سودان فلم فاكتوري وطلال عفيفي في منتدى السودان الفكري
حوار حول السينما السودانية البديلة :
(1)
يوم الاثنين 30 ديسمبر ، ليس كغيره من الأيام ، احتفل " نادي السينما بأبوظبي " بالحلقة الثالثة من نادي السينما . وذلك في توأمة مع منتدى السودان الفكري ، وتقيم أعمالها مرة كل شهر ونصف . وقد قدم منتدى السودان الفكري الشاعرة والسينمائية الأستاذة " نهلة محكر " في يوم لقراءاتها الشعرية ، وعرضت الفلم الوثائقي ( تنوع ) الذي شاركت في إخراجه .كان ذلك في 30 أبريل 2012 م . وكان من الأفلام التي أنتجها " سودان فلم فاكتوري " بالتضامن مع معهد جوته .
(2)
جاء الأستاذ السينمائي " طلال عفيفي " إلى النادي السوداني بأبوظبي . ازداد منتدى السودان ألقاً بحضور السينمائي والكاتب " طلال عفيفي " في محاضرة عن تجربة (سودان فلم فاكتوري) التي نهضت في بيئة شائكة في السودان . بدأ التقديم بواسطة واحد من الكنوز الثقافية التي اكتنزت في الجيل اللاحق من سكرتارية منتدى السودان الفكري ، وهي في نشاط استمر متواصلاً سبع سنوات بدأت منذ صيف العام 2006 . ويعمل الآن في السكرتارية المهندس " حسام عثمان محجوب .
تقول الديباجة :
سودان فلم فاكتوري قام معهد جوته بالسودان بتأسيس " سودان فلم فاكتوري " في العام 2010 ، في محاولة لخلق فضاء حر للأفلام . " سودان فلم فاكتوري " تهدف إلى تدريب وتمليك الشباب السودانيين معارف وإمكانات صناعة الأفلام عن طريق ورش العمل والكورسات والعروض والترابط بين الشباب من جهة والمهرجانات والأكاديميات المتخصصة من جهة أخرى . بالتدريب والإنتاج ستستمر هذه العملية التعليمية لخلق نواة مجتمع سينمائي متمكن وقادر على التعبير عن ثراء الإبداع في هذه المنطقة من العالم .
(3)
قدم الأستاذ " طلال عفيفي " نفسه وقدم " سودان فلم فاكتوري " كحلم جديد ، بدأ عن رغبة ومحبة ، ومبادرة منه ، ولكنه وبمثابرة قام بتحويل الفكرة إلى عمل جماعي ، وتمكن من امتحان التجريب والمخاطرة ،بفضل روح الشباب الوثاب من تحويل غرفة العمل أو المختبر إلى خلية نحل ، يتجمع فيها شباب من الجنسين ، ينحدرون من بيئات مختلفة ، وتخصصات متنوعة ، ويتفاوتون في مستويات العمل والأصول الثقافية والاجتماعية والإثنية .
قدم لنا طلال عفيفي في قالب فريد . كيف خاطر صاحب الإبداع المتنوع بمصيره ، ليكون سينمائياً . قام على المشروع الكاتب والمصور والسينمائي " طلال عفيفي " ، منسق العمل والمشرف عليه والمسئول عن البرامج . تلقى " طلال " في العام 2007 دعوة من معهد " جوته " لحضور مهرجان " ميونخ " للأفلام الوثائقية ، إلى جانب المخرجة والمصورة " إسراء الكوغلي " . تخلقت فكرة " سودان فلم فاكتوري " من خلال الرحلة . كان المهرجان بحسب " طلال " تجربة مذهلة تعرف فيها على عالم السينما من داخله ، التقى بالمخرجين والمصورين والمنتجين ، وظل طوال وقته يُلاحق العروض التي تجاوزت مائتي فلم على مدار الساعة . صادف " طلال " خلال المهرجان المخرج العراقي " قاسم العبد " الذي فاز بالجائزة الأولى لأفضل فلم وثائقي بعنوان " ما بعد السقوط " . شد انتباه " طلال " أن " قاسم " صور الفلم بنفسه وبكاميرا فيديو عادية ، ورغم ذلك استطاع الفوز بالجائزة الأولى .
(4)
ويقول " طلال" إن " قاسم " من العراق ، وهي دولة تشبه السودان في الكثير : ذات التنوع الطائفي والعرقي والتركيب الاجتماعي ، وذات الحضارة الضاربة في القدم ، وهنالك نهران دجلة والعراق ، وفي السودان الأزرق والأبيض . وبعودته للخرطوم قابل " بيورن كيتلز " مدير معهد " جوته " أنذاك ليشاركه الانطباع . وبدلاً من شكره ، تقدم له بفكرة تأسيس وحدة مونتاج في الخرطوم ، فرد عليه : فكر أكبر من ذلك " . ومن هنا نبعت فكرة ورشة في السودان بإشراف " قاسم العبد " خصوصاً وأنه أسس مدرسة سينما في " بغداد " .الفكرة الثانية كانت تأسيس مهرجان افلام مصغر في الخرطوم ، وبدلاً عن عرض مائتي فلم يتم عرض (8) أفلام أول الأمر ثم تنمو الفكرة . وجدت هذه الأفكار ترحيباً من" بيورن " فاختار " طلال " ثمانية أفلام وثائقية من الهند والصين وسوريا والعراق وأمريكا . وتكفل معهد " جوته " بمراسلة المنتجين للحصول على حق العروض ، وتمت دعوة " قاسم العبد " كضيف شرف للأسبوع الذي كان في غاية النجاح ، وكان ذلك عام 2007 . التقى " طلال " بقاسم وناقشا تفاصيل الورشة وعرضت الخطة على مدير المعهد . بعدها سافر " طلال " لمصر وتم الاتصال به وإفادته بأن فكرة الورشة قد أجيزت ، فعاد إلى الخرطوم وعمل قيماً على المشروع بصورة رسمية منذ نهاية العام 2009 . هيأ معهد " جوته " التقنيات اللازمة لورشة التدريب ، ثلاث كاميرات تصوير ووحدتي مونتاج ، والتي أصبحت فيما بعد مؤونة لإنطلاق " سودان فلم فاكتوري " . أثمرت الورشة الأولى ستة أفلام وأهم من ذلك 25 متدرباً كلهم حماس للعمل . أعقبت التجربة الأولى ثانية بالتعاون مع جماعة " الفلم السوداني " ، منها خرج سودان فلم فاكتوري إلى العلن عام 2011 ببصمته المميزة ثم تلتها أخريات .
(5)
اتجهت مجموعة سودان فلم فاكتوري من ضعف القدرة المالية إلى الإنتاج مباشرة دون كثير من الاعتبار للمسائل النظرية الخاصة بالسينما الحديثة والمستقلة كحال كل ابتكار جديد . واجه المشروع نقداً سالباً ممن اعتبروا المشروع خروجاً على تقاليد سودانية للسينما ما يزال يرعاها جيل من الرواد . ورغم ذلك يعتبر " طلال " أنهم في الواقع يحاولون استلهام الروح الخلاقة ، وذكر " طلال" تعرفه على الفنان التشكيلي والسينمائي " حسين شريف " ، وهو الذي بث روح الإصرار لتبني القضية في البلد التي اضمحلت فيه صناعة السينما من أكثر من سبعين داراً للسينما إلى عدد لا يتجاوز أصابع اليد .ورغم أن مستقبل السينما في السودان في ظل الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لا يبشر بكثير خير ، ولكن بالصبر يمكن قهر المستحيل . وقالت " ندى " بثقة أننا نريد أن تكون السينما " مدرسة ليلية " يحج إليها الناس بعد مدراس الصباح .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة