|
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: إلاّ أن تعاقُب الأيام والليالي، أتاح التخلّص من الارتهان للمفاهيم الحُكمية الخاسرة. وأعني المفاهيم التي تقوم على الإقصاء والادّعاء الصفوي، كما تتوسّل في قضاء مآربها السُلطانية بالعُنف والكبت والخداع، بل وكل ما يُتاح (بلا أيِّ قـَشَّة مُرّة) وما إلى ذلك من وسائل ظالمة. ومهما تسامى الحكام، أو تقدّسوا، فليس أوجب واجباتهم أن ينهضوا بالرّعايا فكرياً، بقدرما يتوجّب عليهم في الاساس، تهيئة شروط النهوض الفكرى؛ وإلاّ كيف يتّسقون مع الحَكمة العُمَرية (متى استعبدتم الناسَ وقد ولِدتهم أُمّهاتهم أحرارا). من ناحية أخرى، فهل نهض الخواجات على أكتاف حكوماتهم أم مفكريهم؟ |
التحيّة لك أخي أبو جودة والتحيّة لسماحة البروف عبد الله والرحمة والمغفرة لخليفة المهدي ولكل شهداء كرري وأم دبيكرات وكل شهداء بلادي
أخي أبوجودة منذ سنين وإلي الآن لم أجد من يوضح قصَّة إعدام وقتل الشيخ المنَّا أبو البتول.......... ذلكم الرجل الذي بذل جهدا مقدرا في نصر المهدي في أيَّامه الأُول وخاصة الأبيض وبارا وقدير....... وهذا الرجل تم إعدامه أو قتله في وجود المهدي....! محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: عبيد الطيب)
|
Quote: أخي أبوجودة منذ سنين وإلي الآن لم أجد من يوضح قصَّة إعدام وقتل الشيخ المنَّا أبو البتول.......... ذلكم الرجل الذي بذل جهدا مقدرا في نصر المهدي في أيَّامه الأُول وخاصة الأبيض وبارا وقدير....... وهذا الرجل تم إعدامه أو قتله في وجود المهدي....! محبتي |
ولك محبتي، أخي المقدّم عبيد الطيب
غموض قصة (إعدام الشيخ المنّا أبو البتول خليفة الرسول)!! يقف دليلاً - إن كان الغموض يقف دليلاً على شيء!! - أنّ قتلته كانت ظُلماً مَحضاً ..! تلبّس بالسياسة التي ترى أحقّية "الخليفة" ومنذ أغسطس 1883 كخليفة بـــ "أل" ..مُعَرّفة!
للشيخ المنّا إسماعيل، جيشٌ كان يُضاهي جيش المهدي والخليفة، وللشيخ المنّا، كان! قدمٌ راسخ في السمّانية في قريته "يس" قُرب الطّيّارة! بل كان يُشار إليه بأصبع، إن كان يُشار لفكي، "أبا" برأس الإصبع
قُتِل الشيخ المنّا، وأبوه، وابنه ، وعدد من آله وحيرانه وأبناء عمومته وفيهم، أحمد البقاري الذي جُلد بواسطة "حمدان أبوعنجة" ألف سووووط!
....
سأواصل
مع محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)
|
--------
واقعة أم دبيكرات في 24 نوفمبر 1899، والتي التزم فيها الخليفة عبدالله التعايشي، فَروَتِه منتظراً الموت، يصبّه عليه جنود العصر الفيكتوري، تقف شاهداً بليغاً على عقابيل مُلازَمة الفروة. فما إنْ اقترب الموت، حتى ألزم الخليفة نفسَه وخيرة صحبِه، بالمُلازَمة المميتة فانصاعوا؛ وذلك كي لا يفوتهم فضلُ الالتزام. رَقَدَ الخليفة الحاكم بأمر الإسلام، ورَقَد صحبُه مقتولين على ذات الفَروة (وإن شاء الله ثابتْ أجرَهُم) على قولِ الشاعر السوداني الجَزل "إبراهيم العبّادي"، في قصيدته الملحَمية و"المُمَسْرَحة" حول البطاحين والشكرية والمَك نمر، بيد أنّ رواة للتاريخ من بين السودانيين، لم يتزحزحوا - ولو قَيْد أنمُلة - عن إكبارها من "موتَةٍ " تُــتْمَـنّى..! ومن دون أن يتساءلوا: أين كرري المحرقة من مكان أم دبيكرات؟ بل كم طالتْ المُطارَدة الفيكتورية لدحض التزام الفَروَة ..؟ من لدُن جُمعة الثاني من سبتمبر 1898 وإلى جُمعة الرابع والعشرين من نوفمبر1899 وإذن، فإنّ ملازمة الفروة في الحرب، لا تـُعبــِّر بالضرورة عن شجاعة، بقدرما تُعبِّر عن لحظةِ يأسٍ من نصرٍ لن يجيء مصادفة.
-----------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)
|
--------------
هل كان الخليفة "ود تورشين" حالة معزولة من عموم حُكم التعصّب والعنف والدّروَشة، السائد حينها..؟ وهل إذا قـُدِّر للبلاد أن يحكمها أحدٌ غيره من المهدويين، سيّان من عشيرته الخاصَّة، أو من عشيرة "الأشراف" قُرابات المهدي، مُفجِّر الثورة المهدية ضد حُكم البغي التُركي المصري أياميها؛ أكانَ حكمـُه سيكون أكثر عقلانية واعتدالا وتنوَّرا..؟ الإجابة في تقديري، تحتمل النَّعَم، كما تحتمل اللاء ..! ذلك أن مصائر الشعوب كثيراً ما ارتبطتْ وثيقاً بمصائر ومقدَّرات "أحد أبنائها" مِمَّن يتصدّون للحُكم، بصرف النظر عن منهج الحُكم الذي سيتّبعه، شُوَرياً كان أم كان فَرديّا؛ وبالتالي، فمن الظلم محاولة "تقديم" حُكم الخليفة عبدالله التعايشي، كطابع نموذجي للميراث السوداني في مسائل الحاكمية وشؤون السياسة.
-----------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)
|
إلى هنا، يتبدّى لنا بصورة جليّة. أنّ "ملازَمة الفروة" كمفهوم إدارة حُكمية، لم يكُ بذات الثناء الذي دُبـِّج! بل كانت عقابيله أوخَم وخسائره أجل؛ وبالرغم من أنّ طبائع التغلّب على الحُكمِ قـَهراً، كانت قد سادت قديماً في كثيرٍ من الأمم (حتى لقد نُسِب إلى الشيخ عبدالرحمن الكواكبي، تفضيله للمُستَبِد العادِل) إلاّ أن تعاقُب الأيام والليالي، أتاح التخلّص من الارتهان للمفاهيم الحُكمية الخاسرة. وأعني المفاهيم التي تقوم على الإقصاء والادّعاء الصفوي، كما تتوسّل في قضاء مآربها السُلطانية بالعُنف والكبت والخداع، بل وكل ما يُتاح (بلا أيِّ قـَشَّة مُرّة) وما إلى ذلك من وسائل ظالمة. ومهما تسامى الحكام، أو تقدّسوا، فليس أوجب واجباتهم أن ينهضوا بالرّعايا فكرياً، بقدرما يتوجّب عليهم في الاساس، تهيئة شروط النهوض الفكرى؛ وإلاّ كيف يتّسقون مع الحَكمة العُمَرية (متى استعبدتم الناسَ وقد ولِدتهم أُمّهاتهم أحرارا). من ناحية أخرى، فهل نهض الخواجات على أكتاف حكوماتهم أم مفكريهم؟
---------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)
|
-------
خُلاصة الأمر، أنه لممّا يُؤسى له، أنّ لكلِّ سودانيٍّ فَروَته الخاصة به، يُلزِم بها أتباعه ومرؤسيه ورعاياه ومُريديه. حتى ليكاد يقسرهم للجلوس بجلوسِه والفِرار بِفرارِه، سواء كان حاكمٌ أو ربُّ عملٍ، ربُّ أسرة، إمامُ مسجد، شيخ طريقة أمين عام حِزب، أمين سِر تِجّار، وزير، مدير، رئيس تحرير، حفّار مطامير، بيّاع مواسير و... إلخ,,, وتبقى المُفارَقة المهزَلة، أنّ العامل الأساسي في التفاعل الإنساني الخلاّق، والذي كان ينبغي علينا توظيفه للنهوض، استخدمناه بمجّانيّة لنحقِّق به مزيداً من الهبوط، ولعلّه مزيداً من الهروب للأمام، وَ حُوْفا.
---------
| |
|
|
|
|
|
|
|