|
Re: المرحوم / محمد ابوالقاسم حاج حمد (Re: Ridhaa)
|
وترديده لكلمات " أعيا السفر حقائبي" بصوت المودع الحزين، الذي لم يشأ أن يغادر المغرب دون أن يودع حتى الأطفال الذين تعرف عليهم، وعليه فقد كان بيت الدكتور مصطفى بوهندي أخر محطة زارها قبل أن يعود لمسكنه معنا، حيث ودع عائلته وخاصة الصغيرة سندس بوهندي. كان يردد أعيا السفر حقائبي ولم يكن يعرف ان الاقدار عما قريب ستريحه وتريح حقائبه معه. لم يكن يعرف أن أخر أرض ستطأها أقدامه هي ارض المغرب، التي ودع اهلها على امل العودة لهم بعد 6 اشهر. لم يكن يعرف انه على موعد مع اجله بعد 15 يوما من مغادرته لنا. وهو الذي كان يقول لي: يا لطيفة احس انني مرتاح بزيارتي هذه، للمغرب، احس انني قدمت ما لم أقدمه في سنوات العمر باكمله، فمرحبا بالموت متى جاء. التحمت روحه الطاهرة بقدرها واستوفت أجلها في أرض السودان. فرحل الرجل وخلف وراءه مجموعة ابحاث اشرف على وضع تصورات بعضها والمشاركة في تصورات واشكالايات بعضها الاخر. خلف وراءه مجموعة تسجيلات وحوارات ومحاضرات، خلف وراءه ذكريات وصور، خلف وراءه شباب مهتمين بفكره ومنهجه و عالميته، خلف وراءه وحدة بحث وتكوين تشرف بتأطير طلابها. خلف وراءه أحلى ذكرى لعالم ومفكر، ذكرى رجل أسمر بدشداشة بيضاء وسيجارة وكاس من القهوة السوداء، ذكرى مفكر قال لا لكل إغراءات الحياة مقابل أن يحيا للعالمية وشباب العالمية، ذكرى مفكر إلى الفقر اقرب من حياة الغنى والشهرة والنفعية. زارنا محمد أبو القاسم حاج حمد للمرة الأولى والأخيرة في حياته، وكأننا به جاء ليحملنا امانة قبل أن يغادر. غادر ارض المغرب على الساعة 10 صباح يوم 06 من دجنبر 2004، وكان أخر اتصال له بابنته لطيفة الحياة قبل وفاته بخمسة أيام من ارض السودان، اتصل يسال عن أحوالنا وعن أجواء وبرنامج الندوة الدولية. وغادر الحياة صباح الإثنين 8 ذو القعدة 1425هـ الموافق 20 دجنبر 2004م،
http://www.mi3raj.net/vb/showthread.php?t=537
| |
|
|
|
|