|
مقال البروف جمال نورالدين إدريس (الإفك الفكرى )
|
أحبابي إليكم مقالي بصحيفة اليوم السعوديّة - ملحق آفاق الشريعة - الذي صدر الجمعة الفائتة 9/شوال 1434هـ، وأنزلته لكم كصورة سابقاً.
الإفْكُ الفِكْرِيُّ!!. د.جمال نور الدين الحُريّةُ في الفكر لا تعني الفوضى، وعدم احترام الثّوابت من النّصوص الشّرعية تحت مُسمّى ما يعرف بالإبداع وحرية الفكر.. وهذه فِرْيَةٌ يُنادي بها الليبراليون الَّذين يؤمنون بأنّه لا ثوابت أمام الإبداع والفكر.. وأنّ إطلاق العِنَان للفكر والخيال من حقِّ كُلِّ ذي فكرٍ أمام ما يُعرف بالنّصوص الشّرعية. والواجب علينا حينئذٍ أنْ لا نُطيح بعقائدنا وثوابتنا بمحاكاتهم وغضِّ الطّرف عنهم بزعم أنّ الحرية مكفولة للمُفكِّر لا ستباحة أيّ شئٍ..لأنّ الليبرالي،أو العَلَمَانِي،....يؤول النّصوص الشّرعيّة إلى حسب ما يراه ويهواه، يُحركه في ذلك - في الغالب الأعمِّ - غرائزه وأهواؤه، وتقوده رغباته وميوله.. ويَعْرِضَها تحت مُسمّيات براقة.. الفكر الحُرِّ.. والتنوير.. وتلاقح الأفكار.. وغيرها من المُسمّيات الَّتي سادت في زماننا هذا بيد أنّها في حقيقة الأمر ضلال وإلحاد..وإنْ تذرّعُوا بشرعية العقل في اختيار طريقة البحث والمنهج.. فمن المؤكد أنّ ما يصل الواحد منهم إليه من نتائج تكون غير مأمونة الصّواب.. ومع كُلِّ ما ذُكِر لا يُريد الواحد منهم أنْ يُسأْلَ فيما أخفق فيه.. وإنْ أنكر الإخفاق.. وادّعى الصواب.. فهذا هو ديدنهم في كُلِّ الحالات الَّتي عَرضَتْ لفكرنا!!. وإذا نظرنا إلى ما كتبه هؤلاء الأدعياء بالقراءة الدّقيقة الفاحصة المُتأنية..وجدناه كلّه تهكُّم ######رية لكُلِّ ما اختطّه العلماء الثِّقات الَّذين جُرِّحُوا وعُدِّلُوا.. وكذا من كُلِّ نصٍ شرعيٍّ لا يتماشى وينسجم مع أفكارهم.. مع العلم بأنّ الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ فيما يقوم به الإنسان من سلوك.. فما بالك بما أنزله الله على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلَّم من قُرآن لا يشوبه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وإذا جاز لنا أنْ نسألَ هؤلاء:لماذا يحلو لكم دائماً أنْ تسخروا من كُلِّ نص شرعي؟!..لماذا تُريدون أنْ يكون معنى هذا النّص كذا..وهذا بدلاً من ذاك؟!والإجابة على هذه الأسئلة معلومة لدينا:لأنّهم صراحة لا يقبلون النّص الشّرعي.. ويرفضون وجود سلطة النّقل الحاكمة على العقل..فَضَلُّوا طريق الرّحمن واتّبعوا طريق الشّيطان.. ومع تعنتهم وإصرارهم على موقفهم هذا..استاء النّاس منهم لما تمثِّلُهُ أفكارهم المنحرفة هذه من استفزاز للمشاعر في مُقابل ما يعتمل في القلوب من إيمان بالله سبحانه وتعالى.. وبما جاء من عنده. وحينما يُجْمِعُ العلماء في مشارق الأرض ومغاربها بأنّ ما جاء به أمثال هؤلاء هو الضّلال بعينه.. ويُطْلَبُ من الواحد منهم أنْ يُبْديَ ندمه عمّا اقترفه من إثمٍ.. وأنْ يُعلِنَ توبته.. يقول بثقة: هل شققت قلبي؟!..هل فتشت دواخلي؟!..ثمّ يدفع اتهام البعض له بالإلحاد بقوله:أنت لا تملك من الأمر ما يجعلُكَ أنْ تتهمني بالرّدة..ما دمت أقول:لا آله إلاّ الله،محمّد رسول الله..وكأنّ هذه الشّهادة تسوِّل له فعل ما يراه ويهواه.. وهو في الحقيقة يتّخِذ منها ستاراً ليواري من ورائها فحشه وسفهه وإفكه الفكري..( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).. وفي الوقت نفسه يسعى إلى حصد الجوائز والشهرة.. والمجد والمال.. و.. نظير تسميمه لعقول الشّباب المُتطّلعين إلى العلم. وما يغيظ أنّك تجد الواحد من هؤلاء يقول: أنا أدافع عن الإسلام.. وأُظهر جوهره.. وإذا كان من المُفترض أنّ تلك هي نيته.. فلماذا لا يبحث بيقين عمّا يُحار فيه العقل المحدود بدلاً من حشد جهوده في هدم النّصوص الَّتي لا يجدها تخضع لهواه طالما عجز عن فهمها أو إدراك حِكَمة وجودها؟!.. ثمّ ينبري قائلاً مُتبجِّحاً: أنا لي مُطلق الفكر.. ولست ممّن يؤمنون بنقل النّص حرفيّاً إلى العقل والتّسليم به!.. ونحن بدورنا لا نقرُّ بهذا أيضاً..ففي القُرآن الكريم آيات كثيرة تدعونا إلى الفكر والتفكُّر لكنْ أيُّ فكر؟.. الفكر الهادف المتأمِّل المُتبصِّر.. أمّا الحريّة الَّتي لا عاصم فيها للمبدع أو المُفكِّر حيال تداوله للنّص الشّرعي والَّتي يدعو لها أمثال هؤلاء الَّذين يدّعُونَ الفكر.. فهي ما نرفضه ونمُجُّهُ لأنّها حرية مُطلقة تتجاوز كُلَّ الثّوابت، وخارج سياق النقل، والله يقولSad .. فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)
* البروف جمال نورالدين إدريس من مواليد السقاى البتلاب، محاضر بجامعة الدمام بالسعودية وأستاذ الشريعة والبحوث الدينية بالجامعة ومعه بنفس الجامعة الدكتور الفاتح الزين أستاذ التأريخ من أبناء العيلفون وهو صديق قديم منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات إبان عملى رئيساً لقسم شرطة العيلفون عملنا سوياً فى إتحاد كرة القدم بالعيلفون ، البروف جمال إبن عمنا درس الابتدائى بالسقاى وكذلك المتوسطة ثم جامعة أمدرمان الاسلامية التى حصل فيها على الماجستير ثم الدكتوراة وله العديد من المؤلفات وكان محاضراً فى عدد من من الجامعات السودانية ومراكز البحث العلمى والشرعى وقبل عامين تم إنتدابه الى جامعة الدمام بالمملكة العربية السعودية ، ويكتب مقالات يومية وإسبوعية فى عدد من الجوائد السعودية وله حضور يومى ومفيد ومقدر فى الفيس بوك وتواصل معنا بالردود الخاصه والعامة ، قابلته فى إجازتى الاخيرة للعزاء فى الوالد فقد حضر لتعزيتى وكان قد حضر بدعوة من رئاسة الجمهورية لحضور فعاليات مؤتمر علماء الشريعة فى السودان نحية ونسأل الله أن ينفعنا بعلمه .
|
|

|
|
|
|