فى ذكرى رحيله الثانية.. التجانى الطيب ذلك الرجل الشفيف (حوار صحفى)

Quote: يسر عزة ان تلتقى الاستاذ التيجانى الطيب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى وعضو هيئة قيادة التجمع الوطنى الديمقراطى فالى محاور اللقاء . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • وقعت الحركة الشعبية لتحرير السودان مع حكومة البشير على اطار ماشاكوس تم الاتفاق بمعزل عن التجمع الوطنى وكافة القوى الوطنية ثم اشار الطرفين لامكانية استعانة كل منهما بحلفائه كمستشارين فى الجولات القادمة برأيكم هل سيكون ذلك كافياً لاشراك التجمع واحداث سلام شامل وعادل ؟ اولاً ارحب باسرة عزة وانتهز هذه الفرصة واجدد التهنئة بالذكرى الخمسين لتاسيس الاتحاد النسائى العظيم ونهوض الحركة النسائية بدورها الوطنى والفئوى ، اتفاق ميشاكوس عندنا رأى اساسى حوله فى انه لا يمكن ان يكون هناك حل لازمة السودان الا اذا كان هناك حل شامل بمعنى انه يعالج جذور الازمة السودانية ويضع لها حلول ليمنع عدم اعادة تكرار ما حدث فى الماضى وما جاء به نظام الجبهة بكل مصائبه .. ولاحداث سلام شامل لابد ان يشمل اى اتفاق كل اطراف الحركة السياسية السودانية . وهذا شى اساسى للوحدة كمرجعية اساسية لاى اتفاق لانهاء المشاكل والازمات التى مر بها السودان . اتفاقية ميشاكوس هى اتفاقية بين طرفين هما الحركة الشعبية ونظام الجبهة . معروف انه لا الحركة الشعبية تمثل كل الجنوب ولا الجبهة الاسلامية تمثل كل الشمال ولا المطلوب هو حل لشمال جنوب بل المطلوب هو حل شامل للمشكلة السودانية ونحن فى رأينا هذا الاتفاق فى الاصل حمل بذور الفشل بالمنهج الذى اتبع واتخذ فى اسلوب التوصل اليه . المسألة ليست مسألة اشراك التجمع لاصلاح الخلل – التجمع لا يحتاج جهة لمنحه دور لا من الحركة الشعبية ولا من نظام البشير حتى يكون له دور فى الحيثية السودانية، التجمع هو يمثل الاغلبية الساحقة من الشعب السودانى ولابد ان يكون طرف اصيل فى اى حل لمشكلة السودان (وبدون تبجح) اى حل او اى اتفاق يتم التوصل اليه ان لم يكن التجمع طرف فيه سيفشل وتتكرر الازمة السودانية مرة اخرى . • لم يستطيع التجمع الوطنى اقناع الاطراف المؤثرة داخل الايقاد وشركائها بدخوله كطرف منذ بداية المبادرة وحتى هذه المرحلة هل يعود ذلك الى تقصير التجمع ام الى تعنت الحكومة ام لاسباب اخرى ؟ المسألة ليست مسألة اقناع ،الاقناع يعنى انه يوجد منطق ويعنى انه بالمنطق يمكن ان يحدث اقناع أو عدم اقناع، ولكن الواقع ان مبادرة الايقاد وضعت منذ البداية لتكون بين طرفين والدافع لذلك كان الحرب الاهلية فى الجنوب ودول الايقاد تعتبرها حرب بين الحركة الشعبية والنظام فى الخرطوم وعلى هذا الاساس قدمت المبادرة وبالتالى المبادرة من البداية مبادرة غير شاملة، مبادرة ناقصة ونحن ايدنا المبادرة وايدنا اهدافها واوضحنا من البداية انها جزئية واسهامها جزئى فى حل المشكلة السودانية اوضحنا ان المشكلة ما هى مشكلة شمال وجنوب والازمة ليست قاصرة على الحرب، الحرب هى مظهر من مظاهر الازمة وليست هى الازمة ذاتها وعندما جاءت المبادرة المصرية الليبية والتجمع كان طرف فيها وفى صياغتها طالبنا بضرورة الدمج بين المبادرتين لتكمل كل منهما الاخرى، وان حدث هذا كان الحل سيأتى شاملا ولكن قوى الايقاد لم ترى ذلك الا مؤخراً فى مارس من هذا العام وبعدها توقعنا ان الحل سيوجه فى اتجاه التنسيق بين المبادرتين ولكن للاسف سار فى الاتجاه القديم وانفراد الايقاد بمحاولة معالجة الازمة السودانية معتقدة ان هذا المنهج قد يؤدى الى حل . اما مسالة التجمع يقنع ... المسالة كما ذكرنا ليست مسالة اقناع او قصور .. اذا تحدثنا عن القصور قد يكون التجمع فعلا فيه العديد من نواحى القصور ، ولكن لم تكن هذه هى المشكلة الاساسية فى عدم اشراك التجمع، المشكلة الاساسية وخصوصاً بعد التدخل الامريكى ارتبطت باهداف اخرى دخل فيها البترول ودخلت فيها مواقف الدول فى المنطقة .. منطقة البحيرات ومنطقة القرن الافريقى وده واقع دولى له مصالحه، لذا فالمسألة لم تكن مسألة اقناع او غير اقناع، والشى الوحيد الذى يمكنه ان يصحح هذا الوضع هو الشعب السودانى .. لابد ان يرفع صوته ويكون واحداً ويؤكد ان الحل لابد ان يكون شامل وتشارك فيه كل القوى السياسية السودانية .. وهذا ما سينظر فيه فى اجتماع هيئة القيادة القادم فى 6/ اغسطس .. واتخاذ قرار واضح فى ذلك . • عرف الحزب الشيوعى السودانى تاريخياً بوقوفه مع قضايا المرأة ونضالاتها ماذا كان دوركم فى هذا الاتجاه والمرأة تشكل غياباً كاملاً داخل اروقة التجمع الوطنى مما يعد قصوراً فى السياسة السودانية ؟ برأى ان الحركة النسائية لابد ان تثبت وجودها كحركة دون ان تنتظر ان تتلقى دعوة من جهة اخرى، لابد ان تفرض نفسها ووجودها كحركة وتكون موجودة فى التجمع وفى الحركة السياسية السودانية بجهدها وبعملها وبمشاركتها فى العمل، نحن لنا موقف قديم وكنا نقول ان الحركة السياسية السودانية تطير بجناح واحد قبل سنة 52 وقبل تأسيس الاتحاد النسائى ولكن وبعد تأسيس الاتحاد النسائى أصبحت الحركة الشعبية والجماهيرية والسياسية تطير بجناحين وتمشى على رجلين، وكان شئ جميل جداً ان تفرض الحركة النسائية نفسها، وهذا ما ينقصها الان فهى غير متمكنة من توحيد صفها وفرض وجودها فى الحركة السياسية ومن بينها التجمع الوطنى، ومنذ مدة طويلة ونحن نتحدث عن ضرورة ان يكون هناك وجود للحركة النسائية .. ففى مؤتمر مصوع كان هناك قرار بانعقاد مؤتمر نسوى – ولم ينعقد هذا المؤتمر حتى الان، ونحن اذا ايدنا منطق ان يعقد التجمع الوطنى المؤتمر النسوى فهذا يعنى ان المرأة قاصرة والحركة النسوية قاصرة ولكن نحن متأكدين انها غير قاصرة وانها قادرة على توحيد صفهها وتنظيم نفسها وقادرة على ان تعقد مؤتمرها وتقرر كيفية تمثليها داخل التجمع، كما ان التجمع لا يمكن ان يقرر فى تمثيل المرأة والقرار لابد ان يأتى من المرأة نفسها، واذا جاء هذا القرار من التجمع لابد ان توجد أكثر من جهة تعارض هذا القرار باعتباره قرار خاطئ والقرار الصحيح هو ان يجئ من مؤتمر تعقده المرأة السودانية بحرية وتختار ممثلاتها فى التجمع، ولذا اؤكد ان قرار تمثيل المرأة هو قرار لابد ان تتخذه المرأة وتتخذه الحركة النسائية . أستاذ التجانى تعرضت لتوصية مؤتمر مصوع بانعقاد مؤتمر نسوى.. كانت هذه التوصية قبل عامين ولم يتم انعقاد المؤتمر النسوى.. برأكم هل يعود هذا الى عدم جدية التجمع الوطنى فى ذلك ام هناك اسباب موضوعية من بينها المرأة عطلت انعقاد هذا المؤتمر ؟ تعطيل انعقاد المؤتمر لا يمكن ارجاعه للتجمع الوطنى، ويعود التعطيل للمراة نفسها فالتجمع الوطنى اتخذ قراره وابدى استعداده لتقديم كل المساعدات اللازمة لانعقاد المؤتمر .. فالتعطيل بلا شك يعود للمراة نفسها، اما عن مسألة تمثيل الفصائل بان كل فصيل أن يقدم ممثلاته.. فهذا كلام غير منطقى ولا يمثل المرأة، هذا يعنى تمثيل للاحزاب، والمرأة التى يأتى بها الحزب ستكون ممثلة لهذا الحزب والحركة النسائية حركة مستقلةعن الاحزاب وأوسع كثيراً عن حركة الاحزاب، وهناك نساء ناشطات فى الحركة النسائية وليس لهن علاقة بالاحزاب، فالحركة النسائية لابد ان تكون حركة مستقلة، ونحن كحزب شيوعى ليس لدينا لجنة للمرأة داخل الحزب والمرأة موجودة مع الرجل على نفس المستوى. أستاذ تجانى كلمة أخيرة لعزة ولقراء عزة.. اولاً الشكر الجزيل لعزة والتحية لقراء عزة، وآمل أن يكون القراء من الرجال أكثر من النساء حتى لا تكون عزة للمرأة فقط، ونحن نقدر ان هناك صعوبات كثيرة تواجه العمل الصحفى، والصحافة فى السودان تواجه كثير من المعوقات، والصحافة النسوية بالرغم من أنها قديمة جداً ولها أكثر من 50 عاماً الا أنها لم تتمكن من تثبيت نفسها كصحافة مستقلة، ولا أقصد باستقلاليتها ان تناقش القضايا الخاصة بالمرأة فقط بل تعالج القضايا كلها من وجهة نظر المرأة بما فيها قضايا التجمع الوطنى وقضايا الحل السياسى وإتفاقية مشاكوس وموقف المرأة من حلول مشاكل السودان الاجتماعية والاقتصادية والتعليم بصورة عامة(مش تعليم البنات فقط) ومشاكل التلوث وغيرها، وان لا تقف المعالجة للقضايا وتنحسر فى قانون الاحوال الشخصية وغيرها من قضايا المرأة بل تكون معالجة لكل القضايا السودانية وقضايا الانسان السودانى، وأتمنى لعزة ولبرنامج (صوت عزة) الاذاعى كل التقدم وشكراً لك إحسان عبد العزيز. أجرى الحوار/ إحسان عبد العزيز أسمرا/ أغسطس/2002م

Quote: اتفاق ميشاكوس عندنا رأى اساسى حوله فى انه لا يمكن ان يكون هناك حل لازمة السودان الا اذا كان هناك حل شامل بمعنى انه يعالج جذور الازمة السودانية ويضع لها حلول ليمنع عدم اعادة تكرار ما حدث فى الماضى وما جاء به نظام الجبهة بكل مصائبه .. ولاحداث سلام شامل لابد ان يشمل اى اتفاق كل اطراف الحركة السياسية السودانية . وهذا شى اساسى للوحدة كمرجعية اساسية لاى اتفاق لانهاء المشاكل والازمات التى مر بها السودان .

Quote: نحن لنا موقف قديم وكنا نقول ان الحركة السياسية السودانية تطير بجناح واحد قبل سنة 52 وقبل تأسيس الاتحاد النسائى ولكن وبعد تأسيس الاتحاد النسائى أصبحت الحركة الشعبية والجماهيرية والسياسية تطير بجناحين وتمشى على رجلين، وكان شئ جميل جداً ان تفرض الحركة النسائية نفسها، وهذا ما ينقصها الان فهى غير متمكنة من توحيد صفها وفرض وجودها فى الحركة السياسي