آمنة الفي الضمير مازياني... وما شفتوها يا خلاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2014, 07:03 PM

Barakat Alsharif

تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آمنة الفي الضمير مازياني... وما شفتوها يا خلاني

    لقطات من الطفولة في سهل شرفولة

    تهتز الأرض ومعها تهتز قلوبنا طربا وفرحا حين يمر القطار هو يشق جحافل الغبار الكثيف، بعض حسد يسرى إلى القلب تعقبه أسئلة متحسرة، متى نركب القطار؟ ومتى سنتجه إلى الخرطوم؟ ومتى نزور مدنا سمعنا بها كثيرا حتى غدت في أذهاننا وكأنها مدن أسطورية من مدائن ألف ليلة وليلة؟ أين يا ترى سنجة ؟ وما هي الدمازين؟ وينساب القطار أمامنا كأنه أفعى فينهزم النظر ويفر القطار من قبضته متلاشيا حتى يغدو نقطة سوداء صغيرة تزهد في رؤيتها العين.
    تعود أبصارنا للأرض المخضرة، ولقطعان الأغنام وللأزهار الصفراء والحمراء والزرقاء، فقد حل بها الخريف فأهلا به وسهلا واختال ضاحكا مرتديا حلة الربيع الطلق فكاد من الحسن أن يتكلما، كانت الخضرة المترامية مد البصر تعانق في أطرافها السماء الزرقاء، شجيرات السنط تتراقص وقد أحست بنشوة الحياة وارتوت من ماء السماء ففتحت أحضانها للقماري في حفل زفاف جماعي، وكل قمرية وزوجها انشغلا ببناء عشهما السعيد بين أغصانها مقدمة لهما ضيافة لا تقل عن ضيافة فندق من ذي النجوم الخمسة.
    أسراب حشرة القيل المسالمة تطير هنا وهناك، ونتبارى في اصطيادها فهي عازف ممتاز متى ما وضعت فوق سطح صفيح ثم وضع عليها علبة صلصة، إذ تتحرك محاولة التملص وترف بأجنحتها مصدرة صوتا موسيقيا، وكلما كان السطح الصفيحي غير مستو تنوعت الألحان، ويحرص كل منا على قيله وعلى صفيحه وكأن ذاك الصفيح قد جمع روائع حقيبة الفن في داخله، وكأنما عزف القيل لا يقل في روعنه عن عزف وهبه ومرزيكته التي استأثر بها على قلوب حسان القلعة وجواهرها النفيسة. والويل لمن يتسبب في طيران قيل وانعتاقه من الأسر، إذن سيذوق من التبريح ألوانا كما ذاقه المحجوب وهو يذرف الدمع على فردوسه المفقود الأندلس.
    نتساءل دوما ، إلى أين ينتهي هذا الفضاء مترامي الأطراف ومن هم سكانه وكيف الوصول اليهم؟ وتنتهي إجابة أكثرنا علما بالقول خلف هذه السهل ترقد الشعلية وأم عجاجة ، ولكن متعالم منا لا تعجبه هذه الإجابة يتصدى له بالقول: بل هناك البسلي وقنقاري وبلو مشرع وقوز رجب ، وكلما كان الإسم غريب الوقع زاد عجبنا واحترامنا لعلمه الغزير وفهمه الطيب لجغرافية المكان وتضاريسه، ثم نكتشف بعد فترة أنه مجرد متلقف لأقوال يسمعها من الكبار فينثرها نثرا وقبل ذلك (ينجرها) نجرا ، وشر الأخبار ما نجر و نثر. وأن هذه القرى بعيدة عن السهل وتقع في أمكنة مختلفة حول نهر عطبرة.
    ونلمح من بعيد إعرابي على بعير يتهادى في مشيته، وبعيره يطأ الثرى مترفقا كأنه آس يجس عليلا، فيصيح منا صائح: أن اختبئوا أو أعدوا الأرجل للفرار وإلا اختطف الرجل أحدكم، ويؤكد الصائح كلامه بالقول: أنظروا فعلى جانبي البعير استقر جرابان، وكل جراب كأنه جوف اصلة يمكنه أن يستوعب صبيا، ولم يبق له إلا القول أن جوف البعير هو الآخر جاهز لابتلاع احدنا فتظل أعيننا ترقب في فزع مسيرة الرجل بينما حادي الركب في شغل عنا بالخضرة المنبسطة، وبهمومه وشؤون حياته، و جوف عيره ليس قفرا كما ظن امرؤ القيس وهو يقطع واديا مجدبا، بل كان عير صاحبنا ذا جوف ممتلئ بما أنبتت الأرض من بقلها وحشائشها. وبالتالي لا حاجة له بان يحشوه بأحد منا.
    ونسمع دوي صرخة كأنها صرخة كائن خرافي فنفر كما تفر الحمر المستنفرة ولا نتوقف إلا عند خط السكة الحديدية، حينها وقد رأت أعيننا بيوت قريتنا (العكد) نحس بالأمان، وتشرئب أنظارنا وتتعلق بالسماء تتابع طائرة الخواجة الصغيرة مدير شركة الأسمنت وهي تحلق في السماء متجهة نحو الضفة الغربية للنيل، ودويها الذي أفزعنا يبتعد عن أسماعنا شيئا فشيئا فيلهينا عن متابعة الإعرابي وبعيره، ثم نعود إلى أغنامنا وقد خدش الفرار كبرياء الرجولة فاخذ كل واحد منا يحلف بأنه آخر من فر ليصبح من الصعب العثور على أول الهاربين.
    وينبري فنان شعبي من بين جمعنا يود الترفيه عنا وإزالة المخاوف من نفوسنا محاولا رتق ما أنفتق فيغني (الجدي العام وانفدع ) و(آمنة الفي الضمير مازياني، ما شفتوها يا خلاني) وتهدر الدلوكة وتموج الساحة وتتفجر ينابيع الطرب وننسى الإعرابي والخواجه والزمن الحضاري الذي يفصل بينهما، ونسرح مع مطربنا حتى إذا ما أفلس ونضب معينه لم يغني أنشودة جن واحدة بل أتي بأناشيد قبائل وشعوب من الجن، يجمع كلماتها كيفما اتفق ولا ضير، بل لا ضرر ولا ضرار، المهم أن يستمر الحفل وأن تتماشى الكلمات مع الإيقاع.
    ويزداد الحماس والأرض الرطبة تتحمل في عطف قفزات العرضة، وتظهر سياط مصنوعة من جذور شجيرات السنط، تقتلع من الأرض برائحتها المميزة وتبدأ مباريات البطان، وسيل من الحلف بالله وبحياة محمد عليه الصلاة والسلام وحياة عيسى بان فلانا قد (نط) ولم يتحمل ضربة السوط وقسم مضاد بانه قد ركز ولم يهتز.
    أما دلوكتنا المصنوعة من بقايا قلة أو رقبة زير فغالبا ما تكون أول الهالكين إذ ما نشب شجار واحتكم القوم إلى المطارق والعصي المضببة، وقد كانوا يفتخرون بهذه العصي وأنها من سلالة (السرويت)، وكأن هذا السرويت قد تناسل من عصي سحرة موسى، فهم يبادرون بها إلى هتك ستر دلوكتهم المصنوع من ورق اكياس الأسمنت، أو من جلد سخلة أو عتود ذبح إكراما لضيف، أو وفاء لنذر تعهدت به صاحبته لشيخ من الشيوخ، ولا بذكر الفتية أنها كانت قبل وقت قليل رفيقة دربهم في شرفولة، تطربهم وتمنحهم حيوية الحياة وعذوبة الصبا، وتثير في نفوسهم الحماسة وتنقلهم إلى واقع بطلته آمنة وغيرها من الحسان، واقع لاشك أنهم ملاقوه يوما ما إن أمتد بهم عمر وكتبت لهم حياة، وهكذا الإنسان.
    ونحن إذ نبيت في غربة لا النفس راضية بها ، يتأوب طيف من شرفولة زائر، فتاتي هذه الخواطر، تعيد لنا ذكريات قطار مر، فلا نملك إلا أن نستعيد ما خطه معاوية محمد نور وقوله: (يا للعجب ! أتراني أود أن أعيش الماضي والحاضر والمستقبل في ساعة واحدة ! يا لنهم الحياة ، وطبع الإنسان ، وعطش العواطف (
                  

01-31-2014, 07:41 PM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آمنة الفي الضمير مازياني... وما شفتوها يا خلاني (Re: Barakat Alsharif)

    ابداع X ابداع حبيبنا بركات
    حلقت بينا فوووق بين الغمام مع الذكريات والخيال
                  

02-01-2014, 09:41 AM

Barakat Alsharif

تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آمنة الفي الضمير مازياني... وما شفتوها يا خلاني (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    اخونا الشفيع
    مشكور على المرور
    ولك عاطر التحيات الطيبات
                  

02-03-2014, 08:09 AM

Barakat Alsharif

تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آمنة الفي الضمير مازياني... وما شفتوها يا خلاني (Re: Barakat Alsharif)

    up
                  

02-12-2014, 05:31 PM

Barakat Alsharif

تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آمنة الفي الضمير مازياني... وما شفتوها يا خلاني (Re: Barakat Alsharif)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de