لنعمان حسن- هل يهتدي من يحكمون باسم الإسلام باليهود بحثا عن الثراء أم يهتدون بعمر بن الخطاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 02:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2014, 08:33 AM

محمد نجيب عبدا لرحيم
<aمحمد نجيب عبدا لرحيم
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 4405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لنعمان حسن- هل يهتدي من يحكمون باسم الإسلام باليهود بحثا عن الثراء أم يهتدون بعمر بن الخطاب

    النعمان حسن- هل يهتدي من يحكمون باسم الإسلام باليهود بحثا عن الثراء أم يهتدون بعمر بن الخطاب

    هل يملك بشر أن يحكم بما أمر الله بعد الرسول وهبوط الوحي عليه

    الماسونية حولت المنظمات الإسلامية الدعوية لمنظمات سياسية ######رتها لتحقيق الأهداف الأمريكية

    لماذا تتعدد أنظمة الحكم الإسلامية وتسودها الروح العدائية إذا كانت تحكم بما أمر الله

    فرض الحكم الإسلامي في السودان يحرم أكثر من خمسي مواطني البلد حقهم في رئاسة البلد

    أعود اليوم لاختتم حلقاتي التي سبق أن تناولت فيها القوى السياسية الوطنية ممثلة في الأحزاب الطائفية والعقائدية إلا أن الظروف أجبرتني يومها عن عدم نشر أخر حلقة منهم والتي تتعلق بأخر مؤسسات القوى السياسية السودانية وهى الحركة الإسلامية بمسمياتها المختلفة حيث إنني تناولت في الحلقات السابقة كل من حزب الأمة والاتحادي بمسمياته المتعددة والأحزاب العقائدية بصفة خاصة الحزب الشيوعي والبعثي بأنواعه والناصري وكان قد حال دون نشر هذه الحلقة الأخيرة عن الحركات الإسلامية في موعدها المحدد ما سطرته من حلقات عن الأزمة الاقتصادية التي فرضت نفسها قضية للساعة ثم من بعد الأحداث التي يشهدها الجنوب والتي لا تزال تستحوذ على الاهتمام .
    وهاأنذا أعود لاختتم تلك الحلقات عن القوى السياسية الوطنية والتي أشرت إلى أنها تتحمل ما لحق بالسودان من دمار يؤكد فشل هذه القوى وان تفاوتت في حجم المسئولية وأخرها والأكثر مسئولية هي الحركة الإسلامية التي انقلبت على الديمقراطية في الثلاثين من يونيو 89 والتي برزح تحت حكمها السودان حتى اليوم.

    والحديث عن الحركة الإسلامية التي كانت نشأتها تاريخيا جماعات أعلنت عن نفسها في أكثر من دولة في العالم بغرض الدعوة للإسلام وقيمه وهى جماعات خالصة النوايا قامت على حادبين على الإسلام أبرياء لم تكن لهم رغبة سياسية ودوافع للسلطة إلا أنها كما يقول بعض المؤرخين سرقت بواسطة أصحاب المطامع السياسية العالمية وأصحاب الدوافع التي تستهدف استغلال المنظمات الدعوية والأديان لتحقيق مصالحها الاستعمارية والتي وقفت خلف تكوين ما سمى بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي عمل على تكوينه التنظيم العالمي للماسونية المرتبط بالصهيونية العالمية والذي خططت له الاستخبارات البريطانية بحنكة قبل أن تتحكم فيه المخابرات الأمريكية لهذا أصبحت الحركات الدعوية ودون وعى من قواعدها أدوات سياسية لتحقيق أهداف تآمرية حتى أصبحت فكر عقائدي سياسي استحوذت عليه المطامع في السلطة.

    ولقد نجحت الماسونية العالمية في ضم أهم القيادات الإسلامية بصفة خاصة في مصر أهمهم كما سجل المؤرخون جمال الدين الأفغاني ولم يكن يمت للإسلام بصلة في حقيقته كما نجحت في استقطاب اكبر قادة التنظيم الاخواني في مصر الذين كشفت الكثير من الوثائق والتقارير التي كشف عنها رجالات في الاستخبارات بعد تقاعدهم ولم يسلم من هذا الاتهام حسن البنا والهضيبى ومحمد عبده ولقد ساهم في الكشف عن هذه الحقائق إسلاميون تم استقطابهم في هذه المنظمات الغربية قبل أن يكتشفوا الحقيقة وينفصلون عنها حيث عملوا على الكشف عن خباياها وتعرية من تم استقطابهم من قادتها في حضن الماسونية حتى أصبحت جزء ا من فكر عالمي يقف على رأسه التنظيم العالمي للأخوان المسلمين وغيرها من المنظمات الإسلامية العالمية التي تعددت مسمياتها وعلى رأسها القاعدة والجماعات الدينية المتطرفة لهذا أصبحت الحركات الإسلامية شانها شان الأحزاب العقائدية الأخرى أفكار مستوردة والتي قلت عنها في الحلقات السابقة أنها مستوردة من الخارج .

    لهذا فان الحديث عن الحركة الإسلامية يفرض علينا أن نتوقف عند المحطات الخارجية التي لعبت دورا كبيرا في تكوينات الحركة الإسلامية السودانية موضوع هذه الحلقة.
    إلا إن الحركات الإسلامية تختلف عن الفكر العقائدي للأحزاب السودانية الأخرى في إن الإسلام ليس نظرية بشر وإنما هو دين الخالق الواحد الأحد الذي ختم به رسالاته وأنبيائه للبشر مبشرين لهذا فان من يدعى انه يحكم باسم الإسلام إنما يدعى بأنه يحكم بما أمر الله وما أمر به الله لا يجوز أن يكون محل خلاف بين البشر إن كانوا حقا في موقف ليحكموا بما أمر به ولعل من أهم ما أورثته الماسونية للتنظيمات الإسلامية أن يكون مرشدها الحاكم بأمره وان واجب الأتباع أن يدينوا له بالطاعة العمياء وان يؤذوا قسما بذلك لهذا فان المرشد كان تحت قبضة الماسونية والصهيونية فان الكيان كله يصبح تحت قبضة الماسونية ولعل ما نشهده في إيران اكبر دليل على ذلك حيث إن الخامينى المرشد الديني يمثل سلطة أعلى من رئيس الحكومة الذي ينتخبه الشعب لهذا فكم من تنظيم انشق وانقسم على نفسه بسب الهيمنة على مراكز القرار فيه لمن هم فى مقام المرشد الديني.

    وحتى لا أعمم هنا فان أكثرية عضوية هذه المنظمات تحمل نوايا خالصة ظناً منها إنها تعمل على إرساء القيم الإسلامية في السلطة لهذا يشهد تاريخ الحركات الإسلامية ومن بينها بالطبع السودان انسلاخ من لم يرضيهم هذا الواقع بعد أن أصبحت السلطة والمطامع فيها تعلو القيم الإسلامية.
    وإذا كان من ثمة سؤال هام حول هذه النقطة تحديدا :

    هل من يتخذ الإسلام طريقاً للحكم يهتدي باليهود فيجعل من السلطة(الإسلامية) طريقا للثراء أم انه يتخذ من نهج الرسول صلى الله عليه وسلم بل وسيدنا عمر بن الخطاب الذي قدم أفضل نموذج لمن يحكم باسم الإسلام؟



    إذن هذه أول محطة خلافية تفرض علينا الوقوف فيها ونحن نتناول الحركة إسلامية السودانية وغيرها من المنظمات الإسلامية المخالفة لها من جهة أخرى والتي تعددت وتستهدف كلها السلطة وبأي وسيلة حيث إن كل هذه الحركات لو إنها إسلامية حقاً يجب ألا يكون هناك خلافات بينها في الرؤى طالما إنها تدعى بأنها تحكم بما أمر الله وما أمر به الله واحد لا يتغير ولا يصبح محل خلاف وان حدث هذا الخلاف فانه يؤكد أننا أمام حكم بشر لا يحق لأي منهم أن يدعى بأنه هو الذي يحكم بما أمر الله وان غيرهم من الذين يدعون ذلك لا يحكمون بما أمر به لان سبحانه تعالى لم يفوض أي منهم لينوب عنه في ذلك و انه على حق وغيره على باطل:
    والسؤال المشروع هنا:

    هل يملك بشر أن يحكم بما أمر الله بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أخر الأنبياء والرسل والذي جاز له أن يحكم بما أمر الله لأنه كان على صلة غير مباشرة سبحانه تعالى عبر الملك جبريل الذي كان يقومه ويصححه إن لم يوفق في حكم الله وهو ما لم ولن يتمتع به بشر بعد الرسول ؟

    يحكم بما أمر الله وتستحضرني بهذه المناسبة حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وان لم تسعفني الذاكرة بنصه الحرفي يقول ما معناه وهو يخاطب احد الحكام من أهل بريدة الذي ادعى انه يحكم بما أمر الله فقال له إذا حكموك فيما بينهم فلا تحكم بينهم بما أمر الله ولكن احكم بينهم بما تأمر أنت لأنك لا تدرى تصيب فيهم حكم الله أم تخيب.

    ولعل ما يستوجب الوقوف في حديثه انه خاطبه قائلا (إذا حكموك فيما بينهم) مما يعنى إنهم هم الذين يحكموك بينهم بإرادتهم وليس أن تنصب نفسك انت حاكما عليهم ولعل في مقولته هذه إرساء لأهم مبادئ الديمقراطية لهذا فان الديمقراطية ليست بدعة جاء بها الكفار بل الإسلام هو أهم من ارسي مبادئها وليس عيب الإسلام إذا كنا لم نهتدي بها حتى جاء غيرنا ليؤسس لهذه الديمقراطية.
    إذن ما نشهده من ادعاء أي جهة في أي رقعة من العالم والسودان بالطبع واحدا منها أن حاكمهم يدعى بأنه يحكم بما أمر الله فانه في حقيقته يحكم بما يأمر به هو وليس ما أمر به الله لهذا لا يحق له أن يجعل من حكمه مقدسا باسم الإسلام.

    لهذا فان كل من ارتبط باسم الإسلام في حكمه إنما كان في حقيقته اجتهاد بشر لا يملك أن يدعى انه يصيب فيه كما انه لا يملك أن يدعى إن سبحانه تعالى فوضه على أن يحكم باسمه وعصمه من أن يخطئ في حكمه.لأنه ليس هناك وحى يمثل صلة بينه وبين الله كما كان في عهد الرسول حتى يقومه إن أخطأفيما يحكم به


    ولأن الأمر في حقيقته اجتهاد بشر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد عرف العهد الإسلامي ى منذ فترة الخلفاء الراشدين وهى الفترة الأميز بين المسلمين فلقد اتضح ضعف البشر حيث دبت منذ ذلك الوقت الخلافات حول الحكم ومن يحكم وبلغت الخلافات اشتعال الحروب والاقتتال بينهم من اجل الحكم باسم الإسلام بل ويشهد التاريخ إن منهم من دفع حياته ثمنا للصراع من اجل السلطة مما يؤكد إن السلطة مفسدة للبشر ولا عاصم لبشر من فسادها .
    إذن فاقد الشيء لا يعطيه :

    فمنذ ذلك العهد وحتى اليوم تعدد تباين وكثر من يدعون أنهم يحكمون باسم الإسلام ومع ذلك ظلوا أنفسهم بمسمياتهم المتعددة في حالة خلافات وصراعات وادعاءات بل وحروب فيما بينهم ليس على مستوى الدول المختلفة التي تدعى أنها تحت حكم الإسلام بل داخل الدولة الواحدة بقيت الخلافات والصراعات بين دعاة من يتحدثون عن الحكم بالإسلام واقعا لم تسلم منه دولة أو منظمة مما يؤكد إن ادعاء الحكم بالإسلام ليس إلا بدعة بشر ودافعهم السلطة وان من يصبح حاكما على الناس بإرادتهم أن يهتدي بقيم الإسلام في إدارة شانهم ولا يحق له أن يفرض نفسه حاكما باسم الإسلام بانقلاب عسكري وإلا لأصبح الدافع هو السلطة ومنافعها .

    لهذا فان جاز لنا أن نتساءل بموضوعية وتجرد وإذا قدر لنا أن يتقبل سؤالنا القابضون على السلطة باسم الإسلام عبر الانقلاب العسكري :

    كيف أصبح حالهم وحال أهلهم وأقربائهم ومنسوبي النظام بعد أن آلت إليهم السلطة باسم الإسلام فمن منهم لم يصبح مميزاً عن بقية الشعب بالثراء الفاحش حيث انتقل حالهم من المستوى المتواضع كعامة المواطنين وليصبحوا الأكثر ثراء بين عامة الشعب :

    فكيف إذن حدث هذا التحول لو لم تكن السلطة التي آلت إليهم باسم الإسلام الذي يدعو للعدالة الاجتماعية والذي يؤسس لكفالة حق الرعية قبل ذوى الشأن والسلطة؟

    فالواقع الذي يشهده الإنسان السوداني وتتحدث عنه النقلة الكبيرة في مستوى القابضين على السلطة من مختلف مستوياتهم من أعلى المناصب في الدولة والمؤتمر الوطني مقارنة بحالهم قبل أن يقبضوا للسلطة بانقلاب عسكري.

    حقيقة وحتى لا يكون التعميم ظالما فان الإسلام عرف عبر مسيرته رجالا أسسوا جماعات ومنظمات كانت خالصة النوايا في مجال الدعوة للإسلام وقيمه دون أغراض ذاتية أو مكاسب دنيوية ولكن هذه الجماعات الأفراد قل شأنهم لان ما يمثلونه من مبادئ وقيم لا يتوافق ومطامع من ينظرون للإسلام بأنه وسيلة للسلطة بمعيار إنها وسيلة للجاه والتميز عن عامة المسلمين لهذا كان بديهيا أن ينساهم التاريخ. .
    ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا :
    إذا كانت هذه الكيانات المتعددة المتنافرة والمختلفة فيما بينها بل والتي تخوض حروبات ومعارك طاحنة فيما بينها فهل يمكن لها أن تغرق في هذه المتاهات من الخلافات والحروب إن كانت هي حقا تحكم بما أمر الله أم أنهم يتقاتلون ويختلفون ويحتربون لأنهم يحكمون باسمهم كبشر ومن اجل مطامع البشر وليس ادعاء الحكم بما أمر الله إلا ادعاء زائف وإلا لكانت كلمة من يحكمون باسمه واحدة لا غير حتى وان تباينت في الاجتهاد وان دم المسلم مقدس وانه لا يبرر الاقتتال والصراع لفرض كل منهم انه هو الذي يحكم بما أمر الله وهى ليست الحقيقة.

    وما قتل الشهيد محمود محمد طه إلا نموذجاً لمن اختلف مع الآخرين في اجتهاده الديني فقتل باسم الإسلام.

    وإذا كان لابد من أمثلة تؤكد عدم صحة هذا الزعم السائد فلماذا تبلغ العداوة بين المملكة السعودية وإيران هذه المرحلة من العداوة وكلاهما يدعى بأنه يحكم بما أمر الله وبالطبع فإنما يسرى على إيران والسعودية هو نفسه الواقع الذي تعيشه أكثر من دولة أو جهة تدعى الحكم الإسلامي وتعيش ذات الظروف التي بين إيران والسعودية بل داخل الدولة الواحدة والسودان ليس استثناء.

    من هذه الخلفية الهامة فان نشأة الحركات الإسلامية الحديثة تستحق وقفة اكبر من هذه وأكثر منها خطورة لأنها وبسبب المتغيرات التي شهدها العالم وما شابه من صراعات بين معسكرات عالمية مناهضة وباحثة عن الهيمنة على العالم فان هذه المستجدات انعكست بشكل لافت على نشأة الحركات الإسلامية الحديثة حيث أصبح استغلال هذا الواقع وما يشوبه من خلافات هدفا لأعداء الإسلام نفسه والذين عرفوا كيف يستغلون هذه الظروف لخلق كيانات سخرت من قبل هذه القوى لتحقيق أهدافها الإستراتيجية ومازال أهم ضحايا هذه القوى إنها أجهضت الحركات التوعوية والنقية والخالصة لوجه الله لهذا ظلت الحركات الإسلامية تشهد تأكلاً وتناقصاً في الأجساد ا لجادة في فهمها لنشر الدعوى في مواجهة الطامعين في السلطة من اجل ذواتهم باسم الإسلام ..

    تبقى أمامنا محطتين هامتين حول الحركات الإسلامية:

    الأولى منها تخرج عن الدائرة المحلية على مستوى السودان والثانية شان خاص بالسودان وما انتهى إليه:

    فعلى المستوى الخارجي فلقد أصبح التنظيم العالمي للأخوان المسلمين بمسمياته المتعددة من قاعدة وتكفير وخلافه أصبح أداة يستغلها الغرب الذي يهيمن على هذه التنظيمات والتي نشأت تحت رعايته وتمويله مما مكنه أن يسخر هذا التنظيم لزعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية والإسلامية حيث أنها أصبحت عاملاً مشتركاً في تهديد الأنظمة العربية وغيرها من الدول الإسلامية مما يحول دون استقرار هذه الدول وتوحدها في مواجهة المستهدفين لها اقتصاديا وسياسيا بقيادة أمريكا حيث إن هذه التنظيمات كلما تهددت هذه الأنظمة المتباينة إنما تدفع بها لأحضان أمريكا بحثا عن أمنها وحمايتها وذلك بالطبع بالمقابل أن تصبح هذه الدول تحت قبضة المصالح الأمريكية والغربية حيث إن الواقع يقول انه ليس هناك اليوم بين هذه الدول من لا تحتمي بالغرب وبأمريكا تحديدا حيث تستنزف إمكاناتها وتتحكم في آلياتها للحكم كل ذلك لحمايتها من هجمة المنظمات الإسلامية عليها وبهذا تصب مواقف هذه المنظمات التي تثير الفتن والحروب الأهلية داخل هذه الدول لحساب أعداء الإسلام وهذا في حقيقته الدور الذي استطاعت المخابرات الغربية والأمريكية أن تفعله لحسابها بعد أن انتهت مرحلة تسخير المنظمات الإسلامية لمناهضة الشيوعية في المرحلة الابتدائية لتحالف هذه المنظمات الإسلامية مع الغرب والتي نشأت في حضن أعداء الإسلام لغرض ذاتي أمكن لهم تحقيقه بتسخير المنظمات الإسلامية ثم كان بعد أن حققت ذلك الغرض أن تسخر نفس المنظمات لتحول دون استقرار الدول العربية والإسلامية حتى لا تتوحد كلمتها في مناهضة العدو الأوحد لها وهى المصالح الغربية و لهذا فان الناظر لكل الدول العربية والإسلامية التي تواجه حروبا أهلية داخلية أو صراعات بينها لا بد أن يجد العامل المشترك فيها هو المنظمات الإسلامية سواء في حربها ضد حكام هذه الدول أو في الصراع بينها للهيمنة عليها وهكذا أصبح الدور الجديد لهذه المنظمات حتى أصبحت المنظمات الإسلامية في خدمة أعداء الإسلام وليس العكس.

    أما الجانب الثاني والذي يهمنا في السودان تحديدا فان الحركة الإسلامية في السودان والتي استهدفت فرض الحكم الإسلامي على السودان بالرغم ظروفه الخاصة التي لا تسمح بذلك لتعدد جهويته الدينية والجهوية والقبلية فلقد التقت رغبتها مع المطامع الغربية بقيادة أمريكا والتي تؤكد كل مواقفها أنها تستهدف السودان كأكبر كتلة اقتصادية عربية افريقية بالتقسيم وتشتيت إمكاناته في إطار الأهداف الصهيونية والماسونية وحرصا على المصالح الغربية في المنطقة لهذا فان الحركة الإسلامية في السودان سواء قبلت بذلك طوعا أو لمصلحة فإنها أصبحت الأداة التي سخرها الغرب بقيادة أمريكا لفرض أجندته لتقسيم السودان وليس بى حاجة هنا للتفصيل في الأمر لأني سبق وان تناولته بالتفصيل الدقيق في الحلقات السابقة إلا انه لابد من التذكير بأهم مقومات هذه التبعية للحركة الإسلامية السودانية خاصة وان ما قامت به من فرض للحكم الإسلامي بقوة الانقلاب العسكري كان لابد أن يؤدى لانفصال الجنوب لأنه حكم على ثلث مواطني السودان وأكثر في الجنوب وغيره أن يفقدوا حقوقهم في أن يكون من بينهم حاكما للسودان لأنه لا يجوز لغير المسلم أن يحكم دولة إسلامية فهل من مبرر لمصادرة حقوق هذا الكم الكبير من مواطني السودان أيا كانت المبررات وماذا كان يتوقع النظام من صادر حقوقهم ولم يعودوا سواسية مع المواطنين المسلمين.

    لهذا كان من الطبيعي أن ينتهي إصرارهم على فرض الحكم الإسلامي على السودان بان يقترع الجنوبيون للانفصال..

    فلقد شهد السودان بداية في عهد النميرى الضغوط التي مارستها الحركة الإسلامية عليه مستغلة لما استجد من تحالف بينهما بعد ما سمى بالمصالحة الوطنية فهي التي دفعت بالنميرى لأن يصفى داعية إسلامي ى له وجهة نظره وان اختلف في اجتهاده عنهم عندما سفك النظام دم الشهيد محمود محمد طه الذي ظل يردد الشهادة حتى أخر لحظة من استباحة دمه ثم كان أن نجحوا في أن يصدر النميرى ما اسماها قوانين سبتمبر الإسلامية والتي صعدت من قضية الجنوب بعد أن أقحمت العنصر الديني في الصراع وهى القوانين التي أفرزت وقوت من الحركة الشعبية لتحرير السودان ثم كانت أهم سلوكيات الحركة الإسلامية في السودان عندما انقلبت على الديمقراطية بانقلاب عسكري للحيلولة دون تحقيق الوحدة والسلام مع الجنوب بعد أن أصبحت هذه الخطوة قابلة للتنفيذ بعد أن وقع الحزب الاتحادي اتفاقا مع الحركة الشعبية لنبذ الحرب وحل القضية وديا بما يحقق الوحدة والتوافق بين الجنوب والشمال حرصا على وحدة السودان فكان أن تم توقيت انقلاب يونيو بما يحول دون تنفي الاتفاق بالرغم من موافقة اكبر حزبين في الحكم يومها عليه .

    لهذا كان توقيت الانقلاب عملا استهدف الحيلولة دون تحقيق وحدة وسلام للسودان يكون المقابل لها التأكيد على عدم فرض دولة إسلامية على السودان ولان فرض هذا النظام من الحكم الإسلامي على السودان رغم مخاطره على الكثيرة من مناطقه وليس الجنوب وحده لهذا كان توقيت الانقلاب مقصودا لان الحركة الإسلامية لا ترفض أن بتشرذم السودان وان يخرج عن وحدته كل من لا يقبل بفرض الحكم الإسلامي عليه.

    لهذا جاء اتفاق نيفاشا الذي سلم مصير السودان لأمريكا وفرض عليه التقسيم والتشتت نتاجا طبيعيا لتلاقى وجهات نظر النظام العسكري الإسلامي والمطامع الأمريكية فكان أن انفصل الجنوب بانتظار أن يتحقق ما تبقى من السيناريو الأمريكي في السودان.

    إذن هذه هي أخر محطات المثلث الذي دمر السودان وهى محطة الحركة الإسلامية السودانية والتي تتحمل المسئولية الأكبر على ما لحق بالسودان وان تحقق لهم هذا بمساعدة التجمع الوطني الديمقراطي يوم انصاع لتعليمات أمريكا واعتمد حق تقرير المصير للجنوب والمناطق المهمشة كما أوضحت في حلقة سابقة حيث مكنهم التجمع من أن يحققوا الانفصال الذي عجزوا عنه باتفاق بون.

    لهذا فالسودان والذي لا يزال مهددا بالمزيد من التمزق والضياع هو ضحية القوى السياسية وان كان المصمم الأكبر لهذا المصير هي الحركة الإسلامية التي خرجت نفسها خاسرة في نهاية الأمر لأنها فشلت في أن تقرأ خارطة السودان بعد أن تفرض عليه الانفصال وهى تقف اليوم عاجزة عن تحقيق وحدة ما تبقى منه بعد أن أصبح مصيره بيد القوى المتآمرة على وحدته بموجب اتفاق نيفاشا الذي اسلم أمره للقوى المتآمرة عليه وشل قواه الوطنية وعلى رأسها الحركة الإسلامية نفسها ليخرج الجميع خاسرون الوطن والقوى السياسية وعلى رأسها الحركة الإسلامية نفسها وان لم يخسر قادتها على المستوى الشخصي.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de