|
فكر الثورة: ما هى مواصفات الحكومة المطلوبة للتغيير
|
التحية للجميع
ليس هناك كلمات يمكن ان تٌقال لتكون كافية لوصف حال بلادنا، واحزانها، وفداحة خسارتها فى هذه الايام
ولكن الحزم يقتضى التدبر والتفكير والتخطيط حتى لا نؤتى نتيجة اتفعالنا العاطفى ونٌلدغ من الجحر مرات ومرات وتتضاعف خسارتنا وتصبح مأساتنا اسوأ مما هى عليه الآن، وهو امر ممكن، وقريب.
مشكلتنا، فى المقام الاول، هى غياب الديمقراطية، وتفرع منها الفساد، الذى استشرى فى الظلام. اذن فنحن نحتاج للديمقراطية فى الحكومة الجديدة ولضمانة ذلك يجب على الحكومة الجديدة ان تضمن، بكل السبل، الحرية التامة للصحافة، وللاذاعة، وتشجع تكوين الاحزاب، وتحفظ الامن لرعاية نشاط هذه الاحزاب، اياً كانت مذهبيتها، ولذلك فان الحكومة الجديدة يجب ان تخلق مجلس استشارى للديمقراطية وحكم القانون ويتكون من رجال الصحافة والاعلام من خارج دائرة حكومة الانقاذ.
ومشكلتنا فى نفس الوقت هى الفقر، الفقر الذى ما كان ليكون فى دولة بها مثل موارد بلادنا، وهو فقر قد حلّ بنا نتيجة لسوء التخطيط، وسوء الادارة، بمعنى الكلمة. ولذلك فنحن نحتاج لاشخاص لهم باع طويل فى هذا الجانب، لتكوين مجلس استشارى اقتصادى لوضع سياسات سريعة لتنفذها الحكومة.
ومشكلتنا ايضا انعدام الامن الناتج من انتشار مليشيات الامن التابعة لاعضاء المؤتمر الوطنى، ولذلك فاننا نحتاج لمؤسسة عسكرية مستقلة عن سيطرة جماعة الانقاذ، لتكون هى القوة الجبرية للدولة، ولذلك فاننا نحتاج لتكوين مجلس عسكرى من الضباط الذين احيلوا للمعاش سواء من الجيش او من الشرطة، على ان يتولى هذا المجلس اختيار عسكريين، بعد تمحيص، لقيادة الوحدات سواء فى الجيش او فى قوات الشرطة والامن. على ان يكون الهم الأول لهذا المجلس العسكرى المقترح هو حفظ امن المواطن من عصابات جماعة الانقاذ.
نحتاج للسلام فى دارفور، ولذلك فان الحكومة الجديدة يجب ان تتحصل على تعهد من الحركات المسلحة بوقف العمليات فورا ومهما كان الثمن.
ثم نحتاج للتعاون الدولى لحل الضائقة الاقتصادية، ليس بالهبات والمنح، وانما برفع الحظر، والاستثمار، وكل هذا يحتاج ان نتحصل فى اقصر وقت ممكن على ثقة الدول الاجنبية، ومنظمات التمويل، ولذلك فاننا نحتاج لشخصيات لها مكانة عالمية ولها خبرة فى التعامل مع المؤسسات الاجنبية.
نحتاج لدولة القانون ولذلك فاننا نحتاج لوكلاء نيابة من خارج دائرة جماعة الانقاذ، على ان يتم توزيعهم بحرص على المواقع المهمة داخل وخارج العاصمة، ونحتاج لقضاة متميزين على ان يتم اختيارهم من الذين يؤمنون باهمية الدولة المدنية، ويحترمون الدستور.
نحتاج لان نسلك سلوك حضارى لتحقيق مطالبنا، وذلك بصياغة هذه المطالب بوضوح وتقديمها للمواطنين للالتفاف حولها وتسيير المظاهرات السلمية التى تطالب باستقالة الحكومة، دون تخريب او اعتداء.
هذه مجرد خطوط عريضة تحتاج للتنقيح والتعديل لوضع خريطة طريق مختصرة يكون هدفها مجرد وضع للقدم على اول طريق الاصلاح. اذا اتفق الثوار الذين يطالبون بالتغيير على هذه الخطة القصيرة، بعد تعديلها، وتصحيحها، فان حركة التغيير سوف تنجح فى مسعاها، اما اذا استمر الحال كما هو عليه، صراخ وعويل وتهديد واناشيد حماسية فاننا اذن لخاسرون.
|
|

|
|
|
|