|
زيتنا طلع ياخ .. وشخص وراء الستار يصرخ : آآآآي أعصرهم لي
|
هذا المقال كتبته في العام 2011 عند رفع الدعم عن المحروقات في ذلك الوقت حالياً بنشوف 2011 زمن نغنغه ولسًه التقيل ورا .. إنتو لسه ماشفتو حاجه
شاهدتها من بعيد وكرشها يكاد يمتليء بالركاب ، فحثثت خطاي للحاق بها ، كانت يتيمة لاأخت لها من خلفها الأمر الذي جعلني أشد الهمة أكثر وأكثر للفوز بمقعد بها ، بتوفيق من الله ولجتها ووجدت لنفسي مقعد وحيد عافه الجميع ذلك لأنه يجعلك في المنصه ، المقعد يسميه العامة (عزيزي المشاهد) لأنه من هناك ستشاهد الجميع وبلا إستثناء بسبب وضعك المعكوس فالجميع عيونهم بإتجاه سير الحافله بينما أنت عكسهم ، الأمر المحرج في هذا المقعد أنه أينما إلتفتت فستقع عيناك بعيني أحد الركاب ، قضيت نصف المسافه وأنا أشغل نفسي بقراءه بريد رسائل هاتفي القديمه وحين مللتها تماماً قررت رفع رأسي والتأمل في الركاب وياليتني أبقيت نظري بشاشة هاتفي ، السواد الأعظم كان في كامل التجهم ، أما البقية فكان يسرح بملكوت عجيب ، حتى كنبة شكراً التي غالباً مايشغرها الطلاب الممتلئين ضجيجاً وضحكاً كانت صامته وكأني بهذه الحافلة تحمل ركابها لمعتقل غوانتنامو ، والحافله لمن يعلم هي نبض الشارع ومقياسه الأول . كان ركوب المواصلات العامه قبل أعوام متعة عظيمه توازي متعة دخول السينما وحضور فلم متخم بالكوميديا ، حيث يتسامر الناس ويتعرفون ببعضهم البعض ، وأذكر فيما أذكر أنني ركبت يوماً إحدى الحافلات وكان بحوزة أحد الركاب (عود) وأعني هنا الآلة الموسيقيه ، وبوسط المسافة أخرج الرجل عوده وبدأ يدندن بإحدى أغنيات إبراهيم عوض وتفاعل معه جميع الركاب ، المضحك أن أغلب الركاب عند اندماجهم مع الأغنيه كانوا يطقطقون بأصابعهم بنفس الطريقة التي يتم إستخدامها لإيقاف الحافله والترجل منها فكان السائق يتوقف فلا يجد من يترجل ويصيح الركاب (نحنا بنبشر للفنان مامعاك) ، اليوم وبعد أن (إتعصر) سواد الشعب الأعظم (لحدي ماكمل زيتو) أصبح من الصعب إيجاد جو جميل كهذا بإحدى الحافلات ، فالكل غاضب والكل حانق والكل متشائم بالمستقبل وأصبح المثل المتداول (ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها ضاقت أكتر) ، بالأمس طالعتنا الصحف بإرتفاع اسعار السكر والبنزين وضريبة المكالمات وغداً سترتفع أسعار اشياء أخرى بعد أن ظننا أن الأسعار قد وصلت أخر سقف لها ، لكن يبدو أن الأسعار لدينا لاسقف لها ، الحكومة تلقى باللوم على جشع التجار والتجار يلقون باللوم على ارتفاع سعر الدولار وزيادة الضرائب وبين هاتي وتيك ضاعت الأماني ومعها ضحكاتنا التي كانت تجلجل حتى عنان السماء . حدثنا أصحاب المنبر بسلام عادل بعد الإنفصال و(نغنغة) وعيش رغيد بعد إنفصال (الترلة) التي أثقلت حركتنا لكننا تفاجأنا بفقدنا للأرض والسلام وجزء كبير من الثروة أيضاً مما أفضى بنا لهذا البؤس البئيس ، ترى أخدعونا أم كانوا أنفسهم يخدعون ؟؟؟!!! بصدق لاأجد إجابة لهذا الأمر ، وطننا يذخر بالخير ظاهره وباطنه ولاأجد عذراً مقنعاً لحالنا البائس سوى سوء الإدارة وفساد الذمم والأخلاق والمحسوبيه وإنعدام المحاسبه و(الغتغته) ، كل هذه الأمراض دبت في جسدنا فأقعدتنا عن الأمم التي هرولت بعيداً وتركتنا جسداً مريضاً ، منهكاً وعقيماً . حلم أخير : بكرة يبقى أحلى .... وأن يختفي ذلك ال###### الذي يصرخ من وراء ستار
|
|

|
|
|
|