|
انتصار القتيل -- قصيدة
|
المجد والخلود لشهداء الانتفاضة. ------------
انتصار القتيل شعر: موسى أحمد مروح
وَقَفتُ علَى رُبَى جَسدِى لأَنظُرَ في مآلاتِي صَعدْتُ علَى مُثابَرَتي ودُسْتُ علَى مُعاناتي وكانَ الوقتُ يُسْعِفُني لأَثبُتَ في مُجالدَتي وُحوشَ الرُّوحِ والعقلِ لأنَّ الخيرَ يأْلَفُني يُبشِّرُني ويَعْزِفُني أَغانٍ فِي مَساماتي فَنَبْضِي لَيْسَ تُوقِفُهُ جُروحُ الرّوحِ والجَسدِ دَمِي يأْبَى مُغادَرتي يَعودُ إلى شَرايِيني يَعودُ ولَيْسَ يَنْسكبُ يُضِئُ جَميعَ أَركاني ويَزرعُ نَبْتةً تَحْيا علَى جَلَدِي وإِيماني ويُشعِلُني ويَلتهِبُ فَيُشرِقُ فِي ظلامِ الموتِ فَجرٌ مِن خِياراتِي شُموسٌ تَحتَفِي طَرَباً علَى مُستقبَلي الآتي ورُغمَ سُقوطِ أَوراقي رَبيعاً مِنْ علَى شَجرِي ورُغمَ هَزيمةِ الوَرْدِ ومَوتِ الشِّعرِ والسّرْدِ أَبَى أَنْ يَنْتهِي وِرْدِي شِراعِي خافِقٌ في الرّيحِ يَلْمعُ مِنْ علَى سُفُني وحالي ليْسَ يُؤْسِفُني وقَلْبِي لا يُعنّفُني لأنّي واضِحُ القَلْبِ لأنّي لا تُخالِجُني شُكوكٌ في مَدَى حُبّي يَظُنُّ الوَحشُ أَنَّ خِناقَ قَبْضتِهِ يَفُتُّ عَزيمةَ الأملِ ويُوصِدُ مُنتهَى سُبُلِي يَفُلُّ إِرادةً تَعلُو وتَسخرُ مِن إرادتِهِ ولكنّي أَرَىْ جَلَداً يُفَتّتُ مِنْ عَزيمتِهِ وقَد ضاقَتْ بَصيرتُهُ كما اْتّسَعَتْ مِساحاتي وحِينَ سُقوطِ مَنطقِهِ نَهضْتُ علَى جراحاتي أُلَمْلِمُ ذِكرياتِ الحُبِّ في خَلَدِي إلى الأبَدِ أُزَمِّلُها وأَغْسِلُها بماءٍ لا تُلوِّثهُ شُرورٌ مِنْ حَبائلِهِ بنَبْعٍ لَيْس يَحرُسُهُ فَصِيلٌ مِنْ فَصائِلِهِ مَضيتُ أَجُوبُ مَعْركتي أُقبِّلُ وَجهَ أَحْيائي وأَمْواتي أُبَجِّلُ يومَ مِيلادِي طلِيقاً مِن خُرافَتِهِ وحُرّاً في سَماواتي
وحِينَ دَنَتْ شمسُ حُبّي العظيمِ مِن دَرَجٍ نَسجَتْ جانِبيْهِ غُيومٌ بِلَونِ المَغيبْ وبَدا أَنّني سوف أَلْقَى الحبيبَ شهيداً مَضَى هَيِّناً في الهَوَى شَرِساً في المماتِ مَشَتْ في نَواحِيَ قلبي السّكينةُ تَزْرعُ حقلاً مِنَ الوَعْدِ فاضَتْ علَى جانِبيْهِ نَجاتى أَظَلََّ سحابٌ مِنَ الحُبِّ أَشجارَهُ وطارَ الفَراشُ يُحلِّقُ فوق جَداولِهِ يُغازلُ سِرْباً مِنَ النّحلِ والقُبَّراتِ ثمّ الْتَفَتُّ إلى الوَحشِ مُسْتهتِراً وأَنا مُعجَبٌ بِثَباتي سأَحْرُمُهُ مِنْ هَزيمةِ رُوحِي سأَختارُ مَوْتِي بِنفسِي فَمَوْتي شهيداً أُقاتِلُ عَنْ قِيَمي هُوَ نِعمُ الحَياةِ أُريدُ الذَّهابَ إلى اللّهِ حُرّاً كما وَلِدتْنِيَ أُمّي فلا أَتنازَلُ عن فِطرَتي الَأزَليّةِ حتى ولَوْ نَكّلَتْ بي طُغاتِي نظِيفاً يَدِي لا يُلَطِّخُها السُّحْتُ جَيْبي هَزيلٌ لا يَنُوءُ بِما حَرَّمَ اللّهُ مِن مُوبِقاتِ
مُحِبّاً لقَومِي لا أُخَيّرُهُم بينَ أَنْ يَعبُدوا اللّهَ قَهراً وجُوعاً في سِنينِ الرَّمادةِ أَو يأْكُلونَ ، وهُمْ يَنْزِفُونَ فُتاتِي جَميلاً أرَى الخيْرَ في كُلِّ دَربٍ مَشيتُ بِهِ في بلادٍ كَريمٍ تُرابٌ تَهادَتْ عَليهِ حَرائِرُها إذ أَحاطَ بها المَجدُ يَحْرُسُها مِن جَميعِ الجهاتِ.
--------- من ديواني "عند حد الشذى والبهار"... الوحش يظل وحشاً.
|
|

|
|
|
|