|
استمرار انسياب النفط عبر الاراضي السودانية تكتيك ام انبطاح ؟
|
تعودنا من الريس الهمام في كل مرة أن يرغي ويزبد ويقسم القسم المغلظ بالكتب السماوية أحيانا وبأبغض الحلال الى الله أحيانا أخرى , والله أكبر ولله الحمد وفي سبيل الله قمنا و و و , ثم موسيقى تصويرية أو جهادية وعرضة أو رقصة و يهجج و ( يحت ) ما شاء له الله , ثم ينصرف تصحبه الدعوات واللعنات ويتكرر هذا السيناريو الممل حتى حفظناه , وفي كل الأحوال لا ضرورة لهذا القسم سواء ان كان مغلظا أو عاديا , فأمور الدول وشئون الرئاسة لا تسير بمثل هذه العنتريات التي في عضلات اللسان فقط , الا أن القسم الأخير القاضي بايقاف انسياب نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية كان مسببا أسبابا منطقية الى حد ما , وهو دعم حكومة الجنوب لحركات التمرد السودانية , مع أن حكومة السودان نفسها تدعم حركات التمرد الجنوبية ضد حكومة جنوب السودان من باب المعاملة بالمثل أو من باب زعزعة أمن واستقرار حكومة الجنوب , ولكن حكومة السودان هي من صرخ أولا بعد أن أرهقتها طلعات حركات التمرد المتكررة واستيلائها على مدن ومناطق ذات أهمية , فضلا عن ترويع المواطنين بهذه المناطق , فكان ما كان من التلويح أولا ثم الاعلان الصريح بايقاف تدفق النفط حتى توقف حكومة دولة جنوب السودان دعمها لحركات التمرد السودانية , وها هي حكومة الجنوب تنكر انكارا تام قيامها بأي دعم لحركات التمرد , وبزيارة وفد حكومة دولة الجنوب أمس الثلاثاء تذلل كل الصعاب ويتم تبادل التصريحات الوردية والغزل بين الجانبين , ويبلع الريس الهمام قسمه كالعادة ليعلن عن استمرار انسياب نفط الجنوب دون سقف زمني ويتم الاعلان عن استئناف ما جاء بمصفوفات التعاون المشترك والحوار لحلحلة القضايا العالقة و و و و. لا أحد يريد لطبول الحرب أن تقرع من جديد , وكفانا ما أريق من دماء والملاسنات والاتهامات لا تفيد أيا من أطراف النزاع , ولكن ( غتغتة ) المشاكل لا يعني حلها , والجرح لا يبرأ اذا أغلقناه كما هو , اذ لا بد من تنظيفه وتضميده أولا , على الرغم من تعهد جوبا بفتح صفحة جديدة واغلاق صفحات الماضي , وربما في هذا التحديث ما وراءه أو ما يستشف من ورائه دون الدخول في تفاصيل , و ( الشيطان يكمن دائما في التفاصيل ) كما يقولون , ويبدو أن حكومة السودان قبلت وهي مضطرة أنصاف الحلول هذه في قمة لم تحسم أي من الأمور التي كانت مصرة على تحقيقها اللهم الا اذا أرادت أن تكسب بعض الدولارات لتكسب بعض الوقت لتبقى في الحكم وليكن ما يكون , ورزق اليوم باليوم أفضل من عدم وجود رزق .
|
|
 
|
|
|
|