مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. حبيب نورة..........

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2025, 06:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-05-2013, 10:56 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. حبيب نورة..........

    كتابة طاعمة للحبيب يس ...........ارجو ان يواصل...............




    - تعرف السّت دي يا عم يسييين ؟
    - نظرتُ ملياً نحو السيدة التي أشار إليها عم شعبان صديقي النوبي الجميل وقلت في ثقةٍ شديدة :
    - أيوة _ أنا بعرف مدام نوجا من حوالي ستة سنوات، لكن هي تطلع مين ؟
    - واخد بال حضرتك ؟ أنا بعرفها من يجي كام وتلاتين سنة، لكن حسب ما سمعت إنها كانت من " أقمل " بنات وِسْط البلد، وكان الناس كوولهم بيجروا وراها . تناول كأسه المعبأ بالبراندي بيده اليسرى، والتقط حفنة من الجبن والطماطم بيده اليمنى، وأردف بعد أن رجّ كأسه كي يختلط ثلجه بخمره الردئ : ده زمن ابن ستين وِسْخة، البني آدم لازم يفضل بني آدم _ مافيش بني آدم يبقى مفيش بني آدم ! أنا بسكر يا عم عشان أفضل بنى آدم !!
    - طب إحنا بنسكر علشان ننسى ! . لم يمهلني مقدار أن أزدرد حبة الترِمس وقال :
    - بُص يا عم _ أنا بسكر علشان أفتكِرْ . قالها وصمت برهةً حتى يتثنى له أن يحقن كأس البراندي في حنجرته العميقة، وقال لي : شايف الراقِل اللي آعِد هناك دوّت ؟ _ ده كان ها يقتلني سنة .. إحنا النهار ده ف سنة كام ؟؟ وقبل أن أرد على سؤاله قاطعني : عم نظمي ده كان ناصري، من الجماعة بتوع عبد الناصر، وكانت في خطة لقتل اليهود وأنا كنت سايق عربية جاية من تل أبيب _ عارف ؟ كووولها كسر من الثانية وأنا كنت ها أكون كل سنة وانت طيب !
    - أهاااا والحصل شنو يا عم شعبان ؟
    - والنبي يا مدام نوجا، عايزين فن _ حُطِّي قناة دلع أنا نفسي أشوف لحمة حلوة . وعندما عرفت أن صديقي لم يعرني إنتباهاً، امتطيت صهوة الفرح المعبأ في زجاجات، ورفعت القارورة الخضراء، وتبادلنا القبلات في الطاولة، ولم نطق صبراً على بلوغ السرير .


    نواصل ..

    (عدل بواسطة Nader Abu Kadouk on 09-05-2013, 11:00 PM)

                  

09-05-2013, 10:57 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    كالعادة _ القاهرة في مثل هذه الأوقات تتململ في سخطٍ من شدّة الحر . يونيو يتسكّع على سراطِ شواظٍ من نارٍ ولم يزل، يرجّه الليل _ نصفه أو زد منه قليلاً _ ببطءٍ ثمج، تتساقط اللعنات من عِلٍ، والبشر أجمعين يلعنون ويسبّون : دين أمك يا مرسي . وبعضهم يردف : أحنا آسفين يا مبارك ! . تشخصُ أبصارهم حين ترنو إلى السماء _ ولا مجيب .
    يجردون مسابح دعواتهم _ ولا مجيب . يمسحون هاماتهم التي يفصّدها العرق، ويتكلّس مالحاً في ثنياتها _ ولا هواء . يكحّون ويسعلون ويسألوا : لماذا يا رب ؟ صديقتي المجنونة قبل عامٍ ونيّف _ تساءلت في براءةٍ تحسد عليها وقالت : عليك الله يا الله خارج لينا الكيزان ديل !! . لم يجبها سوى الصدى على ما أعتقد . ضجيج الداون تاون وأبواق سياراته التي تزحف على الأسفلتِ متبرّمة من شدّة قسوته، الأكسجين الردئ كان يعوِي خلفي ومن أمامي . يا عاهرة :
    كيف أمحوكِ من أوراقِ ذاكرتي وأنتِ في القلبِ مثل النقش في الحجر ؟ . يا قاهرة هل تذكرين ؟ أوَ تذكريني صديقتي أوّ تذكرين ؟
    تسكعتُ في أسفلتك وغبارك _ ملء خطواتي، ولم يعُد لي حذاء لم يسلم من قبلاتك الباردة أحياناً _ وحارةً أحياناً حين السداد !! . لكم وودتُ أن أشيّد من أطلالِ ما تبقى من حبي لهذه المدينة تمثالاً أسجد له بين الفينة والأخرى . ولكن !! . وحتى لا يجرجرني السرد نحو شوارعٍ لم أخططها، ولا أعرفها، ينبغي أن أعود للحكاية . بعد أن امتلئت بطوننا من خيراتِ مطعم صديقتي أبو الزوز من كوارع وأم فتفت، لم يعد لدينا سبباً آخراً للبقاء في هذا المكان، خصوصاً بعد إنقطاع التيار الكهربائي الذي أصبح يتكرّر كثيراً في عهدِ أمير المؤمنين سيدنا مرسي قدّس الله قبره _ بعد عمرٍ طويل بالطبع . أمتطينا الأبيض من دوابِ القاهرة حتى لا نضطر للمفاصلة والمحاججة التي يلجأ إليها سائقي عربات الأجرة بلزوجةٍ يحسدون عليها، ووجدنا نفسينا في شارع شريف بالقربِ من الممر الضيق الذي يفضي إلى بار جامايكا . على اليمين ينتصب البنك الأهلى كشيكٍ آجل السداد، وعلى اليسار جمهورية جامايكا العظمى، وما أداراك ما المعبد البوذي حسب وصف صديقي ناصر الأنصاري الذي لم أعد ألتقيه كثيراً .
    بار جاميكا شديد الضآلة بالقدرِ الذي يجعلك تظن أنك ولدت في هذا المكان، بعد أقل من ربع ساعة وأنت ترتاده للمرةِ الأولى ! . نعم لا يوجد فيه مثل هذا القدر من الفوضى التي يتيحها لك بار ومقهى الحرية الذي يقبع على مرمى رشفة من زجاجة إستيلا من ميدان الفلكي في باب اللوق، ولكنه يتمتّع بأكبر قدر ممكن من الخصوصية لا تتيحها لك المقاهي والبارات الأخرى . سلني كيف أو لماذا !! . والآن سآتيك من لدنِّي خبرا _ لأن هذا البار أغلب رواده يتواجدون في هذا المكان منذ خمس وثلاثين عاماً ونيّف !! طبعاَ هيبة وعظمة وسلطان بلا أدنى مجالاً للشك . بالإضافة لصغر مساحته التي توفر لك حميميةً لا قِبل لك بها . أنا لا أحب (جو ) على الإطلاق، أعتقد أنه ثمج وقليل الذوق بالقدرِ الذي يجعله غير مؤهلاً للعملِ كنادلِ حانة، والحانات تتطلب أكبر قدر من اللباقة والكياسة لا تتوفّر لجو، الذي يعتد بعضلاته المحقونة جيداً بخيرةِ ما أنتجت معامل الصيدلة من عقارات محفزة للقدرة العضلية . وأذكر أن واحد صاحبنا كان زهجان جداً من جو وثقالته التي تتفوق على ثقالة ميلاد نادل بار ومقهى الحرية، قال لي : أنا الزول ده لو قلت ليه .. أمك فيها حاجة ؟؟ . قلت ليه : أبداً بتاتاً بتاتاً _ بس أنا لا بدفع شيرنغ ولا بمشي مستشفى بالنهار !! .


    نواصل ...
                  

09-05-2013, 10:58 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    كنتُ أزدرد في حباتِ الترمس بالقدرِ الذي يجعلك تخاله _ التين والزيتون وطورِ سنين . لا أعرف حتى كتابة هذه السطور لماذا يؤطّد الترمس علاقته بالسكر وكأن بينهما برزخٌ من الأواصرِ لا يبغيان . لا أعلم . نظرتُ مليّاً _ ليس هنالك سوى صديقى وعم شعبان وشاب سعودي لفظته أمشاج الصحراء لحضن النيل . ذكر هذا الشاب السعودي بُعيْد نكتةٍ بذيئة سمعتها مراراً وتكراراً حتى أضحت طاهرة مطهّرة، أنه من بقعةٍ ناشفةٍ شديدة الجفاف ولا مطر _ تشرف على الربع الخالي . وددتُ أن أتساءل : أيش اللي جاب أمك الحين ؟؟ . لم أفعل لأني كنت مبهوراً بلهجته السعودية التي أفتقدتها كثيراً _ ولأننا كنا جيران في الطاولات . أقولُ قولي هذا، وأتمنى أن تتاح لي فرصة أخرى، لمواصلة هذا الموضوع، لسه ح نتكلم عن مدام نوجا، وشلة بار جامايكا، والسحاقيات، وحاجات تانية حامياني . دي المناظر والفلم قدّام .
                  

09-05-2013, 11:00 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    كنتُ أزدرد في حباتِ الترمس بالقدرِ الذي يجعلك تخاله _ التين والزيتون وطورِ سنين . لا أعرف حتى كتابة هذه السطور لماذا يؤطّد الترمس علاقته بالسكر وكأن بينهما برزخٌ من الأواصرِ لا يبغيان . لا أعلم . نظرتُ مليّاً _ ليس هنالك سوى صديقى وعم شعبان وشاب سعودي لفظته أمشاج الصحراء لحضن النيل . ذكر هذا الشاب السعودي بُعيْد نكتةٍ بذيئة سمعتها مراراً وتكراراً حتى أضحت طاهرة مطهّرة، أنه من بقعةٍ ناشفةٍ شديدة الجفاف ولا مطر _ تشرف على الربع الخالي . وددتُ أن أتساءل : أيش اللي جاب أمك الحين ؟؟ . لم أفعل لأني كنت مبهوراً بلهجته السعودية التي أفتقدتها كثيراً _ ولأننا كنا جيران في الطاولات . أقولُ قولي هذا، وأتمنى أن تتاح لي فرصة أخرى، لمواصلة هذا الموضوع، لسه ح نتكلم عن مدام نوجا، وشلة بار جامايكا، والسحاقيات، وحاجات تانية حامياني . دي المناظر والفلم قدّام .
                  

09-05-2013, 11:02 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    كانت مدام نوجا تجلس في كرسيها في تلك الناحية التي أطلق عليها المقصورة الرئيسة، وهذا المكان عادةً ما يجلس إليه قدامى الرواد وندمائهم وضيوفهم، لم يكن المكان برمّته يتسّع لأكثر من ثلاثين شخصاً، ولكنه في بعض الأحيان خصوصاً في نهاية الأسبوع يستطيع أن يحتمل . يفتقد المكان السيد مدحت، الذي لم أزل أتذكر صرخته الشهيرة : نيكاراغوااا . كان يطلق على كل السودانيين الذين يتواجدون في المكان اسم ( دونقولاوية ) فاحتملت دنقلا بلا ذنب وِزْر كل السكارى وطالبي المتعة . ولكن حل مكان مدحت بجدارةٍ واقتدار ميكانيكي الطائرات أسامة وما أدراك ما أسامة الذي يذكرني بندامى الإندايات في زمانٍ غابرٍ . كان يحضر معه عشاءه الذي عادةً يتكون من شوية باتنجان مخلّل وطُرشي وفول وطعمية _ وأحياناً جمبري _ وهذا الشئ لا يحدث إلا في نهاية الأسبوع _ لأن الجمبري يساعد في تنفيذ المهام بدقّة . لأسامة رقصة تشبه رقصة بيبيتو التي رقصها إحتفالاً بمولوده في إحدى بطولات كأس العالم، وبعد أن أعتاد الروّاد صراخه وإزعاجه أصبح فاكهة المجلس، ويستمتع البعض بمداعبته والعبث معه . يقال أن أسامة كان يعمل ميكانيكي طائرات، وسمعت العم شعبان يقول أنه الشخص الوحيد اللي كان بينام تحت الطيارة . وأحياناً يضيف : واخد بالك _ بتوع الطيارات كولهم وِلاد ######ة وأولهم مبارك . فيضحك الجميع إلى أن يكتشفون موقفاً طريفاً آخراً ينسيهم الموقف الأول .


    نواصل ...
                  

09-05-2013, 11:03 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    أصبحت قناة دلع _ هي القناة الأكثر مشاهدة في بار جامايكا، كل هذا من أجلِ مشاهدة الراقصة الجديدة . إنها لا تقلّ عظمةً وطولاً عن برجِ خليفة " . تلك الراقصة السورية المتعدّدة الطوابق التي تقدّم استعراضاتها الرهيبة في قناة (دلع ) . لم أكن أعرف أن هنالك قناة تلفزيونية تهتم فقط بالرقص الشرقي المثير، وتقدم كل صنوف الدلع للسادة المشاهدين الكرام _ إلا عندما قال عم شعبان في جامايكا للرجل ذو الصوت الأجش الكريه : يا عم هات الريموت ده وما تقرفناش بأه !! . تناول عم شعبان الريموت وبأنامل تعرف الهدف تماماً، داس على الأزرار بخبرةٍ، ليرتسم الرقم 369 على الشاشة _ بعظمة وهيبة وسلطان، لتطل قناة دلع بكامل بهاءها ورونقها . تمدّدت الإبتسامات على وجوه الحضور وغادرها الموت السريري، وبدت الأسنان الصفراء في نقاء اللجين . وعندما أطلت الراقصة السورية بطوابقها المتعددة، قام العم شعبان، ورقص رقصته الأشهر من رقصة شاكيرا، ويصفق كل الحضور في بار جامايكا من فرطِ السعادة . وبعد إنتهاء الرقصة قال الرجل ذو الصوت الأجش للعم شعبان : ما كان من الأول يا ابن الوسـخة . والله صحي : صدق السكارى ولو طشموا يا جدعان . لهذا السبب أصبحت قناة روتانا زمان، التي تذيع حفلة السّت أم كلثوم في مثلِ هذه الأوقات _ نسياً منسيا .


    نواصل ...
                  

09-05-2013, 11:04 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    تشاهد مدام نوجا وهي تتلولح في كرسيها مثل نبتة القشّة أُمْ رُوح، بينما هي تتبسّم وتتكشّم زي نار القصب . لا أدري إلى الآن كيف صمدت هذه السيدة كل هذه السنوات ؟ . كنت كل ما أشاهدها في ذلك المكان، وهي تستعد للرحيل في تمام الساعة الواحدة صباحاً، أتمنى أن أنهض من مكاني لأعانقها واحتضنها . لا أدري لماذا ! ولكني في كل مرة يغمرني شعور بأنها ستكون المرة الأخيرة . ولكني سمعت أنها تعود في منتصف النهار تماماً ولا تغادر هذا المكان إلا في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني . لو كنت صاحب شركة إستيلا للمياه الصالحة للشرب _ لأمرت بتكريمها في بار عام !! فهي تستحق أكثر من وسام باخُوس للخدمة الطويلة الممتازة . لا أستطيع نسيان ذلك اليوم الجميل أبداً . كانت المقصورة الرئيسة محضورة في تلك الليلة، عم اسماعيل يجلس على سدّتها، وبعض السدنة والندامى والضيوف الكرام . كان هنالك مُغنٍّ شاب وبرفقته عازف كمنجة صغير أظنه لم يبلغ الحلم إلا قبل ثلاث ليالٍ فحسب . لدهشتي كانت أول أغنية يردّدها ذلك الشاب أغنية البحر بيضحك ليه _ على ما أعتقد كان يغنيها الشيخ إمام، وقبل أن أفيق من دهشتي _ تلاها بأغنية الحشاشين أو التحفجية رائعة الشيخ سيد درويش . فقدت محفظتي وقارها وأنفرط عقد جنيهاتها أمام جمال أداء المغني . محتمل أيضاً أن يكون الأداء ليس بهذه الجودة التي كنا نتصورها . ولكن يقول المثل : أشرب كثيراً ترى الوجود جميلاً وما جمعه هذا الشاب في تلك الليلة من نقود _ يجعله يتهوّر ويفكر في أن يبِر نفسه بكيلو كباب كامل _ وإنشاء الله محدِّش حوّش . أنا شخصياً بعد إنقضاء الليلة _ لم أكن أستطيع الوصول إلى منزلي لولا تكفّل صديقي ناصر الأنصاري بدفع أجرة التاكسي .


    نواصل ....
                  

09-05-2013, 11:05 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    يا للعجب !!! نهض عم شعبان ليرقص، وقام بعده عم إسماعيل . وقااااامت مدام نوجا !! . من الأشياء التي تعجبني في بعض الأشخاص الطاعنين في السّن _ قدرتهم على الحياة ! في الوقت نفسه تجبر الظروف الإجتماعية البائسة والفقر ونحوهِ _ بعض الشبان إلى القفز من نوافذِ الحياة، مودعين أجمل فترات أعمارهم وزهوها . ولكن من أجمل ما تعلمته في مصرَ على الرغم من الويلات والسخط والقرف الذي لاقاني فيها _ القدرة الهائلة على تجاوز الألم وخيبات الحياة . في غرارةِ نفسي كنت أسأل : كيف استطاعت بنت الذين لم يعد لعظامهم موضع أثر في جميع مقابر الزمان السابق _ أن تنهض من كرسيها _ خصوصاً بعد أن شاهدتها بأمّ عيني وهي تفتتح زجاجة ربع براندي، وظننتُ لغبائي أنها ستكون الضربة القاضية . ولكن حدث ما لم أكن أتصوّره أبداً . نعم هذا ما حدث !!


    نواصل ...
                  

09-05-2013, 11:07 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    نهضت مدام نوجا وهي تبتسم ابتسامة عريضة واثقة وأشدّ إتساعاً من المحطة البعد كوستي، وأتجهت أنظار الجميع نحوها _ وحتى المغني الشاب وتابعه الصغير مال بجسده تسعين درجةً واتسعت عيناه وهو يشاهد عرض مدام نوجا الفريد . وحاة القعدة دي أقوم منها أفتّش في الزيادة، أنا لو هواء المكيّف ما كان شديد _ كنت بقول شايلها الهواء ساهي . كانت بتتلولح زي الدلقان الشايلو العُصار، وكرعينها يتلولون زي المفراكة في حلة أُم رقيقة . وتذكرت على الفور رقصة الضب، التي لن أحكيها لكم بأيّ حالٍ من الأحوال . المهم ربك رب الخير شاء أن تنتهي الرقصة دون أن تنتقل مدام نوجا إلى الرفيق الأعلى _ تصحبه دعواتنا المستجابة، أما ما حدث بعد ذلك فسيأتيكم منه خبرا في أقرب فرصة . مع السلامة .


    نواصل في الحلقة القادمة
                  

09-06-2013, 06:32 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    حبيب نورة.............

    جبنا الكلام ده من بوست سابق على امل المواصلة في الحلقة التانية............
                  

09-06-2013, 06:34 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    حبيب نورة.............

    جبنا الكلام ده من بوست سابق على امل المواصلة في الحلقة التانية............
                  

09-07-2013, 01:52 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: Nader Abu Kadouk)

    نادر أب كدودك تتجازى يا يابة :)

    والله تعرف البوست ده أنا مفروض أرفعو من زماااان، لكن الفترة الفاتت دي كانت في مشغوليات وعدم إمكانيات
    على المستوى اللوجستي بالطبع

    لكن جاييك برواقة يا حبيب

    اليومين ديل الدكاكين قاعدة تقفل بدري ياخ :)
                  

09-07-2013, 01:56 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: حبيب نورة)

    بمناسبة الدكاكين القاعدة تقفل بدري دي :)

    في زمن حظر التجوّل كانت أنفاس المدينة في عجلةٍ من أمرها، الكل يمضي إلى لهاثٍ تام، يموجُ ويضطرم، وينتصف ليل القاهرة في تمام الرابعة عصراً . في ممر البنك الأهلى، كانت تتأرجح سبعينية طاعنة في شرف الموت، وابتسامتها لم تزل تحاول أن تتملّص من رماد الأيام التي علقت عليها . مدام نوجا كانت حسناء فاتنة قبل ستين عاماً أو تزيد حسبما روى لي أحدهم قبل أيامٍ خلونَ، ولكنها الآن أصبحت مجرّد " مُفراكة تصوطُ في حلّة ختام مسكها " . أنا أيضاُ أهيلُ على حاضري ركام خيباتٍ رصفتها بزيف الضحكات . أهيلُ وأهيلُ . بالقرب من باب بار جامايكا توقفت مدام نوجا واطلقت زفرة، لم يكن الوقت يسمح لها بازدراد حبّة ترمس في أغلب الأحوال، ولكني وددت أن أقول لها : أدخلي إلى فسيح جناتك يا حبيبتي، أدخلي . ولكنها لم تكن راضية ولا مرضية، فهذا هو زمان حظر التجوّل كما ترون . أتطلع إلى مدام نوجا، الدخان الذي يتصاعد من مدخنتها، علبة الكيلوباترا، أناملها المعروقة، ولا تعنيني إلا حسرتها، والألم المخبوء في مرايا وجهها المتصدّع . أنا أيضاً أتصدع، أظمأُ وتراودني العديد من الأفكار الماكرة، ويوسوسُ لي إبليس كثيراً، وأردعه قائلاً : بلاش يابني بكرة ربنا ح يعدلها . يشخرُ إبليس ويبتعد قائلاً : بكرة مين يا ابن الكدابة ؟ . أحّا .



    وتسلم يا حبيب وبرجع للبوست برواقة
    بس خلي الحال ينصلح
                  

09-07-2013, 10:09 PM

Nader Abu Kadouk
<aNader Abu Kadouk
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 3706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدام نوجا وشلة بار جامايكا وحكايات ....تاني مرة.. (Re: حبيب نورة)

    Quote: وتسلم يا حبيب وبرجع للبوست برواقة
    بس خلي الحال ينصلح


    ربنا يصلح الحال و ترجع لينا لكتابتك اليوم ح تكتل ليها زول دي.................
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de