|
حضور الغياب --- غياب الحضور
|
تأمل غا/ضر
حرفا بعد حرف، يكتب الحضور مطلع الغياب بسطوة لا تألفها ابجدية التمنى ولا ترضح لإصرار حبر الرجاء والأسماء أشجار قديمة لا تأذن للرياح بالجلوس قريبا منها كى لا تعكر صفو الإنتظار يمتزج ماء الحضور بظمأ الغياب فينهض إسم جديد، إسم لا يصلح رداءا لجسد اللحظة الموبوء بالثقوب والأغنيات الوجلة، ربما ينفع ليكون جدارا يفصل بين رمق المسافة الصلبة ورهق المسير نحو الحلم، نحو حياة ثانية أو ثالثة كتبت فى سفر تكوين العطشى، من تسكن الصحراء فى اوردة آمالهم، حياة بشّر بها غيم اخرق خارج من رحمة وعطف الخريف يختلط دمع الوقت الذى لا بكاء فيه مع دم مكان لا قلب له، بل اناب الحزن ليؤدى طقوس الخفقان الخائب، حتى لا تثور شرايين وتنتفض ضد قسوة الإشتهاء واستحالة الرجاء، اختلاط يؤسس لمعنى جديد فى قاموس الحضور وفى مدائح الغياب المنافقة نذهب فى قوافل الغياب، بقوافى لا تنتمى لقصائد الحضور، نسلك دروبا تحبس الخطوات رهائنا لديها حتى تذبل الأغنيات وتنطفئ الشمس نكاية فى ليل الغياب ######رية من نهار الحضور تسير القوافل صوب مدن لا تغضب الأيام فيها من مرتكبى هفوات وجودهم وآثام حضورهم، تسامح النوافذ فيها اطلالة وجوه العائدين ونزق غيابهم، ولا تفضح اسرار الحاضرين الذين تواطئوا مع حراس الأشواق ليلا على البوح سرا والبكاء جهرا ترى كم تبلغ حصة العاشق من حضور الأسى، من غياب النوم فى احلامه؟ متى يصحو القمر من نومه الصخرى ليفتح للناس بوابة الأفق ليتعاطوا فيه معصية العتمة ؟ كيف يشتعل الماء وهو يعانى سكرات العطش ؟
متى يسافر الغياب؟ ليؤوب الحضور فالهزيمة فعل انتصار إلا قليلا، والنشوة فى حقيقتها الأولى عبارة عن حزن متمرد لا يرضى بنقصان الفرح فى مؤونة الروح الحضور وهم متجسد، تحالف بين جسد مشتاق، وقت عطوف ومكان ولوف، وروح لا تمل التمنى والإصرار على التشبث بصخر البقاء الأول والغياب فناء وفناء فناء يفترش الغرباء فيه تراب الوجل ويلتحفون الخيبة الصديقة، وغطائهم سماء ملطخة بالدعاء الأكثر خيبة وفناء لا شئ يولد من ارضه العقيمة سوى العدم
|
|
|
|
|
|