الحياة فى هيئتها الأولى، مفاجأة غريبة يتفاجأ الهواء الأول بك وأنت تملأ حيزا كان مكتظا بفراغ الإنتظار، ويتفاجأ جسدك الأول حين يرتدى أول ملابسه الهوائية، ملطخة بوجل الإنتظار وفرحة الوصول ونظرات بدائية الملمس، ورربما بعض زغرودة تضمر بشارة وتمنح اشارة بشارة بكتاب جديد، وإشارة بالوعيد، لك وللحاضرين ميلادئذٍ تفاجئك الحياة حين تدرك انها مثل النهر وأنت تنصت لأصوات تجئ من فم الماء تحدث عن مرور الأشرعة بين ضفتى الوقت، عن تفتح المواعيد ورتابة المواسم، عن ذبول الأيام ومرور الأشجار، وتحدثك عن أن ما قيل لك لا تراه وما تراه لا يقال، نهر جالس وجسد لا ينتظر حسد المقاعد الفارغة اصعد أيها النهر وخذنا معك في مائك القديم، خذنا عالياً إلى النبع حيث أبجدية الماء، سحابة وحقل وصبي معفر بتراب الحقل ودعاء الناس، يبني أغنية غامضة الملامح من طين حسن الظن، يرفع صوته بالضمة ثم يكسر حرف التمنى الساكن. صبى يمتطى حا الحصان صوب خا الخرطوم، سؤال ودرب، رؤيا وليل، نهار ورؤية، رحلة تبدأ من مدخل صحراء الوهم ولا تنتهى عند سفح اليقين، ولا راحة لك، مثل المتنبئ حان حاول أن يستجم قليلا من مديح الظلال التى لا شمس فيها وهجاء المعابر التى اخفت ابوابها فى سر الجدار
ثم الحنين هل ثمة شبه او قرابة بين "حا" الحصان" و "حا" الحنين ؟
وحين تأخذك المفاجأة الى حيث مهبطك الأول، وفى مسام الذاكرة تربض ألف حبة من فاكهة محرمة، حين تأخذك إلى بيت عتيق، الى تراب صديق، إلى طعم أنثوي تحسه بالعين، إلى شيخ الخلوة يدرس فك حروف الحياة، ويقف طويلا عند "الحا" ثم يعود
دعنى أيها الحصان فما عاد لى رغبة فى امتطاء "حا" الحلم
أيها المطر الهاطل أعرف أن تجمع سحبك تنذر بهكذا زخات
***
اصعد أيها النهر وخذنا معك في مائك القديم، خذنا عالياً إلى النبع حيث أبجدية الماء، سحابة وحقل وصبي معفر بتراب الحقل ودعاء الناس، يبني أغنية غامضة الملامح من طين حسن الظن، يرفع صوته بالضمة ثم يكسر حرف التمنى الساكن.
***
وما بين ( الحائين ) يكمن سر النص دمتم أبا ذر
02-28-2014, 12:03 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة