|
|
 في التناغم مع أحد القصيين دون الآخر
|
في التناغم مع أحد القصيين دون الآخر
_________________________
كتبت "أسوأ كتابة لقصي همرور" قبل عشرة ساعات!
ربما لم أكن موّفقاً في ذلك تماماً!
الآن أريد أن أشير إلى أنها، أي كتابة همرور، تشتمل، وبعكس ما أراد الكاتب، على أحسن رصد للمآثر السياسية
التي من أجلها يتم هذا الوفاء لويلسون مانديلا بعد رحيله ومشهد البشر حول العالم يتحلّقون حول حُلمهم الراحل
لا يستحق أن تسحقه الأفكار الطارئة حين يُستهام المرء ب(.........)اجتها ومفارقتها! فالرجال في مثل موقع مانديلا
يُحاسبون بالقدر الذي أسهموا فيه في وقف نزيف الدم جراء النزاع وفي تمكين الديمقراطية.
مانديلا لم يكن فيلسوفاً أو مفكراً ولا ساحراً تنحلّ على يديه المشاكل الاقتصادية وبالتأكيد أن النظرة إليه خلال واقع
ج أفريقيا البائس الحالي تزكيه ولا تدينه. فهو لم يكن سوى تجسيد لقيم رفيعة وذات أهمية متفوّقة على القيّم الاقتصادية
وهي قيّم التسامح والمصالحة والديمقراطية. وهل تعلمها الناس منه أو حتى من غيره من الرُسل وأشباه الرُسل!
عيب المقال ليس في توقيته فقط، حيث أن رفع الصوت الناقد سلباً حريٌ به التأجيل خاصة نحن لسنا في عجل تجاه أي
شيئ يتعلق بأي شيئ، عيب المقال هو تصوير ماديبا كصنيعة لجهات ندرك جميعنا أنه أوصلها في نزاعه معها لوعيها
به كأحد ممثلي شعبه الذين يجبرهم اتساقه إلى ما هو أكثر من احترامه، مهابته والخلوص معه إلى اتفاق. فهو لم يكن
صنيعة هؤلاء حتى نخلص إلى أنه بضاعتهم رُدت إليهم بل كان هو نقيضهم الذي أقض مضاجعهم حرباً وسلما وامتلك
قدرة على وضوح الرؤية والاتساق لم نر نظيراً لها إلاّ في الشخوص الدينية أو الاسطورية. اتساق مانديلا هذا الذي
حاول همرور التقليل من شأنه هو كل الشأن وبعض ما يُضاف للكسب الإنساني الرفيع!
المضي في منطق نفي الأسطورة يأخذ همرور لمناطق لا نتوقعها منه ككاتب ناضج ومنسوب لعقلاء السودان مثل أن
يتحدث عن الحياة الخاصة لمانديلا!
إن منطق أو خطاب نفي الاسطورة عن مانديلا، بجانب أنه خطاب لا يحترم العاطفية الايجابية في إفريقيا التي
تعرف، على الأقل، وجيعها و (زولها)، هو خطاب يقوم، هو نفسه، على أسطرة السيرة الذاتية لمجرد إنسان سياسي
أفريقي لم يكن من أهدافه أن يصبح أسطورة ولم يتصرف بهذا الفهم حتى حين كان بإمكانه أن يحكم مثل موجابي
أو موبوتو أو اللص الذي اسمه البشير.
و مقال همرور يتحدث عن عدم اسهام مانديلا فكرياً مثل أشخاص ذكرهم هو، ولعل هذا تقليل من شأن البطل الفذ مانديلا
لا مسوّغ له مع العلم المتوقع للكاتب بالاصول الفكرية والنظرية الراسخة التي استقاها الفقيد من غاندي وماركس ولينين وغيرهم.
.
|
|
  
|
|
|
|
mustafa mudathir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست