|
إلى فاطنة السمحة.. صندل النضال المٌر
|
{1}
واعرفك منذ خليقة الأرض, ومنذ اطلقت صرختي في الحياة.. منذ اول ولادة حبل منذ اول شلخه على الخد وان كانت معيارا للجمال زمانها منذ اول آهة طفلة وبكائها المؤلم في يوم الختان منذ اول صرخة امرأة ضحية الاغتصابات السياسية منذ اول حرب.. منذ اول قانون جائر
اعرفك يا فاطنة السمحة, اعرفك وتعرفك دروب احلام النساء في بلاد نحبها وان جار عليها حكامها وقسوتهم. يا فاطمة.... انه الثامن من مارس وكل ايامنا ثمانية مارس... هكذا النضال لا يستجم ولا ينبغى وان تتعدد اشكاله والحلم واحد.... التغيير العيد العالمي الوحيد الذى بقى في دروب النساء فاضحا للرأسمالية العالمية ولكل انتهاك.. عيد الانتصارات المجيدة... وما انت الاّ كل هذا الصمود. اليك اليوم يا فاطنه.. هكذا تناديك النساء اللاتي خلقتي معهن لغة مشتركة.. لغتك البسيطة المفعمة بالمحبة, السلسة كما الابتسامة التي لا تفارق محياك الجميل. فاطنه.. السياسة المؤنسنه.. السياسة التي نتنفسها من رئة الحب هنى انت. لازال وجهك الصبوح يشرق في حياتي, فانت لا تعرفين الى أي مدى أسرتني بشاشاتك وطريقتك في الكلام.. الكلام البسيط والعميق في آن واحد.. وجهك الذى رأيته اول مرة في كوستي في احدى الامسيات التي حفرت في ذاكرة المدينة.. واصوات جهورة تصدح لمقدمك, كنا فى الاتحاد النسائي بكوستى, بنات فى عمر البدايات النضرة وكل يوم هو بداياتنا التى لن تنتهى. , يومها استوت صفوفنا نساء ورجالا, جمعتنا القضية, قضية المساواة والعدالة الاجتماعية. كان العام 1986 لم تشهد المدينة حضورا مثله.. النساء والرجال امتلأت ساحة المدرسة, جلوسا ووقوفا.. أي نار اشتعلت في الأيادي والقلوب يومها لمقدمك, انت الآسرة الجميلة الواعية. أي نساء احتضنتهن بحبة حقيقية وبريق دمع في عينيك الجميلتين.. السياسة القاسية صنعت منك حنانا غريبا تعرفه النساء في الارياف والصبايا الهافات لحياة تحترم حقوقهن. في اقصى ذاكرتك لن تنسين يا فاطنه.. كلامك المرتب يومها.. حديثك عن الحقوق.. عن احلام النساء, كيف استطعتى ان تخاطبين كل هذا الجمع باللغة التي يفهمها.. كانت لغة واحدة تخصك انت دون العالمين. منذ ذلك اليوم وانت فانوسا مشعا في ذاكرتي ودروبي التي مشيتها وسوف امشيها. مدهشة انت يا فطومة.. مدهشة بساطتك ووضوحك مدهش ثوبك الابيض الجميل. مدهش انسانك.... فكيف لا اجهش بالحب لك؟
_______________ الصورة عبر قوقل
(عدل بواسطة Ishraga Mustafa on 03-08-2014, 11:14 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى فاطنة السمحة.. صندل النضال المٌر (Re: Ishraga Mustafa)
|
{2}
مدهش عطائك يا فطومة واصغائك لنا.. كنا زمانها يافعات كانت طاقاتنا خيول لا تكف عن الركض في دروب الوعى الوعرة في ذات العام.. بعضنا كان دفوف العمل مع السجينات في سجن كوستي للنساء وبعضنا ذهبنا الاسواق.. حكينا مع النساء.. وكانت اول الدروس عن التضامن الفعلي. بنات مثل الجهنميات يتفتح وعيهن يوما وراء يوم.. اراهن الآن صادحات.. خطواتهن الواسعة تجاه الحياة والنساء والتغيير آمال عبدالرحمن.. ذات المواقف الثى شهدتها كوستي وهى مازالت في اولى عالي و {العرس الطوالى} كان اول بيان توزع في المدينة , رابحة حماد ونجوى فضل الله... اول من ناداهن امن كوستي في ذلك الزمن البعيد القريب من القلب نوال حسن الشيخ, فرسة العمل الشاق.. بنات العم حماد.. ربوحة عليها رحمة السموات ولروحها السمحة السلام, حواء ورابحة.. وكنا الثلاثة اخوات.. منى ونجوى وانا.. كانت مأوى تاج السر بدرية البساطى ,, بنات العم المربى الجميل الواعي شمس الدين.. التومات وكثيرات كن.. تولدهن الارض يوما بعد يوم ببسالة الامهات وصناديق عدتهن وقهوتهن الثى تفوح الآن وتشجيني. منك تعلمت مثل الذى تعلمته خالتي آمنة ويديها المعروقة بالتعب هنى نفسها التي شغلتك على امتداد الوطن. يديها وهى تمشط وفمها مزموم بالعزيمة.. عرفت سر قولك: نساء السودان وزيرات للاقتصاد
يومها.. مع هذه الخالة الجميلة الصميمة.. وهى تحكى عن استقلالها الاقتصادي بذات لغتك... لازالت كلماتها ترن (مادام الكنش ده موجود يابنياتى مافى عوجة تب بتجينا)... عيون حواء حماد الثى برقت لحظتها بفرح منتصر وكنت ادون في رأيها ورؤيتها الحكيمة تعلمت ان اصك على بساطتك.. عنوان الدخول الى بوابات النساء الوسيعة لازال سؤال جارتنا التي تعرف يديها النار منذ اول رمية للقيمات الرزق وانتهاء بالكسرة التي تعوسها يرن في قلبي... خلخال السياسة الذى يلمع بالوعى.. سألتني/ صحى فاطنه دي شيوعية؟ انا يا بتي ما عارفة الشيوعية شنو لكن كان فاطنة دي منهم يأني المعاها.. لذا لا عجب ان يحصد حبيبنا الذى خلد ذكراه في ازقة المدينة وقلوب ناسها حمودة فتح الرحمن اصواتا فى اول انتخابات مارسنا فيها حقنا فى الخيارات ... المرة الاولى والاخيرة. اصوتهم قالت ان الناس في كوستي يعرفون حقوقهم وصليحهم. عرفوها منذ ان نثروا حبوب القمح والذرة في الشوارع واطلقوا اغنامهم لتستقبل نميري. كوستي المدينة التي تعلمت فيها اول الدروس.. لا تصالح ولو منحوك الذهب.
لم اكتب بعد يا فاطنه الهندل عود الصندل... ليس بعد.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى فاطنة السمحة.. صندل النضال المٌر (Re: فرح الطاهر ابو روضة)
|
الرفيقة الحبيبة \ اشراقة بت مصطفي ..
كل سنة انت وجميع نساء وطني المناضلات الصامدات بالف خير وصحة وعطاء ونساء العالم اجمع .. وتعيشي وتسطري بحروفك المن نور لهولاء النسوة الجديرات بالتقدير والاحترام والقومة لهن . تسلمي ولي قدااااااااااام .
اهداء خاص نحن النساء .
| |
|
|
|
|
|
|
|