|
خيانة ولكنها مشروعة
|
إن فوكس
خيانة ولكنها مشروعة خلال فترة التسجيلات دائماً نسمع الاسطوانة المشروخة التي يرددها في الشارع الرياضي السوداني بعض الإعلاميين بتوجيه من رؤساء الأندية عندما يخفقون في بطولة أو تسجيل لاعب ويقتنع بمحتوياتها التي تتحدث دائماً عن إنتقال اللاعبين المحترفين الوطنيين والأجانب من ناديهم إلى المعسكر المنافس وخاصة الوطنيين وتسبهم وتلعنهم وتعتبر ذلك عدم ولاء ونكران للجميل بل واتهامهم بالخيانة وكذلك تتهم المعسكر المنافس بخطف لاعبيهما ولا تقبل ذلك بسهولة ولا تغفر لنجومها ، وهذا مفهوم خاطئ في دهاليز كرة القدم وعصر الاحتراف وإنتقال اللاعبين بات شيئاً مألوفاً وما نسمعه من تصريحات لبعض اللاعبين مع اقتراب فترة التسجيلات إن النادي الفلاني بيتي وأهلي ولن أبدله مهما كان الثمن هذه العبارات ما هي إلا بالونات إختبار لمن يدفع أكثر !! .
كرة القدم لعبة جماهيرية وأصبحت مهنة واحتراف للاعب وتعني له وظيفة يقتات منها على حسب مستواه الفني وعندما يجد عرض أفضل من عرض ناديه حتى لو قدمه للجماهير لا يعني له شيء وإنما يبحث عن تأمين مستقبله ومستقبل أسرته لأنه يعرف عندما يصاب أو تجبره الظروف على ترك الكرة أو يتركها مكرهاً لا بد ان يكون له عمل آخر بعدما ترجل عن صهوة جواده من المستطيل الأخضر الذي لا يعرف ولا يرحم ولا عزاء له عندما يرحل الفارس عنه بعدما حفظ جميع أركانه.
سبق أن تناولت قناة النيل الأزرق عن الظروف الصحية والمادية التي ألمت باللاعبين الدوليين النور عبد القادر حارس الأهلي وبري ومحمود سعيد (جيمس) لاعب التحرير البحراوي وأفضل ظهير أيمن في إفريقيا ودكتور الكرة السودانية لاعب المريخ الفذ كمال عبدالوهاب ( النيحة) يرقد طريح الفراش ولاعبين كثر في العاصمة والولايات المختلفة منهم من يحتضر ومنهم من قضى نحبه وترك خلفه أسرة لم تجد من يتكفل بها ومنهم من يقاتل لتوفير لقمة العيش له ولأسرته في ظل موجة الغلاء الطاحن الذي تعيشه البلاد، ومنهم من فقد عقله وأصبح عاطلاً يجوب الشوارع والمقاهي, وعلى سبيل المثال لاعب فريق الموردة الأمدرماني والفريق القومي الأسبق اللاعب الأنيق المحينة نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيهم ويعافيهم.
هذا هو حال اللاعبين الذين خدموا الحركة الرياضية بكل أدواتهم عندما تركوا الملاعب وتكالبت عليهم الظروف المأساوية ووجدوا أنفسهم في زاوية المعاناة بعد أن أدارت لهم الأندية التي لعبوا لها ظهرها، وكانت تركض ورائهم وتلتقط الصور التذكارية معهم وتنفذ مطالبهم عندما كانوا يحرزون الأهداف بكل الطرق في البطولات المحلية والدولية ومنهم من ساهم في فوز الفريق القومي ببطولة الأمم الإفريقية عام 1970م.
بعد كل ما سردناه أليس من حق اللاعب ان يتنقل من مكان إلى مكان بحثاً عن ملاذ أمن يكفل له ولأسرته العيش الكريم إذ لا يوجد في عصر الاحتراف ولاء لكيان والولاء والالتزام لمن يدفع أكثر، هذه هي لغة الاحتراف التي يخاطب بها اللاعبون المؤسسات الرياضية، ماذا يستفيد اللاعب عندما يترك الملاعب من بعض الأقلام المأجورة التي تغرد خارج الواقع وتكتب عن الولاء والعقوق وتعتبر إنتقال اللاعب إلى المعسكر الآخر خيانة!!. وختاماُ لا املك إلا أن أقول نعم لانتقال اللاعب من نادٍ إلى آخر إذا كان البعض يعتبر ذلك خيانة ولكنها مشروعة في عالم الاحتراف لمن يدفع أكثر فالحياة أصبحت أكثر صعوبة والفرص ليست متوفرة في كل لحظة. قد تعود وقد لا تعود: وإذا هبتك رياحك فأغتنمها فإن الريح عادتها السكون، والرياح لا تأتي كل يوم فإذا هبت فليس من عادتها كذلك الرياح، وإذا درت نياقك فاحتلبها فلا تدري غداً لمن يكون الفطيم.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
[email protected]
|
|
|
|
|
|