقاعات مختلفة ضجيج وحركة على خشبة المسرح .. وإضاءة ساطعة ..ثم ظلام تام ....صمت تليه صرخة مدوية .. ثم موسيقى جنائزية حزينة والضوء يسلط على نعش محمول على عنقريب .. يمضي النعش بجوار الزنزانة.. السجين يمد يده محاولا الأمساك بطرف النعش قبل أن يختفي خلف كواليس المسرح ... يتداخل الصوت (1) والصوت (3)
    صوت (1) السجين
    مريم محمود راحت شقيش
    صوت (3)
    مجنون
    مجنون مجنون
    مجنون مجنون مجنون
    صوت (1) السجين
    مريم محمود راحت شقيش
    صوت (3)
    مجنون مجنون مجنون مجنون
    مجنون مجنون مجنون
    صوت (1) السجين
    مريم محمود راحت شقيش
    صوت (3)
    مجنون مجنون مجنون
    مجنون الحزن المسجون
    بارود الحزن المسحون
    صوت (1) السجين
    جوااااي انا شافع محزون
    عن امو بفتش فتيش
    الكورس
    فتش فتيش هبش هبيش
    دقش دقيش
    صوت (1)
    ياناااااااس
    مريم محمود راحت شقيش
    ياناااااااس
    مريم محمود راحت شقيش
    ياناااااااس
    مريم محمود راحت شقيش
    صوت (3)
    في زنك اللحمة وفي الزحمة
    صوت (1)
    مريم محمود راحت شقيش
    صوت(3)
    في منحنيات الاسواق
    صوت (1)
    مريم محمود راحت شقيش
    ولا آه يا مريم محمود
    آآه يامريم محمود
    آآآه يامريم محمود
    آآآآه يامريم محمود
    آآآآآه يامريم محمود
    ياذات الضل الممدود
    ياذات القلب الساساق
    حتلت جواي الاشواك
    حتلت جواك الاشواك
    وكنت الولد المفقود
    لا هجراً ليك ولا عاق
    لا هجراً ليك ولا عاق
    حبيتك ذي ما حبيت
    الوالد
    الوطن
    البيت
    منك خطفوني تماسيح
    كم مرة وخلو التباريح
    كم جيتك راجع مسحور
    بذات الوجه المغرور
    البيني وبينك عصفور
    علي قلبومنشن صياد
    علي قلبومنشن صياد
    علي قلبومنشن صياد
    ظلموك يامريم ظلموك
    حرموك يامريم حرموك
    خلوك الدمعة تفصد خدك في الاعياد
    خلوك الدمعة تفصد خدك في الاعياد
    خلوك الدمعة تفصد خدك في الاعياد
    مشوك في الشوك علي حد السيف
    اتعلمتي الشك في الغربا
    وكنتي ملاذ الشتا والصيف
    للضيف
    اتعلمتي الشك في الغربا
    وكنتي ملاذ الشتا والصيف
    للضيف
    صوت (2) المغني
    سرقو امانك وإطمئنانك
    قلبك كل ما باب الشارع دق يدق
    قلبك كل ما باب الشارع دق يدق
    يدك ترجف في الصقاطة
    وشك شاحب ربنا يستر يمكن هم
    وشك شاحب ربنا يستر يمكن هم
    وشك شاحب ربنا يستر يمكن هم
    تفرحي فرحاً قدر الدنيا
    تفرحي فرحاً قدر الدنيا
    تفرحي فرحاً قدر الدنيا
    إذا ما كان الطارق صاحب
    وحالا نارك بالهبابة لهيبا يبق
    حالا نارك بالهبابة لهيبا يبق
    حالا نارك بالهبابة لهيبا يبق

    "انتهت"

    عاطف عبد الله
    أبوظبي مارس 2006
                  

04-03-2014, 08:28 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الأم والابن والعسكري الفراق تراجيديا إنسانية (Re: عاطف عبدالله)

    لقاء مع شاعر الشعب محجوب شريف

    محجوب شريف :ـ
    أسالوا عساكر السجون وضابط جهاز الأمن كم قصيدة أدخلتني المعتقلات ؟
    لم .. ولن .. أتقاضى مليماً واحدا في كل أغنياتي العاطفية .
    كتبت (مساجينك) داخل المعتقل وكانت إحساسا بالمد الثوري الذي حققته الانتفاضة .
    أصدرت ديواني (الأطفال والعساكر) من داخل المعتقلات رغم الحصار والجبروت وباسمي كاملاً .
    • هل الذين يقولون إنها انتفاضة 15 رجب هم نفس الذين يقولون 6 أبريل ؟
    هذا اللقاء الهام مع شاعر الشعب محجوب شريف نشر في نشرة (الهمبريب) التي كان الشاعر يصدرها خلال حملته الانتخابية عام 1986م، أعيد نشره

    كتبت عشرات القصائد ـ داخل المعتقلات وخارجها ـ تتغنى بحب الوطن، وتدعوه للثورة على واقعه المرير، هل كانت لظروف الاعتقال السياسي الشاق دورا في عدم اهتمامك بكتابة قصائد عاطفية ؟ وكيف توفرت لك إمكانية امتلاك ناصية البيان بهذا القدر المتقدم ؟
    ـ بالطبع الشعر عندي ليس وقفا على القصائد الوطنية وحدها، كما انه ليست هنالك حواجز من الإسمنت المسلح بين كل شعر وآخر ـ بمعنى انك تشم نكهة الأغنية العاطفية في ضجة العيد، كما انك ترى ملامح الوطن في الأغنية العاطفية ذلك لان الوطن هو منبت الفكر والجمال . المهم في كل الأحوال الصدق والالتزام بشرف الكلمة والتمسك بدور الشعر الإيجابي في الحياة، وقضايا الشعوب وأحلامها في التقدم والسلم والرفاهية .
    وإذا أردت الإجابة مباشرة أقول لك إنني مثلما كتبت ( وطنا ، ويا شعبا تسامى، ومساجينك) فقد كتبت (جميلة ومستحيلة) و( أنا مجنونك) و(ووردة صبية) و( وردة صبية) واخيرا ـ السنبلاية .
    أما عن امتلاك ناصية البيان فذلك ليس من حقي أن أتحدث عنه ، أن هذا من حق النقد، والمتلقي وكافة الناس ـ ولكن اعتقد إنني صادق فيما اكتب ـ ولا علاقة للمنفعة ـ ماديا كان أم أدبيا ـ أي أنني اكتب تعبيرا عن وجداني وضميري، وبما احسه في الفترة المعينة أو اللحظة المحددة .
    الإبداع المشترك بين الشاعر محجوب شريف والفنان محمد وردي والذي تجسد في أعمال فنية وثورية ذاعت بين الناس أحبوها ورددوها هل كان هذا اللقاء مصادفة ؟
    ما بيني وبين وردي لم يكن صدفة وهو أيضا ليس قدرا . فأنا منذ طفولتي وصباي الباكر وحتى الآن احب الاستماع لمحمد وردي ، بالإضافة إلى النظرة المتحدة لدور الفن وفهمنا المشترك لمعنى الالتزام .
    كثيرا من الناس يعبرون عن دهشة وتساؤل لانك كتبت قصيدة ( حارسنا وفارسنا ) بعد انقلاب 25 مايو بعضهم من مواقع الدهشة وبعضهم ـ وبخاصة السدنة ـ من مواقع التشكيك عل يمكن أن تحدثنا عن الظروف التي كتبت فيها هذه القصيدة ؟
    كما أن هنالك رأيا يقول أن قصائدك التي نبعت قبل واثناء وبعد الانتفاضة لم تكن في قوة القصائد الاكتوبرية ؟
    كثيرا من الناس وبخاصة بعض السدنة ..الخ ... لا يهمني ماذا يقول السدنة، يهمني فقط ( كثير من الناس ) ولهؤلاء أقول وبكل احترام وبأدب جم ـ كتبت يا حارسنا وفارسنا في أيام مايو الأولى وقد استقبلتها جماهير عريضة وواسعة بحماس كبير ، لم أكن يوم ذاك منتميا لأي جهة سياسية ، وكنت دون العشرين من عمري وتلك بين الدهشة والانفعال ، خاصة وان ضجة الترحيب بمايو كانت عالية ، رأيت شعبا سعيدا فسعدت ، فاستجبت صادقا فكتبت لم يكن في ذهني شخصا بعينه، لا السفاح المخلوع ولا الشهيد هاشم العطا . كنت خارجا لتوي من معهد السنتين بعد المدرسة الوسطى قادما من قرية ساكنة اسمها المدينة عرب لم يكن لدي أي رصيد من التجربة والنهج السياسي كان فقط حماس ينكره الآن الكثيرون . كما إنني أقول وبشجاعة تامة أن الذين وقفوا ضد مايو في أيامها الأولى لم يكن صوتهم عاليا بالقدر الذي يجتذبني إليهم وكثيرون منهم اصبحوا دعاة في ما بعد ( للاتحاد الاشتراكي)، والمجالس الشعبية وجهاز الأمن ، بل قامت على أك########م كل مؤسسات مايو الشائهه ولو أن مايو لم تنادي ( بالاشتراكية ) ولو إنها أكدت تمسكها بطريق التنمية الرأسمالية ، لما وقفوا ضدها بل لكانوا هم كتبة ( حارسنا وفارسنا) .... وهذا لا يعني أن الكثيرين أيضا وبوعي متقدم ـ لم يتوفر لي آنذاك ـ وقفوا ضد مايو دفاعا عن الديمقراطية والسيادة الوطنية .. ولكني أدين ( لحارسنا وفارسنا) بأنها وضعت قدمي على عتبة المسئولية .. أيقظت فيً روح الرصد والمراقبة وتكوين الأفكار وفتحت أمامي أبواب الحوار الواسع مع أطراف عديدة ( ورمت عين السلطة عليٌ) مما جعلها تعتقد إنني شاعرها وطبالها الذي يفصل على هواها ما تريد من قمصان الشعر وفساتين الكلمات وسرعان ما أطلقت حولي بخور الجذب المضلل ـ ( الموقع ـ والمكانة ـ والضوء ـ) ولكنني لم اكن سوى معلم ابتدائي بسيط ، إنسان لا يرغب في غير سترة الحال وصحوة الضمير ، إذ كيف يمكن مثلا أن يقبل من تخرج قبل عام واحد فقط أن يصبح سكرتير تحرير في جريدة كبرى ألم يكن هذا ( شركا) ؟ وإذا قبلته لوقعت في المستنقع حتى السادس من أبريل ، وغير هذا كثير . المهم أن رائحة الرشوة كانت تفوح برائحتها النتنة فتعروا سريعا أمام الصدق والبساطة ـ وغير هذا تفاصيل كثيرة لا يسمح بها هذا الحيز ، كما إنها توقعني فيما لا احبه وهو الحديث عن النفس . لكن لابد من ذكر تفاصيل سواها أهمها أن بصيرتي تفتحت ووعيي نما بسرعة ما تواتر من أحداث خاصة وعامة فحزمت أمري وقررت أن أتحمل مسئولية ما كتبت .. فلم اهمس بذلك ولم اكتف بالانزواء إنما قررت أن أكون صوتا مسموعا أمام الشعب والتاريخ فكانت تلك القصيدة التي تشيرون إليها والتي اشتهرت في تلك الفترة بـ( لا حارسنا ولا فارسنا ) ثم قصيدة ( ما دوامة) وكان ذلك في عام 1970 ، أي أن العشرة السيئة لم تدم اكثر من عام . وفي ذلك المساء من عام سبعين فتح لي ملف في جهاز الأمن القومي برئاسة مامون عوض ابو زيد وتكرر استجوابي ـ قلت كذا في المكان الفلاني ـ في جامعة الخرطوم، في دار اتحاد طلاب الجامعة الإسلامية . لماذا تغير موقفك من التأييد إلى المعارضة؟ وكان كل هذا يتم بين التهديد والوعيد والإغراء ، لم يكن أحد يعلم ولم تكن هنالك جهة بعينها غير تيار الحركة الديمقراطية العام وسوى صوت الضمير ووجه الوطن . كل هذا كان يتم في عماراتهم الشاهقة وأنا في سنوات الحب والانطلاقة وتلك فيلات فيها ما فيها موجودة الآن وهي في ذمة التاريخ ـ إنني سعيد بأنني لم انتقد موقفي بيني وبين نفسي ، بل دفعت انضر سنوات العمر واجمل أيام الشباب وادفأ ليالي الأنس في سجونهم المظلمة مطاردا في الشوارع ممنوعا من حق العمل .. ودفعت أسرتي استقرارها ومريم محمود عافيتها .. ولست نادما على ما عانيت ولست خائفا مما هو آت ـ ولم يكن كل هذا من اجل تبرئة ذمة ( وبس) ولو كان الأمر كذلك لاكتفيت (بـ لا حارسنا ولا فارسنا) ثم فتشت عن عقد و( سديت دي بي طينة ودي بي عجينة) ولنسيني الناس كما لا يذكرون أي واحد غيري من الذين كتبوا لمايو من أيامها الأولى مرورا بكل بحار الدم والقمع ومصادرة الحريات حتى سقوطها في انتفاضة الشعب العظيمة . هؤلاء لا يسألهم أحد، رغم أطنان الأناشيد التي صدعوا بها الشعب وافسدوا بها الذوق وامتلاءت بها جيوبهم من شباك صراف الإذاعة وخزائن القيادة الرشيدة ( بالمناسبة اسألوا عني كل الصرافين وفتشوا كل الدفاتر لن تجدوا إنني في أي فترة تقاضيت مليما واحدا ولا حتى عن أغنياتي العاطفية )...
    ولكن أسالوا عساكر السجون وضباط البوليس ومضابط جهاز الأمن ..كم قصيدة أدخلتني الزنازين، وكم نشيد منعني حتى البقاء بين المعتقلين، وكم نشيد جلجل في السجن فعجل بنقلي من كوبر إلى شالا .. إلى بور تسودان .. إلى سجن كسلا .. هذا هو التمني الذي اخترته حتى خروجي من السجن في ذلك الصباح الجميل .. صباح السادس من أبريل ، .. بل فتشوا عن ديواني ( الأطفال والعساكر ) الذي صدر في عز الجبروت والعنجهية وباسمي كاملا غير منقوص ولا متواري وكان سببا في اعتقال كثير من القادمين من المطار إلى كوبر .
    المهم إن الصدق وحده ليس كافيا إنما الوعي والنضج والفهم العميق لتعقيدات الصراع الاجتماعي والسياسي والانحياز الكامل لجماهير الشعب هو صمام الأمان من الانزلاق في بريق الشعارات الداوية فربما كان المقصود هو إفراغ هذه الشعارات من محتواها وتدميرها بالتشويه والمزايدة .. لذلك يجب السؤال .. من هؤلاء؟ ! ومن خلفهم ؟ وما هي منطلقاتهم الفكرية وأصولهم الطبقية ؟ وما موقفهم من الديمقراطية ؟ ..و ...و... ؟ والاجابه الصحيحة هي التي تعطي غناءاً للوطن والشعب بعيدا عن الانتهازية والمصالح الأنانية الضيقة . كم هو ركيك وساذج هذا المعنى : ـ
    (بنرجع ليك توصينا وبنسمع ليك تحدثنا ) انه معنى يحول جماهير الشعب إلى تلاميذ .. إلى قصَر ، ويلغي تماما دورها في التغير وحقها في الإرادة .. لقد لفت نظري إلى هذا المعنى طالب آنذاك كان يصغرني بعام .. فمسكت الجمرة حتى صارت شعلة في يدي .
    المجد لشعبنا الأبي القوي وتبقى إرادته كما بقيت رغم (حارسنا وفارسنا) ورغم البراءة .. ورغم البذاءة ورغم .. ورغم .
    المهم الآن أن ندافع عن الديمقراطية حتى الاستماتة كي لا نفتح الطريق أمام شاعر جديد يكتب فارسنا وحارسنا جديدة ، وذلك يعني أن لا نكرر أخطاء الماضي ولنلجم ومنذ الوهلة الأولى جماح العسكر مهما رفعوا من شعارات فليس هنالك أمضى واعز من حريات الشعب وكرامته .
    أما عن إن قصائدي قبل واثناء وبعد الانتفاضة لم تكن في قوة القصائد الاكتوبرية فهو رأي ليس صحيحا على إطلاقه لانه لم يقم على دراسة ناقدة لتلك القصائد لان اغلبها حتى الآن يتجول في مساحات ضيقة ومحظورة اغلبها باسم ( قومية الأجهزة الإعلامية ) ولها فضل إنها كانت ( قبل الانتفاضة) . أما أناشيد أكتوبر فقد كانت بعد الانتصار تجلجل بالفرح العميق العام وقد كتبت تحت الشمس وعبير الحرية وقد توفر لها شرط هام من شروط الإبداع ألا وهو الديمقراطية ـ والحديث ما زال حول القصائد ( ( ما قبل) الانتفاضة ـ وهي قصائد عمرها يمتد 15عاما إلى يوم النصر ولم تجد فرصة النشر حتى يتم الحكم لها أو عليها ولكنها مع أناشيد أكتوبر لعبت دورها في سنوات الاعتقال في رفع الروح المعنوية وتأكيد صمود أبناء الشعب . أما أثناء الانتفاضة فهذا سؤال الاجابه عليه ليست ممكنة ، لان القصيدة الوحيدة التي سمعناها جميعا وكنا نردد بعض أبياتها .. كانت الشوارع الغاضبة المشتعلة بالهتاف ، ثم هل أكملت الانتفاضة مشوارها ؟ هل حققت بصورة جذرية أهدافها ؟ أليست هنالك فرامل؟!! هل الذين يقولون إنها انتفاضة 15 رجب هل هم نفس الذين يقولون إنها انتفاضة مارس أبريل ؟ أما أكتوبر، فقد كانت ثورة 21اكتوبر، ولذلك كان الطعم عاما والمذاق ليس متبايناً كثيرا بين السنة وأخرى . ومن تلك المواقع الفكرية الحادة والاستقطاب يتم النظر والسمع لما يكتب ومن هنا يصعب الإطلاق .
    • هل تنتمي لأي تنظيم أدبي آخر غير اتحاد الأدباء السودانيين ؟
    أنا لست عضوا في اتحاد الأدباء السودانيين بل عضو في اتحاد الكتاب السودانيين ، المهم أن الديمقراطية تتيح تعدد المنابر ، وربما يظهر تنظيم باسم المبدعين السودانيين .. أو غير ذلك المهم في كل الأحوال سيبقى ما ينفع الناس .
    • مساجينك قصيدة رددها الناس في المصنع والبيت والشارع .. فقد حملت للشعب النبوءة بالانتصار على حكم القهر .. هل هي من قصائد المعتقل ؟
    السؤال عن مساجينك الاجابه عليه نعم وهو أحد أناشيد المعتقلات مثله مثل ( عما قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب ) فهي ليست نبوءة الأنبياء المرسلين المعصومين ، ولا هي بصيرة خاصة خارقة ، ولا بطولة فردية ، بقدر ما هي انسجام مع الإيقاع الداخلي والعام للحركة الشعبية التي لو لاها لكانت نبوءة تشبه الأماني المستحيلة . ولذلك لن تقبل جذورها أبدا كلمة جذورها في تراب الشعب مؤمنه بقدرته على الانتصار ولو آمنت في أي يوم بأنه ( شعب جعان لكنه ########) لما كان لها أن تعيش ولا أن تلهم .. فالمجد مجد الشعب وليس عندي سوى بعض من مدده .
    معذرة إذا أطلت وشكراً فقد تحتم علي الإطالة ، المهم أن نتمسك بسؤال الشاعر والفنان والصحفي والقائد السياسي .. لماذا قلت كذا يوم كذا .. وماذا فعلت يوم كذا .. فبالنقد وحده وطرحه بجراءة تفتح الدروب الصحيحة للأجيال المقبلة ونمسك جيدا بزمام امرنا .. وليصمت من لا يحب ذلك أو فليشرب من البحر .
    لكم الانحناءة .. وعفوا .. ومعذرة .
    (
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de