|
شئ لله ياوطن ..حيدر احمد خيرالله
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
شئ لله ياوطن ..
كانت تخرج بعد اداء فريضة الصبح ، تحمل الاكواب والموقد الحديدى المهترئ وتربيزة مصنوعة من بقية خشب لايمكن نسبته لأيٍ من الألوان المعروفة .. حليمة بت ابورجالة إمرأة شامخة تحكي ملامحها عن جمال غابر ، فى صباها إقتتل عليها عدة رجال .. تزوجت .. وانجبت .. البنين والبنات ، كانت هانئة فى مرابعها وبين قومها .. تحلب الابقار وتعيب بيع الألبان .. يذخر البيت البسيط فى المبانى والعامر بالمعانى بكلما يجعل الحياة كريمة .. فالخير وافر بماتجود به الأرض الطيبة من زرع وضرع ، مؤسسة اقتصادية متكاملة .. الدقيق من ذرة ودخن وخلافه .. البهائم تتكاثر فى مراحها .. تكون قِراءً للضيف وفروها للصلاة واغراض أُخر .. وعندما تضع بت ابو رجالة مولوداً تغمر السعادة زوجها عوض سعد الدار الفارس المقاتل الكريم الهميم .. فإذا بُشر بالذكر او الانثى يظل مستبشراً وينطلق نحو مراعيه لينحر افضل الثيران وعدد من الخراف ويظل الحي اسبوعا فى كنف عوض سعد الدار واهله بين طيب الطعام .. وانس المدام .. وقناديل الحبور المشتعلة ..لم يكدر صفو حياتهم كدرٌ.. وفجأة جاء الجفاف الاول والعام الذى يليه ..بدات الثروة الحيوانية فى النفوق ..وجفت الضروع .. واحترقت الزروع .. وعم اليباس .. لم يبق امام سكان تلك الأصقاع الا الرحيل صوب البندر.. او الموت جوعاً وقهراً وتهميشاً وعلى البندر الان ان يدفع فاتورة الإهمال .. ولأنهم يحبون ان لاتنتهك لهم خصوصية .. فقد إختاروا الاطراف ولأن الاطراف هى الشئ المتاح لهم فلقد التقت المصلحة .. خاصة واصحاب القرار يتعمدون ان لايذهبوا لتلك الاطراف ولايعرفوا عنها شيئا طالما ان سكانها يملكون من عفاف النفس مايجعلهم يوقنون ان الشكوى لغير الله مذلة .. فآثروا الإحتفاظ بعفافهم نظاف .. وإرتضوا معيشة الكفاف .. يصارعون فى حياة هى الموت مع بقاء القلب محتفظاً بنبضه .. وفجأة تغيرت الحياة عرفوا الطريق للمدارس وتعلموا ووعوا بان لهم حقوقا مهدرة .. وعرف الساسة الطريق اليهم كرصيد إنتخابي .. وظلوا رصيداً لكل طامع وطامح كذوب .. وبمرور الوقت قد وعوا الدرس الغبي .. وانطلقوا يبحثون عن حقوقهم لينتزعونها من اسد لئيم .. ظلت حليمة بت ابورجالة تبيع الشاي صباحا ومساء وتعود بمايرزقها به الله لتطعم ابناؤها العشرة وتحضر بعضا من علاجات زوجها الذى اقعده المرض منذ عشرة اعوام .. خمسة من ابناؤها فى الجامعة تخرج احدهم وبقي بلا عمل وهاجر واصبح مقاتلا فى احدى الجبهات ..تعاونها احدى ابنتيها .. ابنيها الصغيرين يتبادلان العمل على عربة كارو ويواصلان دراستهما فى مرحلة الاساس .. فى ذاك اليوم من ايام سبتمبر الماضي .. خرجت كعادتها .. وهى عائدة كانت الإحتجاجات قد بدأت .. حملت متاعها ونقودها راجعة الى منزلها كانت تشجع المحتجين حتى تجاوزتهم ، ولما وصلت على مشارف الحي انتاشتها رصاصة لم يعرف احد مصدرها .. سقطت مضرجة فى دماؤها .. حملوها .. لم يكن بقربهم مستشفى او حتى مركز صحي او اسعاف .. نظرت لحامليها وهى مبتسمة وهمهمت لاتدعوا المشعل ينطفئ .. وهتفت : شئ لله ياوطن .. ورحلت عن دنيانا .. وسلام يا..
سلام يا
قال السيد / وزير الدفاع : (ان القوات المسلحة ستحسم المتمردين والمتفلتين والمارقين والمرتزقة والخونة وعصابات النهب والسلب الذين رفعوا السلاح ضد الدولة ) وبالامس تعهد السيد الرئيس بمواصلة الحوار والعفو عن حملة السلاح .. وقالت ابنتى : ان سيدنا علي كرم الله وجهه قد قال : أن تخطئ فى العفو خير من ان تخطئ فى العقوبة .. وسلام يا ..
|
|
|
|
|
|