الشاعر محجوب سراج ظل مجهول السيرة في كتاب الاغنية السودانية (منقول)

Quote: الشاعر محجوب سراج ظل مجهول السيرة في كتاب الاغنية السودانية !لا من فيض مسيرة عامرة بالكلمات ورغم أيام غربته التي طالت في الحياة ما يزال محجوب سراج بابداعه يتخطى في ثنايانا السؤال ؟؟! هل اكتفى الناس بشجن يسري فيهم على تفرق زمانهم ومكانهم ... الكثيرون من ابناء السودان لا يعرفون من هو محجوب سراج ذلك الشاعر الرقيق المرهف الاحاسيس صاحب اللمسات الابداعية في عمق الكلمة في خريطة الغناء السوداني ... وهو شاعر اثر البعد عن الاضواء متواري مثل اسمه محجوب وقد حجب العالم الاضواء عنه بعيدا وابت كلماته القوية الا ان تخرج للعالم لتعلن للناس جميعا بان محجوب سراج في قمة اضواء العالم بل شهاب ثاقب في الكلمة الغنائية السودانية ... وحفر اسمه في وجدان وقلوب السودنين رغم انف من شاء ومن رفض للشاعر الكبير حقه في الشهرة والتميز ... فكانت كلماته هي المنبع لكثير من روائع الفن السوداني وليس بغريب على ابن حي العرب بامدرمان ذلك الحي العريق الملئ بالكثير من شعراء الاغنيه السودانيه مثل هذا الابداع المتاصل فيه ... وقد تغنى له كبار الفنانين امثال المرحوم ابراهيم عوض والفنان عثمان حسين وصلاح بن الباديه والفنان صلاح مصطفى وثنائي العاصمة وغيرهم وغيرهم .... وهو أيضا مثل شعراء كثر كتبوا الاغنيات الممطرةبالصدق والاحزان والجراح والحرمان ثم غابوا وخلدوا فى ذاكرة النسيان والجحود والنكران من اْجمل اغانيه واْشعاره : بعد الغياب (صلاح مصطفى ) : بعد الغياب بعد الليالى المرة فى حضن العذاب عاد الحبيب المنتظر عوداً حميداً مستطاب يا للهوى .. ياللشباب الجرح الابيض (صلاح بن البادية ) : لو نعيم الدنيا عندك أحرميني أو جحيم الاخرة ملكك عذبيني يا ضناي يا وهج أشواقي الحبيسة جرحي أصبح ما بسيل .. لو تجرحيني حيرت قلبى معاك ( ثنائى العاصمة ) : حيرت قلبي معاك خليتو بيك مشغول يا احلي من ضماك ما بصح عذابو يطول احبك احبك (عثمان حسين ) : احبك..بحبك لما لا نهاايه و اغنيك حنينى و شوقى و هواى لانك حبيبى و غااية رجاى كتير فى بعاادك دهتنى الليالى اغاالب دموعى و اكابد ملالى...... وكم تذكرنا الصدمة المدهشة لهذا الشاعر بتلك الالحان التي ترد للذات معنى أن تغني وجدها في الحياة وفي وجدان الشاعر نفق من عذابات الاخرين حين تتحطم صخرة الحب (والنظرة) وراء صاخبات الهجر والليالي ... حملتك عواطفي وخنت الامانة *** حطمت في دقيقة احلامنا ومنانا وأيضا كلماته التي تغنى بها ابراهيم عوض: ... ليه بتساْل عنى تانى بعد ما شلت الامانى ورحت خليتنى لزمانى وانت عاارفو على جانى لو بتفتكر الليالي تداوي غلبي ولا تاني ترجع الافراح لقلبي تبقى واهم يا حبيبي دي الليالي أمر لي من دموعي الفي عيني وكل لحظه بتمر علي تنقص الايام شويه تطفي شمعاتي القليلة *** أفضل أبكي وأقول حليله *** واذا تاملنا نصوص الشاعر لتملكنا !عجاب في بساطته المزجاة باقترابات فلسفية أحيانا مثل معظم اغانيه التى غناها صلاح مصطفى .: *** في نظراتك حبة شوق رماها الحب في حقل شبابي *** ***وفي بسماتك دفقة نور أضاءت حولي ليالي عذابي *** *** ما بغيرنى صدودك عنى *** والسؤال هنا .. هل هي الصدفة وحدها التى جعلت أغنيات سراج غامرة بالحزن في الحانها لدى المطربين أم هو توفيق المغني في الاحساس العميق بالشاعر والنص .. فقد حملتنا كل الالحان لهذا الشاعر على خاطرنا وأرتبطت في سنابل الوجدان كل مرة (بتفتيق) مغاير وجديد يتمثله الشاعر بتمدد (حالاته) في الغناء بهذا الفراق وتلك المرارة . ( وهبت عيونك طهر غرامي وكم أوقفت حياتي عليك ** وكنت بمني النفس يا ظالم القى حنان الدنيا لديك *** أنا غرقان في بحر غرامك كيف يا شاطي وصولي !ليك ) ونجد أن حتى الحزن (عذب) في مقاطع محجوب سراج : ( إنت لو فكرت تذكر غرامك وتبكي ماضيك البعيد ** برضي زيك كنت عاشق وكانت أيام عمري عيد ***كنت عايش في سعادة وقلبي فرحان بي حبيبو ** ياما شمتو الناس عليهو لما حاول يوم يسيبو ** الفراق قسموه ليه وقلبي رضيان بي نصيبو ) الشاعر محجوب سراج كأنه يحتفي باليأس والحنين ومرارات الوجد في !تقانه المبسط للمشاعر مما جعل الحان كلماته تتاتى على قدر ما عزف وصاغ من معاني متفجرة بالصدق ولا تشوبها ثقائل الرمزية التي أودت بالغناءفي أودية اليباس والسنة (المحدثين) وما تلى ذلك من مجازر (التسعينات) على أجساد النصوص وقد سلمت أغنيات محجوب سراج من ذلك فاستمطرت بجمالها حقبا ناديه وزاهية .. لم يسلم الشاعر من النسيان الطويل ولعنة المرض ولؤم الحاضر فقد اْضحى رهين المحبسين ( العمى والفلس على حد قوله ) لايجد مايكفى حاجته ويغنيه عن الناس - حتى المعاش الذى قرره له الوزير السابق السمؤال خلف الله -ومقداره 1000 ج شهرى - توقف بلا سبب وجيه ،، ولا يزوره من اْصدقاء الاْمس الا القليلون فهل يجد التفاته في أيام رحيل الحناجر والمد التجاري الرخيص ،وهو يعلن ياْسه وقنوطه من مساعدة الناس ووقوفهم الى جانبه ولا يرجو وينتظر غير الصبر و عدل الاله وعشمه فى الله فقط : ؛؛؛"أتمنى أسعد في الحياة أصلو الشقاء في الناس وهم أصوات تقول لي عيش هواك أصوات تجرِّعني الألم غرَّدت لي حب الحياة أصدق غُنا وأجمل نغم سبحت ضد الموج سنين أنا في الوجود بعد العدم موج المظالم والعذاب لاقاني زي طير الرخم أحمل أحبابي وغناي فوق الجبال أعلى القمم أسمع ندا صوت الحبيب يدعوني لي شجر السلم وأصبر علي ألمي وشقاي عدل الإله عندي العشم" ترى هل ننتظر رحيل( محجوب سراج )- شاعر الاْغنيات الممطرة بالصدق والاحزان لنتباكى عليه بدموع التماسيح ونقيم له دواوين ومنابر الخطابة و الشكر والتخليد - بعد الغياب - الاْبدى ؟؟؟ تماماً كما فعلنا من قبل مع ( بهنس ) وغيره من المبدعين ..؟ اْم اْننا قادرون على تقديم القليل لمن اْسعدنا بكلماته وجمل بها حياتنا و اْضاف اليها روائعاً لم تكن لتخرج الا من محجوب سراج فقط ؟؟ اْرجو اْن يتسابق اْولو الفضل والسعة لتكريم الرجل وتوفير معاش وحياة كريمة تليق به وبما قدمه للفن والابداع فى بلادى ..- وخصوصاً المغتربين والميسورين والمعنيين بالشاْن الثقافى فى بلادنا - هذا .. اْو سنغنى معه بعد فوات الاْوان : ليه بتسأل عني تاني بعد ما شلت الأماني ورحت خليتني لزماني انت عارفه علىّ جاني لو بتفتكر الليالي تداوي غلبي ولا تاني ترجع الافراح لقلبي انت واهم يا حبيبي دي اللـــيالي أمــرَّ ليه من دموعي الفي عينيه وكل لحظـــة تمـر عليه تنقص الايام شويه وتطفي شمعاتي القليله وافضل ابكي واقول حليله في الدمـوع أنا كل ليله أدفن اشواقي وحناني من حياتك ســرّ حياتي كنــت أجمــل أمنياتي عهــدي راح ما اظنه آتي وما فضل غير اغنياتي مرة اضحـك ومرة ابكي مــرَّة اتحـمّل اســاي مرّة أهــرب منُّه واشكي واعتبـــر حبّك حكـاية وعشــت فيها بكل روحي وارتضيت سهديّ وجروحي كنت داري وكنت دوحي وانطفيت يا نــور زمــاني ..!! نساْل الله اْن يطيل فى عمره واْن يجعله شمعة متقدة بالابداع فى حياتنا - لا تنطفئ اْبداً - واْن يمتعه بالصحة والعافية ... واْن يظل نور زماننا ودوحة دارنا وبلادنا ..امين يارب

Quote: م يسلم الشاعر من النسيان الطويل ولعنة المرض ولؤم الحاضر فقد اْضحى رهين المحبسين ( العمى والفلس على حد قوله ) لايجد مايكفى حاجته ويغنيه عن الناس - حتى المعاش الذى قرره له الوزير السابق السمؤال خلف الله -ومقداره 1000 ج شهرى - توقف بلا سبب وجيه