|
من اقوال خضر سلامة (مدون) مدونة جوعان
|
حين وقف الشهيد الشيوعي السوداني عبد الخالق محجوب في محكمة إعدامه التي تطوّع لها لوقف الإبادة الجماعية لرفاقه، سأله القاضي باستهزاء: ماذا قدمت للشعب السوداني؟ فأجاب محجوب: الوعي ما استطعت. لا يمكن أن ندعي أننا وصلنا لرقي خطابه، لبداهة فكره، لقليل من قليل عظمة الرجل الذي رفض الإسقاط السوفييتي للفكر، ودعا ليسار وطني يأم أهله الصلاة في الخرطوم ليكونوا على مستوى تحدي احترام شعبهم ومعتقداته، لم يصطدم بب...ساطة مزارع، ولا بإيمان عامل، لا يمكن أن ندعي ذلك، ولكن، يمكننا أن ندعي أن في غياب آبار نفط تموّل صحفنا، وأنابيب غاز تضخ مواقعنا، ومصارف تنفخ مهرجاتنا، لا زلنا نستطيع أن نلحق بشيء من خشبة خلاص محجوب، ونصنع الوعي ما استطعنا. بالموسيقى، بالشعر، بالسخرية، بالخبر التاريخي والمكتوب العلمي واسقاط الاسطورة، بتحمل اتهامات المتساقطين،، وطعنات المرتدين، والصدام مع ثقافة الشاشة، نصنع وعياً، لا يدعي أنه الأصوب، بل يصر أنه ممكن فقط: لا يمكنك أن تحرر أرضك بجيش من العبيد، ولا يمكنك أن تستعبد أرضاً أهلها أحرار.. ممكن فقط. سنخون وطننا، نقول للماغوط: سنخون وطن الاسقاطات العقيمة على أي موقف سياسي، والعقائد الجامدة أمام أي تحديث، وقداسة الرأي وتزعم المثقف لعصابة تضمه وحده، ومصادرة الميليشيات لكل الشعارات وتملّكها.. "مهما سدوا دروب علينا".. الوعي ما استطعنا
|
|
|
|
|
|