|
مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم
|
من بين بروج الموت المنصوبة في الوطن هذه الأيام (في مرواحة لعبارة لمحمد المكي إبراهيم) انكسر قلبي للصبي لابس "فتيق" الصاعقة المدرسي يشخب دمه على أسلفت الشارع. "وجعني" شديد أن هذه الرقدة الأخيرة هي ما سيبقى منه أبداً في خاطر الوطن كما بقيت صورة الخليفة عبد الله. وأشد إيلاماً أنها ما سيبقى منه (بعد تخافت غبار معركة الوطن) في حشا أمه وأبيه وأخوته وإخواته وصبية الجيران بغمازتيها التي ربما بدا معها التناجي في طريق للعاطفة والوجد عوجل فيه. والطريق ما يزال طفلاً بعد. كان موته مكتوباً على "فتيق الصاعقة" الذي فرضه نظام الإنقاذ زياً مدرسياً. كان الإنقاذ يربيه للموت المبكر في ساحات الفداء. كان رهن الإشارة ليفتدينا فيها. وكتب الله ألا يموت في معسكر العيلفون، ولا في الميل اربعين، ولا في عزة السودان الأولى، ولا الثانية، ولا الثالثة إلى آخره، ولا في سفوح كاودا، ولا هجليج، ولا أب كرشولا، ولا الله كريم. ولا ولا. لما كتب الله له السلامة من كل هذه الغزوات صرعه من رعرعه للموت برصاصة ضرجته على قارعة الطريق وهو بريء إلا من هتاف على الفم وعلامة النصر على الأصابع. من لم يمت بالعدو المصطنع مات بغيره، مات بأمر من قائده الأعلى. لا أعرف نظاماً مثل الإنقاذ أسرف زعيمه في الإعتذار لنا عن تنكبه الطريق وعدم السداد. قال مرة لقد احتملتمونا على ضر. والتمس مرة ألا نشكوه إلى من سنقف على بابه جميعاً في يوم لا ظل إلا ظله. ولم يمض شهر أو نحوه مذ عض بنان الندم على إسراف نظامه في القتل في دارفور ذاكراً الحديث المنسوب لنبي الرحمة من أن هدم الكعبة لأهون على الله من قتل النفس. ثم لم نره يحقن دماً في أول منعطف. وصرع من بين المئات على أيامنا هذه الصبي بفتيق الصاعقة ذي اللون الأخضر والبقع السوداء وروى دمه أسفلت شارع اختبره الخريف وصمد بالكاد. وبدا لي ذلك من حسن التخلص من الدين للإنقاذ: تستنفر الدين ليغطي سوءتها وتتلمظ للدم متى رأت صبياً غراً يعترضها بالهتاف وعلامة النصر بينما لا تكف هي عن إشهار فشلها. قالت كاتبة جنوب أفريقية مرة أن بوسع الأمن في جنوب أفريقيا البيضاء أن يقتل الصبية السود عن بكرة أبيهم لولا أنهم مدربون على القتل. فقتلهم مدروس. ولا يبدو أن قتل الإنقاذ لخصومها الصغار مدروسا. فواه من القتلة الهواة! واه من القتلة الذين بلا أعرف! لا أعرف عدد المرات التي قال فيها النظام أنه سينصرف متى ضجر منه الناس. ولم نعد نعرف ما مقياس ضغط هذا الضجر. فلم يترك باباً للثقة في الإنتخابات لتدوير الحكم. ولم تقع عيننا على تظاهرة مشروعة منذ قيل بكفالة هذا الحق. ولم يجد نصح أمثالنا طوال ربع قرن إلى أن يأمن النظام إلى طلاقة الشعب لا أمن الإجراءات. ولكن لكل أول آخر. وعلى النظام أن يمتثل للإرادة الشعبية. فأشراط نهايته دنت. وهي ليست في التظاهرات. فهي، مجردة، لا تسقط النظم. ما يسقط النظم أنها لم تعد تقوى على الحكم. والتظاهرات سبب. ولم يعد خافياً منذ مؤتمر السيد البشير الأخير أن زمام الحكم فلت من الإنقاذ بحق وحقيق ولم يبق إلا التجمل. إن على الإنقاذ وعلى وجه السرعة أن تكف عن القتل وتاذن بالتظاهر كحق مكفول بالدستور وينظمه القانون. فهذا هو السبيل الصحي الذي لاغيره لاحتجاج مشروع مثمر وسلمي كما تلهج بذلك. أن تدعو لمؤتمر دستوري شامل تعد له سكرتارية من التكنوقراط على غرار مؤتمر المائدة المستديرة في 1965 لنتواثق على وطن مختلف ديمقراطي. وسنستصحب في المؤتمر كافة الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة وكيانات سياسية وطنية بدون أن تقعد بنا دون أن نتراضى عند حل شامل. أن تقوم على وجه السرعة حكومة أزمة رشيقة من الأحزاب، بما فيها المؤتمر الوطني، والحركات المسلحة ترعى المؤتمر الدستوري وتسعف الوضع الاقتصادي في بيئة نتفاءل أن تضع الحرب أوزارها فيها ونرمم علاقاتنا مع العالم الذي اعتزلناه. لو تذكرون في "موسم الهجرة إلى الشمال" أن مصطفى سعيد قرأ لنفسه وهو غائب العقل نوعاً قصيدة إنجليزية تبكي فيه نساء أوربيات قتلاهن في الحرب العالمية الأولى. وكانت خاتمتها: كان هناك ضوءاً خافتاً كان هناك ألماً عظيماً وهذا حالنا الألم العظيم والضوء الخافت.
Ibrahim, Abdullahi A. [[email protected]] ////////////
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: الصادق اسماعيل)
|
Quote: الحرب العالمية الأولى. وكانت خاتمتها: كان هناك ضوءاً خافتاً كان هناك ألماً عظيماً وهذا حالنا الألم العظيم والضوء الخافت.
|
اتفق مع البروف مية المية
اللهم ارحم الشهداء وصبر ذويهم
واحفظ ابناء السودان من القتلة وتجار النضال
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: الصادق اسماعيل)
|
Quote: لا أعرف نظاماً مثل الإنقاذ أسرف زعيمه في الإعتذار لنا عن تنكبه الطريق وعدم السداد. قال مرة لقد احتملتمونا على ضر. والتمس مرة ألا نشكوه إلى من سنقف على بابه جميعاً في يوم لا ظل إلا ظله. ولم يمض شهر أو نحوه مذ عض بنان الندم على إسراف نظامه في القتل في دارفور ذاكراً الحديث المنسوب لنبي الرحمة من أن هدم الكعبة لأهون على الله من قتل النفس. ثم لم نره يحقن دماً في أول منعطف. وصرع من بين المئات على أيامنا هذه الصبي بفتيق الصاعقة ذي اللون الأخضر والبقع السوداء وروى دمه أسفلت شارع اختبره الخريف وصمد بالكاد. وبدا لي ذلك من حسن التخلص من الدين للإنقاذ: تستنفر الدين ليغطي سوءتها وتتلمظ للدم متى رأت صبياً غراً يعترضها بالهتاف وعلامة النصر بينما لا تكف هي عن إشهار فشلها. |
بل هو موقف جدير بالأحترام، يا أخي الصادق، وليت البقية، من حاملي رسالة القلم، حذو حذوه. إنّها فعلا (تتلمّظ للدم متي ما رأت صبيّا غراً يعترضها بالهتاف وعلامة النصر..). فليس هناك ما يخيفهم أكثر من علامة النصر هذه؛ ترفعها يدٌ شابة لا تحمل أي سلاح..
حقن الدماء في ظرف مثل هذا يحتاج الي (قائد) (حقيقي) (شجاعٌ) (مقدام) (بعيد النظر) يقدم نفسه، أذا دعا الداعي، فداءً لقومه. ولكننا "لم نره يحقن دماً في أول منعطف..."! فالرجل يثبت كل يوم أنه لا ينتمي لهذه المنظومة من القادة وينفي عن نفسه (نفياً باتًا) أي من هذه الخصال االخمسة. كيف بالله يأوي الي فراشه في الليل وينام كبقية خلق الله؟! بينما تنوح بجواره أماتٌ ثواكل وآباء مكلومون جرحت كبرياءهم بأغور من جرح القلب الذي ينتف! كيف؟!.
Quote: إن على الإنقاذ وعلى وجه السرعة أن تكف عن القتل وتاذن بالتظاهر كحق مكفول بالدستور وينظمه القانون. فهذا هو السبيل الصحي الذي لاغيره لاحتجاج مشروع مثمر وسلمي كما تلهج بذلك. |
وهو كذلك. ثم عليها أن تستعد للرحيل لإن الساعة آتية لا ريب فيها!! فصدور الناس تمور بغضب حار يبقبق في الصدور متل دم الوليد الواقع مضرج في الظلط. لقد فطر قلوب العالم كله إلا قلبهم!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: BALLAH EL BAKRY)
|
بالطبع من نافلة القول انني لا اتفق مع كل ما جاء في المقال، ولا اتفق مع ع ع ابراهيم في الكثير من آراءه السياسية، ولكن المقال في مجمله جدير بالقراءة لانه يعكس الكثير مما يحدث في السودان من شخص يعايش الأحداث من داخل السودان، ومثقف سوداني له إسهاماته التي لا تخفى
شكرًا لكم على التعليقات ومزيد من القراءة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: الصادق اسماعيل)
|
مقال جميل يالصادق مكتوب بلغة رصينة لكن الدكتور أبي الا ان يدس لنا السم في العسل حكاية حكومة من ضمن مكوناتها المؤتمر الوثني دي انا ما قدرت ابلعها !!! يجب كنس المؤتمر الوطني كنظام وتصفية كل مؤسساتة وتجيرها لصالح الشعب السوداني وكل ذلك يتم بالقانون اعضاء المؤتمر الوطني كافراد كل من يثبت انة ارتكب جرماً في المال العام او اراقة دم او ظلم ستتم محاكمتة بالقانون باقي الكلام جميل و اؤيدة بشدة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: BALLAH EL BAKRY)
|
قرأناه بعقلنا و قلبنا يا عزيزي الصادق إسماعيل
و كل ما في الأمر، ان عبد الله على ابراهيم قد غمس قلمه الذكي الرشيق في مداد دم الشهيد ليكتب مقالا ( معسولا ) بهدف إخراج الإنقاذ من و رطتها و إعادة إنتاجها و تسويقها
حكومة انتقالية ( رشيقة ) بالضرورة لن تنبثق من رحم معركة اسقاط النظام بل هي مستولدة عبر احلال و ابدال سلس و مرتب و ( رشيق)
حكومة تضم تكنوقراط في رشاقة الجزولي دفع الله و عثمان عبد الله و عمر عبد العاطي حكومة من شروط رشاقتها الا تاتي بذات الأوجه التى ملها الناس : نافع، و عبد الرحيم حسين، و عوض الجاز، و ربيع البديع حكومة رشيقة : هي بالضرورة ستزيل ( الملل ) و تفرمل الجماهير المتحركة على درب العمل الثوري الكبير، و ترعى تلك التسوية السياسية ( الرشيقة ) التى من اهم شروطها الحفاظ على مؤسسات الأمة الإسلامية و جهازها الآمنى الساهر على سلامة البلاد و العباد لا ادري على أي من السعرين ستغلق بورصة أزمة الموتمر الوطني أبوابها : - سعر غازي صلاح الدين - ام سعر عبد الله على ابراهيم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: أحمد طراوه)
|
تعليق في غاية التوفيق يا طراوة ...عبد الله علي ابراهيم بدا اقل تقدما حتى من غازى صلاد الدين صاحب الجلد و الراس ..هل كان سيكون اقل تعاسة لو مات الصبي الذي ( الذى هو واحد من شهد اء الحرية البواسل ) في ابو كرشولا مثلا ..... دعت الدكتورة بيان ان يحفظ الله الشهداء من ان يتاجر بدمائهم القتلة و ادعياء النضال ....لست ادري كيف لم يخطر علي بالها ان تضم لقائمة المتاجرين من لم يناضلوا يوما بل وقفوا علي طول سنوات الظلام يدافعون عن من قتلوا ذات الصبي واثكلوا ذات الامهات في كل ساحات الاعدام التى عددها برشاقة د /عبدالله الذى اعجب بيانه د/بيان
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: حمد عبد الغفار عمر)
|
Quote: إن على الإنقاذ وعلى وجه السرعة أن تكف عن القتل وتاذن بالتظاهر كحق مكفول بالدستور وينظمه القانون. فهذا هو السبيل الصحي الذي لاغيره لاحتجاج مشروع مثمر وسلمي كما تلهج بذلك. أن تدعو لمؤتمر دستوري شامل تعد له سكرتارية من التكنوقراط على غرار مؤتمر المائدة المستديرة في 1965 لنتواثق على وطن مختلف ديمقراطي. وسنستصحب في المؤتمر كافة الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة وكيانات سياسية وطنية بدون أن تقعد بنا دون أن نتراضى عند حل شامل. أن تقوم على وجه السرعة حكومة أزمة رشيقة من الأحزاب، بما فيها المؤتمر الوطني، والحركات المسلحة ترعى المؤتمر الدستوري وتسعف الوضع الاقتصادي في بيئة نتفاءل أن تضع الحرب أوزارها فيها ونرمم علاقاتنا مع العالم الذي اعتزلناه. |
كُتَّاب عُظماء، لكن فات عليهم أن الإنقاذ ليست هي الحل، بل هي المشكلة. والمشكلة لا يمكن أن تكون جزءاً من الحل
هي ثورة يا دكتور، ثورة لكنس الإنقاذ. إذا لم تدركها أنت الكاتب العظيم، فكيف يدركها الإنقاذيون إلاّ وهم في حال معمر القذافي.
أوعدك سنواصل الطريق حتى تتغير طريقة كتابتك وتنحاز تماماً للجماهير وتقطع شعرة معاوية مع النظام وكل أمل في إصلاحه أو أن يكون جزءاً من صلاح الحال.
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: مقال جدير بالقراءة ل ع ع ابراهيم (Re: قرشـــو)
|
Quote: إن على الإنقاذ وعلى وجه السرعة |
جيل ع ع إبراهيم مفروض يكون هسع هم عرابي الثورة وحكمائها، لا أن يكونوا صوت الجلاد، مفترض تخجل من الأطفال البيستشهدوا ديل، لأنهم فهموا أكتر منك بكل تجربتك الطويلة، أن يقولو (يسقط يسقط حكم العسكر) لا كما قلت أنت (إن على الإنقاذ وعلى وجه السرعة). غايتو أحسن الواحد يكتفي بالكلمتين ديل، (والله مهازل)
| |

|
|
|
|
|
|
|