دولة المورلي... طموح يقاوم الإمكانيات

Quote: دولة المورلي... طموح يقاوم الإمكانيات المورلي .. قبيلة شرسة تعتد بنفسها وتنظر للقبائل الأخرى بانها درجة ثانية 03-28-2014 06:22 PM عملية انشطار المناطق عن الدولة الأم، دائماً ما تبدأ بفكرة صغيرة تكون أشبه بالمستحيل فى توقيت ما، ولكن بمرور الوقت، والتقلبات السياسية والمصالح الإقليمية سرعان، ما تصبح هذه الفكرة واقعاً تعيشه معظم المناطق الملتهبة. وبما أن فكرة استقلال الجنوب كانت مجرد أمنية لأقلية لا تتعدى أصابع اليد في مطلع الخمسينيات إلا أن الفكرة سجلت نسبة (99%) بعد أكثر من خمسين عاماً. كل شيء وارد قد لا تحتاج فكرة قيام دولة المورلي إلى نفس التوقيت الذي احتاجته مسيرة انفصال الجنوب، خاصة أن العالم أصبح مسرحاً صغيراً يقدم المصالح على العوامل الإنسانية. وبما أن الامكانيات الآن لا تدعم الفكرة إلا أنه في ظل هذا العالم المضطرب جعل المراقبين لا يسقطون أدنى الأفكار من حساباتهم. الفريق ديفيد ياوياو نائب رئيس جيش تحرير جنوب السودان هو أحد الضباط المنشقين عن الحركة الشعبية وذلك على خلفية اتهامه لسفاكير بتزويرالانتخابات الماضية، الأمر الذي حدا بها للخروج من جوبا والدخول إلى الغابة بصحبة (17) ألف جندي للتحرر من سيطرة الدينكا كما أفاد في آخر تصريحاته. يايو ياو قاد حرباً شرسة ضد الجيش الشعبي، وكان يطمح من ورائها للإطاحة بحكومة الجنوب، ولكن سرعان ما تحول الطموح إلى تكوين دولة المورلي التي تقطن ولاية جونقلى. من هم المورلي سبق أن اتهمها رئيس دولة الجنوب سفاكير ميارديت بأنها قبيلة قليلة الخصوبة بمعنى أنها لا تنجب الذكور، لذا تعتمد على اختطاف أطفال قبيلة الدينكا لتوسيع قاعدة القبيلة في قتالها ضد القبائل الأخرى، وهي قبيلة ليست كبيرة العدد كما الدينكا والنوير ولكنها قد تكون قبيلة شرسة تعتد بنفسها وتنظر للقبائل الأخرى، بانهادرجة ثانية من ناحية عرقية. المورلى تمتاز بقدرة قتالية عالية وتخشاه جميع القبائل التي من حولها، ويصل عددها إلى نحو 400 ألف شخص يقطن غالبيتهم في مناطق البيبور بشرق الإستوائية. كل هذه الميزات هل تصلح كمقومات لدولة جديدة فى جنوب السودان؟ وماهي الدوافع التي قادت المورلي للمطالبة بدولة في هذا التوقيت بالذات؟.وماهي احتمالات أن يطلب النوير تقرير مصير مماثلاً. ويرى سبت اقوك صحافي مراقب للشأن الجنوبي أن منطقة جونقلي من أكبر المناطق في ولايات الجنوب وأكثرها كثافة سكانية وهي لا تضم المورلي فقط وإنما هناك قبائل الأنواك وبعض نوير لاو في المناطق المتاخمة لقمبيلا الإثيوبية، ولفت سبت فى حديثه لـ(الصيحة)، إلى أن مجموعة ياو ياو تطالب بتقسيم الولاية من ناحية إدارية وليس كانفصال أو تقرير مصير كما تفضلت، وذلك لمعالجة الأزمة، مبيناً أن الحكومة ترفض هذا المقترح بحجة أن المنطقة تفتقر للموارد والميزانية في هذا التوقيت وتنعدم في الولاية البنية التحتية والكادر البشري المؤهل لإدارة شؤون الولاية. واستبعد سبت أي مطالب للانفصال في هذا التوقيت خاصة أن الجنوب الآن يسعى إلى لملمة شمل القبائل والمناطق بدلاً من أن يساعد على انشطارها. ونوه إلى أن الحكومة ستوافق في المرحلة المقبلة على أي طلبات لتلك الولاية أو الولايات الأخرى حتى تغلق الباب أمام أي مطالب تتعلق تقرير المصير. وأضاف قائلاً: (نأمل أن تأتي المفاوضات التي انطلقت أمس بسلام حقيقي يلملم أطراف شعب الجنوب الذين تبعثروا حول دول الجوار، قبل أن تظهر مطالب من هذا النوع. أما ياو ياو نفسه فيرى أن دوافع تمرده تعود لأن الدينكا يحاولون السيطرة على حكم الجنوب عقب الانفصال من الشمال. وقال فى حوار سابق للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن دينكا بور يسيطرون على سدة الحكم فى جونقلى والاستوائية، ورفضوا إشراك القبائل الأخرى فى الحكم، ويشير يايو ياو إلى أن الوضع في الجنوب بوضعه الحالي يسير في اتجاه التقسيم ليس في جونقلى فحسب، وإنما أعالى النيل والوحدة تتطلعان إلى ذلك. نفس الكأس أما د.خالد التجاني فذهبت توقعاته إلى مكان أبعد من دولة المورلي وتحسر فى حديثه لـ(الصيحة) على أن الجنوب شرب من نفس الكأس الذي شرب منه الشمال عقب نيله الاستقلال، حيث كان تقرير المصير حينها مجرد فكرة. وعرف التجانى الأزمة بأنها صراع نخب حول السلطة تتقاطع فيه الأجندة الإقليمية والدولية لذا فإن الأمر سيترك كل السيناروهات مفتوحة تجاه المستقبل. متحسرًا على أن المواطن هو من سيدفع ثمن الحرب بالقتل والنزوح وليس هذه النخب. إذاً تعقيدات الصراع على الأرض في الجنوب قد تجعل الاحتمالات مفتوحة بشأن قيام دولة المورلي وتبقى فقط كيفية توفر الظروف والأمكانيات لتحقيق ذلك الطموح. العاقل من دول الجوار هو من يعمل على مساعدة الأطراف على تحقيق مصالحة شاملة تجعل من الجنوب مستقراً، وهذا ما سينعكس على استقرار الجميع. صحيفة الصيحة خالد فرح

Quote: الفريق ديفيد ياوياو نائب رئيس جيش تحرير جنوب السودان هو أحد الضباط المنشقين عن الحركة الشعبية وذلك على خلفية اتهامه لسفاكير بتزويرالانتخابات الماضية، الأمر الذي حدا بها للخروج من جوبا والدخول إلى الغابة بصحبة (17) ألف جندي للتحرر من سيطرة الدينكا كما أفاد في آخر تصريحاته. يايو ياو قاد حرباً شرسة ضد الجيش الشعبي، وكان يطمح من ورائها للإطاحة بحكومة الجنوب، ولكن سرعان ما تحول الطموح إلى تكوين دولة المورلي التي تقطن ولاية جونقلى.