إن القلب حزين والعين تدمع والعقل مغيب وإنا لفراقك لمحزونون يا حبيب الشعب
تاني قام واحد جميل في بلدنا مات لا حول ولا قوة الا بالله العظيم إنا لله وإنا اليه راجعون عليه رحمة الله ورعايته ونسأل الله ان يبدله دارا خير من داره وان يتقبله قبولا طيبا مع الصديقين والشهداء والأبرار خالدا في جنات النعيم
04-02-2014, 02:21 PM
احمد حمودى
احمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364
هذه قصيدة قديمة للفقيد شاعر الشعب ولكنني سجلتها له في يوم السبت 23 يونيو 2012 في منزل ابنته مريم في مدينة هالا بألمانيا. http://youtu.be/auvxd6maEaI
أقول دون رهبة أقول دون زيف أموت لا أخاف أين أو متى وكيف بغتة مستمتعا بأنجم السماء ليل صيف رصاصة في القلب طعنة من سيف أموت لا أخاف أين أو متى وكيف أموت في الظلام في الزحام تحت غفلة بساحل الطريق حريق غريق أموت في سريري زوجتي بنتاي جيرتي عشيرتي وأصدقائي قطتي راكوبتي وزيري معززا مكرما مهندما بناصع البياض موكب يحفني لمرقد أخير أموت لا أخاف كيفما يشاء لي مصيري أموت لا أخاف قدرما أخاف أن يموت لحظة ضميري
04-02-2014, 02:56 PM
إبراهيم عبد الحليم
إبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563
أقول دون رهبة أقول دون زيف أموت لا أخاف أين أو متى وكيف بغتة مستمتعا بأنجم السماء ليل صيف رصاصة في القلب طعنة من سيف أموت لا أخاف أين أو متى وكيف أموت في الظلام في الزحام تحت غفلة بساحل الطريق حريق غريق أموت في سريري زوجتي بنتاي جيرتي عشيرتي وأصدقائي قطتي راكوبتي وزيري معززا مكرما مهندما بناصع البياض موكب يحفني لمرقد أخير أموت لا أخاف كيفما يشاء لي مصيري أموت لا أخاف قدرما أخاف أن يموت لحظة ضميري
04-02-2014, 03:37 PM
سيف اليزل سعد عمر
سيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9476
أقول دون رهبة أقول دون زيف أموت لا أخاف أين أو متى وكيف بغتة مستمتعا بأنجم السماء ليل صيف رصاصة في القلب طعنة من سيف أموت لا أخاف أين أو متى وكيف أموت في الظلام في الزحام تحت غفلة بساحل الطريق حريق غريق أموت في سريري زوجتي بنتاي جيرتي عشيرتي وأصدقائي قطتي راكوبتي وزيري معززا مكرما مهندما بناصع البياض موكب يحفني لمرقد أخير أموت لا أخاف كيفما يشاء لي مصيري أموت لا أخاف قدرما أخاف أن يموت لحظة ضميري
04-02-2014, 04:16 PM
حسين عبد المجيد
حسين عبد المجيد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 1782
ياموت لو تركتو مننا قد سرقتو كنا نقول ده وقتو لكنك حقيقة الرحمه ليك يا ضل الغلابة غيبك الموت جسداً وستظل حاضراً عند كل الشعب الشعب الشريف الما سراق ، الشعب الهميم الصادق بهم البلد ، ربي أسكنه جنتك وما طاب فيها من نعيم فلم يتذوق من الدنيا نعيمها يا ربي ارحمه
04-02-2014, 04:21 PM
بدر الدين الأمير
بدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22963
وداعا الشفيف العفيف محجوب شريف تتبعثر الكلمات،،،ماذا اقول في فقد الرجل الوطن العزاء موصول لاسرته الصغيرة لزملاء الحزب لكل الشعب الابي وانا لله وانا اليه لراجعون مكي الاحمدي
04-02-2014, 04:45 PM
Nasr
Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10837
في المرات القليلة التي ألتقيته والمرات الكثيرة التي قرأت أو سمعت شعره كنت موقنا أنني لست أمام شاعرغير عادي وحسب ولا حتي زول غير عادي وحسب ولكن أمام أنسان تفيض إنسانيته تشع كوهج ماسة زرقاء تريح القلب ولا تقهره تشعرك أنك أنت أيضا إنسان بكامل الحقوق وكل البهاء والجمال
وداعا يا من جعلت حياتنا غير تلك الحياة وداعا يا مخضر جفاف تلك الوهاد يا نبي الحق والحب والجمال
ألله يرحمك رحمات واسعات والعزاء موصول لزوجته وبناته وأهله وعشيرته ومتلقي فنه وكل الشعب السوداني
04-02-2014, 05:07 PM
عبد الحميد البرنس
عبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114
رحمه الله وغفر له وتقبله بقبول حسن وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه حس العزاء وجميل الصبر. هكذا, علامة على رحيل عصر بأكمله, يكون غياب النجوم, وسيمر وقت طويل طويل, حتى يولد إنسان وشاعر في مثل قامته: "مع السلامة".
04-02-2014, 05:23 PM
عاطف عمر
عاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152
إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الشاعر السياسي الأستاذ اإنسان محجوب شريف رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر الجميل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
العزاء للشعب السوداني
04-02-2014, 05:37 PM
Balla Musa
Balla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238
إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الشاعر السياسي الأستاذ الإنسان محجوب شريف رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر الجميل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
العزاء للشعب السوداني
04-02-2014, 05:50 PM
مامون أحمد إبراهيم
مامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380
إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الشاعر امحجوب شريف رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر الجميل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزاء للشعب السوداني
شيعوه بإحترام وبحب لأنه إبنهم البار المحبوب الذي عبر عن أشواقهم لوطن حدادي مدادي وطن خير ديمقراطي ووقف كالطود لا يتزحزح عن مبادئه و لايحيد عن قناعاته و لايساوم و لا يداهن ولا يخشى في الحق لومة لائم
04-02-2014, 07:55 PM
Ahmed Alim
Ahmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762
" بحري دخلت بيت الحبس" هذا هو عنوان الرثاء الذي سطره الراحل علي المك في موت الفنان الكبير عبد العزيز محمد داؤود , وفي رحيل شاعر الشعب محجوب شريف نقول السودان دخل بيت الحبس, نعم دخل السودان بيت الحبس بعد موت قيثارة الفقراء والمساكين ملوحا لهم بالوداع بأبتسامته الوديعة ,وعينيه الطيبتبن,وجنانه الثابت وإرداته الصلبة التي لاتعرف الخوف ولا تختار انصاف الحلول, رحيل محجوب هو اخر قصيدة كتبها الالاف من مشيعيه ,قصيدة ملفوفة بقماش ابيض تطرز قوافيها دموع الفقراء والشماسه ,عابري السبيل ,ورعاة الأبل في البوادي, وزراعي الأرض في الجزيرة والمناقل وشمال وغرب السودان والواقفون تحت روافع الحديد محني الظهور متيبسي الجلود في ميناء بورتسودان, دخل السودان بيت الحبس ولبس القنجة وكال علي رأسه الرماد و"تتفن "في التراب وسف التراب يوم فجيعته الكبري برحيل قيثارة الشعب , وضمير الشعب , وخادم الشعب محجوب شريف , شرف الوطن , وروح الوطن, ونبض الوطن وعز الوطن, ومنارة التائهين وملاذ الخائفين وناكر ذاته في حضرة ذوات الاخرين ,دخل السودان بيت الحبس فأجهشت بالبكاء جدران السجون ونوافذ الزنازين , ونكست رؤوسها بنادق الحراس واطرقت اواني السجن وطارت غربانه محلقة تنعق فوق موكبه حزنا علي نبل يموت وصمت يوغل في السكوت ولحظة جامدة لاتحضر ولا تفوت, مات محمود محمد طه مبتسما امام جلاديه كأنما هو ذاهب الي حفلة عرس, ومات محجوب وكان يعلم انه سيموت فكأنما هو ذاهب الي القاء قصائد في مركز عبد الكريم, لم يكن يخاف الموت ابدا , كان يحس الموت تحت مخدته وفي اطراف لحافه , وفي سقف غرفته وفي نوافذها ,يترك باب بيته مشرعا طوال اليوم يدخل الداخلون ويخرج الخارجون وهو طريح الفراش صدره يعلو ويهبط ككير حداد ,وانفاسه تتقطع كموجات كهربائية تضرب جسده النحيل فتزيد من قوة إحتماله ,وترفع من روحه .
عندما جاء محجوب من بريطانيا الي الدوحة ليقف مع صديقه الراحل محمد وردي في عملية نقل الكلية اليه , احاطه الجميع بالحب والتقدير فأحال ليالي الدوحة الي حدائق من الشعر وشرف بيوتها بحضور مناسباتها المتعددة, دعوات للفطوروالغداء والعشاء من اناس يعرفهم ولايعرفهم يلتقيهم لأول مرة ,فكان يستجيب لكل داع وهو الذي يتناول الطعام بأطراف اصابعة كعصفور ينقر الحب, ذهب معنا الي السوق الصديق ابراهيم بخيت وانا وهو يتأهب للسفر,سالناه ماذ يريد من ملابس جديده له , فضحك بلطف مستنكرا السؤال ومضي يذكر لنا اسماء شماسة مثل جون وكوكو ورقية وحاجة بتول ومريم ولولا ,وستات شاي ,وبائعات قراصة قال انهم اهله وعشيرته وان كل هذه الملابس والأحذية لهم, اما هو فكان مثل بشرالصوفي الحافي خرج من السوق نعليه تحت ابطيه وخرج من الدوحة كما دخل اليها ,ولكنه اوصانا بالهكر نرسله له في السودان فهو عظيم الأهمية بالنسبة له ,وهاهو يخرج الان من الدنيا كلها فقيرا مثلما عاش فقيرا وكان رد الجميل هو شعاره الجميل.
في امسية شعرية كانت بنادي الغزال بالدوحة كنت مقدمه للحضور, قلت في ستينات القرن الماضي وانا طالب في المرحلة الثانوية, سمعت صباح جمعة صيفية طرقا خفيفا علي باب منزلنا بحي بانت في مدينة ودمدني وكنت لتوي مستيقظا من النوم ,وعندما فتحت الباب اطل شاب وسيم حيي خجول قدمه نفسه محجوب شريف طالب بمدرسة المدينة عرب الوسطي سألت سالت حتي وصلت اليك, كنت زمانئذ احاول كتابة الشعر وتنشر لي الصحف من وقت لاخر بعض القصائد المكسرة , جاء اليّ يحمل بعض القصائد باللغة العربية الفصحي وليس بالدارجة , كما برع في ذلك فيما بعد, من اول وهله عرفت ان به روح الشعر ,ولكني لم اصدق بعد مضي سنوات ان كل هذاالهدوء الشفيف سيتفجر حمما بركانية, في وجه الظالمين وسيدخل صاحبه السجون ويحبس في الزانزين ويختار طريق الأشواك علي طريق الحريرالتي يغطس في رياشها شعراء السلطان.
في الهند ماتت الأم تريزا وهي تعيش بين الفقراء والمحرومين والمجزومين, وحين منحت جائزة نوبيل للسلام قالت مازحه ما معناه " لا اريد الجائزه . فقط اعطوني المكافأه الماليه التي تأتي معها كي اعود بسرعه فأنا بحاجه لهذه الاموال لأولادي - وتعني الفقراء في مدينه كلكتا الهنديه حيث عاشت معظم حياتها تساعد الفقراء والمعدمين, وهاهو الأب محجوب عاش معظم ايام عمره يساعد الفقراء وابناء الشمس وسكان احياء المجاري يؤهلهم كي يصبحوا قادرين علي الحياة , اللهم ارحم شاعر الشعب رحمة واسعة وأغفر له ذنوبه واعفو عنه واجعله من عبادك الصالحين في الجنة يارب العالمين وحسن اولئك رفيقا .
-======================== محجوب شريف الشرف الباذخ * توقف اليوم قلب عامر بالحب والوطنية والإنسانية , مات محجوب جسدا وبقي روحا ومشروعا وحلما, وبمثل ماحمل الجماهير في قلبه فقد حملته الجماهير في قلوبها و علي كتوفها في موكب مهيب يحكي الوفاء ويعرف معني العطاء- تمازجت أطياف النساء والشباب والشيوخ والرجال في ملحمة التشييع الهادرة, فكان التشيع -هتافا وشعرا وغناء ونبيلا وشعارا ثوريا - يرفض الموت والسكون ويصرخ بالتصاعد والإستمرار , فمحجوب كان شعلة حركة ومشروع ثورة لايعرف الموت ولايعترف به! ** محجوب شريف قامة وطنية سامقة , قامة وإستقامة ونبل وطهارة وحلم واعد بالسلام والعدل والمدرسة والمستشفي ورغيف الخبز!, إختار درب الفقراء والجوعي والمسحوقين- عاش مبادئه ومثله - تجسيدا في حياته, لم يعيش أبدا لم يعيش أبدا الفصام بين الفكرة والممارسة والقول والفعل !, أحب الشعب السوداني وعشق وطنه ! كرس عمره في تمتين النسيج الإجتماعي لوطنه ولملمة إطرافه المثخنة بالجراح - كره العنصرية وسبح في رحاب الإنسانية النبيلة! آمن وبصدق وصلابة بالشعب -وإنحاز لهمومه وآلامه وأماله وتطلعاته المشروعة في الحرية والسلام والعدالة والثورة! وقف شامخا في زمن بيع المبادئ والتصالح مع القبح والتطبيع مع الجلاد- لم يرهبه سجن ولم يغريه رنين المال ولاذهب السلطان أو سيفه ! حاربه إعلام النظام الكاره لمن يقول لا لا للظلم والعاشق لكل من يمسح الجوخ ويطبل للسفاح ! حاربه إعلام السلطة فأنفتحت له قلوب البسطاء وصدور الجياع ليكتب علي مسامها أجمل الاغنيات وسطر علي خلاياها - معاني الحب والثورة ووهج التحدي والوعد والأمل! * عاش ملهما ومعطاءا ومبدعا وخلاقا ألهم الأجيال الجديدة معاني الصمود والمواجهة , مات جسدا وبقي روحا ملتهبة وقصائد خالدة في سفر الحياة - سيظل رمزا ونبراسا يضئ دروب النضال بشرف الكلمة وإتساق الموقف وروح الإنسان الهادرة بالمحبة والولاء للشعب والوطن والحرية و للثوار والشهداء وللأم والزوجة والإبنة- !! ..........
(حريات) في أمسية رد الجميل لشاعر الشعب April 4, 2014
توافد الالاف الى منزل شاعر الشعب محجوب شريف بمدنية الثورة بامدرمان للمشاركة في أمسية: ” رد جميل الشعب السوداني لشاعر الشعب” اذ أجمع اصدقاؤه ومحبوه وأسرته الصغيرة على ان تكون أمسية “رفع الفراش” تشابه مشروع الأستاذ الذى يقوم على التفاؤل وتحويل الحزن الى أمل فقررت لجنة مكونة من الأصدقاء والأسرة ان تكون الأمسية بمثابة رد جميل من الشعب السوداني لشاعره الذى ظل مهموماً بجميل الشعب عليه، فتزينت جنبات الميدان الواسع المقابل لمنزله بلافتات تحمل صورته ومقاطع من شعره من شتى التنظيمات السياسية والشبابية والإنسانية وهى تعلن بوضوح عن قدرة مشروع الراحل على توحيد الشعب لصالح الوطن. افتتح الأمسية الشاعر أزهري الحاج بكلمات مؤثرة حول شاعر الشعب وقام بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ومن تم تقدمت الأستاذة “حنان جمعة” بكلمات من الكتاب المقدس في لفتة تعكس قومية المناسبة متطابقة مع أشعاره : النفاجو فاتح ما بين دين ودين نفحة محمدية دفئاً كالضريح ميضنة كم تلالى جيداً في الليالى مجداً في الأعالى مريم والمسيح… ومن ثم خاطب الجمع صوت الأستاذ محجوب في تسجيل صوتي لأشعاره فسالت الدموع وارتفعت الهتافات ب”شريف شريف محجوب شريف”. تقدم الحزب الشيوعي بكلمة عبر الأستاذ عبد القادر الرفاعي انابة عن اللجنة المركزية للحزب والذى ابتدر خطابه بتحية الشعب السوداني وحيا نضالات الشاعر وتجسيد حياته للقيم الإنسانية والسودانية وحيا نضالات الفقيد وحيا شهداء الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق وغيرهم كما حيا نضالات الشهداء السودانيين كلهم المعلومين منهم والمجهولين، ومن ثم تقدم حزب الأمة بكلمة كانت الأطول في الحفل حيث تحدث الإمام الصادق المهدى حول مشروع شاعر الشعب في سودنة الوافد من مفاهيم معتبرأ أنه والراحل محمد إبراهيم نقد مثلا سودنة للماركسية، وان هناك تلاقٍ في هذا النهج مع تاريخ كوش، وما اختطه المهدية لسودنة مفهوم المهدى المنتظر، وذكر مواقف جمعته بالفقيد معددا مكارم أخلاقه وإنسانيته ونصره للمستضعفين، محيياً فضيلة الاعتذار لديه بكل نبل وكرامة عن تغنيه بمايو مستنكراً مواقف الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الشعب ولا يعتذرون، وبرغم التصفيق الذي تلقته كلمته لتعداد مآثر الفقيد فقد ارتفعت هتافات “الثورة خيار الشعب” من قبل الشباب مقاطعة له أكثر من مرة خلال كلمته لاعتقادهم بتقاربه مع السلطة. ومن ثم تقدم الى المنصة الأستاذ “فاروق جاتكوث” فانهمرت الدموع على حلم الوحدة الذى ظل محجوب شريف ينادى به، وارتفع الهتاف ب”عائد عائد ياجنوب” وكذلك مقاطع من أشعار الفقيد (عشة كلمينا ميري ذكرينا كل سونكي لازم يبقى مسطرينة) و(كله عنده راي كله عنده دين)، واكد على تعلمهم كجنوبيين لحب الوطن على مدرسة شاعر الشعب الوطنية، وقال إنه حضر من جوبا خصيصاً حينما علم بوفاة المحجوب، برغم المصيبة التي يعيشها الجنوب وقال: قلت لمصيبتي اصبري قليلا فلدي مصيبة أكبر الآن، وحينها امتلأت الساحة بالتصفيق وضرب على نظام الصوت أشبه بنحاس الهول، خاصة وجاتكوث قال في مناسبة كهذه يجب أن تضرب النوبة لأنه وقع جلل. ومن ثم قام الأستاذ الشاعر القدال بقراءة قصيدة كتبها حينما قال له الفقيد أنت تعلم أنا لا أحب الشكوى ولكن في صدري سكاكين، ثم تلى ثلاث قصائد كتبها الشاعر محجوب شريف وهو على فراش مرضه وداخل غرفة العناية المكثفة بمستوصف تقى، مؤكداً جسارته أمام المرض وعشقه للحياة الخيرة” فارتفع النشيج تحديدا في قصيدته “صحة وعافية لكل الشعب السوداني والتي كانت بمثابة وداع من الشاعر للشعب السودانى”.. وقصيدة لحفيده حميد قاسم وكل أطفال السودان، والثالثة بمناسبة عيد ميلاد زوجه أميرة الجزولي، قصائد أملاها من تحت كمامة الأوكسجين. وتحدث الدكتور جمعة كندة عن مكانة الفقيد لديه وأنه يعتبر نفسه ليس صديقا للأسرة كما تم تقديمه ولكن عضواً في أسرة محجوب شريف، وقال إنه كان يشارك في كل مناسبات أبناء جبال النوبة ويتواصل معهم. وكان للنساء وجودهن في الأمسية تأكيداً لقيم المساواة والندية التي كانت جزء أصيلا من مشروع شاعر الشعب، فتقدمت الأستاذة زينب بدر الدين بكلمة “لا لقهر النساء” كذلك تقدمت الأستاذة “عديلة الزئبق” بكلمة الاتحاد النسائى وأكدت المتحدثتان على الدور الاستنارى الذى قام به الأستاذ محجوب فيما يخص المرأة. ومن ثم توالت كلمات الأحزاب فتحدث رئيس حزب المؤتمر السوداني الأستاذ إبراهيم الشيخ ، وعن التحالف الوطني تحدث المهندس محمد فاروق سلمان، وعن الحزب الناصري تحدث الأستاذ ساطع الحاج، كما تحدث طلاب وطالبات الأستاذ محجوب وقام بتمثيلهم: سارة إبراهيم وحسبو آدم وسردا تفاصيل بصمته كمعلم وتربوي على حياتهما. وكان الأطفال حضورا فتقدمت الطفلة سهى حيدر من مدينة سنجة بقصيدة كتبتها عن افتقادهم للأستاذ محجوب وهي الطفلة التي كانت تبرعت بحصالتها لعلاجه وكتب فيها القصيدة (سهى يا سهى) حضرت من سنجة خصيصاً للتأبين، كما قامت طفلة أخرى بالقاء قصيدة للشاعر طارق الأمين كتبها عن الفقيد قبل نحو عام وكان شاعرنا احتفى بها في حياته.كما قام الشاعر عثمان بشرى بقراءات شعرية لقصيدتين عن الفقيد واحدة كتبها أيضا قبل وفاته. أختتمت الأمسية بكلمة من أسرة الأستاذ محجوب شريف قدمتها ابنتاه مريم ومى حيث قامت الأستاذة مى بالقاء شعرى للفقيد، وقدمت الأستاذة مريم الموسيقار عبد اللطيف عبد الغنى اذ ذكرت ان الشاعر ظل يدعو للتفاؤل والأمل في هذا الشعب وليس هناك ماهو أفضل من أغنية الشعب حبيبى وشريانى لتوديعه ووسط عويل ونحيب الرجال والنساء ارتفع الهتاف مع الغناء وارتفعت علامات النصر وكان حب الشعب هو اخر ما افترق عليه محبوه. وستنشر (حريات) بإذن الله رصدأ مفصلاً لليلة رد الجميل للشاعر الإنسان الجميل الذي سوف يظل في وجدان الشعب السوداني والذي مثلما قال (الشعب حبيبي وشرياني أداني بطاقة شخصية) قد أعطى ذلك الشعب بطاقات شخصية شعرية متميزة وخالدة. (شاهد الفيديو) :
*تأبت على قلمي الكلمات حين أراد أن يكتب عن محجوب شريف البارحة .. *إنها (حالة) لم يمر بمثلها عندما انتويى الكتابة عن وردي و زيدان والحردلو وحميد ؛ ومن قبلهم مصطفى سيداحمد.. *فمحجوب شريف (حاجة تانية خالص !!) .. *ولا أعني أنه (يتميز) على هؤلاء - إبداعاً – وإنما هو يتميز على مبدعي بلادنا كافة في (شئ عجيب) .. *فهو يكاد يكون (الوحيد) - من بين ذوي الشهرة - الذي تهرول نحوه الأضواء وهو منها هارب .. *أو هو عنها عازف ، وزاهد ، و(مستغني !!) .. *فهل منكم من يذكر متى رأى محجوب شريف - آخر مرة - عبر شاشات التلفاز؟!.. *أو استمع إليه عبر أثير الإذاعات ؟!.. *أو قرأ له كلاماً (خاصاً) عبر صفحات الصحف ؟!.. *هو كان في حالة خصام ( عجيب) مع أجهزة الإعلام في (زماننا هذا !!) .. *بل وحتى في (أزمنة سابقة) هو كان زاهداً في الظهور الإعلامي (الدعائي) .. *فهو لم يسع أبداً إلى ترويج نفسه لـ(الشعب) استغلالاً لعلاقاتٍ إعلامية وقد كان عنده منها الكثير.. *ورغم ذلك نال - بإمتياز - لقب (شاعر الشعب!!).. *وكل صحف الأمس - بما فيها الموغلة في (التبعية) - نعته بالصفة هذه .. *زرته - ذات أمسية - في بيته فأسرتني منه (بساطة!!) فوق قدرة المرء على التصور.. *رائحة الأرض (المرشوشة) بالماء - أمام داره - أضفت على ما خرجت به من (مدهش القول) جواً سودانوياً خالصاً .. *وإبنته هي التي (تقول) - وليس هو - عقب (محنة!!) كان قد تعرض لها وقتذاك .. *تقول أن أباها يقول لها وهي صغيرة - على خلفية تلكم المحنة - : (يابنتي الإسلام كويس ، ليس العيب فيه!!) .. *وما زلت إلى يومنا هذا أحن إلى (قعدة الشاي) ذات (الطمأنينة!!) تلك التي تذكرني بجلسات شاي جدتنا روضة ساتي المسائية في أيام الصبا الخوالي .. *وما يُؤثر عن شاعر الشعب هذا - يا إسحاق فضل الله - أنه لم يكن (يكذب!!) قط ؛ أبيضه كان أم أسوده .. *بل حتى حين نعى نفسه - بقصيدةٍ له قبل أيام - كان (صادقاً) في إحساسه بدنو أجله.. *ولا تزال بلادنا (تنزف!!) مبدعيها ؛ الواحد تلو الآخر .. *ومن لم يزل عائشاً منهم (ينزف) هو أسى كحال الجزلي حين يتلفت جَزِعاً من حول أمه المريضة هذه الأيام فلا يبصر إلا (سراباً) و (تنكراً) و(وعوداً !!) .. *والوعود هذه - للعلم - بعضها من (جهاتٍ!!) تجيد فقط الـ(ظهور الإعلامي) بعد أن يقول القدر كلمته ؛ وليس (قبل) .. *بل حتى (البنك المركزي) - حسب قوله - تمنع عليه في دولارات (حُددت) لعلاج والدته هذه بالخارج رغم إنها من (حر ماله !!) .. *وأخيراً نقول لك يامحجوب شريف - وأنت في عليائك - أنك كنت (صادقاً) حتى في قصائدك داحضاً ما يُقال عن (أعذب الشعر) .. *فقد صدقت ما عاهدت نفسك - والشعب عليه - بأن تظل (صامداً) في وطنك ليكون (معه انتظارك ولو بالكفاف !!) .. *و(عنه بعيداً أبيت الرحيل) إلى أن كان (رحيلك أنت!!).. *يا (شريفاً) تسامى يا هذاالهمام !!!!!
رحم الله شاعر الشعب الفذ ورمز الوطنية والإنسانية محجوب شريف الذي - كان من فرط حبه لنا وحرصه على التواصل معنا، حتى وهو في أحلك الظروف المرضية - يتحين لحظات الإفاقة من غيبوبته في غرفة الإنعاش لا ليتنسم عبير العافية فيسعد، وإنما لدوزنة عباراته الشعرية والحديث ولو عبر الهاتف مع أصدقائه وعارفي فضله الكثر. فقد حدثني الدكتور عبد القادر الرفاعي عنه ونحن جلوساً في المأتم بأنه كان يتحدث معه بالأمس – أي اليوم السابق لرحيله - فذكر أن محجوباً قال له إنه بخير وكتب من سرير المرض ثلاثة قصائد نشرت بالشبكة العنكبوتية وغداً سيكتب القصيدة الرابعة، غير أن القدر كان أسرع منه فلم يسعفه الزمن ليحقق حلمه بكتابة القصيدة الرابعة. وبدلاً من أن ترى النور وتضيء حروفها الفضاءات جاء الأثير موشحاً بلون السواد حاملاً خبر نعيه الذي شق على الجميع. هل يا ترى أن محجوباً كان يحس بدنو أجله وأرادنا أن نتهيأ لقصيدته الأخيرة التي وعدنا بها فتفرقت حروفها من بين يديه حائرة وحومت على هاماتنا مترعة بالأسى والحزن المتمثل في حالة من الوجوم والشتات الذي غمرنا فأنبهم سيلاً من الحسرة والنشيج نراه بادياً في تظاهرة التشييع الذي كان بمثابة استفتاء لصالح مسلكه السوي وأعماله الشعرية الخالدة. لقد مضى محجوب مأسوفاً عليه، فمن يا ترى سيكتب القصيدة الرابعة ومن يملك أدواته ومهارته وحسه الرفيع لمجاراته؟ يبدو أن القصيدة التي وعدنا بها أفصحت عن سرها الدفين فكانت هي كل ما تدفق من مشاعر حزينة لكننا لا نقدر على قولبته شعراً أو نثراً ليرقى إلى درجة رد الجميل الذي رفعه شعاراً لخدمة غمار الناس والفقراء والبسطاء.
أذكر من الشعراء الذين كتبوا قصائدهم وهم يعانون مرارة لحظاتهم الأخيرة، بدر شاكر السياب عندما كان بالمستشفى الأميري بالكويت إذ قال في قصيدته الأخيرة نفس وقبر: (نفسي من الآمال خاويةٌ / جرداء لا ماءٌ ولا عُشبُ / ما أرتجيه هو المحالُ و ما لا أرتجيه هو الذي يجبُ / قدرٌ رمى فأصاب صادية في الجو خرت وهي تنتحبُ). وأذكر أمل دنقل عندما أدخل للعلاج في الغرفة 8 التي كانت محطته الأخيرة قال في قصيدته ضد من: (فلماذا إذا متُّ يأتي المعزون متشحين بشارات لون الحدادْ؟ هل لأن السواد .. هو لون النجاة من الموتِ، لونُ التميمة ضد الزمنْ؟! ضد مَنْ؟ ومتى القلب – في الخفقان – اطمأنْ؟ بين لونين: أستقبل الأصدقاء الذين يرون سريري قبراً / وحياتي .. دهراً / وأرى في العيون العميقة / لون الحقيقة / لونَ تراب الوطنْ) وحين نقرأ قصائدهم الأخيرة هذي نلمس تصويراً دقيقاً وفيضاً من الصدق والتسليم بالقضاء الذي لا مفر منه. وعلى هذا النسق كانت قصيدة محجوب شريف (صحة وعافية للشعب السوداني) وهي آخر قصائده الثلاث التي كتبها على السرير الأبيض وفيها يودع الشعب السوداني ويتمنى له الصحة والعافية التي كنا جميعاً نتمناها له هو، فما أروعه وهو يقول: (مِنْ وجْداني/ صَحَّة وعَافية/ لكل الشعب السوداني/ القَاصِي هناك والداني/ شُكراً للأرض الجابتني والدرب الليكم ودَّاني/ يا طارف وتالد/ يا والد/ النيل الخالد شرَّفني / واحد من نسلك عدَّاني/ إنتَ الأول وما بتحوَّل/ وتَب ما عندي كلام بتأوَّل/ أنت الأول/ وكل العالم بعدك تاني/ يا متعدِّد وما متشدِّد ما متردِّد … ما متردِّد/ ملئ جفوني بَنوم مُتأكِّد/ بل متجدِّد .. تنهض تاني). نأمل أن يتحقق حلمه بالتجدد والنهوض حتى يرقد مرتاح البال بأن ما نذر نفسه للدفاع عنه وما كان شاغله الأول والأخير قد صار حقيقة.
لك الرحمة والمغفرة أيها الشاعر بما لم نشعر به .. أيها الحادي الذي غسلت أدراننا بمائك الطهور وانرت طريقنا بمسلكك القويم وقوّمت اعوجاجنا بثباتك على المبدأ. والعزاء موصول لزوجه وابنتيه وأصهاره وأقاربه ولجميع محبي شعره الباذخ ولكل حروف الأبجدية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة